احساس الرفيق رباح مهنا مسؤول الجبهة الشعبية في قطاع غزة بالمسؤولية وخروجه عن صمته في الوقت المناسب وإشارته الي أن ( حماس في انقلابها ) تتحمل المسؤولية الاولي عن حالة الغليان التي يشهدها قطاع غزة يعيدنا الي تصريحات ( حكيم الثورة ) الرفيق جورج حبش الذي دائما كان هو الضمير الوطني للثورة الفلسطينية في مفاصل نضالية مختلفة ..
واليوم أن يقف ربح مهنا ويحدد موقف الشعبية واليسار الفلسطيني من مسالة استمرار اختطاف غزة هو خطوة مهمة علي صعيد حماية شعبنا الفلسطيني وانجازاته الوطنية وخطوة لطالما تطلعت اليها جماهير شعبنا التي هي بحالة غليان حقيقي من جراء ممارسات حركة حماس في قطاع غزة واستمرار تجارتهم بمعاناة شعبنا علي حساب الكل الوطني بدءا بقضايا الانفاق ومرورا بالاحتكارات للشركات الجديدة والاستثمارات الواسعة بأسماء وشخصيات حمساوية وانتهاء بأزمات المحروقات واستغلال ذلك لتحقيق الربح المادي علي حساب احتياجات شعبنا من المحروقات ووصولا الي المقاومة وموقف حركة حماس منها وخاصة في المرحلة الاخيرة وقيام عناصر الامن التابعة لحماس بقمع المسيرات الشعبية في يوم الارض علي معبر بيت حانون ..
هذه بعض مسببات حالة الغليان التي يعانيها شعبنا في قطاع غزة بالإضافة الي رفض انهاء حالة الانقسام هي ما دفعت الرفيق رباح مهنا للخروج عن صمته والتحدث خلال مؤتمر صحافي هو الاول من نوعه عن حالة ابناء شعبنا ومعاناتهم في غزة وعن طبيعة ممارسات حركة حماس وحكومتها التي فاقت بكثير قدرات التحمل لدى ابناء شعبنا والمؤسسات العاملة في قطاع غزة ..
في ضوء استمرار حالة الانقسام يكون السؤال الكبير ما هو الحل لمواجهة المخاطر التي تلحق بشعبنا.. وماذا بإمكان الشعب أن يفعل في ضوء استمرار حماس اختطافها لقطاع غزة ..
هل يبقي الشعب مغلوب علي امره وينتظر مقهورا ام ينتفض ويثور علي تلك الحالة الرديئة التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة ..
الرفيق رباح مهنا اراد للشعبية أن تكون راس الحربة الموجهة ضد الانقسام وان يشكل اليسار الفلسطيني جسم الحربة وان تستمر انتفاضة الشعب من اجل انهاء سلطة الامر الواقع في غزة ..
هكذا هي مواقف الشعبية كانت دائما حكيمة وهذه الحكمة هي اساس ورؤية الشعبية تجاه مصالح شعبنا الوطنية فالشعبية اليوم هي الاكثر حرصا علي مصلحة شعبنا .. وهذا ما دفع بالشعبية الي التحذير من انفجار جماهيري وشيك في غزة بعد ان وصلت الامور الى حد لا يمكن احتماله .. حيث قال الرفيق رباح مهنا ان الوضع في القطاع خرج عن حده مع استمرار الحصار الاسرائيلي المفروض عليها الى جانب الفساد الداخلي وسوء الادارة والقمع الداخلي من قبل سلطة حماس .. وحمل عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسئولها في قطاع غزة حركة حماس المسؤولية عما قد تؤول اليه الامور باعتبارها سلطة الامر الواقع في غزة مناشدا في الوقت ذاته الرئيس محمود عباس عدم ترك القطاع وحيدا ولافتا الى ضعف وتقصير قوى اليسار في تحريك الشارع ضد ما يجري.
لعل هذا هو الصوت الوطني والموقف الاقوى للشعبية والذي نتمنى أن يأخذ اشكالا مختلفة وان يتم ترجمته عمليا في الدعوة الي الانتفاضة الشعبية تجاه تلك الحالة الصعبة والظروف التي يعايشها شعبنا في قطاع غزة حيث لا يمكن الاستمرار في الصمت وتلك المعاناة وحالة الفساد وسوء الوضع الاداري واستمرار حماس في اختطاف غزة بقوة اللسلاح وغطرسة القوة والهمجية التي تسود قطاع غزة منذ أن سيطرت حركة حماس بالقوة وقامت بسرقة المؤسسات الفلسطينية دون وجه حق واستمرارها برفض المصالحة والجهود الوطنية التي بذلت لتجاوز هذه الحالة حيث ضربت هذه الجهود بعرض الحائط وتبخرت كل المحاضر والاتفاقيات والتعهدات السابقة وضاعت بفعل ( الفيتو الايراني ) علي المصالحة ..
وألان لا يمكن الاستمرار بهذا الوضع السيئ وحان الوقت للجميع أن يتحمل المسؤولية وفي مقدمتنا اليسار الفلسطيني .. وتحديد موعد وساعة الصفر للانتفاضة الشعبية والمطالبة بإنهاء حالة الانقسام ذلك الفصل الاسود في تاريخنا الفلسطيني ..
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق