لا أعتقد أن هناك امة طال نومها في التاريخ كهذه الأمة،أصبحت أشكك في تاريخها وفي كل بطولاتها وصولاتها وجولاتها،ولولا انه كلام الله لقلت بأن هذه الأمة لم تكن ولن تكون في يوم من الأيام خير امة أخرجت للناس،فأمة تستمرء الذل والهوان وتستدخل الهزائم على أنها انتصارات تطبل وترقص وتغني لها،وتشارك في اغتصاب شعوبها وتدمير بلدانها واحتلالها،وتقاد من قبل نعاج وبغال وحمير وجهلة ومتخلفين وخونة وجواسيس،لن تصنع نصراً يتيماً،بل ستبقى على هامش التاريخ تركلها كل الشعوب والأمم يميناَ ويساراً وتستبيح أوطانها وأعراضها وتنهب خيراتها وثرواتها وتفكك جغرافيتها،وتدخلها في أتون صراعات وحروب داخلية طائفية ومذهبية ونزاعات ومعارك عشائرية وقبلية،فها هن الماجدات السوريات تنتهك أعراضهن ويبعن في أسواق النخاسة،بفضل تآمر عربان ومشيخات الخليج ودعاة ومفتي زواج المناكحة من شيوخ لا يسكن رؤوسهم سوى ثريد ونساء،وليسمح لي شاعرنا الكبير مظفر النواب أن أقول له بأنك جانبت الصواب والحقيقة عندما قلت إننا امة ما حنا الدهر قامتها أبداً،بل ما نراه ونشاهده يا شاعرنا أكثر من انحناء وركوع،فهو ما بعد السجود،أي الركل ب "الشلوط".
يا شاعرنا:- امة دخلت مرحلة ما بعد الإستنقاع،وتلفها الهزيمة قيادات ،سلطة وقوى وأحزاب معارضة وحتى جماهير،اغتصبت فلسطين ولم تتحرك،واغتصبت بيروت،وانشغل عنها عرباننا بسباق النوق والجمال في السعودية وقطر والآخرين انشغلوا ببطولات العالم في كرة القدم،ولم تنفع كل نداءات واستغاثات لا الفلسطينيين ولا الحركة الوطنية اللبنانية في تحريك دكة العرب او استثارة هممهم وعواطفهم ومشاعرهم طوال ثمانية وثمانون يوماً من الصمود الأسطوري، فكأنهم "مخاصي" لا يتحرك لهم شيء،ونفس الشيء مورس بحق بغداد عاصمة الرشيد ولكن على نحو اكثر سوءاً وقذارة وتقززاً،حيث شارك وتسابق العرب في وعلى اغتصابها قبل الغزاة الأجانب،أي امة هذه ..؟؟؟ هل وصلت مرحلة العقم ؟؟؟وهل أصبحت عاقراً؟؟إلا من بعض من تحركهم نخوتهم وعروبتهم وغيرتهم على أوطانهم وأعراضهم... أمة تنتهك مقدساتها وتستباح ليل نهار،وكأن الذي يجري لا يعنيها من قريب او بعيد....حيث أصبح هناك خطر جدي على مسرى الرسول محمد (صلعم)...كل يوم يدنس وينتهك...ووصل الأمر حد "الدوس" على المصحف الشريف وركله في ساحات الأقصى من قبل ضابط صهيوني...وهناك من الصهاينة المستوطنين من يمارسون الشذوذ والأعمال اللااخلاقية في ساحاته...ولم يتحرك أي عربي او مسلم...ولم نسمع لا من سلفي ولا إخواني ولا جهادي ولا تكفيري او قاعدي دعوات الجهاد لنصرة الأقصى،وكان الجهاد صوب الأقصى لا يجوز "شرعاً"،بينما يصبح فرض عين من اجل تدمير وتخريب سوريا...ولا من الطامحين للقاء الحوريات في الجنة والارتماء في أحضانهن والتقافز فوقهن....وكأنهم لا ينالون الحوريات،إلا من خلال بوابة تخريب دمشق وتدميرها واغتصاب حرائرها وبيعهن في أسواق النخاسة لنجس وقوادي مشايخ الخليج....أنتم امة خانت مصالحها وشعوبها...وشعوب تبقي على هؤلاء "المخاصي" والخونة والمأجورين من حكامها ومشايخها وأمرائها تستحق أكثر من الذل والهوان.
أهلنا وشعبنا في القدس:- أنتم وحدكم من تتحملون شرف الدفاع عن عزة وكرامة هذه الأمة من محيطها لخليجها،فهي أمة ثبت بالملموس أنها،ليس أكثر من ظاهرة صوتية،تجيد "الجعجعات" أمام الكاميرات ووسائل الإعلام والطباق والجناس والنفاق والخطب النارية والشعارات الرنانة،ولا تجيد الفعل ولا تحسن صنعه،بل تبدع في الأقوال واللغو الفارغ والمدائح لمن لم يصنعوا نصراً واحداً.
العرب والمسلمين خبرناهم وعرفناهم جيداً،عندما أقدم الصهيوني الأسترالي روهان على حرق المسجد الأقصى في آب /1969،والقول هنا لرئيسة وزراء سابق لدولة الاحتلال"غولدا مائير"،حيث قالت انها لم تنم طوال الليل وهي تبكي على مصير دولة إسرائيل،خوفاً من أن تقدم الجيوش العربية والإسلامية على محو دولة إسرائيل عن الوجود،ولكن عندما وجدت ان تلك الردود لم تخرج عن إطار الأسطوانة العربية المشروخة في بيانات الشجب والاستنكار،وبعض المظاهرات والمسيرات المدجنة،والتي تجري تحت سقف النظام وعيونه لتنفيس غضب وعواطف الجماهير واستيعاب ردود فعلها،أيقنت انه باستطاعة دولة إسرائيل،أن تستبيح كل الأرض العربية وتهدم المقدسات،دون ان تكون هناك مخاطر جدية على دولة إسرائيل.
وهذا يا شعبنا حدث في مرحلة المد القومي والثوري،ولم تكن حالة النظام الرسمي العربي كما هو عليه الآن من انهيار وتشظي،وانتقال طبقي وموقعي لهذا النظام من الموقع الوطنية الى موقع المتعاون والمتآمر مع المحتل والمغتصب والمستعمر والعدو على شعبه وامته،فنحن في مرحلة أضحت فيها الخيانة،ليس على رأي الشهيد صلاح خلف وجهة نظر،بل أصبحت مشرعنة ويجاهر فيها البعض علناً وجهراً،ولا يتورع عن كيل التهم للمقاومين والمقاومة،بأنها تضر بالمصالح العربية.
هؤلاء الذين وصفوا حزب الله بحفنة من المغامرين،والمقاومة الفلسطينية بالمقاومة العبثية،والذين قال عنهم الرئيس السوري بشار الأسد،بانهم أشباه رجال،يدفع الآن ثمن صموده وثباته على الموقف والمبدأ،وثمن أقواله تلك،حيث ان كل عربان ومشيخات الخليج وفي المقدمة منها إمارات ومماليك التوريث،فتحت كل حنفيات أموالها،من أجل تجنيد القتلة وتموليهم وتسليحهم من اجل تخريب سوريا،ومثل هؤلاء هم من قالوا في حرب تموز/2006 التي شنتها إسرائيل على المقاومة اللبنانية وعمودها الفقري،علينا ان نستجدي ونتسول أمام البيت الأبيض والمؤسسات الدولية،لكي تقبل أمريكا أن تضغط على إسرائيل من أجل وقف عدوانها،وهم نفسهم،من وصفوا شعوبنا وامتنا بالنعاج أثناء العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة في تشرين أول /2012 .
فهل هؤلاء أشباه الرجال من تعول عليهم شعوبنا وامتنا في الدفاع عن الأقصى وحمايته وتحريره .؟؟ولا أظن أن هناك عاقل يراهن على مثل هؤلاء"المخاصي" في استجلاب أو استرجاع أي حق من حقوق امتنا وشعبنا الفلسطيني المغتصبة،وفي المقدمة منها الأقصى الشريف.
نحن كفلسطينيين لنا الشرف أن نحمي أقصانا وندافع عنه بأجسادنا وأرواحنا،وأن نخوض معارك البطولة والفداء والتضحية،دفاعاً عن كرامة الأمة العربية والإسلامية،ونحن رغم كل مرارة الألم والخذلان من العرب والمسلمين،إلا إننا سنبقى متسلحين بالإرادة والأمل،وقابضين على الجمر،متوسمين الخير في الشعوب،وفي المقدمة منهم من بقوا صامدين على موقفهم،ولم يغيروا قناعتهم،ولم يبيعوا أنفسهم في سوق النخاسة،ولم يعميهم بريق المال والدولار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق