نداء الاسرى هو نداء مقدس واليوم ينادي اسرانا البواسل في سجون الاحتلال من اجل الوقوف الي جانبهم في معركتهم ونضالهم ويقولون لنا لا تتركونا وحدنا .. يقولون لنا أن الاحتلال يغتصب ارضنا والانقسام ينهش جسدنا وأننا بحاجة الي وحدة شعبنا من اجل مواجهة عدونا ..
حقا انه موقف صعب فبدلا من أن تعمل القيادة علي توجيه رسائل الصمود للأسرى باتت قيادات الشعب الفلسطيني في امس الحاجه الي توجيه الرسائل اليه من اجل الوحدة وإنهاء حالة الانقسام ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجه الاحتلال ..
لقد قرأت بإمعان شديد كلمات الاسير القائد حسن سلامة وحرصت علي أن اسجلها عبر مقالي وانقلها لأبناء الشعب الفلسطيني من اجل أن يكون صوته ( صوت الاسرى .. صوت شعبنا الفلسطيني ) هو الصوت الوطني القادر علي توحيد شعبنا وترسيخ مقاومته للاحتلال ..
تلك هي كلمات القائد سلامة ابن حركة حماس في رسالته إلى وزير الأسرى ..
( أن الذي يخاطبك أسير معزول عن العالم منذ عشر سنوات وقبلها ثلاث سنوات ولم أر او اسمع صوت أهلي منذ 12 عاما وهذا حال كافة المعزولين.
إن العزل هو قبر لنا، نذوب في العزلة والوحدة والفراغ، وسلبونا حقنا الطبيعي في الحياة وحولونا الى كائنات مجردة من أي قيمة إنسانية، ولم أجد أقسى وأشد و اخطر من العزل، وتجربتي أكدت لي أن العزل الانفرادي هو تعذيب متواصل وتحضير بطيء للموت.
لقد قررنا الدخول في الإضراب بعد أن طفح الكيل متمنيا أن يلتحق سائر الأسرى بهذا الإضراب ويكون هناك توافق فجميعنا تحت عصى الجلاد الإسرائيلي ، ونرفض أن يكون هذا الإضراب فئويا أو يعزز ألانقسام بل أدعو الى تجنيب الحركة الأسيرة أي خلاف، فجميعنا موحدين في الأهداف والنضال، وجميعنا نسعى الى الحرية والكرامة. )
انتهت رسالة الاسير القائد حسن سلامة ... من هنا ومن هذا المنطلق الذي يعايشه اسرى فلسطين في سجون الاحتلال اكتب من عبر هذا المنبر في مقالتي عن معاناة الاسرى ليس لمجرد أن تكون كلماتي لسد مكان او لمجرد الكتابة بل اكتب اليوم وكلي امل بان يصل صوت اسرانا الي القيادات الفلسطينية .. يصل بالدرجة الاولي الي من يتحمل مسؤولية القيادة ليعرف أن في سجون الاحتلال اكوام بشرية تعاني كل يوم من جراء ممارسات المحتل وبات من المهم أن تكون القضية الاساسية لنضالنا هي قضية الاسرى وان من اهم اولويات نضالنا الفلسطيني هو اطلاق سراح الاسرى من سجون الاحتلال ..
الحرية لأسرى الحرية ... المجد لكم يا أبطال الحركة الوطنية الأسيرة وأنتم تخوضون معركة الأمعاء الخاوية وحدكم بكل مرارة تخوضون معركة الشرف الوطني ، لكن الله وكل الأحرار لن يخذلوكم فأنت وسام فخر كل الأمة نصركم الله على الجلادين الصهاينة ..
اننا حقا نواجه عدو متغطرس بات يتنكر لحقوق شعبنا ويرفض اليد الفلسطينية حاملة السلام وبات ( غصن الزيتون يسقط من اليد الفلسطينية ) .. وباتت عملية السلام في مأزق تحقيقي ..
انه في ظل هذا العدوان علي شعبنا والانتهاكات المستمرة بحق الاسرى الفلسطينيين لا بد لنا من تفعيل المصالحة الفلسطينية وإنهاء الوضع القائم والاستجابة الفلسطينية الي مبادرة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية تجاه المصالحة الوطنية ، وخاصة عودة الرئيس عباس الاخ ابو مازن الي غزة فورا والعمل على تشكيل حكومة شخصيات وطنية مستقلة والإعداد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وعضوية المجلس الوطني خلال ستة أشهر والسماح للجنة الانتخابات بمباشرة عملها فورا والتوقف عن اعتقالات ابناء حركة فتح في غزة وضمان حرية العمل الوطني في الضفة الغربية .
في ظل ذلك لا بد من حركة حماس وجميع الأطراف الوطنية الفلسطينية إلى اغتنام الفرصة التي تتيحها هذه المبادرة ، التي ما زالت القيادة الفلسطينية توليها كل الاهتمام والدعم وعدم إدخالها في دوامة الحوار العقيم من جديد أو إغراقها بملاحظات وتحفظات غير مجدية ، مما يعطلها ويضيع إمكانية المصالحة ، ويفوت على شعبنا وخاصة في قطاع غزة القدرة على التوجه موحدين لرفع الحصار وإعادة الأعمار ومجابهة سياسة الاستيطان والتهويد خاصة في القدس.
إن شعبنا وقيادته ماضون في نضالهم لتجسيد حقوقهم الوطنية وثباتهم بمواجهة المخططات الاحتلالية التصفوية، ومحاولات الاحتلال الاسرائيلي للنيل من صمود شعبنا وتصفيته للجهود الرامية الي اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
إن إنهاء الانقسام اليوم وتغليب المصلحة الوطنية والتحلي بالمسؤولية يمثل أولوية قصوى لتعزيز قوة شعبنا في مواجهة السياسات العنصرية الإسرائيلية .
حقا اننا بحاجة ماسة الي ان تكون حركة حماس بمستوي النضال الوطني الفلسطيني وان تعبر عن متطلبات شعبنا بعيدا عن مصالح البعض المتنفذ وحان الوقت لصعود قيادات معتدلة وغير متطرفة وتدرك مصلحة الشعب الفلسطيني بدلا من اللهث وراء السراب والضحك علي شعبنا في شعارات كاذبة ومعلومات خاطئة ..!!!
أن اسرانا في سجون الاحتلال يتطلعون اليوم الي توحيد جهود الشعب الفلسطيني والوقوف صفا واحدا من اجل دعم مطالب الاسرى العادلة ورفض املاءات سياسة الاحتلال وفضح ممارسات الاحتلال الرامية الي تشتيت شعبنا وضرب وحدتنا الوطنية وتصفية الانسان الفلسطيني وبرنامجه الوطني والهادفة ايضا الي استمرار سرقة الارض الفلسطينية من خلال الاستمرار في سياسة الاستيطان ورفض كل الفرص لإحياء عملية السلام ..
مما لا شك فيه بان وضعنا اليوم صعب والشعب الفلسطيني يعيش في ازمة حقيقية حيث يترك اسرانا في مواجهة الاحتلال وحدهم وأرضنا تسرق وتغتصب كل يوم والانقسام ينهش في الجسد الفلسطيني في صورة مأساوية وظروف عربية باتت صعبة ومعقدة التركيب وباتت رهينة لحسابات ومصالح حزبية ضيقة بعيدة كل البعد عن الهم الوطني والإحساس بالمسؤولية ..
اننا ندعو القيادة الفلسطينية ندعو الكل الفلسطيني الي الخروج في مسيرات عارمة من اجل دعم الاسرى في اضرابهم وحماية الحقوق الفلسطينية وحشد الطاقات للدعم الجماهيري والعمل علي خلق حالة التعبئة الوطنية العامة في مواجهة الاحتلال وإنهاء حالة الانقسام القائمة ..
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق