هل من ضامن لاستمرار المصالحة الفلسطينية الفلسطينية أمام الهيمنة الأمريكية؟/ خضر خلف


الكل منا كان على يقين بعدم وجود مكان او إمكان أو زمان من اجل التوفيق أو التوافق نحو المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بين بعض أجزاء الشعب الفلسطيني تحديداً حماس وفتح ، وهذا الأمر كان من الأمور المستحيل حدوثها .... محاولة المصالحة بمصر بعهد النظام السابق كانت مبنية على ضرب من العبث ليس إلا , ومحاولة مزعومة لإيجاد توافق أو تطابق ، وبالوقت نفسه كانت ترسم مفهوم للطرفين يقول بان موقف الحوار الحاصل هو مع من لا يؤمن بك ويعترف بك ، نعم أنها كانت هستريا وهذيان النظام المصري السابق من اجل خدمة البيت الأبيض والكيان الصهيوني على حساب التوافق الفلسطيني والقضية الفلسطينية .
نعم رباعية عربية عميلة ، ونظام مصري سابق يمثل شرطي أمريكا بالمنطقة ، جعلوا العلاقة بين فتح وحماس دائما بان تكون في شد وجذب ، بفرض شروط تعجيزية يتم توظيفها لتعكير صفو المنطقة وتميع الحوار القائم والتحايل على القضية الفلسطينية والمكر على طريقة نظام البارك والرباعية العربية ، وبخلق نقطة خلاف جديدة بين فتح وحماس ولا تخدم فلسطين والقضية ، بالوقت نفسه تكون بحد ذاتها فرض لقوانين هيمنة الإرادة الأمريكية واستبدادها بالمنطقة .. لذلك التوافق لم يرى النور في حينه وكان الخبث الأمريكي والصهيوني يظهر ويطفو على العلن ... من خلال تصريحات النظام المصري السابق والرباعية العربية ..
نعم الثورة الشبابية على امتداد الوطن العربي جاءت لتحقق مطالب وطموحات شباب الأمة العربية والإسلامية على امتداد الوطن العربي ، شباب يريدون التغيير و رسم معالم مستقبل العالم العربي يتطابق مع مفهوم طموحاتهم وتصوراتهم لمستقبل أفضل ، لغياب الأنظمة القادرة على تحقيق طموحات الشعوب بالوطن العربي ، نعم الشباب أدركوا بان الأنظمة أصبحت أنظمة عميلة مستبدة جعلت الوطن العربي في مأزق سياسي ، ولا تستجيب لمطالب شعوبها وتسحق إرادة الشعب.
بعد عقد ألاتفاقيه التوافقية والمصالحة بين حماس وفتح أقول بان هذا أمر من الأمور الوطنية أن يتم التوافق ولكن يجب أن يكون متصف بالعدالة الوطنية ، فالعدالة الوطنية التي اقصدها تندرج في بنودها الانحياز الى العدل ومحاربة الظلم والفساد والاستبداد ، وكذلك الانحياز الى حق المقاومة ، وحماية القدس من التهويد وتهجير أهلها ، لان الانقسام والانشغال به ساعد وشارك في تهويد القدس وإقامة المشاريع الاستيطانية ، وان لا تنحاز المصالحة وتنشغل بتقسيم الغنائم بعدد الوزراء وتقسيم مواقع الإدارة والنفوذ .

هذا التوافق سوف يكون تحت المجهر ، ويكون مربط الفرس .. ونحن نحمد الله على توافق الإخوة فتح وحماس .. ولكن نحن نقف أمام وضع الصراع الصهيوني العربي القائم ، والبيت الأبيض يدعو إلى هدم التوافق ويمعن بقلب القوانين وترجمتها إلى قوانين ومفاهيم تتفق مع المشاريع الصهيونية بالمنطقة ، نعم جرثومة الإدارة الأمريكية سوف تنخر وتزعزع ثوابت الأمن بالمنطقة من بعد المصالحة ، لتفرض رؤيتها بكيفية إتمام هذا التوافق .
الإدارة الأمريكية لن تستسلم بالسهولة دون أن تنخر في قواعد المجتمع العربي والإسلامي تبحث دوما عن فرض تواجدهـا لإنهاء أي اتفاق أو وفاق كان الإسلاميين طرف فيه ، لأن الهيمنة الأمريكية معروفة وظاهرة للعلن والاستسلام كما مضى لهذه الهيمنة لن يتحقق التوافق ، قد يتحقق التوافق من خلال عزفنا على وتر الثورة والتغيير وتستغل واقع الثورة الشبابية على امتداد الوطن العربي ، ونقول انجاز الوفاق والتوافق هو ثمرة من ثمار التغير بالوضع العربي والدافع الأساس الاستجابة لمطالب المواطنين .
ومن خلال مقالي هذا أدعو كل القوى والفصائل والحركات الفلسطينية والقوى السياسية والمدنية على امتداد الوطن فلسطين وبالشتات الى اليقظة والحذر من الإملاءات الخارجية لأنها مشاريع أمريكية صهيونية يجب إدراك مخاطرها ومراميها الشريرة في هذا الوقت بالذات .. لان البيت الأبيض يراهن على ورقة الخلاف الفلسطيني الفلسطيني وفصل غزة عن الجسم الفلسطيني لإجهاض القضية الفلسطينية.
فهل من ضامن لاستمرار المصالحة أمام الهيمنة الأمريكية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق