ذكرى انتخاب بشير الجميل الـ 29 والجحود/ الياس بجاني


ويل لأمة لا تخاف الله فيما تقول وتعمل ولا تحترم الشهداء من بنيها وتتاجر وتساوم على تضحياتهم وكراماتهم ويمتهن قادتها ورجال دينها والمسؤولين فيها عاهات الذمية والتقية.

تعود بنا الذاكرة اليوم باعتزاز وفخر وإيمان وعرفان بالجميل مع شكر الرب على كل نعمه وعطاياه، تعود بنا إلى انتخاب قائد المقاومة اللبنانية الشيخ بشير بيار الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية في 23 آب 1982 . نتذكر ولا ننسى ولا يجب أن ننسى في المناسبة هذه أن نقارن بموضوعية وصدق وشفافية بين ممارسات وفكر وعناد وشجاعة ومواقف وتقوى بشير وبين ممارسات وأقوال ومواقف وجبن غالبية القيادات المارونية الحالية تحديداً.

ونحن نسترجع حقبة بشير المشرّفة في ذاكرتنا ووجداننا والضمائر نطلب لنفسه الطاهرة الراحة الأبدية ونلعن في نفس الوقت أيام المحل والانحطاط الأخلاقي والوطني والسياسي التي وصلنا إليها حيث بات حضور غالبية القادة الموارنة روحيين وزمنين ومسؤولين هو غياب بعد أن امتهنوا التقية والذمية والخنوع وفضلوا بوقاحة المصالح الشخصية على المصلحة العامة فانتهوا مهمشين وتابعين لا يُحسب لهم حساباً ولا يجدون من يثق بهم ويحترمهم أو يأخذهم في عين الاعتبار حتى بين أهل بيتهم وأبناء طائفتهم.

إلا أنه ورغم السواد القاتم الذي يحيط بمصداقية وإيمان وثبات غالبية القيادات المارونية الحالية لا يمكننا إلا أن نرى صورة بشير في ابنه النائب نديم الجميل هذا الشاب الواعد والنقي والتقي والوفي والمؤمن بخط أبيه والملتزم به رغم كل الصعاب والشدائد والتحديات والمكائد.

من تصفح اليوم المواقع الألكترونية وشاهد وسمع وسائل الإعلام الأخرى التابعة لكافة الأحزاب المسيحية التي تدعي التزامها نهج البشير وحرية واستقلال لبنان لا بد وأنه لاحظ بأسى وحزن عدم إعطاء مناسبة انتخاب "الحلم" ما تستحقه من تسليط للأضواء. فبعضها لم يأتِ بالمرة على ذكر المناسبة فيما البعض الآخر مر عليها مرور الكرام بأسطر قليلة وبنقل تصريحات موجزة.

بالطبع هذا النمط من النكران للجميل والجحود الوقح ليس غريباً على من أضاع البوصلة وغلّب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن وكفر بقيمة الإنسان اللبناني وبعزته وأمنه ولم تعد القضية والهوية التي استشهد من أجلهما البشير ومعه عشرات الآلاف من شبابنا تعني له أي شيء.

إن الفرق شاسع وعلى كل المستويات بين القيادات المارونية الحالية وبين البشير ومعه كوكبة القياديين التاريخيين الذين كانوا عماد الجبهة اللبنانية. الفرق ببساطة هو في أطر وأسس مفهوم القضية اللبنانية. قادة اليوم الصغار في قاماتهم الوطنية يتاجرون بالقضية ويفصلونها على ما يتناسب مع مصالحهم وأطماعهم وطموحاتهم وأحقادهم وجنونهم وأرصدتهم، في حين أن البشير وقادة الجبهة اللبنانية كانوا جنود أوفياء للقضية عن إيمان خالص ولم يكن عندهم أي زغل أو غش أو نفاق أو جبن في رفع راياتها والشهادة لها بصوت عال والاستشهاد بفرح من أجلها وعلى مذبحها.

نحزن عندما نرى القيادات المارونية الزمنية والروحية الحالية تخاف المجاهرة بمواقفها الحقة فتتجابن وتساير وتساوم وتماشي الشر والأشرار وتتخلى عن شهداء وأبطال القضية، لا بل تهجر القضية بكل مكوناتها وتخجل بها وبالشهداء.

نحزن عندما لا نسمع صوتا واحدا لا دينياً ولا زمنياً يدافع بجرأة عن حق وكرامة أهلنا الأشراف والوطنيين والضحايا الذين اجبروا على الهرب إلى إسرائيل سنة ألفين فيما الساقط في كل تجارب الأبالسة المرتد ميشال عون يقدم مشروع قرار لمجلس النواب هدفه تشريع الظلم والافتراء عليهم وتثبيت الأمر الواقع الجائر المفروض من قبل السوري والإيراني وحزب الله والسماسرة وتجار المقاومة والممانعة الذي يعتبرهم عملاء وخونة. إنه فعلا زمن المحل والجحود والأوباش، لأن هؤلاء القادة يلحسون المبرد ويتلذذون بملوحة دمائهم النجسة.

أراضي الموارنة بما فيها أملاك كنيستهم يسرقها حزب الله ويهجر أهلها بوقاحة الأبالسة فيما القادة الموارنة الجبناء إما يلتزمون الصمت المطبق أو يغطون السرقات ويباركونها.
مواقع الموارنة في الدولة تصادر أو تعطى لموارنة مرتزقة لا يعرفون المارونية فيما القادة الموارنة يلهثون وراء فتات الموائد وينصبون المكائد لبعضهم البعض.
الاغتراب اللبناني الذي يشكل الموارنة قسماً كبيراً منه يُحرم بكل وسائل البلطجة والكفر والزندقة من ممارسة حقوقه فيما القادة الموارنة يتلهون بشق الاغتراب وبنقل أحزابهم وانغلاقهم وعصبياتهم وجهلهم وتناقضاتهم إليه.
محطات تلفزيون مارونية ومسيحية تتحول إلى وسائل إبليسية تروج للفساد والفسق والرذيلة فيما قادة الموارنة يصفقون لها، وتطول قائمة الكفر والجحود والجبن والانحطاط والذمية والتقية والتخلي.

لقد تحول معظم قادة الموارنة روحيين وزمنيين ومسؤولين إلى تجار هيكل وكتبة وفريسيين وزنادقة وقحين وبالتالي قد حان الوقت لأن يحمل اللبناني الشريف والوطني عموماً والماروني تحديداً السوط ليقلب موائدهم مردداً مع السيد المسيح: بيتي بيت صلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق