أشرقت شمس الحرية والعدالة علي محافظة جنوب سيناء فورا إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب ، حيث اكتسح التيار الاسلامي الذي يقودة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الأخوان المسلمين أغلبية المقاعد ، ويبدوا من تلك النتائج ان الاسلاميين نجحوا في فك طلاسم محافظة جنوب سيناء التي عمل طلسمتها الحزب الوطني المنحل علي مدار اكثر من عشرين عاما ، فرغم كل الهجوم الإعلامي والاشاعات التي تعرض لها الاسلاميون في جميع محافظات مصر بصفة عامة وفي جنوب سيناء بصفة خاصة ، من ان فوزهم سوف يضر بالسياحة وانهم همشو البدو علي قوائمهم ، رغم كل هذا إلا أنهم نجحوا في غزو القلوب والعقول السيناوية واستحقوا بجدارة ان يتربعوا علي دفة الحكم في المحافظة كما استحقوها علي مستوي الجمهورية .
ورغم احتحاحات بعض البدو علي نتائج الانتخابات وقيام بعض الشباب بإطلاق أعيرة نارية في الهواء أمام مجمع محاكم طور سيناء مطالبين بإلغاء الانتخابات نهائيا بجنوب سيناء ، مما استدعي تحرك لقوات الجيش لحماية مجمع محاكم ، و تم ارسال سيارات مصفحة و دبابات لحماية المنشئات الحيوية خوفا من قيام البدو بقطع الطرق المؤدية لشرم الشيخ ، رغم كل هذا إلا أنة ليس هناك ما يشين العملية الانتخابية في حد ذاتها, فالتجاوزات التي كانت معهودة أيام النظام السابق من دفع رشاوي امام اللجان لم بتم رصدها هذة المرة ، ومما يذكر ان المحامية فضية سالم المزيني كانت قد صرحت قبل الانتخابات بقولها " إن الانتخابات هذه المرة شكل تانى لأن الأصوات وحدها هى التى ستحدد الفائزين " وقد صدقت الناشطة المزيني فيما قالت .
وجاء فوز التيار الاسلامى بمقعدين للحرية والعدالة ، وإعادة لمرشح التيار السلفى الشيخ محمد فراج سالم بجنوب سيناء مخالف لكل التوقعات ، مما يثبت قدرة الاسلاميين علي قراءة عقلية المواطن المصري ، ويجعلهم أقدر من غيرهم علي إدارة شؤن الرعية ، فقد حصل حزب الحرية والعدالة على 50% من نسبة الاصوات وهى 14 ألفًا و79 صوتًا وفاز بالمقعد الاول عبدالله الدسوقي مرشح الفئات وفاز بالمقعد الثانى مرشح العمال احمد قاسم ، في حين فازت قائمة الوفد بالمقعد الثالث لصالح ابن قبيلة القرارشة صلاح ربيع عواد النائب السابق باصوات بلغت 5610 صوتا ، وهو عضو مجلس شعب سابق فاز دورتين كمستقل .
وجاءت قائمة حزب الاصلاح والتنمية في المركز الثالث حيث حصلت علي المقعد الرابع باصوات بلغت 5544 صوتًا لصالح ابن قبيلة الحماضة نور سلامه ابو احمد وهي اول تجربة لة في خوض الانتخابات ، وتجدر الاشارة الي ان علي رأس هذة القائمة كانت الناشطة السيناوية المحامية فضية سالم بنت قبيلة مزينة الاكبر عددا والاوسع انتشار ، لاكن ايضا كان علي نفس القائمة احد ابناء قبيلة مزينة وهو الشاب إسماعيل عودة ناصر البالغ من العمر 26 سنة ، وقد أدي هذا الي تفتيت الاصوات البدوية بينهم وكانت النتيجة خروج كليهما من المنافسة خاليا الوفاض ، وأهداء المقعد بكل سهولة الي ابن قبيلة الحماضة , وقد أشرنا الي هذا الاحتمال في مقالاتنا من قبل .
والي المعترضين من البدو علي نتائج الانتخابات والطاعنين في نزاهتها أقول ، ليس هناك أدل علي نزاهة وعدالة الانتخابات هذة الدورة من ان مقعد العمال فردي اسفرت نتائجة عن الإعادة بين المرشح المستقل غريب ابوحسان والذى حصد4898 صوتًا انتخابيًا وبين المرشح فرج ابوبريك مرشح الكتلة المصرية ، وهذا هو المتوقع كالعادة علي هذا المقعد التقليدي لبدو مزينة ، وتشير توقعات الأعادة الي فوز ابو حسان بهذا المقعد كما حدث من قبل .
وتبقي الحقيقة وهي ان الاسلاميين علي اختلاف اسمائهم يتمتعون بقبول وحضور بين جميع مواطني مصر في الداخل والخارج , فقد اوضحت النتائح ان معظم المصريين في الخارج قد صوتوا لصالحهم ايضا ، ولهذا فقد بات من المتوقع ان يفوز مرشح حزب النور الشيخ محمد فراج في انتخابات الإعادة علي مقعد الفردي فئات حيث حصد في الجولة الاولي 7102 صوت ، بينما حصل منافسة عبدة عبد الرازق المستقل علي 6082 صوتًا انتخابيًا.
وفي نهاية هذا العرس الديمقراطي سوف تبدوا الصورة النهائية لمقاعد مجلس الشعب 6 الستة بجنوب سيناء , مقسمة بين الوافدين والبدو علي النحو التالي , ثلاث مقاعد للتيار الاسلامي وثلاثة مقاعد لمرشحي البدو موزعة بين قبائل مزينة والقرارشة والحماضة لكل قبيلة مقعد ، وهذا لعمري عين الحرية والعدالة التي طالما حرم الحزب الوطني المنحل منها اهل سيناء الحبيبة ، فهنيئا لسيناء وعلي اهلها الحرية والعدالة .
الباحث. نبيل عواد المزيني
رئيس مركز المزيني للدراسات والابحاث
وسفير الجمعية المصرية لعلوم وابحاث الاهرام بأمريكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق