حرائر فلسطين وتفوهات عزيز دويك..!/ شاكر فريد حسن

في هذه الايام التي تحتفل فيها المرأة الفلسطينية مع نساء العالم بالثامن من آذار ، يوم المرأة العالمي ،وبدلاً من تكريمها تقديراً لدورها الرائد واثرها الايجابي في الحياة الاجتماعية والوطنية والسياسية والثقافية الفلسطينية ، فهناك من يتطاول ويتجن عليها .
 فقبل ايام طلع علينا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الدكتور عزيز الدويك على القناة الفلسطينية وتفوه بعبارات تمس كرامة الفتاة الفلسطينية، التي اتهمها  بالتعري للفخاذ .وهذه الاتهامات الباطلة بحق حرائر فلسطين تجاوزت كل الخطوط الحمراء ، وتسيء لتاريخهن الوطني الناصع والمشرق .انها تجن فاضح على المرأة الفلسطينية ، التي اثبتت جدارتها في الميدان النضالي والكفاحي ، ولعبت ولا تزال تلعب دوراً هاماً في الكفاح الوطني التحرري والاستقلالي الفلسطيني ومقاومة الاحتلال ، وتتبوأ مناصب ومراكز قيادية بارزة في المؤسسات والدوائر الرسمية الفلسطينية .
ولا شك ان هذه الاتهامات المغرضة هي جزء من عمليات القمع الفكري الظلامي ، التي تمارسها سلطة حماس ضد النساء الفلسطينيات ، في اطار ما يسمى "الحفاظ على الفضيلة ".
اننا نعتز ونفتخر بحرائر فلسطين المناضلات والمجاهدات والشهيدات والاسيرات حارسات الحلم الفلسطيني ، والاكاديميات والمحاضرات في الجامعات،والناشطات المنخرطات في مجالات الحياة المختلفة  ، والمساهمات في حقول السياسة والفكر والثقافة والابداع الادبي والفني والمسرحي ، والمشاركات في الفعل النضالي المقاوم .
 المرأة الفلسطينية يا دكتور عزيز دويك تستحق منا التحية والتقدير والتكريم ، فهي امرأة حديدية صامدة ومناضلة بصلابة ، تواجه التشرد واللجوء والمنفى والعنف والتمييز والاضطهاد والقهر الاجتماعي المزدوج ، وتواصل العطاء والنضال للتخلص من براثن الاحتلال الجاثم على صدر شعبنا ، رغم الظروف والحواجز والعراقيل التي تحيط بها وتقف في طريقها ومسيرتها نحو التحرر الاجتماعي. والمرأة الفلسطينية اثبتت انها على قدر المسؤولية ، وكان لها على الدوام دوراً في التنمية المجتمعية والحياة السياسية ومقاومة الاحتلال البغيض.
وبرزت الكثير من الشخصيات النسوية،  التي ساهمت بكل فعالية وتميز في النشاط السياسي والاجتماعي وصنع القرار الفلسطيني .
وما من شك ان الانتفاضة الشعبية والجماهيرية الفلسطينية ، انتفاضة الحجر، في ثمانينات القرن الماضي ، شكلت منعطفاً هاماً في نوعية مشاركة النساء الفلسطينيات في العمل الوطني والاهلي والنضالي عبر التنظيمات والاطر النسوية ، التي انتشرت في الضفة الغربية وقطاع غزة . ومن خلال هذه الاطر والاتحادات تحققت بعض الانجازات الاجتماعية ، وابرزت مسألة تحرر المرأة بانها جزء لا يتجزأ من حلقات التحرر الوطني ، وعملت على النهوض بواقع الحياة المدنية الفلسطينية المبنية على المساواة التامة بين الرجل والمراة ،وفي سبيل بناء مجتمع ديمقراطي تعددي حضاري تمارس فيه حقوقها كاملة .
وبعد كل هذا، كيف يمكن يا  دكتور دويك ان ننعت المراة الفلسطينية امام المشاهدين، بانها عارية حتى الفخذ، ونتهم بنات شعبنا بالباطل ؟!
اخيراً نقول لا يمكن السكوت والصمت على تفوهات عزيز دويك وتخرصاته واتهاماته الباطلة بحق الفتاة الفلسطينية ، ويجب اقالته من منصبه وتقديمه للمحاكمة بتهمة القذف والتشهير والتجريح . ومع استنكارنا الشديد لاقواله ، نقف الى جانب اتحاد المرأة الفلسطينية في خطواتها لاخراس هذا الصوت النشاز . وكل التحية لنسائنا الماجدات اللواتي يضحين بكل ما يملكن في سبيل حرية واستقلال شعبنا الفلسطيني ، وهنيئاً لهن بعيدهن الكفاحي لاجل تحصيل حقوقهن الانسانية والاجتماعية ،ويا جبل ما تهزك ريح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق