الإنتماء الدامي/ عـادل عطيـة

أحد الناجين من كارثة غرق إحدى السفن، ذهب إلى جزيرة صحراوية، حيث عاش وحيداً.
بعد سنتين، عندما تم اكتشاف مكانه، تعجب الذين اكتشفوه؛ لأن هذا الشخص الوحيد الناجي، كان قد بنى له بيتين للصلاة.
سألوه: لماذا وأنت وحيد في هذه الجزيرة، تبني حتى بيتاً واحداً للصلاة، ومع ذلك فقد بنيت أنت إثنين؟!..
أجاب الرجل: "إن كل إنسان يحتاج إلى ديانتين: واحدة ينتمي إليها، وواحدة يقاومها"!...
لا أحد في حاجة إلى ديانتين، إلا هؤلاء الذين في داخل كل منهم: إرهابي متمرد، يتحدث إليهم بما يظنونه: "كلام الله"، ويدعوهم لتكفير الآخرين، ولعمل ما يعتبرونه أرفع الأشياء، وأسماها.. حتى أنهم يشكرون الله، الذي جعلهم أحياء ليعملوا كل الشرور التي يريدونها دون أن يخافوا من العقاب، بل والتأكد أنهم سيكافأون على إرتكابها!
السبب الرئيسي الذي يكمن وراء نجاحهم في البطش، هو هذا: "من يستطيع أن يدلي بصوته ضد كلام الله؟!".
لكنهم في النهاية خسروا معارك الغش والخداع، ولم يتبق لنا سوى مقاومة سلاحهم بالسلاح، وإلا ينتصر الشر!
لقد صبرنا طويلاً.. ولاشك في أن بعض المدافعين عن حقوق الإنسان، كانوا سينتقدوننا؛ لحرمان هؤلاء الضالين من حقهم الإعداد لهذه الشرور!...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق