وما النتيجة بعد الدمار؟/ صالح الطائي

اليوم : واسط / نجف / كربلاء / بابل / ديالى / كركوك وغدا بغداد ونينوى والبصرة وصلاح الدين، لكم ما النتيجة وما الذي سيتغير؟ هل ستنجح بضعة تفجيرات جبانة تطال الأبرياء بتغيير وجه الكون؟ ومتى نجح الإرهاب بأعماله الإجرامية بتغيير مجتمع أو بتحقيق انتصار؟
إن ما قاموا به وما سيقومون به مستقبلا يثبت هزيمتهم العقائدية والفكرية ويثبت بعدهم عن الروح الإنسانية، ويثبت بالتالي أنهم الخاسرون
*
*حينما قال الجواهري الكبير (بإن جراح الضحايا فم) استغرب البعض من الجهلاء كيف تكون للجراح أفواه تتكلم بها، واليوم في واسط الإباء والشرف تحققت نبوءة الجواهري حيث رأيت بأم عيني جراح الضحايا الأبرياء تهتف ملء الأفاق: لبيك يا حسين والموت للهمجيين المجرمين الكفرة الفجرة الذي لم يراعوا حرمة الشهر الكريم، وتبا للجنة التي يأتي بها قتل المسلمين الأبرياء على يد حملة الفكر المتعفن والنهج الهمجي المتحجر.
*
*
من تعاليم الصيام الابتعاد عن النزاع والجدال ومتى أجبر المسلم على ذلك عليه أن لا ينجر وراء إكراهات الآخرين وان يقول: اللهم إني صائم
فماذا نسمى عمل من قام بسفك كل هذه الدماء البريئة في صباح يوم من أيام الشهر الفضيل؟
تبت أيديهم وخسئوا في الدنيا والآخرة
ومقرهم ومستقرهم جهنم وبئس المصير
*
*
أبو محمد رجل بسيط عنده مكتبة في واسط يبيع فيها الكتب ويوفر المعلومة للطالب والباحث خرج مع ابنه محمد كعادته مبكرا ليفتح مكتبته وهو لا يدري بأن الدعاة على أبواب جهنم وطلاب الخراب كانوا ينتظرونه عند باب المكتبة، فما إن فتح بابها حتى دوى صوت الخراب واختطف روحه وروح ولده الشاب محمد وهما صائمان لتتلقفها الملائكة وترفعها إلى السماء لتشكو إلى بارئها ظلم الحيوان الذي يدعي انه إنسان للإنسان الباحث عن الأمان
*
*
جاءت واحدة من بنات الإمام علي (ع) له بصحيفة ليفطر بعد يوم صيام شاق وكان فيها ثلاثة أنواع من الطعام فوضعتها أمامه وهمت بالذهاب فناداها: بنية،بنية تعالي، أتريدين أن يطول مقام أبيك امام الله؟ قال: كلا، ولم ذلك؟ قال: ألم تسمعي قوله تعالى (ولتسئلون يومئذ عن النعيم) ارفعي اثنين منها ودعي لي واحدا! ومن المؤكد أن الطعام كان حلالا مزكى، فماذا سيقول الإرهابيون الكفرة لله وهم يفطرون بدماء الضحايا الأبرياء الصائمون؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق