في ظل هذا الحصار الظالم علي شعبنا ومحاولات المخابرات الإسرائيلية ومدرية السجون العامة كسر إرادة الأسرى الفلسطينيين وإذلالهم في سجون الاحتلال والنيل من وحدتنا الفلسطينية , ما زالت القضية الفلسطينية تتجسد في المحافل الدولية كقضية أساسية ومحورية للشعوب المناضلة من اجل الحق والعدالة والحرية والسلام، التي تجسدها قضية شعب فلسطين كقضية عادلة ، وها هو الشعب الفلسطيني يواصل نضاله العادل والمشروع بعزيمة قوية وإرادة لا تلين، وبدعم وتأييد من كل الشرفاء والأحرار في العالم من أجل نيل وتجسيد حقنا المقدس والمشروع في الحرية والسيادة والاستقلال، وحماية المقدسات المسيحية والإسلامية.
إن شعبنا الفلسطيني اليوم يعيش ظروفاً بالغة الصعوبة والخطورة، بسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي المجنون، والحصار المأساوي الخانق المفروض علي المناطق الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي و على مدار أكثر من أربع سنوات، قام خلالها جيش الاحتلال المدجج بأحدث أسلحة القتل والتدمير المحرمة دولياً، بمواصلة حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها ضد شعبنا، وبتدمير كل مناحي حياته من بنى تحتية، ومؤسسات ومرافق حيوية ومدنية وأمنية، الأمر الذي جعل عملية السلام تدخل في مأزق وطريق مسدود.
أن السياسات والإجراءات الإسرائيلية والتدمير المنهجي التي ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتنفيذها في إطار خططه المعلنة وغير المعلنة وتحت مسميات مختلفة، يزيد الأمر تعقيداً وتفجراً، وينسف كل الجهود الصادقة التي تبذلها القيادة الفلسطينية للخروج من الأزمة الراهنة، وتحقيق التهدئة وصولاً لتنفيذ الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها، واستئناف المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية، وعلى أساس مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية ووفقاً لخارطة الطريق.
أن خيار السلام مع الاستيطان خيار ساقط ومرفوض.. وخيار حصار القيادة الفلسطينية أصبح خيارا مارقا وعابرا.. ولا يمكن له النيل من صمود أهلنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال فلا سلام مع استمرار الاحتلال والاستيطان والقمع وان السلام مع الاحتلال في ظل الاستيطان نقيضان لا يلتقيان أبدا , و أننا لا يمكن أن نقبل إلا بالسلام العادل والشامل الذي يعيد لشعبنا كافة حقوقه وأراضيه ومقدساته المحتلة غير منقوصة، وان نيتنياهو وحكومته وحصارها المالي علي شعبنا وسياسة الابتزاز التي يتبعها نيتنياهو ضد الحكومة الحكومة الفلسطينية وضد الوحدة وإنهاء الانقسام حيث يهدف إلى قتل كل أمل في السلام ومازال يواصل مخططاته لتقويض عملية السلام بل ونسف المبدأ الذي انطلقت على أساسه وهو مبدأ الأرض مقابل السلام.
إن شعبنا الفلسطيني وكل القوي الوطنية والإسلامية مدعو اليوم إلي التحرك بقوة وزخم جماهيري وشعبي منظم مستخدمين كل الوسائل ومستغلين كل طاقاتنا لوقف الهجمة الاحتلالية الإسرائيلية ودعم صمود اسري الحرية ومواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية وإبداء الحرص علي الوحدة الوطنية الفلسطينية عمليا علي ارض الواقع بعيدا عن الشعارات والخطب الرنانة والبراقة والعمل الميداني لإنهاء الانقسام والتصدي لكل محاولات تفريق الشعب الفلسطيني والنيل من وحدته .
إننا في ظل هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي نعيشها وتمر بها عملية السلام والقضية الفلسطينية برمتها ، والتي تضع المنطقة بأسرها على حافة الانفجار الشامل ونقطة اللا عودة، جراء إمعان إسرائيل كقوة الاحتلال في حربها التدميرية وحصارها الخانق وفرض سياسة الأمر الواقع بقوة المدفع والدبابة نتطلع إلى المجتمع الدولي للعمل الفوري والتحرك العاجل والفاعل من أجل إلزام إسرائيل بأحكام قواعد الاتفاقات الدولية والرجوع عن إجراءاتها وقراراتها، ورفع الحصار المفروض على شعبنا ، ووقف عدوانها وحربها الظالمة علينا.
ويبقي خيار شعبنا الاستراتيجي هو وحدته الوطنية وحرص شعبنا علي تجسيد الوحدة ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الدولة وليست حزبا في الدولة هو الأهم من سياسات الحزبية المقيتة والضيقة والتي يدفع شعبنا ثمنا لاستمرار الانقسام كل يوم علي حساب الدولة الفلسطينية المستقلة .. فلا خيار أمام شعبنا سوى الوحدة ولا خيار أمام القيادة الفلسطينية سوى العمل علي الاستمرار في تدعيم وحدة شعبنا لمواجه مخاطر وتحديات الانقسام الأسود وإنهاء أسوأ مرحلة في تاريخ الشعب الفلسطيني .. إنهاء الانقسام الأسود والعمل علي تشكيل حكومة فلسطينية قادرة علي الإيفاء بمتطلبات المجتمع الدولي واستحقاقات الوحدة كخيار وحيد لشعبنا..
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق