اخطأت دكتور فياض/ ميساء ابو غنام

برزت ولمعت وكنت رجل مرحلة  لن يتجاهلك  التاريخ لدورك فيها......كنت رجلا اقتصاديا من الدرجة الاولى،لعبت الارقام واسقطت حقك في المشاركة السياسية،وفي لحظات معينة لعبت بأوراقك كما  الدمى او الاوراق المقصوصة......
لا احد ينكر دورك في تغيير طبيعة وسياسة قادة فتح  في التعاطي مع لغة المال والنفوذ،حاولت ان تخلق الشفافية والمؤسساتية وبدأت بترقيع فساد بقي يلاحقك من هنا وهناك،نعم انت مقبول على الجميع بلطافتك وانسانيتك وقدرتك على المجاملة وحضورك خفيف الظل والعديد العديد ولكن.....
اسمحلي وبعد استقالتك ان ابوح لك بما كنت بيني وبين ذاتي انتقدك به وتمنيت لو انك  كنت حذرا واكثر انفتاحا على واقعك كرئيس للوزراء يمتلك ادارة بلد  تحت الاحتلال،وعلى الرغم من انك لست المسؤول عن اتفاقية باريس الا انك وقعت في فخها وبراثنها ،وقزمت  طموحك في بناء اقتصاد فلسطيني مستقل واعطيت لنفسك الحق ان ترسم حلما لسنتين في اقتصاد مزدهر يستوعب التغيير والانماء ويستوعب العاطلين عن العمل وطموح الشباب.....
كنت رجل مرحلة ولكن .......اخفقت في اختيار مستشارين على قدر عالي من المهنية والنظرة الثاقبة  لتعديل مسار سياستك بشكل تقلل الاخفاق مقابل النجاح،وانت تعلم دكتور سلام ان القائد العظيم  يقوى بمحيط قوي ويضعف بعكس ذلك............
الامر الثاني الذي ايضا يؤخذ عليك وهو مرتبط  بقبولك ان تكون خزينة راتب  الموظفين وصاحب العلاقات العامة في تجنيد الاموال كما مؤسسات المجتمع المدني لدفع معاشات الموظفين وركزت على عوائد الضرائب والمساعدات وفي اللحظة التي  يغلق فيها صنبور  الماء يتوقف حالك وحال البلد وهذه المصيبة الكبرى......
اعلم دكتور فياض انك ظلمت  في مرحلة معينة ولكن  مجرد انك لم تخطط ولم تضع استراتيجيات التغيير ضمن خطة زمنية مستندة على معطيات واضحة المعالم  قد اوقعك رهينة  سياسة اسرائيل واسترجاع  عوائد الضرائب والانكى رهينة المساعدات الامريكية المرتبطة بالسياسة الفلسطينية وبالتحديد سياسة ابو مازن ومزاجيته مع اسرائيل والامريكان ومزاجيتهم معه وبالتالي سياسة الكر والفر في المفاضات  والمصالحة وايضا لا اخفي عليك سياسة قطر بالمنطقة وهرولة حاكمها بين رام الله وغزة والمساعدات السعودية والمؤسسات الاوروبية التي علمتنا  طريقة كتابة المشاريع  يليها الموافقة المرهونة بفساد القائمين عليها وعودتها اليهم من خلال الطواقم الاجنبية العاملة في فلسطين  وبالتالي حسبت عليك اموال ومساعدات لمشاريع تدخل الاراضي الفلسطينية وانت بريئ منها ......
الامر لم يتوقف عند ذلك فقبولك بالاقصاء القسري عن الحالة السياسة والتحولات في فلسطين بعلاقتها مع حماس واسرائيل والامريكان والثورات العربية،وتوظيفك كبنك ممول للسلطة جعلك ضعيفا في محاربة المؤامرات التي حيكت ضدك من قبل قادة فتح  بعدما حصرت  كعكة  اوسلو  التي  كانت غنيمتهم في بداية نشوء السلطة  لديك،وعليه وقعت فريستهم ونجحوا في ذلك ولو كنت قائدا سياسيا اقتصاديا محركا للواقع لكان اقصاؤك اصعب بكثير.....
ان الازمات التي لاحقتك ومنها ثورة الغلاء واحداثها التي حاولت جاهدا ان تمتص انفعالات الشعب واحتاجاته واعتبر ان خوف اهل الضفة من سقوط سلطة رام الله وهيمنة حماس عليها اعطاك المنفس في الاستمرار لاشهر اخرى،ولكونك رجل مرحلة حرجة ومقبول للمجتمع الدولي والامريكان بالتحديد وهذا ليس تخوين بل قوة،استطعت الاستمرار ولكن وجب عليك  توسيع الافق في نظرتك لذاتك المستهدفة  من جهات انت تعلمها وحاكت ضدك العديد من المؤامرات....
ربما هنا وواجب علي ان اعرج على سياسة ينتهجها ابو مازن وينجح بها بعكس الراحل ابو عمار،مردودها  الصراع الابدي  لفكرة النظام الرأسمالي الذي ينطلق من المال اولا واولا واولا وعليه حيد الرئيس محمود عباس نفسه بالتنازل عن حقه في ادارة  شؤون الاموال الواردة والصادرة لمشروع السلطة وبقي رجل القرار في الشأن السياسي وهذا جعله الاقوى دائما خصوصا انه ابن فتح وبعقلية فتح تندر الانقلابات على الرئيس الا اذا استطات اسرائيل اختراق النفوس الضعيفة بها كما حدث مع ياسر عرفات......
اما البعد الاخر الذي اود ان اشير اليه مرتبط بك شخصيا  وبالتحديد المشاركات الاجتماعية المبالغ بها.......
تنبع المشكلة هنا  من عدم اداركك لثقافة العربي النابعة من تقديس الرئيس والمحاولة الدائمة للوصول اليه ،وكلما صعب اليه  اختراقه كلما زاد احترامه له وزرع بعقله الخوف من اختراقه،ولكن سياستك في المشاركات الاجتماعية على الرغم من النية الصافية لديك ومن اعتقادك انها شعبية تتدخر لمرحلة اخرى] قد ساهمتك في التطاول عليك فالرئيس يبقى رئيسا  والمواطن مواطنا لا تحمل صفة الصداقة فنحن لسنا في امريكا ولا اوروبا......
واخر الاخطاء الحكومات  المتتالية،لا استقرار فيها ولا شخوصها،والاسوأ عندما يتم اختيار شخوص حتى لو كانوا اكاديمين تحت عنوان تكنوقراط،الا انه من قال ان الاكاديمي يصلح ان يكون سياسيا،فالسياسة عالم يحتاج لمهارة وحنكة  وخطط هادفة يلمسها المواطن في واقعه من باب التغيير واو سؤالك ما الذي غيرته جميع حكوماتك ما عدى رواتب باحظة  ترهق ميزانياتك وتضعف استمراريتك......
على الرغم من ذلك دكتور فياض كنت رجل مرحلة لها ايجابياتها وسلبياتها ولكن امامك خيار التغيير في ان تستثمر مرحلتك هذه في مستقبل افضل انت تختاره.........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق