عقب هجوم سيناء توالى سيل التحليلات والاجتهادات والتخمينات وما زالت تتوالى عن الجهات التي تقف وراءه، القاسم المشترك الذي اجمع عليه كل المحللين والصحافيين والكتاب وهو ان اسرائيل قد تكون وراء هذه الجريمة وهي المستفيد الاكبرمن هذا الهجوم.
أتت عملية سيناء في خضم استعدادات اسرائيل للحرب على ايران، فكل يوم تطالعنا الصحف بتصريحات المسؤولين الاسرائيليين بدق طبول الحرب في المنطقة، وكذلك التحضيرات العملية من حيث اجراء المناورات وتجهيز الملاجئ وتحضير الجبهة الداخلية لاحتمال سقوط الصواريخ من قبل حزب الله وحركة حماس في حال شُن هجوم على منشأت ايران النووية.
سيناريوهات الحرب في المنطقة غير معروفة، هل تكون البداية من الهجوم على ايرن، ومن ثم ستراقب اسرائيل ردة فعل كل من حماس وحزب الله على هذا الهجوم، فاسرائيل استبقت الاحداث ووجهت تحذيرات شديدة اللهجة مؤخرا على لسان داني ياتوم رئيس الموساد في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، من إن إسرائيل ربما تُجبر على تدمير أجزاء من لبنان وغزة إذا أطلق حزب الله وحماس صواريخ على البلاد ردا على هجوم إسرائيلي على إيران.
اما السيناريو الثاني من الممكن ان يتم عبر الهجوم على حزب الله وحركة حماس ومن ثم الهجوم على ايران، والسيناريو الثالث هو خوض حرب مع هذه الجهات الثلاث. اسرائيل ومن خلال مسؤوليها مؤخرا اغفلت سوريا من اي حرب قادمة التي تبدو منهكة بسبب الصراع الداخلي، ولذلك تراهن اسرائيل على سقوط النظام قبل الضربة العسكرية لايران لتكون اسرائيل بمنأى عن الصواريخ السورية وتكون سورية أُسقطت دون حرب مع اسرائيل وهذا يعتبر نجاحا لهذا العدو وتعتقد اسرائيل ان حزب الله بدون سوريا ودعمها له سيكون من السهل القضاء عليه.
حادثة سيناء حققت لاسرائيل اهدافا ما كانت تحلم بها وأتتها على طبق من فضة، هذا اذا لم يكن لها اي علاقة في اقتراف هذه الجريمة، اما عن ماهية العلاقة بين هجوم سيناء والحرب في المنطقة هو انه اذا صحت التحليلات بأن اسرائيل قد تكون متورطة في هذا العمل الاجرامي فانها تكون قد ارادت تحقيق هدفين مهمين في حربها المقبلة في المنطقة الى جانب اهداف اخرى كثيرة.
ان اسرائيل تُحضر وتتحضر كما هو معروف لحرب ما قادمة ضد ايران وحزب الله وحماس، ولذلك هي تتحسب بأن تكون مضطرة للقتال على اكثر من جبهة ولذلك ارادت ان تكون الجبهة المصرية هادئة ومُؤمنة بالكامل، ولكن ليس بواسطة قواتها التي قد تكون منشغلة بالمجابهة على عدة جبهات، وارادت بأن يقوم الجيش المصري بهذه المهمة لتكون في مأمن من الهجمات التي قد تأتي من هذه المنطقة، وما السماح للجيش المصري بإدخال اسلحة وبنقل تعزيزات عسكرية الى سيناء الا دليلا على ذلك، حتى دون ابلاغ اسرائيل مسبقا بذلك، ان عدم اعتراض اسرائيل على انتشار قوات مصرية في سيناء مؤده الى وجود مصلحة لها بحماية امنها وقيام الجيش المصري في محاربة الجماعات المتطرفة في سيناء.
بدوره الرئيس محمد مرسي كان قد طمأن بخطاباته المتكررة بانه اتى برسالة سلام الى العالم والمعني الاكبر من هذه الخطابات هو هنا اسرائيل وكرر مرسي بأن الذي سيعتدي على مصر سيجابه بقوة، الحقيقة ان اسرائيل مرتاحة لمعاهدة السلام الموقعة مع مصر، والمعاهدة تضمن لها هذه التطمينات واسرائيل ليست في وارد باشعال اي حرب مصر بعد ان تحقق لها ما ارادت بتحييد الجار الاكبر والقوي من دائرة الصراع.
اما الهدف الثاني الذي ارادت اسرائيل تحقيقه هو مراجعة اتفاقية السلام، ويبدو ان تعديل المعاهدة اصبح مصلحة اسرائيلية وهي بحاجة اكثر من مصر لتعديل هذه الاتفاقية كل حسب مصلحته، وذلك للاسباب التالية: في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ساد الهدوء بين البلدين ولم تعكره سوى خروقات بسيطة التي لم يكن لها اي تأثيرعلى جوهر العلاقات بينهما، ولكن برحيل النظام القديم الذي كان مخلصا لاسرائيل والتغييرات التي حصلت في مصروبمجئ نظام جديد ووصول الاخوان المسلمين الى السلطة فان اسرائيل اصبحت تتخوف من التطورات التي حدثت في مصر والتي من الممكن ان تطرأ في المستقبل، وهذا التخوف عبر عنه مؤخرا وزير الحرب الإسرائيلى السابق والنائب الحالى بالكنيسيت بنيامين بن إليعازر الذي قال: إن على إسرائيل أن تستعد لاحتمال أن تنهار معاهدة السلام مع مصر، فالإخوان المسلمون سيكونون دائمًا هم الإخوان المسلمين، ويجب أن نكون مستعدين لأسوأ سيناريو، وهواحتمال المواجهة العسكرية.
ولذلك تشعر اسرائيل بأنها بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى تعديل هذه الاتفاقية، وذلك للحصول على ضمانات باحترام الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتوريط السلطات الجديدة في اتفاقيات جديدة في مجال التنسيق والتعاون الامني معها واشراك الولايات المتحدة التي لها تأثير كبير على مصر والتي تحصل على مساعدات من واشنطن ثمنا لتوقيع معاهدة كامب ديفد لتكون الضامن لهذه الاتفاقات الامنية.
ان معظم التحليلات ترجح وتُجمع على ان اسرائيل متورطة في هجوم سيناء وعلى ضوء هذا من الممكن القول بأن اسرائيل قد بدأت حربها من سيناء لحماية امنها على هذه الجبهة في حال دخولها اي حرب على الجبهات الاخرى.
على السلطات والمخابرات المصرية يقع عاتق الكشف عن المنفذين والبحث في اعلى الهرم عمن يكون مشغل هذه المجموعات والعقل المدبر ومن يقف وراءها بالفعل والاهداف الحقيقية التي اراد تحقيقها.
كاتب وصحافي فلسطيني
ielcheikh48@gmail.com
أتت عملية سيناء في خضم استعدادات اسرائيل للحرب على ايران، فكل يوم تطالعنا الصحف بتصريحات المسؤولين الاسرائيليين بدق طبول الحرب في المنطقة، وكذلك التحضيرات العملية من حيث اجراء المناورات وتجهيز الملاجئ وتحضير الجبهة الداخلية لاحتمال سقوط الصواريخ من قبل حزب الله وحركة حماس في حال شُن هجوم على منشأت ايران النووية.
سيناريوهات الحرب في المنطقة غير معروفة، هل تكون البداية من الهجوم على ايرن، ومن ثم ستراقب اسرائيل ردة فعل كل من حماس وحزب الله على هذا الهجوم، فاسرائيل استبقت الاحداث ووجهت تحذيرات شديدة اللهجة مؤخرا على لسان داني ياتوم رئيس الموساد في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، من إن إسرائيل ربما تُجبر على تدمير أجزاء من لبنان وغزة إذا أطلق حزب الله وحماس صواريخ على البلاد ردا على هجوم إسرائيلي على إيران.
اما السيناريو الثاني من الممكن ان يتم عبر الهجوم على حزب الله وحركة حماس ومن ثم الهجوم على ايران، والسيناريو الثالث هو خوض حرب مع هذه الجهات الثلاث. اسرائيل ومن خلال مسؤوليها مؤخرا اغفلت سوريا من اي حرب قادمة التي تبدو منهكة بسبب الصراع الداخلي، ولذلك تراهن اسرائيل على سقوط النظام قبل الضربة العسكرية لايران لتكون اسرائيل بمنأى عن الصواريخ السورية وتكون سورية أُسقطت دون حرب مع اسرائيل وهذا يعتبر نجاحا لهذا العدو وتعتقد اسرائيل ان حزب الله بدون سوريا ودعمها له سيكون من السهل القضاء عليه.
حادثة سيناء حققت لاسرائيل اهدافا ما كانت تحلم بها وأتتها على طبق من فضة، هذا اذا لم يكن لها اي علاقة في اقتراف هذه الجريمة، اما عن ماهية العلاقة بين هجوم سيناء والحرب في المنطقة هو انه اذا صحت التحليلات بأن اسرائيل قد تكون متورطة في هذا العمل الاجرامي فانها تكون قد ارادت تحقيق هدفين مهمين في حربها المقبلة في المنطقة الى جانب اهداف اخرى كثيرة.
ان اسرائيل تُحضر وتتحضر كما هو معروف لحرب ما قادمة ضد ايران وحزب الله وحماس، ولذلك هي تتحسب بأن تكون مضطرة للقتال على اكثر من جبهة ولذلك ارادت ان تكون الجبهة المصرية هادئة ومُؤمنة بالكامل، ولكن ليس بواسطة قواتها التي قد تكون منشغلة بالمجابهة على عدة جبهات، وارادت بأن يقوم الجيش المصري بهذه المهمة لتكون في مأمن من الهجمات التي قد تأتي من هذه المنطقة، وما السماح للجيش المصري بإدخال اسلحة وبنقل تعزيزات عسكرية الى سيناء الا دليلا على ذلك، حتى دون ابلاغ اسرائيل مسبقا بذلك، ان عدم اعتراض اسرائيل على انتشار قوات مصرية في سيناء مؤده الى وجود مصلحة لها بحماية امنها وقيام الجيش المصري في محاربة الجماعات المتطرفة في سيناء.
بدوره الرئيس محمد مرسي كان قد طمأن بخطاباته المتكررة بانه اتى برسالة سلام الى العالم والمعني الاكبر من هذه الخطابات هو هنا اسرائيل وكرر مرسي بأن الذي سيعتدي على مصر سيجابه بقوة، الحقيقة ان اسرائيل مرتاحة لمعاهدة السلام الموقعة مع مصر، والمعاهدة تضمن لها هذه التطمينات واسرائيل ليست في وارد باشعال اي حرب مصر بعد ان تحقق لها ما ارادت بتحييد الجار الاكبر والقوي من دائرة الصراع.
اما الهدف الثاني الذي ارادت اسرائيل تحقيقه هو مراجعة اتفاقية السلام، ويبدو ان تعديل المعاهدة اصبح مصلحة اسرائيلية وهي بحاجة اكثر من مصر لتعديل هذه الاتفاقية كل حسب مصلحته، وذلك للاسباب التالية: في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ساد الهدوء بين البلدين ولم تعكره سوى خروقات بسيطة التي لم يكن لها اي تأثيرعلى جوهر العلاقات بينهما، ولكن برحيل النظام القديم الذي كان مخلصا لاسرائيل والتغييرات التي حصلت في مصروبمجئ نظام جديد ووصول الاخوان المسلمين الى السلطة فان اسرائيل اصبحت تتخوف من التطورات التي حدثت في مصر والتي من الممكن ان تطرأ في المستقبل، وهذا التخوف عبر عنه مؤخرا وزير الحرب الإسرائيلى السابق والنائب الحالى بالكنيسيت بنيامين بن إليعازر الذي قال: إن على إسرائيل أن تستعد لاحتمال أن تنهار معاهدة السلام مع مصر، فالإخوان المسلمون سيكونون دائمًا هم الإخوان المسلمين، ويجب أن نكون مستعدين لأسوأ سيناريو، وهواحتمال المواجهة العسكرية.
ولذلك تشعر اسرائيل بأنها بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى تعديل هذه الاتفاقية، وذلك للحصول على ضمانات باحترام الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتوريط السلطات الجديدة في اتفاقيات جديدة في مجال التنسيق والتعاون الامني معها واشراك الولايات المتحدة التي لها تأثير كبير على مصر والتي تحصل على مساعدات من واشنطن ثمنا لتوقيع معاهدة كامب ديفد لتكون الضامن لهذه الاتفاقات الامنية.
ان معظم التحليلات ترجح وتُجمع على ان اسرائيل متورطة في هجوم سيناء وعلى ضوء هذا من الممكن القول بأن اسرائيل قد بدأت حربها من سيناء لحماية امنها على هذه الجبهة في حال دخولها اي حرب على الجبهات الاخرى.
على السلطات والمخابرات المصرية يقع عاتق الكشف عن المنفذين والبحث في اعلى الهرم عمن يكون مشغل هذه المجموعات والعقل المدبر ومن يقف وراءها بالفعل والاهداف الحقيقية التي اراد تحقيقها.
كاتب وصحافي فلسطيني
ielcheikh48@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق