قل لي هل تؤمن بالعين ، السحر وأم الصبيان ..أقل لك من أنت؟ا/ علي مسعاد


الحيرة الفكرية ، التي يقع في شراكها الكثيرون ، ممن تعرضوا للسحر ، عانوا من العين وأصيبوا بأم الصبيان ، قد تكون القاسم المشترك ، بين العارفين وغير العارفين ، بهذا العالم المليء بالكثير من الألغاز والطلاسم ، أو إن شئنا القول ، العالم الغير قابل للتفسير والمنطق.
ليس لأن عالم الروحانيات والماورائيات ،عالم مجهول بالنسبة للعديدين ، وأن العارفين به يعدون على رؤوس الأصابع ، بل لأن ما تتداو له الألسن ، حول ما يقع خلف الكواليس ، تقشعر له الأبدان ولا تزيده إلا غموضا والتباسا .
فقبل أيام ، سمعت عن شابة تعرضت للصرع وقبله بأسابيع بشاب وقع ضحية للسحر والشعوذة وبين الفينة والأخرى ، عديد من الناس يعانون الأمرين جراء " العين " ، أما الحديث عن " التوكال " ، " التابعة " وبتعبير أدق " أم الصبيان " فهو حديث ، لا ينتهي إلا ليبدأ .
قصص واقعية ، هي إلى الخيال أقرب منه إلى المنطق والعلم وتكاد لا تجد لها تفسيرا منطقيا لكنها موجودة بقوة الواقع ، وإلا كيف نفسر ما يقع كل ثانية ودقيقة في هذا العالم المليء بالألغاز والغموض ؟ا هذا العالم العصي على الفهم والتفسير ؟ا
تفسير ما يقع ويحدث في هذا الواقع المادي ، الذي تحكمه عدة عوامل متداخلة ومتقاطعة ك"الجهل ، الأمية ، الحقد ، الحسد ، الغيرة ، الفقر ماديا كان أم معنويا " ، ضعف الإيمان وطغيان الماديات " وغيرها من العوامل التي لن تزيد مثل هذه الآفات والظواهر الاجتماعية السلبية إلا تفاقما .
وما الزيجات التي انتهت قبل أن تبدأ ، بسبب "السحر" أو غيره ، و التميز الذي يقود بصاحبه إلى الشارع بسبب " التوكال " و "العين " التي قد تؤدي بإحداهن إلى أن تكلم نفسها عوضا عن الآخرين ، إلا غيض من فيض ، لأن الشارع مليء بما لا يحصى من الحكايات والقصص ، التي لم تكن لتحدث – كما سبق وأن قلت - لولا تجدر " الجهل ، الفقر والأمية " لدى الكثير من المتعاطين لهذه الأعمال الشيطانية .
قصص حزينة لم تعرف طريقها إلى الإعلام والتلفزيون ، وظلت حبيسة أحاديث الناس و الكواليس ، وأقترحها - بالمناسبة - على القائمين على برنامج مثل :" تحقيق " ،" 45 دقيقة " الخيط الأبيض " و " أسر وحلول " ، ليس لأنها مواضيع بكر ، لم تنل بعد حظها تلفزيونيا ، بل لأن من شان ذلك أن يحد من المآسي الاجتماعية التي تحدث كل لحظة وحين ، بسبب " التوكال ، التابعة ، العين ، السحر ، العكوسات ، الثقاف ...إلخ ".
هذا دون الحديث عن الأموال الكثيرة التي تصرف و الطاقات الجبارة التي تهدر ، من طرف المتعاطين لهذه الأعمال الشيطانية ، لا لشيء إلا من أجل تدمير الآخرين ، إما حقدا أو حسدا أو انتقاما ، فقط ، لأنهم ، متميزون ، متفوقون و موهوبون ، وأن الحياة لا يتسع صدرها ، للفاشلين ولأنصاف الموهوبين ، أمثالهم .
ولأنهم ، فاشلون في كل شيء ، ولا يملكون غير السحر سلاحا من أجل تحقيق أحلامهم والوقوف ضد التميز والتفوق من أجل الوصول إلى طموحاتهم وعرقلة كل المبادرات الطموحة والخلاقة ، من أجل تمديد بقائهم حيث هم .
كان طبيعيا ، أن نظل حيث نحن ، متخلفون ، رجعيون ، جامدون بلا حراك ، فيما الأمم الأخرى ، قد سبقتنا بسنوات ضوئية ، في شتى المجالات العلمية والتكنولوجية ودروب المعرفة ، بسبب تعاطي الكثير منا ، للسحر ولكل صنوف الشعوذة ، من أجل الحفاظ على مكاسبهم الاجتماعية عوضا عن الاجتهاد والعمل ، حيث تفوق الآخرون وفشلنا نحن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق