رموز النظام السوري لا يحتاجون لآلة كشف الكذب/ محمد فاروق الإمام

اعتاد المحققون في بعض الدول المتقدمة اللجوء إلى آلة الكذب ليصلوا إلى الحقيقة من خلال ما تكشفه هذه الآلة إن كان المُحقق معهم صادقون أم كاذبون ليبنوا قرارهم العادل بحق المتهمين حتى لا يفلت المجرم أو يظلم البريء أمام قوس العدالة، إلا أن رموز النظام السوري من أعلى الهرم وحتى الطبقات الدنيا من أبواق وشبيحة ليسو بحاجة إلى مثل هذه الآلة فهم يكذبون صباح مساء جهاراً نهاراً دون خشية ولا حياء، وقد سقط برقع الحياء عن وجوههم الكالحة، حتى صار الصغير والكبير في الداخل والخارج يتندرون على كذبهم ويقولون: لو أن رموز النظام السوري قالوا إن 1+1=2 لا يُصدقون!!
وليد المعلم مهندس الدبلوماسية وراسم معالم السياسة للنظام السوري منذ عقود خرج علينا يوم الاثنين 28 تشرين الثاني في مؤتمره الصحفي، وقد وُضعت الشاشات من خلفه تعرض المسيّرات المؤيدة للنظام والرافضة للقرارات العربية طوال مدة عقد المؤتمر، لتوحي للعالم بأن كل شيء في سورية على أتم حال وأن النظام ضحية مؤامرة كونية يشارك فيها الأشقاء والأصدقاء والحلفاء والأعداء.
تحدث المعلم بإسهاب ينتقد العقوبات التي أقرتها جامعة الدول العربية، بعد يأسها من هذا النظام الذي كان دائماً كاذباً بوعوده، وقد اكتشفت الجامعة بعد منحه الفرصة تلو الفرصة، أن كل وعود النظام الهدف منها المماطلة وكسب الوقت ليوغل بدماء السوريين، ظناً منه أنه قد يفلح في كسر إرادتهم وإنهاء ثورتهم، التي باتت رغيف الخبز الذي يحاربهم به النظام، ونسمات الهواء التي يريد أن يمنعها عنهم، وشربة الماء التي يسعى ليجففها قبل وصولها إلى حلوقهم.
وليد المعلم ادعى في مؤتمره الصحفي أن "الجامعة العربية أغلقت بعقوباتها الاقتصادية التي أقرتها جميع النوافذ مع بلاده"، واتهمها بأنها "تدفع الأزمة نحو التدويل عبر بند يدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى القيام بالإجراءات الخاصة لدعم جهود الجامعة العربية". وانتقد دعوة مجلس الجامعة العربية للجيش السوري إلى "وقف العنف"، وقال "الجيش قدم الشهداء لحماية المدنيين والتصدي للإرهابيين، وعندما يدعونه إلى وقف العنف يتهمونه اتهاماً باطلاً"، مضيفا أن الجامعة العربية "ترفض الاعتراف بوجود مجموعات إرهابية مسلحة تنفذ القتل وترتكب الجرائم". وتخلل المؤتمر الصحفي عرض فيلم وثائقي قصير يظهر مشاهد مروعة، قال إنها لـ"عصابات إرهابية مسلّحة ترتكب جرائم بحق المواطنين ورجال الأمن" السوريين، يريد بهذه الكذبة الكبرى المفبركة بيد مخرج فاشل أن يؤثر على عقول الناس ويستدر عطفهم، ولكن الله أبى إلا أن يكشف كذبه وسوء فبركة هذا المخرج الفاشل، فكان ما قدمه هو مسرحية هزلية مكشوفة وممجوجة، وقد تطوع بعض من ظهرت صورهم في هذه المسرحية ليقلبوا السحر على الساحر ويكشفوا كذب النظام وتدجيل رموزه، واللافت أنه قدم مقطعين ليثبت وجهة نظر النظام في وجود العصابات المسلحة وعملية العنف والتقطيع للجثث فكانتا هدية للثورة السورية، كيف لا والمقطع الأول الذي بُثَّ عن عصابات مسلحة موجودة في جسر الشغور هي لمجموعة من اللبنانيين ظهرت أشخاصها على الشاشات العربية والعالمية (الجزيرة والعربية والحوار والمستقبل والفرنسية وال بي بي سي) لتقول نحن لبنانيون وموجودون في لبنان وهذا المقطع صورناه في العام 2008م أثناء الإشكالات بين منطقتين في طرابلس اللبنانية، وقال أحدهم أنه لم يزر سورية ولا يعرفها حتى وأن المنطقة التي ظهروا فيها في المقطع هي في لبنان وأنهم على استعداد لتصويرها ثانية.
والمقطع الثاني لتقطيع جثة وتعليقها على أحد أعمدة الكهرباء حدثت في لبنان لشاب مصري اتهمه أبناء قرية كترمايا اللبنانية بجريمة راح ضحيتها أربعة أشخاص بينهما طفلتان. وفي أحد المقاطع من الفديو المفبرك ظهرت امرأة لثواني تطلق النار من شرفة منزلها، والحقيقة أن المقطع من حفلة زفاف بريف دمشق - قبل عدة سنوات, وفيه إطلاق نار ابتهاجا على عادة أهل القرية في الزفاف, واستخدم النظام ثواني معدودة وحذف بقية المقطع التي تظهر عراضة الزفاف، فهل بعد هذا القول قول وقد فضح النظام نفسه وبان كذبه وتلفيقه وفبركاته الرديئة الإخراج، التي قد يكون تورط بها مهندس الدبلوماسية في النظام السوري على غباء وجهل منه، ولا أعتقد أنه قد يتجرأ ويعقد مؤتمراً صحفياً يعتذر فيه عن هذه الأكذوبة؟
لم تكن كذبة المعلم هي الأولى فهناك مسلسل من الأكاذيب وثّقته الفضائيات العربية والأجنبية ومنظمات حقوق الإنسان وكمرات وخلويات الثائرين في كل المدن والبلدات والقرى السورية، وقد اعتمدتها منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لمهنيتها ومصداقيتها، بعد منع النظام السوري من دخول الأراضي السورية لكافة وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وأعدت تقريراً مفصلاً عن القمع الممنهج الذي تمارسه قوات الأمن السورية وفرقه العسكرية الموالية وشبيحته في قمع المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بالحرية والكرامة والدولة المدنية، مستخدمة السلاح الثقيل من مدفعية ودبابات وراجمات صواريخ وقصف جوي وأسلحة متوسطة وخفيفة، أسفرت عن مقتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، واختفاء واعتقال وتشريد وتهجير الآلاف إلى الدول المجاورة، وكل ذلك وثقته منظمة حقوق الإنسان، والتي سترفع تقريرها إلى مجلس الأمن، موجهة المسؤولية الكاملة إلى رأس النظام بشار الأسد، لإحالته إلى محكمة الجنايات الدولية للنظر فيه، بعد ارتكاب النظام جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري.
أخطأ من قال "إن الكذب ملح الرجال" والصحيح (أن الكذب ملح الجبناء).

شعب تحرير وشعب عباسيه/ رأفت محمد السيد

شئ مضحك ومبكى فى الحقيقه ان نرى مايحدث فى مصر فى الاونه الاخيرة من إنقسام واضح فى التعبير عن الرأى ، فقد كانت ثورة مصر الطاهرة التى شهد بها ولها العالم اجمع هى الثورة الشباب فى ميدان التحرير الذى يعد رمزا للحرية والنضال وساحة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل تحقيق الحرية والعدالة الإجتماعية ، وكان ومازال ميدان التحرير هو البطل والرمز من وجهة نظرى المتواضعة ، فميدان التحرير هو الذى اسقط رأس النظام وأهم رموزه الفاسدين ومازال يواصل حملته ويبعث برسائله التى لاتنقطع من اجل مواصلة المسيرة لتحقيق ماسعوا إليه منذ البداية ، فميدان التحرير هو الميدان الثائر الذى يعبر عن غضبة الشعب المصرى الذى لايرضى تباطؤ ولا تواطأ فى تنفيذ المطالب التى راح ضحيتها مئات من زهرة شباب مصر المناضل الذين ضحوا بأرواحهم لتعيش مصر حره أبيه ، فمطالب التحرير مشروعه لاسيما وانهم من فجروا الثورة ومازالوا يحملون لواءها لتحقيق طموحات هذا الشعب العظيم ، وعلى الجانب الأخر نرى شعبا جديدا يظهر فى الأفق وبناءا على دعوات من بعض فلول النظام السابق الذين يريدون الظهور من جديد على الساحة بعد ان كانوا خداما للنظام السابق يقبلون الايادى جهرا وعلنا ، هؤلاء الفلول لايريدون أمن واستقرار مصر بهذه الدعوات لأنهم لايريدون منها سوى الفرقة وإحداث مصادمات بين ابناء الشعب الواحد والسؤال: اين كان المتظاهرون فى ميدان العباسية من كل الاحداث السابقة منذ 25 يناير؟ وهل مطالبة من هم بميدان التحرير فى نقل السلطه من المجلس العسكرى إلى مجلس رئاسى وسخطهم على التجاوزات التى حدثت من بعض قطاعات جهاز الشرطه كان نتيجتها إستشهاد مصريون بايادى أيضا مصرية يستدعى الدعوة إلى مليونية لشق صف الشعب المصرى؟ من حق من هم بميدان العباسية التعبير عن رأيهم ولكن دون ان يُضللوا ويغرر بهم ممن افسدوا الحياة السياسية فى مصر ومازالوا يعبثون بامنها ولايريدون لها امنا ولاإستقرارا – الجميع بميدان التحرير ولى عظيم الشرف أن اكون واحدا منهم يقدر ويحترم بل يفخر بالجيش المصرى ويكن له كل التقدير، بل هم جميعا على قناعة أن جيشنا المصرى هو فخر للمصريين وللعرب ايضا ، لذلك يجب ألا نخلط بين القوات المسلحة (الجيش) وبين المجلس العسكرى كمجموعة لانشك فى وطنيتها وحبها لمصر ولكنهم لايملكون مهارات حكم البلاد وحتى إن كانوا يملكون بعض ادوات إدارة الحكم إلا أن هذه الأدوات تذكرنا بالنظام السابق فالفكر واحد والطريقة والاسلوب ايضا لم يتغير حتى اصبحنا نستشعر أن مبارك مازال يحكمنا حتى هذه اللحظة ، لذلك فغضبة شباب التحرير لها مبرراتها فهى لاتطالب بإنسحاب الجيش بل ترجوه وتتمنى ان يكون دوما هو الدرع الواقى حت إنتقال السلطه تماما إلى سلطه مدنية ولكن المطلوب هو إبعاد المجلس العسكرى عن إدارة البلاد مع بقاء القوات المسلحة لتحمى أمن مصر لاسيما بعد الجرح العميق الذى صنعته بعض قطاعات جهاز الشرطه والذى لن يلتئم إلا بعد فترة ليست بالقليلة وبشرط ان يستشعر الشعب بان الشرطه عادت من جديد ولكن باساليب جديدة فى كيفية التعامل مع المواطنين والتفريق بين المواطن المسالم الضعيف الذى يحتاج إلى حماية حقيقية منهم والمواطن الذى يخرج على القانون ويهدد امن الافراد والمجتمع ككل – نحن لانطلب من الشرطه المستحيل بل نطالبهم ان يكونوا اشداء على الخارجين عل القانون يضربون بيد من حديد عليها ليعيدوا الامن والامان من جديد إلى كل ربوع مصر ، نطالبهم أن يكون رحماء على المسالمين الابرياء ، نطالبهم ألا ينساقوا وراء الاوامر البلهاء التى تدعوهم للبطش بالابرياء الذين يتظاهرون سلميا فيطلقون عليهم الرصاص الحى ويقتلونهم لمجرد أنهم يطالبون بحقوق مشروعه بهتافات سلمية – نحن لسنا ضد الجيش ولا ضد الشرطه ولكننا لانريد حكم العسكر الذى لايواكب الوقت الحالى فكفانا ماعنيناه من حكمهم عقودا طويلة وأؤكد أن هذا لايعن أننا نستغنى عن قواتنا المسلحة الباسلة الدرع الواقى لمصرنا الحبيبة وقت الأزمات فى الداخل وحماية الحدود المصرية والدفاع عنها من اعداء الخارج ، كما أؤكد ايضا اننا نجل ونحترم رجال الشرطه العيون الساهرة عل أمن واستقرار الشعب، ولكن نحن ضد تجاوزاتهم بكل الاشكال ولن نقبلها ولن نرتضيها بعد اليوم ولذلك لابد ان يتفهموا ويعوا الدرس ويتعلموا منه فلن يقبل مواطن شريف مسالم ان تمتد إليه يد شرطى لتبطش به كما كان يحدث فى العهد السابق ، الخلاف بين شعب التحرير وشعب العباسية هو خلاف فكرى بحت ولكن شعب التحرير فكره نابع من إحساس بالقهر والظلم يريدون تغييره وقدموا الغالى والنفيس من اجله أما شعب العباسية فمغرر به أو أنه لم يدرك ان نفس مطالبهم واحدة ولكن هناك سوء فهم واضح من شعب العباسية وهذا ليس تحيزا لمن هم بميدان التحرير – انا فى اشد الحزن وانا اتكلم عن شعب مصر مُقسِما إياه إلى شعب التحرير وشعب العباسية لان الإنقسام فرقة والفرقه إنقسام وضعف لذا اذكركم بقول الله تعالى فى كتابه الكريم‏:‏{‏وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏}وقوله أيضا: ‏وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ‏}‏فكلنا مصريون وكلنا يريد امن مصر واستقرارها فلا تنقسموا وكونوا دوما يدا واحده مهما إختلفت الأراء فاختلاف الرأى لايفسد للود قضيه وكونوا دوما شعب مصر شعب التحرير والنضال والثورة والحب ولاتكونوا شعب ميدان التحرير وشعب عباسية – حفظكِ الله يامصر وحفظ شعبك العظيم .
raafat.1963@gmail.com


لماذا يتم زج الرئيس محمود عباس بكل شيء/ سري القدوة

كتب هشام ساق الله – هناك من يبحث في دائرة الرئيس محمود عباس عن إلصاق كل شيء سيء فيه حتى يثير الناس عليه ويحدثوا من لا شيء ضجه وهو اخر من يعلم بها وليس له علاقة بما حدث ويتم زجه فيها ولعل أخرها ترقين قيد 107 من العسكريين المتواجدين في جمهورية مصر ممن غادروا قطاع غزه ويرفضوا العودة الى غزه تم نشرها على مواقع الانترنت وارسال رسائل الكترونيه تتحدث عنها .
هؤلاء الشباب الذين اضطرتهم الظروف الى مغادرة قطاع غزه والخروج الى مصر بسبب الانقسام الفلسطيني وسوء الأوضاع الحياتيه في قطاع غزه وتم استقبالهم في بداية الامر في مصر وبعدها احضروا اسرهم وعائلاتهم الى مصر وبعدها قاموا بقطع المعونة التي ساعدوهم فيها وهي عباره عن مبلغ 250 دولار كمساعدة سكن تم قطعها بعد اشكالية عضو اللجنه المركزيه المفصول محمد دحلان .
ألان يطالبوهم بالعودة الى غزه ولم يتم التوصل الى أي اتفاق حول عودتهم وسلامة أمنهم الشخصي مع حكومة غزه وضمان عدم التحقيق معهم واعتقالهم من قبل الاجهزه الامنيه في غزه انتظروا عليهم حتى يبدا تنفيذ الاتفاق ومن ثم قوموا بامهالهم ومن لم يعد اتخذوا بحقهم كل الاجراءات اللازمه .
لجنة تم تشكيل قبل عدة أشهر بعضوية الاخوه مستشاري الرئيس روحي فتوح وكذلك اللواء الحاج اسماعيل جبر ومعهم ضباط بالاجهزه الامنيه التقت بعض هؤلاء الضباط وقامت بالاستماع اليهم والى لجنة متواجده في مصر وتم تزويدهم بأسماء هؤلاء وأصدرت هذه اللجنة قرارها وامهلتهم 40 يوما لكي يعودوا وتواجد ضباط في العريش ورصدوا من عاد الى غزه وكانوا فقط 4 اشخاص تم اعتقال 3 منهم فور عودتهم الى غزه او استدعائهم من قبل الأجهزة الامنيه في غزه .
كيف يتم ترقين قيود هؤلاء الشباب وفصلهم من الخدمه دون امهالهم هم واسرهم الى نهاية العام الدراسي لأبنائهم او ان تكون المصالحة دخلت حيز التنفيذ ومن منهم يريد الغربه ويريد ان يكتوي بنارها ومن منهم يريد ان يدفع راتبه ومدخراته في ظل ارتفاع الاسعار في مصر وغياب الامن ودفع رسوم لابنائهم وخاصه ان المدارس هناك كلها خاصه وتكلف هؤلاء الشباب مبالغ كبيره.
هؤلاء الشباب قاموا بدفع رسوم لأولادهم عن سنه كامله في المدارس المصريه وكذلك دخل ابنائهم الجامعات المصرية وعودتهم بهذا الشكل بدون اتفاق بين الجانبين على سلامتهم الامنيه تؤدي الى تضررهم بشكل كبير وتربك حياتهم كان يتوجب ان يتم امهالهم مده اكبر بعد الاتفاق حتى يستطيعوا العوده بسهوله .
ويقول هؤلاء بان اللجنه التي تم تشكيلها ميزت بين الشباب لدواعي القرابة والبلدية وهناك العشرات يتواجدون على الساحة المصرية ممن هم على مرتبات الاجهزه الامنيه والوزارات لم يتم الطلب منهم العوده بسبب ان لهم واسطة رغم انهم غير مطلوبين وسافروا بشكل طبيعي ولم يتم التعرض لهم من قبل اجهزة امن حكومة غزه باي سوء اما هؤلاء الشباب الذين تم ترقين قيودهم فيتم التعامل معهم بهذه القسوه لكونهم ملتزمين بالشرعيه وعانوا الكثير ومهدده حياتهم واسرهم يطلب منهم العودة ويتم الان ترقين قيودهم ومحاربتهم بارزاق ابنائهم .
يتوجب على من يقحم ويلصق بالرئيس محمود عباس كل سيئة ان يكفوا عن أفعالهم وان يتم إعادة النظر بهذا القرار وان يعطوا هؤلاء الضباط وعائلاتهم الوقت الكافي لكي يستطيعوا ان ينهوا كل ارتباطاتهم وارتباطات ابنائهم هناك بمصر وان يعودوا في ظل أجواء من المصالحة .
والسؤال الذي نسأله ما هو موقف الهيئة القيادية لحركة فتح في قطاع غزه من هذا الأمر وهل بحثت هذا الموضوع او تم مشاورتها بتلك القرارات وهي من يفترض ان تعرف ظروف كل الشباب المرقن قيودهم ولكن للأسف يتم التعامل معهم من قبل اللجان في رام الله على أنهم موظفين ويتلقون فقط التعليمات ولا يتم اخذ أرائهم في أي شيء ويتوجب عليهم ان يواجهوا الاتصالات والمراجعات من مصر وغيرها بدون ان يكون لهم أي قرار .
وكان قد صرح مصدر قيادي بحركة فتح ان الرئيس محمود عباس اصدر قرارا يقضي بترقين قيد 107 من قيادات وكوادر حركة فتح الذين خرجوا من قطاع غزة الى الاراضي المصرية خوفا على حياتهم اثناء انقلاب حماس عام 2007 .
واوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان 107 من اعضاء حركة فتح وجميعهم من المفرغين على اجهزة الامن بالسلطة الوطنية تم شطبهم من كشف المتواجدين بجمهورية مصر العربية والذين يصرف لهم مبلغ 250 دولار امريكي تحسين معيشة لهم كونهم خارج الوطن وابلغوا بضرورة العودة الى قطاع غزة على اساس ان المصالحة تاخذ مجراها .
احد الضباط المتواجدين بالقاهرة ممن شطبوا من كشف الضباط قال نحن لدينا معلومات تفيد بذلك ولكن نقول للسيد الرئيس محمود عباس ان حماس ما زالت تمارس عمليات القمع والملاحقة لكافة قيادات وكوادر الحركة في غزة وليس هناك ضمانات لعودتنا الى غزة وعدم المساس بنا او اعتقالنا .
وقال اذا كانت هناك ضمانات بالعودة فعلي الرئيس عباس ان يتكفل ذلك وسنكون اول من يعود الى غزة كونها تجمعنا باهلنا واحبتنا وبها ولدنا واليها سنعود .
واستغرب الضابط المسئول ان يقوم وفد فتح بتسليم الاسماء الى حركة حماس كي تقرر من يعود ومن يرفض من العودة فعن اي مصالحة يتحدثون مادامت حماس تضع الفيتو على بعض ابناء فتح من دخول القطاع واذا كان هذا فعلي وفد فتح ان يطالب بابعاد ابناء حماس من القتلة التي تلوثت ايديهم بالدم الفتحاوي وهم كثر .
وكان الرئيس محمود عباس ارسل لجنة الى القاهرة لفرز المتواجدين هناك من ابناء الاجهزة الامنية الذين خرجوا من قطاع غزة بعد الانقلاب على السلطة وبموجب ذلك تم شطب عدد 107 ضباط من الكشف وابلاغهم بالعودة الى قطاع غزة .
رئيس تحرير جريدة الصباح

الإعلام الذى باع "مصر" وأفسدها/ مجدى نجيب وهبة


** لقد أصبحت الساحة مضربا للأهواء والأنواء ، والمصالح والمؤامرات والتصفيات .. فى الوقت الذى لم يعد هناك ضابطا أو رابطا ، ونسمى كل ذلك حراكا ، وحرية تعبير ، وديمقراطية .. ونتغنى بالشعارات فى حين أننا أمام أكبر مؤسسة لخداع المجتمع .. إما بالتعمد المقصود ، أو التواطؤ الصامت ، فالكاذبون نوعان .. نوع كاذب ومتكلم .. ونوع كاذب وأخرس .. هذا يجاهر بالفساد ، وتلك يصمت على قول الحق ويكتم ..

** نعم ، علينا أن نعترف أن الصحف المصرية شاركت ، وبكل جدارة إلى هزيمة مصر ، وتسليمها لأمريكا والإخوان .. تحولت الصحف إلى جمهوريات داخل الجمهورية .. والتليفزيونات إلى ممالك داخل الدولة ، والإعلاميين إلى مماليك ، لكل منهم إقطاعية يسيطر عليها ويديرها لتحقيق أهداف بعينها ، فالصفقات صارت معلنة ، وليست خافية ، والتزاحم على كسب ود الغرب المتأمر أو العاهرة "كلينتون" ، أو دولة "قطر" النجسة ، صار مقصد وهدف يسعى إليه الجميع ..

** فالأهداف سواء كانت شخصية أو عامة للغير ، فهناك مهمات تدير بالوكالة ، وأدوار بالإنابة ، وأعمال بالإرتزاق .. ولا يوجد ردع أو قانون أو محاسبة ، فمولد سيدى "حسين أوباما" يفتح ذراعيه ، وخزائنه لكل خائن أو عميل يعمل لهدم مصر وحرقها .. لم يعد مستقبل مصر يهم كل هؤلاء .. فالوطن يحترق .. ويقولون على صفحاتهم لا شئ يهم ، فهذه هى أمانينا ، وغايتنا ، وأهدافنا ..

** الوطن فى خطر ، فالحالة الأمنية (صفر) .. وإنتشرت الفوضى والدمار والبلطجة ، وكل هذا أدى إلى كارثة حتمية وهى سقوط مصر .. يقولون لك "وماذا يهمنا .. فنحن قبضنا الثمن ، ونحن بائعون حتى الهوى ، وأقلامنا قدمناها فى مزاد للبيع ، وتم بيعها لمن دفعوا أكثر " .. قالوا "لقد تحولت وسائل إعلامنا المختلفة إلى أسواق للمزاد .. نحن نعيش فى رحلة التسويق والبيع بالإثارة ، حتى نصل بالجميع إلى مرحلة الإحباط والتشاؤم والهدم ، ثم التشويه فى المؤسسات والتشويه فى الناس ، للتشكيك فى كل شئ ، ثم التحريض على الفوضى ، وقد تحقق بنجاح ساحق ، ونحن الأن نعيش مرحلة التبشير بما هو ضد الدستور ، ويناقض الديمقراطية .. فهذه هى مطالب الإخوان وحماس وإيران وأمريكا والفوضى ، ونحن خدام لكل هؤلاء .. قالوا نحن فى مرحلة الإبتزاز ، وحروب هدم الشخصيات ، وميادين بث الفتنة الطائفية ، وعمليات الإستجلاب والتربح المالى وتكوين الثروات والحصول على الأثمان ..

** نقول لهم .. هل الحرية تعنى الفوضى ؟!! .. هل الحرية تعنى الظلام ؟!! .. هل الحرية تعنى هدم الوطن وتمزيقه ؟!! .. هل الحرية تعنى هذا الإنفلات الذى تحول إلى فوضى ، ثم تجاوز الفوضى إلى العبثية المطلقة ؟!! ..

** قالوا لنا ، نعم صفقاتنا هى إلتهام الجميع ، نحن نمتلك السلطة بلا رقيب ، بل نحن الذين نطالب بمزيد من الرقابة على أداء كل الأخرين .. نحن الإعلام فوق الجميع ، وفوق مصر ، و"طظ فى مصر واللى جابو مصر" ..

** قلنا لهم .. الوزير تراقبه حكومته ، وأجهزة المحاسبة وحزبه .. رجل الأعمال تراقبه جهات المحاسبة المالية ، والجمعيات العمومية ، ومساهموا البورصة وأجهزة مختلفة .. القضاة تراقبهم ضمائهم وإدارات التفتيش ولجان الصلاحيات .. ضباط الشرطة تراقبهم وزارتهم ومنظمات حقوق الإنسان وسلطات القانون .. نعم هناك أدوات قانونية للرقابة على كل خلق الله ، فأين الرقابة على أقلامكم .. هل صارت الساحة الإعلامية ملعبا لمجموعة من الفاسدين والطغاة الصغار ، وقل أيضا البلطجية ، وقل أيضا الفتوات ، وقل ثالثا العاهرات ، وقل رابعا القبضايات ، وقل خامسا المرتزقة .. نعم قل كل ذلك ..

** لقد تجاوز الإعلام فى مصر ، كل حدود الفوضى .. صاروا إعلام "محمد الأقرع" ، و"سيد شفطورة" ، و"مستر بانجو" ، و"فريد سنجة" ... أصبحوا أساتذة فى نشر الشائعات ، وترويج التفاهات ، ولم يعد للمهنة رجالها ، بل صاروا عوالم وراقصين وداعرين ، لم تعد للمهنة قاعدة .. ولا للمهنة معايير ، أصبحت أقلامهم مقاصل ، وشاشاتهم محارق ، وميكروفوناتهم أدوات لتدمير شامل للوطن ، وصفحاتهم مسالخ للأبرياء والشرفاء .. لا ضمير ولا وعى ، وإنما حقارة وسفالة وشراسة وتطرف وعدم وعى ..

** لقد إنهار الإعلام ، مثله مثل الوطن ، فماذا تنتظرون من هؤلاء المرتزقة .. بائعى الهوى والباحثين عن قصص الدعارة .. أصبحوا يسألون ، ولا يسائلون ... يراقِبون ولا يراقَبون .. يتتبعون خطوات الجميع ويرفضون أن يتتبع خطواتهم أحد .. نعم ، فسد الإعلام ، ليس فقط على المستوى المهنى ، أو على المستوى الضميرى فحسب .. بل على مستوى الذمة ، خاصة بعد أن لوحت الأموال الأمريكية للتنافس فى شراء الذمم والأقلام والأصوات والضمائر .. هكذا أصبح هؤلاء الإعلاميين هم الكذابون ، وهم المشاهير .. هم أصحاب الصيت ، هم قادة الرأى ..

** نعم ، هؤلاء هم أصبحوا طغاة يحاسبون ولا يساءلون ، والمصيبة الكبرى ، لقد تعاملنا مع الحرية بإعتبارها حقا ليس عليه أى واجب ، هذه هى مصيبة مصر التى كانت ... هدمها إعلامها ، الذى صار أكثر ترويعا للمواطن عن الإرهاب نفسه ، لأنهم يسببون للناس تخبطا ويرسخون الطائفية والتقسيم ، ويشغلون الناس بالتفاهات .. ويقودون الرأى العام إلى ما لا قيمة له ، يحدثون البلبلة والزغللة ، ويفرقعون المولوتوف ، ولم تعد فى مصر قدوة ولا قيمة .. الناس حيارى تائهون ..

** لقد صارت هذه المؤسسات الإعلامية والصحفية ، بمختلف أنواعها ، وجميعها صارت مرتعا لمن يعملون فيها .. فلا توجد قواعد منظمة ، ولا قوانين ضابطة ، ولا محاسبات مهنية ، ولا قوانين رادعة .. فمصر خرجت ولم تعد .. والبقية فى حياتكم ..

صوت الأقباط المصريين

قوة غزو جديدة تنزل على سواحل ليبيا/ نقولا ناصر

("الثورة" الليبية على نظام القذافي سوف تتحول الى ثورة مضادة إذا لم تخض حربها ضد "قوة الغزو الجديدة" للاحتكارات الغربية وتنتصر فيها)

من المؤكد أن تحريك حاملة الطائرات الأميركية "جورج بوش" مع مجموعتها الحربية التي تضم مدمرتين من الخليج العربي الى قبالة الساحل السوري في البحر الأبيض المتوسط (صوت روسيا يوم الخميس الماضي) سوف يضمن تركيز كل الأضواء الاعلامية بعيدا عما وصفه نائب رئيس شركة "مايرسك للنفط والغاز" الدنماركية ب"المواجهة" التي تتجه اليها ليبيا "الجديدة" مع المستثمرين النفطيين الدوليين، ليبدأ ما وصفه تقرير للنيويورك تايمز - - بعنوان "تدخل الناتو يبدأ علنا على الأرض في ليبيا" - - في الثامن والعشرين من الشهر الماضي ب"التخطيط الجاري فعلا لنزول قوة غزو جديدة على سواحل طرابلس" الغرب للشركات الغربية التي "حولت أنظارها الى ليبيا وهي ترى فرص جني الأرباح تنحسر في العراق وأفغانستان" وهي مسلحة ب"الميزة التنافسية للعرفان الليبي بالجميل"، حيث"يجري في هذا الوقت بالذات نوع من التدافع على الذهب" الأسود الليبي كما قال ديفيد حمود رئيس الغرفة التجارية الأمريكية العربية الوطنية للصحيفة الأميركية.
ومن الواضح أن "الثورة" الليبية على نظام القذافي سوف تتحول الى ثورة مضادة إذا لم تخض حربها ضد "قوة الغزو الجديدة" وتنتصر فيها.

وإذا كان التصعيد الغربي حتى "حافة الحرب" في المشهد السوري يصرف الأنظار العربية بعيدا عن "قوة الغزو الجديدة" التي تتدفق على البر الليبي، فإن اهتمام عرب ليبيا منصرف بعيدا عن "الغزو الجديد" ومنصب الآن على لملمة حطام الدولة والمجتمع الذي خلفته حرب "الناتو" التي شنها حلف شمال الأطلسي بحجة "حماية المدنيين" لكنها تحولت عمليا الى حرب ل"تغيير النظام" في ليبيا، بحيث لم يعلن الحلف عن وقف عملياته الحربية في نهاية الشهر الماضي الا بعد التأكد من قتل رأس النظام العقيد معمر القذافي قبل وقفها بعشرة أيام. فهم منشغلون حاليا في بسط الأمن، وتوفير الخدمات الأساسية، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، والبحث عن مصالحة وطنية تمنع اندلاع حرب أهلية قبلية، بحيث بالكاد يجدون وقتا يلتقطون فيه أنفاسهم للتفكير في الخطر المحدق الذي يتهدد ثروتهم النفطية الوطنية، وسيادتهم عليها، وبالتالي سيادتهم على وطنهم.

لقد طويت صفحة من تاريخ ليبيا بخيرها وشرها، والتاريخ سوف يحكم لها أو عليها. وتبدأ اليوم في ليبيا صفحة جديدة، وكل القلوب والعقول العربية حريصة اليوم على أن لا يتكرر في ليبيا السيناريو العراقي النفطي وغير النفطي بعد الغزو فالاحتلال الأميركي للعراق. لكن المشهد الوطني الليبي الراهن لا يدل على أن عرب ليبيا مستعدون أو يستعدون لمنع دول حلف الناتو من أن تحصد اقتصاديا ما زرعته صواريخها وطائراتها الحربية، لتظل ثروات ليبيا الوطنية ملكا لشعبها وذخرا لأمتها، فالاستباحة الأجنبية لهذه الثروات لن تقارن كما أو نوعا بهدر النظام السابق لها بعيدا عن خدمة قضايا الأمة، مهما بلغ حجم ذلك الهدر.

إن "قوة الغزو الجديدة"، كما سماها تقرير النيويورك تايمز، التي تتدفق على الأرض الليبية زرافات ووحدانا اليوم ليست معنية ب"ديموقراطية" أو "ليبرالية" أو "اسلامية" أو "سلفية" أو "قبلية" أو "عروبة" أي نظام حكم يتبلور في طرابلس الا بقدر ما يسهل هذا النظام مهمتها، ومن مصلحتها ألا تتحقق أي مصالحة وطنية، وأن تأخذ المائة وأربعون قبيلة وعشيرة عربية ليبية بعضها بخناق بعضها الآخر، وأن تتحول وراثة حكم القذافي الى تنازع بينها على فتات السلطة والمغانم الذي ستتركه لها أي استباحة أجنبية للثروة النفطية الاستراتيجية.

وفي هذا السياق، فإن التقارير الاعلامية عن أكثر من سبعين هجوما على المساجد الصوفية خلال الشهور الستة المنصرمة لاخراج جثث أعلام للتصوف مدفونين فيها بعضهم منذ 1200 سنة، ولجوء الصوفيين الى السلاح وتاليفهم مليشيات مسلحة لحماية تراثهم وأنفسهم تضاف الى المليشيات القبلية في المدن والأرياف التي اصبح تجريدها من السلاح مهمة وطنية تعلن الحكومة الليبية الجديدة والمجلس الوطني الانتقالي الذي منحها الثقة عجزهما عن انجازها في الوقت الحاضر، هي تقارير لا تطمئن أشقاء الليبيين العرب بأن الشعب الليبي يدرك حقا خطورة "قوة الغزو الجديدة" على سيادته ومستقبله.

إن منح وزارتي الداخلية والدفاع في حكومة د. عبد الرحيم الكيب الجديدة الى ممثلين للمليشيات التي كان لها دور بارز ضد نظام القذافي، ومنح رئاسة الوزراء ووزارة النفط الى شخصيتين لم يكن لهما دور في "تغيير النظام" لكن لهما علاقات واسعة وثيقة بالاحتكارات النفطية الدولية يعكس الموازنة بين إشغال "الثوار" في دوامة الفوضى الداخلية وبين طمأنة الاحتكارات النفطية على ضمان بقاء الطريق سالكة أمام "قوة الغزو الجديدة". فوزير النفط الجديد عبد الرحمن بن يزة كان رئيس شركة مشتركة بين المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة وبين شركة ايني النفطية الايطالية أكبر منتج أجنبي للنفط الليبي قبل الحرب. ورئيس الوزراء الكيب يحمل جنسية أميركية – ليبية مزدوجة وعاش سنين طويلة مدرسا جامعيا في الولايات المتحدة قبل أن يتفرغ للعمل مع المعهد البترولي المؤسس بمرسوم أميري عام 2000 في أبو ظبي بالامارات العربية المتحدة بدعم من شركة بترول أبو ظبي الوطنية وبريتش بتروليوم وشل وتوتال وشركة اليابان للنفط، وقد أجرى أثناء عمله في المعهد أبحاثا موسعة برعاية وزارات ووكالات حكومية أميركية مختلفة، كما جاء في نبذه عنه في منشورات الشركة.
ومع أن حكومة الكيب انتقالية تنتهي ولايتها بعد ثمانية أشهر، فإن تجربة المرحلة الانتقالية العراقية بعد الاحتلال الأميركي تستدعي الحذر من تكرارها في ليبيا، فقد وضعت أسس بيع الملكية الوطنية للثروة النفطية العراقية الى الاحتكارات الأجنبية في المرحلة الانتقالية. وعلى الدكتور الكيب خلال الشهور الثمانية المقبلة أن يثبت أنه ليس نسخة مكررة من سينغمان رهي الذي جيء به من هاواي لادارة كوريا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية، أو من نجو دينه دييم الذي جيء به رئيسا لفيتنام الجنوبية من نيوجيرسي عام 1955، أو من جيرارد لاتورتوي الذي جيء به من فلوريدا عام 2004 رئيس وزراء انتقالي لهاييتي بعد أن أطاحت قوات المارينز الأميركية بجين- بيرتراند أرستيد.

إن النقد الذي وجهه رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل في مؤتمر صحفي بطرابلس مؤخرا لنشاط قطري في ليبيا قال عنه "نحن كمجلس وطني انتقالي لا نعرف عنه"، وقول رئيس وزراء المجلس الانتقالي السابق محمود جبريل أواسط الشهر الجاري إن قطر هي المثال "الأوضح" على التدخل الأجنبي في ليبيا، والاتهامات المماثلة الأقل دبلوماسية التي وجهها بعد أيام من المغرب سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة محمد عبد الرحمن شلقم بتمويل قطر وتسليحها لقوى اسلامية، ثم الاتهام بالتدخل المفرط من قطر في الشؤون الليبية الذي وجهه وزير النفط والمالية السابق في المجلس الانتقالي علي الترهوني الذي رفض الانضمام لحكومة الكيب لأنهم "نخبة" غير ممثلة للشعب الليبي و"مدعومة من قوى خارجية" كما نسبت اليه القول الأسوشيتدبرس وصحيفة "تريبولي بوست" الليبية باللغة الانكليزية يوم الجمعة الماضي، هي انتقادات تشي في الظاهر على الأقل بحس استقلالي معارض للتدخل الخارجي حتى لو كان عربيا.

لكن انتقائية هذه الانتقادات التي انفردت بقطر مع تجاهل كامل لحقيقة أن الدور القطري كان وما زال جزءا ثانويا استخدم كعنوان لشرعية عربية لعملية تدخل أجنبي عسكري وغير عسكري أكبر كثيرا، وهي عملية ما كان لكل اصحاب هذه الانتقادات أن يكونوا في السلطة لولاها، انما هي انتقائية تصرف بدورها الأنظار بعيدا عن "قوة الغزو الجديدة" الغربية في الأساس.

لقد حذر محمود جبريل من "فراغ السلطة" و"الفراغ الأمني" بسبب "غياب أجهزة الدولة" بعد تدمير البنى التحتية لمؤسساتها، وقد لاقى اقتراح سابق له بأن تملأ الشركات الأمنية الغربية - - ذات الصيت السيء في العراق حيث تعمل رديفا لقوات الاحتلال الأميركي - - "هذا الفراغ" معارضة واسعة، لكنه فراغ مستمر بدأ "المتعاقدون الأمنيون" الغربيون في ملئه فعلا.

وأصبح "الأمن" الآن من السلع الأكثر مبيعا وشراء في ليبيا، فتدفقت الشركات الأمنية الغربية لتأمين الحماية لرجال الأعمال، ومنها "سيكيوريتي نيتويركينغ ايفينتس للمشاريع الخاصة المحدودة"، وهذه شركة بريطانية عسكرية يرأسها مظلي سابق عمل "متعاقدا" في اسرائيل والعراق وأفغانستان والسودان ونيجيريا ويدعمه ضباط استخبارات عسكرية وقوات خاصة ومكافحة ارهاب وشرطة مكافحة شغب سابقون، وللشركة التي تجند ليبيين وغيرهم مقار في بنغازي ومصراتة واستأجرت في طرابلس فيلا فخمة لاقامة الشخصيات الهامة "في آي بي" يحرسها مرتزقتها المسلحون حتى الأسنان، وتتقاضى الشركة الآن 800 دولار أميركي لنقل رجال الأعمال الغربيين من مطار طرابلس الى الفنادق في وسط المدينة لرحلة كانت تكلف في العادة خمس دولارات، على ذمة النيويورك تايمز.

ومثل الأمن اصبحت مهمة إعادة بناء الجيش الليبي، وتجهيزه لحماية الحدود الطويلة للبلاد، سلعة رائجة للبيع والشراء كما يثبت تدفق شركات الصناعات العسكرية على طرابلس، لأن "علينا أن نفترض بأن جزءا كبيرا من القوات المسلحة والترسانة الليبية في حالة سيئة" كما قال الباحث في تجارة السلاح بمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي، بيتر ويزمان.

لكن النفط يظل الجائزة الأكبر ل"قوة الغزو الجديدة". لقد وصفت نائبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في الشركة الكويتية للطاقة، سارة أكبر، شروط العقود الليبية التي ابرمها نظام القذافي مع حوالي أربعين شركة نفط دولية بأنها "بغيضة للغاية"، خصوصا بعد أن أرغمت معظم الشركات الأجنبية في سنة 2009 على تعديل عقودها لتخفيض حصصها من 50% الى 12%. وقال مارتين باخمان المدير التنفيذي للتنقيب والانتاج في شركة وينترشال الألمانية إن هذه الشروط قد تمنع الاستثمارات النفطية من العمل في ليبيا، أكبر منتج للنفط في افريقيا، حيث يقدر الاحتياطي الثابت للنفط فيها بحوالي 46 مليار برميل لكن معظم البلاد غير مستكشفة بعد ولا يغطي التنقيب عن النفط الا 25% من أراضيها، وعين الاحتكارات الدولية مركزة الآن على ال75% الباقية منها.

ومثل هذه التحذيرات هي مجرد قمة جبل جليد لل"مواجهة" المتوقعة بين ليبيا "الجديدة" وبين الاحتكارات النفطية. في الحادي والعشرين من الشهر الماضي كتب ستيفن ميوفسون في الواشنطن بوست بأنه ما لم يلغ حكام ليبيا الجدد قوانين التأميم لسنة 1974 فإنه سيكون من الصعب على الشركات الأجنبية دخول ليبيا، لكن ليس من الضروري تغيير القوانين السابقة التي تحكم صناعة النفط الليبية او إصدار قوانين بديلة لها لسيطرة الاحتكارات الدولية الغربية عليها، كما تثبت التجربة العراقية بعد الاحتلال الأميركي.

تقول تقارير الاعلام إن بريطانيا "استثمرت" حوالي 300 مليون جنيه استرليني (500 مليون دولار تقريبا) في قصف حلف الناتو لليبيا، وقد أعلنت وزارة التجارة والاستثمار إن الحكومة البريطانية يمكنها أن تجني أرباحا تصل الى 200 مليار جنيه من عقود "إعادة إعمار" ليبيا في مجالات غير نفطية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية والتعليم التي قدرت الوزارة بأن قيمة عقودها قد تصل الى 300 مليار دولار أميركي خلال السنوات العشر المقبلة. إنه استثمار خيالي حقا.

وقد علق جون هيلاري المدير التنفيذي لجمعية "الحرب على الحاجة – وور أون وانت" الخيرية البريطانية على ذلك بقوله: "نحن نقصف، ونحن ندمر، ثم نحصل على عقود إعادة البناء بعد ذلك".

في اليوم التالي لقتل القذافي، قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند لل"بي بي سي": "الآن بعد أن انتهت الحرب، أتوقع أن تكون الشركات البريطانية اليوم ... تحزم حقائبها وتتجه الى ليبيا للمشاركة في إعادة إعمار ذلك البلد في أسرع وقت ممكن". وأعلنت وزارة الخارجية الايطالية أنها ملتزمة ب"تسهيل مشاركة الشركات الايطالية صغيرة ومتوسطة الحجم في بناء ليبيا المحررة". وحتى قبل قتل القذافي، كان وفد من 80 شركة فرنسية قد وصل طرابلس للهدف ذاته. وقد اشتهر قول وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن ما أنفقته بلاده في الحرب على ليبيا إنما كان "استثمارا في المستقبل".

في الرابع من الشهر الجاري نقلت رويترز عن المحافظ الجديد للبنك المركزي الليبي، الصديق عمر عبد الكبير، قوله إنه يتوقع أن تزداد أزمة النقد سوءا في ليبيا التي يملك بنكها المركزي 26 طنا من الذهب وتجمد الدول الغربية حوالي 160 مليار دولار من أموالها، مضيفا أن الجهاز المصرفي الليبي بحاجة الى "أوفرهول كامل بتوجيه من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي"، علما أن الحكم الجديد في ليبيا قد تسلم البلاد وهي لا تدين بسنت واحد للصندوق أو للبنك الدوليين.

في الحادي والعشرين من تشرين الأول / اكتوبر الماضي قال مدير قسم الأبحاث بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في روما، د. كارل – هاينز كامب، لراديو دويتشه فيلله إن الانتصار في ليبيا "لم يكن نصرا للناتو بل للشعب الليبي". لكن مصير المواجهة بين "قوة الغزو الجديدة" وبين الشعب الليبي هو الذي سيقرر من كان المنتصر الحقيقي. فحتى الآن لا يمكن إلا أن يكون أمين عام حلف الناتو انديرس فوغ راسموسن محقا عندما أعلن من طرابلس في مؤتمر صحفي والى جانبه رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بأن الحرب على ليبيا كانت "فصلا ناجحا في تاريخ الناتو".

* كاتب عربي من فلسطين

اخوان ربيع الناتو العربي/ عبد العالي غالي

دول العالم الكبرى مشغولة بكل إمكانياتها وأجهزتها ومؤسساتها بما اصطلحوا عليه الربيع العربي... فهي التي تذوقت حلاوة الديكتاتوريات العربية، والتهمت بشراهة كل أفضالها، عليهم لا علينا... وهي حتما من سيكتوي بنار أي تغيير جدي يفضي إلى قلب أنظمة كانت و مازالت معبودة الغرب الامبريالي ومرتعا لكل نزواته بل ومشتلا لتفريخ غلمانه... ولأن معاهد الدراسات الإستراتيجية هناك تضع من الخطط البديلة ما لن يستطيع عقل سياسي عربي عده، فأحرى به أن يفهمه، بدأت الأوراق تكشف على حين غرة.. فقد أصبح لزاما على الغرب الديمقراطي أن يضع يده في يد من تحرش به بالأمس وجعله مسرحا لغزواته. فالشراسة يتقاسمها الطرفان، الغضب الديني الاسلاموي دموي، والغضب الديمقراطي الأمريكي دموي. الأول يدعي أن الأهداف المقدسة تستوجب التقتيل، والثاني يرى أن أهداف نشر الديمقراطية النبيلة تفرض إبادة خصوم وجدوا في العصر الديمقراطي خطأ..

والمثير للسخرية أن تهب أنظمة عربية متطرفة ومستفردة بكل المؤسسات، والتي ينطلق الحكم منها لينتهي عندها ولا يدور إلا حولها، لتوهمنا بهذا التسابق الغبي لنشر الديمقراطية ودعم الثورات ورعاية أزهار الربيع العربي في مشاتل أوجدت خصيصا تحت جنح الظلام وعهدت إليهم مهمة السقي والرعاية بشتى أنواع السماد الفقهي والمالي... وللسلاح متعهدون أكثر خبرة وتجربة بحكم أن اللعب بالنار ليس كاللعب بالنصوص المقدسة واسهم بعض البورصات.

لم يعرف التاريخ الإنساني بكل ثقله مثل ثورات هذا الربيع.. ثورات احتضنتها كل أقمار الدنيا الاصطناعية ودغدغها الأثير بكل موجاته وعانقتها كل الجرائد والمجلات العالمية وقبلها الفقهاء والشيوخ الأمراء، وداعبها الناتو والقاعدة جمعا وفرادى، ليضاجعها اوباما وساركوزي وهنري ليفي واردوغان والحمدين وكاميرون إلى بندر ثم القرضاوي فالظواهري ... ولأننا في عصر المثليين فلا تستغربوا إن رغبت في ثورتنا كل من هيلاري وميركل وموزة وأشتون ... ثورات صرفت في سبيلها كل مخزونات ارض السواد من الورقة الخضراء، وأقيمت لها المؤتمرات العابرة للقارات في أفخم فنادق الدنيا ليتحرش بها كل زناة الدنيا في الزوايا المظلمة... ولست هنا غبيا كي أسألكم عما ستنجبه هكذا ثورة وفي هكذا ظروف ... وخوفي أن يكون ما في بطنها توأم برأس واحدة وأربعة مخارج، فيتيه العرب في أرجاء الدنيا بحثا عن الحفاظات لتجميع فضلات ما تمخض عن ثورتهم فلا يستطيعون.

اذكر انه في زمن "عدم الانحياز" كان المعسكر الغربي يكتفي بأمركة الحكام العرب، وانه حاول أمركة الشعوب بعد سقوط حائط برلين... ولأنه أحس ببعض فشل فقد قرر اسلمة الجميع على نهج من كانوا بمكة يسمرون، ولهم أن يتناسلوا ما شاؤوا مادامت الشريعة تضمن لهم مثنى وثلاث ورباع. فالغرب يكفيه تحديد الطموح مادامت الصين رائدة في تحديد النسل. وحكام ما بعد ثورات الربيع العربي يتسابقون على تطمين الغرب الامبريالي بأنهم لمصالحه حافظون وعلى عهود من سبقوهم سائرون.

محزن حد القرف أن نتحول إلى كائنات مفلسة تعتصم بحبل اليأس... فالنفق طويل والجاثمون على مستقبلنا هم من سيفسد ذوق كل الأشياء ويصادر كل طموح ليقتل كل الأحلام...

المغرب

بسيوني أم "بس عيوني"/ د. عبدالله المدني


نقول بالخليجية الدارجة في وصف من يلجأ إلى الشيء ونقيضه في محاولة لجبر خواطر الكل ونيل رضاهم أن "فلانا أعطانا الحار والبارد"! هذا الكلام ينطبق على تقرير اللجنة الملكية البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق حول الأحداث المؤسفة التي وقعت في مملكة البحرين في شهري فبراير ومارس من هذا العام الآفل سريعا بإذن الله إلى زوايا النسيان. تلك اللجنة التي ترأسها البروفسور " محمود شريف بسيوني" والتي عــُد تشكيلها حدثا غير مسبوق في تاريخ العرب على إعتبارها أنها جاءت طواعية من دون ضغوط خارجية، فضلا عن منحها إستقلالية تامة وصلاحيات كاملة للبحث، والتحري، والإطلاع على كل شيء، ومقابلة من تشاء. لذا لم يكن مستغربا أن يـٌطلق البعض من أمثال الشيخ الجعفري الجليل المحب لوطنه وقيادته "محسن العصفور" على اللجنة المذكورة "لجنة بس عيوني" بدلا من الإسم المتداول وهو "لجنة بسيوني"، كناية عن أن رئيسها لم ينظر إلى الأمور والوقائع إلا من خلال عيونه وحده دون عيون طائفة كبيرة من مكونات الشعب البحريني ممن تضرروا وإستبيحت حرماتهم وممتلكاتهم على مدى أشهر وأسابيع طويلة من الرعب والتأزيم وقطع الطرقات والتحرش اللفظي والجسدي.
ولأن البروفسور بسيوني عربي وإن كان يحمل جنسية غير عربية – فقد أفاض في تقريره المذكور حول النتائج دون التوقف عند الأسباب. وهذه لعمري عادة عربية بإمتياز سواء كان صاحبها بروفسورا ذا مصداقية وخبرة عالمية، أو كان إنسانا بسيطا من عامة الناس.
صحيح أن التقرير وجه أصابع الإتهام إلى أجهزة رسمية بعينها متهما إياها بإستخدام العنف المفرط، والتعذيب الجسدي والنفسي، والفصل التعسفي من العمل، وإنتهاك حرمات المنازل وغيرها، لكنه فشل في تسمية الأسباب التي دعت تلك الأجهزة إلى القيام بتلك الأعمال التي يجب قبل إدانتها بيان أسبابها. إذ لو لم تلجأ المعارضة الطائفية، المرخصة وغير المرخصة، ومن يسير في ركابها من الجمعيات السياسية والمنظمات الأهلية التي غيرت في لحظة غرور وجهها التقدمي، وتخلت عن تاريخها النضالي المعروف، ودفنت مبادئها القومية واليسارية، بمقدار مائة وثمانين درجة، إلى إستخدام العنف، والتحشيد والتحريض ضد النظام ورموزه، وضرب مقومات الوطن ومصالحه الإقتصادية، ونشر الرعب بين المواطنين الآمنين والوافدين المسالمين، لما كان هناك إستخدام للقوة أو إفراط في إستخدامها لتفريق المظاهرات وأعمال الشغب والإعتداء. فالبحرين، كما يعرف الجميع، كانت تعيش حالة من الأمن والأمان والإستقرار والوئام الوطني، إلى أن خـُيــّل لبعض القوى أنها قادرة على إستنساخ التجربتين التونسية والمصرية، وبالتالي إسقاط النظام في البحرين، وإستبداله بالنموذج القائم في الدولة القابعة على الضفة الشرقية للخليج. وإستطرادا، نقول أن "تقرير بسيوني" لم يشر، لا من قريب أو بعيد، إلى الحق المشروع لأي حكومة مسئولة في الحفاظ على السلم الأهلي ومنع الوطن من الإنزلاق إلى هاوية العنف والتخريب والإقتتال الطائفي، وهو حق مارسته الديمقراطيتان العتيدتان البريطانية والإمريكية مؤخرا في لندن ونيويورك دون أن توجه لهما كلمة إنتقاد، ولو على إستحياء.
وصحيح أن التقرير إستفاض في أحد فصوله الرئيسية في سرد الأحداث التي عصفت بالبحرين بأسلوب كرونولوجي، وبيّن بالتفصيل ما حدث في الطرقات والميادين والأحياء والمدارس والجامعات والوزارات الرسمية، ناهيك عما حدث في مجمع السلمانية الطبي من إنتهاكات وجرائم، لكنه تحاشى توجيه أصابع الإتهام بالإسم لمن خطط ونفذ وأدار تلك الأعمال. وهذا الإسم لئن تجاهل السيد بسيوني ذكره، فإنه معروف لدى كل من يعيش على أرض البحرين المباركة، مواطنين ووافدين.
ثم أن التقرير، مع إحترامنا لمن كتبته، يفيض بالتكرار الممل في أكثر من موقع لحكاية "المرفأ المالي" وشراء أرضه بمبلغ دينار واحد. فبدا بذلك كمن يتبنى خطاب المعارضة الطائفية التي إتخذت من هذا الملف دليلا على فساد الحكومة، وعبأت رؤوس الصبية والمراهقين بفكرته كوسيلة لحشدهم من أجل قطع الشريان المالي والإقتصادي الأكبر في البلاد.
لقد أراد السيد بسيوني أن يكون معتدلا ومتوازنا فأدرج في تقريره أنه لم يثبت وجود أصابع للدولة القابعة على الساحل الشرقي للخليج في أحداث البحرين، وأكمله بالقول أنه لم يثبت تدخل قوات درع الجزيرة في المواجهات الأمنية في البلاد، فساوى بذلك ما بين دولة أجنبية لا يكف رموزها عن إطلاق التهديدات جهارا نهارا ضد البحرين، ولا تكف فضائياتها عن النيل من إستقرار البحرين وتشويه سمعة نظامها، ولا تكف عن تكليف أذرعتها في لبنان والعراق والكويت لحشد الدعم والتأييد المادي والمعنوي والإعلامي لجمعيات المعارضة البحرينية (وهو ما أشار إليه عـَرضاً جلالة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في نطقه السامي بُـعيد تسلمه للتقرير المشار إليه يوم 23 نوفمبر الجاري)، وبين قوة لم تدخل البحرين إلا بناء على طلب نظامها الشرعي وبموجب إتفاقيات أمنية ودفاعية مع شقيقاتها في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ونختتم بالقول أن التقرير الصادر عن اللجنة المذكورة آنفا في صيغته العربية مليء بالأخطاء النحوية واللغوية، وكأنما كــُتب على عجل ودون تمحيص وتدقيق، فمنطقة الحورة بالمنامة كـُتبت "هورا"، ومنطقة العدلية كـُتبت "عادلية"، ومنطقة عالي كـُتبت "أعالي"، وغير ذلك مما لا تسمح هذه المساحة المحدودة بسردها. ولم تقتصر الأخطاء على أسماء العلم، وإنما تعدتها إلى مفردات عربية، لا يخطيء في كتابتها أطفال الصفوف الإبتدائية، مثل مفردة "ممارسة" التي كتبت مرارا وتكرارا "مومارسة".
وبإعتبار هذا التقرير وثيقة تؤرخ لمنعطف حاد في تاريخ البحرين المعاصر، مثله مثل التقرير الأممي الذي كتبه في عام 1970 مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول مرئيات الشعب البحريني حيال المستقبل السياسي لبلادهم السنيور "وينسبير جيوشياردي"، والذي خلا تماما من الأخطاء اللغوية في نسخته العربية، رغم جنسية "جيوشياردي" الإيطالية، فإنه من الضروري تنقيح التقرير قبل وضعه في المكتبات أو توزيعه، كيلا تختلط الأمور على الأجيال القادمة على نحو ما إختلطت الأمور عند جيل الشباب الحالي الذي لم يقرأ نص تقرير "جيوشياردي"، فبات لا يعرف أن كل مكونات وطنه الصغير، شيعة وسنة، مسلمين وغير مسلمين، ذهب متراصا ذات يوم من صيف عام 1970 للقاء المبعوث الأممي من أجل إيصال رسالة واحدة وواضحة إليه مفادها "نعم لبحرين عربية خليفية مستقلة، ولا لبحرين تابعة للجارة الطامعة إياها".
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: نوفمبر 2011
البريد الإلكتروني:elmadani@batelco.com.bh

خروج على ثابت فلسطيني/ نقولا ناصر

(لا يزال تأييد فلسطين لتعليق عضوية سورية في الجامعة العربية ينتظر تفسيرا رسميا يوضح حيثياته وأسبابه والغموض الذي لا يزال يحيط بدواعيه)

كان وما زال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وفي المنازعات بينها، ثابتا من الثوبت الفلسطينية، ومحل إجماع فلسطيني، يتجاوز الانقسام الوطني الراهن وكل الخلافات بين فصائل العمل الوطني. لكن تأييد ممثل فلسطين في جامعة الدول العربية لقرار تعليق عضوية سورية في الجامعة في الثاني عشر من الشهر الجاري مثل خروجا واضحا على هذا الثابت الفلسطيني، لا يحظى باجماع فلسطيني، ولا يزال ينتظر تفسيرا رسميا يوضح حيثياته وأسبابه والغموض الذي لا يزال يحيط بدواعيه.

وفي غياب أي تفسير رسمي، يتلخص ما حدث، حسب ما ورد في وسائل الاعلام، في تنازل فلسطين المفاجئ دون مقدمات عن الرئاسة الدورية للدورة ال 136 لجامعة الدول العربية لصالح قطر، وهذه واقعة ليست موضع جدل، فقد أعلنها في الثالث عشر من أيلول / سبتمبر الماضي وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله الذي كانت بلاده الرئيس الدوري للدورة ال 135 السابقة. وكانت هذه المبادلة مفاجئة، ففي اليوم السابق كان ممثل فلسطين بركات الفرا قد تولى الرئاسة، ونقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية للسلطة "وفا" حثه للأقطار العربية الشقيقة على الدعم السياسي لطلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، ودعم السلطة الفلسطينية ماليا، ودعم المؤسسات الفلسطينية في القدس المحتلة.

غير أن الجدل يدور حول أسباب التنازل الفلسطيني، وسط تكهنات إعلامية قال أحدها، على ذمة "مصادر" نقلت عنها صحيفة الأنباء الكويتية، وغيرها، إنه حدث ضمن "تفاهم" مع قطر، تتولى الدوحة بموجبه تغطية النفقات المالية للسلطة الفلسطينية في رام الله لمدة أربعة أشهر، في إطار مواجهة السلطة للأزمة المالية الناجمة عن العقوبات المالية التي فرضتها دولة الاحتلال الاسرائيلي وراعيها الأميركي عليها مؤخرا لإرغامها على سحب طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة وعدم تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس". ولم يصدر لا عن السلطة ولا عن قطر ما ينفي تلك "التكهنات" حتى الآن.

ومع أن بعض وسائل الاعلام المؤيدة لسورية اعتبرت أن توقيت "المبادلة" الفلسطينية القطرية مكن قطر من احتلال موقع قيادي في الجامعة العربية استغلته الدوحة للتصعيد العربي ضد دمشق، فإن الموقف السوري الرسمي المنشغل بمنع أي تدخل عسكري أجنبي من الخارج وبالتصدي لما يقول إنه "عصابات إرهابية مسلحة" في الداخل قد تحاشى الدخول في ملاسنة ثانوية تحمل أي مسؤولية لمنظمة التحرير الفلسطينية جراء قرارها التنازل عن رئاستها الدورية لقطر ثم قرارها بتأييد تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية وفرض عقوبات اقتصادية عربية عليها.

لكن انعدام رد الفعل السوري لا يجب أن يكون سببا كافيا لعدم وجود رد فعل فلسطيني، يصر في الأقل على معرفة أسباب وحيثيات القرارين، ليس فقط لأن مبادلة "ثابت" وطني ب"نجدة" مالية هو أمر مرفوض وطنيا من حيث المبدأ، وليس لأن القرارين لا يحظيان باجماع فلسطيني فحسب، بل أيضا لأن الخروج على هذا الثابت الفلسطيني بالذات يثير مجموعة من الأسئلة الوطنية الهامة.

وأول هذه الأسئلة يتعلق بالتناقض بين القرارين وبين ما أعلنه رئيس السلطة محمود عباس برام الله في السادس عشر من الشهر الجاري حول موقفه من "الربيع العربي" عندما قال: "موقفنا هو أن لا نتدخل في الشؤون العربية الداخلية. نحن نراقب ولا نقول كلمة هنا وكلمة هناك". وهذا هو موقف حماس ايضا، وقد كرر عضو المكتب السياسي للحركة د. محمود الزهار التأكيد عليه بقوله لصحيفة الأخبار اللبنانية في الخامس والعشرين من أيار / مايو الماضي إن "موقفنا مما يحدث في سورية هو ذاته موقفنا مما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن: نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي العربي في وقت الثورات ولا في وقت الهدوء. نحن ضيوف على القطر هدفنا هو العودة الى فلسطين. من يتدخل في الشأن السوري في هذا الاتجاه أو ذاك عليه أن يدفع ثمن ذلك". لكن "ثمن" القرارين المناقضين لهذا الموقف المعلن لا يمكن أن يقتصر على فصيل فلسطيني بعينه، ولذلك لا يجوز السماح لأي فصيل بالخروج على الاجماع الفلسطيني على هذا الموقف باعتباره من الثوابت الوطنية.

ولا يسع أي مراقب محايد إلا ان يتساءل كيف يمكن للانحياز الفلسطيني الى محور عربي ضد سورية والتدخل الفلسطيني في شأن سوري داخلي أن يساهم ايجابيا، على سبيل المثال، في إنجاح مساعي المصالحة الوطنية عشية لقاء عباس في القاهرة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يتخذ من دمشق مقرا له.

وثاني الأسئلة يتعلق بمصير أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني تستضيفهم سورية معززين مكرمين منذ النكبة عام 1948. وسواء صدق أم لم يصدق الخبر الذي نشرته صحيفة المدينة السعودية يوم الأربعاء الماضي عن قلق أردني من تهجيرهم الى الأردن، فإن تجربة اللاجئين الفلسطينيين الى العراق ما زالت نازفة بعد "التحرير الأميركي للعراق من الدكتاتورية"، والقلق على مصير مماثل لأشقائهم في سورية قلق مشروع يتزايد طرديا مع تزايد احتمالات التدخل الخارجي في الأزمة وتصعيد التمرد المسلح المدعوم من ذات القوى الأجنبية المسؤولة عن مأساة الفلسطينيين في العراق، ناهيك عن مصير فصائل المقاومة الفلسطينية التي تحتضنها دمشق.

وثالث الأسئلة يتعلق بالموقف الفلسطيني المتناقض الذي يجد نفسه اليوم في مواجهة دبلوماسية وسياسية مع دولة الاحتلال الاسرائيلي وراعيها الأميركي اللذين يسعيان فيها الى عزل فلسطين وقياداتها جميعا لكنه يتخذ قرارين يستهدفان عزل السند العربي السوري التاريخي الاستراتيجي لحركة التحرر الوطني الفلسطينية. يوم الأربعاء الماضي نشرت اليومية العربية السعودية باللغة الانكليزية، "أراب نيوز"، مقالا بعنوان "عزل سورية هدية لاسرائيل" قالت فيه كاتبته، ليندا هيرد، ما كان يجب ان يدركه متخذ قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية، ففي رأيها أن "إخراج سورية من المعادلة الاقليمية" سوف يطلق يد "اسرائيل حرة لتفعل الأسوأ" في جعبتها و"يمهد الطريق لهجوم اسرائيلي على ايران تسنده الولايات المتحدة" وهو الهجوم الذي يردع رد الفعل السوري واللبناني والفلسطيني المتوقع دولة الاحتلال عن شنه الآن، لتخلص الى القول إن "سورية حاليا قد تكون خارج الجامعة العربية مؤقتا لكن يجب عدم التخلي عنها لمن يعوون كالذئاب على أعتابها".

ورابع الأسئلة الهامة يتعلق بالأولوية التي تحتلها القضية الفلسطينية على جدول الأعمال العربي في الوقت الراهن. إن سحب الملف الفلسطيني من احتكار الرعاية الأميركية له والذهاب به الى الأمم المتحدة مباشرة قاد الى وضع القضية الفلسطينية في مركز الصدارة التي كانت تحتله إبان المقاومة الوطنية التي وضعتها على رأس جدول الأعمال الدولي الاقليمي. لكن الولايات المتحدة نجحت كما يبدو في إزاحتها عن مركز الصدارة لصالح قضايا عربية وشرق اوسطية اقل اهمية منها بكثير في تقرير مصير الحرب والسلم في المنطقة.

وكان المطلوب عربيا وفلسطينيا تعزيز الموقف الفلسطيني كي تظل قضيته الوطنية في موقع الصدارة دوليا، والرئاسة الفلسطينية الدورية للجامعة العربية تخدم هذا الهدف، لكن التنازل المجاني عن هذه الرئاسة يظل بحاجة الى تفسير مقنع ينفي كونه مجرد ثمن باهظ لمجرد تمويل رواتب موظفي السلطة لبضعة اشهر. فبعد هذا التنازل لا يجادل اثنان اليوم في أن القضية الفلسطينية لا تحتل صدارة ما تبقى من العمل العربي المشترك، بينما كل دولة عربية على حدة منكفئة على ذاتها ومنشغلة بالخروج سالمة من عاصفة الحراك الشعبي التي يختلط فيها حابل الثوران الداخلي المشروع بنابل التدخل الأجنبي غير المشروع.

لقد أوصى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية في السادس والعشرين من هذا الشهر بحزمة عقوبات عربية ضد سورية، وفلسطين جزء من هذه العملية. وكان المقرر يوم الجمعة الماضي أن تبلغ الجامعة "مجلس الأمن الدولي بهذا القرار" وتطلب منه "دعم جهود الجامعة العربية في تسوية الوضع المتأزم في سورية". وفلسطين جزء من هذه العملية العربية لتدويل الأزمة السورية.

والرئيس عباس يقول: "نحن نقول إننا مع الشعوب". وقال أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، د. محمد ربيع، في مذكرة سلمها الأربعاء الماضي الى أمين عام الجامعة العربية، د. نبيل العربي، إن عزل سورية اقتصاديا "سيعاقب الشعب السوري أكثر مما سيعاقب النخب السياسية". فهل كان القرار الذي اتخذه عباس بتأييد تعليق عضوية سورية و"الاجراءات" اللاحقة المبينية عليه قرارا في خدمة "الشعوب" حقا، وبخاصة الشعبين الشقيقين الفلسطيني والسوري؟
* كاتب عربي من فلسطين


الصدمة.. وفضائيات "حرق الوطن"‏/ مجدى نجيب وهبة


** أخيرا ، وبعد صمت طويل تحمّله حزب الكنبة الصامت من سهام الإتهامات .. خرج المارد من صمته ، وهو ما وصفوه بـ "الأغلبية الصامتة" .. لم أكن أتصور أن يكون هذا التلاحم بين الشعب ، وجميع فئاته ، وهى تتلاقى فى ميادين العباسية لتعلو أصواتها حتى تصل إلى السحاب ، وتعلنها بصراحة أن "الجيش والشرطة والشعب يد واحدة" ،إنطلقت الجموع بالملايين من جميع أنحاء القاهرة ومن محافظات عديدة ، إمتلئت بهم ميادين عديدة من مسجد النور بميدان العباسية ، حتى مدخل الكوبرى من ناحية شارع صلاح سالم ، وإمتدت الأمواج المتظاهرة إلى جميع الشوارع ، ومداخل العباسية حتى جامعة عين شمس .. خرج أكثر من مليون مواطن وطنى مصرى ، أصيل شريف ، شعر بالخطر على الوطن من بعض الموتورين والمرضى نفسيا ..

** ولكن لم يكن الموقف والنسبة المتواجدة صادمة لنا ، بل كان صادما لبعض البلهاء ، والمغيبين ، الذين تصوروا أن من يديروا شئون البلاد هم مجموعة مأجورة ومندسة تتواجد بالتحرير الأن ، تعمل بكل طاقتها على هدم مصر ، وبدأت تسقط الأقنعة من فوق رؤوسهم ، والدليل كمية المداخلات على قناتى الأولى والمصرية ، وقناة الفراعين ، وبعض الأصوات التى فوجئ بها إعلاميى القنوات الخاصة ، ولم يستطيعوا أن يغلقوا عليهم خط الإتصال ..

** خرج الملايين من شعب مصر الوفى ليثبت للعالم ، أن 85 مليون مواطن مصرى شربوا من نيل هذا الوطن وأكلوا من تراب أرضه ، ينتمون لسمائه وأرضه ، ولم يفرطوا فيه مهما بلغت من إغراءات .. إنهم شعب مصر الأصيل الذى يعى معنى كلمة "الوطن والمواطنة" .. وليس هذه الفئة المأجورة التى خانت الوطن ، ومازالت تخونه ، من أجل حفنة دولارات مصيرها إلى الزوال ..

** نعم ، خرجت أصوات عديدة تندد بكل هؤلاء الخونة المأجورين الذين ينشرون بالأرض فسادا ، وبالقنوات الفضائية التى ليس لها هم إلا حرق "مصر" بعد أن تم إستقطابها والدفع لها بالأموال المغموسة بالخيانة للوطن ، وتساءل العديد من المواطنين ، وهم يحددون بعض الأفراد ، ويتساءلون من هم هؤلاء .. من هو "علاء الأسوانى" .. من هو "بلال فضل" .. من هى "منى الشاذلى" .. من هى "لميس الحديدى" .. من هو "عمرو الليثى" ، ألم يكن أحد الذين فصلوا من كلية الشرطة .. من هو "يسرى فودة" .. من هى "ريم ماجد" .. من هى "هناء السمرى" .. من هى "هالة سرحان" .. من هو "عمار على حسن" .. من هو "جمال فهمى" .. والعديد ، والعديد ، والعديد ..

** نعم ، كانت الإتهامات تشمل العديدين من الإعلاميين الذين هاجموا ، ومازالوا يهاجمون بشراسة الوطن والمجلس العسكرى .. ولم يسأل أحد نفسه من هؤلاء الخونة ، إذا رحل المجلس العسكرى كما يريدون ، أو أسقطوا عنه هيبته بعد أن أسقطوا هيبة الشرطة .. ماذا يتبقى لمصر أيها المأجورين .. ما هى الشرعية التى تحكم مصر .. هل هؤلاء الخونة المأجورين الذين يهلون علينا بتلك القنوات ، هم الذين يديرون الوطن ، أم هم يسعون لهدمه ، وإسقاط مصر ، هذه الحقيقة لا تحتاج لذكاء أو مزايدة ..

** إن ما حدث لكل هؤلاء بالأمس ، وكيف تقبلوا الصدمة ، عندما خرج الملايين من شعب مصر النقى والطاهر ليتجمعوا فى ميدان العباسية ، رجالا ونساء وأطفال وشيوخ ، لم يحمل أحد معه مطواة ، ولم يتواجد شاب يتاجر فى البانجو ، ولم نجد بينه مأجور دفع له بالأموال لتأييد "المجلس العسكرى" و"الشرطة" ، وتأييد "الجنزورى" ، وكل قرارات المجلس العسكرى .. لم يحتاج المجلس العسكرى لأموال تدفع لكى يؤيده الشعب .. ولكن من كان يحتاج للأموال هم من يتاجرون بالوطن ، ومن يهدمون فى المجلس العسكرى .. أنظروا إلى وجوههم .. أنظروا من أين يأتون بالأموال التى يأكلون بها ، ويظلون معتصمين لتدمير الوطن ، وتدمير عجلة الإنتاج ..

"لميس الحديدى" فى قناة cbc"" .. لا أدرى ما الذى أصابها ، وماذا تريد من مصر .. لمصلحة من هذا الهجوم الغير مبرر على المجلس العسكرى ، هل هى تصفى بعض الحسابات بينها وبين المجلس العسكرى فى الوقت الذى يقيم زوجها بالخارج فى لندن ، هاربا من مصر ، بعد الهجوم عليه عقب 25 يناير ، فهل هى تنتظر أن تخرب مصر ، لتحزم أمتعتها وتنطلق لتعيش فى مدينة الضباب ، بعد أن أدت دورها الهدام .. لقد أصرت بصورة غريبة أن تتلقى إتصالات جميعها ضد المجلس العسكرى لإسقاطه ، إنتقلت إلى أسيوط والأسكندرية والسويس ، وهى تصر على إسماعنا صوت النشاز لبعض المأجورين ، وهم يستهزءون بالمجلس العسكرى ، بل وبدأت تحاول أن تشكك فى الدكتور "الجنزورى" ، بزعم أن هذا هو رأى الشعب ، ولم تهدأ "لميس الحديدى" ، وكأنها أصابها عقرب ، أو حية .. "الجزيرة العاهرة" .. قناة قطرية قذرة ، تمول من أمريكا .. مشهود لها بحرق وإشعال الأوطان ، لتحقيق مطالب أسيادها فى أمريكا .. ظلت على نفس النهج ، وهو الحديث عن ثوار التحرير ، وعندما إتصلت بمراسلها بميدان العباسية ، لم تستطيع أن تلتزم بالموضوعية أو الحيادية ، بل خرجت كل أحقادها ، ووصف المراسل عدد المتظاهرين فى العباسية بـ 15 ألف ، علما بأنه فى أحد المداخلات مع قناة "cbc" مع الأستاذ "خيرى رمضان" ، قال له المراسل أن الميدان به أكثر من مليون مواطن ، وقد كرر أ. خيرى هذا السؤال للتأكد من صحة الرقم ، ثم تأتى العاهرة الجزيرة ، لتقول أنهم 15 ألف متظاهر !!! .. الأستاذ "خيرى رمضان" .. "cbc" .. قام بالإتصال بمراسل القناة ، والذى أفاد بوجود 700 ألف متظاهر ، مؤيدون للمجلس حتى أن هذا الرقم أذهل "خيرى رمضان" ، فطلب من المراسل أن يدور بالكاميرا حول الميدان ، فما كان من رد المراسل إلا أن الكاميرا تقف عاجزة عن رصد الأعداد نظرا لعدم قدرتها على التحرك لكثرة الأعداد المأهولة الموجودة بالميدان وأعلى الكبارى وفوق أسطح العقارات ، ثم عاد بعد نصف ساعة للإتصال به ليؤكد أن هناك أكثر من مليون مواطن أتوا من جميع أنحاء الجمهورية ، وهناك الملايين القادمة لتقول كلمتها الأن ، وهم يهتفون "مصر فوق الجميع" ، وفى سؤال للإعلامى "خيرى رمضان" ، من هم .. رد عليه المراسل "هم الشعب" ، وليس لهم أى إنتماءات سياسية أو حزبية أو دينية ، ولكنهم مصريون .. قناة الحياة 2 .. حاولوا أن يكونوا متماسكين ، وكالعادة قاموا بالتواصل مع كل الكتل الإخوانية واليسارية ، وإستضافوا أ. وحيد عبد المجيد ، الذى بدا الحقد فى تعليقه على مظاهرات العباسية ، وقال عن ترشيح الجنزورى .. إنشاء الله بعد عمل برلمان مجلس الشعب ، سيتم سحب الثقة من وزارة الجنزورى ، وكأنه يثق أن الإخوان سيسيطرون على البرلمان القادم .. بل أن مقدمة هذا البرنامج "مصر النهاردة" ، فى الحياة 2 ، فى حوار مع أحد الشباب الوطنيين الذى طالب الجميع بالعودة إلى أعمالهم ، وتركهم المجلس العسكرى ، قالت له المذيعة "إن حق التظاهر مكفول للجميع" ، فى الوقت الذى لا ترى هذه المذيعة كل هذه الفوضى ، وكل هذا الإنهيار الذى أصاب كل مرافق الدولة ، وتوقف السياحة بالكامل فى مصر ، وإنهيار البورصة ، ومصانع عديدة أغلقت .. لا ترى المذيعة كل هذا ، ولكنها ترى بقعة التحرير فقط ، وما يدور بداخلها .. "منى الشاذلى" .. فى برنامج "العاشرة مساء" ، كانت أكثر حزنا من كل يوم ، بدا هذا من نظرات وجهها ، ولم تستطيع أن تخفى كراهيتها للمجلس العسكرى ولا لمصر ، وقامت بإستضافة "محمد البرادعى" ، "عبد المنعم أبو الفتوح" ، والمتداخلين كانوا من جماعة الإخوان المسلمين ، ومداخلة مع المستشار "أحمد مكى" .. وطبعا كالعادة يدور الحوار حول مطالب من يعتصمون بالتحرير ، ولم تسمع منى الشاذلى عما يدور فى ميدان العباسية .. "حافظ الميرازى" .. على قناة دريم .. قام بالإتصال ببعض المتنطعين فكريا ، ليضلل عامة الشعب بما يفسد أفكارهم ، فقد عاد بعد 25 يناير ، ليمارس نفس الدور الذى طرد من أجله من مصر ، من قبل النظام السابق ، وبالطبع كانت معظم المداخلات المختارة بعناية فائقة هى التحريض ضد المجلس العسكرى ، ورفض الجنزورى ، الذى دار حواره مع بعض من أطلق عليهم "سياسيين" أو من أطلق عليها ناشطة سياسية ، كما يزعم بوصفهم .. "محمود سعد" .. كالعادة ، بدأ يبحث فى ملفات ضد المجلس العسكرى للشحن ، وإختيار أحد الناشطات الحقوقيات ، ليطربنا بسماعها بإهانة المجلس ، ومطالبته بالرحيل ..
** إنه نفس السيناريو ، الذى مارسوه حتى أسقطوا النظام السابق ، وهم على شاشات الإعلام المأجور والمحرض الخائن على حرق مصر .. حتى القناة الأولى والتى يديرها "إبراهيم الصياد" ، الذى كاد أن يشعل الوطن فى لحظة ، عندما طلب من "رشا مجدى" بث نداء إلى الشعب المصرى لإنقاذ الجيش المصرى من إعتداء الأقباط عليهم .. لن ينسى دوره القذر والتحريضى ضد الوطن ..

** عاد لممارسة نفس الدور ، ولكن هذه المرة ضد المجلس العسكرى بتحريض الغوغاء ، وإستضافة كل من يكره نفسه ويكره المجلس العسكرى ، وقد رأينا أحد هؤلاء الضيوف المرشح لرئاسة الجمهورية المحتمل "عبد الله الأشعل" ..

** هكذا ننتقل من قناة لأخرى .. حرق دم .. دعارة .. فجور .. متاجرة بالوطن .. ونتساءل كم قبضوا هؤلاء ، هل الأموال والدولارات التى حصلوا عليها هو ثمن يعادل بيع الوطن وحرق مصر من قبل هؤلاء .. لماذا يتركهم المجلس العسكرى يهدمون فى مصر حتى الأن .. هل ننتظر كارثة كالتى حدثت فى ليبيا ، أن نجد مرتزقة يدخلون مصر عبر البوابة الشرقية ، وعبر معبر رفح لتصفية الشعب المصرى لصالح هؤلاء الخونة ..

** أرجو أن يلتفت المجلس العسكرى .. إنها ليست ديمقراطية ما يخطط له كل هؤلاء الخونة ، فالجريمة واضحة ، والمخطط الذى تديره أمريكا ، بدأ برسالة الإدارة الأمريكية بضبط النفس ، وسرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية ..

** إنه نفس السيناريو ، لكن الأن يديرونه ضد المجلس العسكرى ، بعد أن أداروا هذا السيناريو ضد الرئيس السابق ، فهل يصمت الشعب المصرى على هؤلاء الخونة ، والمأجورين .. وماذا تكون الخطوة التالية .. بالقطع هى إرسال لجنة من الإدارة الأمريكية ، ثم تكوين وفود من الدول الأوربية لمطالبة المجلس العسكرى بتسليم السلطة ، ثم عقد مؤتمر لدول الوكسة والعار العربية المشرذمة بقيادة دولة قطر العميلة الأمريكية ، وهو فرض عقوبات على مصر ، ثم الإعتراف بالحكومة البديلة التى تكون الأن بالتحرير ، ثم .. ثم .. ثم .... سوف تتطور الأمور داخليا ، وخارجيا إلى ما هو أسوأ.. هل ننتظر حتى تحقيق هذا السيناريو .

صوت الأقباط المصريين

سورية تناشد أبناءها/ جمال قارصلي



أبنائي الأعزاء .....

أناشدكم جميعا ولا أستثني أحدا منكم , لأنكم كلكم أبنائي ولا أفضل أحدا على الآخر

فمسلمكم ومسيحيكم ويهوديكم وملحدكم كلكم عندي سواسية

وآشوريكم وسريانيكم ودرزيكم وعلويكم وسنيكم ووهابيكم وإسماعيليكم وشيعيكم

وأكرادكم وعربكم وتركمانكم وشركسكم وكذلك أرمنكم

كلكم أبنائي ومنكم جميعا صنعت باقة زهر جميلة كمثال لتعايش الأديان والشعوب البشرية

كنت أفاخر وأضاهي بكم البلدان والأمم الأخرى بتنوعكم وتعددكم لأن علاقتكم ببعضكم كانت أخوية وإنسانية

وحبي لكم كما كان لمن سبقكم من الرومان والفرس والأتراك والفينيقيين والآراميين والكنعانيين وأقوام كثيرة منسية ,

كلها مرة من هنا , ومنهم من أرسلته إلى بلاد بعيدة لكي يبشروا بالرسالات السماوية

فلهذا تحج إلي من تلك البلاد أناس يريدون الإطلاع على الحضارة الإنسانية

وحتى بابا الفاتكان كان مشتاقا ليرى عندي جذوره الدينية

ألا يعجبكم هذا بأني أم لكم كلكم من البادية إلى السهل إلى الجبل وإلى المناطق الساحلية

أتريدون أن تمزقوني إلى مناطق إثنية وأخرى طائفية؟

أتريدون أن تدمروا ما حفظته لكم عبر آلاف السنين من حضارة وقيم أخلاقية؟

أتريدون أن تهدموا موطن أول حروف الأبجدية؟

ألم تروا ما حصل مع إخي لبنان وأخي العراق وأختي الليبية؟

ولا أريد أن أذكركم بما حدث مع أخي الجزائر وما يحدث عند أخي اليمن والشعوب الأفغانية.

أطماعكم وأنانيتكم وحبكم للسلطة أعمى بصيرتكم وأصبحتم تروني بعيون أقلية ودينية

حرضوكم ... لقنوكم ... أقنعوكم بأنه هنالك فرق بين سنية وعلوية وشيعية ودرزية وإسلام ومسيحية

وكل الفئات التي تسكنني لا يجمعها إلا البطاقة الشخصية

ألا يكفيكم عارا أن تقتلوا أطفالي لأنهم يهتفون من أجل الحرية

ألا يكفيكم عارا أن تخافوا من شباب يسعون إلى الديمقراطية

ألا يكفيكم عارا أن تقتلوا أبنائي على الهوية

ألا يكفيكم عارا أن تطلبوا حماية دولية

ألا يكفيكم عارا أن تملؤا السجون بمن خرجوا بمظاهرات سلمية

ألا يكفيكم عارا أن تقصفوا أولادي بأسلحة حربية

ألا يكفيكم عارا بأن تأتيكم الأوامر من بلاد الإفرنج ومن أخرى عربية

ألا يكفيكم عارا بأن صنعتم من إخوانكم أعداء لكم ونسيتم عدوتكم الأصلية

حلوا عني وأرحلوا ما دمتم تفكرون فقط بأهوائكم ومطامعكم الفردية

أنا وطن لمن ولاؤه لي أولا , وليس لأفراد أو لشخصية

كلكم زائلون كما زالت عظام الأمم من قبلكم وكذلك مبشرين لرسالات سماوية

ألم تعلموا بأن الوطن الضائع لايوجد له بديل لا في السماء ولا على الكرة الأرضية

سيصيبكم الندم وستصحون يوما على وطن تطلبون فيه الفيزا من أجل زيارة حلب أو حمص أو اللاذقية

لن أكون أم لكم إن لم يكن التسامح والمغفرة والعفو من شيمكم ومكارمكم الأخلاقية

ألم تسمعوا بما فعل غاندي ومانديلا من أجل وحدة بلادهم الوطنية

أحبكم كلكم ولا فرق لدي بين عربي وكردي ومسلم ومسيحي إلا ما يقدم من أجل سلامتي بضحية

تسامحوا ... تحاوروا... تفاهموا ... تنازلوا من أجلي ومن أجل أجيالكم الفتية

ألم تتعلموا بأن الإنسان هو أكبر ثروة وطنية

ألم تتعلموا بأن الوطن للجميع والدين لإله البشرية

ألم يبلغوكم موسى وعيسى ومحمد بأن دينكم هو معاملتكم لإخوانكم في الإنسانية

جرحي كبير وينزف في درعا وحماة وحمص ودير الزور وإدلب وباقي أطراف جسدي المنسية

أناشدكم وأناديكم ... أقبل أرجلكم وأياديكم ... لا تقتلوا أولادي ... لا تقطعوا جسدي ...

ضحوا من أجلي لأنني أنا أمكم وأرضكم وعرضكم وأنا الباقية الأبدية

وإنني بشوق كبير لأن أسمع منكم جميعا , متحدين وبصوت واحد , هذه الأغنية *سوريا يا حبيبتي*

ويرد عليكم أخ عراقي وآخر مصري وآخر كويتي وآخرمغربي وأخت تونسية وملايين معهم

*بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان*

فيعود إفتخاري بكم مجددا وأضمكم إلى صدري وأغني لكم

أنا أمكم كلكم ... أنا سورية الأبية.

 نائب ألماني سابق من أصل سوري


الشعب يريد إذلال ليبرمان/ د. مصطفى يوسف اللداوي

لست أدري ما الذي يريده وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغودور ليبرمان من الشعب الفلسطيني، وبأي حقٍ يزج أنفه ويقحم نفسه ويتدخل في شؤوننا الداخلية، ومن الذي طلب منه العون أو المساعدة، ليقدم النصح أحياناً إلى السلطة الفلسطينية منبهاً إياها من خطورة اتفاقها مع حركة حماس، وأنها تخطط للسيطرة على السلطة الفلسطينية والانقلاب عليها، وأن الاتفاق لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، بل إنه يضر بالصالح الفلسطيني العام، فهو يشوه صورة الفلسطينيين ويعمم عليهم تهمة الإرهاب التي لا يتصف بها برأيه كل الفلسطينيين، الأمر الذي سيعرض مصالحهم للخطر، وسيضر بعلاقاتها الخارجية، ولهذا فإنه ينصحها بعدم إتمام المصالحة مع حركة حماس، وعدم الالتزام بشروطها أو تنفيذ بنودها.

وفي أحيانٍ أكثر يحذر السلطة الفلسطينية من مغبة المصالحة، ومن الآثار الاقتصادية السيئة التي ستترتب عليها إن هي أقدمت عليها ولم تتراجع، إذ ستمتنع حكومته عن تحويل الإيرادات الضريبة الفلسطينية إلى السلطة، وستتوقف عن ضخ العملة الإسرائيلية إلى البنوك، وستجمد كل الحسابات الجارية معها، وستتوقف عن صرف الشيكات وتحويل الأموال وإجراء المقاصات المالية، وستتوقف عن تزويد مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالمواد الأساسية، وربما ستمتنع عن تزويدها بالوقود ومشتقات النفط المختلفة.

إنه حصارٌ جديد تخطط له الحكومة الإسرائيلية، ولكنه حصارٌ شامل يطال الضفة الغربية قبل قطاع غزة، ويستهدف الشعب الفلسطيني كله، إنها إسرائيل دولة الاحتلال التي لا يهمها غير أمنها ومصالحها، ولا تسعى إلا لشؤونها وما يخدم مواطنيها، ولا تخطط إلا لما يحقق أهدافها ويوصلها إلى غاياتها، إنها تنوي معاقبة الشعب الفلسطيني كله على خياراته ومعتقداته، وتريد أن تحاربه من جديد لأنه اختار الوحدة والاتفاق، واختار الأهل والإخوان، هي إسرائيل نفسها التي حاربت الشعب الفلسطيني عندما قرر مختاراً نوابه في المجلس التشريعي، واختار حراً من يمثله ومن يقود حكومته، فكان عقابها للفلسطينيين حرباً لا هوادة فيها، حصاراً مشدداً على قطاع غزة وأهله، واعتقالاً لكل الرموز والقيادات والنواب والوزراء، ثم حرباً ضروساً على قطاع غزة، قتلوا فيها المئات من سكانه، أطفالاً ورجالاً ونساءاً، وخربوا بنيانه وعمرانه، ودمروا معامله ومصانعه، وحرثوا أرضه وبساتينه ومزارعه.

ماذا يريد ليبرمان وسيده نتنياهو منا نحن الفلسطينيين، هل يريدون منا أن نعادي أنفسنا، وأن نحارب بعضنا، وأن نستمر في خصومتنا إلى الأبد، وألا نلتفت إلى مصالحنا، وألا نتحد من أجل شعبنا ووطننا، ويريد منا أن نكون حراساً له، أمناء على مصالحه، نقتل بعضنا من أجله، ونعتقل أنفسنا بأمره، ألا يدرك هذا المعتوه أننا جميعاً أبناء شعبٍ واحد، حماسٌ وفتحٌ وجهادٌ وجبهةٌ كلنا ننتمي إلى هذا الشعب، ونعمل من أجل هذا الوطن، نسكن جميعاً في نفس البيت، ونصلي في ذات المسجد، نحنُ جميعاً أشقاء وأخوة وجيران وأصدقاء، زملاء دراسة، ورفاق عمل، وسكان حي، وأهل منطقةٍ واحدة، طال الزمن أو قصر فإننا سنعود بيتاً واحداً وأسرةً واحدة كما كنا دوماً.

نحن لسنا بحاجةٍ إلى حمالٍ أبله لا يحسن إلا الاستفزاز، ولا يتقن إلا السباب، ولا يعرف غير فوضى العير الهاربة، تدوس وتخرب، تحطم وتكسر، ضالةً لا تهتدي، إنه متهمٌ في أهله، مشبوهٌ في شعبه، يحقق معه بتهم السرقة والخيانة والكذب والتدليس، ألا يرى أنه منبوذٌ وغير مرحبٌ به بين شعبه، وأن أحداً في العالم لا يحب شكله، ولا يبش لاستقباله، ولا يبادر إلى دعوته، ولا يحرص على حضوره، خبرته العتالة، ووظيفته المقاولة، وكل همه البعبعة والتهديد والوعيد، جاء إلى أرضنا مهاجراً كديكٍ منفوش الريش مدفوعاً إلى حلبةٍ لا يعرف من هو خصمه، فتراه يقفز من زوايةٍ إلى أخرى، يرغي ويزبد ويتطاير ريشه، وهو لا يدرك على أي أرضٍ يقف، ولا أي شعبٍ يواجه ويتحدى، ويعتقد أن نصحه سيصدق، أو أن تهديده سيسمع، وأن الفلسطينيين سيخضعون لكلامه رغبةً أو رهبة.

نحن أدرى بشأننا وأعلم بأمورنا وقد قررنا الاتفاق ونبذ كل أسباب الفرقة والاختلاف، فلا نريد المزيد من التشتت والضياع، ويكفينا ما أصابنا من حسرةٍ وألم، وما لحق بنا من موتٍ وقتل، ويكفينا ما علا صورتنا البهية من لغطٍ وتشويهٍ وتبهيتٍ لصورة المقاومة والنضال التي يعرفها عنا العالم ويقدرها العرب والمسلمون، وبسببها يقدمون الدعم والإسناد والمساعدة، ألا يسمع هذا العتل صوت شعبنا العالي المنادي بالوحدة والرافض للانقسام، ألا يرى أننا شعبٌ لا نبيع كرامتنا بكسرة خبز أو شربة ماء، أو يظن هذا الكيس المملوء والبالون المنتفخ أننا نخضع إذا جعنا، ونستكين إذا عطشنا، وأن بطوننا تحركنا، وشهواتنا تدفعنا، ومصالحنا الشخصية تتقدمنا، وهموم شعبنا لا تهمنا، ومصالح وطننا لا تقلقنا، أو يظننا شعباً ساذجاً يصدق عدوه، ويصغي السمع لشراذمه، وينتظر النصح من قتلة أطفاله، وأنه لا يتعلم من تجاربه ولا يستفيد من خبراته.

الفلسطينيون يريدون إذلال هذا العتل الضال الزنيم، ويريدون أن يشوهوا صورته، ويسودوا وجهه، وأن يقتلوا البسمة من على شفتيه، وأن يسكنوا الحزن قلبه، وأن يجعلوا التكشيرة علامةً دائمة على وجهه، تظهر ما يبطن قلبه من الخوف والجبن والقلق على المصير، فلا يشعر بنشوة الانتصار، ولا بغرور القوة والاستعلاء، ولا يستمتع بنشوة تحقيق الأماني بتعميق الاختلاف الفلسطيني، وزيادة بون الافتراق وتعميق هوة الانقسام، فهذه إرادة الشعب الواضحة الجلية التي لا غموض فيها ولا التواء، ولا نفاق فيها ولا مداهنة، ولا خداع فيها ولا تكتيك، هذه هي إستراتيجية الشعب وهدفه وغايته، فهل يدرك قادته ومفاوضوه ذلك، ويكونون على قدر حمل الأمانة، وتنفيذ الرغبة، وتحقيق الحلم، فيرسمون البسمة على شفاه شعبهم، ويزرعون الأمل في قلبه، ويسكنون الفرح أرضه ووطنه، أم أنهم يكونون عوناً للجعجاع المهين ليبرمان وأزلامه فيحققون رغبته، ويلبون أمنيته، أيها المفاوضون ألا تسمعون، ألا تدركون وتعقلون، أننا نريد عكس ما يريدون، نريد عزة أهلنا وذلة عدونا فكونوا معنا، أو دعونا وشأننا نحقق أهدافنا ونصل إلى غاياتنا.


"هيدرا" على الأبواب/ جواد بولس


النار حولنا حارقة خانقة عنيدة. زفيرها يعلو ويعلو ويصم آذاننا. فهل ممكن أن نتفادى شرّها؟ كيف؟ السؤال لجميعنا والجواب...
أمَا للغافلين من صحوة كصحوة شلالٍ في آذار، عساهم ينجون ويناجون الوتر. أمَا لحماةِ الديار من وقفة مسؤولة، عساهم يفقهون ما يقوله أحفاد داود للزيتون وأنصالهم للنخيل. أما للحالمين من رعشة تجفّف ليلهم من عرق الوريد؟ أما للعاقلين من وخزة، من وثبة، من فطنة، تنقذ حبَّهم من حرّاس الرماد ودخان بخور الشرق وفارس.
ماذا يجب أن يحدث بعد كي نفهم أنّنا، عربَ هذه الديار، أكباشٌ على شفة مرجل. لقد مات وولّى من تمنّى أن لا نكون، فكنّا لغتنا وبقينا، فتمنّى بعده من تمنى وولّى وكنّا مرةً أخرى لغتنا، وبقينا كما نريد أن نكون، فولّى من ولّى وتولّى وريثهم القادم من بلاد الثلج وقيصر ثملان يترنح ويتمنّى بشبق لن يروي ظمأه ماء ولا ناره سيشبعها ما احتطب من الكرمل وأحراش الذاكرة ومنحدرات النسيان.
صرخت وغيري منذرين بما تؤول إليه حالة الدولة وكان أن أطبقت قوى الظلام واليمين القاضم على سلطتي حكم أساسيتين في الدولة. أكثرية مطلقة في الكنيست، خط إنتاج ناشط يصنّع العاب النار ويغلّفها دمىً للشيطان وألغامًا سترهق وتزهق ما بقي من روح لحرية هزمت يوم انتصر الصوت على الحنجرة. سلطة تنفيذية (حكومة) يسيطر عليها من يمثّل قوى سياسية تعمل بمنهجية وفكر واضحين وتسعى لتكريس كون الأكثرية اليهودية في الدولة مواطنين أصحاب منزلة وحقوق دستورية وقانونية لا يستحقها المواطنون غير اليهود، أي نحن العرب. وأخيرًا ما كان بدايات خجولة، أصبح مهمة تشرّف من يجهر بها من وزراء ونوّاب وسياسيين وأكاديميين وغيرهم، كلّهم يستهدفون احتلال السلطة القضائية وإغلاق الطوق وإحكامه على منظومة الحكم، تقويض ركام هيكل رث لتبعث "هيدرا" برؤوسها الخبيثة القاتلة (خطة تشمل وزراء خداما في الهيكل، إلى جانبهم رؤساء لجان برلمانية يعدون المباخر والملاحم تحيطهم ثلة من "المفاتيح" كفيلة بفك كل قفل عصيّ. استحكام وسيطرة على كل درب وسرداب ونسمة)، هكذا يهدمون ما شكّل، أحيانا، حاجزًا أمام بعض ممارسات التعسف الصارخ والقمع الذي لم يحتمله واقع ولا حتى واقع مجتمعهم، على هشاشة هوامشه الديمقراطية التي زخرت بألوان ظلم وتمييز وعنصرية، مارستها أكثرية بحق أقلية. إنّهم يسعون لاستبدال دار القضاء بداء القضاء والقدر/قدرهم وربما قدرنا.
رغم عواء الذئب تحت شرفاتهم، بعضٌ من قومي سادرٌ في غيه وغفلته. موئله ثقة وإيمان بنصر، ولو كان مؤجّلًا، في حرب بين وعدين حتى وإن أصر المهاجر أنّه هو، لا غيره، سليل شعب الله المختار.
والحالمون سابحون في الليلك يروون صدى التاريخ بدمع السراب. نائمون، فاتتهم حكمة البرق في حالك العتمة يؤكد أنّ أصدق الأحلام وأجملها تلك التي نحلمها مع راعي الصباح ونتشارك فيها مع الندامى، رفاق الحقل والمحجر.
المهدَّدون هم كل الآخرين المغايرين وغير الموافقين والمتوافقين مع قوى اليمين ومستحضري ظلمة الدولة الداهمة. ولكن ما يميز هذه السياسة تحديدًا في الدولة كونها عنصرية يهودية أهدافها وضحاياها الأوائل والمباشرون هم نحن المواطنين العرب في الدولة.
لا تقولوا في هذا "العرس" كنا ولا جديد في الجليل والنقب. ما يحدث يفاقم حالتنا أضعاف ما كانت عليه لأن طبيعة النظام المتولِّد لن تكتفي بما مارسته من عنصرية وتمييز وقمع بحقنا ودروس ضحايا أنظمة فاشية سابقة تملأ كتب التاريخ ومتاحف الدمع والحسرات. إنّه الفرق بين ضحية قضاء جائر وضحية قدر قضاؤه بين أنياب "هيدرا".
بعضنا يعي ما يقال، ويتألب من قلق وحيرة وخوف على مستقبل قد يشابه ماضيًا بغيضًا. والبعض لا يكترث لفداحة المشهد، وآخرون ماضون في طريق الخبز الحافي. ما عساني/عسانا فاعلون؟
لقد فشلنا! نعم هنالك إخفاق ذريع. علينا بعضٌ من مسؤولية بمجيء "هيدرا" برؤوسها العديدة. أقول بعض لأننا، في البداية والنهاية، نحن الضحية، ولكن لكم أيّها القادة والسادة والزعماء أقول إنكم فشلتم وبسببكم فقدنا اللغة ففقدنا أغلى ما حققناه وكسبناه منذ جاء المهاجرون الأوائل والى أن حط المهاجرون الأواخر فها انتم تتحدثون بلغات ولغات شتتتنا وشقت خيمتنا فبتنا والريح تهددنا والذئب يعوي في فراشنا ولسانه يلعق لحومنا.
لغاتكم، بعضها هجين، عصيّ على الفهم وبعضها لاكَه الزمن وقذفه بالاتٍ اندثرت في ركام سور برلين، وبعضه زيّن باطون سور الفصل العنصري الذي شيده هنا عتاة عصر الفولاذ والرقائق والماكدونالدز.
لقد تحدّث آباؤنا بلغة الأرض، وهي لا ولم تفهم إلا لغة واحدة موحدة، لغتها/ لغتنا، وانتم استجلبتم لغات الأمم فغدوتم كمن يتغنى ويهلل بسيف سلطان عقّم أجداده زرع وضرع بلادي لقرون درست. ومن يستقوي بنقود مسوخ استعصى فك الحرف عليهم فبرعوا بفك دكات سراويلهم في جادات سويسرا وفرنسا وأخواتهن. ومن بسيف أعجمي يضرب لا يسدد عمليًا إلا إلى أكبادنا. فالذئب في غرفنا والنار في حجرنا فما أنتم فاعلون؟
من يوم إلى يوم يتكشف عجزكم ويبان الفشل. من قانون إلى قانون ومن صفعة إلى صفعة لا نسمع إلا العويل والنواح، وهذه، هكذا علَّمنا تاريخنا وحكمة الآباء، لا تكفي ولن تبعد ذئبًا أو تطفئ نارًا. فهل لديكم يا سادة قليل من القطران عساه يوقف ما كان تنينًا برأس ويكاد يستحضر الأسطورة المروعة .
"فمن سوف يرفع أصواتنا إلى مطر يابس في الغيوم؟" لأننا على مرمى عصا وكلنا برسم الثمن (تاج محير).

إغلقوا "التحرير" .. وكفانا فوضى لهدم "مصر"/ مجدي نجيب وهبة

** فى 11 إبريل 2011 ، كتبت مقال بعنوان "إغلقوا التحرير قبل إحتلال مصر" ، وها هو قد مضى ما يقارب من ثمانية أشهر على نشر المقال ، ومازال التهريج مستمرا ، ومازالت المصالح تتصارع ، ومازال "التحرير" هو السبوبة ، لكل من له تصفيات لحسابات مع الأخر ، ومازال الشعب المصرى هو أتعس شعب فى العالم ، ينساق وراء أى شعارات حتى لو كانت كاذبة ، فالتحرير يشتعل منذ 18 نوفمبر ، وزادت سخونة الشارع منذ 19 نوفمبر .. بزعم هجوم الشرطة على بعض المعتصمين بالتحرير ، وإجبارهم على الرحيل ، وهدم خيامهم ، علما بأن الداخلية لها مواقف عديدة ، وطرق مختلفة لفض الإعتصامات والمفاوضات ، ولم تنطلق المظانرات أو الإعتصامات ، ولكن كان تعامل شرطة الداخلية مع القلة المعتصمة بالتحرير هو السبوبة وهو الذريعة التى حفزت كل الأطياف السياسية للتظاهر ، وعودة الفوضى والمطالبة بإسقاط المجلس العسكرى ، وإسقاط الشرطة ، والهجوم على الداخلية ، وسقوط أكثر من 35 قتيل ، بجانب أكثر من 2000 جريح ، ورغم ذلك يتحدث الجميع عن نظرية المؤامرة ، وعن البلطجية الذين يهاجمون مبنى الداخلية ، ويعتلون أسطح العقارات ، ويقذفون الداخلية بزجاجات المولوتوف ، ويقذفون المنطقة ببعض الزجاجات ، ورغم ذلك لم يتخذ أى إجراء لوقف هذه الفوضى ، ولا أجد جديدا أضيفه إلا أن سيناريو هدم مصر ، وتخريبها مازال مستمرا ..

** إنها مؤامرة يشترك فيها الإعلام المصرى والصحف المصرية وفضائيات التوك شو ، ولا يسعنى إلا إعادة نشر المقال الذى تم نشره فى 11 إبريل 2011 "إغلقوا التحرير قبل إحتلال مصر" .. فلم يتغير شئ حتى الأن ..

********************

** أخطر ما يحدث فى مصر الأن هو سيناريو الفوضى والتحريض وتصفية الحسابات التى تنطلق من ميدان التحرير ، الذى تحول فجأة إلى فوضى سلطوية وديكتاتورية وإرهاب كل من يختلف معهم فهو من فلول النظام السابق أو الثورة المضادة وأصبح الجميع يرددون هذه الإتهامات كالبغبغاوات .. مع تصاعد سقف المطالب كل جمعة حتى وصلت إلى سقوط المشير رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والهتاف ضد القوات المسلحة المصرية .. كما بدأت تظهر بوادر النكسة والعار فى ظهور بهلوانات من بعض ضباط الجيش والمنشقين عن وحداتهم والتى تتراوح رتبتهم كما شاهدناها من ملازم حتى نقيب وإنضمامهم للمعتصمين بالتحرير للمطالبة بمحاكمة المشير .. وفى منظر أقل ما يوصف به بالهزلية قاموا بإصدار بيان به عدة مطالب أهمها إقالة المشير ومحاكمته .. نعم إغلقوا ميدان التحرير وكفانا اللغة التى تتحدث عن تدرج سقف المطالب وأن الثورة مازالت فى بدايتها ولم تحقق أى شئ حتى الأن وهو بالقطع سيقودنا إلى سيناريو الفوضى والتخريب ..

** لقد إستغل بعض أصحاب المصالح والأجندات الخارجية والإخوان المسلمين إندفاع البعض بالثورة فى التعبير عن مطالبهم ليقوموا بعمليات شحن مستمرة وقلب الأحداث ، ليظل الميدان مشتعل وهم يصبون البنزين وينفخون فى الرماد حتى لا تنطفئ النار .. وإذا إستمرت هذه الظواهر والأوضاع فأبشركم بمستقبل إسود بل أسوأ من السواد ، وكما وصفته مراسلة قناة المحور فى إتصال هاتفى بالبرنامج صباح الأحد 10 إبريل فقد سألتها المذيعة بأن تصف لها الميدان وكانت الإجابة أن المنظر سيئ جدا وبشع وهناك عوائق وأسلاك شائكة وتحول المنظر إلى صورة كربونية من شوارع العراق ..

** نعم لقد إنتشرت مسرحية "مدرسة المحرضين" ، و"مدرسة الفوضى" ، و"مدرسة البلطجية" ، و "مدرسة الإرهاب" ، و"المدرسة السلفية" ، و" الإخوان المسلمين" .. والنتيجة واحدة وهى إنهيار القيم والمبادئ وإختفاء المستقبل والأمل والأمان ، وأصبحت الفوضى والبلطجة بديلا عن الهيبة والإحترام والخوف من الردع ، وإمتدت المعاول إلى زعزعة الدولة وإهتزاز قراراتها ثم إنقلبت على جهاز الشرطة لتشكك فى دوره وزعزعة الثقة فى قراراته .. كما إمتدت معاول الهدم أخيرا إلى النيل من هيبة الجيش المصرى والمطالبة بسقوط المشير ورحيله .. وقد إقترح أحد الصحفيين المأجورين فى أحد الصحف بحل المجلس العسكرى وتعيين مجلس عسكرى "طبعا من التحرير" يضم ثلاثة مدنيين وعسكرى واحد ، حتى يكتمل سيناريو الفوضى الخلاقة ومن ثم تقسيم الجيش المصرى إلى ميليشيات يتصارعون من أجل الفوز بالسلطة مثل بعض الأنظمة العربية وهو السيناريو الذى سعت إليه الإدارة الأمريكية وقد شرحنا هذا المخطط فى مقالات سابقة يمكن الرجوع إليها ..

** نعم إن ما يحدث فى التحرير من فوضى وحالة هياج وهرولة وتسيب .. إن لم تتعامل القوات المسلحة أو الشرطة المجروحة بكل شدة وحزم مع هؤلاء دون الإلتفاف لأصوات البوم الزاعقة وفحيح الأفاعى فلن ينجو أحد لا الوطن ولا المواطن من السواد والدمار .. حينئذ سوف نبحث عن المحرضين والمهيجين وأصحاب المصالح والسوابق لن تجد أى أحد من هؤلاء فستنشق الأرض عليهم وسيتبخروا بعد أن يكونوا قد حققوا أهدافهم الدنيئة ..

** نعم سوف يدفع الوطن فاتورة الخسائر كاملة وسيكون الثمن فادحا ، ولن تقوم لمصر قائمة أخرى خصوصا مع إنطلاق طبقة عريضة مهمشة مصابة باليأس والإحباط وأحيانا اللامبالاة وهم الوقود الحقيقى لأى فوضى خلاقة لأنهم لا يملكون شيئا يبكون عليه إذا إشتعلت النار ..

** نعم لمصلحة الوطن أغلقوا ميدان التحرير فالخونة والمتأمرين يتسللون يوميا دون محاسبة من دول عديدة حرضت ونفذت سيناريو الفوضى الذى نحن فيه الأن .. وأخص بالذكر الوفود الأمريكية والبريطانية والشمطاء هيلارى كلينتون ومستر كيرى والعديد والعديد .. فقد سمحت هذه الوفود لنفسها فى غفلة من إنعدام الأمن بالتسلل داخل الوطن والإجتماع بكوارد وقيادات الإخوان المسلمين دون مراعاة لحرمة الوطن أو الإستئذان من الحكومة المؤقتة المصرية ، بل وتتم هذه اللقاءات والحوارات داخل الغرف المغلقة ولا يتم معرفة ما يدور داخل هذه الغرف أوالإعلان عن مضامين الحوارات الدائرة ..

** نعم أغلقوا ميدان التحرير حتى ننتبه إلى المؤامرات والدسائس التى بدأت تدير حولنا .. هناك من يطالب بعودة العلاقات بين مصر وإيران الخومينية .. قد يكون إشارة من جماعة الإخوان المسلمين وضغوط على الحكومة المؤقتة وقد تكون الأسباب للكيد فى القرارات السعودية والخليجية التى تحذر من عدم المساس بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك والتلويح بسحب جميع الأرصدة وطرد العمالة المصرية بالكامل !! ولو إفترضنا أنه قد حدث ذلك كنوع من رد الجميل من هذه الدول للرئيس مبارك هل الثمن هو تخريب مصر والإرتماء فى أحضان إيران الخومينية وهل تناست هذه الأصوات ما فعلته إيران الخومينية وحقدها على مصر والتحريض عليها بسبب موقف مصر ومساندتها للعراق فى حربها ضد إيران وبالقطع رصدت إيران أموالا طائلة لزعزعة إستقرار مصر بل وإستقرار الخليج بالكامل .. تناست هذه الأصوات عمليات التحريض الخومينية ضد جميع الشعوب فهم يساندون حماس ويمدونها بالسلاح ضد فتح وبعض الأنظمة العربية ويدعمون حزب الله ضد النظام الشرعى فى لبنان ، ويحرضون الشيعة فى العراق ضد السنة .. ويدعمون الإخوان المسلمين ضد الدولة المصرية ..

** نعم أغلقوا التحرير بعد أن تحول إلى بؤرة فوضى وميليشيات مسلحة فالإعتصامات والفوضى تحجب النور وتنشر الفوضى والخراب ويعم الظلام وهو ما يتطلع إليه أعداء مصر للتقدم نحو الحدود مستغلين حالة الإنفلات الأمنى وفوضى الشارع وإرباك الجيش لتنفيذ مخططاتهم القذرة والدنيئة للسطو على مصر وإحتلالها والتى تبدأ بإحتلال جنوب سيناء والمنطقة الغربية ..

خطة حماس – إسرائيل لإحتلال سيناء.. دعونا من العبارات الإنشائية والكلمات المزوقة التى عفى عليها الزمن ودعونا نحلل الأحداث بكلمات واضحة وصريحة .. فما تسعى إليه حماس وإسرائيل هو تخصيص بعض المناطق غرب الحدود كإمتداد للدولة الفلسطينية بعمق 60% من الأراضى المصرية غرب الحدود الدولية فى سيناء ، فما يجرى الأن على البوابة الشرقية لمصر وبالتحديد قرب الحدود المصرية بين حماس وإسرائيل هو سيناريو مدروس ومعد منذ عام 2008 حيث تم هذا السيناريو فقد قام مواطنين من قطاع غزة بمظاهرات على الحدود المصرية رافعين لافتات "سلمية .. سلمية" مع رفع علم حماس وتم الدفع بالنساء فى المقدمة مع وجود بعض المحرضين من الشخصيات الرئيسية الحمساوية والذين يمثلون قادة الرأى المؤثرين فى الغالبية العظمى ، تلا ذلك التصعيد المتدرج لأعمال الشغب وهدم السور على الحدود بإستخدام البلدوزر بدلا من الدخول عن طريق المنافذ الرسمية مع تشغيل مكبرات الصوت وأعقب ذلك تصعيد حاد فى أعمال العنف حيث قذف بعض الفلسطينيين الحجارة فى وجه عناصر الأمن المصرى وهو يهدف إلى عكس رغبة "حماس – إسرائيل" فى عدم وضع أى قيود على عبور الفلسطينيين من وإلى غزة عبر معبر قانونى بل يريدونها سداح مداح ودون أى ضوابط أمنية .. على الجانب الأخر تحاول إسرائيل تعميق الإتجاه الذى يؤكد عدم قدرة مصر على تأمين خط الحدود الدولية بما يتيح لإسرائيل فرض الحلول التى تخدم أهدافها الرامية إلى ترسيخ الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية ، هذا بجانب تحريض سكان قطاع غزة والضفة الغربية للذين يرغبون فى الهجرة داخل مصر أو عبر الحدود المصرية لدول أخرى .. وبذلك تتحقق الخطة الإسرائيلية المعروفة بـ "الترا سيفر" أى التهجير والتى تقتضى بإقتطاع جزء من سيناء كإمتداد لقطاع غزة لتكون دولة فلسطينية ، هذا بجانب تصاعد إفتعال الأزمات مع "بدو سيناء المصريين" .. أما أخطر ما يتم الأن هو تصعيد الأزمة مع إسرائيل والتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية ومطالبة الجماعات الدينية المتشددة وبعض المصريين بإلغاء كامب ديفيد وإتفاقية معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ، والعودة بنا إلى الوراء ما يقرب من مائة عاما ..

صوت الأقباط المصريين