عندما يحتفل البشر باعياد ميلادهم.. طبيعي لا بد من وجود المحتفى به ساعة ويوم الاحتفال.. أليس كذلك؟!!
طبيعي ستكون الاجابة.. نعم لا بد من وجود من نحتفل بعيد ميلاده.. على الاقل موجود بين أهله وعائلته وصحبه. فهل عندما نحتفل بعيد ميلاد المخلص الرب يسوع المسيح حقيقة يكون موجودا وسطنا؟!!
استطيع وأنا اكتب الآن ان اسمع من يقول لي.. نعم.. وإلا بمن نحتفل ونحتفي بعيد ميلاده!!.. أعود وأسأل.. هل حقيقة نفرح ونحن نحتفل ونقول عيد ميلاد يسوع المسيح ونهلل بفرح عظيم ونقول هللويا؟؟!! وهنا سيصمت الجميع.. لأننا في الشرق نقول عيد ميلاد مجيد.. دون ذكر اسم الذي نحتفل به.. وفي الغرب يقولون Merry Christmas دون ذكر اسم المحتفى به يسوع المسيح.. وهذا خطأ وقع فيه المسيحيون في الشرق والغرب نسوا او تناسوا اسم المسيح الذي تجثو له كل ركبة على الارض وفي السماء، واهتموا بسانت كلوز في الغرب وبابا نويل في الشرق، واين اسم المسيح حتى في المحافل الدينية!!!.. لا يوجد مع الأسف!!..
يا ريت الأمر عند هذا الحد فالعيد يأتي مرة واحدة كل عام ان كان في الشرق او الغرب.. انما الأمر يتعدى الى ايماننا المسيحي الذي اختزلناه وشطبناه من حياتنا في الشرق وفي الغرب.. في مصر تميزنا وعرفنا بالاقباط.. وكأن هذه الكلمة تحمل اسم الايمان المسيحي.. وفي لبنان عرف المسيحيون باسم الموارنه او الملكين او الارثوذكس ولا اي منهم فيه ذكر المسيح او المسيحية.. وفي العراق مثلا كلدانيين او...الخ... فأين ما نفتخر به من ايمان؟!!.. لا أعرف!!..
بل ان اسماء كنائسنا الغربية والشرقية لا تحمل اسم المسيح غير كنيستين تحمل احداهما كنيسة المسيح الآخرى تحمل اسم Church of The Latest day Saint of JESUS CHRIST . وهذه الكنيسة تصنف على انها بعيدة عن الايمان المسيحي القويم مثلها مثل بعض الكنائس الاخرى الدخيلة على المسيحية.
اما كنائس المؤمنين فلا تذكر اسم المسيح.. على سبيل المثال لا الحصر كنيسة القديسة العذراء مريم القبطية الارثوذكسية.. الكنيسة الانجيلية.. كنيسة القديسة العذراء مريم الكاثوليكية. وبالنسبة لمصر يمكن اضافة القبطية قبل الكاثوليكية.. الخ من كنائس لا تحمل اسم من فادانا وخلصنا بدمه الغالي الثمين لتكون لنا حياة.
فهل هذا يليق بملك الملوك ورب الأرباب والمخلص؟!! وهل يستيقظ الغافلون من باباوات ومطارنة وقساوسة وخدام للأنجيل على مستوى العالم ولنبدأ من الشرق المنير للتصحيح من خطأ غير مقصود؟!! أتمنى هذا.. لأننا لو صححنا هذا الخطأ وأعلنا عن مسيحيتنا بوضع اسم المسيح فوق وقبل اي اسم آخر مهما كانت قدسيته او طهارته.. سنستطيع كافراد ان نفتخر بالمسيح وصليب المسيح وتكون لنا حياة.
ولد المسيح، وفرحت السماء، وهللت الملائكة وخاف من خاف من البشر عندما علموا بمولده.
ولد المسيح ولم يحتفل به أحد في ذلك الزمان، لأنه ميلاد طريق «الجلجثة». ولد ليموت معلقا فوق خشبة الصليب وهي عار عند الشعوب القديمة في تلك الفترة وفي تلك البقعة من الأرض. اذن ولد ليسير في طريق العار.. طريق الصليب. ومع ذلك فرحت السماء وهللت الملائكة بمولده، وترنمت بأحلى الترانيم. لان مولده هو مولد الخلاص للبشرية، هو الطريق الى السلام بين الله الاب الذي في السموات، والبشرية التي اغلقت في وجهها أبواب السماء منذ خطيئة آدم إلى مولد المخلص.
مات المسيح على الصليب، لكنه قام و بقيامته كسر شوكة الموت «أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا هاوية». تمّ الصلح بين السماء والأرض، وأنشق حجاب الهيكل، قبل الآب الذبيحة الأبن، وصار للأرض خلاص..
مولد المسيح له المجد الدائم.. هو ميلاد الخلاص للبشرية، وهو الطريق لهذا الخلاص الذي كانت نهايته تلك الخشبة المعلقة في «الجلجلثة» والتي صلب عليها المسيح، وسفك دمه الكريم من أجل خلاصنا . لكن تحول الاحتفال بمولد المسيح من الاحتفال بالخلاص الذي تم على الصليب، الى الاحتفال باللهو والعربدة و «شيل» الهّم.
فرحة الخلاص حل محلها كآبة التفكير فيما سأشتري من هدايا ان كان لزوجتي او زوجي واولادي، او للأهل والاصدقاء. ونقول لبعضنا البعض Christmas Merryوكلمة Merry تعني الدوار الذي يبدأ في الرأس، وأستدين لأرضي الاحتفال بالعيد.. مع من سأحتفل؟ من أرضي ومن أغضب؟ إن لم اذهب الى بيت العائلة فأنا ابن عاق. واذا ذهبت الى بيت عائلتي، ماذا عن زوجتي وعائلتها؟ اليس لها حق في ذلك؟ واذا حاولنا تجميع اكبر عدد من العائلتين تجد رأسك يدور حول من تدعو ومن لا تدعو، لان هذا مزاجه لا يتفق مع ذاك؟.
المرتب بسيط ومطالب «الكريسماس» باهظة، اهرب من هذا الدوار بدوار آخر تأثيره فعال في الحال، حتى لا أشعر ان كنت قد أرضيت هذا وذاك وتلك أم لا، وحتى أنسى ما استدنته من مال لأواجه مطالب هذا «الكريسماس» المكلف.
ارتمي الى الكاس ارتع منها واشرب حتى الثمالة. اشعر بالـ Merry الحقيقي، دوار ودوار، ودوار .. يخلصني الكأس من دوار الكريسماس بدوار آخر، قد ينهي حياتي وأنا اقود سيارتي عائدا من هذا الحفل أو ذاك.
قد أريح عائلتي ايضا من التفكير في الكريسماس القادم. وقد أريح احد ابناء هذا العالم الذي شغلهم الـ Merry عن الـ Happiness الحقيقية فأصدمه بسيارتي ونذهب جميعاً الى مكان اللاعودة واللادوار واللاكريسماس، واللا وجع للدماغ بالتفكير في الهدايا وشيل الهم، واغضاب من ومصالحة من، ومع من أقضي الكريسماس أو ابتعد عن مَن.
نسي لعالم معنى الكريسماس. نسي أنه الطريق الى الخلاص، نسي العالم ان صاحب هذه الذكرى لم يحتفل به احد لأنه فقير وهو الغني. وقد عاش كانسان عادي بين الناس يريهم ملكوت الله على الأرض. صُلب على الصليب من أجل خطاياهم مقدما ذاته ذبيحة وقرباناً.
فهل يسعد المسيح بطريقة، احتفالنا بالكريسماس؟
هل يرضيه ما هو عليه العالم هذه الأيام من حروب ودماء واغتصاب وضياع حقوق ومجاعات وزلازل وخراب؟ هل يرضيه أن لا يشعر بالأمان والاستقرار والعيش الهني فيلجأون الى المخدرات والجنس الرخيص هربا من شبح الموت الجاثم فوق صدورهم والمعشش في عقولهم؟ هل يرضيه أن يقتل الأخ اخاه، ويسرق الابن أباه، وتبيع الأم بنيها وتهرب من مسؤوليات الحياة؟
هل يرضيك يا يسوع يا مخلص الجموع ان يوقد لك الاطفال الشموع، بينما يشعل الكبار فتيل النار ويقتلونهم حرقا أو بالجوع؟
لا أظن، ولا يظن كل عاقل مفكر حكيم.. الاحتفال الذي يرضي صاحب العيد هو الاحتفال ببهجةخلاصنا ومسح دمعة أم تبكي ومساعدة محتاج وتغطية عريان وزيارة مريض.
هل نذكر أسم صاحب الاحتفال الرب يسوع المسيح ونقول وُلِدَ المسيح.. ويُرد علينا.. هللويا..؟
هل يفيق رجال الدين المسيحي بمختلف الطوائف والعقائد ويضعون اسم المسيح قبل أي اسم آخر بشري مهما كانت قدسيته وطهارته عند التعريف بالكنيسة؟.. لأن مما لا شك فيه الخالق يأتي في المقام الأول قبل المخلوق.
وهل تعرف الشعوب المسيحية في العالم ان الفخر والاعتزاز باسم المسيح يأتي في المقام الأول ليعرف العالم من نعبد وبمن نؤمن؟!!.. وأخيراً.. هل تحل كلمة مسيحي بدلا ن كلمة قبطي او قبلهاعندما نتحدث عن انفسنا ونخبر الناس بمن نكون؟؟
هنا يفرح صاحب العيد ويجعلنا نشعر بالسعادة الحقيقية ويزيل الغمة التي تكتم أنفاسنا، ويعم الأمن والسلام والأمان والاطمئنان هذا العالم.
في عيد القيامة يقول بعضنا لبعض .. المسيح قـــام ... ويكون ردنا ... بالحقيقة قــــام .
فهل من الصعب في عيد الميلاد يقول بعضنا لبعض ولـــد المسيــــح ... ويكون ردنا ... هللــويــــا .
فهل يمكننا فعل هذا؟ أتمنى أن تساعد الكنائس في فعل هذا العمل العظيم وتصحيح الخطأ الغير مقصود . وكل عام وانتم متمتعون بنعمة الرب يسوع المسيح، الذي نحتفل بعيد ميلاده ونقول.. وُلد المسيح.. هللويا..
آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق