كل إنسان يحترم البيئة التي يعيش فيها ولا يستفزها . لا تهدم تمثالا بوذيا في الصين ، ولا تشتم عمراً و عائشة في مصر ، ولا تدعُ لهدم الأضرحة في النجف ، ولا تمارس الجنس مع قاصر في كندا ... احترم الظروف التي حولك
الحذر من الذين يقتنصون حوادث فردية من هامش الصراع الدموي الذي تقوده إيران . إهمال التهجير الفظيع ، و التغيير الديموغرافي المذهبي المليوني في بغداد . غض الطرف عن تشريد مليون سوري ، وقتل مئة ألف إنسان لترسيخ المشروع الفارسي في بلاد الشام . هذا المشهد العام الواضح يجري تجاهله تماماً ، ويتم التركيز على حالات فردية بشعة ، ويجري وتضخيمها على طريقة السينما الهوليودية . مثل واحد مريض يأكل كبد إنسان ، أو حادث إرهابي يرتكبه إرهابيون في قرية نائية ، أو حادثة مقتل الشيخ الشيعي في مصر حسن شحاته بطريقة بشعة و مؤسفة . الأصل في القانون المتحضر الشجب والإدانة للعنف والجريمة مهما كانت المبررات
العقل الإيراني يدبر الجرائم الإستراتيجية والديموغرافية الكبرى ، ثم يحرك إعلامه في حوادث فردية على الهامش
كيف حدث تطرف طائفي في مصر المتسامحة ؟ . ليس حزورة ولا لغزا . العراقيون الذين هُجّروا من بغداد ذهبوا إلى مصر . والسوريون الذين شُرّدوا من سوريا ، ذهبوا إلى مصر . مئات الآلاف من الناس . كلهم يذهبون إلى الجوامع ، ويختلطون بالشعب المصري ، ويقصون له ما حدث لهم . كل الحكايات تتجمع هناك وتشير إلى إيران . هذا أكثر تأثيرا من مليون فضائية و جريدة
كيف حدث تطرف طائفي في مصر المتسامحة ؟ . ليس حزورة ولا لغزا . العراقيون الذين هُجّروا من بغداد ذهبوا إلى مصر . والسوريون الذين شُرّدوا من سوريا ، ذهبوا إلى مصر . مئات الآلاف من الناس . كلهم يذهبون إلى الجوامع ، ويختلطون بالشعب المصري ، ويقصون له ما حدث لهم . كل الحكايات تتجمع هناك وتشير إلى إيران . هذا أكثر تأثيرا من مليون فضائية و جريدة
المثقف العراقي ، الذي لم يكتب عن المجزرة الجماعية في الحويجة ، التي نفذتها القوات الحكومية العراقية الطائفية ضد محتجين مسالمين يحملون العصي فقط . هذا المثقف نفسه ، يكتب عن سحل الشيخ الشيعي حسن شحاتة في مصر من قبل الغوغاء و السلفيين . أكثر من مئة قتيل في حويجة ، من ضمنهم الأطفال والمعوقين ، لم يتم قتلهم كالكلاب فقط ، بل رأينا كيف تدعس القوات العراقية على جثثهم بالأحذية
ما يزعجني حقاً ، الإسلام الروحاني الذي عرفناه في طفولتنا تمزق تماماً . أصبح نوعا من الجيش المسلح الآن . كان الدين هو الكهف الأخير ، المهرب من الناس ، والفرار من الدنيا . لأن الإنسان في الحقيقة يصدر عن شعور ، و عقل ، و قلب ، و جسد ، و غرائز ، وأخيرا روح . كان هناك مكان للروح والإنسان فيما مضى . ماذا يصنع الإنسان بحياته في النهاية ؟
الإنسان العراقي مثلا ، يشعر بتعاسة لأن أشياء كثيرة تنقصه . وهنا في كندا الإنسان يشعر بتعاسة أيضا ، لأن شيئا لا ينقصه ، عنده كل شيء . الروح لا تحتاج إلى صراع ، و قنابل ، و لا إلى حرمان أو إشباع . بل إلى طمأنينة و طهر . الدين لا يصلح للحرب ، إنه للطمأنينة . حين تدخل الكنيسة في كندا ، تجد فيها عجائز ، و مرضى ، و زوجا ماتت زوجته ، و زوجة هجرها زوجها . لابد من طريق كهذه للروح في المجتمع . العزاء الإسلامي الروحاني يتعرض للتمزق ، والتسليح ، والدم ، والسياسة . وهذا مؤسف حقاً
كل الجدل العلماني قائم على فصل الدين عن السياسة . هذا أمر في رأيي لصالح الدين وليس ضده . إن المسلم لا يتخيل الإنفصال بين الحياة وبين الله . حياته الإجتماعية ، والعقلية ، وتكوينه النفسي ، وطبيعة لغته قائمة على وجود الله . لهذا كلما ظهرت تجارب بعيدة عن الله ، يشعر المسلمون بالغربة ، وتحدث عودة مضادة لا تفسير لها . تركيا ، و مصر ، و سورية ، والعراق ، و تونس و ..... الخ . ما هي المشكلة ؟
هناك شيء في الإسلام مختلف ، يجعل الروح تحنُّ إلى الله . هل هذا حنين إلى الماضي أم هو حنين روحي ؟ . لا أعرف ، هل هو حنين مُدَمّر ؟ . الله أعلم .
المثقفون يشككون في قدراتي العقلية ، لأنني أتكلم بطريقة متخلفة كهذه ، كما يرون . لكنني أتكلم على قدر إمكاناتي ، ولا أدعي أفكارا لم أعانيها بشكل شخصي
المثقفون يشككون في قدراتي العقلية ، لأنني أتكلم بطريقة متخلفة كهذه ، كما يرون . لكنني أتكلم على قدر إمكاناتي ، ولا أدعي أفكارا لم أعانيها بشكل شخصي
إن مقتل الشيخ المصري حسن شحاتة بالطريقة المخيفة التي رأينا مؤسف حقاً . هذا العنف يذكر بعنف المسيحيين المصريين في الإسكندرية ضد الوثنيين الرومان قبل الإسلام . عنف جماعي سحل وطعن و جنون جماعي . هكذا تماما ، قتل المسيحيون المصريون الفيلسوفة المصرية الوثنية هيباثيا ( ٣٧٠م - ٤١٥ م )
طبعا الضحية حسن شحاتة حارث نار ، وزارع فتنة ، وشتام لأبي بكر و عمر و عائشة على وسائل الإعلام العربية والمصرية العلنية . قليل أدب ، و مدسوس من قم التي درس فيها بكل تأكيد . لا يشبه هيباثيا أعظم فيلسوفة جمالية ، آخر أساتذة الرياضيات والمنطق في جامعة الإسكندرية في العالم القديم . آلاف المصريين المسيحيين بقيادة الكهنة سحلوها ، و قطعوها في هستيريا أدت في النهاية إلى انقراض الديانة الوثنية بسبب الحرق والإرهاب المسيحي
العبرة من هذه الحادثة المؤسفة ، ضرورة وقف التبشير الديني الإيراني بين الشعوب الفقيرة ، خصوصا في هذه الفترة المتوترة من تاريخ المنطقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق