الشاعر والإنسان الإنسان صنوان , لأن خوالج الشاعر تعبر عن آهات الإنسانية وهمومها وطموحاتها , فهذه القصيدة مزيج بين الإنسانية وأمة الشعر , فهي من قصيدتي للإنسان , ومن قصيدة للشعر مزجتا للتوافق التام فهي لهما , حيثما وجدا على هذه المعمورة .
يا أمّة َالشـّعر:إنّ (الشـّعرَ ديوانُ)**حتـّى يُقالَ إلى الإنسانِ ِ(إنسانُ)
يا أمّة َالشـّعر:إنّ (الشـّعرَ ديوانُ)**حتـّى يُقالَ إلى الإنسانِ ِ(إنسانُ)
ما كنتُ أحسبهُ في لوعتي نفراً***عندَ الشـّدائدِ كلّ ُالخلق ِ وجــدانُ
لمّا أناختْ شعورُالوعي فاتحة ً**لا وعيهِ الطيبُ , فالظلماءُ ألـوانُ
وكلـّما لاحً سـلمٌ في سما أفــق ٍ*** يزهـو بحلمهِ والإيحاءُ نشوانُ
هي المقاصدُ للأخلاق ِمطلبُـها *** خيـــرُ البريّــةِ أعجامٌ وعربانُ
يا أمّـة َ الشـّعر ِلا بُعدٌ يفرّقـنا*** قد قرّبَ الوجدَ إلهـامٌ و أذهـــانُ
ليس الترابُ ولا الأحجارُ موطننا ***إنَّ القلوب ووسعَ الصّدر أوطانُ
هذي الخلائـقُ أورادٌ منسّقة ٌ*** ٌ منْ كلِّ جنس ٍعلـى التربــاءِ أفنانُ
فالأرضُ مزرعة ٌ للناس ِ تنبتهمْ **فالعربُ روضٌ وأهلُ الصّين بستانُ
لو أنَّ كلَّ بقـاع ِ الأرض ِ يملؤها*** خَلقٌ تشـابهَ هدَّ الخلقَ خلقانُ(1)
ما كانَ نيسانُ تهواهُ القلوبُ شذىً*** لوأنَّ كلَّ شهــور ِالدّهر ِ نيسانُ
فللأنوثة أمّ ُ الأرضِ وردكـمُ *** عطرُ المعاني وطيبُ القـول ِريعانُ
يا أمّنا لم تكنْ حواءُ حـاوية ً***غيرً الحنان ِ, وصبرُالعقـل ِ رجحانُ
الأنسُ فـردُ لقدْ تمّتْ رسالتهُ ***في وحدةِ النوع ِ لا نصفٌ ونصفـانُ
سرّ ُالوجودِ وجودٌ عقبهُ عــدمٌ*** لو لـمْ توحّـدْ قلوبَ الحبِّ أبـــدانُ
******************************************
حـقّ ُالطفولةِ بينَ العزِّ تزدانُ ***** نبعُ الوجـودِ وللأيّـــام ِ أركانُ
ترنو الطفولة ُ أنْ تزهو بشعركمُ*** بــابُ الحياةِ إلى الأجيالِ أعوانُ
لا يعبقُ الوردُ إلاّ من تنسّـمها*** عبثٌ ولهــوٌ وللأنفــاس ِ ريحـانُ
لا تشرقُ الشـّمسُ منْ علياءِ دوحتها***إلاّ كوجـهِ صبي ٍّوهـــو جذلانُ
لا تشرقُ الشـّمسُ منْ علياءِ دوحتها***إلاّ كوجـهِ صبي ٍّوهـــو جذلانُ
عيـنُ الطفولة ِقرّتْ وهي حالمةٌ ٌ***لمْ يبق َفي الأرض ِتشريدٌ وحرمانُ
وللحياة ِ ضــروراتٌ وأعدلها*** في حزن ِ عَمْر ٍ يسرّ ُالبيتَ عمرانُ
******************************************
يا أمّة َ الشـّعر ِهل شعرٌ وكوكبنا*** دمعٌ وقتلٌ وتشريدٌ وأشجانُ ؟!
منْ أينَ تـُلتيهم الأفـكارُ موحيةً ً***للخير ِحلمٌ ,ووحشُ الشـّر ِعريانٌ
(سيزيفُ) ما ماتَ جورُالدّهر حمًلهُ***إثـمَ الوجودِ متى تعفيهِ أضغانُ؟(2)
سادت (أريس)(أثينا)في حماقتها**لا جرمَ غطـّتْ على الزيتون ِنيرانُ (3)
لو كان َ يدركُ مَنْ ساءتْ سرائرهُ***إنَّ الحضارة َغفـران ٌ وإحســانُ
تسريحُ كفـّكَ ظلماَ رحتَ تضمرهُ*** لا يرتقي شـأوهُ خيرٌ و عــرفانُ
جلَّ الدّفاعُ عن المظلوم ِ مكرمةً**حربٌ على الجرم ِ,وحيُ الشعريقظانُ
حرية ُ الشـّعر ِلَهمُ الفكر ِ, كبوتها*** إنْ ساورالحرّ ُأنَّ الشـّعرَ سجّانُ
******************************************
ًيا أمّة َالشـّعر ِ ليس الشـّعرُ تفرقة *** ًبينَ الأقاليمِ و الأوطانُ أزمانُ
كأنَّ آدابهمْ فـاقـتْ بنوبلهمْ***وفنَّ أعرق أهـل ِالأرضِ ذَيفـانُ !!(4)
لكنـّهُ - سوف يبقى فوقَ علمهمو*** تاجَ النـّقاءِ- مضامينٌ وألحانُ
هي الخوالجُ لا أفـقٌ يحـدّدها *** أنـّى يلملمٌ حسَِّ الأنـس ِ إمكـــانُ
فالشـّعرُ يمسحُ بغضَ النـّاس , منبعهُ **خيرٌ وعدلٌ وألطافٌ وتحنانُ
تذكـّروا كلَّ مَنْ يشدو بمربعهمْ **لكنَّ (جوهرَنا) (السـّيّابَ) نسيانُ (5)
شعرٌ مديدٌ طوال الدّهر ِ أرزنـهُ*** توارثتهُ مدى البلدان ِ سكـّانُ
شعرٌ مديدٌ طوال الدّهر ِ أرزنـهُ*** توارثتهُ مدى البلدان ِ سكـّانُ
يا أمّة ّالشعر ِذوقُ الشعر ِفاكههٌ **لا تـُجبرُالنـّفسُ : تفـّاحٌ ورمّانُ
لايفقه الشـّعر من يرمي بلاغتهُ** مضمونهُ العقل والإلهامُ سلطانُ
هذا هو العدلُ , عدلٌ في صراحتهِ***رمزُ الرقيِّ وللآدابِ ميــزانُ
رأيي ورأيُكَ في الدّنيا قدْ اكتملا**نحنُ - وإنْ شذ ّتِ الآراءُ -إخوانُ
نبلُ الجهودِ بأنْ نسعى لغايتنا *** حتى يُقـالَ إلى الإنسان ِ (إنسـانُ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هدّ الخلق خلقان : أي فسد الخلق وبلي , لأن التشابه دليل على عدم التجديد , في التنوع تجديد للحياة واستمرار لتطورها .
(2) سيزيف : في الميثولوجيا الإغريقية , كان ماكراً , خدع إله الموت (ثاناتوس) , فغضب عليه كبير الآلهة (زيوس) ,فحكم عليه بحمل الصخرة إلى الجبل والنول بها إلى الأبد , فأصبح رمز العذاب الأبدي.
(3) في الميثولوجيا السابقة نفسها ( أريس ) إله الحرب وسيدها لأجل شهوة الدم والقتل الوحشي , و (أثينا) إلهة الحكمة والعقل والزراعة والزيتون , وكلها رموز أصبحت معروفة .
(4) الذيفان : السم القاتل .
(5) لا تخفى الإشارة بالعجز إلى الجواهري والسياب , والعرب بالرغم من أن أشعارهم تمتد لأكثر من ألف وخمسمائة عام , وسادت حضاراتهم لعدة قرون في الأندلس والمشرق العربي , ولغتهم يتكلم بها 400 مليون شخص , لم ينل أحد منهم جائزة نوبل في الشعر منذ بدايتها 1901 م, لا أعرف كيف يحكمون على الشعر , والشعر من أهم أركانه الوجدان اللغوي ببلاغته وسحره ونشوته !! نعم العلم تراكمي مبني على أسس علمية راكزة , لا يختلف بين أمّة وأخرى , إذ يخضع للتجارب والمشاهدات الدقيقة والحسابات والقوانين , أما الأدب يخضع لبلاغة اللغة وقواعدها , ومضمونه حسب الأساطير وتجارب الشعوب وتراثها , وخصوصاً الشعر يضاف إلى ماسبق التشكيل الوزني والإيقاعي والأستعارات والكنايات والتوريات .....المستوحات من بيئة الشعوب , لا أعرف كيف مرّ أكثر من قرن على جائزة نوبل العالمية , ولجانها لا تلتفت إلى هذه الأمور البديهية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هدّ الخلق خلقان : أي فسد الخلق وبلي , لأن التشابه دليل على عدم التجديد , في التنوع تجديد للحياة واستمرار لتطورها .
(2) سيزيف : في الميثولوجيا الإغريقية , كان ماكراً , خدع إله الموت (ثاناتوس) , فغضب عليه كبير الآلهة (زيوس) ,فحكم عليه بحمل الصخرة إلى الجبل والنول بها إلى الأبد , فأصبح رمز العذاب الأبدي.
(3) في الميثولوجيا السابقة نفسها ( أريس ) إله الحرب وسيدها لأجل شهوة الدم والقتل الوحشي , و (أثينا) إلهة الحكمة والعقل والزراعة والزيتون , وكلها رموز أصبحت معروفة .
(4) الذيفان : السم القاتل .
(5) لا تخفى الإشارة بالعجز إلى الجواهري والسياب , والعرب بالرغم من أن أشعارهم تمتد لأكثر من ألف وخمسمائة عام , وسادت حضاراتهم لعدة قرون في الأندلس والمشرق العربي , ولغتهم يتكلم بها 400 مليون شخص , لم ينل أحد منهم جائزة نوبل في الشعر منذ بدايتها 1901 م, لا أعرف كيف يحكمون على الشعر , والشعر من أهم أركانه الوجدان اللغوي ببلاغته وسحره ونشوته !! نعم العلم تراكمي مبني على أسس علمية راكزة , لا يختلف بين أمّة وأخرى , إذ يخضع للتجارب والمشاهدات الدقيقة والحسابات والقوانين , أما الأدب يخضع لبلاغة اللغة وقواعدها , ومضمونه حسب الأساطير وتجارب الشعوب وتراثها , وخصوصاً الشعر يضاف إلى ماسبق التشكيل الوزني والإيقاعي والأستعارات والكنايات والتوريات .....المستوحات من بيئة الشعوب , لا أعرف كيف مرّ أكثر من قرن على جائزة نوبل العالمية , ولجانها لا تلتفت إلى هذه الأمور البديهية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق