فاطمة بوهراكة بين الأسئلة والمبررات وهذيان "جنون الصمت" والبوح/ هدلا القصار

"كعاصفة تستعير شامتها من صمت ينتعل لجوء البوح، تمنح الحلم الأسود بياض اكتمال الهدى، المحتفل بنبوءة تجدل الأمل، من عظام ليل لم يكتمل كما في حكايات ديوان " جنون الصمت" للأديبة والشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة، التي دعتنا نتأكيد على أن الألم أحيانا يكون شبيها بحصاة، نحلم بان نقذفها بعيداً عن هزار، يملاء غنائه... إلى أن يموت في العدم، أو ينثر كلماته فوق الورق بعينين تحرق الرمش.... تتنفس الضياء في محرقة، تملأ الحياة بالشوق... ليبدو كما مر الزمن في ديوان الشاعرة فاطمة بوهراكة، كلما داعبها الريح المتنقل من نقطة البدء، إلى تقاطع حلم الوصول، واختراق مسافة الذات، وعلاقتها بالوجود الكوني الإنساني، ومعانقة نوافذ المعنى... في نثريات البوح المخصب، بأسئلة تحرض على إفرازات الشعر، وإبداعات خصوصياته، وأشكاله، وتياراته، للتمعن في ابتكارات تجربة الشاعرة، فاطمة بوهراكة، ولعنة الفكر المرتفعة من قلب سيدة الموقف .
من هنا يحق لنا أن نهم الحديث عن تجربة الشاعرة، في ندبات الغضب، وغوايات الكشف عن أبواب تعريها المواقف الإنسانية، المتوحدة مع فاعلية النصوص .. ومشاكسة بوح امرأة متخفية وراء سرير الحكايات، الممزوجة بالصمت الذي لا يبرح خفايا البوح والنداء المنتهي بالصراخ المبحوح، كما في قصيدة " بوح امرأة" تلملم بوح كان مثبتا بين المفاصل، وصقيع الجدران، كما في تألقها في نص " لا البوح ينصفني "
المدونة؟؟؟ بلغة بسيطة، مشبعة بإشكال الرؤى، المفتوحة على دهاليز خطوات كينونتها المتوهجة، بشوق رغبات الأمكنة التي لا تنفصل عن مدار رعشات الوجود وقضاياه، من خلال تجسيد الوعي في قلب الشاعرة، التي لا ينصفها البوح، سوى ببضعة صرخات تدخل الروح الموغلة في إطلاق تمرد الأنين داخل الصمت ... الذي نبض من جديد في قصيدة "تراتيل الشجن الدامي" المزروع في بوحها...
حيث تتنزه الشاعرة في مخيلتها كجرس القمر على خيل ضوئها، الذي يقطع الرؤى من الخيال بأكثر من صوت الذات لتبقى في صراع مع خطها الشعري، الذي يزرع بوحها المتوتر في دلالات الأزمنة... لتستظل به العين والوجدان، ومعانقة التميز الذي لا يسقط المناجاة الإنسانية، وفلسفة شهوة الشعر، وطاعته المروضة على التحليق بأجنحة جنون الصمت، الذي منحها تأويلات تكشف عن وجه عالمها الداخلي المنتحر على أوراق صوت الشاعرة، وصدى روحها المحتشدة في حالات قصائدها، الباحثة عن مفاتيح ذاكرة الكلم، ودماغ العقل، وأعضاء الوجدان وأخيلة النفس، لنسبح من جديد تحت جلد الشاعرة بوهراكة، المرتبط بسلطة الرجل، وما يترتب عليه من مروج الشوق، المرمي على شواطئ أوردة الشعر وسلطة أوتاره،  وإيقاعاته المتباينة، في إطار بانوراما الذات، في صور فوتوغرافية .
ليبدو تفردها كفسيفساء اللحظات المسكونة من نقاء الشاعرة المنتحرة على أوراق قصيدة " رقصة شجن" مستكملة تلك التراتيل المختنقة في حلق الشاعرة، التي أرادت  أن تبوح بتردد عن صوفية حبها المخبوء في جوف الغائب الحاضر في مخيلتها التي أفرزت  قصيدة "سقطت سهوا" و " متاهات البحر الصامت" .
تعيش الأديبة والشاعرة فاطمة بوهراكة، في الواقع كالجوهرة التي لا تكف عن التأمل بالذات الإنسانية الوجدانية، تعري المواقف المظللة بخلجات الوجدان، للدخول في إيقاعاتها الإبداعية المضيئة على عتمة  الصمت، وما يسكن القلب من ملامح امرأة تائهة بأمواج أجراس الألم في فجوة سريرة امرأة تساهر الذكرى ..
حيث تنقش الشاعرة بوهراكة، ما تيسر من بوح " جنون الصمت" الذي يناشد الخلود، بمداعبة الصمت المعذب على راحة ذكريات تحمل نعشها في النبض الغافي على جنون الغائب من ملامحه المحملة بذكريات الشاعرة فاطمة بوهراكة، التي نزفت من أناملها جينات الذات، ومعطيات الواقع الإنساني ومفاهيمه، في تأثير مقومات الحضور، وما يحمله من معاني القصد المبتكر، في وسائل التعبير عن أفكار وأحاسيس كينونة الوجدانية، فوق أمواج تتأرجح بين الانتعاش والحب، البعيد عن المادة والجسد، في شهوة جنون صمتها الميتافيزيقي، المنتج مهارات العقل، وذكاء العاطفة والتفكير الوجداني، الذين أصبحوا في عالمنا الخشن أكثر أهمية من الحياة، التي أدخلت الأديبة والشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة، نجوم الإبداع الذي ينبض بالاتصال الراقص فوق بركان اللحظات الحميمة، لتفتح لهم باب البوح ومبرراته، في أسئلة إيديولوجية، معانقة البياض .
كما في قصيدة " وفيك امتدادي" التي انهارت بها مسافات كبرياء الأنا  المحبرة في قصيدة " تراتيل نبض مبحوح" التي أخرجت الوجع من خلال ملامحها...، حيث كسرت مراياه التي دعتها إلى مائدة عزاء الأحلام، والشجن السائح على رصيف الأماني المبتورة ....     
وهكذا تعرض لنا الشاعرة، حياتها وقلقها الفكري، والعاطفي، في قصائد ديوان "جنون الصمت" لنجد في تجربتها، يغيب الماضي عن الحاضر، في الإحساس المنتج توتر الأزمة الروحية، والنفسية، والاجتماعية، والفكرية، المجتمعين في اللعب على ضمير الغائب الذي سقط من أوراق قصيدة "جنون الصمت" سهوا فوق جداران موجعة ....
   
بهذه الحروف المحملة بطاقة إبداعية، إنسانية متماسكة، دخلت الشاعرة بوهراكة، عبارات الاندهاش، وسمو المحبين الذين بثوا كرنفال الحب العذري، وإلهام حرارته، وتوتره النابض بالحب الصوفي، الذي ما زال ينمو في مخيلة الشاعرة المفعمة بتجلي الشاعرية.... وشحنة الرؤى، وأساليب المخيلة التي ينشؤها الشعر بأشكال ترنيمات العشق، وموسيقى كلمات الشاعرة فاطمة بوهراكة، التي استخدمت لغة البوح، بعد جنون الصمت، ليبدوا كسيمفونية صوفية، تسبح في روحانيات بيت القصيد كما في قصيدة " متاهات البحر الصامت " لنرى غوص الشاعرة، في  تأملات عشقها، الدال على تجربة إنسانية وجدانية، وامتلاك ثروة إبداعية تصنف باللسانية النفسية الاجتماعية المؤجج بالصراخ ...
 وكأن الصمت كان لدي الشاعرة ملجأ عاصفة جنون البوح، وليس جنون الصمت، والرغبة التي تجاوزت حدود صمت أنثى تحاول ملامسة جوهر المعاناة الإنسانية، وضجة تقاطعات الإنسانية المرتبطة بالمحسوس المتجسد في بهاء مخيلة أنثى قادرة على بث الحياة في غصن أجوف ... وتحوله إلى ناي يطلق موسيقى تصلح للاحتفال بسيرة بوح " جنون الصمت" الذي   تفاعل مع المشاعر، المنتشرة فوق مساحات تحمل مفاتيح دلالية، تخلق المعنى المتجسد على أوراق تنثر الطاقات التأملية والأنساق وراء ما تفرضه آليات التواصل المعنوي الإنساني .. الذي يسعى لإظهار تلك المكبوتات الباطنية، وإدراك العلاقة بين الذات و الموضوع، للتأكيد على فاعلية الوعي في نظرية المعرفة التي تعيد الاعتبار للذات الإنسانية ....
إذ لا يمكن أن يوجد إي موضوع دون الذات التي تفكر به أو تقصده سواء على مستوى الشعور أو اللاشعور الذي تحول إلى حوار موغل في الذات الحاضرة، والذات الغائبة، عن محاورة أبعاد الذات الإنسانية و الأخلاقية، الممزوجة بانصهار الأفق الدلالي، لإعادة بناء عالم الشاعر النفسي والفكري، ورغبة الدخول في حوار مع الآخر من أجل تحقيق مستوى أكثر كثافة من الإدراك في علاقتنا مع الحس الإنساني العام، والربط بين الماضي والحاضر، وبين الغائب والمتغيب الذي جسد امتلاك فداحة الفقد والبتر وما بينهما في اكتمال جنون البوح الخارج من الصمت على أوراق  البنية العقلية والمفهوم السوسيولوجي" لإعادة بناء التجربة الشعورية التي رافقت الشعر، المتغذي على إبداعات الإنسان وما أكتسبه من الرؤى المبعثرة على ما تبقى من قصائد الشاعرة وهي " وجع" و" نبض البوح"  "وكفك يشبه الحريق" و" غياب" ، المحتشدة في عقل الشاعرة، التي تذكرنا بحضور الشاعر الفرنسي " سان جون بيرس" وقصائده المتمثلة بالوعي الإنساني والعاطفي وتعددية استمرارية الإنسان .
بهذه الخطوات الرفيعة التي احتفت بها الأديبة والشاعرة فاطمة بوهراكة، بأربعة دواوين، وسيرة أدبية نشطة:  
فاطمة بوهراكة
من مواليد فاس في 13فبراير1974
- عضو مؤسس لمحترف الشعر المعاصر بكلية الآداب ظهر المهراز / فاس عام 1996
- رئيسة جمعية دارة الشعر المغربيwww.moroccodara.com
- مدير عام شبكة صدانا الثقافية www.saddana.com
- مدير مهرجان فاس للإبداع الشعري
- عضو حركة شعراء العالم بجمهورية تشيلي.
- سفيرة السلام / عضو رابطة محبي السلام بالعالم / جنيف
- عضو الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني بمصر
- عضو اتحاد كتاب الأنترنت العرب بالأردن
- عضو المركز الافتراضي لإبداع الراحلين بسوريا
- عضو رابطة أديبات الإمارات
- مستشارة بمجلة الثقافية التي تصدر من ليبيا.
* نشرت إنتاجها الشعري بعدة جرائد ومجلات وطنية ودولية منها : الميثاق الوطني , الحركة, الزمن , شبابيك المالطية , الراية القطرية, عشتاروت اللبنانية ,الاهالي والحقيقة العراقية , زهرة الخليج, الحركة الشعرية بالمكسيك , شؤون ثقافية , الفصول الأربعة الليبية , النصر الجزائرية ..
* شاركت في العديد من الملتقيات والمهرجانات الشعرية منذ عام 1996 وإلى يومنا هذا.
* ساهمت في أنجاز أربع دواوين مشتركة رفقة ثلة من الشعراء وهي:
- احتراقات عشتار 1995
- غدائر البوح 1996
- وشم على الماء 1997
- بهذا وصى الرمل 1998
* لها ديوان شعر تحت عنوان : اغتراب الأقاحي صادر عام 2001 م/ تم الاشتغال فيه على الجانب التشكيلي رفقة كل من الفنانين المغربيين : نعيمة الملكاوي وعبد القادر بوطافي
* كما أصدرت شريطا شعريا يحمل نفس عنوان الديوان في نفس العام .
* شاركت إلى جانب الشاعرة الدكتورة الشيخة سعاد الصباح في إنجاز مسرحية شعرية تحت عنوان '' فيتو على نون النسوة '' عرضت بالمركب الثقافي بمدينة فاس المغربية يوم السبت 28 يوليوز 2007
- معدة الموسوعة الكبرى للشعراء العرب التي انطلق العمل عليها بتاريخ 1 يوليوز 2007
والتي صدر منها الجرء الأول عام 2009 بالف شاعر وشاعرة
والجزء الثاني عام 2011ب500 شاعر وشاعرة
- لها ديوان شعر يحمل عنوان : بــوح المــرايا الصادر عام 2009 بثلاث لغات : العربية / الفرنسية / الاسبانية .
مترجم إلى الفرنسية من قبل ذة الشاعرة حبيبة الزوكي . وإلى الاسبانية من قبل الشاعرة الارجنتينية ماريا غاريسا .لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية السعودية الدكتورة اعتدال عطيوي .
- لها ديوان شعر تحت عنوان نبض بسبع لغات هي : العربية , العبرية , الانجليزية , الفرنسية , الاسبانية ,الكردية , التركية صدر عام 2012م.أما المترجمون فهم :
د . انس أمين للغة العبرية / ذ . عادل السلطاني للغة الفرنسية / ذ . نزار سرطاوي للغة الأنجليزية /ذة . ميساء بونو للغة الاسبانية / ذ. نصرت مردان للغة التركية / ذ. جوان ديركي للغة التركية .
لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية المغربية نجاة العبدلاوي.
- أجريت معها عدة لقاءات صحفية وطنيا وعربيا :بمجلة شبابيك المالطية , إيلاف , المدينة السعودية , النور العراقية , النصر والشروق الجزائرية , التجديد المغربية , أخبار الساعة اليمنية الدستور الأردنية ... إلخ وقد استضافتها عدة قنوات تلفزيونية وأذاعية عربية منها القناة الاولى والثانية المغربية وأذاعة صوت العرب بالقاهرة .
-اجرت عدة لقاءات صحفية مع عدة مبدعين من مخلف الدول العربية والغربية منهم :الدكتورة الشيخة سعاد الصباح , الشيخة خلدية أل خليفة ,الشيخة افراح المبارك الصباح , الدكتور محمد السرغيني , الدكتور عبد الله الفيفي ,مليكة العاصمي , نجاة العبدلاوي , إدريس المسناوي , محمد سعود , حمدة خميس , بكر المدني , لويس ارياس مونثو
- تم تكريمها من قبل الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني يناير 2010 بمصر
- تم تكريمها من قبل جامعة المبدعين المغاربة بفاس المغربية في أكتوبر 2011
-عضو اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمقاطعة جنان الورد
-معدة ومقدمة برنامج رنين الكلم بإذاعة فاس الجهوية
- توصلت برسالة تهنئة من جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب بعد إصدارها للموسوعة الكبرى للشعراء العرب ..... بتاريخ 2 فبراير عام 2012
- تم تكريمها من قبل المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي بالقسنطينة الجزائرية برعاية فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في 13 أكتوبر 2012 .
- مرشحة لنيل لقب أفضل شخصية ثقافية لعام 2012 ضمن جائزة الشيخ زايد للكتاب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق