......الاحتلال الصهيوني وكل ألوان طيفه السياسي من أقصى يمينها المتطرف الى بقايا يسارها الشكلي والورقي، تفتح مزاداتها الانتخابية،وتصنع أمجادها وفوزها في الانتخابات للكنيست الصهيوني من خلال الجرائم والمذابح والإيغال في الدم الفلسطيني والعربي،وهي اعتادت على هذا المسلسل الدموي،بدعم وغطاء مباشر من عدوة الشعوب الأولى أمريكا،وبقيت تستبيح العواصم العربية من محيطها إلى خليجها تقصف وتدمر وتقتل دون حسيب او رقيب من تونس الى بغداد فدمشق فالخرطوم وبيروت...الخ،إلى أن كان العدوان الصهيوني على المقاومة اللبنانية ورأس حربتها حزب الله في تموز/2006،حيث أدرك الاحتلال بان هذا الزمن قد تغير،وأن العرب أيضاً قد تغيروا،فحزب الله صمد وانتصر ومرغ أنف جيش الاحتلال الذي كان يعتبر نفسه بأنه لا يقهر،وانه في غاراته وهجومه على العواصم العربية،كان يعتبر ذلك نزهة لا أكثر،وكذلك غزة في عدوان كانون أول/2008 صمدت هي الأخرى،رغم فداحة الخسائر والثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا.
أمريكا التي ما زال البعض في الساحة الفلسطينية،يراهن على انها قد ترى الأمور بعيون غير إسرائيلية،لأنه مصاب بعمى ألوان، فأمريكا هي رأس الأفعى وما يتغير فيها هو جلدها فقط،وهي المظلة الراعية والداعمة والمسؤولة الأولى والمباشرة عن كل ما ترتكبه إسرائيل من مجازر بحق شعبنا والتنكر لكل حقوقه المشروعة،فها هي تغطي وتدعم العدوان الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة،بل وتدين حق شعبنا في الدفاع عن نفسه ضد الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل عليه،في "‘عهر" ونفاق غير مسبوقين، وهي تدعم هذا العدوان الوحشي بحق شعبنا،كما دعمت وغطت العدوان في كانون اول/2008،وهي يا دعاة نهج الحياة مفاوضات، من ترفض توجه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة من اجل الحصول على دولة غير عضو فيها،وأكثر من ذلك تهدد بمعاقبة السلطة إن هي أصرت على هذا التوجه،فهل بعد كل هذا الوضوح نحتاج الى "تهريجكم" حول الاستمرار في المفاوضات؟؟ ألآن أقول اخجلوا من أنفسكم فهي فرصتكم التاريخية،من أجل قبر خيار المفاوضات إلى غير رجعة،وحل سلطة متهالكة،هي أضحت وكيل رديء للاحتلال،الدم الذي يسيل بغزارة في غزة ودماء الشهداء المتزايدة أعدادهم بفعل العدوان الهمجي الصهيوني المتواصل على شعبنا ومقاومتنا هناك،هو يستهدفنا جميعاً ولا يستهدف فصيلاً بعينه،وهذا الدم يجب أن يدفعكم من اجل أن تتخذوا قرارات ترتقي إلى مستوى المسؤولية،فهذه اللحظات تحتاج الرجال،تحتاج الموقف،تحتاج منهم أن يلامسوا ويعبروا عن هموم وطموحات شعبهم،قرارات تشرع في إنهاء جدي وفوري للانقسام،فالاحتلال بالقدر الذي يستهدف فيه غزة بكل ألوان طيفها السياسي ومقاومتها،فهو يستهدف الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني،فالاحتلال ما يريده طردنا وتهجيرنا كفلسطينيين،وقد عبر عن ذلك علناً قادت هذا الكيان من سياسيين ورجال دين ومستوطنين،فهم تربوا على الإقصائية ونفي الآخر،فرأس الجميع مطلوب،والاحتلال يستهدف الإنسان الفلسطيني في كل مكان،ولذلك تحللوا من كل قيودكم والتزاماتكم وكونوا في الخانة والموقع الذي يريده لكم شعبكم،والعدوان على غزة فرصة تاريخية،من أجل ان يستعيد الوطن وحدته ويؤد الانقسام المدمر،فالوحدة هي قاطرة الانتصارات،وغزة التي جربت العدوان والقصف جواً وبر وبحراً في أواخر عام/2008،دفعت ثمناً باهظاً ولكنها في النهاية صمدت أمام جحافل المغول،وتعرف كيف تدافع عن نفسها وتقبر الغزاة،فالدم الفلسطيني يوحد كل ألوان الطيف السياسي والفصائلي في القطاع،ويجب ان يوحد شعبنا وفصائلنا في الضفة الغربية،وفي كل مكان.
الآن لا وقت للحديث عن مفاوضات ثبت فشلها وعقمها،فالاحتلال لا يعرف غير لغة واحدة،وهو لا يحترم أية مواثيق او معاهدات أو إتفاقيات،أو قوانين وشرعية دولية،فهناك من جعلوا هذا الكيان الغاصب فوق الشرعية الدولية،خدمة لمصالحهم وأهدافهم،والعالم لا يحترم الضعيف،ولا وقت للمزايدات او المهاترات،فشعبنا رغم كل الأسلحة المحرمة دولياً صمد في وجه ما أسماه الاحتلال "الرصاص" المصبوب،واليوم شعبنا وقوانا بكل ألوان طيفها السياسي ستصمد وستهزم العدو فيما يسميه عملية الأعمدة المتدحرجة،او عامود"هاعنان"،،والمستوحاة من الأسطورة التوراتية،والمعنى المجازي لهذه العملية "العقاب السماوي" وهي إحدى العقوبات السبع التي انزلها الله على بني "صهيون" لأنهم لم ينفذوا أوامره ولم يستجيبوا لدعوات النبي موسى ابن عمران.
وباللغة العربية يمكن ترجمتها "عامود السماء" في إشارة إلى الضياع وعدم اليقين،وتعبيراً عن ضياع وتيه اليهود في صحراء سيناء وأطراف البحر الأحمر لمدة أربعين عاماً.
وباللغة العربية يمكن ترجمتها "عامود السماء" في إشارة إلى الضياع وعدم اليقين،وتعبيراً عن ضياع وتيه اليهود في صحراء سيناء وأطراف البحر الأحمر لمدة أربعين عاماً.
أنا واثق بأن غزة رغم فداحة الخسائر وشلال الدم الغزير،لن تهزم بل ستصمد وتصمد،وتقرب فجر حرية هذا الشعب المعطاء والتضحوي،وعلينا أن نبني على هذا الصمود وهذه التضحيات،علينا أن نقول للعالم بأن مللنا زيف وعودكم وشعاراتكم وكذبكم وتضليلكم وخداعكم،فأنتم من أمريكا وغرب استعماري،كنتم وما زلتم تدعمون هذا الكيان،وتوفرون له كل مقومات البقاء والخروج على القوانين والمواثيق الدولية،وتساندونه في كل حرب عدوانية يشنها أو جريمة يرتكبها،والقوانين والمواثيق والمعايير الدولية،تفصلونها وفق خدمتها لمصالحكم وأهدافكم،وما دون ذلك مستعدون ل"تعهيرها" والدوس عليها،المهم عندكم إسرائيل أمنها ووجودها فوق القانون الدولي وفوق كل شيء،وما دون ذلك فالعرب جميعاً في حساباتكم هم مجرد كم زائد،حقوق الإنسان والقوانين الدولية تطبق عليهم،عندما لا مع مصالحكم وأهدافكم،حينها تتباكون على حقوق الإنسان والديمقراطية،وتحشدون الجيوش الدولية،والتدخل يصبح مشروعاً تحت البند السابع من المتحدة لأجل"ديمقراطيتكم" الزائفة،والمقصود هنا مصالحكم وأهدافكم،والعرب بلدانهم بالنسبة لكم هي مجرد حلوب ومزرعة تنهبون خيراتها وثرواتها.
وفي الختام غزة رغم كل همجية القصف صامدة،وشلال الدم يوحد أبناء شعبنا وفصائلنا هناك،والوحدة وإنهاء الانقسام باتتا مطلوبتين أكثر من أي وقت مضى،فهذه اللحظات والمحطات فاصلة في حياة وتاريخ الشعوب،والقيادات يجب ان ترتقي الى مستوى اللحظة والمرحلة،وإلا فالتاريخ لن يرحمها أو يغفر لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق