هدية من دمائنا/ أسعد عطاري


لا يكاد شارع او ميدان في فلسطين الا وتخط عليه هذه العبارة " هدية مقدمة من الشعب الأمريكي" والتي في كل مره تستوقفني لتثير في نفسي الأسئلة و تجعلني أطرق أبواب ذاكرتي متسائلأ ما الذي قدمه لنا الشعب الامريكي , هل قدم لنا هذه الارض التي خلقنا منها لنعيش عليها ؟؟!! , ام قدم لنا الصواريخ والجيبات والاسلحة الامريكية التي يستخدمها الجيش الصهيوني في قتل البشر وتدمير البنية التحتية ؟؟!!

ان الانحياز الأمريكي الدائم للكيان الصهيوني واضح وضوح الشمس , ولا يحتاج الى جهد او تحليل لكي يزيل لنا الغشاوه عن ذلك , ولكن على ما يبدوا اننا نحتاج في هذا الواقع الى شيء ينير العقول ويحي الضمائر الميتة التي تمرر هذه المشاريع الخبيثه و التي تستهدف القضية الفلسطينية مقابل ان تحصل على مكاسب شخصية !!! .

فبحسب بعض المصادر أن هناك وثيقه تجبر اي مؤسسة او مجلس قروي أو بلدية على التوقيع عليها وتسمى " وثيقة ضد الإرهاب " من أجل الإستفادة والحصول على تمويل من ال USAID و باقي مؤسسات ال "NGOS" والتي اصبحت تصول في الكثير من المجالات كقطاع الزراعه و الانتاج و الانشاءات و باقي القطاعات الأخرى التي يعتمد عليها شعبنا الفلسطيني , و أخذت هذه المؤسسات تحاول فرض نفسها على الساحة الفلسطينية وكأنها البديل والمنفذ الوحيد الذي يسد و يشبع الحاجات الأساسية لشعبنا طلما أنه خاضع ومنفذ لشروطها !!.

ان حالة الإنقسام الأسود الذي حل بالقضية الفلسطينية والضعف الذي انتجه كان مبررا اتخذته العديد من الأنظمة العربية في التنصل من واجبها في تغذية الصندوق القومي, وبالتالي اصبح هناك عجز لدى السلطة الفلسطينية في تحمل واجبتها في تشيد المنشأت او تحمل رواتب موظفيها وخصوصا أن الولايات المتحدة الامريكية احتلت العراق العروبي و الذي كان يمد الصندوق القومي والأحزاب الفلسطينية بالأموال وبكل ما يحتاجوه من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وجعله قادرا على تخطي كل العقبات التي تعرقل مسيرته باتجاه تحقيق التحرير الكامل لفلسطين , فكل هذه العوامل شكلت الفرصه المناسبه لهذه المنظمات المشبوهة لكي تستغل الوضع وتحاول فرض نفسها كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وخصوصاً أن هناك العديد من الحركات والأحزاب انجروا خلف تلك المؤسسات والمنظمات المشبوهة وأصبحت مصدر تمويلهم و رُهنت قراراتهم ومواقفهم بها , وكذلك نجد ان هذه المنظمات المشبوهة تطاولت أكثر من ذلك واخذت تهدد في الغاء مشاريعها وسحبها في حال اتخذت القيادة الفلسطينية اي قرار لم يروق لها , وأكبر دليل على ذلك هو اعلان الوكالة الأمريكية لتنمية " USAID" عن سحب جميع مشاريعها من الضفه الغربية رداً منها على التوجه الى الأمم المتحدة للمطالبة بالعضوية الكاملة لفلسطين !!!

ويتضح هنا بان هذه الهدايا التي قدمها لنا الشعب الأمريكي كانت بمثابة ألغام وقنابل استخدمت ضدنا , وهي صورة اخرى عن الهدايا التي قدمها الشعب الأمريكي للعراق بقتل ما يزيد عن مليون ونصف المليون من ابنائه , وكذلك تساوي هذه الهدايا الأسلحة والقنابل التي منحت للكيان الصهيوني ليسقطها على رؤسنا ويوجهها علينا ليقتل بها اخواننا واهلنا , وفي الوقت نفسه نجد بعض الذين اغلقوا عقولهم و باعوا ضمائرهم يخرجوا علينا من حين الى أخر ويطلبوا الشكر لتلك المؤسسات كما فعل احد الأشخاص عندما ظهر على احد شاشات التلفزة في نهاية حفل فني ووقف على المنصة وأخذ يهتف متوجها في هتافه الى الجمهور : " قولوا شكراً لل USAID" وأخذ في تكرارها على مسامعهم وكأن هذه المنظمات المشبوهة و من خلال مشاريعها الخبيثة ومؤتمراتها التطبيعية ومن خلال حفلاتها الفنية اعادت لنا دماء شهدائنا و أرواحهم وأعادت لنا أرضنا السليبه لكي يستحقوا أن نشكرهم ! , فعلى ماذا نشكرهم ؟؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق