عندما يصبح الإضراب هو الحل إذا هناك خلل كبير , عندما يضطر كل صاحب حق أو مظلمة إلى الاعتصام والإضراب أذا فصوته لم يصل ومظلمته لم ينظر إليها وليكن هذا هو أبلغ دليل على أن النظام لم يسقط بعد وأن البلاد ما زالت تدار بنفس المنهج وأن كل ما تغير هو وجوه وأسماء .
يعترض الكثيرون على الإضرابات ويتهمون أصحاب المطالب الفئوية بأنهم لا يريدون الاستقرار وأنهم يعرقلون العمل والإنتاج ولهم في ذلك كل الحق ولكن دعونا ننظر سويا في الأسباب التي دعت البعض منهم لهذه الاعتصامات والإضرابات ثم ننظر للنتائج المترتبة عليها .
إن أسباب الإضراب والاعتصام تتلخص في شعور بعض الفئات بالظلم وأنهم لم يحصلوا على حقوقهم كالمعلمين مثلا الذين شعروا بظلم بين عندما حرموا من حافز الإثابة الذي حصل عليه باقي موظفي الدولة وحرم منه المعلم بحجج واهية وهي حصولهم علي كادر خاص ولا أدري أي كادر خاص يتحدثون عنه أي كادر خاص أهدر كرامة المعلم وهو جالس يؤدى اختبارات عقيمة لا تفيد أي كادر خاص ذلك الذي لا يساويه حتى بحملة المؤهلات الوسطي في أي بنك أو سنترال أي كادر خاص هذا الذي لم ولن يوفر للمعلم أي حياة كريمة ولم يغنه أبدا عن أن يلجأ للدروس الخصوصية التي هي ليست بالعيب ولا بالحرام طالما أنه يؤدى واجبه داخل الفصل على خير ما يرام بل وضعوها كحل وحيد أمام المعلم كي يستطيع أن يطعم أطفاله , أي كادر خاص هذا الذي لا يسمن ولا يغني من جوع أي كادر وأي وزير هذا الذي يقف عاجزا عن حماية حقوق معلميه بل واكتفي بإعلان عدم إختصاصة برد مظالمهم وأن من يتضرر منهم فليلجأ للقضاء وأنه شخصيا لم يحصل إلا على 1900 جنيه فقط ذلك الدخل الذي لا يتعدى ال 10% من دخله عندما كان رئيسا للجامعة وكأنه يحمل المعلم ذنب انخفاض دخله !!
ولو تركنا المعلمين جانبا فالكل يعرف قيمة المعلمين الذين هم حملة رسالة الأنبياء والكل يعرف كم من ظلم وقع علي عاتق هؤلاء المعلمين الذين عانوا الظلم ماديا ومعنويا في بلد حكمها نظام أهدر كرامة هذا المعلم وبذل الجهد في إذلاله وتحطيم قيمته ولننظر معا لحال الطبيب ذلك الطالب المتميز بالأمس الذي عاني الأمرين حتى استكمل دراسته الشاقة ثم خرج للحياة العملية ليحصل علي راتب لا يكفي شراء سماعة أو جهاز قياس لضغط الدم , الطبيب والممرضين ملائكة الرحمة ها هم الآخرين يعانون الأمرين ولا يحصلون على حقوق تضمن لهم حياة آدمية كريمة
وإذا كان الظلم هو سبب رئيسي لقيام هؤلاء وهؤلاء وغيرهم بإضراب و اعتصام فالوعود الكاذبة التي عانينا منها جميعا من نظام ذهب وولي لم تزل موجودة ولم تزل أسلوب عمل للوزراء والحكومات .
حكومة كان الأكرم لها ولنا ألا يقدموا وعودا لن يستطيعوا تنفيذها فلا حد أدنى ولا حد أقصي ولا حافز إثابة ولا حتى عقاب قد رأى النور بعد ولم نجني من وراء هذه الوعود المتلألئة كالنجوم في السماء سوي جشع التجار وارتفاع الأسعار
والنتيجة أن أضرب الأطباء والممرضين عن العمل في احدي مستشفيا ت محافظة الشرقية في مستشفي بالزقازيق وترتب علي ذلك أن لقي مريض مصرعه، فيما يتعرض أكثر من ثلاث حالات أخري في حوادث مختلفة لنزيف في حالة خطرة ، ما بين إصابة بطلق ناري وحوادث أخرى داخل قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى الزقازيق لعدم إسعافهم وتلقيهم العلاج اللازم، بعد توقف العمل بسبب إضراب العاملين بمستشفى الجامعة للمطالبة بصرف حافز 200%، حيث توقفت العمليات والأشعة وغيرها من الأقسام.
كيف يمتنع الطبيب عن أداء واجب إنساني نحو مريض يحتضر بين يديه ومن أوصله لهذه الحالة ؟ من دفعه لهذا التصرف ؟ وذنب هذا المريض من يتحمله ذنب هذا المريض وغيره في رقبة من ؟ في رقبة الطبيب ؟؟ أم في رقبة من ظلم الطبيب ؟؟
عندما يهدد أكثر من 14 ائتلاف للمعلمين ببدء العام الدراسي بدون مدرس فما ذنب الطالب وما ذنب ولي الأمر وعلى عاتق من تكون النتائج على عاتق المعلم أم علي عاتق من ظلمه بالطبع لا نؤيد هؤلاء ولا هؤلاء في إضرابهم ولا اعتصامهم ولكن لا نلقي باللوم عليهم وحدهم وإنما ندعوكم جميعا لسماع شكواهم وكفانا ما عانيناه سابقا من حكومات صماء ونظام أصم سنوات وسنوات.
عندما يصبح الإضراب والاعتصام هو الحل أذا فلم يسقط النظام وإنما سقطت دولة المؤسسات و أصبحت مصر تدار بمبدأ خذ حقك بالذراع !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق