اطمئن يا ناصر اللحام فالرئيس لم يتوقف عن المفاوضات للحظة واحدة/ راسم عبيدات

.... نشر ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معاً الإخبارية مقالة بعنوان " سيدي الرئيس...اذا كنت لا تريد أن تحارب فاذهب وفاوض"،وأنا بصفتي أدعي بأنني أتابع الأحداث والتطورات السياسية،استغربت من عنوان هذه المقالة،فالحرب بحاجة إلى إرادة قبل الحاجة إلى الجيوش والعساكر والأسلحة،فهي مكدسة في مخازن عربان الخليج من أحدث الأنواع وآخر ما انتجته مصانع أمريكا والدول الغربية،ولكن تلك الأسلحة يا لحام لم تصنع نصراً واحداً وهي ليست من أجل حماية الأوطان والدفاع عنها،أو من أجل تحرير ما اغتصب واحتل منها،بل من أجل قمع الشعوب وإذلالها ومن أجل التآمر على كل وطني وشريف ومقاوم في هذه الأمة،والحمد الله يا لحام أنه لا يوجد لدينا أي نوع وحجم من ترسانات الأسلحة تلك التي تمتلكها بلدان عربان الخليج،ونحن كمقاومة فلسطينية لا نملك منها سوى صواريخ بدائية أقذع البعض في وصفها بالعبثية وغيرها من المسميات التهكمية،والمشكلة ليست هنا يا لحام فالرئيس قال بشكل واضح وصريح أنه لا خيار الا خيار المفاوضات نفاوض ثم نفاوض ثم نفاوض حتى ظننت ان المسألة لها علاقة بالحديث الشريف او بالاجتهاد الصحيح،حتى التقط عريقات الفكرة وألف لنا كتاب سماه الحياة مفاوضات،هذا عريقات كبير المفاوضين على غرار تسميات جزيرة حمد كبير المراسلين مرة ينفي حصول تقدم في المفاوضات ومرة يؤكد ومرة يقول هناك توتر وهناك مفاوضات جدية ومرة المفاوضات عبثية وبتنا لا نعرف متى يحكي الرجل الحقيقة ومتى يكذب علينا حتى في اللقاء المرتقب بين ابو مازن وموفاز نفى علمه ومعرفته ومن ثم عاد واكد على اللقاء،أي أن الرجل لا يأخذ على كلامه والله أعلم؟.

ولكي تطمئن يا لحام المفاوضات مستمرة وقائمة علنية وسرية وعن قرب وعن بعد،مباشرة وغير مباشرة ولم تنقطع في يوم من الأيام، وجربناها كنهج وخيار،ولم نحرز فيها ليس استعادة بوصة واحدة من الأرض فقط،بل كانت غطاءا من أجل استمرار نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية،بل ولترتفع وتزداد بوتائر غير مسبوقة،ونحن مرة نقول لن نعود للمفاوضات الا بوقف شامل للاستيطان في الضفة والقدس ومن ثم نقول نعود على ان يجمد الاستيطان لفترة محدودة ومن ثم نذهب لمفاوضات غير مباشرة ومن بعدها لقاءات نسميها استكشافية بعد 18 عام من التجريب وهكذا دواليك،ناهيك عن القنوات السرية التي يجري الكشف عنها بين حين وآخر والتي تؤكد على استمرارية المفاوضات،ورغم كل هذه الحقائق والمعطيات يا لحام تقول لنا بأن يذهب الرئيس للمفاوضات،إذا لم يريد أن "يحارب"؟،وهل المفاوضات هي متوقفة يا لحام حتى يذهب السيد الرئيس ويفاوض،فهو صاحب مدرسة المفاوضات وواضع وشارح كتبها وعروضها وبلاغتها كبير المفاوضين صائب عريقات.

يا ناصر اللحام خلال مسيرة المفاوضات والتي امتدت لثمانية عشرعاماً أعطيني انجازا واحدا تحقق حتى نؤمن بهذا الخيار ونصبح من رواد مدرسته ومنظريه،فالقدس تتهود وتتأسرل والضفة تقطع أوصالها وتزرع بالمزيد من المستوطنات وأنت تعرف كما يعرف كل أبناء شعبنا بأن جوهر المشروع الصهيوني قائم على الاستيطان،والجميع يعرف مسرحية إخلاء خمس "كرفانات" في اللبونة أقيمت على ارض فلسطينية خاصة،كم من الوقت احتاجت وكم من المغريات قدمت من أجل تحريكها؟،إقامة300 وحدة استيطانية مقابل إخلائها،فهل من عاقل يصل الى نتيجة في ظل مثل هذه الأوضاع بأن المفاوضات ستنتج ليس انسحابا،بل وقفاً للاستيطان؟ نحن يا لحام أدمنا المفاوضات،لأن هناك من نمت لديهم الكثير من المصالح في بقاء السلطة الفلسطينية كمشروع استثماري ليس أكثر،فأنت تعرف والجميع يعرف بأن صلاحياتها أقل من صلاحيات الإدارة المدنية،وليس لها أي شكل من اشكال السيادة،وهي مرهونة لإرادة خارجية وشعب تم رهنه للبنك وصندوق النقد الدوليين،وصرف الرواتب لموظفيها رهن بشهادة حسن سلوك أمريكية- اسرائيلية – اوروبية غربية،وعدم منح هذه الشهادة يؤجل صرف هذه الرواتب والتي غالبا يكون الابتزاز من ورائها لأهداف سياسية ولتطويع الجانب الفلسطيني.

نحن يا لحام ليس فقط نجرب المجرب،بل نريد أن نحلب الثور ونريد دبسا من قفا النمس،ونتعاطى مع الأمور على قاعدة عنزة ولو طارت،نتلهى بأي تصريح أو فقاعة إعلامية تصدر عن هذا المسؤول الإسرائيلي او الأمريكي او الأوروبي الغربي،ونبني عليها تحليلات وتخيلات ونرتهن لها،ولكن ولا مرة نرتهن الى إرادة شعبنا وقدراتنا الذاتية،وها هو الانقسام يتعزز ويتعمق وتجري محاولات من أجل التوصل لكيفية إدارته وليس إنهاءه.

حتى نحارب يا لحام او نفاوض يجب ان يكون بيتنا الداخلي مرتباً،وانت تعرف بأن الشقوق في جدران هذا البيت تزداد توسعاً،وثق يا لحام وأنا اتكلم باسم المقدسيين بأنهم وصلوا حد الكفر بالسلطة وبكل مرجعياتها الرسمية،فالوضع يزداد سوءاً كل يوم والمقدسي يواجه قدره وحيدا وعاريا الا من إرادة وتشبث وصمود بالوجود والبقاء،وللدلالة على عدم ترتيب البيت أعطيني في أي مرحلة من مراحل النضال خاضت الحركة الأسيرة اضراباتها المفتوحة عن الطعام بشكل فئوي او فصائلي او فردي،لماذا لم تنجح السلطة في تحرير أسرى ما قبل اوسلو؟في الوقت الذي نجح فيه خضر عدنان وهناء الشلبي وبلال ذياب وثائر حلاحله وجعفر ابو صلاح والسرسك والرخاوي وغيرهم في إجبارالاحتلال على تحديد مواعيد لإطلاق سراحهم وحركوا ملف قضية الأسرى الإداريين بشكل كبير،محلياً وعربياً ودولياً،وهذا التحريك لكونهم امتلكوا الإرادة،فالإرادة تصنع المعجزات،ولن تنجح كل أسلحة القمع والبطش في هزيمة فرد او شعب يمتلك الإرادة يا لحام.

المفاوضات يا لحام سقطت كخيار ونهج،وهي ماراثون عبثي وعقيم،لن تحقق باستمرارها سوى المزيد من التشققات في الجسد الفلسطيني ،وبدلاً من أن تقول لسيادة الرئيس أن يستمر في نهج وخيارالمفاوضات العبثية،قول له يا لحام أن يغادر هذا النهج وهذا الخيار،نحو خيار يقوم على المقاومة والصمود،خيار تلتف حوله كل فصائل العمل والوطني والإسلامي،خيار يعيد الاعتبار للبرنامج الوطني،خيار يخرج ملف القضية برمتها من العباءة الأمريكية الى العباءة الدولية،خيار يقوم على رؤيا واستراتيجية موحدتين،فالجسد والوضع الفلسطيني لا يحتمل المزيد من العبث والتجريب.

الحياد الفلسطيني في سورية أضعف الايمان/ نقولا ناصر


(بالرغم من الانقسام الفلسطيني المستعصي على المصالحة الوطنية حتى الآن فإن قطبيه متفقان على "الحياد" في الأزمة السورية، رسميا في الأقل)

إن اغتيال الشهيد كمال حسني غناجة (نزار أبو مجاهد) في ريف دمشق يوم الأربعاء الماضي، في "عملية قتل جبانة"، كما وصفتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يسلط الأضواء مجددا على الوضع الحرج الخطير الذي يجد أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني (495970 مسجلين لدى "أونروا" حسب إحصائية للوكالة عام 2010) أنفسهم فيه على حد سكين قاتل يضع موقفهم "المحايد" الرسمي والشعبي على محك اختبار يزداد صعوبة مع تصاعد الصراع على سورية وفيها، حيث يرفض أطراف هذا الصراع أي "حياد" فلسطيني بينهم، ليخير الفلسطيني بين أن يكون "إما قاتلا أو قتيلا" حسب عنوان مقال للأديب الفلسطيني رشاد أبو شاور.

و"الحرب" الضارية المتصاعدة دوليا وإقليميا وداخليا على سورية وفيها منذ عام وبضعة أشهر بين القوى الساعية إلى "تغيير النظام" وبين تلك المعارضة لتغييره بالتدخل الأجنبي، العسكري وغير العسكري، والعنف المسلح تؤكد مجددا الحقيقة التاريخية أنه باستثناء أجندات "حزبية" على هامش التيار أو التيارات الرئيسية لحركة التحرر الوطني الفلسطينية المعاصرة، لم تكن أبدا صانعة قرار فيها، فإن "تغيير النظام" في هذا القطر العربي أو ذاك، أو الدفاع عنه، لم يكن أبدا مهمة فلسطينية لهذه الحركة.

فقد حرصت الحركة الوطنية الفلسطينية دائما على "عدم التدخل" في الشأن الداخلي العربي بقدر حرصها على "استقلالية" قرارها، وحرصت كذلك على تأكيد أنها ليست بديلا عن الشعب العربي المعني بالتغيير أو بعدم التغيير، بغض النظر عما إذا كانت سياسات النظام القائم تخدم أو لا تخدم القضية الفلسطينية، بالرغم من أن كل "الأنظمة" العربية ومثلها "المعارضات" لها لم تتوقف حتى الآن عن محاولة "تغيير النظام الفلسطيني" أو "جر" فصائل وقوى المقاومة الفلسطينية لصالح خدمة أجندات كل منها.

واللافت للنظر أنه بالرغم من الانقسام الفلسطيني المستعصي على المصالحة الوطنية حتى الآن فإن قطبيه متفقان على "الحياد" في الأزمة السورية، رسميا في الأقل، بغض النظر عن الجدل الفلسطيني الساخن بين المطالبين بالانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك فيها. والسبب واضح يتعلق بمصير حوالي نصف مليون فلسطيني لاجئ استضافت سورية موجات لجوئهم بعد النكبة و"النكسة" وبعد معارك "عربية – فلسطينية" في الأردن ولبنان. و"الحياد" الفلسطيني هو أيضا ما طالب المفوض العام ل"أونروا" فيليبو غراندي ب"احترامه" من الأطراف كافة في الأزمة السورية الحالية أثناء زيارته لسورية في العشرين من هذا الشهر.

غير أن نفي قائد جيش التحرير الفلسطيني في سورية طارق الخضرا للأنباء عن "انشقاقه" على رفاقه السوريين في السلاح في السادس عشر من الشهر الجاري كان أحدث مؤشر إلى أن محاولاات زج الفلسطينيين في الأزمة السورية لن تتوقف في المدى المنظور.

ولا يمكن طبعا تجنب وجاهة وجهة النظر التي تطالب بالانحياز إلى نظام عربي يدعم المقاومة ضد آخر يطاردها، أو الانحياز إلى نظام في حالة حرب مع دولة الاحتلال أو يرفض الصلح معها حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية ضد آخر يسالمها على حساب القضية الفلسطينية.

لكن صورة الفلسطينيين العالقين في المنطقة المحايدة بين العراق وبين سوريا والأردن الذين تشتتوا في كل أصقاع المعمورة بعد الاحتلال الأميركي للعراق، أو العالقين على الحدود المصرية الليبية نتيجة مزاجية العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، لا تزال تذكر بالابعاد الجماعي لأقل من نصف مليون فلسطيني من الكويت، وباضطرار فدائيين فلسطينيين إلى النجاة بأنفسهم عبر نهر الأردن ليجدوا أنفسهم في "ضيافة" قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد إخراج المقاومة من المملكة، وبهجرة آلاف االلاجئين الفلسطينيين إلى المنافي الغربية بعد "حرب المخيمات" ثم الغزو فالاحتلال الإسرائيلي للبنان.

فمثل هذه الصور التي تختزنها الذاكرة الوطنية الفلسطينية تؤكد أهمية "النظام" العربي المؤيد أو الأقل تأييدا أو المتواطئ ضد القضية الفلسطينية لكنها في الوقت ذاته تحذر باستمرار من التسرع في دعم أو في استعداء هذا النظام، للاستمرار في اختيار الحياد موقفا فلسطينيا في الصراعات الداخلية في الأقطار العربية وفي الصراعات العربية البينية على حد سواء.

ف"التعايش" الفلسطيني مع نظام الرئيس حسني مبارك المخلوع بانتظار أن يحسم شعبه صراعه معه لم يكن يعني أن الشعب الفلسطيني فقد ثقته في إجماع الشعب المصري على دعم قضيته العادلة، فتغير نظامه لم يكن مهمة فلسطينية كما أثبت تطور الأحداث في مصر.

وفي الحالة السورية، فإن "الحياد" هو أضعف الايمان الفلسطيني في الدفاع عن البلد العربي الوحيد الذي لا يزال في حالة حرب فعلية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي سيقود انفراده دون الفلسطينيين بالصلح معها على الطريقة المصرية والأردنية إلى إحكام الحصار على الشعب الفلسطيني وحرمان مفاوضيه من آخر أوراقهم العربية التفاوضية وتوجيه ضربة قاصمة إلى الشق المقاوم في حركته الوطنية باعتبار سورية آخر حاضنة عربية لها.

إن المراهنين الفلسطينيين على المجهول في "تغيير النظام" في سورية يخاطرون بخسارة دعم مضمون ملموس لا بديل عربيا له حتى الآن، ومثلهم من المغالين في الدفاع عن نظام يقول هو نفسه إن مطالب كثيرة لكثير من المعارضين له هي مطالب "مشروعة" سارع إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للاستجابة لها، ففي ذلك مخاطرة متسرعة غير محسوبة بمصير نصف مليون لاجئ فلسطيني يحسدهم إخوانهم في الأقطار المضيفة الأخرى على وضعهم في سورية.

وتهدد الأزمة السورية الراهنة إما بتهجير جديد للفلسطينيين فيها أو ب"توطينهم" في سورية كجزء من صفقة "سلام" مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تجد رموز عديدة ل"المعارضة السورية" في الخارج أي حرج في الحديث عن "التفاوض" عليها بعد "تغيير النظام". ويلفت النظر في هذا السياق أن معسكر "مؤتمر أصدقاء سورية" الساعي إلى تغيير النظام هو نفسه "معسكر السلام العربي الإسرائيلي".

ولأن تهجيرهم لا يبدو احتمالا واقعيا نظرا لعدم وجود أي "جوار" عربي على استعداد لاستضافتهم، فإن استمرار تصعيد العنف في الأزمة السورية مقرونا باستمرار الضغط عليهم للانحياز فيها ينطوي على احتمال واقعي تماما بتعرضهم لمجازر تضاف إلى سلسلة المجازر في تاريخهم الوطني.

فحسب التقارير المنشورة، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين سقطوا ضحايا أبرياء للصراع المحتدم حاليا للفوز بالجائزة الإقليمية السورية أكثر من واحد وستين شهيدا حتى نهاية آذار / مارس الماضي. وخلال الشهر الجاري سقط المزيد منهم في مخيمات فلسطينية بمحافظات درعا وحماة وحلب. وكان اغتيال العقيد أحمد صالح الحسن في ريف دمشق يوم الاثنين الماضي آخر حلقة في سلسلة اغتيالات طالت حتى الآن في الأقل أربعة قادة عسكريين غيره في جيش التحرير الفلسطيني. وحتى العشرين من الشهر الماضي بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين من المسجلين لدى الأونروا فقط ممن فروا إلى الأردن للنجاة بأرواحهم (480) فلسطينيا، ناهيك عن آلاف غيرهم من المهجرين داخل سورية، طبقا للأونروا.

واستشهاد "أبو مجاهد" بعد أقل من عامين من اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي بأيدي "الموساد" يسلط الضوء أيضا على الفوضى غير المنظمة التي ترافق "الربيع العربي" التي فتحت طرقا عديدة تتسلل منها أجهزة "القتل خارج القانون"، حسب مصطلحات القانون الدولي الإنساني، في دولة الاحتلال الإسرائيلي لاصطياد المقاومين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين في العواصم العربية المضيفة لهم.

غير أن ما هو أخطر من ذلك أن هذه الفوضى تعيد إحياء مشاريع كان الشعب السوري قد أسقطها لمساهمة سورية حاسمة في تصفية القضية الفلسطينية. فربما لا تتذكر الأجيال الفلسطينية الحالية أن الولايات المتحدة عرضت على سورية (400) مليون دولار عام 1952 لتوطين اللاجئين الفلسطينيين الذين يمثلون 2% من سكانها اليوم، وأن الإطاحة بحكم حسني الزعيم الذي وافق على العرض وساوم عليه و"تغيير نظامه" هو فقط ما حال دون توطينهم آنذاك.

إن "تغيير النظام" السوري بدعم "معسكر السلام العربي" مع دولة الاحتلال الاسرائيلي ينطوي على ما هو أخطر كثيرا من التوقف عن دعمه للمقاومة الفلسطينية، والمؤشرات الصادرة عن المعارضة السورية في الخارج باتجاه دولة الاحتلال بخاصة وعدم وضوح البرنامج الفلسطيني للمعارضة في الداخل إنما هي وغيرها عوامل تضع "تغيير النظام" في سورية في خانة المجهول.

فليحذر المراهنون الفلسطينيون على المجهول في سورية.

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com


بسيخوَطني 2/ جواد بولس

القيادة بين حرِّ الكلام وحرّية الصمت

نبارك لمصر ولشعبها بإجراء أول انتخابات رئاسية عامة حرّة وديمقراطية. ونبارك للسيّد محمد مرسي بنيله ثقة الأكثرية ممّن شاركوا وأدلوا بأصواتهم. كثيرون كانوا يحلمون بربيع آخر، لكن مصر، كمن سبقها من أخواتها، لم تشذّ عن المتوقَّع والمتاح، ألم يكن الربيع في الشرق دائمًا أخضرَ؟!.
نبارك للسيّد محمد مرسي ونأمل أن يحافظ على مصر دولة حرّة، يعيش مواطنوها بكرامة وعدل وحرية وبمساواة أمام القانون وسلطته الأعلى. نأمل أن يكون ما جرى فاتحة لعهد جديد يكرّس سلطة الشعب وقبولًا بمبدأ تداول السلطة والنظام من خلال انتخابات عامة حرة وديمقراطية أتاحت لمرسي، هذه المرة، أن يتبوأ سدة الحكم، وتتيح له ولغيره في المستقبل منافسة وسلطة .
ومن فرحة إلى محنة، وبدونها لا تكون الفرحة فرحة، فلولا الصحراء بماذا يتشاوف النبع ولمَ تزبد أمواج؟ وامتحاننا اليوم يبدأ من تلك النهاية أو قل البداية، فلو كنتَ/تِ في مصر لمن كنت ستصوّت؟ لمرسي أم لشفيق؟ علّل خيارك ببضعة جمل وأسباب. وذلك على افتراض أن خيار عدم التصويت غير وارد قطعيًا. (ملاحظة: إن اخترت مرسي لأن شفيق خائن من فلول نظام فاسد ظالم، وبنفس الوقت أنت تساند بشار الأسد، لأنه مقاوم وممانع، انتبه، فمرسي لا يعترف بالأسد رئيسًا لسوريا وينادي بالإطاحة به فورًا. فهل ستبقى على إجابتك؟!).
على الرغم مما يحمله السؤال أعلاه من مدلولات كثيرة، وما تثيره الإجابة عليه من مؤشرات بشأن منظومة القيم والمبادئ التي يرضى بها كل واحد منّا ويأمل أن يحيا بفيئها وهديها، سيقول البعض ما لنا وهناك؟ ألا يكفينا ما فينا وما علق من عقد في وجه نجّارينا؟
أمرُ يومِنا ليس كأمسِنا، وغدنا سيبقى رمية نرد. ستكون الحياة هنا "للقوي" طبعًا، شريطة أن يكون بعقله هو "الشاطر" الظافر. والشاطر من يغزو الفلاة وهو بعلم السماء والنجم فالح. ومن يصطحب قطيعه وهو على غُرَّة الريح قابض، ومن يركب البحر وبيساره بوصلة وفي يمينه جرح يحرس العين من إغفاءة ويهديه إلى شط ومأوى عاشق هرم. ومن هناك إلى هنا.
قرأت مثلكم دراسات تشتكي ظلم الدولة ومؤسساتها. جمعيات رصدت تمييز الدولة بحق مواطنيها العرب واستبعادهم عن الوظائف والتوظيف في ما تملك الدولة من شواغر وأماكن للعيش الأمين والمستور. الكنيست تتجبر. المحاكم تتنكر. الوزارات تتعسف. والشركات الحكومية تستبعد. وسلطات الموانئ والمطارات تشكّك وتخوّن.
هذه هي الحقيقة والواقع، ولكن حِرت في أمرنا ومرادنا. ماذا نريد ومن يملك المساطر والمماحي والبيكارات. ما المسموح وما الممنوع يا سادة؟ أنريد، حقًا، نسبتنا من تعدادنا في هذه الدولة في كل وزارة ودائرة ومحفل؟ هل نريد خمس ما تتيحه الكنيست من وظائف عمل؟ (هل يشمل ذلك مثلًا حصتنا في حرس الكنيست؟).
هل عمل العربي منّا في وزارة الشرطة متاح ومسموح؟ هل نطالب بأن يكون نائبَ قائد الشرطة العام عربيًا منّا؟ وان كان ذلك محظورًا وطنيًا فهل نطالب أن يكون قائد المنطقة الشمالية عربيًا منّا؟ هل نقبل ان يكون قائد شرطة مكافحة المخدرات عربيًا منا؟ أو هل نطالب ونرضى بأن يكون قائد شرطة السير عربيًا؟ هل تملك قيادتنا موقفًا إزاء كل ذلك؟ وماذا يقول الشيخ والقائد والوطن لجاره السائل: ما صوت الوطن وما سيرضي الله يا صاحبي ويا أخي: هل أنا مخطئ أو معيب أو خائن إن من أجل عيشي لبست الكحلي وصرت في شرطة الدولة كاهنًا؟.
ماذا نقول لآلاف السواعد تخدم في مصلحة سجون الدولة. من أصغر السجّانين إلى أعلى المراتب والسلطة والنفوذ. آلاف لم يسعفهم حظ وما تسلّحوا بشهادة، فحوتهم مصلحة وأعالتهم بمعاشات سمينة فبنوا عائلات وولاءات. هل صمت الفراشات حل وموقف؟ وكيف لأولئك أن لا يفهموا صمت الوطن موافقة ورضا؟ وهل من حلول بديلة لتلك الآلاف ولصغارها "زغب الحواصل" كي لا تذل من جوع ومن ملق؟
ماذا نريد وكيف؟ شكرًا لها ميرا عوض، وحّدت القومي والشيوعي والمؤمن والكافر فينا، فكلهم أجمعوا أنّها خارجة عن صف الوطن وعلى الناصرة أن تبقى نظيفة من أمثالها! هكذا يا للعمى والمزايدات! فأين أيام كانت الناصرة تسطر بالأحمر ربيع بلادي الأخضر، وهذه الناصرة اليوم تزوّدنا بكل أسباب الفرح وأسباب الترح كذلك، فنقرأ عن ثلاثة لاعبين نصراويين تم استدعاؤهم للمشاركة في منتخب إسرائيل في بطولة الهوكي. مفاخرة صحيحة لم يعرها الراصد لا همّا ولا عتبا. فالعناوين مرَّت من على رقاب غفاة وحناجر تعبت من همس الفيافي الزائف وسباقات جري قاتل وراء ملكات من وهمٍ وشبق.
هل نسمح لمحامينا أن يوظَّفوا بمكاتب نيابات الدولة أسوة بزملائهم اليهود؟ هل حقنا أن نطالب بأن يكون نائب عام لواء الشمال عربيًا منا؟ أم هذه "ثقيلة" وخيانة؟ وهل نطالب، إذًا، من بدأ العمل هناك بالانسحاب الفوري فهو في حضن العدو خائن ورابض (تصوروا لائحة اتهام ضد المتهم: موشي كتساف موقعة من النائب العام محمد جبر بولس، أو لائحة اتهام بنفس التوقيع ضد عضو الكنيست حميد البعباع).
ماذا نريد وكيف؟ هل علينا النضال من أجل كراسينا المسلوبة في شركات الدولة الكبيرة؟ موانئ إسرائيل، مصالح الضرائب والجمارك والكهرباء والحنطة والبترول والغاز والبورصة؟ هل مقبول وجدير وضروري أن نقاتل لنكون هناك، نخدم ونعمل ونقبض ونحيا كما يحيا آلاف من يهود هذه الدولة؟ فنحن هنا وعليها وحقنّا أن نعمل ونحيا ونربح بكرامة وحق وبساطة قصوى.
لراحة المُمتَحنين نقترح سؤالًا مفتاحًا، الإجابة عليه من شأنها أن تساعد على الإجابة الصحيحة على جميع الأسئلة في جميع نماذج دورات البسيخوطني المقترحة.
لو أعطيت فرصة حقيقية وكان بمقدورك وبضغطة زر واحدة أن تمحو دولة إسرائيل وتحيلها غبارًا وكأنها لم تكن، أكنت تفعل ذلك؟ ولماذا؟ حاول أن تجيب على هذا وعُد لأجوبتك وافحص هل تغيّرها أم لا؟ بالنجاح للجميع.

تعالوا نبنى مصر/ نرمين كحيلة

لا شك أن فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب الرئيس جاء على غير هوى البعض ممن كانوا يرفضون الإخوان ويشككون فى وطنيتهم وإنى أوجه سؤالا لهؤلاء: لماذا تريدون شخصنة مصر ؟ من كان يعبد شفيق فإن شفيقا قد خسر ورحل ومن كان يحب مصر فليتعاون مع رئيسها الشرعى المنتخب من أجل رفعتها وتقدمها..لا بد أن يعلم هؤلاء أن الأشخاص زائلون ومصر باقية ، فالثورة وسيلة وليست غاية ، الثائر الحق هو من يثور لنصرة الحق ثم يهدأ ليبنى الأمجاد..يجب أن تكون الثورة استثناء وليست قاعدة.

من يرى المشهد السياسى الآن يجد أن الشعب المصرى انقسم إلى فريقين:الفريق المهزوم يعادى الفريق المنتصر وكأن عدوى التعصب الأعمى فى مباريات كرة القدم انتقلت إلى السياسة ، فقد سمعت سيدة فى إحدى البرامج التليفزيونية فى مداخلة هاتفية تقول بامتعاض:هل الذين انتخبوا شفيق يضربون رؤوسهم فى الحائط؟ فقالت لها المذيعة:"وما يرضيكِ؟"فقالت:"والله لا أرضى أبدا وسأظل غير راضية لمدة أربع سنوات قادمة" وتلك السيدة التى مزقت ملابسها ومرغت أنفها فى التراب حزنا على خسارة شفيق والسيدة التى اتهمت شعب مصر اتهامات غير لائقة ، وهناك من قال أنه ينوى أن يثور على الرئيس الجديد.. فلماذا لا نعطيه فرصة ونرى ؟ لماذا نبيت النية للثورة وللرفض قبل أن نرى ، تعالوا وضعوا أيديكم فى أيدينا لنبنى مصر فلا مجال للفرقة الأن.

إذا نظرنا إلى التاريخ فسنجد أن هناك قادة عظماء مثل صلاح الدين الايوبى تم رفضهم لأسباب غير منطقية ثم أثبتوا بعد ذلك أنهم عظماء فبعد موت (شيركوه) في مارس سنة 1169م، اختار الخليفة الفاطمي صلاح الدين وزيرًا له بدلاً من عمه وهو في الحادية والثلاثين من عمره وكانت هناك اعتراضات كثيرة على توليته هذا المنصب منها صغر سنه لأن كثيرين كانوا يرون أن هناك من هو أحق منه سنا وخبرة ولكن صلاح الدين استطاع ان يثبت للجميع أنه كفء لهذا المنصب.

وبنفس المنطق الخاطئ لما بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كفرت به بعض القبائل هل تعرفون لماذا؟ تصوروا أنهم كفروا به لمجرد انتمائه لقريش؟ كانوا يريدون النبى أن يكون من قبيلة أخرى حتى ينالوا شرف النبوة يعنى كفروا بأفضل خلق الله لمجرد انتمائه لقبيلة معينة فهل هذا يعقل؟ وقالوا ألم يجد ربك غيرك ليرسله؟ يحكى أن رجلا من ربيعة ، دخل الاسلام حديثا ، جاء إلى اليمامة - بلاد مسيلمة - فسأل عنه حتى رآه، فقال له يا مسيلمه من يأ تيك ؟ قال رحمن . قال أفي نور أم ظلمة؟ فقال في ظلمة . فقال له : «أشهد أنك كذاب ، وأن محمدا صادق ، ولكن كذاب ربيعة، أحب إلينا من صادق مضر» . فلزم الرجل مسيلمة ، حتى قتل معه في يوم من أيام حروب الردة .

أي أن هذا الرجل الشقي خسر دنياه وخسر آخرته ، رضوخا لتعصبه القبلي ، رغم قناعته بأن محمدا رسول من الله ، وأنه صادق في نبوته، في حين أن مسيلمة كان كذابا ومدعيا .
أستندت على هذه القصة التاريخية لأسأل :

ألسنا في بعض الأحيان نتعصب في الرأي لشخص تربطنا به صداقة أو مصالح ضد شخص آخر رغم أن هذا الآخر على حق وصديقنا على باطل

هل مازلنا نحتفظ ببعض من العصبية القبلية في صداقاتنا والدفاع عن أصدقاءنا

رغم أنهم مخطئين؟ وكذلك اليهود كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم لمجرد أنه من العرب وكانوا يريدونه من بينهم..وكذلك الكفار لم يرضوا بأنبيائهم أنهم بشر وليسوا ملائكة وقال لهم الله "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا" يعنى رفضوا الحق والخير لأنه أتى على يد رجل وليس ملاكا ، بينما لو فكروا قليلا لوجدوا أن المهم هو ماذا يقدم لهم وليس من يقدمه لهم.

وعلينا الآن أن نعمل بالحديث الشريف:عن ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عمر ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏قال " ‏ ‏السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة ‏
وفى تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي قَوْلُهُ : (السَّمْعُ)
‏الْأَوْلَى الْأَمْرُ بِإِجَابَةِ أَقْوَالِهِمْ ‏
‏ (وَالطَّاعَةُ )
‏لِأَوَامِرِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ ‏
‏( عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ ) ‏
‏أَيْ حَقٌّ وَوَاجِبٌ عَلَيْهِ ‏
‏( فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ ) ‏
‏أَيْ فِيمَا وَافَقَ غَرَضَهُ أَوْ خَالَفَهُ‏( مَا لَمْ يُؤْمَرْ ) ‏
‏أَيْ الْمُسْلِمُ مِنْ قِبَلِ الْإِمَامِ ‏
‏( بِمَعْصِيَةٍ ) ‏
‏أَيْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ ‏
‏( فَإِنْ أُمِرَ ) ‏
‏بِضَمِّ الْهَمْزَةِ ‏
‏( فَلَا سَمِعَ عَلَيْهِ وَلَا طَاعَةَ ) ‏ تَجِبُ بَلْ يَحْرُمُ إِذْ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ . وَفِيهِ أَنَّ الْإِمَامَ إِذَا أَمَرَ بِمَنْدُوبٍ أَوْ مُبَاحٍ وَجَبَ . قَالَ الْمُظْهِرُ : يَعْنِي سَمَاعُ كَلَامِ الْحَاكِمِ وَطَاعَتُهُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَوَاءٌ أَمَرَهُ بِمَا يُوَافِقُ طَبْعَهُ أَوْ لَمْ يُوَافِقْهُ بِشَرْطِ أَنْ لَا يَأْمُرَهُ بِمَعْصِيَةٍ , فَإِنْ أَمَرَهُ بِهَا فَلَا تَجُوزُ طَاعَتُهُ .
‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ , كَذَا فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ . ‏

قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) فلا بد من ولي أمر ولا بد من طاعته والا فسد الناس.

يا رب مالنا غيرك/ محمد فاروق الإمام

سبحانك يا رب.. مصر حزيران 2006 م محمد حسني مبارك رئيس ومحمد مرسي سجين.. سبحانك يا رب.. مصر حزيران 2012 م محمد مرسي رئيس ومحمد حسني مبارك سجين.. أليس هذا من بعض قدرة الله التي لا يدركها إلا "لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ".
سبحانك ربي ما أعدلك.. تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء.. ولكن الطغاة والبغاة المتجبرون في الأرض يأبون أن يدركوا عظيم قدرتك وقوة سلطانك وميزان عدلك، وقد عميت بصيرتهم وطمس على قلوبهم وغرتهم الأماني، فأوغلوا في غيهم وجحودهم غير مبالين أو آبهين بما تقترف أياديهم من مظالم وجرائم، وهكذا كان فرعون والنمرود وأبو جهل وهتلر وشاوشيسكو وميلوشيفيتش والقذافي وابن علي وحسني مبارك.. حتى إذا ما جاء القرار من السماء، أخذ كل هؤلاء أخذ عزيز مقتدر، وجعل من كل طاغية متجبر عبرة لمن يعتبر!!
إن ما جرى في مصر من استبداد وطغيان وفساد على مدى ثلاثين عاماً هو نفسه ما جرى في سورية على مدى خمسين عاماً، فإذا ما قصم الله ظهر فرعون مصر فهذا يعني أنه لابد، إن عاجلاً أو آجلاً، قصم ظهر نمرود الشام مهما طغى وبغى وتجبر وأجرم وأفسد وتمادى في غيه، فنهاية الطغاة لها نكهة خاصة ومصير مختلف، وما هي إلا مسألة وقت ويلحقه الله بمن سبقه والجزاء من نفس العمل، هكذا تقول الحقائق على الأرض، ففرعون علا في الأرض فراح غريقاً، والنمرود استعلى وتكبر فمات بطنين جناحي بعوضة حشرت نفسها في أنفه، وأبو جهل أخذته العزة بالإثم فسلط الله عليه أضعف رجاله فجز عنقه كما يجز رأس البعير، وهتلر راح منتحراً بيده كما كان يفعل بقادة فرقه وجيوشه، وشاوشيسكو لقي حتفه على يد الجماهير التي تعود جمعها عنوة لتهتف له وتنادي باسمه، وميلوشيفيتش مات في زنزانته ذليلاً حقيراً كما كان يفعل بآلاف البوسنيين في معسكرات الاعتقال، والقذافي مات كالجرذ في أحد المجاري مختبئاً وقد كان ينعت الليبيين بالجرذان، وابن علي كان الفرار سبيله كحال التونسيين الذين كانوا يفرون إلى بلاد الله الواسعة فراراً من ظلمه، وحسني مبارك كانت نهايته السجن الذي كان مصير كل من يعارضه أو يقف في وجهه، ومنهم رئيس مصر الجديد الدكتور محمد مرسي الذي ذاق على يديه ألوان من العذابات والتنقل في سجون مصر من أقصاها إلى أقصاها كحال عشرات الألوف من معارضيه في عهده.
سبحانك ربي ما أعدلك تمهل ولا تهمل حتى إذا ما قررت أخذت الطغاة من حيث لا يحتسبوا.. وهذا طاغية الشام قد استطال أمره وفشت مظالمه وعمت جرائمه فعجل يا رب بمعاقبته، وقد استباح المقدسات وانتهك الحرمات وقتل النساء والأطفال والشيوخ والرجال وهدم المدن والبلدات والقرى، وأحرق الأحياء والأموات والحيوان والشجر والحجر، وأنت أعلم بما نعرف وما لا نعرف.. فعجل يا رب بحقن دماء السوريين واشف يا رب من هذا الظالم غليل قلوب اليتامى والثكالى والأرامل والمهجرين والنازحين والجرحى والمرضى والجائعين والظامئين وهم بالملايين ومئات الألوف!!
يا رب كما فرجت عن أهل تونس وأهل ليبيا وأهل مصر وأهل اليمن فرج عن أهل الشام، فلم يعد لهم إلا أنت وقد خذلهم القريب والبعيد، ونسيهم القاصي والداني، حتى باتوا كالأيتام على مآدب اللئام، وحناجرهم منذ شهور تصدح (يا رب مالنا غيرك.. يا رب مالنا غيرك).

يا أخي: اربط الحمار/ عطا مناع

في بلدنا تعودنا نمشي ع الخط المستقيم، ويقولون أن العادة أقوى من القانون، والعادة هنا تأتي بالمواظبة والممارسة والاستكانة للأمر الواقع، لذلك نحن وفي معظم نواحي حياتنا تعلمنا أن نربط الحمار مطرح ما بدو صاحبوا رغم صعوبة الفرق بين الحمار وصاحبة، لماذا؟؟؟ لأننا فقدنا وبعد ضعف النظر الذي أصبح ظاهرة عامة القدرة على التفريق بين الأشياء، فقدنا التفكير الجدلي أو كما كنا نسميه المنهج الديالكتيكي، عفوا ...... اسحب الجملة الأخيرة حتى لا اتهم بالإلحاد لأنني معني أن أتصالح مع السيد فتحي حماد وزير داخلية حماس، وبصراحة لا أريد وبعد أن غزا الشيب رأسي أن يقام علي الحد.
لكن مشكلتي كمواطن كما يسمونني ليست مع فتحي حماد وحماس والسلطة، وخاصة أنني أتحمل المسئولية الكبرى فيما أصبحت علية، فانا وغيري لم نكن يوما نقول سمعاً وطاعة لمن لا يستحقون السمع والطاعة، ولم نضع يوما شوافات البغل اقتناعا منا بضرورة ربط الحمار كما يريد صاحبوا، والمشكلة الكبرى ولو افترضنا جدلا أن هناك حماراً ما الذي أعطاهم الحق بان يمتلكوه، رحم الله الماغوط أعطانا الفكرة ولم نفهمها رغم بساطتها.
خاطب الماغوط الوطن قائلاً: وطني الحمار لكثر ما تحمل هذا الوطن، لكن الوطن ليس حجر وشجر وشوارع فقط، تخيلوا وطنناً بلا يشر، وتخيلوا أكثر أن البشر يتحولون لمجرد أشياء كما الشوارع ينحتها صاحب الحمار كما يشاء، هي الطامة الكبرى، وبصراحة نحن نعيش الطامة الكبرى. هل يعقل أنني أبالغ؟؟؟ وهل أنا الرجل الذي يكره نفسه كما عالج حنا مينا النفس البشرية بنظرة فلسفية معقدة يصعب فهمها؟؟؟ وهل وصلت إلى مرحلة ربط الحمار كما يريد من يعتقد أنة صاحب الحمار.
لا أريد أن اغرق في الجدل والفلسفة لأنني في النهاية سأصل لنتيجة بأنني حمار بدرجة ثالثة، حمار يعجز عن النهيق والرفص، حمار تخلى عن جيناته وما منحة اللة من قدرة الدفاع عن نفسه سوى الصبر السلبي الذي لا يمت لشريحة الحمير بصلة.
لكنني أفكر أحيانا، ألا يجب أن احمد اللة بأنني حماراً من الدرجة الثالثة؟؟ ألا يجب أن أكون سعيداً بأنني تعودت على الجلد من قبل صاحبي وأنني أمارس الجلد الذاتي في ظل غياب من يجلدني؟؟ أليس من نعم اللة أنني ليس بغلاً كما بغال الحكومة التي تعالج برصاصة بعد الوصول لمرحلة العجز الطبيعي؟ وهل علينا معشر الحمير أن نشكر اللة والاحتلال على حصار غزة لان الحصار أعاد لنا قيمتنا وأصبحنا ننافس الحداثة بفعل انقطاع البنزين؟ الحمد للة أنني لا زلت أعيش شعور الحمار لاستوعب المرحلة الجديدة بكل قرفها، واشكر اللة الذي منحني القدرة على الصبر لأتحمل كذب ودجل كبار الحمير الذي يعتقدون أنهم خيول في مضمار السباق، أحيانا لا تعترف بنعم اللة عليك إلا بعد فوات الأوان.
اشعر أنني غارق في التناقض، لقد تطرفت كثيراً، لذلك سأستعين بقوانين الجدل علها تساعدني، ولا زلت اذكر قانون التراكم الكمي الذي يؤدي إلى تغير كيفي، والسؤال هل يعقل أن التراكمات التي نعيشها لم تصل إلى مرحلة التغير، غريب!!!!! كل يوم حكومة ووزراء دون فائدة!! الجوع يفتك بالشعب!! والتنمية في إجازة!!! وأطفالنا يموتون بالجملة!!! فمن يموت بفعل الاحتلال فهو شهيد، ومن يموت في برك المجاري كما في غزة وفي الثلاجات كما في راس كركر فهو ضحية.
دخيلك يا رئيس الوزراء أطفالنا بحاجة لشبة ملاعب وبعض الترفية، ودخيل الحكومة وين التنمية؟ وين دعم الفلاحين؟ وين الاهتمام بالشباب؟ وين العلاج والتعليم؟ ما بكفي أن رئيس الوزراء يشارك في ماراثون مع الأولاد ويلتقط الصور التذكارية؟؟ ما بكفي يفتتح مطعم أو منسف أو سدر كنافة؟ ما بكفي يتصور مع عجوز مسكينة أو يقطف حبتين زيتون ويغادر بعد التقاط الصورة.
أخاف أن يأتي اليوم الذي أدمن على طأطأة الرأس والاستئناس بواقع ينحدر بي للقاع، وأخشى ما أخشى من اليوم الذي ارفع فيه شعار أنا لا أفكر إذا أنا موجود، يومُ اكفر بالحمار وصاحب الحمار، أخاف من السقوط في وحل الذات، من العمل بالسخرة، حيث العبودية والكرباج، أخاف أن يأتي اليوم الذي نعيش فيه لنأكل.

الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب لمــصــر/ أنطوني ولسن

لأول مرة في تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر الشعب ينتخب رئيسه .

قد نختلف أو نتفق عليه . لكن لقد أثبت الشعب المصري على أنه قادر على إختيار من يتولى الرئاسة لجمهورية مصر العربية ذات التاريخ الضارب في القدم . وهذا العمل في حد ذاته يعتبر إعجازاً بعد طول معاناة إلى الدرجة التي ظن البعض أن الشعب المصري غير قادر على حكم مصر وأنه فقد الحس الوطني وهو عاجز عن إخنيار من أبناء ه من يتولى الرئاسة .. رئاسة الحكم خارج الإطار العسكري ليصبح أول رئيس مدني في مصر وأيضا أول رئيس للجمهورية الثانية بعد الجمهورية الأولى .. جمهورية العسكر .

نهنيء أنفسنا كمصريين أينما كنا على هذا العمل العظيم الذي شارك فيه جميع طوائف الشعب المصري وإنتماءاته الفكرية والدينية ، على أنه صمم أن يكون هو الذي يختار لا أحد غيره يختار له من يقوم بإدارة شئون مصر .

كتبت مقالا في الأسبوع الماضي عبرت فيه عن رأي الشخصي لكلا المرشحين .. د. محمد مرسي و الفريق أحمد شفيق تحت هذا العنوان :

مصر والرئيس

إن تولى مرسي الرئاسة ... لا أمان .

وإن تولى شفيق الرئاسة ... لا إستقرار.

أنقل لكم نص ماكتبته :

الشارع المصري في حالة هيجان وغضب وعدم إستقرار . تتقازفه تيارات كثيرة وكلها متضاربه فيجد المواطن

المصري البسيط نفسه حائرا بين التيار الأسلامي الذي له في قلبه ووجدانه مكانة تعمقت عبر سنوات وسنوات منذ دخول الإسلام مصر وتعاقب الحكام المسلمين على حكم مصر وازداد الفكر الإيماني المسلم في تفكيره وتصرفه وتعامله مع مقتضيات الحياة اليومية ، وأصبح المسجد هو المصدر الأساسي لتوجهاته اليومية ومعيشته . لذلك كان ومايزال إمام المسجد هو المؤثر الحقيقي في تكوين شخصية الشارع المصري . ومن الطبيعي إلى جانب الإمام يكون وجود مشايخ الفقه والفتوى تأثيرات مباشرة على الناس خاصة في أيامنا هذه التي أصبح فيها العالم قرية صغيرة يمكن معرفة كل شيء ومتابعة آي شيء قد حدث أو يحدث في أي شارع أو حتى حارة صغيرة في أي قرية أو مدينة أو بلد في العالم. ومن الطبيعي التكنولجيا الحديثة عبر الأثير إن كان تلفزيونياً أو إذاعياً عبر فضائيات قربت الوصال والمشاهدة بصورة إعجازية مما أصبح فيه الأنسان يشاهد ويسمع ويقرأ أي شيء لحظة صدوره مهما كان بعد المسافة بين قائل الخبر ومستمعه أو مشاهده .


مع كل هذه التغيرات التي أثرت تأثيراً فعلياً وجوهرياً في حياة وتفكير وتصرفات شعوب كثيرة آمنت بالديمقراطية وحقوق الأنسان في العالم الغربي ومن سار على نهجهم . جد عكس هذا يحدث في الدول العربية بالتحديد التي تعيش مدنية الحياة الجديدة لكنها لا تطبق شيئاً من الديمقراطية ، ولا تعترف بما يطلق عليه حقوق الأنسان ويعتمدون على ما تنص عليه التشريعات الدينية السماوية في طرق معيشتهم . بل أنها إزدادت بزيادة مشايخ الفتاوى الذين أصبحوا العقل المفكر للإنسان العربي مهما إرتقت درجاته العلمية .

لذا أصبحت الديمقراطية رجس من عمل الشيطان يجب إبعاده والبعد عنه فلماذا نحتاجه وعندنا شريعتنا الإلهية السماوية التي حددت للإنسان المسلم طريق حياته الذي ينقله إليه رجال الفقه والفتوى من مشايخ وعلماء دين ؟! . هذه حقيقة .. لماذا الأحتياج إلى الديمقراطية وكل هذه الهرطقات !!

هذا الفكر الرافض للديمقراطية وحقوق الإنسان أوجد الشخصية المزدوجة التي تتبع السلف الصالح علناً وتؤيده بل وتكون أشد تطرفاً وتشدداً عن من ينادون به ، وفي الخفاء يتمتعون بالديمقراطية ويؤمنون بحقهم في الحياة والتمتع بها . وهذا في قسم كبير من رجالات السلطة والمال وبدون شك بعضا من رجال الفقه والدين في جميع البلاد العربية المسلمة ومعظم البلاد الإسلامية غير العربية .

هذا يأخذنا إلى ما يعاني منه الشارع المصري حالياً من هيجان وغضب وعدم إستقرار بسبب تصارع من يريدون حكم مصر بعد سقوط نظام مبارك والإعتقاد بسقوط الجمهورية الأولى من حكم العسكر بحكم إسلامي تطبق فيه الشريعة ويكون الدستور فيه إسلامياً وتتحول مصر إلى دولة إسلامية" على الرغم أنها كذلك منذ دخول العرب " . لكن المقصود هنا هو التأكيد على أن تكون مصر إسلامية في كل مناحي الحياة وبالقانون ومن يخالف أو تخالف يطبق عليع وعليها حكم شرع الله . وتصبح مصر إيراناً أخرى أو بنجلادش أو الصومال أو أفغانستان أو السودان . ومن الطبيعي لا بد وأن يخضع كل من هو غير مسلم مهما كان دينه أو فكره أو إنتمائه الفكري لهم. الحجاب لجميع نساء مصر واللحية والسروال لجميع رجالها ويكون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سُلطة رجال الأمن يوجهون الناس الوجهة التي تروق لهم . لا فن ، لا بنطال للمرأة ، لا تعليم لها ولا مكان لها في إدارة شئون البلد والنقاب أفضل لها من الحجاب والمنزل هو مكانها والعودة إلى ختان البنات وزواجها في سن صغير . أما عن الأقليات إن كانت مسيحية أو نوبية أو بدوية سوف تكون تحت نير الظلم من الجماعات الأسلامية المتشددة .

وهذا بدون شك سوف يتم لو أن الأخوان والسلفين أصبحوا القوة الحاكمة في مصر بعد أن تكتمل سلسلة الحكم بفوز الدكتور محمد مرسي بكرسي الرئاسة . سنجد أنفسنا نحكم بنظام رفضه الشعب فإذ بنا نراه في صورة الأخوان والسلفين .. الرئيس منهم ، نواب الرئيس .. منهم ، البرلمان بشقيه ... منهم ، رئيس الوزراء والوزراء ... منهم ، المجالس المحلية ...منهم ، المحافظين ... منهم ، ومن الطبيعي لا وجود لغيرهم من الشعب المصري مسلماً أو مسيحياً . إن كان مسلماً عليه أن ينضم لهم ويصير عضوا في جماعة الأخوان أو السلفين ، أما المسيحي فعليه السمع والطاعة ولا مكان له في إدارة شؤون البلاد ولا يحق له الألتحاق بالقوات المسلحة أو الشرطة ، ولا رئاسة أي عمل حكومي . وبهذا لا أمان سيكون في مصر لأحد إلا لأتباعهم من المسلمين و لأصحاب الشخصية المزدوجة التي أشرت إليها سابقاً .

وهذا ظهر واضحاً وجلياً في الفترة التي تولت فيها التيارات الأسلامية السيطرة على أول برلمان منتخب بعد سقوط نظام مبارك فقد أظهروا وجههم الحقيقي وما سيقمون بفعله دون مواربة وبكل بجاحة وصراحة مما جعل كل مصري يتوجس الخوف منهم ويفقد الثقة بهم وبدأت المعارضة ونجاح الدكتور مرسي في الجولة الأولى للأنتخابات لم يكن من غالبية الشعب المصري بل كان من التنظيم الأخواني فقط وبدون مساهمة السلفين الذين إصطفوا وراء الشيخ حازم أبو إسماعيل ثم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح . وطبيعي ليس من الأقباط المسيحيين الذين تيقنوا من خديعتهم عندما وضعوا نائباً لرئيس الحزب " الحرية والعدالة" الإخواني نصرانياً " على حسب قولهم " لا يهش ولا ينش ولا صوت أو كينونة له .
وهنا حقيقة أقولها دون تردد :
إن تولى مرسي الرئاسة... لا أمان في مصر .
** من يقرأ هذا الكلام سيظن أنني الأن سأغيره بعد إنتخاب د. مرسي . الحقيقة أنني لا أعتقد أنني أخطأت عندما كتبته فهو يعبر عن واقع مر آليم أظهرته جميع التيارات الأسلامية وعلى رأسها جماعة الأخوان والسلفين . لكن بعد إلغاء البرلمان " هذا إن حدث بالفعل " وإنتخاب برلمان جديد يمثل جميع أطياف الشعب المصري بشكل مرضي من الجميع وخاصة الأقباط والمرأة وبالطبع النوبيون والبدو وكل ما هو مهمش في مصر وأن تكون مصر لكل المصريين . المسلم والمسيحي والشيعي والبهائي والملحد والكافر على حد سواء . وأن يكون الدستور الجديد " إن تم بالفعل وضع دستور جديد لجميع أبناء مصر وليس لفئة بعينها " . أتمنى أيضاً إختفاء كلمة أو الفكر القائل "على المسيحيين أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون " لأن هذا هو السفه والعبط بعينه . مصر حره . الشعب المصري حر . فإن أصر البعض على ترديد هذا القول سوف ننظر إليهم على أنهم محتلون . والأنسان العاقل يعرف ما معنى محتل ، وما يجب فعله من الشعب المصري ضد المحتل مهما كانت قوته أو جنسيته أو دينه أو عقيدته . فلنكن أشقاء وطن واحد إسمه مصر حتى نقيم مصر من كبوتها .

** وأنقل لكم أيضا ما كتبته عن الفريق أحمد شفيق دون حذف أو تغير ليقرأ الجميع وجهة نظري التي قد أكون قد أصبت أو جانبني الصواب

والأن بعد أن تحدثنا عن ما يمكن أن يحدث لو أن الدكتور محمد مرسي تولى كرسي الرئاسة لمصر . وأعتقد أن ما كتبناه هو الحقيقة .

نأتي لو أن الفريق أحمد شفيق هو الذي سيتولى كرسي الرئاسة لمصر ما الذي يمكن أن يحدث .


الفريق أحمد شفيق مرشح الفلول لكرسي الرئاسة والمستبعد من قبل التيارات الأسلامية الذين أصدروا قانوناً أطلق عليه قانون العزل السياسي الذي أعتمد فيه من أصدروا القانون على أنه كان رئيساً للوزراء كما عينه الرئيس السابق حسني مبارك بعدما قامت ثورة 25 يناير عام2011 .

قيل الكثير عن سبب إختيار الرئيس السابق مبارك للفريق شفيق لتولي رئاسة وزراء مصر في أدق وأحرج فترة واجهها مبارك في حكمه .

لن أذكر شيئا مما قيل ففيه مديح عنه ، على عكس ما حاولت التيارات الأسلامية من تشويه صورته أمام الشارع المصري الذي إن دل على شيء إنما يدل على خوف هذه التيارات من وجوده خصما في سباق الرئاسة .

إنتهت إنتخابات الرئاسة بإعادة بين كل من الدكتور محمد مرسي عن حزب " الحرية والعدالة " الذراع السياسي للأخوان المسلمين . جاء في الترتيب الثاني بفارق قليل الفريق أحمد شفيق .
تمت الأنتخابات ..إنتخابات الأعادة وأعلن منسقي حملة الدكتور محمد مرسي أنه فاز وهو الرئيس .. رئيس مصر .

قيل الكثير عن تلك المبادرة المستعجلة لأعلان مرسي رئيسا لمصر وبدأ الحديث عن قسم اليمين وأين سيكون. إختار البعض ميدان التحرير ليؤدي د. مرسي اليمين هناك وسط الشعب على الرغم من أن نتيجة الأنتخابات لم تكن قد أعلنت بعد .

نفس الخطأ وقع فيه منسقي حملة شفيق بإعلان فوز شفيق بالرئاسة مع فارق أنهم لم يقوموا بما قام به أتباع مرسي.
تقدم كل جانب بطعونات بلغ عددها 440 ( 456 ) ـ " كما أعلن ذلك المستشار فاروق سلطان في إعلانه لنتيجة انتخابات الأعادة " طعنا لمخالفات حدثت من كلا المتنافسين . تم تأجيل إعلان نتيجة الأنتخابات إلى حين الأنتهاء من النظر في تلك الطعونات من قبل اللجنة العليا للأنتخابات الرئاسية المسؤلة عن ذلك .

الشارع المصري في حالة غليان بعد صدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة للأعلان الدستوري المكمل ، وحل البرلمان ومليونية اليوم الجمعة التي ستتجه إلى ميدان التحرير مطالبين بإلغاء الأعلان الدستوري المكمل وحل البرلمان .

لو فرضا فاز الفريق أحمد شفيق . ماذا سيكون عليه الوضع في مصر ؟

بدون شك دون تردد أقول:

إن تولى شفيق الرئاسة... لا إستقرار .

ونسأل .. ما العمل ؟!

مصر أصبحت بين سندان الأخوان ومطرقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأصبح الصراع بينهما علنيا ونخشى ما نخشاه أن يؤثر هذا الوضع على الأوضاع المتدهورة في مصر . ولا أحد بيده زمام الأمور والقدرة على العمل الفعلي لتهدئة الأمور وإصلاح ذات البين وتجنيب مصر حرباً أهلية .. غير المجلس الأعلى للقوات المسلحة .

أمام هذه الصورة المحزنة والمؤسفة التي وصلت إليها الحال في مصر ، إذا كانت نتيجة إنتخابات الأعادة لصالح د. مرسي بدون شك لا أمان .

إذا كانت النتيجة لصالح الفريق شفيق بدون شك لا إستقرار. فأين المفر ؟؟!!

زد على ذلك ما يحدث على حدود مصر مع إسرائيل ، والتهديد بالتحكم في مياه نهر النيل كما جاء في هذين الخبرين .

إسرائيل بدأت التحرك والتحرش في سيناء .

إثيوبيا تهدد ببناء سد النهضة ، أو ربما تكون قد بدأت بالفعل البناء . وهذا سيؤثر تأثيرا كبيرا على مصر .

كلمة أهمس بها في أذن السيدة هيلري كلينتون مسؤلة الخارجية الأمريكية .. نرجوكي .. نرجوكي لا دخل لأميركا بالشأن الد اخلي لمصر . لا نريد تدخل أحد وإملاء ما نفعله أو ما لانفعله .

وأختم بالدعاء الذي يردده كل محب لمصر..

إحفظ بلادنا يارب .. وإحمي أراضيها ..

ما نقلته لكم هو نص ما سبق وكتبته ومع ذلك دعونا نشكر اللجنة التي أشرفت على الأنتخابات إن كان في الجولة الأولى أو الإعادة .

نشكر المجلس الأعلى للقوات المسلحة والشرطة المصرية على الحفاظ على أمن وأمان كل من كان بميدان التحرير و مدينة مصر .

نقول لكل المصريين .. صدقوني مصر لا تستحق منكم إلا صيانتها والحفاظ عليها ولم تنجح الدول الدينية لا في الزمن القديم ولا الحديث ولا المعاصر . الدين عو المعاملة والعمل . فهل سيحقق فخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي الأمن والأمان والسلام والإستقرار لمصر والشعب المصري ؟؟!!

من كل قلبي أتمنى هذا فمصر غالية في قلوبنا جميعا

أهنئك يا سيادة الرئيس.. ولكن/ مهندس عزمي إبراهيم

أهنئك يا سيادة الرئيس الدكتور محمد مرسي بفوزك برئاسة جمهورية مصر. أهنئك.. وأعترف بأني لم أعطيك صوتي... ومن الطبيعي أني لست وحدي من ضن عليك بصوته.
فبحسبة بسيطة، إذا كان تعداد الشعب المصري 85 مليون تقريباً، واذا افترضنا أن ربعهم قُصَّر أو معوقون أو مسجونون أو غيرهم، لا يحق لهم التصويت، فيتبقى حوالي 65 مليون مصري قادرين على التصويت سواء أعطوا أصواتهم أم لم يعطوها. جمعت سيادتكم 13 مليون صوتاَ تقريباً، أي حوالي 20% من شعب مصر القادر على التصويت. فيكون ما يقرب من 80%، أو على الأقل 75% من شعب مصر لم ينتخبوك سواء من أعطوا صوتهم لغيرك أو لم يعطوا صوتاً لأحد. شريحة كبيرة من شعب مصر ليسوا كلهم أقباط، ولا نساء، ولا مسلمين عاقلين متنورين متحضرين، ولا فلاحين وعمال وأميين بسطاء ينثرون حبات عرقهم درراً غالية لتروي أرض هذا الوطن.. لكنهم خليط من كل هؤلاء. هم فصائل من أهل مصر لا يشك أحد في حبهم النقي وولائهم الخالص لمصر وخوفهم عليها منك.. ومن النظام الذي أنت تابع له.
فالسبب في عدم التصويت لك (رغم نجاحك) هو حقيقة لا تنكر، وهي أنك تابع أمين لنظام ساقـَـك وساندك بتزوير وتزييف وارهاب وعنف حتى أجلسك على كرسي رئاسة هذا البلد الأمين: مصر.
أنت تابع لنظام ليس وطني مصري ولاؤه لمصر، بل عالمي سلطوي سيطري، شمولي الهدف، نازي المبدأ، ماسوني الوسيلة، ثعباني التعامل، ناري المسيرة، دموي التاريخ. لم ننتخبك لأننا مصريون نحب مصر ونخاف عليها منك ومن النظام التي أنت تابع له، ومن المرشد الأعلى الذي تتلقى تعليماته أنت بحكم تبعية النظام مطيعاً صاغرا، والذي هو بدوره يتلقي من المرشد الأعلى بقصور سويسرا تعليماته مطيعاً صاغراً.
نخاف على مصر منك ومنهم حيث أعلنتم عن أسوأ نواياكم، وهي إذابة هوية مصر، مهد أول وأعظم الحضارات، مصر التي تفخر أرقي دول العالم باسمها ومحض وجودها، وتحفل محافلهم ومتاحفهم وجامعاتهم ومدارسهم بكل بتاريخا وروائع حضارتها . أعلنتم بصفاقة تحويلها إلى دويلة أو إمارة شأنها شأن شقيقات دويلات أو إمارات كالصومال واليمن ونيجيريا وأفغانستان وغبرها تحت خيمة ما تسمونه "خـــلافة" وما هي إلا امبراطورية مستغلة للشعوب تفرض "الخراج" على دويلاتها وتستنزف حيوياتها لصالح عصبة باسم الدين، والدين منها ومنهم براء.
نخاف على مصر منك ومنهم حيث أكتشفت تعاقداتك المشوبة علناً وسراً مع دول أجنبية معادية وحكومات كالثعالب والثعابين مغرضة بتخطيطات وأجندات لا خير فيها لمصر من قريب أو بعيد.
نخاف على مصر منك ومنهم حيث وعدت بصفقة مشبوهة وغير حكيمة ببيع قناة السويس، أكبر مصدر حيوي لاقتصاد مصر بدينارات البترول البخسة لمدة 99 سنة لإمارة قطر، ناسياً دماء شهداء مصر التي سفكت في حفرها وادارتها وحمايتها واستعادتها من براثن أعداء مصر في حروب عدة.
نخاف منك ومنهم حيث قد جربنا وسائل نظامك في انتخابات ثبت عدم نزاهتها، وجربنا رجال نظامك في كراسي ثبت عدم كفاءتهم، وسمعنا لك شخصياً ولزملاء لك في النظام إصدارات وآراء وتهديدات وتوعدات لا تصدر إلا من فوضويين رجال عصابات وبلطجية.. بل لا تصدر عن قوم يؤمنون بكرامة الفرد في وطنه وحريته في اعتناق رأيه ومبدأه وعقيدته واختياراته الطبيعية والقانونية في الحياة.
لذلك ولغير ذلك لم ننتخبك.. ولكن شاءت أسباب تعرفها أنت جيداً أدت إلى أنك كـَسَبت أو كـُسِّبت سباق الرئاسة. ورغم أني أهنئك بفوزك برئاسة مصر، فلدي تحفظات عديدة، منها ما سردت أعلاه، تمنعني من أن أهنئ مصربفوزك برئاستها.
ولكني من وجهة نظر أخرى لن أعزي مصر لفوز من نراه ليس أهل لها ولا أمين عليها.. فما زال هناك الأمـــــل!!! ودعني أذكرك بفترة من تاريخـك ربما توقظ ضميرك فتستدرك أو تستدرج ما يحقق هذا الأمــــل!!!:
لقد عملت سيادتك بأمريكا (الكافرة كما يسمونها المسلمون) وعشت وأسرتك بها... نعمتم بدستورها العادل وديموقراطيتها النبيلة النقية وحرياتها المكفولة للجميع وقوانينها الحضرية المنصفة ورحابة أرضها وسماحة أهلها.
لم يعرقل القانون أو الحكومة أو الشعب أو الدين بأمريكا إنشاء المساجد وأداء العبادة. ولم تغلق أبواب الوظائف في وجوهكم بل وصل الكثير من المسلمين إلى أعلى المراتب بها في مجالس التشريع والقضاء والبيت البيض والجيش والجامعات وغيرها. ولم تفرض عليكم أمريكا (الكافرة) الجزية أو تعاملكم كمواطنين من الدرجة الثانية.. وأنتم لسم أبناءها أصلا، بل وافدون عليها.
سؤالي يا سيادة الرئيس:
هل تضمن كرئيس لمصر أن يعيش "أبنـــاء الوطـــن جميــعاً" سواسية تحت رعايتك وحكومتك بلا تمييز بين طائفة وأخرى كما عشت بأمريكا الكافرة في "عدالة الله والانسانية والقانون والدستور".. لا "عدالة الدين". فلا يمكن أن يكون للدين (أي ديـــــن) عدالة. حيث أنه من الطبيعي والمنطقي أن يتحيز الدين وشريعة الدين لطائفة بعينها دون الطوائف الأخرى.. حتى من نفس الدين. أي لا عدالــة في الديــن!!!
يا سيادة الرئيس..إذ أهنئك بفوزك برئاسة مصر.. هل تعد أبناء مصر بذلك؟؟؟
مهندس عزمي إبراهيم

التنسيق الفلسطيني الأخطر مع إسرائيل/ نقولا ناصر


("عملية السلام" حولت الاقتصاد الفلسطيني من أداة للمقاومة إلى أداة في يد الاحتلال ترسخ التبعية له وتجعل "الاستقلال" السياسي الفلسطيني مستحيلا)

إن الأضواء المسلطة على "التنسيق الأمني" بين سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي تبقي أنوارها بعيدة عن كشف التنسيق الاقتصادي الأوسع والأعمق والأخطر الذي يبقي الحياة الفلسطينية معلقة على العصب الاقتصادي الذي يبقيها تابعة تبعية عضوية لا فكاك منها للاحتلال ودولته، وهي تبعية تجعل التنسيق الأمني تحصيل حاصل لضمان استمرار التبعية الاقتصادية التي لا يمكن تحقيق "الاستقلال" الفلسطيني المأمول دون التخلص منها أولا.

منذ بداية الغزوة الصهيونية لفلسطين كانت المقاطعة الاقتصادية للمستعمرات اليهودية ومستوطنيها إحدى أدوات المقاومة الأولى التي استخدمها عرب فلسطين لصد تلك الغزوة، حيث كانت هذه المقاطعة أداة مقاومة رئيسية في ثورة عام 1936 ثم في الانتفاضة الفلسطينية الأولى أواخر ثمانينيات القرن العشرين الماضي وكذلك في انتفاضة الأقصى الثانية في مستهل القرن الحادي والعشرين.

غير أن "عملية السلام" التي أطلقت في العاصمة الاسبانية عام 1991 واتفاقيات أوسلو التي انبثقت عنها بعد عامين قد أنتجت "سلطة وطنية فلسطينية" يعتمد بقاؤها على تحويل الاقتصاد الفلسطيني من أداة للمقاومة إلى أداة في يد الاحتلال تطيل أمده وترسخ التبعية له وتجعل "الاستقلال" السياسي الفلسطيني مستحيلا.

إن التزام حكومة السلطة برام الله بالاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال، ومنها على سبيل المثال اتفاقية معابر قطاع غزة عام 2005، لا يزال يتخذ ذريعة "فلسطينية" لعدم فك الحصار العربي عن القطاع، وفك هذا الحصار ممكن، وهو إن تحقق يمكنه أن يحرر القطاع من استمرار ارتهان حياته الاقتصادية للاحتلال ودولته.

فالملحق السادس للاتفاق الانتقالي الاسرائيلي الفلسطيني على الضفة الغربية وقطاع غزة الموقع في واشنطن عام 1995 ينص في مادته الخامسة على "التعاون الاقتصادي"، و"التعاون الصناعي"، و"التعاون الزراعي"، و"تسهيل التعاون" بين "المؤسسات الاقتصادية وقطاعات الأعمال" و"إقامة المشاريع المشتركة"، و"التعاون بين المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم"، و"تسهيل التجارة بين السوقين"، و"جذب" الأعمال الدولية وبخاصة "الشركات متعددة الجنسيات". وكان قد تم في السنة السابقة توقيع بروتوكول باريس الاقتصادي الذي قال وزير الاقتصاد السابق حسن أبو لبدة إن لدى السلطة برام الله "ألف سبب" لإلغائه، معتبرا أن كون "فلسطين تحتل المرتبة 135 في العالم على مقياس أداء الأعمال .. مؤشر خطير على التحديات التي تواجه المستثمرين في بلدنا" (القدس العربي في 4/5/2012).

والمفارقة أنه بينما وصلت "مفاوضات السلام" إلى طريق مسدود سياسيا وأصبحت كل الاتصالات والمفاوضات تجري حول كيفية استئنافها، فإن التجارة بين "السلطة اللسطينية" وبين دولة الاحتلال تستمر في النمو بحيث بلغت قيمة التبادل التجاري العام الماضي حوالي (4.3) مليار دولار أميركي معظمها سلع إسرائيلية تتدفق على مناطق السلطة عبر آلاف الوكلاء والشركاء والموزعين الفلسطينيين أو مباشرة دون وساطتهم.

و"إسرائيل" اليوم هي الشريك التجاري الأول للسلطة الفلسطينية بينما تمثل مناطق السلطة ثاني أكبر سوق للبضائع الإسرائيلية بعد الولايات المتحدة.

في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في اسطنبول في الخامس من الشهر الجاري قال الرئيس محمود عباس إن الاحتلال "يحول دون تكامل الدورة الاقتصادية في بلادنا"، لكنه كرر التأكيد على "الوفاء بالالتزامات كافة المترتبة علينا في الاتفاقيات المبرمة ... وقدمنا كل ما هو مطلوب منا في هذا الخصوص"، متجاهلا أن "الوفاء بالالتزامات" هو على وجه التحديد الذي يقطع "الدورة الاقتصادية" الفلسطينية، لا بل إنه أكد أن "منطقتنا بحاجة إلى مد جسور التعاون والسلام والحوار"، ويشمل ذلك "جيراننا الاسرائيليين".

لكن استمرار هذه "الجسور" مفتوحة هو المسؤول عن التبعية الاقتصادية الفلسطينية الراهنة للاحتلال ودولته وهو الذي يمثل العقبة الاقتصادية الرئيسية التي تجعل "الاستقلال" السياسي الفلسطيني مستحيلا دون الاستقلال الاقتصادي، والعكس صحيح أيضا.

إنه فخ اتفاقيات أوسلو الذي أوقعت قيادة منظمة التحرير شعبها فيه.

وفي اليوم نفسه، كان محافظ سلطة النقد الفلسطينية د. جهاد الوزير يحذر، في مقابلة مع اليومية العبرية "كالكاليست" من أن "الأزمة المالية" التي تعيشها الحكومة برام الله "قد تسوء أكثر" إذا لم تف الدول العربية بتعهداتها بتوفير "شبكة أمان" مالية لها بحيث سيكون من الصعب عليها دفع رواتب موظفيها اعتبارا من تموز / يوليو المقبل، وأعلن بأن البنوك العاملة في فلسطين "تلقت تعليمات" بعدم منح المزيد من القروض للحكومة لأنها "وصلت الخط الأحمر"، وذلك بعد أسبوع فقط من دعوته عرب "إسرائيل" في مؤتمر المال والأعمال العربي الذي انعقد في الناصرة في الثلاثين من الشهر الماضي إلى الاستثمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وتذكر دعوة الوزير بمؤتمرات تشجيع الاستثمار التي ترعاها السلطة و"يسهلها" الاحتلال، مما يذكر بدوره برسالة الماجستير التي خلص فيها عيسى سميرات العام الماضي إلى أن استثمارات القطاع الخاص الفلسطيني في دولة الاحتلال بلغت ما لا يقل عن (2.5) مليار دولار عام 2011 مقابل (1.5) مليار دولار في الضفة الغربية، وأن حوالي (16) ألف صاحب أعمال من الضفة الغربية يحصلون على "تصاريح" للعمل في دولة الاحتلال وفي مستعمراتها الاستيطانية لتأسيس شركات ومصانع فيها يدفعون ضرائب عنها لخزينتها.

وفي مقابلة لسميرات مع "هآرتس" العبرية قال إن وزارة الاقتصاد في رام الله فسرت له ذلك بقولها إن "بروتوكول باريس" لا يحظر على الفلسطينيين الاستثمار لا في "إسرائيل" ولا حتى في مستعمراتها الاستيطانية، مما يذكر أيضا بقول رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو على موقعه الالكتروني (netanyahu.org) إن ذاك البروتوكول قد أبرم "من أجل منع إقامة حدود اقتصادية" بين الجانبين.

ولا يزال ما لا يقل عن (35) ألف عامل فلسطيني يعملون في المستعمرات الاستيطانية بالضفة الغربية، يدفع كل منهم حوالي ست دولارات يوميا رسم تصريح للعمل فيها، أي انهم في مجموعهم يدفعون (210) آلاف دولار يوميا لخزينة الاحتلال، حسب خالد منصور منسق مقاطعة سلع الاحتلال في دراسة له.

إن استثمار القطاع الخاص في المستعمرات الاستيطانية ومناطقها الصناعية واستمرار العمالة الفلسطينية فيها هما دليل فشل حملة المقاطعة التي قادتها حكومة السلطة برام الله ومفارقة اقتصادية تتناقض مع مطالبة السلطة بوقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات السياسية مع دولة الاحتلال.

لكن السؤال يظل معلقا عن السبب الذي ما يزال يحول دون السلطة الفلسطينية وحكومتها برام الله ومنع الاستثمار الفلسطيني في دولة الاحتلال ومستوطناتها، فسحب (2.5) مليار دولار من الاستثمار فيهما واستثمار هذا المبلغ في الضفة كفيل بفتح أسواق عمل وطنية تغنى العمالة الفلسطينية عن ذل العمل لدى الاحتلال ومستوطنيه.

واستمرار الوضع الاقتصادي الراهن تجسيد عملي ل"السلام الاقتصادي" الذي دعا نتنياهو إليه، حاثا على "الاستثمار اليهودي في الاقتصاد الفلسطيني"، بالرغم من رفض منظمة التحرير المعلن له، وهو وضع يسوغ التقرير الذي قدمته حكومة نتنياهو للدول المانحة في بروكسل في آذار / مارس الماضي لاثبات أن الاقتصاد الفلسطيني "لا يسمح بإقامة دولة مستقلة" فلسطينية.

في التقرير الذي قدمه ممثل اللجنة الرباعية الدولية، توني بلير، للجنة في بروكسل في الحادي والعشرين من آذار / مارس الماضي قال إن "التعاون الاقتصادي الفلسطيني الاسرائيلي مستمر في القطاعين العام والخاص". وهذا سر مكشوف يبدو أن الطرفين يتعمدان عدم تسليط الأضواء عليه.

ويبدو أن هذا "التعاون" قد اتسع ليشمل التعاون مع رأس المال اليهودي العالمي. فقد أبرم موريس ليفي المدير التنفيذي لشركة "بوبليسيز"، وهي إحدى أكبر شركات الإعلان في العالم، صفقة اشترى بموجبها مؤخرا (20%) من شركة "زووم" الفلسطينية، لتتكون منهما شركة "بوبليسيز زووم" الجديدة التي تضم قائمة عملائها بنك فلسطين. وليفي، الذي اشترى حصة أكبر في شركة إسرائيلية أيضا، حاصل على "جائزة القيادة الدولية" من رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأميركية، إحدى أذرع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، وقد علق على الصفقتين بأنهما تمثلان "مساهمة" منه في التنمية الاقتصادية "التي لا يمكن أن يحل أي سلام دائم من دونها" (صحيفة "الجيماينر" اليهودية الأميركية في 19/6/2012).

إن استمرار الالتزام الفلسطيني بهذا النهج الاقتصادي قضى عمليا على المقاطعة العربية لدولة الاحتلال التي تخلت مصر عنها أولا وتبعها الأردن ثم انسحبت منها البحرين بعد أن أسقطتها بقية الدول العربية بهذا القدر أو ذاك لتكون العربية السعودية آخر من أنهى حظر السلع والخدمات الإسرائيلية كي تتأهل للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، لتظل سورية يتيمة في التزامها بالمقاطعة ... في الأقل حتى الآن!

إن حجم هذا "التنسيق الاقتصادي"، وبخاصة الاستثمار الفلسطيني في المستعمرات الاستيطانية، يتجاوز كثيرا إطار أي ضرورات تبيحها المحظورات الوطنية الفلسطينية.

* كاتب عربي من فلسطين

للوطن نصبو.. ولا يكتمل الفرح ألا بكم/ سري القدوة

من هناك من تلك السفوح الشاهقة .. من حيث تحلم الروح بلقاء الجسد نتطلع اليك يا وطني .. وترنوا عصافير الفجر البرية .. الي لقاء امواج البحر الهادر .. ليكبر الفرح القادم وينتصب الشهيد امام المجد القادم .

تتفجر دموع اللقاء فيك يا وطني .. يكبر الالم ليكون الحلم الطويل له معني اللقاء ..

ما اجملك ياوطني وانت تكتمل الان .. ما اجملك عندما تلتقي محبيك .. عندما تترجم لحظات الفرح ومعني الحب الاسطوري الخالد فينا الي حقيقة .. ترتعش الايادي عندما تصافح النصف الاخر وترتمي في احضان الطبيعة لتتشكل من جديد ابتسامة امي عند دوار الساعة في حيفا عروس البحر المتوسط ..

يا وطن الاسري تكامل .. يا وطن الشهداء تكامل .. يا وطن محمود السرسك وخضر عدنان وهناء الشلبي .. يا وطن الجوعى والعطشى للحرية .. ياوطن تكتمل صورتك وتكبر مع اشراقة الفجر القادم ليكون قادمك الاحلى .. ويكون فجرك المشرق فينا .. لتعيش وتحيا .. يا وطن الشهداء والأسري يا وطن المخيم والبندقية .. يا وطن صبرا والبداوي ونهر البارد .. يا وطن كل فلسطيني يعشق الارض الطيبة ويقف كل يوم عند ساعة الغروب .. ينتظر فجر العودة والرحيل بصمت الي بقايانا المتناثرة .. الي وطن عاش فينا اسمة .. فلسطين ..

تلك هي الملحمة البطولية التي تكتب بدون عنوان وتأتي فجأة بدون أي مقدمات .. فماذا يعني أن تكون انت كما انت .. ماذا يعني أن تكون انت الفعل والحب .. وأنت لمحة الوفاء والبقاء .. وأنت الشعر الذي لم يكتبه الشعراء .. وأنت النص الاخير في دفاتر العودة والتحرير .. انت كنت كما انت .. انت كتبت اسمك في سجل الخالدين .. وكنت خالدا في الذاكرة الفلسطينية القادمة .. أردت أن تعيش للأجيال .. وان تسجل قصة العودة مع حزيران .. أردت أن تكون الفعل والعمل والقول وأردت أن تثبت لهؤلاء الصامتين .. أن الصمت لم يعد له وجود في قاموس العمل وان العمل والموقف هو سيد الفكرة..

هذا هو انت عملت دون أن تتوقف ودون أن تتسائل عن المصير .. كان هدفك أن تكون ( محمودا ) في السماء .. تتلمس الفكرة لتصنع ملحمة الفلسطيني في صحراء النقب .. وتترجم معني أن تتذكر يوما حصان صلاح الدين وقلاع عكا .. انت عشت فينا وكتبت ملحمة الحقيقة .. عشت الواقع وكنت الوفي لحالة الا وعي في ذاكرة المجد الفلسطيني القادم ..

حبيبي محمود اكتب اليك بصمت عن لحظات الصمت التي عشت بها ولعلك تقرا نصي يوما ما فتشعر بوجعي وألمي وإحساس شعبي الذي فقد البوصلة وأضل الطريق .. جئت انت بصمتك وجرحك لتصوب معني الرحيل وتكتب ملحمة صمودك في تاريخ صنعة العظماء منا .. كنت في لحظاتك صمودا وإرادة وروعة الحب الذي تنامي فينا وشكل معني للوفاء والبقاء .. معني للفكرة والرحيل الاخير ..

انت شكلت بوصلة الوطن من جديد .. واخترت طريقك نحو الفرح والبقاء .. وسجلت فكرة عنوانها أن نكون ونحيا من جديد .. وان لا نقف ننتظر امام طابور الموت مرتين .. عشت حرا وحلقت في السماء رغم قيودك .. وعاشت فلسطين وانتفضت لأجلك .. وسجلت ملحمة التواصل مع الاجيال لتكتب وعلي راس الصفحة الاولي .. فلسطين عربية .. فلسطين تصنع ثورة .. ثورة الكرامة والنصر .. ثورة التحرير والعودة .. ثورة البقاء والإرادة ..

تلك هي التي تسمي فلسطين .. هي وطن الاحرار والشرفاء والأبطال الذين يكتبون حكاية عشقهم لحيفا وحكاية بقائهم في قلعة الصمود رفح .. وحكاية نهر البارد الفلسطيني الصامد امام كل محاولات الابادة المتجددة ..

هم ابطال فلسطين يرفضون الانقسام والأيام السوداء .. يرفضون أن يكون الوطن وطنين .. ويرفضون أن تنقسم فلسطين .. وان يتاجر بها في سوق عكاظ .. يرفضون أن نركع .. ويصرون أن لهم وطن وحكاية لهم معني أن تكون الروح عاشقة للأرض .. وان تكبر فينا فرح الطفولة للقاء من احببناهم وعشنا لأجلهم ومن لا يمكن أن ننساهم ..

هي فلسطين التي تتشكل فينا من جديد .. هي الفكرة التي تكبر كل يوم .. هو وطن الاحرار والأبطال والشرفاء الذي يتكامل فينا .. هي كلمات العودة الخالدة وقطعة خبز في يد امرأة عجوز تنتظر امام بوابة فاطمة لتعود .. هي صحوة شعب يتزاحم علي جسر العودة ليكتب اسم فلسطين في ذاكرة المجد عنوانا وحكاية عشق لا تنتهي ..

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

بسيخُوَطني/ جواد بولس


امتحانُ قبولٍ في الجوقة الوطنية أو في حب الوطن

من وحي تجربة نجاحات معاهد تدريب ناشئتنا على اجتياز امتحانات البسيخومتري، لجأت إلى فكرة مقالي هذا. تلك المعاهد زوَّدت شبابنا بثقة وأدوات علمية ذللوا بها ما حاولت إسرائيل وضعَه كعقبات في طريق الحلم وبسمات الأمل.
حياتنا أصبحت معقَّدة، كأقلية عربية في دولة أكثريتها يهودية تحسَبُنا أعداءً وخونة وأغرابًا نقيم على شرط وموعد مع الشرق، من جهة، وكمجتمع فقد كثيرًا من بوصلاته "الوطنية" وتاه بين تديّن مزيَّفٍ زاحف يقضي على كل ملجأ وبيت ليبقي بيوت الوعّاظ والكهنة بيوتًا للأمان الواهم، من جهة ثانية، وعائلية تفكّك ما حيك من عرى، وجهل يعمي وبطون تشقى وليس لجميعها مراع تقي من جوع وشيوخ تسترها من شظف عيش ومهانة.
حياتنا أصبحت معقَّدة وكفيلة بأن تطرح أمامنا كل يوم معضلة وسؤال. في الماضي، في زمن الجرح الأول، كانت الألوان طيفًا واليوم كل لون أطياف. في الماضي، كان العميل من يسلّم معلّمًا في قرية عزلاء منسية تجرَّأ على قراءة "الاتحاد الشيوعية" فيكون خراب البيت والمنفى، واليوم ما العمالة وكيف تكون الخيانات؟!.
هي محاولة أقوم بها محاولًا رصد عينات مما طرحته طاحونة الحياة من حَب عصي ومعاضل وربما تستدعي الحالة تأسيس معهد على غرار معاهد تدريب البسيخومتري لكنّها، في حالتنا، ستكون معاهد "بسيخوَطني" تهدف إلى تعريف الأجيال بتعقيدات الواقع وربما تزويدهم ببعض من ثقة ونور يكشف لهم أين الوطن يكون والوطنية وأين وكيف يمارس كثيرون ويبرعون في علم اسمه "الوتوتنية".
وبعد المقدمة إليكم مجموعة من الأمثلة التي تصح أسئلةً في امتحان "البسيخوطني" الأول.
لقد نشأ أبناء جيلي على قناعة أرساها من قاد مجتمعنا بعد النكبة تحظر التعاطي مع عقارات وممتلكات تركها اللاجئون والمهجرون من أبناء شعبنا، الذين ما زالوا يعيشون على ميعاد مع العودة ومفاتيح بيوتهم تعلَّق في القلب ووسائد لحلم وأمل. من عارض الوصية والفرض اعتبر خارجًا عن الصف الوطني ومتعاونًا مع إسرائيل ومحاولاتها القضاء على حق العودة وطمسها لشواهد التاريخ والنكبة. فأملاك اللاجئين لا تُقرَب ولا يتاجر العربي "بدم" وحلم أخيه العربي.
على ما يبدو تغيّرت معايير وانقلبت قواعد والوطنية تلك اندثرت واستبدلتها وطنية جديدة "خلنج" تفيدنا، كما نادى المنادي، أن جمعية وطنية ناشطة بيننا استطاعت أن تنقذ، بعملية شبه فدائية، عقارين هامين في مدينة حيفا كانا في حيازة مؤسسة يهودية .
القضية في منتهى البساطة والوضوح، فليس يعنيني هنا من موَّل الصفقة (وبرأيي لا فضل لمال قطري على مال فرنسي مثلًا كما حاول البعض إيهامنا!) ولا أي حزب عربي سيستفيد من هذه الصفقة (فتحويل تلك المباني لمركز ثقافي يخدم جميع من يرغب هو عمل هام وإيجابي) ولكن يستفزني صمت هيئاتنا الشعبية الوطنية (لجنة المهجرين، الإخوة في أبناء البلد، قادة الأحزاب العربية والإسلامية) إزاء هذه الصفقة. وسؤالي لكم، هل لنا، نحن المواطنين البسطاء، أن نفهم أن الوطن والوطنيين أبطلوا الحظرَ القائم؟، ومن اليوم كل تاجر وقادر وشاطر يستطيع "إنقاذ" و"تخليص" عقار، صاحبه لاجئ، من أيدي شاغله اليهودي فليفعل وسيكون فعله وطنيًا بامتياز؟. فالأرض، كما أفادنا الشارون، تعود ملكيتها لعائلتين فلسطينيتين هجّرتا في عام النكبة (عائلة "المر" وعائلة "الأبيض"). والأرض اغتصبها الناكبون وأقاموا عليها مبنى شغلته حركة "مكابي" الصهيونية، واليوم، في صفقة تجارية عادية، نجحت تلك الجمعية وبمشقة عارمة، كما صرحوا، أن تنقذها من الغاصبين! يبقى السؤال، يا سادة، إن قبلنا، مبدئيًا، بإمكانية التعاطي مع أملاك اللاجئين الفلسطينيين على أساس تجاري صرف فماذا سيبقى من حلمهم والوعد؟ فماذا لو بعد حين قررت هذه الجمعية، لأي سبب كان، بيع هذه العقارات، واستطاع "موشي" شراءها حسب القانون وأصول السوق، فبأي إدعاء سيجابَه هذا "الموشي" وبأي حق؟ وماذا سيتبقى من حق العودة لعائلة المر وعائلة الأبيض؟ هل سيعوّضهم أصحاب الحناجر ودفاتر الشيكات بما يتلاءم وحجم المصيبة؟! باختصار المختصر، هل يمكن التعاطي، من اليوم فصاعدًا، مع أملاك الغائبين على أنها عقارات كباقي العقارات، الخاضعة لقوانين السوق العادية ومن باب أولى يصفّق لصفقة شراء (بتمويل قطري أو آخر) إن كان الشاري (حاليًا) عربيًا والبائع (حاليًا) يهوديًا؟
وما دمنا في قصة هزيمة "مكابي" وخسارتها قلعة من قلاعها في مدينة حيفا التي تحتفل وكل صغير وكبير من أبناء شعبنا الفلسطيني، كما فهمنا، بما زُفّ لها من بشرى وخبر، فلأثقل وأسأل ماذا عن فرق كرة القدم في قرانا المنتسبة "لمكابي" و"هبوعيل" و"بيتار"؟ هل على هذه الفرق إعلان انفصالها وطلاقها من هذه الأمومة التي لم تكن يومًا حنونة؟ وما رأي الوطن وأصحاب البوصلة والمساطر؟
وفي ذات السياق نسأل، ماذا مع مئات الأطباء والممرضين والموظفين في صناديق المرضى التابعة لهذه المؤسسات الصهيونية الخبيثة؟ هل يُسمح للمناضلين الوطنيين ومن يؤمنون طبعًا بحق العودة، أن يبقوا جنودًا في صفوفها، فحياتنا هنا معقدة والجوع كافر والسترة واجبٌ ودين، حتى وان كان الحليب يقطر من ثديين مكابيين.
وفي ذات السياق نسأل، تحرير مبنى شغلته "مكابي" ذات يوم يعد نصرًا فلماذا نقاتل في قرانا ونركض وراء مؤسسة "هبايس" لتبني لنا قاعات ومكتبات وغيرها وهي التي أموالها من "رجس" وتشترط أن يبقى اسمها لامعًا يزين واجهات تلك المباني. "هبايس" هذه هي مؤسسة صهيونية غنية بامتياز، فماذا تقول البوصلة هنا؟ وإن بنت هل يحق للعربي استعمال هذا المبنى وهو المقام من أموال باطلة؟
نقلت في هذه العجالة عينات من بيدر حياتنا المعقد/البسيط. لا أزايد على أحد لكنّ المزايدة دائمًا استفزتني وأقلقتني، لأنّها كانت وما زالت من المعوّقات الأساسية التي عطّلت مسيرتنا في هذه الدولة وفي هذا الواقع الشائك الأليم.
لا أزايد على أحد ولكن لا ينفردَنَّ أحد ببوصلة عجيبة وبفانوس الوطن السحري، ولذا، وفي سبيل المكاشفة، سأمضي وسأعرض لبعض من مآسينا ومعاصينا فحياتنا صعبة، معقَّدة وبسيطة وهي لذلك بحاجة دائمة لمعاهد تعنى بتدريبات مُغنية على "البسيخُوَطني" علَّنا نجد الدواء. فإلى لقاء قادم مع فصل آخر من فصول الحياة.

إلي المصريين: مرسي خير عقاب لكم/ سلوي أحمد

منذ ان بدأت حملة محمد مرسي في الاعلان عن تقدم مرشحهم في الانتخابات الرئاسية بدأ ت اتابع رد فعل الناس عن الخبر في القنوات التليفزيونية وفي مواقع التواصل الاجتماعي ولاحظت كم الحزن والخوف من الكثيرين من شعب مصر وشعورهم بالاحباط الشديد .
فقد جاءت الاتصالات التليفونية لتعبر عن هذه المشاعر كما بدت ايضا من خلال التعليقات المختلفه عي مواقع التواصل الاجتماعي وايضا بدت علي وجوه الكثيرين من الاعلاميين والمحللين السياسيين ففي احد البرامج ومع بداية تواتر هذه الاخبار التي تفيد بتقدم محمد مرسي رأيت المذيعة ومن معها من الضيوف وقد علا وجوهم الحزن حتي بدا واضحا وضوح الشمس .
وإلي هذه اللحظة التي اكتب فيها هذه الكلمات لازالت تلك النتائج التي تشير الي تقدم محمد مرسي نتائج غير رسميه لم تؤكدها بعد لجنة الانتخابات الرئاسية التي حددت يوم الخميس كموعد نهائي لاعلان النتائج .ولو جاء الخميس وتأكد الخبر فانني اري ان هذا هو خير عقاب للشعب المصري جراء ما قام به في حق الرئيس والزعيم محمد حسني مبارك
فبعد كل ما حدث من المصريين تجاه هذا الرجل وبد الانكار لكل ما قدم وبعد كم الظلم الذي تعرض له من ابناء الوطن كان لابد ان يكون هناك عقابا من الله ومرسي هو خير عقاب لنا كان لدينا رئيس وصفوه بانه لا يحترم القانون ويسيطر علي القضاء هذا الرئيس الذي كان اول ما شغله عند ترك الحكم ان يكون الامر دستوريا لا يخالف الدستور او القانون حتي لا يكون ذريعه لتجاوزات دستوريه تأتي من بعده هذا الرئيس الذي خضع للمحاكمة كاي مواطن عادي وعندما حكم عليه بالمؤبد لم يعترض علي حكم القضاء وسلم لارادة الله هذا الرئيس الذي ذكر في خطاب قريب له قبل التخلي عن الحكم ان للقضاء السيادة الكاملة وليس لاحد ان يتدخل فيه وهذا ما اقر به القضاه انفسهم هذا الرئيس الذي استجاب لارادة الشعب عندما خرج يطالبه بالرحيل فما كان منه الا ان استجاب لهذه الارادة رغم ان من طالبه بذلك لم يتعد جزء بسيط من شعب يبلغ تعداده 85 مليون .
في المقابل وجدنا الرئيس المنتظر محمد مرسي وهو يخرج علينا في مؤتمر صحفي في الربعة صباحا ليعلن لنا فوزه في انتخابات الرئاسة في الوقت الذي لازالت فيه عملية الفرز قائمة لم تنتهي بعد في الوقت الذي لم تسكتمل الاجراءات القانونية التي تؤكد فوز المرشح فلا زال هناك طعون تقدم وعمليات فرز تجري لم يلتزم المرشح والرئيس المنتظر بالاجراءات الصحيحة فكان اولي بانسان سيكون رئيسا لمصر ان يلتززم بقانوها الذي ينص علي ان اللجنة العليا للانتخابات هي المخولة باعلان النتيجة الرسمية للانتخابات ولكن هذا لم يحدث .
الامر الثاني اعلنت الجماعة التي يتنمي اليها المرشح وبعض الحركات التي تؤيده منها حركة 6 ابريل انه في حالة فوز احمد شفيق وخسارة مرسي فانهم لن يعترفوا بالنتيجة وسوف ينزلون الي الميدان ضاربين بالارادة الشعبية عرض الحائط وكأن هذا الشعب لا يساوي شيئا فاذا جاء رايه موافقا لهواهم احترموه واذا خالفهم لا يعترفون به ويصفونه بالجاهل الذي يحتاج الي الوصاية
ثم جاءت الحزب الذي اليه المرشح ليعلن انه يدرس اقتراح بان يحلف الرئيس اليمين امام مجلس الشعب في ميدان التحرير هذا المجلس الذي اصدرت المحكمة الدستوريه العليا قرار بحله فهوكأن لم يكن وهذا تحد اخر للقانون عندما يدرس مقترح بحلف اليمين امام مجلس منحل بحكم القانون فهو يعطية شرعية ليست له ويخالف الاعلان الدستوري المكمل والذي ذكر ان الرئيس سيؤدي اليمين اما المحكمة الدستورية
الاغرب من هذا اننا سمعنا المواطنين وهم يبدون خوفهم وانزاعجهم من امور عدده وهي في الحقيقة ليست من فراغ ولكن بناء علي استنتاجات من افعال قامت وتقوم بها الجماعة التي ينتمي اليها المرشح فهناك خوف من جانب الاخوه المسيحيين ومن وضعهم وكيف سيكون التعامل معهم في ظل فوز محمد مرسي ولهم كل الحق في هذه المخاوف في ظل التصريحات الكثيرة التي سمعناها من الجماعة ومؤيدها فيما يخص المسيحيين وكانهم ليسوا ابناء الوطن
الاخطر من ذلك هو ان تشعر ان المواطن يخاف علي مصر واسرارها من رئيسها امر محزن وامر يدور في اذهان الكثيرين في ظل انتماء محمد مرسي لجماعة الاخوان المسلمين . رايت وسمعت الكثير مما يؤكدا علي ان الشعب يري ان فوز مرسي هو الكارثة الا من ندر ممن يؤيدون المرشح
وخلاصه ما سبق ان هناك رئيسا جاء ليخالف القانون وهو لم يصل للحكم بعد وشعب يخشي ويخاف علي الوطن من هذا الرئيس وليست شماته مني او تشفي عندما اقول انني اشعر بالسعادة لما اري فكان لابد ان يكون هناك عقاب لنا بعد ما فعلناه بالرئيس مبارك لابد ان نري مرسي حتي نعرف من هو مبارك .
مبارك الذي يتباري كل انسان سفية ووقح بسبه وشمته يتباري الجميع ليظهر بدور المقاتل الشجاع والوطني المخلص فيلفق له التهم ويبحث له عن الدلائل التي تدينه وتصل به الي اقصي العقوبات . ان مرسي هو ما يستحقه الشعب هذا الشعب الذي اهان زعيما احترمه واجله العالم واعترف له بالحنكة والحكمة هذا الزعيم الذي لم نشعر يوما بالخوف علي مصر او علي انفسنا حينما كان بيننا .
وقد يرحم الله شعب مصر ولا يؤاخذه بافعاله ويجنه هذا المصير ويتقدم شفيق ويكون هو الرئيس ولكن هذا لا يعني ايضا ان الله جنبا العقاب ولكن يعني انه سبحانه خففه عنا لان الايام القادمة ستثبت وبالدليل القاطع الذي لا يدع مجالا للشك ان ما كان يحمله الرئيس مبارك فوق اكتافه ويسير به هو حمل ثقيل تنوء به الجبال ستثبت الايام ان مبارك يصعب ان ياتي رئيسا بعده ليسد الفراغ الذي تركه ستثبت الايام اننا بفقدان هذا الرجل فقدنا الكثير
وفي تلك الليالي الظلماء التي نفقتد فيه البدر لابد ان نذكر الرئيس مبارك ونتمني له الشفاء ونقول لسيادته قريبا سيندم كل ما اهانك او اسبك قريبا سيعرف الجميع انهم خسروا الكثير بما فعلوه معك فلك منا سيادة الرئيس كل الاحترام والتقدير ولتعلم سيادتك ان الله يمهل ولا يهمل .


عندما تأمر الطفولة علينا السمع والطاعة/ صالح الطائي

أربعة عقود وأكثر وأنا مغرم بقاتلتي حد الصبابة فلا أطيق فراقها ولو لبضع ساعات، وحينما كنت أشعر بثقل ضغطها علي كنت أحاول التمرد، وأحث النفس على فراقها ولكنها لا تطيعني. كانت محبوبتي قد استخدمت كل ما متاح لديها من قوة لتأسرني وتحولني عبدا لسطوتها ولم يكن اللهاث والسعال والرائحة الكريهة تشفع لي عندها لتعتقني وتعفو عني وتأمر بفراقي.
أنا لا أبالغ إذا ما وصفتها بهذا الوصف فهي لا تعتق أبدا إلا لتذل المرء أو تضعه في أدنى درجات التصاغر. في شبابي كان عندي صديقا من صغار الموظفين يدخن مثلي بشراهة، ألتقي به أحيانا فأقدم له سيكارة فيعتذر عن قبولها وحينما أسأله السؤال التقليدي: ها تركت التدخين؟ كان يجيبني ضاحكا: لا والله، هي التي تركتني مؤقتا! ويحدث هذا طبعا حينما يشكو صاحبي من الإعسار المالي فلا يملك ثمن علبة السكاير.
أما أنا فلم اتركها ولم تتركني منذ أن عرفتها وعرفتني على يد صديق سوء عدو جملها بعيني ورغبني بها حتى بدت جميلة الجميلات، ثم لما تكشفت نواياها بان قبحها والسوء في خلجاتها. ولقد بدأت في الآونة الأخيرة أشعر بوطأتها علي لدرجة أني كنت على استعداد لأن أعطي من يخلصني منها حتى يرضى.
في هذه الأجواء المشحونة بالتوتر كان حفيدي محمد أيمن قد أنهى الامتحان الوزاري للدراسة الابتدائية وجلس ينتظر نتيجة الامتحان، وكنت حينها أفكر بنوع الهدية التي تلائم طفلا في الثانية عشر من عمره بعد أن عجزت عن اختيار هدية تتساوق مع النتيجة التي أتوقعها له، فقررت أخيرا أن أسأله وأترك له حرية اختيار الهدية.
سألته: أي هدية تحب أن أهديك يا حبيبي؟
قال: وتهدينها إذا طلبتها؟
قلت: نعم إن شاء الله إذا ما كنت قادرا عليها. فما هي؟
قال: أنت قادر عليها لأنك تقدر على ما هو أكبر منها بكثير، فهل تفعل؟
قلت: في مثل هذه الحال أوافق فما هي؟
قال: قبل أن أقول لك ما هي تعهد لي انك لن تخلف وعدك ووقع لي هذه الورقة. كانت الورقة مطوية فلا يظهر ما مكتوب فيها إلى العلن، وقعت في ذيلها الأبيض، ففتح طويتها وعرض ما مكتوب فيها أمامي وكان بالنص: جدي العزيز أكبر هدية تقدمها لي هي أن تترك التدخين فعاهدني أمام الله على ذلك.
احتضنت حفيدي وقبلته وألقيت على مسامعه محاضرة طويلة عن الأسباب التي تحول بيني وبين ترك التدخين، لم أكن مقتنعا بمضمونها. ولذا كنت أشعر بتفاهة ما أقول وكنت أرى نفسي طفلا يقف أمام حفيده الرجل، فاحتقرت عادة سيئة تضعني في مثل هذا الموقف المهين وقررت في داخلي أن احقق له هذه الأمنية التي فضلها على أجمل الهدايا.
دار هذا النقاش بيني وبينه صباح يوم 6/6 بعد أن استلم نتيجته وكما توقعنا كان الأول على المحافظة، وهي نتيجة كبيرة تستحق هدية كبيرة حتى ولو كانت التضحية بعلاقة طولها ستة وأربعون عاما.
ومنذ تلك اللحظة وحتى الساعة الرابعة عصرا من نفس اليوم كنت قد دخنت بإفراط إلى حد الثمالة والتقزز لأخطو نحو الجرأة وأنا واثق من فعلتي التي توجب علي خوض حرب غير متكافئة مع عدو غدار.
في الرابعة عصرا أزفت الساعة، ساعة التحدي والصمود، حملت علبة السكائر الموضوعة أمامي وحطمتها بالكامل وألقيت بها في سلة المهملات، ورميت القداحة بعيدا، وصمت كليا عن التدخين. منذ الرابعة من عصر يوم 6/6 ولحد الآن وأنا لا زلت صائما صامدا، وكلما نظر إلي حفيدي وأنا أتلوى من تداعيات ترك التدخين، يصرخ بصوت عال: أحلى هدية .. أحلى هدية، فأزداد إصرارا على المقاومة لأنني بصبري ومقاومتي أعلمه معنى الانتصار، ومن جديته وبراءته أتعلم معنى التوهج والتحدي والعناد.

بمزيد من الأسى.. ننعى فقيدة المعاقين مصر/ مجدي نجيب وهبة


** بمزيد من الأسى والحزن .. ينعى موقعنا "صوت الأقباط المصريين" ، نيابة عن كل مصرى ، حر ، شريف .. فقيدة المعاقين والأغبياء والخونة والمأجورين .. إنها أمنا "مصر الغالية" التى بليت بكل هذه المصائب والذرية الفاسدة التى نسبت إليها ..
** كم من مرة .. حذرنا المجلس العسكرى ، بصفته المسئول عن أمن وسلامة هذا الوطن ، من الإخوان الكذابون والمضللون !! ..
** كم من مرة .. كتبنا إلى المجلس العسكرى ، نحذره من تسليم مصر للإخوان .. ولكن لا فائدة !!..
** كم من مرة .. نشرنا جرائم الإخوان ضد الوطن منذ مائة عام ، وكم من ضحايا سقطوا جراء هذه العمليات الإجرامية .. ولكن يبدو أننا كنا نؤذن فى مالطة !!.
** كم من مرة .. حذرنا المجلس العسكرى بعدم تسليم مصر للفوضى والإرهاب .. ولكن بلا فائدة !!..
** لقد حذرنا المجلس العسكرى .. وأفصحنا لهم عن ماضى الإخوان .. ولكن للأسف ، أعطى المجلس العسكرى ظهره للشعب المصرى وللوطن .. وأعطى وجهه للإخوان ، ولـ "6 إبريل" ، والوطنية للتغيير ، وكفاية .. وكل ما هو قبيح !!..
** إن تسليم حكم مصر لممثل الإخوان "محمد مرسى" ، رغم العديد من حالات التحذير ، هو الإعلان عن وفاة مصر ، وسقوطها بلا عودة .. نعم ، سقوطها فى الظلام ، والجهل ، والمرض !!
** خسارة يامصر .. خسارة يابلد .. كان مبارك رغم كل السيئات التى رأيناها فى ظل حكمه ، هو أفضل مليون مرة من هذا الخراب الذى بليت به مصر ، مع حلول فجر يوم النكبة الكبرى لوفاة مصر الحرة .. يوم الإثنين 18 يونيو 2012 !! ..
** حذرنا أن وصول الإخوان فى مصر إلى سدة الحكم ، هو إعلان عن سقوط مصر إلى الأبد .. فى ظلام الجهل والفقر .. ليس هذا كلامى ، وليس هذا من بنات أفكارى .. وإنما هو كلام موثق من التاريخ .. فأيديهم ملطخة بالدماء ، وأفكارهم دموية .. لا يعترفون بالأخر .. ولا يعترفون بالوطن .. ولا بالحدود .. ولا بالديمقراطية .. كل قناعاتهم هى مبدأ "التقية" .. فهم يظهرون عكس ما يبطنون !!.. إذا حلوا بمكان  ، صار به الخراب .. وإذا ما نشروا فتاويهم ، إنتشر الدم والدمار ..
** حذرنا المجلس العسكرى ، وقلنا له .. إنكم تسقطون تاريخ مصر الذى بدأ مع ثورة 23 يوليو رغم أنكم رجالها ، بل وتسقطون كل دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن تراب هذا الوطن فى 1967 ، فى رمال سيناء .. وتسقطون دماء الشهداء الذين سقطوا فى حرب الكرامة فى أكتوبر 1973 !!..
** الأن .. تحولت مصر إلى سواد .. ثم سواد .. ياخسارة يامصر ، الحرة الشريفة .. لقد أسقطك كل رموز الجهل والفقر والمرض والخراب .. ياخسارة يامصر .. أسقطك الحقير "أوباما" ، والعاهرة "كلينتون" ، ومجالس حقوق الإنسان ..
** لم نتنسم نسيم الحرية إلا فجر 14 يونيو 2012 .. عندما أعلنت المحكمة الدستورية العليا .. قرارها التاريخى بحل مجلس الدعارة والأحقاد والتدليس .. ولكن يبدو أننا لم نتعود الفرح .. وتساءلنا ، هل هناك سيناريو يتم على هذا الشعب ، فيتم حل المجلس من جانب ، ثم يتسلم "مرسى" الوطن من باب أخر ، ليتولى إعداد الحكومة ، ثم يعود المجلس كما كان !! ..
** كنت أتمنى ، عندما تعرض البعض للقهر ، والعنف ، والتهديد بالقتل .. للحيلوله بينهم وبين الإنتخابات فى بعض المدن والقرى .. أن يتم وقف الإنتخابات فورا ، وأن تسقط أصوات هذا المرشح لصالح المرشح الأخر .. حتى يرتدع ، ولكن للأسف .. لم يجد الشعب من يحميه من القتلة والسفاحين .. بل وصل التجاوز إلى حد إختراق أجهزة الدولة ، وإختراق مطابع الأميرية ، وتسريب الدفاتر ، إلى جميع اللجان ، ليكتشف منها البعض ويمرر الألاف منها ، فى حراسة الشرطة والمجلس العسكرى !! .. كنت أتمنى أن توقف هذه المهزلة ، وأن يصدر المجلس العسكرى قرارا بوقف هذا الأفاق المزور ، الذى إعتمد حزبه على التضليل والكذب والتزوير .. كيف يكون من يحكم مصر بهذه الصورة ؟!!! ...
** هل نصرخ ونقول .. العوض على الله فيكى يامصر .. هل أنا أحلم .. هل أتى اليوم الذى يحكمنا فيه الذين خرجوا من السجون ، والمعتقلات .. هل وصل الغباء لهذا الشعب أن يبيع وطن بأكمله بكيلو سكر أو زجاجة زيت ، أو مائة جنيه !! .. هل يمكن أن أعتبر هذه الإنتخابات نزيهة ، بينما هناك 90% من هذا الشعب مغيب وجاهل ، وغير مؤهل للديمقراطية !! ..
** لم يعد لدىّ رغبة فى الكتابة ، أو متابعة أى أخبار .. لقد قدمت كل ما عندى .. إجتهدت وقدمت الكثير من أجل مصر .. ومن أجل أن أوقظ ضمير الموتى والأغبياء .. ولكن للأسف .. بلا فائدة ..
** حذرنا الأقباط ، والإعلام القبطى ، والمواقع القبطية .. الذين إحتضنوا جماعات 6 إبريل ، ومجموعة كثيرة من المتحولين .. حذرنا الكثير والكثير .. صرخنا "مصر بتضيع" .. الغباء تملك الجميع .. ماذا ننتظر من هذا الشعب الذى ظل يجلس على الكنبة .. والجميع يصرخون "إنزل يابنى أدم" .. ولكن البنى أدم لم يعد يحس ولا يدرك .. فهو يجلس بلا حراك فى غباء وسلبية متعمدة!! ..
** حذرنا الإعلام بكل طوائفه .. ولكن الجميع باعوا مصر .. وحصدوا النتيجة .. حتى الإعلام القبطى ، لم يراعى مصلحة الوطن .. ظل كل الإعلام القبطى يجامل المتخلفين والإخوانوجماعة 6 إبريل !!! ..
** حذرنا من الإعلام الفاسد الذى تقوده قناة "o.t.v" ، ولم يشأ رجل الأعمال "نجيب ساويرس" ، بالتدخل ، وإنقاذ مصر ، وإبعاد "يسرى فودة" ، أو "ريم ماجد" .. ثم ماذا ينفع الندم .. لن يتغير شئ ، وإنتهى كل شئ .. ولا أندب .. ولكن أقول حقائق .. لكم أن تفهموه ، أو لا تفهموه .. فقد كتبنا كثيرا .. ولكن لم يسمعنا أحد !! ..
** البلياتشو المهرج فى قناة "o.t.v" .. "باسم يوسف" .. والذى أعرب عن سعادته بخسارة الفريق "أحمد شفيق" ، وتقدم "محمد مرسى" .. كان منذ بضعة شهور ، أحد ضيوف منظمة الأقباط بأمريكا فى إستضافة "موريس صادق" !! ..
** كم من قناة مسيحية ، رحبت بالمدعو "وائل غنيم" .. والأن هو يرحب بفوز "محمد مرسى" .. كم من قناة أعربت عن حبها للأسوانى الذى سارع بتهنئة مرسى .. ألم يكونوا كل هؤلاء أصدقاء أحد الأباء الكهنة ، الذى ساند 6 إبريل ، وتفاخر بوجوده فى التحرير ، وإعتصامه بالخيام ، وتناسى دوره داخل الكنيسة ، بل وشجع شبابا كثيرون من الأقباط لإنضمامهم لـ 6 إبريل ، والأن هو خارج مصر بعد خراب مالطة !! .. كما ظهر من شباب الأقباط من إدعوا أن المرشح الإخوانى "مر" ، والأخر "أمر منه" ، وإمتنعوا عن التصويت ، ورفضوا سماع النصيحة ، بل لقد سمعت من أحد الأباء الكهنة ، أنهم يتطاولون على الكهنة والكنيسة ، ويدعون المعرفة ، وقد تسببوا فى خراب الكثير مما نعيشه الأن !!
** حذرنا المجلس العسكرى ، فى مقالات عديدة مما يخطط له الإخوان لهدم مصر ..
فى 17 يناير 2012 .. تساءلنا فى مقال بعنوان "المجلس العسكرى واخد مصر على فين" .. ولم نجد إجابة !! ..
فى 2 فبراير 2012 .. كتبنا مقال بعنوان "من يحكم مصر .. المجلس العسكرى أم الجماعات الإسلامية" .. ولم يتغير شئ !! ..
فى 11 إبريل 2012 .. أرسلنا رسالة إلى المجلس العسكرى ، عندما إستفحلت الأمور ، وعمت الفوضى الشوارع والميادين ، وبلطجة نواب مجلس الإخوان .. كتبنا مقال بعنوان "رسالة إلى المجلس العسكرى .. تكلم الأن أو إرحل" .. "مجلس الحلاقين باطل" !! .. ولم يمضى 60 يوميا ، إلا وتم حل هذا المجلس بحكم من المحكمة الدستورية العليا فى 14 يونيو 2012 !! ..
فى 20 إبريل 2012 .. حذرنا فى مقال للمجلس العسكرى بعنوان "رسالة هامة جدا إلى المجلس العسكرى" .. ردا على الحملة الشرسة ضد الفريق "أحمد شفيق" ، والذى أشعلها جماعة الإخوان ، والنائب "عصام سلطان" ، ونواب البرلمان ، وحولوا المجلس إلى عزبة خاصة ، يحاكمون من يشاؤون ، ويقصون من يريدون ، فلا محاسب ولا رقيب !! ..
فى 17 إبريل 2012 .. كتبنا مقال بعنوان "نداء إلى المجلس العسكرى .. إنقذوا مصر" ..
فى 21 إبريل 2012 .. تساءلنا "هل المجلس العسكرى يسلم مصر للإخوان" !... ثم كتبنا مقال بعنوان "هل أسقط المجلس العسكرى ثورة يوليو المجيدة" !!! ..
** والأن .. يبدو أن كل توقعاتنا تتحقق على أرض الواقع .. وإذا حكم مرسى مصر ، فالسيناريو يسير بكل دقة ، وهو تسليم المجلس العسكرى للإخوان ، ولا عزاء لشعب مصر .. وليشرب الأقباط نخب المرارة التى ساهموا فى وجودها .. عندما وجدنا بعض السادة الأفاضل يرفضون ترشيح الفريق "أحمد شفيق" ، ويدعون أن الكنيسة لا تطالب أحد بترشيحه .. خوفا من الإعلان عن تأييد الكنيسة لحملة الفريق "أحمد شفيق" ..
** ما فائدة البكاء الأن ، على وطن قد ضاع ، ولن يعود .. ونحن نتفاخر أن كل منا أصبح له منظمة تعلن عن تواجدها ، وأنها تتحدث بإسم الأقباط دون أن تدرك حقيقة الأوضاع ، بل وجدنا البعض أخذتهم النخوة ، وقاموا بشن حملة شعواء ضد المتنيح "قداسة البابا" ، وضد بعض الكهنة عندما أدلوا ببعض التصريحات ، للرد على الذين طعنوا فى العقيدة المسيحية .. طالبوا بعزل الأباء ، وعدم إنخراطهم فى السياسة .. وهو ما أفقد الكنيسة والأباء الكهنة ، هيبتهم ، وجعل الأقزام والمتسولين يتطاولون على الكنيسة ..
** وفى النهاية .. لا عزاء لحزب الكنبة الذى لا يستحق إلا حكم الإخوان ، والعودة للعبودية .. ولا عزاء للأقباط ، فقد حذرتهم كثيرا .. ولم أجد إلا الشماتة والإستهزاء !!!
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين