صحى النوم أيها المجلس العسكرى/ مجدى نجيب وهبة


** التقى عدد من قيادات القوات المسلحة ظهر أمس الأول بممثلي "ائتلاف مجلس قيادة الثورة المصرية"، والذي يضم نحو 4 ملايين عضو، وذلك في مقر "أكاديمية ناصر العسكرية"، قبل انطلاق أولى جلسات الحوار بين "المجلس العسكري" و"شباب ائتلاف الثورة"، في مسرح "الجلاء" مساء ذات اليوم.
** وأطلعت القيادات "ممثلي الائتلاف" على وثائق تؤكد تعرض البلاد لمؤامرة من أطراف داخلية وخارجية، الهدف منها 3 أمور: الأول الوقيعة بين الشعب والشرطة بهدف إغراق البلاد في الفوضى والتأثير على الحالة الاقتصادية والاجتماعية، ويدور الثاني حول الوقيعة بين عنصري الأمة من الأقباط والمسلمين؛ لزعزعة استقرار البلاد وإظهار مصر في صورة سيئة توحي للعالم بوجود فتنة طائفية، أما الثالث فيتضمن الوقيعة بين الشعب والجيش وذلك كعقاب للقوات المسلحة على وقوفها بجانب الثورة وحمايتها وأيضًا التأثير على القوة العسكرية للدولة وإضعافها.
** والهدف النهائي من كل ما سبق هو تفتيت مصر إلى دويلات صغيرة "دولة نوبية في الجنوب" وأخرى "مسيحية في الصعيد" وثالثة "إسلامية في شرق البلاد" على أن يتم طرد الفلسطينيين بقطاع غزة إلى سيناء؛ لتحدث حرب ثلاثية بين مصر وفلسطين والكيان الصهيوني، وذلك في إطار خطة أوسع لتقسيم الدول العربية مثلما حدث مع السودان والمحاولات التي جرت في العراق وتجري حاليًا في ليبيا، وحتى تصبح مصر في غاية الضعف أمام العدو الصهيوني بحيث يكون هو "مخلب القط" في الشرق الأوسط الجديد كما هو مخطط له .
** ولأنه قد سبق لنا منذ أربعة شهور فى بداية الأحداث التى تمر بها مصر وتم إرسال المقال لجميع المواقع بما فيه المجلس العسكرى .. وبعض المواقع رفضت نشره والبعض الأخر تفضلوا بنشر المقال .. وقد أرسل هذا المقال إلى المجلس العسكرى على صفحته بالفيس بوك ولذلك أعيد إرساله حيث أننا دائما لنا رؤية فكرية تسبق الأحداث الجارية ..
بـــــداية المقال :
** علىّ أن أرفع القبعة للرئيس الأمريكى على فوزه الساحق بتحالفه الشديد مع الإسلاميين وتخريب ثورة شعب مصر العظيمة والتى إنطلقت يوم 25 يناير للمطالبة بالإصلاح والتغيير والعدالة .. علينا أن نرفع القبعة لأوباما الحانوتى لنجاحه فى تفعيل سيناريو الفوضى والذى أدى إلى الإنفلات الأمنى وإنتشار البلطجية والتحريض على سقوط كيان الدولة والذى تحول إلى هدف متداول فى الشارع المصرى ، فالإصرار على التمرد لا يمكن أن يكون من فعل ثوار الحرية .. لا يمكن أن تكون الفوضى والهمجية التى تسيطر على الشارع المصرى الأن من صنع ثورة الشباب التى إنطلقت وهى ترفع شعارات ومطالب وطنية خالصة إتفق عليها غالبية الشعب المصرى الذى شارك ودعم الثورة حتى تحققت جميعها وعلى رأسها رحيل الرئيس مبارك .. نعم بات هناك قوى غامضة مريبة تحركها سياسات دول لا تريد السلام لشعب مصر ولا تريد له الأمان أو الإستقرار وإنما تهدف إلى جعله على سطح صفيح ساخن حتى يتم شوائه ويسهل إلتهامه والأن تعلن الفوضى عن نفسها وتفرض زعامتها فى مناخ معبأ ومشحون بروح الضغينة والتشفى والدسائس ..
** عمال يقتحمون مكتب العضو المنتدب لأحد مصانع النسيج ويوسعونه ضربا حتى الموت .. بلطجية يحتلون قسم الرمد فى مستشفى القصر العينى ويهددون الأطباء .. بلطجية يقتحمون مستشفى الدمرداش ويجبرون أحد الأطباء على الخروج معهم لإجراء جراحة عاجلة لمصاب .. أمناء شرطة يحرقون وزارة الداخلية .. غوغاء يدخلون الشقق الخالية ويسكنونها .. بناء سرطانى على أراضى زراعية .. فوضى مرورية والسير عكس الإتجاه .. إحتكاك بين سائق ميكروباص وضابط شرطة وتعرض الضابط للإهانة مما دفعه لإستعمال سلاحه وإصابة السائق .. تجمع المئات على الضابط وأوسعوه ضربا وحرقوا سيارته ونقل إلى المستشفى بين الحياة والموت .. سيناريو بشع لا علاقة له بثورة 25 يناير ، سيناريو من الفوضى أخرج الديدان والطحالب والعفونة من أحشاء العشوائيات وأوكار البلطجية وغرز المخدرات ، فمن حرقوا المحلات وإقتحموا المنازل وسرقوا ونهبوا وروعوا الأمنين هؤلاء نجدهم يرتدون لباس الفروسية ويدعون البطولات الزائفة .. بل رأينا بعضهم على القنوات التليفزيونية يجاهرون بالغباء والبطولة فى الوقت الذى ظهر فيه الإعلام المضلل والمخرب للتشفى فى النظام والوطن والأمثلة عديدة ، فوجدنا محمود سعد الذى ركب الموجة ونصب نفسه زعيما حنجوريا وتناسى هذا المخادع أنه يتقاضى 8 مليون جنيه سنويا من الإعلام المصرى ومن النظام الذى يطعن فيه ويسبه ويشاركه فى الإعلام الهدام والمتشفى سيدة الهدم فى الإعلام المصرى منى الشاذلى والمتحول عمرو الليثى .. هذا بخلاف عديد من الفنانين والفنانات والكتاب الذى يعفى قلمى عن ذكر أسمائهم .. وأين التافهين والمهمشين وهم ينصبون أنفسهم زعماء حنجوريين ، وصارت الأكاذيب هى مجموعة من الحقائق عندما يصدقها الناس ...
** لقد رأينا وشاهدنا أسفل وأحط قناتين إخباريتين هما "القناة الداعرة والعاهرة" أى "الجزيرة القطرية وقناة العربية" يبثوا سمومهم من دولة قطر الإسرائيلية وهم ينفخون فى النار ويحرضون الغرب على التدخل فى الشئون الإقليمية لبعض الدول العربية .. رأينا شيوخ الإرهاب والتطرف والغباء الفكرى يعتلون المنابر وسط تصفيق من جماعة الإخوان وغيبة من الأمن المترنح والنظام الذى لملم أشلاءه .. رأينا أحد شيوخ التطرف وهو يوءم المصلين بميدان التحرير ويطالب الجيش المصرى بفتح المعابر أمام مواطنى غزة وحركة حماس ... نعم ها هو سيناريو الفوضى الذى سعى إليه أوباما لتحقيق الحلم الأمريكى بمنطقة الشرق الأوسط الجديد ..
** نعم أصبحت مصر فى حالة فوضى على حدودنا الغربية والجنوبية .. هناك الأحداث تشتعل فى ليبيا وتونس وأيام معدودة ستشتعل فى المغرب والجزائر كما إشتعلت قبل ذلك فى السودان والتى أدت إلى إنفصال الجنوب عن الشمال .. علينا أن نعلم أن حدودنا الشرقية المشتعلة أصلا بإسرائيل والصراع الفلسطينى يزداد إشتعالا عبر اليمن والإدارة الأمريكية تطعن فى شرعية الرئيس الفلسطينى للضغط عليه وإسقاطه وتوتر داخل لبنان لتنجرف فى منحنيات خطيرة ، وهناك العراق الضائعة وسوريا ماضية فى غيها وقهرها لمواطنيها وإيران تقمع المظاهرات داخلها وتتحرك على حدودنا ، ولا ننسى الدور على الخليج الذى يبدأ بالبحرين ، ثم يتحول إلى السعودية ، وقد فطن الملك فهد بن عبد العزيز لهذه اللعبة ، مما جعله يضخ 37 مليار دولار لزيادة الرواتب والإسهام فى عملية التنمية داخل المملكة ، ومع ذلك فهناك تلميحات قد تحدث فى السعودية قريبا وسيناريو معد للتظاهر بميدان البطحة بالرياض وبناء الخيام ورفع الشعارات التى تطالب بالإصلاح ثم إقالة الحكومة ثم وقف العنف ومحاكمة المسئولين ثم إسقاط النظام .. شعارات أخرجتها الإدارة الأمريكية ونقلتها الشمطاء هيلارى كلينتون وحتى نكشف فضائح المؤامرة الدنيشة التى تتزعمها الإدارة الأمريكية وبعض الأنظمة الغربية ضد الكيان المصرى ..
** ففى جريدة الأهرام بتاريخ 25 فبراير خبر بعنوان "هيلارى كلينتون : فى حوار مع الشباب المصرى عبر الإنترنت .. أمريكا لا تعارض وصول الإخوان للسلطة شريطة نبذ العنف والإلتزام بالديمقراطية" ونفت هذه الشمطاء العجوز أى علاقة بين الولايات المتحدة وشباب ثورة 25 يناير فى أى مرحلة من مراحل الثورة ، ثم أعقبه خبر مثير للسخرية بجريدة أخبار اليوم 26 فبراير 2011 "أوباما : لا علاقة لأمريكا بموجات الثورة فى العالم العربى حيث أكد الرئيس الأمريكى أوباما أن ما يحدث فى المنطقة العربية تغيير تقوده الشعوب ولا علاقة لأمريكا به" .. وحتى نفضح أكاذيب هذا المهرج ننشر ما أصدرته صحيفة "جلاسكو هيرالد" الأسكتلندية مؤخرا بعنوان "أمريكا تخطط لإحتلال مصر عام 2015" والتفاصيل كالأتى :
** كشفت صحيفة «جلاسكو هيرالد» الأسكتلندية في تقرير لأحد الباحثين المهتمين بشئون الشرق الأوسط ومصر والعرب عن خطة بعيدة المدي نسجت خيوطها داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية «CIA» ووزارة الدفاع الأمريكية - البنتاجون - تهدف إلي حصار مصر ثم التهامها عسكريًا. قال الباحث إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ المخطط منذ ثلاث سنوات من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور غرب السودان دوليًا وعسكريًا من خلال نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن مشيراً إلي أن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلي قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صواريخ بعيدة ومتوسطة المدي موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران
** وأن الولايات المتحدة تهدف من ضغوطها الحالية علي المجتمع الدولي وخاصة الدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتكثيف الضغوط علي الحكومة السودانية لنشر قوات دولية بالإقليم، علي أن يتم لاحقًا نشر قوات تتخذ من الإقليم قاعدة عسكرية. ويهدف المخطط الأمريكي أيضا عبر إثارة الفوضي في مناطق الحكم الذاتي في فلسطين والضغط علي محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتي يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة حماس، بقاعدة عسكرية جديدة لتطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها تحسبًا لأي طارئ يحدث في العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.
** أكد تقرير الصحيفة أن الولايات المتحدة حددت سبع سنوات لتنفيذ مخططها ينتهي عام 2015 مشيراً إلي أن واشنطن تسعي منذ فترة إلي افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية داخل مصر مما يؤدي إلي انقسام الشعب المصري ويجعل النظام عرضة لانتقاد المجتمع الدولي وفرض عقوبات عليه، ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكرياً بعد التدخل في شئونها الداخلية من خلال بعض الطوائف أو منظمات المجتمع المدني أو الشخصيات المثيرة للجدل التي تعمل علي تفكيك المجتمع المصري وفقا لخطة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت لفرض الديمقراطية علي الطريقة الأمريكية عن طريق الفوضي الخلاقة.
** وكشف التقرير أن أمريكا أعدت بالفعل مخطط التقسيم وتعمل علي تنفيذه منذ فترة بإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين في مصر وتشجيع المسيحيين علي تصعيد حملتهم وهجومهم علي النظام المصري في الداخل والخارج بل وتشجيعهم علي المطالبة بتكوين دولة مسيحية جنوب وغرب مصر حتي وإن نفي المسيحيون ذلك فلقد نشرت المواقع الأمريكية خرائط تؤكد هذا التقسيم وتكشف دور أقباط المهجر ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذ تلك المؤامرة الخطيرة .
** ويري كاتب المقال أن القومية الخالصة يمكن أن تجد مبررا لتغيير الحدود لتشكيل كيان سياسي مستقل لها بما يؤدي لتفتيت كل دولة حالية لعدة دويلات علي أسس عرقية أو طائفية أو إثنية ولهذا أعدت الأجهزة الأمريكية الخرائط علي أساس الواقع الديموجرافي للدين والقومية والمذهبية ويري الكاتب أنه لكي تتم إعادة ما أسماه بتصحيح الحدود الدولية فإن ذلك يتطلب توافقا لإرادات الشعوب ولأن هذا من الصعب تحقيقه فلابد من سفك الدماء للوصول إلي هذه الغاية.
** ما هي تفاصيل خريطة الدم التي تحدد معالم الشرق الأوسط الجديد ونصيب مصر منها..؟؟ يتم تجميع الفلسطينيين في كيان مستقل واليهود في كيان آخر حيث ستنشأ دولة جديدة تضم الأردن القديم وأراضي من السعودية وربما من فلسطين المحتلة تضم كل فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الشتات وتسمي الأردن الكبير ويستولي الكيان الصهيوني علي باقي أراضي فلسطين، أما غزة فسيتم ضم أجزاء كبيرة إليها من سيناء قد تصل إلي نصف سيناء. وأن عدداً من الدول العربية ستقع ضمن هذا المخطط الجديد باقتطاع أجزاء منها بالإضافة إلي دول إسلامية منها إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان وغيرها علي أن تكون هذه الكيانات الجديدة بالطبع موالية للغرب ولأمريكا.
وبالنسبة إلي السودان فقد بدأت الخطة مبكرا حيث تم فصل الجنوب عن الشمال ويتم العمل حاليا علي فصل الشرق عن باقي السودان لتنشأ بالتالي ثلاث دويلات تتحكم فيها أمريكا.. ففي الجنوب دولة مسيحية تدين بالولاء للغرب عقيدة واستراتيجية ويمكنها التأثير علي المياه التي تصل إلي شمال السودان ومصر، وأما شرق السودان فالمؤشرات تؤكد أنه بحيرة من البترول ولا يمكن للغرب أن يتركه في أيدي حكومات تناصب الغرب العداء وتعمل علي تنشيط علاقاتها مع الصين وروسيا.
لقد بدأت الإدارة الأمريكية الترويج لهذا المخطط الجديد منذ حرب أكتوبر عام 1973علي أقل تقدير وإن كان البعض يرجع هذا المخطط إلي الأربعينيات حيث كانت أمريكا قد بدأت في الظهور كقوة عظمي علي الساحة الدولية بينما كانت الدول الاستعمارية الأوروبية تضعف وتنسحب من مستعمراتها في أفريقيا وأسيا وبدأت تنفيذه فعليًا في العراق بالاتفاق مع إيران وأفغانستان وباكستان وبمساعدة إسرائيل.
يتضح أن الهدف من الخطة الأمريكية هو حل القضية الفلسطينية علي حساب الدول المجاورة ودون المساس بإسرائيل وضمان ولاء الدول الجديدة لأمريكا وضمان ولاء الدول التي سيتم استقطاع أجزاء من الدول المجاورة إليها لأمريكا واسرائيل معا. وبذلك تضمن الإدارة الأمريكية والإسرائيلية شرق أوسط جديدا يحقق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في السيطرة علي موارد وثروات المنطقة وتضمن في نفس الوقت وصول الإمدادات البترولية والغاز إليها دون تهديدات أو مخاوف من قطعه كما حدث في حرب أكتوبر وضمان الأمن والأمان للكيان الصهيوني بعد عملية الفك وإعادة التركيب للدول المحيطة بها.
الدول المستهدفة بالتقسيم والاستقطاع هي إيران، تركيا، العراق، السعودية، وباكستان، وسوريا، والإمارات، ودول ستوسع لأغراض سياسية بحتة اليمن والأردن، وأفغانستان.
والدول الجديدة التي ستنشأ.. من تقسيم العراق تنشأ ثلاث دويلات (كردستان وسنيستان وشيعستان) دولة كردستان الكبري) وستشتمل علي كردستان العراق وبضمنها طبعا كركوك النفطية وأجزاء من الموصل وخانقين وديالي وأجزاء من تركيا وإيران، وسوريا، وأرمينيا، وأذربيجان، وستكون أكثر دولة موالية للغرب ولأمريكا.
دولة شيعستان وستشمل جنوب العراق والجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران (الأهواز) وستكون بشكل حزام يحيط بالخليج العربي. دولة سنيستان، ستنشأ علي ما تبقي من أرض العراق وربما تدمج مع سوريا. وخلق دولة بلوشستان الجديدة التي ستقطع أراضيها من الجزء الجنوبي الغربي لباكستان والجزء الجنوبي الشرقي من إيران.
إيران ستفقد أجزاء منها لصالح الدولة الكردية وأجزاء منها لصالح دولة شيعية عربية وأجزاء لصالح أذربيجان الموحدة، وستحصل علي أجزاء من أفغانستان الملاصقة لها لتكون دولة فارسية. أفغانستان ستفقد جزءا من أراضيها الغربية إلي بلاد فارس وستحصل علي أجزاء من باكستان وستعاد إليها منطقة القبائل. السعودية ستعاني أكبر قدر من التقسيم كباكستان وستقسم السعودية إلي دولتين ،دولة دينية (الدولة الإسلامية المقدسة) علي غرار الفاتيكان، تشمل كل المواقع الدينية المهمة لمسلمي العالم، ودولة سياسية (السعودية) وسيقتطع منها أجزاء لتمنح إلي دول أخري اليمن والأردن
ستنشأ دولة جديدة علي الأردن القديم بعد أن تقطع أراضي لها من السعودية وربما من فلسطين المحتلة لتشمل كل فلسطيني الداخل وفلسطيني الشتات -الأردن الكبير..اليمن سيتم توسعته من اقتطاع أجزاء من جنوب السعودية وتبقي الكويت وعمان بدون تغيير.
** لماذا يتم عرض هذه الخارطة الآن؟.. ماهو الغرض بعرضها بموقع عسكري أمريكي رسمي؟ هكذا رسمت خريطة المنطقة، معتمدة علي حجم انتشار التناقضات الاجتماعية والدينية والمذهبية والثقافية والقبلية علي الأرض
** نعم هذا هو المخطط الأمريكى لذا فإننى أوجه ندائى إلى جميع المواطنين الشرفاء بالإبتعاد عن ميدان التحرير ودعونا مما يردده الغرب للكذب على شباب 25 يناير لأن أغراضهم الدنيشة ليست الشباب وإنما تدمير الوطن .
** هذا ما نشرته صحيفة جلاسكو هيرالد وهو ما يدعونا بالعودة لأحداث الجريمة البشعة الطائفية لكنيسة القديسين وإختيار ليلة رأس السنة لأحداث طائفية بعدها وقبلها وقد حدثت حادثة أخرى بشعة وهى حادث قطار سمالوط وأحداث العمرانية وإعتداء الشرطة على الأقباط والأحداث الإرهابية التى بليت بها مصر فى اوائل سبتمبر 1997 " سقوط 40 قتيل فى المنيا .. سقوط 15 مواطن مسيحى من شباب كنيسة مارجرجس فى أبو قرقاص .. سقوط 3 قتلى فى قرية الروضة التابعة لمحافظة المنيا بعد أن رفضوا الجزية .. هدم وحرق الكنائس .. سقوط 22 قتيل فى أحداث الكشح الثانية .. سرقة محلات الأقباط ثم حرقها .. حادث الزيتون الإرهابى " .. كل هذه الأحداث ولم تعترض الإدارة الأمريكية ولم تتفوه بكلمة واحدة ، كانت النغمة تصدر دائما من مصر بعدم السماح بالتدخل الأجنبى فى الشئون المصرية ... دعونا نتذكر أنه لم يدين مجرم أو إرهابى واحد على هذه الجرائم الطائفية والتى حولت مصر منذ عهد السادات إلى مصر ستان الإسلامية ... ألا يعتبر كل هذه الأحداث الإجرامية هى نفس السيناريو الذى نشرته صحيفة جلاسكو هيرالد ..
** ورغم ذلك ستظل مصر عظيمة بشعبها ولن تتحول مصر إلى عراق أخر كما يسعى المخربون لذلك .. على الذين يتوهمون أن أمريكا تدعم الحرية والديمقراطية للشعوب فى العالم أن يصحوا من غيبوبتهم وأن يزيلوا الغشاوة التى ملأت أعينهم ، فأمريكا ليس لها هدف إلا البحث عن تخريب وتدمير الشعوب لتحقيق مأربها وأغراضها الدنيئة فى السطو على ثروات الشعوب ... حماك الله يا أرض مصر من كل غربان وخفافيش الظلام .

الكسل هو سر النجاح/ نرمين كحيلة

هذه ليست دعوة للكسل بل إنها نصيحة الكاتب "إيرنى زيلنسكى" لقرائه وهو من أمتع الكتب التى قرأتها حيث يعرض فكرة جديدة تمامًا على أذهان الناس فمن المعروف أن من طلب العلا سهر الليالى إلا أن الكاتب يطرح فكرًا جديدًا ألا وهو: اعمل قليلا تنجح أكثر ، فالظن أن النجاح متوقف على العمل لساعات طويلة وعلى الانشغال وعدم أخذ إلا القليل من الراحة وعلى بذل غير ذلك من التضحيات الجسام ليس صحيحًا والمشكلة أن العمل لعشر أو اثنى عشر ساعة فى اليوم لا يترك لنا إلا القليل من الوقت للحياة الفعلية وللأنشطة التى تؤدى للسعادة والراحة والرضا.
وهو مهندس لا يعمل أكثر من ساعتين إلى أربع ساعات يوميًا ومع ذلك حقق نجاحًا باهرًا .. والكاتب يستطرد قائلا: "لاتشعرن أبدا بالذنب لأنك كسول" وهو يميز بين نوعين من الكسل أحدهما الكسول العاطل والآخر الكسول المنتج فالأخير يحصل على النجاح بمجهود معتدل ، فماذا ينفع الإنسان إذا كان ناجحًا فى عمله وفاشلا فى عائلته وفى حياته الاجتماعية ، كهذا الذى يقضى معظم وقته فى العمل بعيدًا عن زوجته وأولاده. وما نفع المنزل الفخم إن كنت لا تملك الوقت إلا للنوم فيه؟ ويحكى قصة رجل زار صديقه فى شركته فوجد لديه موظف ينام على المكتب ممدد القدمين فتساءل متعجبًا كيف يسمح لهذا الموظف بالنوم بهذا الشكل دون عمل فأجابه صاحب الشركة: أنا أتركه ينام لأنه حين يستيقظ يعطينى أفكارًا عبقرية تفيدنى فى عملى.
ويحكى قصة مقاول غنى من نيويورك قابل صيادًا على شاطئ كوستاريكا فاشترى منه سمكًا أعجبه نوعه وجودته واكتشف أنه لديه مكانا سريًا فيه السمك وفير والنوعية ممتازة لكن هذا الصياد لا يصطاد إلا خمس أو ست سمكات فى اليوم.. سأل الرجل الصياد لماذا لم يبق مدة أطول فى البحر ليصطاد المزيد من السمك؟ أجاب الصياد أنه يصحو من نومه متأخرًأ ثم يلعب مع أطفاله وبعد ذلك يذهب للصيد مدة ساعة أو ساعتين ثم يأخذ قيلولة بعد الظهر لمدة ساعة أو ساعتين ، وفى المساء يتناول وجبة هادئة مع عائلته وفى وقت متأخر من الليل يذهب إلى القرية حيث يعزف الجيتار ويغنى مع أصدقائه.. وقال أنه ينعم بحياة هانئة سعيدة ممتعة.. فتعجب الرجل وقال له أنه لو اصطاد أكثر سيصبح مليونيرًا فأجاب الصياد:"وماذا أفعل بالأموال؟ فقال له الرجل : تصحو من نومك متأخرًا وتلعب مع أطفالك وتأخذ قيلولة طويلة وتأكل وجبة هادئة فى المساء وتعزف وتغنى مع رفاقك كل ليلة.
إذن لنا أن نتساءل ما الغرض من العمل المضنى سنوات وسنوات ومن التضحية بالسعادة والراحة الجسدية والنفسية ما دام بمقدورنا الحصول على كل ذلك بعمل أقل.؟ وينبهنا المؤلف إلى حقيقة مهمة يجهلها كثير من الناس وهى أن المال لا يشترى السعادة حيث أنه فى سنة 1995 أجرى عالم النفس "إد.دينر" فى جامعة "إيلينوى" الأمريكية ، بحثا أظهر فيه أن ثلث الأغنياء فى الولايات المتحدة الأمريكية ، لايتمتع بالسعادة التى ينعم بها شخص متوسط الدخل فى هذه البلاد وتأكيدًا على ذلك صرح "بول جيتى" و"هوراد هيوجر" وهما من أصحاب المليارات ، أن تعاستهما كانت تزداد كلما ازدادت ثروتهما.. فالمثل الإيطالى يقول:"اجعل المال عبدك المطيع وإلا أصبح سيدًا ظالمًا عليك".

ويخلص فى نهاية كتابه إلى أن سر السعادة يكمن فى الرضا وراحة البال وأن أحد العوامل التى تسهل الاستمتاع الكامل بالحياة هو التخلص من الشعور بالحسد تجاه الآخرين ، فالحسد هو فى الواقع الرضا والسعادة التى نظن خطأ أن الآخرين يمتلكونها .. كثيرون من الذين نحسدهم ، لا بل معظمهم ، ليسوا أكثر سعادة منا.. لقد حذرتنا المغنية والممثلة بربارا سترسند بقولها:"بحق الله لا تحسدوننى ، فأنا ايضا أعانى من مشاكل مؤلمة".. وهناك حكمة عظيمة تقول:"الحسد كالحمض يأكل الوعاء الذى يحتويه". فلا يمكنك أن تكون حسودًا وسعيدًا فى نفس الوقت فالحسد والتعاسة يترافقان دائمًا يدًا بيد..فمقارنة أوضاعك باوضاع الآخرين يمكن أن يؤدى بك إلى الإحساس بالخيبة والكبت وينتهى بك الأمر وأنت تقدر الآخرين وتكره نفسك.
وقد سبق التوجيه النبوى الشريف والقرآنى ذلك الكتاب بفترة طويلة حين أوجز لنا أسباب السعادة فى الدنيا والآخرة ؛ ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لربك عليك حقا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه". وكذلك حين أمرنا الله تعالى بعدم تضييع حياتنا باللهث وراء المال والنهى عن حسد الآخرين والرضا بقضائه. فما أعظمها من توجيهات!!

شهداء مصر .. والفوضى الخلاقة/ مجدي نجيب وهبة


** لم تكن الأحداث التى وقعت بالأمس 28 يونيو 2011 ، هى مفاجأة غير متوقعة ، بل هذا هو الشئ الطبيعى الذى أصاب وطن بلا عنوان .. ودولة بلا قانون .. وثورة بلا قائد .. نعم لم تكن الأحداث الأخيرة إلا نتاج الفوضى التى أصابت مصر منذ 28 يناير وحتى الأن ، بعد أن تحول 70 مليون مصرى إلى ثوار ، وشباب إئتلاف الثوار ، وثوار الثوار ، وثوار مراقبة الثوار ، والحكومة الإئتلافية وحكومة الظل وثوار مراقبة النظام .. والنهاية فوضى لا يوجد مثيل لها فى العالم إلا فى العراق والصومال وأفغانستان وفلسطين ..
** يحدث ذلك فى الوقت الذى تهل علينا الوفود الأمريكية كل فترة وجيزة لتتفقد التحرير والقيام بالزيارة الميمونة وتقديم الوعود الكاذبة .. أخر هذه الزيارات الميمونة ما قام به رئيس وزراء ماليزيا السابق "مهاتير محمد" وحرمه .. يرافقهم وزير السياحة منير فخرى عبد النور والسفير محمد فخر الدين السفير الماليزى بالقاهرة .. معتبرين أن ما فعلته ثورة 25 يناير هو بمثابة نقطة فاصلة فى تاريخ مصر .. كما أبدت حرم رئيس الوزراء إعجابها بمصر بعد الثورة وإندهاشها لميدان التحرير .. مشيرة فى دهشتها إلى إنتظام المرور والسيارات بالميدان رغم المظاهرات المليونية ولنا ملاحظة صغيرة.. "يبدو أن السيدة حرم رئيس الوزراء محولة فى نظرها ، فأين هذه السيارات والمرور المنظم فى الميدان الذى كان يغلق بالمتاريس .. وطبعا بعد هذه التصريحات لحرم رئيس الوزراء علينا أن نتصور إنسياب المرور أثناء الأحداث الأخيرة والمليونية بالتحرير !!
** ولم تمض ساعات قليلة على الزيارة الميمونة لرئيس الوزراء الماليزى إلا وحدثت مجزرة بين بعض البلطجية وكالعادة بمجرد ما أن بدأت الشرطة فى مواجهة الإنفلات الأمنى وحالات البلطجة ومن دفع بهؤلاء ومن وراءهم ومتى تنتهى هذه القصة التى إنتشرت فى أرجاء المحروسة .. خرجت التصريحات النارية من القنوات الفضائية المأجورة ومن "العاهرة الجزيرة" لتبدأ فى وصلات الردح للشرطة والإتهامات للداخلية بالعنف فى التعامل مع الثوار وهو ما دعى السيد وزير الداخلية يأمر بسحب قوات الشرطة وتأمين مبنى وزارة الخارجية والداخلية والسفارات .. وفى الحوار الذى أجرته قناة النيل الإخبارية مع الدكتور رفعت السعيد أبدى إستيائه من الأحداث وقال أن الوطن يبدو أنه سيحاكم جميع المصريين ثمن دماء الشهداء .. وفى إتصال أخر مع جورج إسحق منسق حركة كفاية قام بمهاجمة د. رفعت السعيد وهو يتساءل كيف يهاجم أسر الشهداء وإستشهد بموقف أنه أثناء إنعقاد مؤتمر شعبى بحلوان وقف والد أحد الشهداء وقال "إبنى وحشنى" ووصف ذلك بالشئ الصعب جدا .. وهنا نتوجه بالسؤال للثورجى جورج إسحق لماذا لم نسمع منكم تصريح واحد عن شهداء نجع حمادى .. لماذا لم نشهد لكم موقف واحد عن شهداء كنيسة القديسين .. أين أنتم من شهداء إمبابة .. يبدو أن جورج إسحق لا يرى فى مصر سوى شهداء 25 يناير الذى يزعم أنه أحد قوادها ، وتناسى السيد جورج أنه سبق إعتقاله مرات عديدة أثناء حكم النظام السابق والإتهامات كثيرة ، كما يبدو أن السيد جورج إسحق تناسى مشاركته فى مؤتمر هيثة الوقف الأمريكية الذى عقد فى تركيا فى إبريل 2006 وحضره ممثلون من إسرائيل وقام بنفى ذلك ثم عاد وإعترف ..
** كما قامت مقدمة برنامج إخبارى على النيل الإخبارية بالإتصال بالسيد سعد هجرس الذى أبدى إستيائه وهجومه على رجال الشرطة وإتهمهم بمعاودة العنف مع المتظاهرين .. أما أخطر ما مرت به مصر هو الإصرار – وأكرر – الإصرار على عدم فتح هذا الملف وكأن هناك قوى تحرك ملفات الفساد حسب رؤيتها فقد سمعنا وقرأنا بجريدة الأخبار خبر يقول "إستمرار المظاهرات أمام ماسبيرو وقصر العينى .. أسر الشهداء يرفضون فتح طريق الكورنيش قبل إعدام العادلى" .. وكما زعم الخبر هو زيادة غضب أسر شهداء الثورة بعد تأجيل محاكمة حبيب العادلى وزير الداخلية .. حتى أن المستشار السابق بمجلس الدولة محمود الخضيرى قرر أن يطالب بتنحى القضاء المصرى عن نظر قضايا الفساد وأن يتولى هو صدور الأحكام ومعه مجموعة من ثوار التحرير مع تعليق بعض المشانق ، وكل من لا يعجبهم توضع رقبته داخل حبل المشنقة ..
** أما الملف الذى أصر على فتحه هو دفن 19 جثة بإعتبارهم شهداء ثورة 25 يناير .. وكانت المفاجأة التى فجرتها مديرة الطب الشرعى أن أحد هؤلاء الشهداء يدعى عبد الناصر أحمد إسماعيل من سجن طرة كان محكوما عليه بالإعدام ، ووصل جثمانه إلى المشرحة بالبدلة الحمراء وبعض من وصلت جثامينهم من المسجونين كان إما عاريا تماما أو بالبدلة الزرقاء ، كما وجدت فى الجثامين جثمان إمرأة مجهولة توفيت فى حادث إحتراق أحد الملاهى الليلية بشارع الهرم ووصلت جثتها إلى المشرحة يوم 9 فبراير مع الجثامين الـ 19 ، أى قبل تنحى مبارك عن السلطة بيومين .. وقد أفاد الدكتور أشرف الرفاعى مدير دار التشريح بمشرحة زينهم أن هذه الجثث وصلت من سجون القطا والفيوم وطرة عن طريق الشرطة العسكرية ، وكان من بينهم خمس جثث معلومة الهوية أما الباقين فمجهولين الإسم لكن معلوم مصدر السجن القادمين منه .. أما السيدة دينا كشك التى تبرعت بعمليات الدفن فقالت فوجئت فى الجنازة بحضور إعلامى ضخم وتوصيف المدفونين على أنهم شهداء .. نعم هناك الكثير والكثير ولكن هناك من يصرون على الفوضى ومن يصرون على التحريض وإشعال فتيل الفوضى والتخريب ، والنتيجة التى ستنطلق بعد أن تهدأ الأمور أن فلول من بلطجية الحزب الوطنى هاجمت بعض الشباب فى محاولة لإحداث فوضى فى الميدان نتيجة حل المحليات ومحاولة لإعاقة قرار المجلس العسكرى الذى أعلن بالأمس بإجراء الإنتخابات البرلماني ةفى موعدها وإنه لا صحة لما نشر بتأجيل الإنتخابات أو التعديلات الدستورية .. وسوف يتم على إثر ذلك القبض على بعض المعارضين لإجراء الإنتخابات البرلمانية قبل التعديلات الدستورية وسيقال عن هؤلاء أنهم مجموعة بلطجية الحزب الوطنى وفلول النظام ، مع ظاهرة مهاجمة دور الشرطة ورصد مكافحتها لأعمال الشغب والبلطجة وإتهامهم بضرب الثوار والمطلوب أن تقف الشرطة عاجزة ، ثم تعود بعض الأقلام السفيهة لمهاجمتهم بسبب موقفهم السلبى وتطالبهم بالضرب بيد من حديد على الفوضى والبلطجة وأشهر هؤلاء الكتاب "الكاتب الأسوانى" علاء الأسوانى فهو لا يتورع فى كل مقال يكتبه عن التحريض ضد الشرطة والمؤسسات الأمنية فى الوطن ، كما يوجد كاتب أخر يبدو أنه منع من الكتابة فى المصرى اليوم ولا نعرف سبب المنع أو عدم نشر مقالاته ، كان له النصيب الأكبر فى مهاجمة جهاز الشرطة والتحريض عليه كلما بدأت الأمور تستقر ويتعافى الوطن .. كما إشترك فى الموسوعة الهجومية المخرج خالد يوسف وهو صاحب مرجعية ثورية يسارية منذ أن كان طالبا فى كلية الهندسة بشبرا جامعة بنها ، قاد عديد من المظاهرات حيث كان عضوا باروزا وقائدا فى المظاهرات الجامعية رغم أن له شقيق ضابط شرطة وأبناء شقيقته ومع ذلك يتعمد الهجوم العنيف عليهم وتصوير سلبياتهم سواء فى أفلامه أو فى تصريحاته الصحفية .
** نعم إنطلقت الفوضى ليس فى ميدان التحرير فقط بل طالت الفوضى منطقة الهرم الأثرية .. ففى بداية طريقك إلى منطقة الهرم وأبو الهول سوف تجد عديد من البلطجية يغلقون الطريق وهم يحاولون فرض وصايتهم على أى سيارة قادمة .. وداخل المنطقة السياحية للهرم توجد شرطة للسياحة تحاول أن تدخل الطمأنينة فى قلوب السواح ورواد الهرم ، رغم عدم تواجد سواح أصلا والمنطقة مثيرة للحزن والشفقة .. هل يعقل أن يقدم سائح واحد على رحلته لزيارة معالم مصر أو زيارة منتجع شرم الشيخ ، ففى القاهرة البلطجة وإنعدام الأمن وفى شرم الشيخ تم الإعتداء على أحد الفنادق من بدو سيناء وتهديد العاملين بالفندق بالأسلحة الرشاشة وطلبوا فدية من صاحب الفندق 8 ملايين جنيه وأفاد العاملين بشرم بأنها ليست الحادثة الأولى ولا الأخيرة منذ قيام ثورة 25 يناير !! .
** أما أحداث منطقة الهرم وما تتعرض له شرطة السياحة فقد تعرض كلا من الأمين أيمن الديب والأمين محمد عبد الباقى وهم من شرطة السياحة بالمنطقة الأثرية بالهرم والأمين مصطفى للتعرض من بعض البلطجية المسمين بالخرتيت وبعض راكبى الأحصنة بعد إستغاثة بعض السواح القليلون الذين كانوا فى زيارة للمنطقة منذ عشرة أيام ، كما إعترض بعض أصحاب السيارات وأهانوا بعض أفراد شرطة السياحة وهم يقومون بأداء واجبهم من فحص شنطة السيارة ومراجعة الرخصة ، وهذا الإجراء هو إجراء أمنى وقائى نتيجة الأحداث التى تمر بها مصر ولكن الإنفلات الأخلاقى جعل بعض أصحاب السيارات يتطاولون على شرطة السياحة ..
** هكذا تمر مصر بفترة إنفلات أمنى وبلطجة وتسيب تحت مزاعم دماء الشهداء وسط تأيد عجيب وغريب من البعض الكارهين لمصر ، لأنه ببساطة سقطت دماء شهداء أقباط كثيرين جدا فى الكشح وأسيوط ونجع حمادى وكنيسة القديسين وكنيسة العمرانية وبمها والعياط وسوهاج وبنى والمس وإمبابة و .. و.. والعديد من الأماكن ولم يقوم الأقباط بأعمال فوضوية أو تخريبية ولم تستغرق مظاهر الإحتجاجات أكثر من يوم أو إثنين ، ولم نجد هذه الحملة المسعورة للإنتقام لدم الشهداء ثم دعونا نتساءل أين دم شهداء حرب 67 الذين لقوا حتفهم فى صحراء سيناء ولم يجدوا من يدفنهم وهم يدافعون عن تراب مصر والقضية الفلسطينية .. أين دم شهداء 73 وهى حرب النصر وكم من شهيد سقط ولماذا لم تخرج المظاهرات فى 67 للمطالبة بإعدام عبد الناصر بإعتبار أن الهزيمة ونكسة 67 هو المسئول عنها بل أنه طلب فى خطاب رسمى بالتنحى على أن ينضم للصفوف الأمامية من الشعب فى حماية الوطن والدفاع عنه إلا أن الشعب المصرى الأصيل الرائع خرج ليعلن تأييده لعبد الناصر وطالبه بالإستمرار فى قيادة الجيش والشعب ..
** ولكن نعود للسؤال الأهم فى هذه الموضوعات أين المجلس العسكرى وما موقفه من جراء هذه البلطجة والأحداث الدامية والمخربة للوطن وأمن وسلامة المواطن ومستقبل مصر ولماذا إختفى المجلس بهذه البيانات التى تخرج على الفيس بوك .. من هو هذا الفيس بوك .. لماذا لا يكون هناك خطاب واضح وصريح ومعلن من القائد العام للقوات المسلحة ويكون فى مكان مكشوف وليس صالة مغلقة تضم ما يقولون عنهم الثوار أو إئتلاف الثوار أو إئتلاف الأحزاب وهى غالبا حزب جماعة الإخوان المسلمين ..
** نقول للمجلس العسكرى أن مصر أمانة فى إيديكم .. نريد بيان وخطاب واضح يخاطب كل فئات الشعب على أن تستقصى من الخطاب كل الأحزاب الدينية حتى التى تحاول أن تتلون وتغير جلدها .. نعم نريد خطاب صريح ومعلن .. هل مصر دولة مدنية أم دولة دينية .. ومتى تنتهى نغمة دم الشهداء ..

قدر الأبطال/ د. إبراهيم حمّامي


في هذه الليلة المباركة من شهر رجب وتحت جنح الظلام وبأسلوب يفتقر لأقل درجات الاحترام، تم اعتقال الشيخ الجليل رائد صلاح من فندقه بمدينة لندن، دون أي اعتبار لشخصه وقدره، وبحجة أنه يشكل خطراً على العامة في بريطانيا، تمهيداً لتحويله بعد ساعات لمركز احتجاز لترحيله بعدها خارج بريطانيا.

هذا التحرك والقرار السياسي بامتياز يثبت مرة أخرى الانحياز التام والمشين لحكومة المملكة المتحدة ضد شعبنا الفلسطيني، ورضوخها للضغوط دون أي اعتبار للقيم الديمقراطية التي تتغنى بها، وتسليمها المطلق بالتقارير الاعلامية الكيدية من جماعات الضغط ومن حكومة الاحتلال، التي تحظى بدورها بالحماية من الملاجقة في قضايا جرائم الحرب، بل تُغيّر القوانين من أجل عيون مجرمي الحرب.

لقد سبق اعتقال الشيخ رائد صلاح حملة اعلامية فاشلة حاولت استباق زيارته ومنعها من خلال اجترار اتهامات اسرائيلية سابقة لم تستطع سلطات الاحتلال اثباتها، لتحول بريطانيا إلى ساحة تصفية حسابات.

ما أثار حفيظتهم وأخرجهم من عقولهم أن الشيخ رائد صلاح وبعد لقاءات ناجحة خلال الأيام الماضية، كان يستعد للقاءات أكثر أهمية يوم الاربعاء 29/06/2011 مع كبريات الصحف البريطانية ومع برلمانيين بريطانيين داخل مبنى البرلمان البريطاني، ليكشف ممارسات وجرائم الاحتلال، وزيف ادعاءاتهم في فلسطيننا المحتلة، ومن هنا جاء التحرك الليلي كخفافيش الظلام لمنعه من ايصال رسالته، ولاخماد صوته.

لكن وان كانت لقاءاته ستتم مع بضع عشرات أو مئات أو حتى آلاف من النخب الاعلامية والسياسية في هذه البلاد، إلا أنهم بفعلتهم الشنيعة باعتقاله وبهذا الأسلوب قد أوصلوا صوته ورسالته للملايين حول العالم.

يا شيخنا الفاضل جزاك المولى عنا كل خير، وجعل لك في كل خطوة أجراً عظيماً، وحفظك من كل سوء

يا شيخنا الجليل نعلم علم اليقين أنك تعودت على الاعتقال والأسر، وأنه لن يزيدك إلا قوة وإصرار، ونعرف أنك بامتسامتك التي لا تفارقك تقتلهم ألف مرة.

يا شيخنا العظيم ليحاولوا مرات ومرات، وليجندوا الأصدقاء والحلفاء، ولينقلوا معاركهم أينما شاؤا، فأنت الأقوى والأبقى.

إنه قدر الأبطال، وثمن الانتصار.

سيرتد كيدهم إلى نحورهم بإذن الله

كلنا رائد صلاح، ويا شيخنا لست وحدك.

ولا نامت أعين الجبناء

سقطت مصر .. ولا عزاء للمصريين/ مجدى نجيب وهبة


** نعم سقطت مصر .. حينما هددت جماعة الإخوان المسلمين المجلس العسكرى إذا تبنى وضع الدستور أولا قبل الإنتخابات ، أو قام بتغيير فى خريطة الطريق التى حددها الإعلان الدستورى ، وهددوا بأنهم سيكونوا أول من يقف ضدهم ، وهو يعتبر بمثابة تهديد واضح وصريح ومعلن من جماعة الإخوان المسلمين .. تصريح "لعصام العريان" فى المصرى اليوم 28 نوفمبر 2011 .
** نعم سقطت مصر .. منذ 28 يناير 2011 ، بعد الأحداث الإجرامية وإنطلاق الفوضى الخلاقة وتعرض المنشأت للسلب والنهب وإطلاق سراح المساجين وإقتحام الأقسام والسجون وهجوم عناصر من حماس وحزب الله والإخوان وإطلاق سراح المعتقلين سياسيا ، وقتل ضباط الشرطة داخل الأقسام والإنفلات الأمنى الذى أصاب الشارع المصرى وسقوط ضحايا العنف والإرهاب الدموى .. ورغم بشاعة الأحداث إلا أننا نتساءل بعد نشر معظم الصحف هذه الوثائق .. لماذا لم يحال إتهام واحد لسيادة النائب العام لمعرفة أسباب ما حدث ، ومن هم المسلحين الذين إقتحموا السجون المصرية .. هناك غلق متعمد لهذا الملف .
** نعم سقطت مصر .. منذ إقتحام مبانى أمن الدولة من قبل الإرهابين وجماعة الإخوان وحرق هذه الملفات بالكامل لإخفاء جرائمهم ومسح هذه السجلات من الوجود ، والمصيبة أن تنطلق الإشاعات أن الشباب الذى خطط وإقتحم مبانى أمن الدولة لم يكونوا سوى بعض المواطنين الشرفاء الذين إقتحموا مبانى أمن الدولة قبل محاولة ضباط أمن الدولة حرقها ؟!! .. والمطلوب أن نصدق هذه الخرافات ونتعامل معها بمنطق الوقائع الصحيحة بل ولا ننسى دور الإعلان المنبطح الذى روج لهذه الأكاذيب وللأسف لم تصدر فى مصر جريدة واحدة أو قلم واحد يدافع عن مصر ويكشف أكاذيب الإخوان والمخربين والإرهابين ..
** نعم سقطت مصر .. حينما تجرأت بعض البرامج التليفزيونية لنشر وقائع المؤامرة التى دبرتها أمريكا لتركيع مصر ودور أوباما المحرض فى تحريك المظاهرات ثم إستضافة بعض البرامج فتيات وشباب ليشرحوا دورهم المخطط له من خلال برنامج يتم تنفيذه على أرض مصر .. كانت الإتهامات الموجهة للإعلامى أوالإعلامية أنهم ضد الثورة ، حتى عندما نقلت بعض الإستغاثات من منطقة المعادى والمهندسين وشارع جامعة الدول العربية أصحابها يستغيثون من البلطجية وضرب النار .. ولم يكن أمام مقدم البرنامج إلا توصيل هذه البلاغات للشرطة العسكرية حيث إنتهى دور الشرطة تماما ورغم بشاعة الأحداث إنطلقت بعض الأقلام وأبواق القنوات التليفزيونية لتكذيب هذه الأحداث وإعتبروا أنها دعاية ضد الثورة بل وتم إستبعاد بعض المعدمين لهذه البرامج حيث وصف دورهم بالتخريبى ضد الثورة ..
** نعم سقطت مصر .. حينما قفز جماعة الإخوان المسلمين على الثورة وإستولوا على ميدان التحرير بالكامل يقودهم د. البلتاجى ود. عصام العريان ود. سعد الكتاتنى ويقوموا بعمل منصة إخوانية تقود المظاهرات والإعتصامات وتصدر الفتاوى والإتهامات لكل من ينقدهم ويتوجه بالإتهامات إليهم ، وعلى الجانب الأخر إستجاب المجلس العسكرى لكل طلباتهم هتف الإخوان "الشعب يريد إسقاط النظام" .. "الشعب يريد محاكمة النظام" .. "الشعب يريد رحيل الرئيس" .. "الشعب يريد محاكمة الرئيس" .. "الشعب يريد تطهير البلاد" .. كل هذه الشعارات قادها الإخوان ، وتحولت بيانات المجلس العسكرى إلى الوقوف مع الشرعية ومطالب الثوار حتى عندما إنطلقت بعض الأصوات لتطالب بالإستقرار وتسليم السلطة بشكل سلس وأمن تم الهجوم عليها وإقصائها فورا وإعتبارهم عناصر تخريبية .. ولم تجد هذه الأصوات أى منبر إعلامى أو صحيفة تنقل رؤيتهم أو أفكارهم بل تم إقصاؤهم بصورة بشعة وللأسف لم يكن الإخوان وحدهم فى ميدان التحرير بل إنضم إليهم بعض البلهاء من الأقباط وهو ما رحبوا بهم الإخوان بإعتبار أن التحرير يضم جميع الأطياف وعناصر الأمة كلها .. تمثيلية أجادها جماعة الإخوان المحترفين فى الكذب والخديعة وصدقهم بعض البلهاء من أقباط مصر الذين لا دور لهم فهم مهمشين أمام أنفسهم .. وجدوها فرصة لتقمص دور الزعامة والبطولة فذهبوا للتحرير للإعلان عن ذاتهم والبحث عن الشو الإعلامى خصوصا بعد أن زادت الحملات الإعلامية والشو الإعلامى على ميدان التحرير واللقاءات التليفزيونية ومطالب الثوار ... لم يزعجنى موقف الإخوان وتمثيليتهم المفضوحة والمكشوفة وصراخهم المدوى كالذئاب أو شعاراتهم المزيفة أو وجههم الأصفر ولكن ما أزعجنى إصرار بعض الأقباط حتى الأن على إعتبار أن التحرير هو الملاذ الأمن لطلباتهم المشروعة حتى بعد أن إكتشفوا خديعة الإخوان إلا أنهم بمنتهى الحقارة والعند يستمرون فى دورهم الوهمى ..
** نعم سقطت مصر بالثلاثة .. عندما إنطلقت أحداث قرية صول بمركز أطفيح على إثر علاقة أو شائعة بوجود علاقة بين فتاة مسلمة وشاب مسيحى أدت إلى شجار بين عم الفتاة ووالدها فالعم يطالب والد الفتاة بقتلها لغسل العار والوالد يدافع عن إبنته وأدى الشجار إلى قتل كل منهم للأخر ، وبعد مراسم الدفن خرج الغوغاء من أهل القرية لسرقة وتحطيم بيوت الأقباط والفتك بكل ما تطوله أيديهم ، ثم إنطلق جميع من بالقرية للإنتقام من الكنيسة فقاموا بهدمها وسط التكبير "الله وأكبر" بل وفرضوا كردونا أمنيا حول القرية لمنع تدخل أحد ولأن الشرطة غير متواجدة ، والجيش يقف على الحياد فلم يكن أمام الحكومة الإنتقالية إلا اللجوء إلى مشايخ السلفيين لتهدئة الثوار بالقرية ، وكان الإختيار وقع على الشيخ محمد حسان ليقوم بدوره بديلا عن القانون !!! .. أما الأقباط فلأنهم لا حول لهم ولا قوة فوقفت الكنيسة فى دور المراقب والمنتظر للأحداث وخرج الأقباط للتظاهر والذى بدأ بوقفة إحتجاجية أمام ماسبيرو دعى إليها المستشار نجيب جبرائيل ، وكان عدد المحتجين لا يتعدى المائة فرد ، ثم زادت الوقفة الإحتجاجية مع مشاركة الأباء الكهنة وبدأت تنضم للحشود أفراد ومجموعات من شباب الكنيسة الذين أصروا على عمل إعتصام مفتوح حتى بناء الكنيسة وتقديم الجناة إلى المحاكمة ، ولكن يبدو أن الحل الأول هو الحل الأمثل وبعد أن إشتعلت الأزمة وصارت حديث العديد من الشعوب ، وعد المجلس العسكرى بإعادة بناء الكنيسة وتقديم الجناة إلى المحاكمة ، ولكنه أوفى الوعد الأول ولم يحقق فى الثانى ... وهكذا وصلت الرسالة وهى لا محاكمة لمسلم إغتصب أو قتل أو هدم مسكن مواطن مسيحى ..
** نعم سقطت مصر .. حينما عجزت حكومة شرف عن فرض هيبتها فى موقف درامى لم يحدث فى مصر منذ قيام ثورة 23 يوليو وحتى قبل ذلك فقد خرج أهالى قنا وقاموا بقطع خطوط السكك الحديدية وأوقفوا الطريق البرى والسبب هو قيام الوزارة بتعيين محافظ مسيحى وخرجت اللافتات بصورة طائفية تسب فى الأقباط وتعلن عن ولاية قنا الإسلامية .. وعجزت حكومة شرف المؤقتة وعجز المجلس العسكرى على فرض هيبة الدولة ونجح الإرهابيين فى فرض كلمتهم على جميع من هم فى محافظة قنا وهو ما يشجع الكل على الإنضمام لهذه المظاهرة التى لم تحدث وأكررها منذ ثورة 23 يوليو 1952 ولكنها حدثت بعد 25 يناير 2011 .
** نعم سقطت مصر .. حينما تسببت سيدة ساقطة فى سقوط 15 قتيلا وحرق 3 كنائس فى منطقة إمبابة والسبب هروب ساقطة من زوجها وتعرفها بشاب مسلم والطبيعى هى فى نظر القانون ساقطة ومنحرفة إلا أنها إستطاعت أن تجعل من نفسها سيدة مهمة قامت الحروب فى إمبابة على شرفها .. ولم تكن هذه الساقطة هى الوحيدة التى إستغلت لتهديد الكنائس والأقباط بل لقد سمعنا عن ساقطة أخرى إدعت أنها إختطفت وأجبرت على دق الصليب ثم حلق شعرها وزعمت أنها حجزت فى مكان به صور للسيدة العذراء وبعض القديسين والمطلوب تفتيش كل منزل تشاور عليه هذه المنحرفة وسرقة ونهب المنزل ثم حرقة ..
** نعم سقطت مصر .. حينما جعلنا من إنحراف بعض الفتيات وهروبهم من ذويهم ثم إقامة علاقات جنسية ملتهبة وبعد ذلك الإدعاء من قبل أهلهم أنهم تم إختطافهم وأسلمتهن بالقهر ، نعم هناك حالات تم الضحك عليهم وإجبارهم على إشهار إسلامهن كما أن هناك حالات خرجن للبحث عن الجنس والذى تتحمل أسرهم النصيب الأكبر من هذا الإنحراف .
** نعم سقطت مصر .. حينما يصر المجلس العسكرى للقوات المسلحة على إقامة الإنتخابات البرلمانية قبل التعديل الدستورى بإعتباره مطلب شعبى ، ورغم أن الجميع صرحوا بأنهم خدعوا فى الإستفتاء ورغم أن ورقة الإستفتاء قدمت بطريقة الخدعة والتضليل ورغم سقوط العديد من الأصوات الإنتخابية إلا أن المجلس العسكرى يرفض سماع أى فكر أخر ويصر على إجراء الإنتخابات البرلمانية فى موعدها .. هذا وقد أصدر المجلس العسكرى بيانا يؤكد فيه ذلك بعد تهديد الإخوان وتهديد العوا وتهديد جميع كوادرهم بالتحرير وهو ما يجعلنا نتساءل .. من يحكم مصر ؟ .. هل "الفيس بوك" أم التحرير .. وللأسف الشديد فإن مصر أكبر من الفيس بوك ومن هذا الميدان الذى شهد وجوه لا يمكن أن تعود للوطن إلا فى حالة فقدان هويته وتحوله إلى الحكومات الإسلامية .. إن ما صرح به جماعة الإخوان المسلمين والبيان الذى أصدره المجلس العسكرى هو يدعونا للتساؤل هى مصر فين .. ليتنا نحذف الأغانى الهابطة التى أجادهل ولحنها الإخوان وهى مقاطع الشعارات التى تقول "فلول النظام" .. "الثورة المضادة" .. "الربيع العربى" الذى أطلقته أمريكا لتخدير الشعب المصرى .
** نعم سقطت مصر .. بعد قرار المجلس العسكرى الذى يصر على أن الإستفتاء هو مطلب شعبى فى الوقت الذى يجب أن يعلم الجميع أن هناك محاولة لسرقة الوطن .. كتبنا كثيرا ولكن يبدو أن عقيدة المجلس العسكرى هى تسليم السلطة للإخوان وهى التوصيات التى تطلقها الإدارة الأمريكية وهو ما يهدد به الإخوان .. الأن الملعب أصبح مكشوف واللعب أصبح على المكشوف ، فهل ينهض 80 مليون مواطن مصرى شريف يخرجون على قلب رجل واحد وفكر واحد ليعلنوا نحن 80 مليون مصرى نرفض الإنتخابات البرلمانية قبل الدستور .. نرفض دولة الإخوان مهما تلونوا وغيروا من أسمائهم فماضيهم يفضح ممارساتهم وجرائمهم ودستورهم .. هل نلحق مصر قبل السقوط أم نقول .. سقطت مصر ولا عزاء للمصريين .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد

قمر فلسطين/ ميمي قدري


عندما إشتعلت الثورة بالخضراء تملكنا الخوف على مصير الحبيبة تونس ... كنا نراقب ما يحدث ... فكانت تتحكم فينا انفعالات داخلية يمتزج فيها الخوف والترحيب والحزن على الشهداء ... العجيب أن الأرض نبتت ألف مليون شهيد ....تلهفنا لإنتصار الشعب التونسي المقهور ... إلى أن هرب الطاغوت من فزعه .. عندما شاهد وتأكد من توهج نور الحق
وأن تونس كانت بداية إشعال فتيل النخوة بالدماء... حينها وحينها فقط تدثرنا بالأمل ...هل نستلم الشعلة من تونس؟؟ هل نستطيع فعل ما فعله الشعب التونسي ؟؟ نعم قبل إنتهاء ثورة تونس تسلم الشعب المصري المقهور الخانع لحاكم دمر كرامة الإنسانية ...شعلة الثورة ... تسلمها شباب( الفيس بوك )... لا ننكر
أنها فكرة كانت تختمر في عقول شبابنا من سنين ... ولكن كان الخوف من النتيجة يقيد الشباب ...
ثورة قام بها شباب تختلف أعماره من( 14 سنة إلى 25.).... و انتقلت الشعلة من شعب إلى شعب
والآن نجد الدماء تفور في كل أرجاء الوطن العربي ... كلهم عزم على قلب الظلم والفساد المتفشي بالأنظمة العربية.. والحكام الخانعين المنفذين لأوامر أمريكا وطفلها المدلل إسرائيل في المنطقة .. لن ننكر أن حكامنا عبثوا بنور الشمس...حاولوا إجهاض فكرة تحرير فلسطين... وغرس نبتة أنا و ما بعدي الطوفان.. ونحن بالأخص كان إلهاؤنا عن القضية التي نحيا من أجلها بالبحث عن القوت .. وكيف نستطيع توفير سبل الحياة لليوم,, ونموت غدا؟....نظام أرض الكنانة الفاسد أنسانا دموع أطفال فلسطين ببكاء أبنائنا وتجويعهم وتحديد دخلنا ... لطمس الحق في عقولنا وإطفاء أي ضوء خافت ينبعث من ظلمة ليل بلا نوافذ...
في ميدان التحرير . ندّد شبابنا بإسرائيل وأمريكا ...الملايين من الشعب المصري هتفوا الموت لإسرائيل ... الموت لإسرائيل ..سوف نزحف لتحرير القدس..إرتجفت القلوب وإنبعث الأمل من جديد...وحبلت الأرض بدون خطيئة بفكرة التحرير ...من ثبات وجرأة الشعب المصري .... إلى الآن يتجمع الملايين بميدان التحرير لتنفيذ مطالبهم ألا وهي القضاء التام على الفساد وتحقيق العدل والمساواة ومحاكمة أنظمة الفساد بكل صورها....وكلنا نعرف أن آليات مساعدة الشعب الفلسطيني تختمر الآن بعقول شبابنا...
البداية.. القرار بفتح معبر رفح وتسهيل مرور المساعدات لغزة العزة...ولكن يجب أولا قبل التفكير في خطوات تحرير القدس ...أن نعد العدة ونعيد القوة للجيش المصري.... وأن يكون واجبنا مساعدة الجيش لرفع المعاناة عنه وعودته لأرض الميدان... لسد الثغرات التي ممكن أن يراها العدو.... فيخيل له أنها نقطة ضعف في جبين الوطن.. ما نتمناه جميعا بعد فض الإشتباكات بين حماس وفتح وإتمام الصلح بينهم والخروج من ظلمة ليل طويل
استنهاض الحلم الأكيد ألا وهو إتحاد العرب لنصرة فلسطين وتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود ...نعم الحلم المنتظر الذي من أجله يسقط الشهداء لرواء الأرض المقدسة... ولنتذكر دائما أنّ العدو لا عهد له ولا ميثاق وأن عهدنا الوحيد هو مع الله ألا وهو أن يتّحد كل عربي وكل مسلم ومسيحي على أرض العروبة لتحرير القدس العربية
.... حلم يزفّ مع تحقيق الحرية للشعوب العربية من حكامها المنبطحين الموالين للعدو والطاغوت الأكبر...لا أنكر أن هناك بدايات حقيقية وهي رفض الفلسطيني لجنسية غير جنسيته فالفلسطيني الآن يحاول أن يحافظ على جنسيته الفلسطينية لأن بين حناياها الحفاظ على أرضه ومحاولة استرجاع ما أغتصبه العدو منه... .. ومع تسارع دقات طبول الضمير العربي والتفافهم حول القضية الفلسطينية... نرى استعراضا أمريكيا إسرائيليا لتغيير اتجاه الدفة في اتجاه آخر بعيداً كل البعد عن هدفنا الحقيقي.... فأمريكا تتمخض لنا كل يوم عن فكرة تنثرها على صفحات تاريخها الأسود.... قامت بكل تبجح بضرب ليبيا بحجة أنها تقوم بحماية الشعب الليبي من ظلم ألقذافي... فقتّلت المدنيين والشعب الأعزل من السلاح و قصفت المباني بحجة البحث عن القذافي ...وهي في الحقيقة تلهث ساعية وراء كنز ليبيا ألا وهو النفط الخام... و إخواننا أيضا يذبحون ويقتلون باليمن الشقيق ولم تتحرك طرفة عين في إتجاة اليمن وشعبها المجاهد ..أمريكا وأشقاؤها يسعون فقط للمصلحة الخاصة بهم... لا يهتمون لأمر العربي ولا المسلم ولا للشعب الفلسطيني المنكّل به منذ سنين... أين شهامتهم وإنسانيتهم والفلسطيني يذبح ويشرد وينهب ويهتك عرضه قبل أرضه.... لا... و لا...هم يخططون دائما من أجل مصلحة إسرائيل وإقامة الدولة العبرية وتحقيق حلمهم الفاسد من النيل للفرات... أعتقد أن الحلم تم إخماده و اجهاضه مع ثورات الشعوب العربية...ومنذ يومين نثرت لنا خبرا ... تعتقد أننا مازلنا العرائس التي تلهو بها بعقول حكامنا الضيقة من خلال خيوط شبكتها العنكبوتيّة...أعلنت خبر قتل أسامة بن لادن ..... أمريكا المتسترة وراء ألف قناع تريد إثارة الفتنة بقلوب العرب... بإذاعة خبر لا نعلم مدى صحته.... لتشتيت الشعوب وتظهر بصورة الملائكة مناهضي الإرهاب
تريدون مناهضة الإرهاب .؟؟؟ ... ناهضوا معنا إسرائيل الدولة الإرهابية الصهيونية... ناهضوها معنا وألزموها بحق الفلسطيني في أرضه...اقترب الموعد والآن بعد بذر بذور الحرية في الوطن العربي ... تبرعمت فكرة التحرير... .وخفقت السماء بالحنين للمسجد الأقصى.. آن الاوان لتعود القدس بفضل كل عربي شريف إلى حضن العرب... حان أوان قمر فلسطين... هلموا ياعرب ....كبّروا وأهتفوا وعد الله حق ... وعد الله حق

للكبار فقط: أمريكا دولة الحريات .. أكلة للحوم البشر/ مجدى نجيب وهبة


** هذا االمقال قد يصيب البعض بالرعب والقرف .. قد يشعر البعض بأنه فى حالة قئ وإسترجاع وعدم تصديق ، كما قد يصيبهم بالفزع وعدم القدرة على النوم ، لذا فنحن نقدم النصيحة لضعاف القلوب ألا يقرأوا هذا المقال ..
** هذا المقال ليس وسيلة للإعلان عن أحد أفلام الرعب لمصاصى الدماء أو أفلام الخيال الدرامى لأكلى لحوم البشر كما تصورها الأفلام الأمريكية ونراها على الشاشة الصغيرة أو داخل صالات العرض السينمائية ، ولكنه واقع كما ورد فى جريدة الوفد .. فقد كتبت "علا فرج" بتاريخ 26 يونيو 2011 موضوع إخبارى تحت عنوان "فضيحة أكل لحوم البشر فى أمريكا" .. تقول : "الغريب والمقزز والذى يثير إشمئزاز أى شخص هو أن نرى مستوى الإنحطاط الأخلاقى فى أكثر دول العالم تقدما ، وما أدهشنى وأزعجنى جدا أثناء عمل بحث بالصدفة على الإنترنت هو أننى وجدت دعاية لأحد المواقع عن توصيل لحوم البشر delivery والعجيب أن الموقع واقعا والشركة هى شركة عريقة من أكثر الشركات المشهورة فى أمريكا .. وعملائها من الأثرياء حتى أن الشركة إضطرت نظير هذا الإقبال المتزايد أن تقدم خدماتها من خلال فروع عديدة فى "نيويورك" و"تكساس" و"كاليفورنيا" .. وعندما تأخذك الدهشة أو عدم التصديق فيمكن الإتصال بالدليل والإستعلام عن الشركة لتقوم هذه الشركات بإرسال الإيميل بكل التفاصيل عن طبق اليوم ، حيث يوجد على الموقع رابط يدخلك على الطبق المميز عندهم وتختار هل تريد شوربة أو لحم مشوى أو لحم لم يتم طهيه والتوصيل حتى باب منزلك مجانا .. وتقدم لك هذه الشركات الأمريكية إمكانية الشحن الدولى ويتم تحصيل رسوم رمزية ثمن الأيس بوكس ومصاريف الشحن وحتى يمكنك التعرف على القطعة التى ستتناولها من اللحوم الأدمية .. هل الرجل أم الفخذ أم الأيدى أم الرقبة أم الرأس أو أى جزء من الجثة تفضل أن تتناولها ؟!! .. ولذلك تفضلت الشركة مشكورة "بصراحة كلها إنسانية" حيث قامت بتصميم برنامج فلاش متميز جدا واضح إلى أقصى درجة تضغط على كلمة "فريدج" وتقوم بفتح الثلاجة لايف وتختار من أحد الأماكن "ورك – رقبة – رأس" أو أى جزء يستهويك فيشرح لك مذاقه وكيفية طهيه مقلى ولا مسلوق .. ولتأكيد الإنتشار الواسع لهذه الشركات قررت تقديم هدية لروادها وهى توزيع قبعات وتى شيرتات مكتوب عليها cannibalism بمعنى "أكلى لحوم البشر" وكأنه نوع من التفاخر والتباهى ، وفى أحد روابط الموقع يشرحون أى جزء مخصص للرجال .. ويفيد العظام ، كما يوجد إعلان عن فرصة الحصول على مخ بشرى مملح وطبعا ذكروا فوائده "whannell lich" أو "James Wan " ، وبالطبع هناك الدعاية وهناك الطلبات تتواصل وهو ما يتطلب أن تظل الثلاجة ممتلئة يوميا ونتساءل ياترى كم طفل أو كهل أو إمرأة تم ذبحها وتقطيعها وتشريحها فى اليوم الواحد لملء ثلاجات العرض بجميع فروع الشركات المعلومة حتى الأن" ؟
** إلى هنا إنتهى الخبر المنشور بجريدة الوفد .. وتخيلوا معى مدى القرف الذى يصيب الفرد من مجرد التصور الواقعى لما يمكن أن يحدث وهل تحصل الشركات على الجثث من خلال جرائم منظمة يتم فيها إستدراج الضحايا ثم ذبحها وتقطيعها وحفظها فى ثلاجات حتى يتم بيعها ، وبالقطع فكل شئ له سعر فمثلا العين التى يطلق عليها عند محلات الكوارع "الجوهرة" ، و"اللسان" ، و"المخ" ، و"الجبهة" .. هذا ما يخص الرأس أما باقى الجسم فهناك الفخذة ثم الرجل ثم الصدر والكبد وهكذا .. ودعونا نتساءل إذا كانت هذه الوقائع التى كتبت فى الوفد صحيحة وهذه الشركات صحيحة بل وتقوم بالترويج للجثث على صفحات موقعها .. فهل هذه هى أمريكا بلد الحريات والدفاع عن حقوق الإنسان .. هل هى أمريكا التى تصدر الإرهاب إلى ربوع العالم ، هى نفس أمريكا التى تفتح ثلاجاتها لتحفظ جثث وأشلاء الإنسان لتعاود تغليفها وإعادة بيعها للمواطن الأمريكى بل والترويج لهذه التجارة عبر موقعها على الإنترنت والذى ذكرته علا فرج بالجريدة ..
** هل عندما أطلقنا إسم "أوباما الحانوتى" منذ أكثر من خمس شهور شعرنا بطريقة أو بأخرى أنه يقوم فعلا بعمل "الحانوتى السارق لجثث الموتى" ليعيد طرحها وتقطيعها ثم إعادة بيعها للجمهور الامريكى .. ونتساءل هل يعلم المواطن الأمريكى أمر هذه الشركات واللحوم التى يتناولها وأنه يمكن أن يأكل "فخذة" إنسان متوفى وهو يشعر بسعادة بالغة .. هل سيترك الشعب الأمريكى هذا السفاح هو وإدارته دون محاكمة .. أين هذا الكونجرس الأمريكى المزعوم الذى صدعتونا به بينما أفراده يتناولون لحوم البشر وهم فى سعادة بالغة .. ماذا أدرانا إن لم يكن هذا هو الأكل المفضل للرئيس الأمريكى والذى يبدو من ملامح وجهه أن رأسه تشبه رأس الأفعى وهى تتحرك يمينا ويسارا .. أين لجان الحريات المزعومة التى ساعدت فى تخريب مصر لتقول لنا ماذا أنتم فاعلون فى معرفة هوية الجثث التى قطعت وتباع فى هذه الشركات والمتواجدة فى "نيويورك" و"تكساس" و"كاليفورنيا" ..

• إرفع راسك فوق .. إنت إرهـــابى :
** تتحدث أمريكا الملعونة عن الربيع العربى .. فأين هذا الربيع ، لم نجد منذ أن هل علينا وجه "أوباما" القبيح سوى الإرهاب العربى .. تحولت مصر طبقا للسيناريو المخطط لها إلى فوضى خلاقة .. خرجت الكلاب والإرهابيين والسفلة والمجرمين من كل لون ياباطستا وتحولوا إلى كلاب مسعورة رافعين شعار "إرفع راسك فوق إنت إرهابى" .. أعلنوا الجهاد ضد الأقباط وهدم كنائسهم وحرقها وسرقة ممتلكاتهم وخطف وإغتصاب بناتهم وأسلمتهن تحت القهر والإذعان بإعتبار أن هناك أيات تقول "وجعلنا مالهم ونساءهم غنيمة لنا" ، فلم يعد للقبطى مكان فى هذا الوطن .. ومن المضحكات المبكيات أن يحدثنا المجلس العسكرى عن نظرية المؤامرة التى تحيك ضدنا فى الخارج وهناك الخراب والإرهاب الذى يحدث كل يوم فى الداخل من هدم كنائس لحرقها لقتل الأقباط ثم سرقة ممتلكاتهم وسط التكبير "الله وأكبر" .. ونفاجئ بالبيان الساذج الذى يخرج علينا بأن الوطن بخير ولكن هناك أيدى خفية تلعب لتأجيج الفتنة .. طيب مانضرب هؤلاء ونقبض عليهم .. لكن إزاى ؟!! .
** يحدثنا المجلس العسكرى على رفضه تسليم السلطة للإخوان ثم نفاجئ بإعتذار السيد يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء لجماعة الإخوان وزيارتهم فى مقرهم وتستضيفه قناة النيل الإخبارية ليحكى لنا حدوتة زيارته لجماعة الإخوان فى مقرهم الجديد وإصرار د. سعد الكتاتنى على توصيله حتى باب السيارة ومعه عصام العريان ... الله عليكى يامصر يا أم الدنيا وعلى حنيتك يا أستاذ الفقه الدستورى .
** بل ومن الأمور المسخرة التى تحدث على أرض مصر .. الزيارة الميمونة لوفد الكونجرس الأمريكى ويضم السيناتور "جون ماكينى" و"جون كيرى" والإثنين تاريخهم الإسود والمنيل بنيلة معروف ومعهم العانس الشمطاء السفيرة السابقة سكوبى وقد حرصوا على زيارة التحرير وإلتقاط الصور التذكارية مع بائعى الكشرى والذرة المشوى وحث الثوار على مزيد من الفوضى الخلاقة مع وعدهم بإحضار كم جثة من اللحوم الأدمية التى تباع فى أمريكا للأثرياء ورجال الأعمال ويبدو أن ثلاثى أضواء الخراب حضروا إلى القاهرة بناء على تعليمات وتوجيهات من جماعة الإخوان المسلمين لحث الجيش على سرعة تسليم السلطة لهم وترك الحكم وسرعة إجراء الإنتخابات .. طيب إنتوا مالكم .. "الله يعمر بيوتكم" .. إنتوا إيه دخلكم فى الشأن المصرى وفى تحديد مصير مصر .. نرجو أن يكون الشعب المصرى وصلته رسالة "الأفعى أوباما" وما يحاول أن يفعله بمصر العظيمة ، كما نرجو من المجلس العسكرى أن لا يسمح لهؤلاء السكرانين بالتدخل فى الشأن المصرى وإذا أرادوا أن يزوروا مصر فعليهم أخذ موافقة الشعب المصرى وليس جماعة الإخوان المسلمين ، كما إننى لست أعرف ما الذى أصاب العوا ليهدد بالعودة إلى التحرير إذا تم الإلتفاف على الإستفتاء ويدعوا إلى مقاطعة مظاهرة 8 يوليو ..
** هذا هو العوا المرشح عن جماعة الإخوان المسلمين وهو يكشف عن حقده وكراهيته الدفينة ضد الشعب المصرى ويعلن إنتمائه للإخوان المسلمين .. وتستمر مظاهر التهريج والفوضى داخل مصر المسروقة فوجدنا وفد من منظمة "العفو الدولية" وبدلا من بحث حالة الشارع المصرى وسبل التعاون بين المنظمة ودولة مصر للخروج من أزمة الفوضى والبلطجة قاموا بالذهاب إلى مسئولين فى المجلس العسكرى وهم يتساءلون خلال لقائهم بالمجلس عن قضايا إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية وتجاوزات الشرطة العسكرية وإستمرار حالات التعذيب والإنتهاكات وبطء المحاكمات وعدم إيقاف بعض ضباط الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة فضلا عن بيان المنظمة حول إختبارات كشف العذرية وكان رد المجلس العسكرى صارما وواضحا .. ولكن هناك عتاب على المجلس العسكرى وهو سماحة بمقابلة هذه المجالس الصهيونية التى يبدو أنه أصابها الحول والعمى والكساح ، فلم تعد ترى فى مصر الفوضى وأعمال البلطجة وحوادث الإرهاب الجماعى وقضايا ترويع الأمنين ويبدو أن منظمة الحول الدولية أصابها العمى فقد إستاءت من محاكمة البلطجية والحرامية والمجرمين وهى تطالب بإطلاق يد كل السارقين والإرهابيين ..
** يبدو أن منظمة الخراب الدولية لم تعد ترى بعد أن أصابها الكساح إلا ميدان التحرير والست أم برسيم والأكتع بائع الكشرى وحناطة بائع البطاطا ولم تهتم هذه المنظمة "المحولة" فيما نشر عن وجود شركات فى أمريكا لأكلى لحوم البشر ، وياترى تم ذبحهم بدم بارد أم تم ذبحهم طبقا للشريعة الإجرامية للإدارة الأمريكية .. لم تجد أمام منظمة الخراب الدولية إلا مصر المكسورة للبحث عن شو إعلامى وسبوبة .. نعم كان الأجدر بالمجلس العسكرى أن يرفض مقابلة هذه المنظمات المشبوهة التى تحركها أجندات صهيونية مدفوعة الأجر ..

• الأقباط وسبوبة أكاذيب مجالس نهب الإنسان :
** نعم إرحمنا يارب بعد أن تحولت قضايا الأقباط فى مصر إلى سبوبة للسفر بزعم عقد مؤتمرات فاشينكية .. البعض يقام فى فنادق خمس نجوم بالقاهرة والبعض الأخر يعقد فى فرنسا والبعض فى أمريكا والبعض فى سويسرا والمحصلة صفر .. ويعقد المؤتمر ثم تصدر عنه التوصيات وأقباط مصر لا يعلمون لماذا عقد ، وكيف إنتهى .. المهم هو الحصول على الدعم المخصص لهذه المؤتمرات وأن يحافظوا على الشكل العام وليذهب الوطن ولتذهب مصر إلى الجحيم ..
** نعم إرحمنا يا إلهنا بعد أن زادت ظاهرة الإعتداء على أقباط مصر فى كنائسهم ومنازلهم ونهب وسرقة أموالهم ، ثم تأتى الخطوة الأخيرة وهى التخلص من منازل الأقباط بعد طردهم بحرقها وهذا الهجوم تقوم به شرذمة من الغوغاء تحركها بعض التنظيمات والكوادر الإرهابية وهم واضحين ومعلنين ومعروفين بالإسم ولكن الوضع كالنظام السابق بل الألعن صدور بيان بوجود أيادى خفية تحرك الفتن الطائفية فى مصر !! ..
** إرحمنا يارب بعد أن تاجر الجميع فى أقباط مصر بإعتبار أن مشاكلهم مصدر رزق لهم وتحولوا إلى يهوذات .. ليس يهوذا واحد مثل الذى أسلم السيد المسيح بل أن هناك مليون يهوذا يسلمون أقباط مصر للخونة والإرهابيين وهم كثيرون يعرفون أنفسهم .. نعم أنه أنت الذى تقرأ هذه الكلمات لعلك تخجل من نفسك وأنت ترى وجهك القبيح فى المرأه .. أقول لكل هؤلاء سيكون حسابكم عسيرا أمام رب المجد .. ستدفعون ثمن هذه الخيانات من دمكم ودم أولادكم !! .
** نعم إرحمنا يارب المجد بعد أن أغلقت الأبواب أمام جميع الأقباط فى مصر ولم يعد أمامهم إلا الهجرة إلى الصحراء بعد أن فقدوا الإحساس بالأمان لهم ولأفراد أسرتهم ولن ترحب بهم أى دولة أوربية بعد أن ضيقت الخناق على الأقباط فى مصر وسمحت للمتأسلمين والشواذ بالدخول إلى أمريكا .. أقول لكل هؤلاء المجرمين والإرهابيين أفيقوا أيها المتعوسين .. ألا تعلمون أنه لولا بركة الأديرة والرهبان والكنائس والقساوسة لتحولت مصر إلى خرابة جرداء .. نعم لولا بركة صليب رب المجد الذى يرتفع إلى عنان السماء لتحولت مصر إلى صحراء جرداء لن تجدوا فيها فدان واحد يصلح للزراعة مهما قدمتم .. لولا بركة القديسين وصلواتهم لمصر لما وجد هذا الشعب اللقمة أو كوب الماء .. ليتكم تفهمون أيها الحمقى أن بركة الكنائس هى الأساس الذى يحتضن مصر داخله ..
** أخيرا نقول ... لكم الله يا أقباط مصر فأنتم تائهين لا تجدوا من يمثلكم ولكنكم تجدوا من يمثلون عليكم .. لكم الله يا أقباط مصر من دولة تأكل لحوم البشر وتتاجر فى كل شئ بينما يعتقد البعض أنهم يدافعون عنكم .. لكم الله يا أقباط مصر فالجميع يتاجرون فى مشاكلكم ويتقاضون رواتب من الكونجرس الأمريكى تحت مزاعم كثيرة .. لكم الله يا أقباط مصر فالجميع تاهوا وفسدوا وفقدوا مصداقيتهم .. لكم الله يا أقباط مصر الذين تخطف بناتهم ويجبروا على إشهار إسلامهم بعد أن يكون قد إعتدى عليهم جنسيا ولا تجدوا من يدافع عنكم ..
** نعم لقد أكلنا فى مصر لحم الحمير نتيجة إنعدام الضمائر والإنفلات الحكومى .. نعم لقد ساهمت حكومة مبارك فى كم من الفساد ، ولكن لم تصل بنا إلى بيع لحوم البشر .. هذه فضيحة كبرى يجب أن نقف أمامها كثيرا ولا تعليق !!! .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد

انسحاب لا ينهي احتلال أفغانستان والعراق/ نقولا ناصر

(الولايات المتحدة في طريقها الى هزيمة محققة والمقاومة في طريقها الى انتصار حتمي في أفغانستان والعراق على حد سواء)

في أفغانستان كالعراق أعلنت قوة الاحتلال الأميركي موعدا لانتهاء الدور الحربي لقواتها المقاتلة ولسحب هذه القوات بنهاية عامي 2014 و2011 على التوالي، وتحاول إدارة الرئيس باراك أوباما بيع هذا الاعلان للرأي العام الأميركي المعارض للحربين باعتباره وفاء بوعود أوباما الانتخابية بإنهاء الحربين، وبيعه للرأي العام العربي والاسلامي وبخاصة في البلدين المحتلين باعتباره نهاية للاحتلال وبداية لاسترداد البلدين لسيادتهما. لكنه انسحاب لا ينهي الاحتلال لا في أفغانستان ولا في العراق.

لكن مجموعة من الحقائق تدحض مثل هذه الادعاءات وتؤكد بأن الولايات المتحدة إنما تغير تكتيكات احتلالها فحسب بينما استراتيجيتها باقية لابقاء سيادة البلدين مرتنهة لدولة الاحتلال الأميركي ووصايتها وهيمنتها على القرار الوطني فيهما، لأن "انحسار الوجود الأميركي من البلدين في المدى القصير أو حتى المتوسط أمر غير واقعي ... لحسابات استراتيجية" تتعلق ب"تنامي الدور الصيني في الشأن الدولي" في رأي افتتاحية لصحيفة "المدينة" السعودية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
في السابع من حزيران الجاري تجاوزت أفغانستان فيتنام كأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة بعد أن تجاوز المأزق الأميركي فيها في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي مدة السنوات التسع لمأزق الاتحاد السوفياتي السابق في أفغانستان. وتحت ضغط الأزمة الاقتصادية، ومعارضة أكثر من (70%) من الأميركيين للحرب على أفغانستان حسب أحدث استطلاعات الرأي، رأى أوباما أن "الوقت قد حان للتركيز على بناء الدولة هنا في الوطن" كما قال في خطاب الاعلان عن بدء سحب قوات الاحتلال الأميركي من أفغانستان.

لكن انفاق أكثر من تريليون دولار أميركي في الحرب على العراق وأفغانستان هو استثمار أضخم من أن يسمح لأي إدارة أميركية بالتخلي عن الاهداف الاستراتيجية للحربين على البلدين، لذا كان من المتوقع أن تغير واشنطن تكتيكات احتلالها لا استراتيجيته، إلا إذا أرغمت على ذلك بهزيمة ساحقة كهزيمتها في فيتنام.

ففي كلا البلدين تربط الولايات المتحدة انسحابها بابرام اتفاق للشراكة الاستراتيجية طويل الأمد يرتهن البلدين للاستراتيجية الأميركية لفترة طويلة مقبلة، وليس سرا أن المفاوضات جارية حول ذلك بين إدارة أوباما وبين كل من النظامين المنبثقين عن الاحتلال الأميركي في بغداد وكابول.

وفي كلا البلدين يجري التخطيط لأفغنة الحرب وعرقنتها بتأهيل النظامين المنبثقين عن الاحتلال الأميركي للحلول محل قوات الاحتلال الأميركي "المنسحبة" في مواصلة القتال ضد المقاومة الوطنية للاحتلال وللنظامين الوكيلين محليا عنه، فتكلفة الجندي الأميركي سنويا في أفغانستان تبلغ حوالي مليون دولار سنويا بينما تكلفة الجندي الأفغاني تقدر بحوالي (12) ألف دولار في السنة، ولا تختلف تكلفة الجندي العراقي كثيرا عن ذلك، بمعدل ملياري دولار في الأسبوع و(100) مليار دولار في السنة (120 مليار دولار هذا العام)، مع أن فتنمة الحرب على فيتنام لم تنقذ الولايات المتحدة من هزيمتها الساحقة فيها.

وفي تكرار لسيناريو فتنمة الحرب الأميركية على فيتنام، تلجأ قوة الاحتلال الأميركي الآن في كلا البلدين الى أفعنة وعرقنة الحرب بين النظام المنبثق عن الاحتلال وبين المقاومة الوطنية له، لتصورها كحرب أهلية، سوف يظل أحد طرفيها بالتأكيد بحاجة لا غنى عنها لدعم الوجود العسكري الأميركي في مواجهة شعبه، في تكتيك لم يعد ينطلي على الشعوب لكنه اثبت جدواه في خدمة الاستراتيجية الأميركية.

وفي البلدين، وبحجة عدم جاهزية القوات المسلحة لصد أي عدوان خارجي، لم يعد سرا أن قوة الاحتلال الأميركي تخطط لابقاء جزء من قواتها الحربية فيهما، بعد تغيير مسماها الى بعثة خبراء ومدربين. وقد استخدمت قوة الاحتلال الأميركي العراق حقل تجارب تطبق الناجح منها في أفغانستان، فأوباما على سبيل المثال لجأ في أفغانستان الى ما لجأ اليه سلفه جورج بوش من زيادة عديد القوات الأميركية في العراق لاحتواء المقاومة المتصاعدة لقوات الاحتلال عندما أعاد انتشار جزء من القوات الأميركية في العراق الى أفغانستان، ولذلك فإن السيناريو الأميركي للبقاء عسكريا في العراق بعد عام 2011 سوف يحتذى به على الأرجح في أفغانستان بعد عام 2014، ولذلك أيضا يجدر التوقف عند عملية إخراج مثل هذا السيناريو في العراق الآن.

ففي العراق يرتفع صوت حكومة نوري المالكي مكررا التأكيد على أن اتفاقية وضع القوات الأميركية في العراق بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة لوجودها عام 2008 (صوفا) لا تجيز تمديدها ويرحل المسؤولية عن "تعديلها" أو عن أبرام اتفاقية جديدة لتمديد بقائها الى "مجلس النواب"، في عملية تضليل مراوغة في مواجهة المعارضة الوطنية العامة لتمديد بقاء قوات الاحتلال تصرف الأنظار بعيدا عن مسؤوليته المباشرة عن عدم إجراء الاستفتاء على الاتفاقية بموجب نصها وبعيدا عن غض النظر الأميركي عن حصر كل السلطات التي تؤهله للتمديد بين يديه ليبرم اتفاقية جديدة كما أبرم الاتفاقية الأولى.

وقد بدأ العد التنازلي لابرام اتفاقية جديدة فعلا. وكان السفير الأميركي جيمس جيفري آخر أيار / مايو الماضي قد أكد بأن هذه المفاوضات "لم تبدأ بعد" لكن وزير الدفاع "السابق" روبرت غيتس صرح للسي ان ان في العشرين من هذا الشهر بأن بلاده "كانت قد بدأت" الحديث مع العراق عن ابقاء "عدد محدود" من القوات الأميركية فيه بعد موعد نهاية العام الحالي، بينما قال خلف غيتس ورئيس وكالة المخابرات المركزية السابق ليون بانيتا في التاسع من الشهر ان "الولايات المتحدة يجب أن تبقي قواتها في العراق بعد .. نهاية عام 2011". وفي الحادي والعشرين من الشهر كان عنوان رئيسي على الصفحة الأولى لصحيفة حكومة المالكي الرسمية "الصباح" يتحدث عن "اتفاقية أمنية جديدة مع واشنطن" ثم تحدثت الصحيفة بعد يومين عن اتفاق مبدئي بهذا الشأن. وفي يوم الاثنين الماضي جمع رئيس النظام المنبثق عن الاحتلال جلال طالباني بمقر اقامته في بغداد زعماء كتل "العملية السياسية" التي هندسها الاحتلال وكان الاجتماع "ناجحا" واتفق المجتمعون على عقد اجتماع آخر "قريبا" لاتخاذ "قرار موحد" كما قال طالباني، ومن الواضح أن التعتيم على موضوع "النجاح والاتفاق" وماهيته إنما يشير فقط الى موافقة يبحثون الآن عن "قرار موحد" بشأن سيناريو إخراجها. وفي يوم الاثنين ذاته كان اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب على رأس وفد برلماني في واشنطن في زيارة رسمية لبحث سيناريو إخراج التمديد لبقاء قوات الاحتلال "برلمانيا". ولن يكون سيناريو التمديد لبقاء قوات الاحتلال الأميركي في أفغانستان بعد عام 2014 مختلفا كثيرا عن هذا السيناريو على الأرجح.

وفي كلا البلدين، حسب محللين أميركان، تنقل إدارة أوباما الآن الحرب الى مرحلة ثالثة. وكانت المرحلة الأولى هي الحرب النظامية التي انتهت بالانتصار العسكري الذي أعقب الغزو وإسقاط النظام الحاكم في كل من البلدين، وقاد الاحتلال العسكري وفرض نظام حكم منبثق عنه وموال للاحتلال الى ظهور المقاومة الوطنية مما قاد الى المرحلة الثانية من الحرب ضد ما أسماه الاحتلال الأميركي ب"التمرد" الذي أطال أمد الحرب حتى الآن. إن عجز قوة الاحتلال الأميركي عن تحقيق أي حسم عسكري في المدى المنظور في حربها على المقاومة، وتكبدها خسائر مادية وفي الأرواح تفوق كثيرا ما تكبدته في المرحلة الأولى، قاد إدارة أوباما الآن الى الانتقال لمرحلة ثالثة من الحرب تنقلها من حرب على "التمرد" الى حصر الدور الأميركي فيها عسكريا في "الحرب على الإرهاب" بهدف خفض التكلفة المالية وتقليص الخسائر في الأرواح، باعتبار قصر الدور الأميركي في الحرب على المقاومة على "تكتيكات محاربة الارهاب" يمثل "استراتيجة خروج" مناسبة لمعظم القوات الأميركية من البلدين تمكن أوباما من القول انه "بعد عقد صعب من الزمن، فان مد الحرب ينحسر الآن، .. لتصل هاتان الحربان الطويلتان الى نهاية مسؤولة" كما أعلن مساء الأربعاء الماضي.

وفي هذا السياق يصبح مفهوما اختيار رئيس وكالة المخابرات المركزية "سي آي ايه" ليون بانيتا وزيرا جديدا للدفاع واحالة سلفه روبرت غيتس الى التقاعد، وكان غيتس هو صاحب فكرة زيادة عديد القوات الأميركية للقضاء على المقاومة العراقية في عهد الرئيس السابق جورج بوش وهو نفسه صاحب فكرة الزيادة المماثلة للقضاء على المقاومة الأفغانية في عهد أوباما، وقد فشل غيتس في الحالتين، واعتبر محللون أميركيون قرار أوباما بالانتقال الى المرحلة الثالثة في الحرب على البلدين اعترافا صريحا بهذا الفشل و"انتصارا" لنائبه جو بايدن الذي عارض زيادة عديد القوات وحبذ تكتيكات "محاربة الارهاب" على تكتيكات "محاربة التمرد" منذ البداية.

لكن الحرب مستمرة بغض النظر عن مراحلها التكتيكية. ففي العراق "ترث الخارجية الأميركية دور البنتاغون" بعد نهاية العام الحالي كما قالت صحيفة البيان الاماراتية في عنوان إخباري. وفي شباط / فبراير الماضي فوض الكونغرس الوزارة بزيادة عدد موظفيها في العراق الى (17) ألفا، وبتزويدها ب(24) طائرة هليوكبتر و(19) طائرة، سوف يتم تعزيزها لاحقا الى ما مجموعه (46) طائرة، وفقا لتقرير المفتش العام لوزارة الخارجية الذي نشر أوائل الشهر الجاري، ومن المؤكد بالتالي أن بعضا من (357) قاعدة عسكرية كانت القوات الأميركية تحتلها عام 2009 سوف يخصص لهذا السلاح الجوي التابع لوزارة الخارجية، ولحوالي عشرين ألفا من القوات سوف تظل في العراق لحماية السفارة وموظفيها بمعدل جندي لكل موظف تقريبا، ناهيك طبعا عن "المتعاقدين الأمنيين" بحيث لا يقل عديد القوات الأميركية التابعة لوزارة الخارجية عن خمسين ألفا، أي ما يعادل تقريبا عديد جيوش العديد من الدول العربية. ووفقا لتقرير المفتش العام للوزارة، طلبت إدارة أوباما من الكونغرس المصادقة على ميزانية للوزارة في العراق قدرها (6.3) مليار دولار للسنة المالية 2012، أي ما يزيد على ثلث اجمالي الميزانية التشغيلية لوزارة الخارجية للسنة المالية الجارية البالغة (14) مليار دولار. وفي أفغانستان، أعلن أوباما أنه سيسحب عشرة آلاف من قواته قبل نهاية العام الحالي، وما لايقل عن (23) ألفا قبل نهاية السنة المقبلة، ليظل (70) ألفا "فقط" في أفغانستان بعد ذلك، ضمن حوالي (150) ألفا من القوات المتحالفة في "الناتو" الموجودة الآن.

لقد كان "إنهاء العقلية التي تقود الى الحرب" من أهم وعود باراك أوباما خلال حملته الانتخابية. لكن تكتيكاته الحربية بعد توليه مقاليد الحكم تثبت فقط أنه لا يزال أسير استراتيجية لا تضعها الا عقلية كهذه. صحيح أنه لم يبدأ الحرب على أفغانستان، غير أنه ايدها عندما كان مرشحا للرئاسة، وصعدها ووسعها ألى باكستان المجاورة بعد أن أصبح رئيسا. وكان قد انتقد سلفه بوش لأنه لم يزد عديد القوات زيادة تكفي لكسب الحرب، وبعد أن أصبح رئيسا زاد هو عديدها بحوالي أربعين ألفا يريد الآن سحبهم خلال العامين المقبلين دون ان يحقق الفوز الذي كان يأمل فيه.

لكن أوباما وإدارته لا يستطيعون لا إعلان الانتصار ولا إعلان الهزيمة لا في العراق ولا في أفغانستان، مع أن التغيير في تكتيكات الحرب ليس الا محاولة لتأجيل هزيمة محققة وحتمية طال الزمن أم قصر، لأن الحرب على كلا البلدين هي حرب غير عادلة على الاطلاق، ولأنه بعد عشر سنوات من الحرب على أفغانستان وثماني سنوات من الحرب على العراق ما زالت القوة العسكرية الأعظم في التاريخ الانساني عاجزة عن إخضاع إرادة شعبين مصممين على التحرر الوطني وتقرير مصيرهما واستعادة سيادتهما، وما زالت عاجزة عن القضاء على المقاومة الوطنية فيهما، وعاجزة كذلك عن إقامة نظام تابع وموال لها في كليهما، وإذا كانت أزمة تاليف الحكومة التي لم يكتمل حتى الآن بعد عامين تقريبا من الانتخابات شغل الحقائب الوزارية السيادية فيها كافية للدلالة على هشاشة النظام المنبثق عن الاحتلال في العراق فإن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر كتب في الواشنطن بوست اوائل الشهر الجاري يقول إن إنشاء حكومة وأجهزة أمن تتولى مسؤولية الدفاع عن أفغانستان بحلول العام 2014 أصبح على نطاق واسع "أمرا غير قابل للتحقيق".

فالفشل في القضاء على طالبان في أفغانستان لم يكن أقل من الفشل الأميركي في "اجتثاث" البعث والمقاومة في العراق لأن طالبان جزء لا يتجزأ من التراب والنسيج الوطني الأفغاني كما كتبت ليندا هيرد في "أراب نيوز" السعودية يوم السبت الماضي، ومثلها البعث والمقاومة في العراق، وسقطت في كلا البلدين المناورة الأميركية للخلط بين المقاومة الوطنية وبين القاعدة لتنحسر القاعدة وتتصاعد المقاومة دون أي شائبة "ارهاب" تشوبها. فنائب قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق، الجنرال فرانك هيلمك، اعترف للواشنطن بوست الأسبوع الماضي بأن المقاومة العراقية تشن نحو مائة وخمسة وثلاثين هجوما كل أسبوع وبأن الشهور الثلاثة الماضية بخاصة قد شهدت ارتفاعا ملحوظا في هذه الهجمات.

وفي أفغانستان تسعى قوة الاحتلال الأميركي الآن الى مفاوضات سلام مع طالبان، واعترف غيتس للسي ان ان في التاسع عشر من الشهر بأن بلاده بدأت "محادثات تمهيدية" مع طالبان، وفي اليوم السابق أكد رئيس النظام المنبثق عن الاحتلال حامد كرزاي أن الولايات المتحدة تجري "محادثات مباشرة" مع الحركة وأن ما لايقل عن ثلاث اجتماعات قد عقدت لهذا الغرض. لكن طالبان مثلها مثل المقاومة العراقية تصر على الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال حتى آخر جندي ومعهم النظام السياسي الذي أقاموه بكل ارثه كشرط مسبق لأي مفاوضات جادة لانهاء الحرب.

إن إعلان أوباما الأربعاء الماضي عن سحب القوات الأميركية على مراحل ممتدة حتى نهاية عام 2014 كان له تأثير انفراط العقد على حلفاء الناتو في أفغانستان، فخلال ساعات كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعلن عن خطة مماثلة لسحب القوات الفرنسية، وعبرت ألمانيا عن ترحيب حار بقرار أوباما لأنه يسوغ قرارا سابقا لها بخفض مماثل لقواتها دون الخمسة آلاف جندي خلال العام الحالي، بينما كتب محرر الشؤون الخارجية في صحيفة "ذى أوستراليان" يوم الجمعة الماضي يقول إن "الانسحاب الأميركي يزيل اي سبب عسكري متبق لبقاء أستراليا" في أفغانستان. ومن الواضح أن الولايات المتحدة في طريقها الى هزيمة محققة والمقاومة في طريقها الى انتصار حتمي في أفغانستان والعراق على حد سواء.

* كاتب عربي من فلسطين

في ذكره الأربعين: استشهاد ميلاد.. ميلاد فجر جديد/ راسم عبيدات


...... الاحتلال يراهن على التقادم الزمني .... يراهن على شطب ومحو ذاكرة شعبنا....يراهن على موت كبارنا ونسيان صغارنا،يراهن على تشويه وتخريب وعينا ونسيجنا المجتمعي.....يراهن على ان سياسة الأسرلة والتهويد والتطهير العرقي ستقتل الارادة وروح النضال والانتماء فينا،والاحتلال راهن على أن أمتنا العربية دخلت حالة من الغيبوبة والموت السريري وفقدان البوصلة والاتجاه وضياع الهدف.

ولكن فجأة يكتشف الاحتلال أن كل رهاناته وحساباته قد سقطت ،فصغارنا لم ينسوا بل كانوا أكثر عنفواناً وعزة وكرامة وتصميماً على الحرية والاستقلال وتشبثاً بحق العودة،وكذلك شعوبنا العربية صنعت المعجزات وقلبت كل الموازين والتوقعات،وفاجأت كل أجهزة المخابرات العالمية والإقليمية والمحلية،وكما هو حال طائر الفنييق خرجت من تحت الرماد أكثر قوة وثباتاً وتشبثاً بالعزة والكرامة والانتماء العروبي القومي،بعد أيقنا ان هذه الشعوب أضحت خارج البشرية العاقلة وقوانين كل الثورات،وأسقطت أنظمة هي مدارس في القهر والظلم والفساد والقمع والتجسس والتأمر وتدمير الكرامات الشخصية والوطنية وتكبيل وتقييد الحريات وبيع الأوطان وتوريثها ورهن قراراتها للخارج،وكذلك بيع اقتصاد البلد وتحكيره في يد مجموعة من اللصوص والعصابات والمافيات.

وميلاد عياش واحد من صغار شعبنا وأشبال قدسنا الذين أسقطوا نظريات قادة الحركة الصهيونية من بن غوريون وحتى نتنياهو وليبرمان، وقالوا بأنهم لم ولن ينسوا وأن هذا الشعب يولد من تحت الرماد،وهو لن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء،فميلاد ورفاقه وأخوته من أشبال وشباب شعبنا في سلوان والعيسوية والطور والشيخ جراح وشعفاط وجبل المكبر والصوانة وكل زقة وحارة وشارع وحي في القدس أقسموا على مقارعة الاحتلال والتصدي والمقاومة لمشاريعه في الأسرلة والتهويد والاستيطان والتطهير العرقي،وقدم ميلاد روحه دفاعاً وفداءً للأرض والوطن في الرابع عشر من أيار/2011 ،وعلى نفس الجبهة كانت جموع وجماهير شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء العربية تحتشد وتزحف على فلسطين عبر الحدود العربية من الجولان والحدود اللبنانية والأردنية،ويسقط برصاص الاحتلال العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى في معارك تأكيد حق العودة،وهذه الجموع الزاحفة لفلسطين بصدورها العارية،أرادت أن تأكد لهذا المحتل الغاصب بأن حق العودة هو جوهر برنامج الوطني وهو جوهر هذا الصراع وبدونه لن يكون هناك حل سياسي حتى لو استمر الصراع لمئات الأعوام القادمة،وان هذا الحق لا يسقط بالتقادم ولا بالشطب ولا بالإلغاء،أو ما يسمى بالمبادرات الإبداعية على غرار وثيقة جنيف وغيرها،وهو حق فردي وجمعي وتاريخي وقانوني وفق القرار الأممي 194 .

نعم عندما هرمنا وظهرت علينا علامات شيخوخة مبكرة كأمة،نظم رسمية وأحزاب موالية ومعارضة،جاء شباب التواصل الاجتماعي ( الفسيبوك والتويتر وغيرها ) ليعلنوا رفضهم لهذا الموات والشيخوخة المبكرة لأمة عريقة كان لها الكثير من العزة والحضارة والتاريخ،وقادوا الثورات العربية التي ما زالت قاطراتها تتقدم وتغير في الواقع العربي مجتمعيا وسياسيا واقتصاديا،رغم غياب ملامح الفكر والأيديولوجيا.

استشهاد الشبل ميلاد عياش على أبواب النكبة وعلى أبواب مدينة القدس،جاء برسالة قوية للاحتلال،بأن ما يقومون به من إجراءات وممارسات قمعية من زرع للمستوطنات في قلب الأحياء العربية في القدس والاستيلاء على المنازل ومصادرة الأرض والقمع والتنكيل،لن تفلح في كسر إرادة أهلنا وشعبنا في القدس ولا في تحطيم معنوياته،ولن تنجح في تطويعه،أو إخراجه من دائرة المقاومة والفعل الكفاحي الشعبي.

ان الشباب الفلسطيني من أمثال الشهيد ميلاد وغيرهم من الشباب المنتظمين والمنخرطين في عشرات الحركات الشبابية المطالبة بالتغيير وأخذ دورها ومكانتها في المجتمع والقيادة ،تأكيد على أن هؤلاء الشباب هم القوة والطاقة الحية في المجتمع الفلسطيني،وعلى القوى والأحزاب ان تأخذ دورها وان تعيد حساباتها وتراجع برامجها في أن تجعل من البنية الأساسية والتركيبة والهيكلية لأجسامها من الشباب قاعدة وقيادة،وعليها ان ترسم الخطط وتضع البرامج المستجيبة لاحتياجات الشباب والمستوعبة لطاقاتهم وابداعاتهم وطموحاتهم،وبدون ذلك تصبح أحزابنا يابسة ومتكلسة ومنفصلة عن الواقع.

في الذكرى الأربعين لاستشهاد شبل سلوان ميلاد عياش،هذا الميلاد الذي بشر ويبشر استشهاده بميلاد فجر جديد وجيل جديد،جيل مصمم على النهوض بواقع هذه الأمة والعمل على تغيره،وكذلك مؤكداً للاحتلال الصهيوني أيضاً،بأن القدس لن تكون إلا عربية وعاصمة أبدية لدولة فلسطينية مستقلة،فمهما سن قادة الاحتلال وشرعوا من قوانين وقرارات من طراز قانون ما يسمى بالولاء والذي يشترط ولاء المحتل لمن احتل أرضه وشرد شعبه،أو قانون اعتبار القدس أولوية وطنية في التطوير (قانون التهويد )،أو قانون الاستفتاء،ربط اي انسحاب من القدس بعد إقراره في الكنيست بمصادقة الجمهور الإسرائيلي عليه،أو قانون اعتبار القدس عاصمة ليس لما يسمى بالشعب اليهودي بل لكل يهود العالم،أو قانون صهينة مناهج التعليم في القدس،أو عبرنة شوارعها وكذلك أحيائها،فكل ذلك لن يحقق حلم قادة إسرائيل في الأسرلة والتهويد والتطهير العرقي.

إن دماء الشهيد ميلاد عياش الزكية الطاهرة التي سالت على أعتاب مدينة القدس،تناشد وتطالب كل قيادات شعبنا الفلسطيني وفي المقدمة منها فتح وحماس،أن يرتقوا إلى مستوى الأخطار المحدقة بقضيتنا وحقوقنا وثوابتنا ومشروعنا الوطني،وأن يعملوا على وضع اتفاق المصالحة موضع التنفيذ الفعلي والترجمة على الأرض،فهذا الانقسام واستمراره بمثابة السرطان في الجسد،وهو يعمل على تفكيك وتخريب وتدمير النسيج المجتمعي الفلسطيني ،ويضعف الى حد كبير تماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية،وكذلك دماء الشهيد ميلاد ودماء كل شهداء شعبنا،تطالب الفلسطينيين المتشبثين بالأوهام الأمريكية الى مراجعة مواقفهم بشكل جاد وحقيقي ومغادرة طريق المفاوضات العبثية كنهج وخيار بشكل نهائي،فهذه المفاوضات المستمرة منذ 18 عاماً،لم تحقق لشعبنا سوى المزيد من الفرقة والانقسام،بل كانت بمثابة الغطاء للعدو لكي يستمر في مخططاته في الأسرلة والتهويد وتكثيف وتصعيد وتائر الاستيطان في القدس والضفة الغربية،وانه آن الأوان لبناء استراتيجيه فلسطينية بديلة تقوم على الصمود والمقاومة تلتف خلفها كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني الوطني والإسلامي.


فن هتلري!/ عـادل عطيـة


قالوا أن "هتلر"، كان رساماً!..
ولكن هل يمكننا أن نتخيله بصورة واحدة مع بيكاسو، أو سلفادور دالي، أو رمبراند، الذي قيل عنه أنه فنان النور من خلال الظلام؟!..
فهتلر، وبسبب من طموحات مريضة وأوهام ورائها عقد لا تعد ولا تحصى مات ما يقرب من ستين مليوناً أو يزيد في الحرب العالمية الثانية.
ولايزال هناك فنانون كثيرون، لهم تلك الروح الهتلرية، بعد أن باعوا الجمال بالرماد، والحياة بالموت.
تأملوا سيفاً، أو خنجراً، أو رصاصة، أو قنبلة، أو دبابة، أو طائرة هجومية... وهي تبدو في كمال الابداع الفني: ابداع في الفكرة، وابداع في التصميم، وابداع في الموت!
المأساة أن هذه القضية لا تنتهي عند اليأس من الأمل في التخلي عن هذه الأدوات الفتاكة، وانما في دائريتها السيزيفية.
فكلما حاولنا بعَبَرَات آهات الماضي، وبنداءات المحبة الإنسانية، أن نكنس ذاكرتنا من هذه الأشياء، يأتي الفن الشرير بإحترافية؛ ليمنحنا الفرصة للتآلف معها، وللاصغاء إليها، فنمنح الجحيم، دون أن ندري، القدرة لاتساع نفسه.
ان التاريخ يقف شاهداً على تورط الكثير من المحسوبين على الفن، في هذه العملية الشائنة، الذين جعلوا من العمل الفني الذي هو دائماً يفيض بالنور، عرضة للظلام، ظلام فنهم القاتل، وجعلوه متاحاً في بيوتنا، وعلى أوانينا، وفي أيدينا، فصنعوا نسخاً مصغرة طبق الأصل من أعمال الموت الشهيرة؛ لترافق حوافظ مفاتيحنا، مستغلين شعور الناس بدهشتهم الكبيرة أمام فنيتها، وانسياب انفعالاتهم بالاعجاب والتقدير بمشاهدتها، فإذا بهم يصنعون لنا وجوهاً للشر، نتآلف معها، ونتبع ما تمليه على مشاعرنا المخدوعة.
علينا أن نُصفّ ضد هذا الفن المروّع؛ لأنه يتحول مع الزمن إلى أفكارنا ويشوهها، ولا يسمح لنا بانتزاعه حتى الموت.
وإذ يأتي،بغتة، موسم الجني، نحصد ما زرعناه سواء في الحديقة، أو في تربية الأولاد، أو في إبداعات الفن!...

ديكتاتور ليوم واحد فقط/ غازي أبو ريا


من غريب عادات البشر انهم يحبون اقتناء كل جديد ان وسعهم، ويرغبون تجربة كل ما يثير استطلاعهم ان اقتدروا. فما ان نسمع عن فاكهة جديدة حتى نسارع الى تذوقها إن سمحت الحال، وكغيري من معشر البشر، أثارت فضولي موضة الديكتاتورية، ما مذاقها؟ ما لونها؟ وأي نشوة تسري في الجسم عند تعاطيها؟
وباختصار غير شديد، قررت أن أتعاطى الديكتاتورية، أشمها، أعيشها وليكن ما يكون. لكن، من تلك المجموعة البشرية التي سترضى أن تنصبني ديكتاتورا عليها وتكون لعبة لتجاربي ورغباتي وفضولي؟
"أيها الشعب! إن زمن الحرب يحتاج رجالا كزمن السلم، وزمن الجوع يحتاج عظاما كزمن الشبع، ومن هنا، من المطبخ عاصمة بيتنا الخالدة، أعلن عن حالة طوارئ بسبب الظروف التي يمر بها شعب بيتنا المقاوم للاستعمار، إن أعداءنا المحيطين بنا من دولة أبي غضنفر إلى مملكة آل غضبان يهددون أمن دولة بيتنا، ومن هنا لا بد من يد حديدية تمسك عنان دباباتنا، ولا بد من أنظمة تتماشى مع المرحلة". هكذا افتتحت خطابي في اجتماع حاشد ضم زوجتي وأولادي وبناتي دون أي ضخٍ إعلامي، ولا حاجة للقارئ بالنص الكامل للخطاب، المهم، لم يصفق أحد، حتى حين كنت ارفع الصوت وأتوقف فجأة لابتزاز تصفيق، ظل الجميع يحملقون بي مكتوفي الأيدي، حتى زوجتي التي تجامل كل الناس وتصفق حتى تهترئ منها الايدي والاكتاف، لم تجاملني ولو بتصفيقة واحدة! وفي الحقيقة منذ تلك اللحظة بدأت أفقد ثقتي أنا الديكتاتور بهذا الشعب.
في أول صباح من يومي الأول كديكتاتور لدولة بيتي، أفاق أولادي وبناتي من النوم على صوري التي تغطي كل الحيطان وفي كل الغرف، لا شهادات تخريج، لا صور ممثلين وممثلات، لا شيء على الحائط إلا أنا، ولا بد من ذلك حتى أتيح لشعبي التمتع بتسريحة شعري، بابتسامتي، وبإعطائه كامل الحرية للتغني بأوصافي التي لم يُخلق مثلها في العباد، وفي غرفة نومي التي علقت على جدارها الشمالي صورة زفافي، أفاقت امرأتي على غيابها من المشهد، فهل من العدل أن أحرم حرمي من تركيز حواسها في هذا الزوج الديكتاتور الذي بلغت سطوته كل غرف البيت، من الصالون إلى الحمام!!
أجلست الشعب على مائدة صباحية، زيت وخبز وملح، كان فطورهم الأول في عصرهم الجديد، وأمامي خبز وجبنة وبعض العسل وخضروات تغيظ العدى، وزيت سمك يحفظ للديكتاتور أنا تماسكا في اللحظات العصيبة التي يمر بها شعبي أنا. وبما أن الحكمة مطلوبة في حالات الحكم الحكيم، ناولت زوجتي قطعة جبنة إكرامية مني أنا، فقد رأيتها تهرب قطعة الجبنة إلى ابنها الأكبر الذي سيذهب إلى العمل، وأصارحكم بأنني رأيت بهذه العملية بداية تآمر ضد سلطتي، والأنكى من ذلك ان ابنها مرر قطعة الجبنة اياها والتي تكرمت بها الى أخته الصغرى، وفي الحقيقة، بدأت وبذكاء أستشعر أن شعبي يحتاج إلى تثقيف، ويحتاج الى "نقلة نوعية في ادراك متطلبات المرحلة"، وبدون أي ضخ إعلامي، فوجئ شعبي بالطريقة التي أعدت قطعة الجبنة إلى صحني، وصار كل فرد ينظر إلى الآخر، وكأنهم يسألون بعضهم، من اعاد قطعة الجبنة إلى صحن الديكتاتور؟، وكانت زوجتي أول من أداروا ظهورهم لها، وهذا بالضبط ما كنت أود أن أبلغه، أن أسرق منهم حب أمهم حتى يتعلقوا بسيادتي اللا منقوصة.
وقبل أن يشاهد ابني أباه الديكتاتور واقفا على عتبة البيت، كانت صورتي تطل عليه من بعيد بحجم يغطي وجه البيت كله، ورأيته يمشي متحاشيا النظر إلى صورتي، قلت: يا لهيبتي العظيمة التي ضيعت لذة نعيمها! يا لعظمتي! أأنا ديكتاتور! أأنا بهذه العظمة!! لكن ولدي دخل البيت ولم يقل لي كلمة واحدة، وسجلت عندي بأن هذا العاق يجب أن يُعاقب أمام كل شعب بيته، وعادت الطفلة المدللة التي أحبها أنا الديكتاتور، وهي تآمرت مع أخوتها وأمها على شرعيتي، ولم تلتفت إلي، لكنها قالت متمتمه: "أنا جوعانة" وبالطبع، فهمت أن هناك مؤامرات تُحاك ضدي، وأن الأمر يحتاج الى تثقيف الشعب وتحصينه من المؤامرات المغرضة التي يقلقها مقاومتي لتهريب الحرية والعدالة والاشتراكية والديموقراطية.
ومع ساعات العصر أو بعدها بقليل، كان الشعب قد عاد إلى غرفه وجدرانه وصوري، وكل مواطن شغل تلفزيونه، كل المحطات كانت تبث صوري وخطابي، لا شيء على التلفاز غير أنا، بحثوا عن أغنية في أي إذاعة تريحهم، كل الإذاعات تبث أغان عن بطولاتي، وعند العشاء انتظرت الجميع، كنت قد أحسست بأنني أثقلت على أبنائي، وأحسست أن لعبتي الصغيرة مع أولادي قد انتهت، لم أثقل عليهم كثيرا، ولم أبالغ في الحماقة معهم، كل الحكاية أنني أردت تربيتهم على مأساة الرضوخ للديكتاتورية، ولكنهم حين اجتمعنا على العشاء، وعلى المائدة أطايب الطعام، ومناديل مسح الأيادي وابتسامات شاسعة مني، وقلت: أبنائي الأعزاء! وجاء الرد، لسنا أعزاء بل أذلاء عندك! وحاولت بكل بلاغة اللسان إقناع أهل بيتي بأنني حاولت فهم شعور شعب تحت حكم ديكتاتور، وأن التجربة كانت ليوم واحد فقط، وأنني لم أبالغ في القمع، اغفروا لي هذه التجربة التعيسة ليوم واحد! أنا والله أردت فقط أن أجرب، وجاء الجواب: ارحل عنا!
لم تتحمل اسرتي ديكتاتوريتي ليوم واحد، فكيف يتحمل أي شعب حكم فرد سنوات بعد سنوات، ولا ضوء في آخر النفق يبشر بنهاية للظلم؟ وكيف تتبرع ما يُسمى بالنخب أن تكون محامي ابليس وتدافع عن الديكتاتور الذي يقتل الناس صباح مساء؟ مثل هؤلاء اشتروا العبودية، ويريدون للشعب ان يكون عبدا مثلهم، خذوا مثلا أبواق النظام السوري الذين مسحوا وجوههم بالذل، ويزعجهم وجود احرار يبيعون ارواحهم لشراء لحظة من الحرية، ولا أعتقد أن من يدافع عن ديكتاتور وتحت أي عنوان كان، يستحق في هذا الزمان لقب إنسان، أو على الأقل فإنه يعيش في زمن افتراضي غير هذا الزمان.

مرحلة سلام فياض تنتهي بالفشل/ نقولا ناصر

لكل مرحلة رجالها ومن الطبيعي أن يرحلوا عندما تنتهي. ومن الواضح الآن أن المرحلة التي بدأت عندما قرر رئيس حكومة دولة الاحتلال الأسبق آرييل شارون بالتنسيق مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وبضوء أخضر "عربي" لا ريب فيه "تغيير النظام" الفلسطيني ب"ازاحة" الراحل ياسر عرفات تعسفا وعدوانا وقهرا هي مرحلة قد انتهت بالفشل الذريع.

وإذا كان عنوان هذه المرحلة، الرئيس محمود عباس، قد أصدر أكثر من مؤشر الى ادراكه بأن دوره قد انتهى أو يكاد وهو ينتظر فقط نتيجة باتت شبه مؤكدة ل"استحقاق أيلول"/سبتمبر المقبل كي يرحل مختارا كما يعلن بنفسه، فإن القوى الخارجية ذاتها التي اختارت رجل المرحلة الفعلي، د. سلام فياض، تحاول الاستمرار في فرضه حتى على عباس نفسه وعلى المرحلة التالية بالرغم من أن كل استحقاقات المرحلة الجديدة في النضال الوطني الفلسطيني تقتضي أن يرحل.

وإذا كان الفشل السياسي لمرحلة عباس - فياض واضحا، فإن سياسة "السلام الاقتصادي" التي انتهجها رئيس وزراء دولة الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو وتبناها فياض عمليا، حد أن يسميها بعض المحللين الأجانب "خطة نتنياهو – فياض"، لم تكن أقل فشلا لكن فشلها لم يكن بالوضوح ذاته، إذ جرى ويجري التعتيم على فشلها، وتسويقها باعتبارها نجاحا باهرا ليس فقط للاداري المالي الفذ المتخرج من مدرسة البنك الدولي المؤتمن على أموال المانحين الممولين للوضع الفلسطيني الحالي تحت الاحتلال بل لنتنياهو نفسه الذي يكرر الاستشهاد بمعدل النمو الاقتصادي الذي حققه فياض كدليل على نجاح "سلامه الاقتصادي" يستخدمه يستخدمه للتغطية على حصاره لقطاع غزة واستفحال الاستعمار الاستيطاني في الضفة الغربية وتهربه من استحقاقات "عملية السلام" التي ترعاها الولايات المتحدة دون نتيجة منذ حوالي عشرين عاما، في عملية تضليل استخدمتها دولة الاحتلال لصرف أنظار المجتمع الدولي عن البحث العاجل بجدية والحاح عن حلول عادلة للأزمة الانسانية والسياسية التي جعلت الوضع الفلسطيني الراهن متفجرا بانتظار عود كبريت يشعله، مما يفسر ثناء نتنياهو على فياض في خطابه الأخير أمام الكونغرس الأميركي، ويفسر مقارنة شمعون بيريس رئيس دولة الاحتلال له بجورج واشنطن باني الدولة الأميركية وببن غوريون باني دولة الاحتلال.

إن الأزمة الاقتصادية والغذائية العالمية التي دفعت الأسبوع الماضي الحكومة الأردنية في الشرق الى اعفاء واسع كامل أو جزئي للمستهلك من ضريبة المبيعات على 155 سلعة وخدمة أساسية، وفي الغرب دفعت كنيست دولة الاحتلال الى بحث مشروع قانون لاجراء مماثل في ضريبة القيمة المضافة، لم تجد لدى فياض أي صدى ليصر على أن الخيار هو: "هل تريدون أن لا تزيد الحكومة الضرائب؟ إذن سنعتمد أكثر على دعم الممولين؟ وإذا كان العكس فيجب أن نزيد الضرائب - ماذا تريدون بالضبط ؟ ... بدكو ضرائب ولا بدكو دعم؟"، كما قال أوائل هذا العام في لقاء شهري مع الصحفيين.

لكن فضيحة الفساد في الادارة المالية للعلاج في الخارج التي سلطت الأضواء على سوء الادارة المالية بخاصة في وزارة الصحة التي دفعت عباس الأسبوع الماضي الى طلب تقرير عاجل خلال شهر، ودفعت أطباء القطاع الصحي العام الى الاضراب، ليحيلهم فياض الى المحكمة، ودفعت نصفهم تقريبا الى الاستقالة ناهيك عن هجرة اصحاب الكفاءات منهم يجب أن تضع علامة سؤال كبيرة على كفاءة الادارة المالية لفياض التي تسوق كرصيد أساسي له يؤهله للاستمرار في منصبه.

فهل وزارة الصحة نموذج حقا لمؤسسات الدولة الفلسطينية التي يعتز فياض بأنه يبنيها - - بينما "الاشارات الأبرز" اليها هي "القلاع الاسمنتية الجديدة كئيبة المنظر لقوى الأمن التي تلوح مهيمنة على مراكز المدن الفلسطينية" كما كتبت الايكونوميست البريطانية أواخر الشهر الأول من هذا العام، وتعبيد الطرق الالتفافية التي اعتمدها الاحتلال حول المستعمرات الاستيطانية بتمويل أميركي؟

ان لجنة تقصي الحقائق في المجلس التشريعي التي أوصت في الأسبوع الماضي باقالة وزير الصحة كان ينبغي عليها أيضا أن توصي بمساءلة فياض كذلك، إذ كيف كان يمكن لهذا الوضع أن يستمر في هذه الوزارة بعد وجود فياض في وزارة المالية منذ عام 2003 وفي رئاسة الوزراء منذ 2007!

إن "المعجزة" الاقتصادية التي جعلت فياض يحقق نموا بمعدل قياسي عالميا (9.3%) يستحق عليه إشادة البنك وصندوق النقد الدوليين والأمم المتحدة والدول المانحة تتحول الى مجرد معجزة وهمية على الورق فحسب عندما يقول هو نفسه ان "مؤسسات السلطة تحتضر"، ويظهر هذه الايام عاجزا عن دفع رواتب موظفيها، ويعلن عن عجز يقارب المليار دولار أميركي في ميزانيتها، ودين للبنوك عليها بما يقارب مليارا آخر، وعجزها عن المزيد من الاستدانة من البنوك، وزيادة في العجز التجاري الى 3.989.2 مليون دولار أميركي، وخفض الانفاق الحكومي بنسبة (2.7%) أو عندما يتحدث مؤخرا الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني و"الأونروا" ومنظمة العمل الدولية عن انخفاض العمالة، وارتفاع البطالة، وانخفاض القوة الشرائية الحقيقية للأجور، وزيادة عدد العاملين الفلسطينيين في المستوطنات، وارتفاع المؤشر السنوي لأسعار المستهلك، ووجود واحد من كل أربعة فلسطينيين تحت خط الفقر (25.7%)، وبقاء مستوى المعيشة دون ما كان عليه عام ألفين، أو عندما يقول البنك الدولي إن النمو "غير مستدام" لأنه مرتهن للمانحين، الخ. مما "يدحض الصورة الرائجة عن وجود ازدهار اقتصادي في الضفة الغربية" كما قالت الأونروا.

واستثناء القدس وقطاع غزة من خطة فياض لبناء مؤسسات الدولة حقيقة ينبغي أن تثير تساؤلات جادة حول صدقية هذه الخطة التي لا تشمل عاصمة الدولة المأمولة ولا منفذها الوحيد الى البحر. ومع ذلك فانه لم يبن مؤسسات جديدة بل ضبط الأداء المالي للمؤسسات القائمة من حيث علاقتها بتمويل "الإرهاب" فحسب، ولم يضع سلطة الحكم الذاتي على شفا الدولة بعد أن فشل في شمول خطته للمنطقة "ج" كما أعلن وفشل في اخراج قوات الاحتلال من مناطق "أ" التي أعادت احتلالها عام 2002 عندما كانت مهيأة للتطور إلى دولة أكثر مما هي عليه الآن، ولم يقل اعتماد الاقتصاد على دولة الاحتلال من ناحية وعلى "المنح" الدولية من ناحية أخرى بل ازدادت تبعيته لهما، ولم يطبق سيادة القانون على ملفات الفساد المتراكمة التي كانت في المقام الأول هي الذريعة لفرضه وزيرا للمالية ناهيك عن وفاة ستة معتقلين في عهده دون أي تحقيق شفاف في ظروف وفاتهم حتى الآن. لقد أفرز الانقسام الوطني حكومته فرسخته ومولته بدفع رواتب عشرات الآلاف من موظفي السلطة كي لا يعملوا ومع ذلك تتحدث حكومته عن زيادة الانتاجية وضبط هدر المال العام!

ان فياض الذي اكد اكثر من مرة بان حكومته انتقالية ومؤقتة حتى تتالف حكومة وحدة وطنية اخذت على عاتقها مهمات سياسية استراتيجية حد ان يعلن فياض مشروعا لبناء دولة فلسطينية خلال عامين دون الرجوع الى منظمة التحرير أو الى غيرها وهذه مهمة تجد حتى الحكومات العادية المنتخبة ترددا في البت فيها دون استفتاء عام، دون ان يصدر اي احتجاج عن الرئاسة والمنظمة يكرر ما كرراه بعد اتفاق القاهرة الأخير بان مهمات سياسية وتفاوضية كهذه انما هي من مسؤولية الرئاسة والمنظمة حصرا.

أما "حالة الطوارئ" التي تتهاوى تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية في المنطقة فيبدو أنها ستظل سارية المفعول كشرط مسبق لا غنى عنه لبقاء حكومته التي افرزتها "حالة طوارئ" وكانت ولا تزال حكومة طوارئ وتسيير اعمال ومؤقتة وانتقالية وبالتالي كانت حكوماته المتعاقبة حالة استثنائية شاذة يراد من الاصرار على ترشيحه لحكومة جديدة الآن تحويلها الى حالة دائمة. وقد كان اجراء الانتخابات كطريق للعودة الى الوضع العادي من المهمات الرئيسية لحكومات فياض المتعاقبة، وقد فشلت في اجرائها.

ولأن القانون الأساسي يحدد ولاية حكومة الطوارئ بشهر واحد فقط، أصدر عباس مرسوما رئاسيا ابطل فيه هذا النص الدستوري، ليظل الاساس القانوني لتأليف حكومات فياض المتعاقبة مطعونا فيه ويستند ايضا الى حالة استثنائية شاذة ما كانت لتحظى بثقة المجلس التشريعي في الظروف العادية، لا بل ان هذه الحكومة، ول"رش الملح على الجرح" كما يقول المثل الشعبي، اعتبرت رسميا حركة حماس الفائزة في انتخابات عام 2006 "خارجة على القانون". واذا كان التنسيق "الأمني" مع قوات الاحتلال سياسة رسمية معلنة لهذه الحكومة فان تكامل الادوار بين دولة الاحتلال وبين هذه الحكومة في تعطيل عمل المجلس التشريعي يرقى الى اتفاق غير معلن على تنسيق مماثل.

ولأن فياض ك"قائمة" انتخابية لا يملك في التشريعي سوى مقعدين لم يعودا موحدين كانت "شرعية" الدعم الأجنبي الخارجي هي السند الأساسي الذي يضفي شرعية على حكومته، أما "شرعية الرئاسة" فقد اوضح عباس بما لا يدع مجالا لأي شك في تصريحاته المنشورة الأسبوع الماضي ان بقاء السلطة الفلسطينية مرتهن لأمر واقع يخير عباس بين الحصار المالي وبين فياض كرئيس للحكومة كخيار وحيد لا يترك لعباس اي خيار آخر.

ومثلما ينذر التمسك بفياض رئيسا للوزراء الآن بافشال اتفاق المصالحة الأخير في القاهرة فقد كان اختياره لرئاسة الوزراء دائما مرتبطا بانهيار الاتفاقيات السابقة للمصالحة، وعلى سبيل المثال كانت حكومته هي البديل عن حكومة الوحدة الوطنية التي انبثقت عن اتفاق مكة عام 2007. وكمثال آخر على كون الرجل وحكومته نقيضا دائما للوحدة الوطنية قبل الرئيس عباس استقالة حكومته كشرط موضوعي لانجاح مباحثات المصالحة الوطنية التي بدأت في القاهرة عام 2009 ليعيد تكليفه بتاليف حكومة جديدة إثر فشلها بعد اكثر من شهرين.

ان ضبط مالية السلطة وشفافيتها الذي يسوق باعتباره أهم انجازات فياض بالكاد يخفي ان اهم انجازاته كان التأكد من عدم تسرب اي انفاق الى المقاومة، بقدر ما كانت احالة جيل المقاومة في قوى الأمن المختلفة الى "التقاعد" واستبداله ب"الجيل الفلسطيني الجديد" كما وصفه المنسق الأمني الأميركي كيث دايتون هي الانجاز الأهم لحكومة فياض في مجال "الاصلاح".

لقد تحول اختيار او عدم اختيار فياض رئيسا للوزراء الى المحك الحقيقي لصدقية توجه عباس "المعلن" الى مرحلة جديدة في النضال الوطني. والمرحلة الجديدة لا يمكن أن يكون عنوانها بالتأكيد رجلا يدعم علنا باسم الشعب الفلسطيني ترشيح محافظ البنك المركزي لدولة الاحتلال الاسرائيلي، ستانلي فيشر، لرئاسة صندوق النقد الدولي، خصوصا إذا صدق ما نسبه دبلوماسيون اقتبست منهم وسائل الاعلام الاسرائيلية الى فياض عن معارضته لتوجه محمود عباس الى الآمم المتحدة!

 كاتب عربي من فلسطين