الرئيس في الأمم المتحدة فلا تخذلوه/ ماجد هديب

 لقد آن للشعب الفلسطيني أن يستنفر كل قواه في اتجاه حشد الدعم والتأييد للرئيس محمود عباس لدى وصوله لمقر الأمم المتحدة  واعتلائه المنصة  لمخاطبة الأسرة الدولية لمطالبتها بضرورة الاعتراف  بدولة فلسطينية تحقيقا لحلم قد طال, ,كما آن الأوان للشعب الفلسطيني  بمخيمات اللجوء والشتات أن يعلن المبايعة والتأييد , بل والالتفاف حول القيادة الفلسطينية لأن في تلك المبايعة وذلك الولاء كسب للحقوق  وتتويجا لوحدة  وطنية,  وتأكيد أيضا على أن الشعب الفلسطيني وحدة واحدة وسلطة واحدة وهو شعب يناضل من اجل هدف واحد وتطلعات واحدة , كما آن لبعض القوى والفصائل أن تتوقف عن مهاتراتها بوقف سياسة إضعاف الفلسطينيين روحا وقوة وعزيمة من اجل محاور إقليمية وأجندات خارجية, كما آن الأوان للجماهير العربية أيضا أن تقف معنا, ففي تحركاتها بالشوارع العربية وفي الميادين بجانب فعاليات الشعب الفلسطيني خطوة في اتجاه الضغط على الدول لدعم التصويت لصالح دولة فلسطين والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني التاريخي في تقرير المصير وانجاز الاستقلال  , فهل ستسمح  حركة حماس بانطلاق الفعاليات قي قطاع غزة المؤيدة لخطوة التوجه للأمم المتحدة  لنزع الاعتراف, أو أنها ستمنع ذلك ؟, وهل سيتحرك أهلنا بالشتات في مسيرات الحشد والتأييد بالتزامن مع تحركات الشارع الفلسطيني في الداخل أيضا ,أو أن حناجرهم ستبقى ملكا  للنوادي الرياضية فقط ,وان تجمعاتهم هي حصرا لمبايعة ملوك ورؤساء في لعبة ليس لفلسطين أي مغنم فيها؟.
إن مسيرات الولاء والتأييد للقيادة الفلسطينية من الشعب الفلسطيني في داخل الوطن وخارجه خطوة مهمة ومطلوبة لما تحملها تلك المسيرات على الرغم من بساطتها  من رسائل ومضامين تحمل في طياتها قوة الحق  لتذليل الصعوبات أمام الرئيس عباس ,ودفعة جديدة للقيادة الفلسطينية للوقوف أمام التحديات المفروضة  عليهم ماليا وسياسيا, ولذا فما علينا كفلسطينيين قوى  ونقابات وجمعيات ومواطنين على مختلف طبقاتنا وانتماءاتنا وشرائحنا إلا  أن نعمل على تذليل تلك العقبات  والصعوبات  كي نثبت للعالم بأننا الأحق في أن تكون لنا دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة كمقدمة للدولة المستقلة ذات العضوية الكاملة  وذلك بان نعلن الآن, وقبل فوات الأوان, بأننا لسنا منقسمون سياسيا ,ولا حتى جغرافيا , وبأننا يا سيادة الرئيس معك وخلفك متحدون وبك ماضون, فهل ستخذلوه؟.
.
ما أن أعلنت القيادة الفلسطينية أنها بصدد  القيام بخطوة التوجه للام المتحدة فان ردود الأفعال الإقليمية والدولية حتى المحلية لم تتوقف ، وتراوحت تلك الأفعال ما بين دعم عربي كامل، وتهديد إسرائيلي باتخاذ إجراءات انتقامية، وآخر أمريكي بحرمان السلطة الفلسطينية من المساعدات المالية، علاوة على تحركات اللجنة الرباعية لإثناء الرئيس عباس عن اتخاذ تلك الخطوة, إلا أن الرئيس  عباس كان وما زال مصرا على موقفه محددا خياراته فما على شعبنا بالداخل والخارج  إذا إلا أن يلتف حول قيادته , فإما أن يكون معه, وإما أن  لا يكون  , وهو يجب إن يكون لأن من يتجاهل تلك الخطوة ويعمل على إفشالها فانه حتما سيكون في الخندق الواحد المعادي لتطلعات شعبنا والمؤيد للآراء التي تقول" بأنه  لم يحن الأوان بعد لان يكون للفلسطينيين دولة أو كيان" , فماذا انتم فاعلون؟.
أن نجاح فلسطين في الحصول على عضوية دولة مراقب في الأمم المتحدة  ستمنحها مكانة دولية وقانونية جديدة تمكنها من مطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي  بإرغام إسرائيل على إنهاء احتلالها، وفرض عقوبات صارمة عليها في حال إصرارها على الاحتلال وتمسكها بعدم الانسحاب,كما أنها الخطوة الأولى والأسرع لجعل الاحتلال يدفع ثمن احتلاله وجرائمه من خلال ملاحقته في المحاكم الدولية ومحاسبته على انتهاكاته المتعمدة للشرعية للدولية , كما إن الاعتراف ألأممي بالدولة الفلسطينية سيحقق أيضا مجموعة من المكاسب ، وهي مكاسب قانونية بالأساس تتعلق بالتكييف القانوني للصراع  مع تمكين الدولة الفلسطينية الموعودة  من الانضمام إلى بعض المنظمات الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي, وكذلك تمتعها بصلاحية توقيع المعاهدات متعددة الأطراف، وبخاصة تلك المعنية بحقوق الإنسان, بالإضافة إلى أنها يمكن أن تصبح عضواً دائماً في المحكمة الجنائية الدولية، مما يمكنها من فتح محافل جديدة لمقاضاة المسئولين الإسرائيليين المسئولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.
أقول لشعبي بكل قواه وفصائله وكافة طبقاته وشرائحه إن الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة فلا تخذلوه بصمتكم, وقد آن الأوان أن تنهضوا, فانهضوا واصرخوا فان الوقت قد حان.. انهضوا واسمعوا العالم صوتكم يصدح بكل مكان...انهضوا وزلزلوا بصوتكم ظلم العالم للمطالبة بدولة العدل والإيمان, فقد آن للظلم أن يتقهقر وان للجبروت يخنع لقوة الحق والإيمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق