افتتحت المدارس ابوابها اليوم لاستقبال آلاف الطلاب العائدين من عطلة صيفية قضوها في النشاطات المختلفة . وبدوري اهنئ جميع الطلاب واتمنى لهم سنة دراسية ناجحة وموفقة .
وفي واقع الأمر انه يوماً بعد يوم تزداد الاوضاع التعليمية في الوسط العربي سوءاً بسبب التقليصات في الميزانيات الناجمة عن السياسة العنصرية، التي تمارسها السلطات والدوائر الحاكمة في اسرائيل ضد جماهير الشعب الفلسطيني والقائمة على الاضطهاد والتمييز والقهر والبطش والاستيطان والاحتلال وخدمة المصالح الامبريالية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.
ان نظرة سريعة على هذه الاوضاع التعليمية كافية ان تبين لنا النقص الذي تعاني منه مدارسنا العربية، فهناك نقص في الغرف التدريسية والمختبرات والحواسيب والمكتبات وقاعات الرياضة وفي عدد الممرضات والاخصائيين في علم النفس والعاملين الاجتماعيين والمستشارين التربويين . كذلك فان مدارسنا العربية غير مشمولة في اطار المشاريع التشجيعية المختلفة لوزارة المعارف والرفاه الاجتماعي ، والتعليم الصناعي والزراعي غير متطور في الناحية العربية.وعلى صعيد المناهج التدريسية فالمحافل والاوساط الحاكمة انتهجت منذ العام 1948سياسة تجهيلية ضد طلابنا العرب واجيالنا الفلسطينية الناشئة ، استهدفت تحويلهم الى حطابين وسقاة ماء ، وذلك عن طريق نشر العدمية القومية وابعادهم عن الأدب الفلسطيني التقدمي والانساني الثوري العالمي ، وتزوير التاريخ الفلسطيني وطمس التراث الشعبي الفلسطيني عدا عن تشويه نضالات الانسان الفلسطيني من اجل الاستقلال ونيل الحرية. ولكن جماهيرنا العربية وقواها السياسية والفكرية احبطت المخطط السلطوي التجهيلي بتعميق ونشر الوعي السياسي ـ الاجتماعي بين الاجيال الصاعدة . وقد اسهمت الصحافة الشيوعية (الاتحاد) و(الجديد) و(الغد) في المعركة ولعبت دوراً هاماً في تسليح طلابنا وشبابنا بالفكر العلمي الثوري وبالادب الفلسطيني والانساني التقدمي . وفي هذا المجال اورد الحقائق الموضوعية الدامغة ، التي اكدها الفقيد الراحل طيب الذكر الدكتور اميل توما في كتابه الهام (طريق الجماهير العربية الكفاحي في اسرائيل)بخصوص المناهج التعليمية في المدارس العربية ، وهي:
*تنفي مادة التاريخ التي تدرس في المدارس العربية في هذه البلاد وجود الشعب الفلسطيني وتقفز عن المراحل التاريخية الكاملة لتؤكد تواصل تواجد اليهود بدون انقطاع في ارض اسرائيل.
*تشوه مقاومة الشعب العربي الفلسطيني لممارسة الصهيونية ، التي تميزت بالاحتلالات الثلاث ، احتلال الأرض، احتلال العمل، واحتلال السوق.
*تلغي كتب اللغة العربية كلمة "الوطن"في مادتها وحين يدرس الأدب العربي يمسح القيمون على هذه المادة "الأدب الوطني والتقدمي".
*تقتصر مادة الأدب العربي على الوصف والهجاء والمديح والرثاء والغزل.
اما بخصوص الكتب التعليمية فقد اصبحت المسألة تجارية بحته،فتعقد صفقات ربحية بين المديرين والمفتشين والمؤلفين ودور الطباعة والمسوقين.
وبالنسبة للتعليم العالي فالحركة الطلابية في الجامعات والمعاهد العليا تواجه هجمة شرسة على حقها في الدراسة وخطط الحكومة رفع القسط الدراسي . وفي جامعة تل ابيب تتجه نية القبول لمساكن الطلبة بشرط الخدمة العسكرية الامر الذي يطال الطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعة.كذلك هناك آلاف الأكادميين العرب الذين الذين انهوا دراستهم في جامعات ودور المعلمين منذ سنوات عديدة لم يتم استيعابهم في سلك التدريس لاسباب شتى ولعدم وجود "واسطه" او بسبب الانتماء والنشاط والمعتقد السياسي.
وازاء هذه الأوضاع فان طلابنا وجماهيرنا العربية وهيئاتها ومؤسساتها التربوية والمدنية مدعوون الآن ، اكثر من اي وقت مضى، الى تصعيد المعركة الشعبية النضالية من اجل تغيير الاوضاع التعليمية المزرية ورصد الميزانيات للتعليم ،وتوفير ما تحتاجه المدارس من نقص في العاملين الاجتماعيين وخبراء علم النفس، وفي سبيل رفع مستوى التعليم العربي والتحصيل العلمي لطلابنا في امتحانات البجروت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق