سجينٌ في قفصي الصّدري/ أسعد البصري

هؤلاء العراقيون
 أُخَيّبُ آمالهم كل يوم 
وما زالوا يزحفون إلى كلماتي 
كزواحف عمياء و جائعة 
لا يفقدون الأمل بالنبوءة
يؤمنون بأن القمر 
يظهر من ظلامي الحالك 
أَقْطَعُ الطريق عليهم كل ربيع
" إنك تقطعه على نفسك " قال شيوخهم 
لا يتخذون مني عدواً 
ولا يُغَلِّقون عليهم الأبواب 
حتى بناتهم يركضن خلفي بأقداح الماء في شيخوختي
أولادهم الذين رموني بالحجر قبل الطوفان
يحملون أمتعتي ، و يبعدون أغنامهم عن بستاني 
اذهبوا إلى الجحيم
الطفل الذي يبكي في داخلي أحيانا 
الشيء الغامض الذي يأتي من بعيد 
الجرح العميق في دماغي 
هو في الحقيقة لا شيء سوى الشعر نفسه 
وكيف ألقى ربي بعد عامكم هذا 
وهو يقول 
"اترك كل شيء واتبعني " 
غير مستعد للموت على هذه الشاكلة التي أنا عليها 
هذه الثياب المضحكة ليست ثياب قتيل مهيب مثلي 
لقد شتمت جميع هؤلاء الكذابين 
فمنحني ذلك مَرَحاً تسير به الركبان 
صار لشتائمي معنى 
ماذا ؟ 
و عيناي لم يفقأهما الضوء بعد 
هل أحدثكم عن الحب ؟ 
عن الغدر والخيانة ؟ 
عن آلام الفراق ؟ 
والقميص المشقوق ؟ 
كان لا بد لي من خنجر مسموم فلا تنقذني السيارة 
لمعان الذهب أقوى من لمعان الشرف 
هل حدثتكم عن الحقد والزوجات الجميلات ؟
هل تعرفون ما يفعله الزمن بالحب وبالقلب ؟
أنا هنا سجين في قفصي الصدري 
ولا خلاص إلا الموت والغناء
لولا أَنَّ هذا الشيخ الهائل سعدي يوسف ما زالَ حياً 
لَحَمَلْتُ رمحي بالمقلوب ، و سرتُ في بلادي مَرَحاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق