في عام 2006غادرت قطاع غزة الى المغرب , في يوم الاثنين من شهر ايار مايو , وانا في منزلي كنت قد شاهدت التلفاز العربي مساء , وأنا مشغول جدا في ترتيب حقائبي , فضائية عراقية جديدة ظهرت على الوجود بعد انهيار نظام صدام حسين تسمى " المستقلة " وانا اشاهد مذهولا نقاشا حادا وصل الى حد الشتم والسب والتلفظ باللفاظ غير لائقة مأخوذ بصفة الضيوف , حيث كان الموضوع يدور حول المعتقلات العربية زمن النظام السابق ومظالم الشعب العراقي في تلك الحقبة , والتنديد بذلك الزمن في انتهاك حق الاسير , والمعتقل في وطن حاليا لا يعرف ولا يعترف حتى بحقوقه الطبيعية , كما جاء في ما قالة الشاعر العراقي الاممي " مظفر النواب " , والذي كان في احد سجون النظام السابق وغرفة , وبالعودة الى ضيوف الفضائية يتهمون حزب البعث والشيوعية !؟ وما عادوا يروا حرجا ان يجلسوا في اناقة المنبر الامريكي , ليفتحوا شكاوي الشعب امام الجمهور العربي , ليشفع له وجوده بين ضيفين , يترأس احدهما حقوق الانسان في السجون العراقية , ويمثل الثاني جمعية حقوق الانسان في السجون السورية .
وبدأ اللقاء الساخن ... حيث كان اجمل حب هو الذي تعثر علية اثناء بحثك عن حقيقة الشيء الاخر في مثل هكذا لقاء , فان اطراف برنامج قد شاهدته وتعرفت علية , اثناء بحثي في المدار الفضائي , حيث حط بي القدر بعد ان تهت بين الفضائيات على قناة " المستقلة " وهو على ما يبدوا الاسم الثاني لقناة الفضائح العربية ؟! يطمئنك شعرا هذه القناة الى انتقاء خبراء اذكياء , حيث يشدك ويهنئك بحرارة ويشد على يدك لأنك لست من الغباء لتعادي حرية الانسان وحقوقه الشخصية وتنحاز , كملاين البشر المشاهدين العرب , الى قنوات البحث عن الحقيقة الضائعة هل كان فعلا نظام صدام حسين او الانظمة العربية مجرمة بحق شعوبها ام لا ؟ حيث نتفاجأ بقنوات فضائية في معسكر الشر , حيث يبدأ بعضهم الى انصار صراع الكلاب , والنبش والعض , في برنامج جديد يسمى برنامج النباح الاعلامي العربي " المتخلف " , وتجلس كأي شخص لتتابع بهدوء ورهبة جدلا حادا تقدمة اعلامية جميلة مثلا بكل ما اوتيت من جمال ولباقة ونوايا انسانية حسنة , محاوله اظهار رفقها بالمواطن العربي المظلوم حيث يكون عنوان الحلقة " حقوق الانسان العربي " وهي الحلقة المخصصة لمظلامك كانسان عربي , وفية اشارة واضحة تطمئنك الى ان حقوقك لن تهدر بعد اليوم يوجد من يقف بجانبك , لان الانظمة العربية رفعتك اخيرا الى مقام حيواناتها الاليفة وقررت ان ترفق بك الى حين !! لان القنوان العربية تساعدك وتدلك بعد الان ! كما تدلك القطط والكلاب في منازل , اصحباها واطعامك موضوع صنع خصيصا لإعادة البهجة للكلاب , وان مت لا قدر الله وبعد عمر طويل , لن تنتهي جثتك في كيس من البلاستك , كما هي اشلاء العرب في العراق وسوريا وافغانستان وليبيا واليمن ... , بل ستأخذ الاذن من حكومتك لتدفن في مقابر جميلة جدا , حيث تذهب محمولا مكرما معطرا , في تابوت من الخشب الفاخر والمغلف من الساتان !!
المهم سافرت الى المغرب في مدنية جميلة جدا تدعى " اغادير " مطمئن جدا الى مصير العرب والمسلمين الذين وجدوا اخيرا انفسهم امام حقيقة للديمقراطية وحرية مبهجة , كان العرب والواد الاعظم منهم يريدون ان تعاملهم الدول العربية كما تعامل كلابها ليس اكثر ولماذا الاستغراب اذن والعجب والحديث عن سجون نظام صدام حسين حينما نحتج انا وانت عندما نرى مجندة تسحب اسيرا عراقيا في سجن ابو غريب عاريا كليا , كما لو كانت تسحب كلبا ؟ يا سلام تلك هي الرجولة العربية معرضوه للفرجة عارية الا من ذعرها , هذه الرجولة المكبلة بالحديد والكبرياء والاحترام للإنسانية الادمية , ترتعد تحت اقدام كلاب مدربة على مضغ الكرامة الانسانية العربية ؟
في النهاية : الكرامة الانسانية بأي حق , وبأي شريعة سماوية او ارضية موضوعه , وباسم من , ولماذا , وحتى متى , يستهان بحقها في الحياة في وطنها بكرامة , والعيش من ثروات هي ثروات ارضها .؟ نكتة ...غير موفقة لقنوات عربية هزيلة, حلقات ثم حلقات لعرض انتهاكات حقوق الانسان في السجون العربية , هي ديمقراطية العصر الحديث وتكنلوجيا عام 2011وهبه للشعوب , فكيف لنا نحن ان نتعلم الحرية من الانظمة العربية بعد سقوطها ؟!.. انتهى .
فلسطين – غزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق