صورٌ لا تتوقفُ عن الخفقان/ عبدالله علي الأقزم


عشقُ النبيِّ و آلِهِ

معراجُ أرواحٍ

و لذَّةُ مؤمنٍ

و النقلةُ الكبرى

لأجملِ  ظاهرةْ

و تواصلٌ  

عرفَ  الحقيقةَ  كلَّها

و أذاعَ 

 مِنْ نبضِ  السَّما

تلك الصفاتِ الباهرة

و مضى 

يُسلسلُ

في محيطِ الباحثينَ عنِ الجَمَالِ

 مناظرَهْ

ما غابَ عن قممِ التسامي

ما أماتَ بصائرَهْ

كلا و لا أفنى

بريحِ السِّندبادِ خواطرَهْ

و شراعُهُ

مِنْ  يومِ  بدرٍ

قد  أعادَ  دفاترَهْ

فأقامَ مِن إسراءِ

عطرِ العارفينَ

حواضرَهْ

الذائبونَ بنارِهِ

كُشِفوا

فكانوا في يديهِ

جواهرَهْ

و صداهُ

يبعثُ للشراعِ رسالةً:

إنْ تسألونِ عن النبيِّ و آلِهِ

فهمُ التقاءُ الماءِ

بين المسجديْنِ

هُمُ افتتاحُ النورِ

ضمنَ حروفِهِ المتواترَةْ

الواقفونَ بدارِهمْ

أنفاسُهُمْ

لمْ تُنتخبْ

إلا  لتظهرَ عامرَة

كيفَ الوصولُ إليهمُ

فوصالُهمْ وصلُ الجواهرِ

عند كلِّ مُحلِّقٍ

و فضاؤُهم بيديهِ

أجنحةُ  المعاني  الفاخرَة

و فراقُهمْ 

في كلِّ نصٍّ شاردٍ

 فقرٌ

و ذلَّةُ شامخ ٍ

و رحيلُ أجملِ طائرٍ

و بضاعةٌ بيدِ التجارةِ

خاسرَةْ

و جميعُهمْ 

في المفرداتِ

شفاءُ  جرحٍ  غائرٍ

و نهوضُ سطرٍ ذابلٍ

بين المرايا

و السنينَ الحائرَة

و بيانُهمْ

أحيا  بلاغةَ كوكبٍ مُتمكِّنٍ

و أدارَ  في مجدافِهِ

المستوى الأعلى 

لأروعِ خاطرَة

يتجمَّعونَ ملاحماً  

أبديَّةً  أمميَّةً

أطرُافها

لغةُ الملائكِ

و الخِصالُ الباهرَة

ماضيهمُ الشرفُ الرفيعُ

و كلُّهمْ

الباعثونَ إلى الضياءِ

جواهرَهْ

خُلِقتْ 

ليالي القدْرِ مِن نبضاتِهمْ

و الفجرُ منهمْ

قد أذاعَ بشائرَهْ

تعساً

لكلِّ بدايةٍ و نهايةٍ

إنْ  لم تكونا بينهم

تتكاملانِ

لرسمِ أجملِ دائرةْ

طوبى لِمنْ

عرفَ النبيَّ و آلَهُ

في البسملاتِ المورقاتِ

لآلئاً

و لديهِ منها

 شرحُ هذي الظاهرة

مَنْ لم يكنْ معناهُ

شمسَ هواهمُ

فظلالُهُ

حُرِمتْ نعيمَ الآخرةْ



وجه الله: قصيدة جديدة للشاعرة المصرية فاطمة ناعوت

بسطاءٌ
فاق كلامُهم
طنطنة الكتّابِ
والشعراء.

غيرُ مطليّ بالمساحيق
ولا مزركش بدانتيلا
وشرائطَ ملوّنة.

ظُفرٌ خشنٌ
دون طلاء
ولا مقصًّ ولا مبرد،
شعرٌ جعِدٌ
لا يعرفُ الأمشاطَ
ولا تتحرّشُ به
باروكاتٌ صفراءُ
وحمراء.

لا يعرف السُّكرَ الدايت
ولا الريجيم
والسُّعرات
وكتبَ الطهو الفاشلة.

بدينٌ
كخرتيت يلتهمُ غابةً كلَّ مساء
ونحيلٌ
كعود نبتةٍ وليدة
عطشى للندى البخيل
الذي لا يأتي.

لا ينتعلُ الكعوبَ العاليات
ولا يعرفُ عنقُه
ياقاتِ النبلاء المرفوعة.

يسيرُ في الطريق الوعرة
حافيَ القدمين
حسيرَ الرأس
أشعثَ الشعر
يترنحُ في أسماله النبيلة
مثل " لير"
الذي نام على الحرير ملكًا
ثم انتبه
على صفعة طفلته
تخِزُ قلبَه.

هو الوجه البشري
قبل اختراع اللون
الذي نتخفى وراءه
لنبدو أجملَ
لأن أمَّه الكلمةَ الأولى
علّمته
أن الجمالَ
هو ما نحتَ الُله على صفحاتنا
التي نحملُها فوق أعناقنا
منذ المهد
وحتى نترجّل داخل
أضرحتنا المعتمة.

هو وجه الحرية
دون أساورَ
ولا قضبان
هو وجه الله
الذي يتوارى ويلوحُ
من وراء الغمام.

هو الأجملُ
وهو الباعث للبكاء النبيل
الذي لا يعرفُ طريقَه
كلامُ الأنبياء المنمق.

القاهرة/ ٢٧ نوفمبر 2013 

عوفر.. سجنٌ أم مرجُ غزلان؟/ جواد بولس

من أين أستمد قوّتي اليوم لأواجه تلك الشقراء الصغيرة التي تقف هناك على حاجز"قلنديا"؟ على رأس سبابتها مفتاحُ نهارك؛ إن هي شاءت يسَّرت، وإن كان ليلها حطامًا فالبقيّة في نهارك.
يستنزفني هذا الروتين ويرهق إنسانيّتي. في كلّ مرّة أسافر من بيتي في القدس لمكتبي في رام الله، وبالعكس،عليَّ أن أعبر من هذا الحاجز. هو قطعة من جهنم وإفراز واقعٍ فرضته عنجهية محتلٍّ يغرق في بحرٍ من بارود. في هذه الأمكنة تريدنا إسرائيل أن نتصرّف كالخراف، فصرنا "أدجن من نمر"- كما في تلك القصّة، وأطوع من حمار. ونبقى نحن وجهًا لذلك الكوكب، وجندُ الاحتلال وجهه الآخر القاتم؛ مخلوقات بقامات كسيقان البامبوك لا أرض أسقتهم الحب، ولا صدر أرضعهم رائحة الزنبق، أنوفهم فوّهات بنادق. 
أستنجد بخيالي، يسرع بي إلى محطتي التالية، قد تنسيني ذلَّ الطوابير. أشرع بترتيب فواصل لقائي مع مجموعة من الأسرى الإداريين الذين ينتظرون زيارتي في سجن "عوفر". أبتسم من قهر، فكيف لإسرائيل أن تعبث باللغة والجمال مرّةً على مرّة. 
"عوفر"، يا إلهي، هو بالعربية "الخشف"، الظبي ابن الغزال، ذلك الذي صاحب الشعراء في ساعات حبهم  والوَلَه، وعلى قفزاته طربت حروفهم ورقصت قصائدُ. مَن غير محتلّ مختال قادر على خصي الكلام واغتصاب اللغة؟ فهل قيل أغشُّ من محتل!. 
وجدت نفسي أمام بوابة السجن، كأنني كنت تحت تأثير مخدّر، لم أتذكر كيف عبرت من الحاجز. كانت أمامي مجموعة من السيارات، وعلى يساري كذلك وخلفي. في كل ناحية تتدافع مركبات، كأنه يوم السياقة الأخير قبل القيامة. السائقون والسائقات متشابهون بعتمة وجوههم والتحديق صوب أصابع المجندات والجنود الذين يقفون كسيقان البامبوك بلا ملامح تذكر.
لم أستعد بقية المشهد، صوت ضابط السجن يرحِّب بقدومي، ويدعوني للدخول. في الطريق إلى غرفة الزيارة يدلي الضابط ببعض من آرائه في الأسرى الأمنيين. لم أُتفاجَأ حين عبّر عن احترامه الشديد لهم، لا سيّما لكبارهم. لقد اعترف أمامي أنه تعلّم الكثير من حكمتهم وصبرهم وطريقة مواجهتهم للحياة.
ربّما كان علي أن أشكره، لكنني لم أفعل. لقد انشغلت بتحيّة الأسيرين جمال الطويل ونبيل النتشة، اللذين أدخلا تمامًا في تلك اللحظة لغرفة الزيارة. جلسنا متقابلين، يفصل بيننا لوح زجاج سميك وقرار تعسفي من قائد جيش الاحتلال يبقيهما رهن الاعتقال الإداري لستة أشهر قابلة للتجديد. 
أعرف جمالًا منذ أكثر من عشرةِ أعوام. أمضى معظمها سجينًا. لسنوات اعتقل بدون تهمة، بل لكونه مشبوهًا كناشط كبير في حركة "حماس". مثله عانى ابن الخليل نبيل النتشة، الذي صار السجن بيته، والبيت مكانًا للزيارات العابرة؛ هكذا بادرني نبيل  بدعابة وبسمة ليؤكد أنه أمضى حوالي زهاء عشرة أعوام في السجن بدون تهمة محدّدة، بل بادعاء انه ناشط في حركة "حماس"، ويشكل خطورة على أمن المنطقة!.
 "أي خطورة هذه التي يرجع تاريخها لأكثر من خمسة عشر عامًا مضت وأيُّ أمنٍ هذا؟"، أردف نبيل بما صار أقرب إلى الضحك وقال: "لقد قلت لضابط المخابرات "بكفيكو كذب، مش معقول أن أكون خطيرًا على أمنكم طيلة هذه السنوات وأن لا تستطيعوا إثبات ولو تهمة واحدة تدينونني بها!  يكفي تجبّرًا .. يكفي ظلمًا! دعوني أعيش بين عائلتي وأولادي السبعة، فأنا إنسان مريض،أريد أن أحيا بإيماني وأعمالي. سجنكم لن يغيِّرنا ولن يحبّبنا باحتلالكم الذي كان بغيضًا وسيبقى". 
كان الوجع ينقط بين البسمة وأختها. لم يشعراني به، لكنني معهما أنا منذ بداية الحكاية، وأعرف كيف يكون صهيل الجياد الأصيلة حنينًا، وكيف يتألَّم أسد بعيدًا عن ربعه. 
مائة وستون فلسطينيًا، أخذوا في جنح ظلام من بيوتهم الدافئة، وسجنوا بدون تهمة ولا ذنب معرّف. بعضهم قضى أكثر من عامين، وما زال يجهل متى وكيف قد يأتي الفرج. بعضهم، مثل نبيل النتشة وجمال الطويل، لا يهنأ واحدهم ببضعة أشهر من حرية إلا وتطاله يد القهر مجددًا، فيعود سجينًا ينتظر في حالة من الترقّب القاتل.
لقد "بلغ السيل الزبى"، هكذا قرّر المعتقلون الإداريون في سجون الاحتلال الإسرائيلي. من الواضح أن ما تقوم به إسرائيل يستهدف فئات قيادية فلسطينية بغرض تحييد نشاطاتها وتأثيرها في أماكن سكناها. إنّها اعتقالات كيديّة سياسيّة لا شأن لها بما تدّعيه إسرائيل من مساسٍ محتمل بأمنها وبسلامة جمهورها.
إلى ذلك، فمصادرة حرّيات آلاف الفلسطينيين بدون تأمين حقهم بالدفاع عن أنفسهم من خلال محاكم نزيهة وفرصة معرفة التهم الموجهة إليهم وطبيعة الأدلة والبيّنات المؤسِّسَة لهذه التهم، كلّها ممارسات إسرائيلية جائرة مرفوضة. 
لقد شرع المعتقلون الإداريون بتنفيذ برنامج نضالي كانت محطته الأولى مقاطعة المحاكم الإسرائيلية بشكل كامل. قبل يومين أعلنوا إضرابا عن الطعام ليوم واحد، ويعدّون الآن أنفسهم لإضراب ليومين في الأسبوع حتى نهاية العام الجاري، عندها سيجرون تقييمًا وبناءً عليه ينطلقون بخطواتهم التالية. 
بهدوء الواثقين حمّلاني الرسالة لكل صاحب ضمير وقلب، مؤكّدين أن الأسرى الإداريين ماضون في مسيرتهم، بيدَ أنّهم بحاجة لكل مناصرة من أبناء ومؤسسات شعبهم ودعم من جميع أحرار العالم ومساندة ممن يستطيعون إليها سبيلا. 
كانت برودة تلك الغرفة قد اختفت. اتفقنا على أن نلتقي لنضحك معًا مع قطيع من الغزلان يعرف نبيل أين ترعى وتحب. من شق في باب الغرفة، كان ذلك الضابط يراقب لقاءنا. من عينيه فرَّت دهشة وكأنها تشي أنه أحس من كان الحرّ الطليق، ومن كان السجين. 
رافقني الضابط إلى البوابة. لم يتفوَّه بكلمة. عدت إلى سيّارتي، لا أبالي لأنني عرفت من أين أستمدُّ قوتي لمواجهة تلك الشقراء الصغيرة التي تقف كساق من البامبوك على حاجز قلنديا. 
بخفة غزال وصلت الحاجز. طائرًا على جناح القصيدة وجدتني أتمتم: "أقول لصاحبي من أين جاء ابن الغزال؟/ يقول: جاء من السماء. لعلّه "يحيى"/ رزقت به ليؤنس وحشتي/ لا أم ترضعه فكنت الامَّ/ أسقيه حليب الشاة ممزوجًا بملعقة من العسل المعطّر/ ثم أحمله كغيمة عاشق في غابة البلّوط...."، أتمتم في وجه تلك المجنّدة التي لم تعرف كيف يكون "رجل وخَشَفٌ في الحديقةِ يلعبان معًا...".

من الشاعر عصام ملكي، استراليا.. الى ابو حبيب، لبنان

ـ1ـ
يا بو حبيب اليوم تلفنلي الصبي
بدّو خمس تلاف تا يشمّ الهوا
والدَّين شبر وحقّ عيسى والنبي
مروّب خمس ليرات تا جيب الدّوا
ـ2ـ
ودَين العا خيّك حِمل مَنُّو حَبّتين
وان قلت حَلّ الدفع بتشوفو عبّق
بجزدان مرتو شاف هوني ورقتين
هندز شبابو وراح حطـُّن بالسبق
ـ3ـ
وملحم بو طنسا شغلتو لعب القمار
تا يكون متل الناس وحياتك نِسي
كلما رجع عالبيت بيدُور النقار
وبيدور عا النافوخ ضرب المكنسِه
ـ4ـ
ونعمِه بعدما شوَي طابت رقبتو
سلحب تا حتـَّى يشوف خيّو بو أمين
ولما عطس عالدرب طارت وَجبتو
وكسدر عليها شحن داعس بانزين
ـ5ـ
وعادل لأنـُّو خمس نسوان اشتهى
بدُّو الزواج يكون بعد التجربه
طلـَّق بعد سنتين حـَنـِّه ومنتهى
وطالب مرا عالحارك تجبلو صَبي
ـ6ـ
وطوني ابن مسعود بالطبخه دِري
بتضل مرتو تقول قالت أمّها
بالمعكرونه حط لـِحْماتو غِري
ومن وقتها ما عاد فتحت تمّها
ـ7ـ
ولولو وسليمه ضلّ مودالـُن عتيق
ما بيّنو مَرّه بعين المجتمع
لما إجو يتوَشوشو بنصّ الطريق
وتـْنيْنهم طرشان جنـَّزنا السمع
ـ8ـ
وأنور لأنـُّو تعوَّد يحبّ الجُلوس
وصاير متل جاموس ما عاود حلو
لما ركب "بالباص" تا يوّفـِّر فلوس
قامو تلاته وقدّمو مقاعد إلو
ـ9ـ
والشاعر الحفيان من مدِّة زمان
لهَوني وصل مخنوق هـُوِّي ومطلـَعو
وهلـَّق بعدما قرّش وقرّش كمان
بدَّك وساطه صار تا تحكي معو
ـ10ـ
بسدني النثر عالشعر عامل انقلاب
صار الضمير الحيّ بَدّو مراجـَعه
شربل بعيني قال: ما بطـَلـِّع كتاب
ما زالهم إخدو الحروف مقاطـَعه
ـ11ـ
ويا بو حبيب سألتْني وريتو عَفاك
للستّ "فنصا" الناس منها مأمـَّنه
عا ضهر شاعر عاطفي عملتْ ملاك
وعا ضهرها جلالـَين مودال السنه
ـ12ـ
وعمـَّك بو فوزي بعدما كاسو كرع
جنينِة لطيفه بهمـّتو صارتْ طحين
قلبين "قرّه" بسّ مش أكتر زرع
صارو بـِساعه خمسميّه وأربعين
ـ13ـ
وبطرس إبن شاهين وصّلـِّي خبر
إنـُّو عا ذوقو شغـْل ما عاود لقى
"عالدول" قاعد متل ملحم بو جبر
تا يحكّ راسو وقت ما عندو بقا
ـ14ـ
وزهره بتمـَّا سنّ واحد ما بقي
وهوني نهار التقيت بخالك سليم
ضحكت إلو عا كتفها لمَّا لقي
وهوِّي معو بالقلب جابولو الحكيم
ـ15ـ
ومرتو لـْبو حنـَّا يا ألف شحـَّارها
ما ضلّ عندا ربع نتفة عنفوان
ومش بسّ طالع "دمّله" بمنخارها
عا لسانها التالول عامل مهرجان
ـ16ـ
ويا بو حبيب اليوم قالولي "رَضا"
صهر العَليها كان غاضب باسها
كتبتْ إلو الرزقات عن حبّ ورضـّا
لما "الفـَرد" كان عْلى طاسِة راسها
ـ17ـ
وسمعان غازي بكبر بطنو ما حدا
من دعستو عا الأرض بتخاف الطريق
لـَكـْنـَيْن كبِّه كان سافق عالغدا
ولما إجا لعندي سفق كومة سْليق
ـ18ـ
و"بلقيس" عالسبعين حطـِّت كم سنه
وبتقول: بَعدي بطلعتي نعمة كريم
يوم التلاتِه طافت عليها الدني
وعينك تشوف الكحل دايب "والكريم"
ـ19ـ
و"نزهَه" يا عَيني راحت لعند الطبيب
وقالت إلو: من الحُب قلبي منحرَم
بدها بـِوَجبه تركـِّب سْنان الحليب
وضِرس العقل تا يْصير ياخدها "كرَم"
ـ20ـ
وجاري عن الشيطان صوره مصغـَّره
البسمه عا تمُّو بتنسَمى ورقة نعي
من النوم فيـَّقني بساعه مأخـَّره
تا يشوف كنـُّو خفـِّتْ السعلِه معي
ـ21ـ
وعن لحقة النسوان ما بطـَّل "كريم"
تخمين حسّب كلّ إكلِه مجدرّه
هلـَّق تعلـَّم كيف بيحاكو الحَريم
وتعلـَّم النافوخ كعب الكندره
ـ22ـ
وعينك تشوف اليوم كيف صاير خليل
حامل بايدو هاتف عْلى المستوى
قللي بو حنـَّا: شـُوف زَنـْكـَل عا التقيل
قرْش العا جيبو فات ما شمّ الهَوا
ـ23ـ
وإيمان صاير صيتها مْعبّى البلد
إخدتْ رجل أعمال من عيلة جحي
وضلـِّت شي عشر سنين تا جابت ولد
من زوجها لليوم بعدا بتستحي
ـ24ـ
وتا خبّرك عن مَرْت عمـَّك بو ربيع
بعد "النـِّزل" عم يطلع بدَيْها نسر
وقت اللي قالت: "أوف" بالصوت الشنيع
ما ضلّ صحن قزاز إلاَّ ما انكسر
ـ25ـ
ومرَّه بسهرَه حضرة الشاعر أمين
غنـَّى قصايد خضر وانهزّ الحـِما
ونسوان من "بَشتون" بحلفلـَك يمين
نظـْمو قصايد زرق من لون السما
ـ26ـ
وقللي بو حنـَّا بعدما الزيت احترق
بسيـَّارة ابراهيم طار البانزين
ولمَّا دلـَقلا بتمّها شويِّة عرق
صارت تطـَوْطِح عا الشمال وعا اليمين
ـ27ـ
ومن "أحمديـِّه" ما بقا يشكر أديب
شحْم الدني صارت عليها مجَمّعه
من كتر منها ناصحه يا بو حبيب
مبارح صرفـْها عا الطريق بأربعه
ـ28ـ
وطنـُّوس جَنّ وقال: ما عندي حقوق
عالدرب بَقـْبَش ضاع مِنـُّو المستوى
وبالبيت فرمة لحم مش ممكن يدوق
حَطّ القبض عا حْصان وتـْعشّى هوا
ـ29ـ
وعينـك تشوف اليوم كيف صاير خليل
بالنصح حتى يصير جاموس ابتدا
زعلان هلـَّق قال من حنـَّا جميل
كلـُّو لأنـُّو ما رِضي يْعِيرو ندى
ـ30ـ
ومرقت عا خـَيـَّك قال تا تسْطح زبيب
"نـَسطه" الما في إنسان بزمانو مدَح
ومن كتر منها مشَبْشله يا بو حبيب
نِسيتْ الوجبه عند خيـَّك بالقدَح
ـ31ـ
ونونو لإبن فيـَّاض ما دفعتْ حساب
ولا يوم قالت: خود دَين مْقيـَّدو
ولمَّا عليها تغالظو أربع شباب
بأربع خمس صابيع قالتلن: خـِدو
ـ32ـ
ومرتو لأبو طنُّوس كرهتْ سهرتو
بالرغم إنُّو بالشـِّعر فكرو حصَر
صحنـَين فـُّول كبار آكـِل حضْرتو
وقوّص عليها وداختْ بلمح البصر
ـ33ـ
وعا الانتخاب اليوم نازل "جوليان"
مش للنجاح الحظّ مش ماشي معو
تا يعيـّطولو مرشـَّح السابق فلان
وبجاليتنا يصير يرفع إصبعو
ـ34ـ
و"بكابراماتا" الشعب كلـُّو أنكليز
ولاد العرب أصوات صارو بْلا صدى
و"بماركفيل" كلّ الخليقه "مالطيز"
ومنهم لهلـَّق بعد ما ترشـَّح حدا
ـ35ـ
ومع "بردقانه" ما حدا عندو مكان
الأصوات معها وباقيه بمحلـّها
وجرجي سليم الأحمدي مرشـَّح كمان
وحنـَّا محمـَّد عن "غرانفيل" كلـّها
ـ36ـ
ووجبه عا ذوقـَك قال سامي للطبيب
بدّي لأنـُّو طالبـِه منِّي المرا
ودخلك لا تنسى تركـِّب سْنان الحليب
بالعمر بدها ترجع شـْويِّه لورا
ـ37ـ
"وسالم" حياتو عا العذاب مطبـَّعه
البهلِه عا راسو كَبّ قهوه وكَبّ كاز
وعاود وقع بالأرض يوم الأربعا
وقت اللي حنـِّه صابـْتو بعين القزاز
ـ38ـ
ولما دبح شحتول صاحبنا سميح
وبالدبح مَنـُّو متل ما عم يدِّعي
مرتو قالتلو: اللحم لونو مش مليح
"عالسكت" قـَلاَّ "انفزرت الغـَمِّه معي"
ـ39ـ
وسلمى ما بدها سباق ومعلـَّق عفيف
يا دلّ دلـُّو الربح عَينو فـَرْجتو
حَطّ القبض عا حصان أعرج يا لطيف
وهلـَّق متل الحصان صارت عرجتو
ـ40ـ
ونجلا قويـِّه كتير مَنها من الضعاف
بالسهل شافا مرهِج وقلبو انأسَر
عليها هجم من وصلتو متل الخراف
و"بقّ بقّ" لمَّا قلـّها حنكو انكسر
ـ41ـ
يا بو حبيب بقول وحياة الصليب:
ورده ما همّا مين قلبو بيُوجَعو
صوفر لها عا الدرب من جمعه حبيب
ومن وقتها لليوم ما حِكيتْ معو
ـ42ـ
"ونزهه" بَدال البودرَه حطـّت طحين
عا خدودها وتـْتـَلوعو ولاد الزغار
وبالعمر زغرتْ نصّ ساعه جوسلين
وقت اللي لبست شعر أسود مستعار
ـ43ـ
واليوم لو بتشوف كيف صاير ميشال
صرلو حوالي شهر دَقنو ما حَلق
ومش بسّ رابط سنسله بإدنو الشمال
بتقول سعدى: بزِكرتو معلـَّق حلق
ـ44ـ
وريمون خالك عِيشتو صارت دَمار
عا السكت ماشي والجياب مصوفـَره
قضّى حياتو بالسباق وبالقمار
وعا كلّ دعسه لاحقو لسان المرا
ـ45ـ
وجبُّور أكبر مشكله عا البيت جاب
وصارت همومو بالدني ما بتنحَصى
تخلـَّق عا مرتو وقلـّها: "بنت الكلاب"
ولمّا ضربها كفّ راحتلو بعَصا
ـ46ـ
وبنت وصبي جابت "كومندينا" لرفيق
وبدها أسامي أجنبيِّه مرتـَّبه
ووقت اللي هيِّي وإمّها زادو النقيق
سمّى البنت "هشّ هشّ" و"غـْضاب" الصبي
ـ47ـ
وقلت لبو راجي عند إختو "سيسَبان":
فتـِّح عيونك "عالنصح" شوف الحَصل
حاجي بشوَرما تنفخ البقره جِهان
قـَللي: أنا عا سْوادها بزْرع بصل
ـ48ـ
ويقبر شبابو بْلا عقل صاير سمير
مبارح بعينو حصرمه إبنو فقـَر
وهوِّي متل فدَّان وبْيجْعر كتير
كهرَب سمانا ودرَّج جنون البقر
ـ49ـ
وإلنا و جع بالراس جابت "إيفلين"
حكيتْ لنا قدَّيش هيِّي معذَّبه
البرغش عا "لَهتا" قال: مَحلا المورتين
يمكن بتمَّا سْنان تـُوم مركَّبه
ـ50ـ
ولمَّا عا ورشة بو عبد حَوّل سميح
عا الأرض نخّ وبالجَمع زندو ابتـَدا
قللو نبيل: وحقّ يسوع المسيح
اللي بيشلـَحو الجيعان ما بينفـَع حَدا
ـ51ـ
وعاود رجع "هوّاش" عا نهب الفنون
سجـَّل بإسمو "يا قمر من مشغره"
أوقات عندو بيوت عم تاكل عيون
وأوقات عندو بيوت عم تاكل درا
ـ52ـ
وأربع خوابي من العرق شايل فهيم
ومرتو قالتلو: خْلاص حاجتها بقا
ووقت اللي داقـُن جان قال لبو نعيم:
عرقات متلـُن تحت باطـَك ما التقى
ـ53ـ
ووقت اللي مِرهِج  قال لمخايل سرور
صارت طقوسو بالحياة مغيّره
قللو: كنت زنتلـَّك اليوم الأمور
لو بيضِة القبـَّان مـَنها مْمَودَره
ـ54ـ
وسالم إبن سمعان عامل رعمَسيس
ومتل الأوادم طقم ما عاد اشترى
بالشورت راح عْلى العرس يوم الخميس
طقم اللي عندو قال: عا القعدِه اهترى
ـ55ـ
وعا "الزو" راحت حاتميِّه مَرتْ "جود"
تشمّ الهوا من بعدما فيها عفـَص
المسؤول لمّا شافها حـَدّ القرود
قال لرفاقو: رَجعّوها عا القفص
ـ56ـ
وبدنا بقا عا البيت يلفي بُوهـَنا
سنتين صرلو غايب وحقّ النبي
لبنتو الكبيره قال: رح إرجع أنا
إن كان فيها إمـِّك تخلـِّف صَبي
ـ57ـ
وعا النار حنـَّا الياس عم يغلي حصى
وعم يعزم على الشوربا خالك بديع
وهاني إبن يعقوب فاتح محمَصه
و"بنّ المراد" و"بنّ لادن" عم يبيع
ـ58ـ
وتا خبّرك عالسطح شو قالت هَلا
من بعد عشر ولاد والأربع سنين
دافي إبن بردان طلـَّق انجلا
وعلقان علقـَه بنت كلب بجوزفين
ـ59ـ
ودولي عا إكل الفول بتقلـَّك تعا
وعا الفضل نحنا من زمان معوَّدين
دعستْ عا كم مسمار يوم الأربعا
ويومين إلها منفـّسه إجر اليمين
ـ60ـ
وهوني الشعب قايم قيامة مجدولين
عملتْ فصل ما بينعمَل المْعصَّبـِه
عنها إلو سنتين غايب بو أمين
وكلّ تسع شهور بتجبلو صبي
ـ61ـ
وجابر إبن ممدوح دين الطبَّعو
عالناس خـُوِّه حضرة جنابو فرَض
مش بسّ إنـُّو عم بيـِمضي  بإصبعو
بيزّور تشاكات يبعتلو مرَض
ـ62ـ
وقللي بو سمرا مشكلة آخر زمان
بالبيت عندي وصرتْ متل المِنـْوَشر
سبعين كيلو صارت تجَرِّد حنان
ولسانها كِيلين بحْقوق البشر
ـ63ـ
ويا بو حبيب الناس صارو طايشين
ما في حدا للمعرفه جدّ وسعَى
وطوني عا مرتو كَبّ تنكة بانزين
وولـَّع حبلْ كبريت تا يمزح معا
ـ64ـ
ومرتا يا عيني صارت تقبِّن كتير
ما عاد فيها تفـُوت تحت القنطره
وعينك تشوف اليوم كيف صاير سمير
بياكل عا مزِّة كاس سَطل مجدَّره
ـ65ـ
ولا تفتكر مَمدوح ما بياخـُد قـَرار
ممدوح لو ما ينتهي كان ابتدا
ولو ما بسباق الخيل وبلعـْب القمار
يخرِب ديارو كان ما متلو حدا
ـ66ـ
وموريس تقـَّل دمّ شمسو عا الغياب
لـْحالو بيضلّ يقول وحياتو ذكي
بفول المدمس علـَّق وطار الصواب
وهـُوّي بدون الفول بيكتِّر حكي
ـ67ـ
وملحم همومو بالفعل ما بتنحَصى
تزوّج أمينه والحياة متلـَّجه
كلما حماتو تطلّ بيجيب العصا
وبيقلـّها عالبيت ما بريدك تجي
ـ68ـ
وخيُّو لبُو هيفا من الدني آكل فلق
صعبه لحماتو يقدر يقول: مْبلا
ناقم عليها كتير سبحان الخلق
غير على قِشر الموز ما قلاَّ: هـَلا
ـ69ـ
ومروان قلبو لكاس مليان احترق
كيف النهايـِه رح تصفّـِّي يا ترى
قللو طبيبو: لا بقى تشرب عرق
شاف الحنـَك ملووق والكبد اهترى.
**
انقر هنا لمتابعة القراءة

القدس تنتصر للفئات المهمشة رغم قيدها وألمها/ راسم عبيدات

بدأت جريدة القدس المقدسية منذ أكثر من عام تنشر على صفحاتها نداءات وصرخات ألم ومناشدات من عائلات فلسطينية بحاجة الى دعم ومساعدة في اكثر من مجال،فئات وأشخاص لم تقم الجهات المنوط بها القيام بهذه المهمة والمسؤولية تجاههم،من وزارات وجهات رسمية مختلفة،أو اتحادات ومؤسسات شعبية،وحتى من يدعون تقديم العون والمساعدة لتلك الفئات من مؤسسات وجمعيات تتمول عربيا ودولياً،والمشكلة او القائمة على اساس تقديم الدعم والخدمات لها وبإسمها،وتتنوع الصرخات والمناشدات والنداءات ما بين المساعدة في تركيب طرف صناعي او توفير كرسي متحرك عادي او كهربائي أو سماعات طبية لطالب او رب اسرة او مواطن/ة من ذوي الإحتياجات الخاصة،من أجل ان يأخذ دوره/ا وحقه في الحياة والمجتمع،ويساهم في تحقيق حلمه او جزء منه بالعيش بحياة كريمة في هذا الوطن،حالت ظروف قاهرة من مرض أو عجز أو عوز او حادث أو نتيجة رصاص أصيب به بفعل الإحتلال...وغيرها،وكذلك ايضاً هناك نداءات من أهالي طلبة متفوقين في الثانوية العامة وحالت ظروف واوضاع أسرهم دون تلبية احتياجاتهم في استكمال تعليمهم الجامعي،لأن عائلاتهم بالكاد توفر احتياجات حياتها الأساسية.

وهذا المشروع الذي تبنته وساهمت به جريدة القدس وتحديدا من رئيس تحريرها ونائبه ومراسل الجريدة وعنوانها في جنين القسام الصحفي الملتزم والمنتمي على السمودي،عزز الثقة بهذا المشروع،حيث تجري عملية توزيع المساعدات او التبرعات لهذه الحالات بشفافية عالية،وعبر تواصل مباشر او من خلال جريدة القدس ما بين العائلة المستفيدة ومن يقدم لها الدعم والمساعدة لها،ويوثق ذلك عبر النشر في جريدة القدس...وبهذه الطريقة ومنذ شهر رمضان الفائت إستطاعت جريدة القدس ان تؤمن مساعدات لتلك الأسر والحالات المحتاجة ما قيمته (350 ) ألف شيكل....وهذا الرقم لم تستطع ان تقدمه جمعيات او مؤسسات لفئاتها المستهدفة او التي تدعي خدمتهم ورعايتهم منذ عشرات السنين،فالجريدة ليست بحاجة لمصاريف ادارية او رواتب،تاكل القسم الأكبر من ميزانيات الجمعيات او المؤسسات المشكلة لتلك الأغراض،ولا يحتاج أصحاب الحاجة الى واسطة او محسوبية حتى يتمكنوا من نيل او الحصول على حقهم في هذا الدعم او تلك المساعدات او المنح التي تأتي باسمهم،او على حساب عذاباتهم والآلامهم ولكنهم لا ينتفعون بها بشيء وهم على رأي الماثور الشعبي"يسمعون طحناً ولا يرون طحيناً"،وكذلك لا يحتاجون الى ان تمتهن كرامتهم او تمس وتجرح إنسانيتهم في المراجعات المتكررة والطرق على ابواب تلك الجمعيات والمؤسسات بدون فائدة.

هذا الدور الإنساني والإجتماعي يحسب لجريدة القدس وللقائمين على هذا المشروع الإنساني،الذي يعزز اللحمة والتكافل والشعور بالإنتماء بين ابناء الشعب الواحد،وكذلك هو يحقق النفع والفائدة لطرفي المعادلة فالأسر المستحقة لتلك المساعدة او ذلك الدعم تحقق جزء من امنياتها وحقوقها وتشرع بأن الأمل والخير والوفاء والانتماء في هذا المجتمع ما زال قائماً وكبيراً،والأسر او الشخصيات التي تقدم الدعم،تشعر بأن ما قدمته او ساهمت به ذهب الى العنوان الصحيح،وهي بذلك تشعر براحة ضمير ورضاء عن النفس،وحققت ما تريده في ان يكتب لها الأجر والثواب فيما قدمته،وضمنت وصول المساعدة إلى من يستحقها.


وخصوصاً للشعور المتسرب والمتكون عند الكثيرين منا بأن هناك مأسسة للفساد وغياب للمحاسبة والمساءلة وتخوف الناس الداعمة،من ان لا تصل الأموال التي يتبرعون بها الى الجهات او الأشخاص المحتاجين حقاً،هو من يدفعهم للإحجام عن تقديم أموالهم وتبرعاتهم لتلك الجمعيات او المؤسسات،ونحن هنا لا نعمم،بل ناسف أن الشواهد والحوادث والقرائن والدلائل التي حصلت في اكثر من مؤسسة او جمعية،جعلت الناس تحجم او تتخوف من تقديم دعمها ومساعدتها لهذه الجمعية او تلك.
نعم شعبنا الفلسطيني معطاء ومضحي،ولكن لا توجد قيادات بحجم تلك العطاءات والتضحيات،والشيء الذي يشعرنا بالفخر والإعتزاز بأن مدينة القدس،تلك المدينة التي يتعرض اهلها الى اكبر واشرس هجمة صهيونية عليها،هجمة تطال البشر والحجر والشجر،من اجل طرد سكانها واقتلاعهم منها،عبر ما يمارسه الاحتلال بحقها من سياسة تطهير عرقي،وهي التي يحتاج اهلها الى الدعم والمساندة من اجل تعزيز صمودهم ووجودهم في مدينتهم وعلى ارضهم،هم الأكثر عطاءاً وتضحيةً وانتماءاً،وهم على رأس المبادرين في هذا المجال،وفي أغلب القضايا والحالات التي أثارتها ونشرتها جريدة القدس على صفحاتها من أهالي طلبة وعائلات او افراد بحاجة لدعم ومساعدات في قضايا حياتية وانسانية وإجتماعية ومرضية، كان اهل الخير والنخوة والشهامة من القدس ، واول من يبادر في تقديم الدعم والمساندة لتلك الحالات التي تحتاج لهذا الدعم.

أهل القدس...هم اهل نخوة وعزة وكرامة،وهم السباقون الى فعل الخير ،والى نصرة اهلهم وشعبهم،وهم المرابطون الصابرون،والذين يشكلون راس الحربة في الدفاع عن قدسهم ومقدساتهم،وفي المقدمة منها المسجد الأقصى الذي يتعرض خطر التقسيم الفعلي.
وهم يطمئنون شعبنا وامتنا العربية والإسلامية،بأن ما يحتاجونه بالأساس ليس مالاً على الرغم من الأهمية القصوى له ولدوره في تدعيم وتثبيت الصمود والوجود،بل قراراً سياسياً وإرادة تحميهم من غول الإستيطان المتوحش والمنفلت والإقتلاع،هم يريدون ان يشعروا بأن هناك قيادة تلتفت الى همومهم وقضاياهم الإقتصادية والإجتماعية،يريدون ان لا يطعنوا بكرامتهم وانتمائهم من اقرب المقربين.

نعم ما تقوم به جريدة القدس والمبادرين لهذا المشروع من عامليها،يستحقون الشكر والثناء،فهذا جهد يختصر على تلك الحالات والشخوص الكثير من المسافات والكثير من المعانيات والألم،ويحميهم من أن لا تمتهن كرامتهم او تمس إنسانيتهم،من قبل افراد ومؤسسات طرقوا ويطرقون ابوابها مرة ومرات ولكن دون جدوى.

وكثير من الحالات التي كانت قضيتها او حاجتها،لم تلبى خلال سنين،جرى حلها بفترة زمنية قصيرة وقياسية،وليساهم ذلك في عودة الأمل والبسمة والفرح الى تلك العائلات والأفراد،وليشعرهم ذلك بأن هناك الكثير من الخيرين في هذه الأمة وهذا الشعب،رغم كل القيد والألم،وتحية خاصة للقدس والمقدسيين ولجريدة القدس على هذا العطاء والإنتماء والوفاء.

القدس- فلسطين

ارتباك/ رحيمة بلقاس

ارتباك أجهش بغصةٍ
وهدوء تسمر على حافة شوكة
لوبٌ
والبحيرة سراب رؤية
في حركة دائبة
من خواء
والوقت
عراجين بلوى
تبشر
بقطاف
دانية

والريح
تجْهد تذروها
ونلتقط فتات الجراح
نتلوها

ولاجدوى
في سنبل النجوى
أوراقها خيبة وحيرة
وكلام تكلس في عري الشكوى
على سرة الهموم
تتلون طقوس الشجون

في منتصف الحلكة
نرتق أحلام أمس
ومن خيوط الحرير
لكنها
تنسج للغد حلما ضريرا
ولا تستطيع
أطلق نجمة بهية
وسحابة ندية
بسمائي
أرصف ضفائرها
فأدلهمها عارية
أسرج للروح السراج
يتبعني النور وأمضي
لا أخشى عتمات الليل السجي
ففي بحرك لؤلؤتي
ويتسع الضوء

الحجيج الى موسكو لماذا؟/ راسم عبيدات

فجأة اصبحت موسكو قبلة حلفاء امريكيا،والتي كانوا يطالبون بمعاقبتها ومحاسبتها على دعمها للنظام السوري ولمواقفها من الملف النووي الإيراني،وهذا الحجيج سواء كان له علاقة ب"المناكفات"والحرد ومحاولة لفت انظار امريكا لحلفائها الذين تركتهم كالأوغاد على مائدة اللئام،أو من باب تبدل الإستراتيجيات،بعد وصولهم الى قناعات بان امريكا ورطتهم في الملفات السورية والإيرانية،وادارت ظهرها لهم،مفضلة مصالحها على مصالحهم،غير مستوعبين لمقولة القادة الأمريكان،بأن لأمريكا في المنطقة مصالح دائمة وليس أصدقاء دائمين،وأكثر الزعماء والحكام قلة إستيعاب وتجريب للمجرب،هم الزعماء العرب،الذين لم يتعظوا لا من مصير حاكم مصر البائد الديكتاتور مبارك ولا  مصير ناهب ثروات وخيرات تونس زين العابدين بن علي.

والحجيج الى موسكو،من قبل حلفاء امريكا،والذي إفتتحه بندر بن سلطان،مسؤول المخابرات السعودية ومسؤول امنها،والمسؤول المباشر عن عصابات القاعدة وجبهة النصرة في المنطقة،كان بهدف إقناع القيادة الروسية بالتخلي عن نظام الأسد،وإعطاء ضوء اخضر لأمريكا لتوجيه ضربة عسكرية له على ضوء ما سمي بكيماوي الغوطه،حيث ان امريكا أبدت تراجعاً عن موقفها وتهديداتها،وبندر كان سخياً مع القيادة الروسية،حيث قدم لها الكثير من الإغراءات 15 مليار دولار نقداً،بالإضافة الى مساعدات اقتصادية كبيرة جداً،وعدم المنافسة في الأسواق العالمية مع النفط الروسي،وليصطدم برفض بوتين،وليكتشف بان موسكو وفية لأصدقائها وحلفائها،ولم تكن تلك الصدمة او الضربة الوحيدة التي تلقتها السعودية،بل كانت الطامة الكبرى،عندما ادارت امريكا حوارا ومباحثات مع طهران،من وراء ظهر حلفائها،ودون أي إعتبار او قيمة لهم،مما افقدهم صوابهم،فالسعودية مارست الحرد واعتذرت عن القاء كلمتها في الجمعية العامة،كما اعتذرت عن قبول مقعدها  غير الدائم في مجلس الأمن الدولي،ولم تكتفي بذلك،بل صعدت من دعمها لجبهة النصرة والقاعدة في سوريا،وضغطت على حلفائها السلفيين والتكفيريين والقاعدة،من اجل تفجير الساحتين اللبنانية والعراقية،وسعت لتشكيل حلف مع فرنسا واسرائيل،لكي يمارس ضغوطاً على أمريكا،من اجل التراجع عن توقيع الإتفاق مع ايران بشان ملفها النووي وتاجيل عقد حنيف (2).

فالسعودية تولت التصعيد في اكثر من ساحة،فبندر اوعز لرجاله بشن حرب لا هوادة فيها،تحصد الأخضر واليابس في دمشق وبيروت وبغداد،ونتنياهو صعد من تهديداته بالقيام بعمل عسكري منفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية،إذا ما جرى توقيع الاتفاق بين ايران والدول الخمسة الكبرى والمانيا مع ايران،وقام بحملة دبلوماسية وسياسية غير مسبوقة ،حيث زار  الرئيس الفرنسي  اليميني هولاند اسرائيل واعلن تضامنه مع نتنياهو،فيما يتعلق بالشروط من الملف النووي الإيراني،وكذلك تجندت السعودية مالياً ،وبالتعاون مع منظمة "إيباك" الصهيونية،للضغط على المحافظين الجدد في واشنطن،لكي تمنع الإدارة الأمريكية من توقيع الاتفاق مع ايران...ولهذه الغاية طار نتنياهو الى موسكو في محاولة لإقناعها بأن توقيع الاتفاق مع ايران وبالشروط المطروحة سيمكن ايران من الاستمرار في برنامجها النووي وتصنيع قنبلة نووية،ولكن موسكو لم تستجب لطلبات وتوسلات نتنياهو،وكذلك الإدارة الأمريكية قالت بأن الشروط التعجيزية الإسرائيلية  قد تقود الى حرب شاملة في المنطقة.

ولم يقتصر الحجيج  الى موسكو على نتنياهو فأردوغان،المتورط في الأزمة السورية من رأسه الى اخمص قدميه،والذي كان يطمح لإستعادة خلافته على حساب الدم والجغرافيا العربية وبالذات السورية منها،ولشعوره بإستحالة تحقيق نصر او مكاسب عسكرية او سياسية في الملفين السوري والإيراني،وخصوصاً ان امريكا تركته كالكلب الضال على قارعة الطريق،رغم توريطها له في الملف السوري،فهو لعب دور الداعم الرئيسي لكل قوى الارهاب والتكفير والقاعدة والنصرة وما يسمى بالائتلاف الوطني السوري،حدوده ومطاراته فتحت لهم لتهريب السلاح والمال والرجال،وأرضه للتدريب وفنادقه لإجتماعات قيادات تلك العصابات واجهزة أمنها والمخابرات العربية والدولية المسؤولة عنها،وامريكا ردت له الجميل بالنكران،حتى بعدم استشارته،مقابل كل التضحيات والثمن الذي دفعه،لا في الملف السوري ولا حتى الايراني،وحجيج أردوغان الى موسكو،الذي أقدم في تشرين اول 2012 على تفتيش احدى طائراتها واجبارها على الهبوط في إحدى مطاراته ومصادرة حمولتها،بذريعة نقلها السلاح الى سوريا،اليوم يطلب الصفح والمغفرة من روسيا،ويشعر بان تداعيات الأزمة السورية تنعكس عليه سلباً لجهة امنه ووحد بلده الجغرافية ووحدة نسيجها الاجتماعي،فالأكراد يتحركون لإقامة كيان كردي مستقل على طول حدود تركيا الجنوبية،والعلوين في تركيا حركتهم سوريا مطالبين بحقوقهم والاعتراف بهويتهم الطائفية وفتح مساجدهم ومدارسهم،والإرهاب الذي مولته يعود الى نحرها،وبما يهدد امنها وسلمه الأهلي والاجتماعي،وخصوصاً بعد قيام الجهات التكفيرية والسلفية من قاعدة وداعش ونصرة وغيرها بتجنيد الشباب الأتراك وبأعداد كبيرة،وبما يضع انقرة في مقدمة الدول الداعمة للإرهاب.

الحجيج الى موسكو الان،يأتي على خلفية الإخفاق الأمريكي،والفشل الكبير لسياستها الخارجية في المنطقة من افغانستان الى العراق ومرورا بسوريا وايران وانتهاءاً بمصر،وتراجع دورها ونفوذها،فأزمتها الاقتصادية الداخلية تتعمق وسياستها الخارجية تفشل ـوروسيا تعود بقوة للمسرح الدولي،وتملىء الفراغ الأمريكي،وهي تنتصر لحلفائها ولم تتخلى عنهم حتى اللحظة،وحجيج أردوغان الى موسكو على وجه التحديد،يشير الى ان اردوغان،لن يقبل بأن يكون كبش الفداء والضحية لأمريكا،بل هو رجل مصالح،يولي وجه شطر مصالحه،فهو من رحم الاخوان،والاخوان مصلحتهم فوق كل مصلحة،ونحن رأينا كيف حماس غيرت جلدها ولونها في سبيل مصالحها ،وكذلك هو أردوغان.وحجيج حلفاء امريكا الى موسكو اعترافا بالدور الروسي،وصعودة،ولربما يصبح مركز القرار العالمي،ولكن المأساة بان هناك من لا يتعلم ولا يتعظ ولا يستفيد،ويتعاطى مع الامور على قاعدة "عنزة ولو طارت" فامريكا قالت لهم يا حكام ومشيخات العرب الغارقين قي سباتكم،نحن لنا مصالح دائمة وليس اصدقاء دائمين،فهل يتعظ حكام تلك المشيخات،أم سيطول نومهم..؟؟؟

مسبحة امّو/ روميو عويس

الى الصديق الشاعر فؤاد نعمان الخوري
مع المحبة والتقدير.

دمعة فرح.. دمعة حزن..بـــردان؟
حرارة الــبــركــان ب دمّــــــو؟؟
مـنـقـول؟ حاضر؟ دامـع وفرحــان
كلّن سـوى مــع بعضن الـتـمّـــو
ترجف بايدو بــركــة الايــمـــــــان
بوّس قــونــتـها.. لمّــعـا بـكـمـــو
ومدري شو قـلاّ؟ ما حكي بلسان
وقـلاّ قصيده ... ومـا فـتـح تــمّـــو

بتـصوّرو ب هيك حــالـة كــــــان
مـعـهـا حكـي... الها شكي همّو
وفـضّـى مع الدمعه قلب مليــــان 
وحـدو صـلـيـبـا.. اللي فهم غمّـو

نيّال قـلـبـك يــا فـؤاد نـعــمــــــان
بـوقـت اللي ديـك المسبحة ضمّو
مسبحة امّك؟.. ما في رهـبـــان
متلها.. ب مـسـبـحـهة اهـتــمّــو
وين في بعد متلن؟..هاك النسوان
التحضر العدرا ... كـل ما يسمّـــو

بذكر انــا .. لما زرت لــبــنــــــــان
مـتـل الطـفل يـبرم عـلـى امّــــو
لا المسبحة لقيتا .. ولا فستـــان
ولا شـال امّــي .. احضـنــو ضـمّو
**

تعليق الشاعر فؤاد نعمان الخوري على القصيدة
 مشتاق اغمر روميو وضمّو،
وعلّق قمار الورد عا تمّو؛
ها الشاعر ل بيدهّب الأبيات
برقّة شعورو وبوهج دمّو...
تنيناتنا منقدّس الامّات
وهمّي فرض منقول عن همّو؛
ولمّا القصيده ضوّت الشمعات،
هونيك بين الشمس والغيمات،
دابت صلا امّي ب صلا امّو!

المرحومة ثورة/ د. ماهر حبيب

إذكروا محاسن موتاكم والمرحوم كان طفل لقيط إسمه الأصلى نكسة يناير وإسم الدلع ثورة لقوه على باب عمر مكرم فى التحرير ولأنه كان ملفوف فى لفة وتحت اللفة كومة دولارات مع وجود عقد مكتوب لأن يصير المال الأخضر من حق من يتبنى هذا اللقيط فلذلك خرج للقيط ميت ألف أب وتصارع الجميع على الكنز وإستطاع الإخوان الخونة من تبنى اللقيط وأصبحوا أمام الجميع أب لإبن الخطيئة وتصارع الفرقاء وكما يختلف اللصوص فيتم إكتشاف الجريمة فظهرت الحقيقة بأننا تعرضنا لأكبر عملية نصب فى التاريخ  وإنفضح الجميع من نوشتاء وحكوكيين ونخبة خايبة وكريمة الكريمة من نصابى الإخوان وشركاؤهم الذين يعيثون فسادا فى لجنة الخمسين ويقومون بدور البلطجى والفتوة يمسك عصاية يرهب بها باقى الغلابة من لجنة الخمسين إللى عاوزين يخلصوا من هم إنتاج دستور سيتصارع عليه كل القطاعات يوم الإستفتاء المرتقب.

وبعد ما لهف الإخوان وِرثة الطفل اللقيط لفظ أنفاسه فقد كان غير مكتمل النمو ولكن المنتفعين أخفوا خبر وفاته وكفوا ع الخبر ماجور وإدعوا أنه ولى من أولياء الله يصنع الكرامات والمعجزات فهو سيرفع يده فيأتى العيش ويشاور بالعصاية فتهبط علينا الحرية ثم يفتح بقه فتاتى العدالة الإجتماعية لكن إكتشف الجميع أنه ليس هناك عيش ولا حرية ولا عدالة إجتماعية بل جهل وفقر ومرض فى وسط حالة البطالة والبلطجة وإنفلات الأخلاق قبل الأمن فتم التململ ثم التمرد فأطاحوا بالوصى على طفل الخطيئة وهو شخص مختل عقليا خدع الناس بأنه شغال فى ناسا بينما إتضح أنه كان كناسا فى الناسا ولم إكتشفوا الفضيحة قبض عليه الفريق وكتب على قبره ولد فى 2012 ومات فى 2013 ويرقد بسلام فى برج العرب.

فهل توقفنا ونسينا المرحوم ؟ الحقيقة  لا فهناك Grief Reaction  وهو الحزن الشديد الذى يعقب وفاة شخص عزيز وهو صورة من الإكتئاب النفسى لكنه لا يعالج إلا إذا زادت مدته عن شهرين عندها يعتبر مرض إكتئاب بحق وحقيق والذى يتطلب العلاج الدوائى ونحن بعد ما لطمنا وصوتنا على المرحومة نكسة ودلعها ثورة أصاب بعض الثوار والمنتفعين والحالمين والمصابين بالهلاوس العقلية بأن المرحوم لسه عايش وأخذوا يعيطوا ويلطموا وبعد ما خف الناس الطبيعيين من مرض الثورة وعادوا لحياتهم ويحاول الباقون السعى وراء رزقهم لإطعام الأفواه والأرانب ولكن هناك مرضى بإكتئاب الثورة يحتاجوا إلى العلاج من هذا المرض وحجزهم فى المصحات العقلية والنفسية فهم مازالوا يندبوا فى كل مناسبة وأخرها ذكرى محمد محمود وياأهل العقل لموا كل الدكاترة النفسيين وتعالجوا العيانين دول بمرض الثورة وعالجوهم وواجهوهم بالحقيقة بأن الثورة ماتت وشبعت موت وإن الجنازة حارة والميت نكسة ووكسة وخيبة ....عالجوهم يا جماعة وخلونا نشوف شغلنا فمش معقول نتججن إحنا كمان على المرحومة ثورتهم ونبقى نزلاء مستشفى المجانين بميدان التحرير

جاري بو صندَل/ عصام ملكي


قـَـلــِّي "بو صندَل" لمْ كنتْ سارح
يـــــَـــوم التلاتِه وخاطْري جـارح
اسْمحلي تا قلّك يــــــــا إبـن مِلكي
ولو كان مـــــا لي طِشم تا إحكـي 
شو صـــــــــــار فيِّي أوَّل مبارح:

مش بَسّ ماشي كنت مـــــن دُوني
وعا الدايـــــــــــــــر مْفتّق بنطلوني
عين الـــــقـــْــــزاز نْسِيتها بالبيت
حــَــــــــدّ الخزانه فوق تنكة زيت
مَطرح مـــــــا كنتْ مطلّع جنوني.

الحَرقه الإجـِتني قلت: بـِخـْفــيــهــا
ومنشان روحــــــــي روح إعطيها
الغبْرا مْسحتْ عن إصبع الجَفصين
وإجــــــري الخشب لبَّسْتها قـَلـْشِين
كـِرمال مـــــــــــــا يْبيّن فِسخ فيها.

ولمَّا برَم راسي أنــــــــا وعطشان
طلعتْ بوجهي عا الدرب دِكَّـــــــان
وقت اللي كــــــــان مْنشّف لساني
ووجبة نهار الحَدّ يــــــــــا زْماني
جرَّبتْ فيها إفـــــتـــــــــــح قـْناني
مــــــا ضلّ فيها غير خمس سنان.

ولمَّا رجعلي كـــــــــــــلّ إحساسي
جـــــــــــرّبتْ ويسكي أدلُق بْكاسي
حِسَّبتْ إنــُّـــو الطقس صــار منيح
ومــنْ فــَرد كلمة "خَيّ" جَنّ الريح
وشـَعر العياري طــــار عن راسي.

مْخَتيَر أنا أكتر مــــــــــــــن شْويّي
وطــــــــُـــــــول الوقت بينمّلو دَيّي
وناسي عِـــــــيـــار السكري قدَّيش
ولْحدّ هلـَّق مــــــا عرفتْ من أيش
العميان عــــــــــم يتقاتلــــو عْليِّي.

ومحـــتــــــــار شو بعْمل بـِجيراني
منهم جياب الكَيف طــــــفـــــــراني
مــــــــــن تحت راسُن من أنـا فلّيت
وكنت عْلى نتفه بْلا عـقل صــــفّيت
لـــــو كــــــان عندي العقل بـِرّانـي.

ويــــــــــــــــا ريت بقـْدر أقعد بْلايي 
ولا إسمـــَـــــــع ولا شُوف "مِقتايه"
مــــــن بعد مــــــا جابو لها التابوت
غَيّرت فكرا مـــــــــــــا بدها تموت 
إلاَّ نــــــــــهــــــــار الأربعا الجايي.

ورِجَّال عندا يقـْبر صْحــــــــــابـــــو
ما بيُوقف الشحَّاد عـــــــــــــــــا بابو
متلو بخيل بها الدني مـــــــــــا شفت
ومــــــــا في حدا ما قال مِنُّو قــْرفت
عندو حُضــــــــــــــور بيشبه غيابـو.

قدَّام بيتي وقفتْ عـــــــــــــــــا مهلي
مـْــــــــن البـاب طلعتْ أختها البَهلــه
ســــــــملله عَليها إسمها "سوسان"
قالت إلـي: أهـــــــــلا بـــِدون سْنـان
وكنت عْلــى نِتفه وقـــعـــتْ بالسَّهله.

فرنسا أم القنبلة النووية الإسرائيلية/ د. مصطفى يوسف اللداوي

يبدو أن فرنسا التي تعتبر أم المشروع النووي الإسرائيلي تنتحب، فقد أسرع رئيسها فرانسوا هولاند إلى تل أبيب والخوف يسبقه، والقلق يدفعه، وهواجس القنبلة النووية الإيرانية ترعبه، يصحبه لفيفٌ كبير من الوزراء والنواب وكبار رجال الأعمال والصحافيين والإعلاميين الفرنسيين، محاولاً طمأنة الحكومة الإسرائيلية، بأنها لن تسمح لإيران باستكمال مشروعها النووي، ولن تمنحها الفرصة لامتلاك القنبلة النووية، وأنها لن تقبل بتهديد مستقبل مشروعها الأول، الذي رعته بنفسها قبل أن تتولى الإدارة الأمريكية رعايته والاهتمام به، فهي التي تولت كبر العناد والمكابرة في مفاوضات الدول الخمس الكبرى وألمانيا مع إيران في جنيف، وهي التي ارتفع صوتها دون غيرها بالرفض والاعتراض، خوفاً على مستقبل وأمن دولة الكيان.
من المعروف أن الحكومة الفرنسية هي التي تبرعت بإنشاء مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي الأشهر منتصف خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً إثر العدوان الثلاثي على مصر، حيث أرادت الحكومة الفرنسية مكافأة إسرائيل على مشاركتها في العدوان، ودخولها المعركة معها إلى جانب بريطانيا، فكانت المكافأة الفرنسية أكبر مما كانت تتوقع الحكومة الإسرائيلية، التي طلبت من حكومة فرنسا أن تمكنها من حماية نفسها وحدودها من عدوان الدول العربية.
ومن المفارقات العجيبة أن الذي استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، هو الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، الذي يُعتبر أبو القنبلة النووية الإسرائيلية، وصانعها الحقيقي، فهو الذي تولى بحكم منصبه مديراً عاماً لوزارة الدفاع الإسرائيلية في العام 1956، إدارة المفاوضات السرية مع الحكومة الفرنسية، التي وافقت على طلب الحكومة الإسرائيلية، وزودتها بكل ما يلزم لبناء وتشغيل أول مفاعل نووي إسرائيلي، كما أنه أشرف بنفسه على تطوير قدرات بلاده النووية، بالتعاون مع كبار علماء الذرة الفرنسيين، وما زال إلى اليوم، وهو يترأس فخرياً دولة الكيان، يحرص على مشروعها، ويذلل الصعاب أمامه، ويرفض أي محاولةٍ لتحجيمه أو التأثير عليه.
فرنسا التي هرعت مجزوعةً إلى تل أبيب تطمئنها وتربت على ظهرها بأنها لن تتخلى عنها، ولن تتركها وحدها، ولن تسمحَ لدولةٍ بالاعتداء عليها، هي نفسها التي مكنت إسرائيل من إجراء أولى تجاربها النووية في صحراء الجزائر، فوق الأرض العربية الحرة الثائرة، وهي التي زودتها من قبل بمختلف أنواع الصواريخ والطائرات الحربية المقاتلة، التي شكلت نواة الجيش الإسرائيلي، وكانت عدته في الاعتداء على مصر وقطاع غزة، وكان لها أكبر الدور في اعتدائها الكبير على مصر وسوريا والأردن في حرب العام 1967. 
جاء فرانسوا هولاند مهرولاً على عجل ليقول للحكومة الإسرائيلية نحن معكم، ولن نتخلى عنكم، وسنبقى إلى جانبكم، ندافع عنكم، ونمدكم بكل أسباب القوة، وعوامل الصمود، ولن نسمح لأحدٍ أن يعتدي عليكم، أو يهدد أمنكم وسلامة بلادكم ومواطنيكم.
لم يخجل هولاند من مواقفه، ولم يراع شعور الدول العربية التي تدعي أنها ترتبط بعلاقاتٍ طيبة مع الحكومة الفرنسية، بل جاهر من باريس بمواقفه، التي سبقته إلى كل الدنيا قبل أن تهبط طائرته في تل أبيب، وكررها بوضوحٍ وسفور في حضرة صانع القنبلة النووية الإسرائيلية شيمعون بيريس.
لا ينتاب الرئيس العجوز القلق، ولا يخالجه الشك، بأن دول أوروبا قد تتخلى عن أمن الدولة العبرية، فهو واثق من أن لندن وباريس وبرلين وغيرهم، سيكونون في الخندق الأول المدافع عن كيانهم، وأنهم لن يسمحوا بأي تفاهمٍ من شأنه أن يتيح الفرصة لاستكمال المشروع النووي الإيراني، وتمكينه من امتلاك تقنية صناعة القنبلة النووية، معتبراً أنه لا خوف على بلاده في ظل تصريحات قادة الغرب، بأن امتلاك إيران للقوة النووية لا يشكل خطراً على إسرائيل فحسب، بل إنه يشكل خطراً على أوروبا نفسها، وعلى الشرق الأوسط والعالم كله.
يبدو أن فرانسوا هولاند وبلاده قد عميت أبصارهم عن الجرائم الإسرائيلية، ولم يعودوا يروا الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون، قتلاً واعتقالاً ومصادرةً للأراضي والحقوق، وبناءً للمزيد من المستوطنات، وتوسعة القديم منها على حساب الحقوق الفلسطينية.
أو أنهم لا يرون الحصار الإسرائيلي المطبق على الفلسطينيين، في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، والمحاولات اليهودية المحمومة لتهويد القدس، واحتلال مسجدها الأقصى، وتحويله إلى كنيسٍ يهودي، ومزارٍ ديني لهم.
فرنسا اليوم تتصالح مع نفسها، وتنسجم مع تاريخها، وتعود إلى ماضيها، فتقف مع الإرهاب، وتساند الباطل، وتؤيد الظلم، وترعى الاعتداء، وتصادر الحريات، وتعتدي على الكرامات، وتجيز مصادرة الحقوق، وإهدار كرامة الإنسان.
كذبٌ هي المبادئ الفرنسية، وسرابٌ هي أفكار الثورة فيها، وزيفٌ هي شعاراتها ومبادؤها، فهي لا تقيم وزناً للعدالة، ولا تحرص على المساواة، ولا تقدم معايير الحق والعدل، ولا يهمها حقوق الإنسان، ولا تراعي القيم الإنسانية للشعب الفلسطيني، طالما أن الذي يخترقها هو إسرائيل، وأن الذي يعتدي عليها هو ربيبتها الأولى، التي كانت يوماً في حجرها صغيرة، وتربت في كنفها حتى أصبحت قوية، وقادرة على الجرح والإصابة.

ليسقط مخطط بيع "خان العمدان" / شاكر فريد حسن

عكا ، تلك المدينة الفلسطينية التاريخية ذات الماضي العريق ، والمكانة الهامة المميزة ، التي لا تخاف هدير البحر ، والتي هزمت جحافل وجيوش نابليون عند أسوارها ، وردتهم خائبين يجرجرون أذيال الهزيمة ، وتصدت للغزاة على مر العصور والازمان الغابرة . هذه المدينة تعيش حالة استنفار ، وتواجه  وتتصدى  لمخطط عنصري تهويدي جديد ، وهو بيع "خان العمدان" لتحويله الى فندق سياحي . ويندرج ذلك في اطار محاولات تشويه وطمس معالمها وتشويه طابعها وتغييرملامحها العربية الاسلامية .
وخان العمدان هو أحد معالم المدينة الأثرية التاريخية ، ومن أكبر خاناتها وأجملها ، ويقع بجانب الميناء ، أقامه والي عكا أحمد باشا الجزار عام 1784. وهو عبارة عن فناء واسع مربع الشكل يحيطه رواق ذو اعمدة أحضرت من خرائب قيسارية ، وحول الرواق توجد غرف معقودة من طابقين يبلغ عددها 44 غرفة ، وفي وسط الفناء توجد بركة ماء من الرخام ، وعلى مدخل الخان أقيم عام 1909 برج الساعة وذلك بمناسبة مرور 25 عاماً على اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني عرش الدولة العثمانية . 
وتنبع أهمية الخان التاريخية من أهميته التجارية ، ولكن بعد احتلال فلسطين العام 1948 لم يعد  له سوى قيمته الاثرية التاريخية ، وبات مهجوراً بفعل سياسة الاجحاف والاهمال السلطوية ، وفي أحيان كثيرة تم استغلاله كساحة للنشاطات الاجتماعية والمهرجانات والفعاليات الادبية والثقافية والفنية والمسرحية  ، مثل مهرجان الصحافة الشيوعية الذي كان يقيمه الحزب الشيوعي احتفاءً بصحفه التقدمية اليسارية ، التي كانت تشحن وتعبئ الناس وجماهير الشعب بالفكر الثوري والروح المقاتلة ، ولم يتبقَ من هذه الصحافة سوى صحيفة "الاتحاد " العريقة .
ان المخططات السلطوية ضد عكا وسكانها العرب متواصلة ، ولم تتوقف يوماً ،وذلك بهدف تهويدها وافراغها من أهلها ، أصحاب الارص والوطن والدار . وكما في كل مرة تحاول السلطة ودوائرها ومؤسساتها تنفيذ مخططها الا أنها تلقى معارضة شديدة من اهلها الصامدين ، فيهبون هبة رجل واحد ، وينتفضون ويتحركون بكل قوة لإطلاق صرخة غضب مدوية في وجه هذه السلطة ومؤسساتها . 
وقبل أسابيع انطلق في قلب وعمق هذه المدينة الشامخة والصامدة امام كل عدوان عنصري ، الحراك الشعبي المدني الوطني ، الذي تجسد في المظاهرة الحاشدة تنديداً واستنكاراً ورفضاً لبيع "خان العمدان" ، حيث علا صوت الجماهير معلناً ومؤكداً  "لا للبيع"، ولا للصفقات والمشاريع المشبوهة على حساب موروثنا الوطني والتاريخي . ولعل هذه المظاهرة الشعبية الاحتجاجية تمثل الشرارة الأولى في المعركة النضالية والكفاحية لإسقاط هذا المشروع السلطوي .
أخيراً ، هنالك ضرورة قصوى لمواجهة مخطط بيع "خان العمدان" جماهيرياً وسياسياً واعلامياً وقضائياً ، وهذا يتطلب وقفة كفاحية وطنية وشعبية واسعة لأجل حماية اهلنا في عكا القديمة . فلتسقط صفقة البيع ، ولتبقَ عكا حارسة للحلم وللروح وللوعي وللانسان الفلسطيني ، وقلعة وطنية شامخة للصمود في أرض الوطن .

اليسار العربي.. ازمة قيادات وازمة فكر!/ نبيل عودة

كشف الربيع العربي تفكك اليسار في العالم العربي، تخبطه، وعدم وضوح الرؤية السليمة لديه. 
برز ذلك بشكل كبير في غياب اليسار من لعب دوره في حركة التغيير العاصفي  التي اجتاحت العالم العربي، خاصة تعثر اليسار عن فهم ما يجري في سوريا، بتجاهل كامل لحقيقة النظام الذي أفلس سياسيا ولم يعد قادرا على استمرار التحكم بمصير الشعب السوري ولم يعد الشعب السوري مستعدا لتحمل استمرار هذا النظام.
 كيف نفهم احزابا شيوعية او قومية يسارية، اصطفت الى جانب نظام  حول جيشه القومي من مهمته الأساسية، حماية الدولة، أمن مواطنيها ومواجهة العدوان والاحتلال، الى مهمة حماية نظام استبد بالسلطة "عبر فوهة البندقية"، كما قال احد قادة النظام البعثي في سوريا ، وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس.. وحرف الجيش السوري الوطني عن مهامه الأساسية ، حماية الوطن السوري وتحرير ارضه المحتلة!! 

اصبحت مهمة الجيش الأساسية حماية نظام لم يقدم لسوريا الا التخلف الاقتصادي ، التخلف العلمي، مجتمع مأزوم بتنامي الفقر والفاقة، بطالة بنسب رهيبة ، حسب تقارير عربية ودولية البطالة في اوساط الشباب تتجاوز نسبة 60% في سوريا، نظام طائفي قذر، الاستثمارات تهرب من الوطن العربي ، وسوريا على رأس اصحاب الرساميل الهاربة من سوريا والتقديرات تتحدث عن مئات المليارات من الدولارات ، البعض يقول 500 مليار دولار هُربت من سوريا لوحدها ،أي ان المشكلة ليست الشعب السوري  الثائر ضد النظام، بل كبار اصحاب الأموال  المستفيدين من النظام الفاسد،  حتى هم لا يثقون بنظامهم ومستقبله ويوظفون اموالهم في البنوك الغربية. 
 الفساد منتشر من قمة الدولة حتى ادنى المستويات، يكفي ان تكون ابن النظام لتتصرف بدون رقابة ودون قوانين، الخاوة لرجالات النظام اصبحت أقوى من اي قانون، لا افاق تبشر بتغيير ايجابي في الواقع الاقتصادي ، نظام استبدادي فاق عنفه وبطشه الدموي اشرس الأنظمة الديكتاتورية ، عشرات الاف المعتقلين بدون محاكمات او بمحاكمات صورية، المئات يقتلون في السجون ، سجناء منذ سنوات طويلة لا يعرف أهلهم  شيء عن مصيرهم حتى اليوم والقائمة طويلة ..
 ان الدفاع عن نظام من هذا النوع هي جريمة يرتكبها اليسار بحق الشعب السوري، نفسه لأنه سيكون الخاسر  وهو خاسر بشكل مطلق، حتى لو صمد النظام الفاسد في سوريا. 
يجب التمييز بين الدولة وبين النظام. الذي يحدث ان اليسار العربي هو اول من فقد قدرته على التمييز بين النظام وبين الدولة. الدولة ليست احتكارا لنظام. ليست طابو لعائلة أو طائفة أومجموعة مستبدين. 
احداث سوريا عمقت أزمة اليسار العربي، اصبح اليسار حليفا عن طريق البوابة السورية لنظام الملالي الايراني ، نظام القرون الوسطى، حليفا لأحزب أصولية شيعية، حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي الى جانب اصوليين شيعة من العراق، يخوض حربا طائفية ضد الشعب السوري، ان دخول قوى اصولية من القاعدة الى سوريا ، وهي قوى مدعومة من تركيا اساسا وقطر وغيرها ، لم يكن لصالح الثورة، بل لصالح النظام الفاسد ، وهذا لا يبرر عدم الوقوف الى جانب الثورة السورية. 
لا اسوق هذه الحقائق لقيمتها النظرية، انما لأظهر الطريق الوعر الذي تورط فيه اليسار العربي الرسمي على الأقل. هذا التورط سيدفع اليسار العربي ثمنه الصعب مهما كانت نتائج الصراع في سوريا.
اشدد على ان ما يجري في سوريا لم يكن بداية أزمة اليسار، أزمة اليسار بدأت تتضح بقوتها مع انهيار التجربة الاشتراكية، وانتشار التخبط الفكري في منظمات اليسار، دون القدرة على التجديد الفكري وتجديد الأهداف السياسية والاجتماعية في الظروف الدولية الجديدة.
يمكن الاشارة الى ظاهرتين في ازمة اليسار،  الظاهرة الموضوعية والظاهرة الذاتية. ظاهرة انهيار التجربة الاشتراكية، الجمود الفكري  وظاهرة القيادات التي نشأت على قاعدة التلقين وليس التفكير.
 لا اعني فقط ظروف عالم بدون المعسكر الاشتراكي، انما عالم يشهد تغيرات واسعة في المفاهيم الطبقية والاقتصادية والعلمية جعلت الكثير من الطروحات لا تلائم عصرنا،على رأسها مفاهيم الصراع الطبقي (بما في ذلك مفهوم "البروليتاريا" التي ظلت ظاهرة اوروبية محدودة جغرافيا وتاريخيا ولا توجد دلائل على انتشار هذه الظاهرة خارج اوروبا) ومفاهيم الحتمية التاريخية التي ما زال اليسار الشيوعي يتغنى بها، رغم ثبات بطلانها النظري!! 
 الحركة الشيوعية وحركات ماركسية مختلفة وقفت عاجزة عن دراسة التجربة الاشتراكية واسباب انهيارها،  تتصرف كأن شيئا لم يحدث، بل الاحظ انها تتعامل مع النظام الروسي كانه الاتحاد السوفييتي الجديد. اجد أيضا ان اليسار يقف عاجزا عن صياغة مفاهيم دوره الجديد في عالم متغير، فقد فيه مرجعه الفكري ، ودرعه السياسي والاقتصادي.
 ما هي هوية اليسار اليوم؟ ما زلت حائرا من ايجاد جواب علمي لهذا السؤال. ما هي التركيبة الاجتماعية لليسار في ظروفنا الراهنة؟ 
هل ما زالت فكرة الطبقة العاملة والصراع الطبقي تشكل القاعدة التي يبني عليها اليسار فكره وسياساته؟ ما هي مهماته التاريخية كجسم سياسي ؟ كيف يبني تحالفاته في العالم المتحول؟ ماهي اهدافه الآنية ؟  ما هو المطروح امامه في المجالات الفكرية والتنظيمية؟ كيف يبني اعلامه في عالم مفتوح سقطت فيه السجون الفكرية؟ 
هناك المزيد من القضايا المطروحة على اليسار  لا ارى الا أقلية تنشط لإعادة التوازن، اليسار الماركسي الشيوعي تحديدا مصاب بنوع من الخوف على الخروج من قشرة البيضة السوفياتية.. ربما من هنا تمسكه بروسيا الرأسمالية!!
لا بد من فهم حقائق اولية، ان الفكر لم يتوقف عند ماركس في القرن التاسع عشر، عبقرية ماركس لا تعني ان ما كان صحيحا في ظروفه التاريخية  يجب ان يظل صحيحا في ظروف تاريخية اختلفت من جذورها. هنا اجد احدى العوائق الخطيرة التي تشل انتقال اليسار في العالم العربي الى احداث نهضة يسارية جديدة. 
اذن هل بالصدفة انحسار تأييده  والتحول الجارف الى الفكر الديني ومنظماته السياسية؟
لا اكتب من منطلق عدائي ، بل من المي ان ارى مدرستي الحزبية، الفكرية والاعلامية تعصف بها التغيرات التاريخية ، التغيرات الفكرية، التغيرات الاجتماعية، التجديد في عالم الفلسفة، التجديد في مفهوم الدولة والنظام، التحول الثوري في مفاهيم الاعلام وهي متمسكة بمفاهيم انتهت صلاحيتها منذ اواسط القرن الماضي.. او قبل ذلك!!
 ما يثير الحزن والضحك احيانا ان قياديين شيوعيين ما زالوا يدعون امتلاك شرعية الحديث باسم ماركس ولينين واتهام مخالفيهم في الرأي بالتحريفية او بالتروتسكية، دون فهم جوهر الطروحات وضرورتها. عبقرية ماركس لا تعني انها ثابته مع مرور الزمن، ثابتة رغم تبدل الظروف التاريخية والاقتصادية والسياسية والعلمية والتكنولوجية وغير ذلك من التغيرات العاصفة التي يشهدها عالمنا. تطور الفكر هو امر طبيعي وضروري، ضرورة تطوير طروحات ماركس وملاءمتها للواقع المتغير هو موقف لا غبار عليه. الفكر ليس قانونا انسانيا لا يتغير، بل مادة لتطوير الفكر وتطوير المفاهيم وملاءمة النهج السياسي والاجتماعي للواقع المتغير. ملائمة الشعارات ايضا للواقع الموضوعي .

مسالة بالغة الخطورة يعيشها اليسار هو  ان القيادات الجديدة لم تستطع ان تحلق الى مستويات القيادات الطليعية، القيادات التي بنت التنظيم واطلقته وكانت تعتبر مميزة في سعة معارفها وامتلاكها للحقيقة، الحقيقة اليوم ، بفضل التطور العلمي والتعليمي وتطور وسائل الاعلام من الاعلام الورقي الى الاعلام الرقمي ( الديغيتالي) لم تعد وقفا على مجموعة ضيقة، بل اصبحت تشكل حجر الأساس في اي مبنى اجتماعي او فكري لأي مجموعة سكانية، اي ان المواقف المتوقعة من القيادات السياسية الراهنة، لم تعد تقليدية في ظروف انتشار المعرفة غير المحدود، من هنا ايضا يمكن رؤية تضاؤل دور التنظيم وتأثيره السياسي، الأخطر ان اي موقف يقره التنظيم لم يعد سراطا سياسيا مستقيما، بل هو عرضة للنقد، للرفض ، طرح بدائل وتحليلات مناقضة .. اصرار القيادات الحزبية على مواقفها، من منطلق انها الأكثر فهما ووعيا، الكل يخطئون الا هي، أصبحت قنبلة زمنية موقوته ستنسف الأسس التي بني عليه التنظيم ، وتجرده من كل مصداقيته الفكرية والسياسية.     
يؤسفني ان اكون حادا في نقدي للإعلام الحزبي الشيوعي، خاصة في اسرائيل، هناك شبه اجماع من رفاق حزب ومن أصدقاء ان الاعلام الحزبي  وصحيفته "الإتحاد" بات دورهم هامشيا، هزيلا، لا تربطه أي صله بالمفاهيم الاعلامية الحديثة ومجرد نشرة حزبية داخلية. حتى اختيار المواد الثقافية والفكرية فيه اشكاليات كبيرة لا تخدم الهدف التنويري وهدف التوعية الجماهيرية !!
جوابا لأصدقاء ورفاق قدامى  استهجنوا مقاطعتي في الاعلام الشيوعي في ثلاث معارك انتخابية لبلدية الناصرة، اقول ان ما اطرحه  هي رؤيتي العقلانية للواقع النصراوي خاصة وللواقع السياسي العام للأقلية العربية. لي تقييمي الشخصي عبر تجربتي السياسية والاجتماعية الطويلة ،أفتخر اني خريج مدرسة سياسية واعلامية طليعية هي "الاتحاد" التاريخية، مجلة "الغد" ( اغلقت) ومجلة "الجديد" ( اغلقت كذلك) وخريج مدرسة التنظيم الشيوعي في فترته الذهبية. يؤلمني ان هذا الاعلام الراقي  تلاشى الى صحيفة يمكن وصفها ب "الميت الماشي". 
لا استطع ان اكون حياديا بما يخص مدينتي. استجدي رضاء أحد وليست لي اطماع بعضوية حزب رفضت نهجه وهو في صعود. لا اقبل بعض طروحاته الفكرية ، رغم اني انتمي للفكر الماركسي برؤية حداثية. ان عدم نشر مقالاتي في المواقع الاعلامية التي تخص الجبهة هي مهزلة شكسبيرية لا تخصني، تثبت الافلاس الاعلامي وضيق الأفق الفكري ليس للقائمين على الإعلام فقط، بل لمجمل الواقع الذي يشكل النهج السياسي والتنظيمي للحزب. 
لا اعرف اذا كانوا يفقهون الف باء الاعلام  وأهم مضامينه: حرية الرأي والتعددية الفكرية. من يخاف من الراي الأخر لا يليق به العمل الاعلامي، فكم بالأحرى الخوف من اسم صاحب المقالات؟ وانا لست الظاهرة الوحيدة في "المقاطعة الانتحارية" التي تمارسها صحيفة "الاتحاد" مع كتاب لهم مكانتهم الهامة!! 
غاضب ؟ أجل، ليس لعدم نشر مقالاتي ، انما للفقر الاعلامي الذي يميز المنبر الاعلامي الأهم بما يخص مدينة الناصرة..الذي غاب  عن اهم معركة للحزب الشيوعي وجبهته. احيانا اشعر بندم لدخولي هذه المعركة وانا افتقد المنبر المفترض انه  الأول في رفع راية الناصرة ... لكنه غائب غياب اهل الكهف!!  
لا ارى ان اليسار العربي في اسرائيل  يختلف ضمنيا، بل يعاني من نفس مشاكل اليسار العربي كله .
بكلمات أخرى ، ما زال اليسار يعاني أزمته التي بدأت ثلاثة عقود على الأقل قبل انهيار المعسكر الاشتراكي. رغم الانهيار نلاحظ ان التمسك بنفس الفكر والنهج الخاطئ  يتعزز بدون ان تجري مراجعة للتجربة بكل ابعادها وتفاصيلها ومناهجها الأيديولوجية .

 nabiloudeh@gmail.com

في الذكرى الخامسة والعشرين لإعلان الإستقلال: لا إستقلال تحقق بل إنقسام تعمق/ راسم عبيدات

في مثل هذه الليلة قبل خمسة وعشرين عاماً وقف الزعيم الخالد ياسر عرفات بين إخوانه القادة التاريخيين الفلسطينيين في قصر الصنوبر بالعاصمة الجزائرية التي ساندت نضالنا الفلسطيني منذ تحررها وقيام دولتها الجزائرية الشقيقة، ليعلن من هناك بصوته وباسم شعبنا الفلسطيني قائلا : " "باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني نعلن قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف"، لتجسد حلم الشعب الفلسطيني، بإعلان قيام دولة فلسطين أمام العالم،متوجا بذلك تضحيات شعبه ونضالاته وتتوقه للحرية والتحرر". الذي جاء كثمرة من ثمار نضالنا الفلسطيني وثورتنا المسلحة وانتفاضتنا الشعبية المُعمدة بدماء شهدائنا الأكرم منا جميعاً،وتضحيات أسرانا وجرحانا البواسل . 
ومنذ ذلك التاريخ وحتى اللحظة الراهنة لم يتجسد حلم شعبنا الفلسطيني ولا قادة فلسطين التاريخيين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف،بل هم رحلوا قبل تحقيق هذا الحلم،وما زال شعبنا يدفع قوافل الشهداء والجرحى والأسرى في إطار سعيه لتحقيق هذا الحلم،ونحن نشعر ان هذا الحلم في المدى المنظور أبعد من ان يتحقق،وبغض النظر عن ما أعقب ذلك الإعلان من ظروف مجافية موضوعية وذاتية،والخلاف في الإجتهاد حول الإستثمار السياسي لنتائج الإنتفاضة الفلسطينية،إنتفاضة الحجر الفلسطيني،التي اعادت القضية الفلسطينية ومأساة شعبنا الى موقعها وحجمها الطبيعي على الخارطتين الدولية والعربية،فإن الهزيمة العربية الناتجة عن تدمير العراق قبل إحتلاله وإنهيار دول المعسكر الشيوعي وفي المقدمة منها الإتحاد السوفياتي سابقاً كحاضنة عالمية لمشروعنا الوطني،وإنهيار البرجوازية العربية الوطنية مشروعاً وقيادة،هي من العوامل الهامة التي دفعت بنا كعرب وفلسطينيين الى مؤتمر مدريد،وصولاً الى هزيمة اوسلو،ذلك الإتفاق الذي قسم الشعب والوطن،هذا الإتفاق الذي كان النصر الثاني لدولة الإحتلال،بعد النكبة،والذي ما زال شعبنا يدفع ثمنه حتى الان،حيث الإحتلال،لم ينحسر او يتراجع عن ارضنا الفلسطينية،بل ازداد تغولاً وتوحشاً،فالإستيطان منذ اوسلو يتضاعف بأرقام قياسية،والقدس تتعرض لحرب شاملة،يراد منها إحكام سيطرة الإحتلال الكلية عليها،وإخراجها من دائرة أية عملية تفاوضية مستقبلية،والأقصى معرض فعلياً لمخاطر التقسيم الزماني والمكاني،ووضعنا الفلسطيني يزداد ضعفاً على ضعف،حيث بات من الواضح بأن الإنقسام بين جناحي الوطن يتعزز ويتعمق،لكي يصبح واقعاً،حيث طرفي الإنقسام(حماس وفتح) يعظمان مصالحهما الحزبية والفئوية فوق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني،وكذلك التدخلات الأمريكية والإسرائيلية والعربية والإقليمية الكبيرة في الشأن الفلسطيني من العوامل الكابحة والمانعة لتحقيق المصالح الفلسطينية- الفلسطينية.

ومع قيام ما يسمى بثورات الربيع العربي،والتي كنا نامل ان تشكل رافداً وداعما أساسياً لقضيتنا وشعبنا الفلسطيني،وان تدفع بإتجاه تحقيق حلمه بالدولة المستقلة والحرية والإسقلال،وجدنا أن تلك "الثورات" كانت وبالاً على شعوبنا العربية،حيث حرفت عن اهدافها ليجري استثمارها ضد مصالح الشعوب العربية وتطلعاتها،ولتكون جزء من مشروع معاد يجري تنفيذه بحق الأمة العربية،مشروع الفوضى الخلاقة وانتاج سايكس – بيكو جديد،يقوم على تجزئة وتقسيم وتذرير وتفكيك الجغرافيا العربية وإعادة تركيبها على أسس طائفية ومذهبية وفق الثروات وليس الجغرافيا،وتحويل دولها المركزية الثلاث المركزية،العراق وسوريا ومصر الى دولة فاشلة،وبما يمكن من إبقاء دولة الإحتلال الإسرائيلي شرطي المنطقة القامع لأي حركة تحرر او نهوض عربي ساعية نحو الوحدة والحرية.
وحالة الضعف العربي هذه،شجعت القوى المعادية وفي المقدمة منها اسرائيل وامريكا وبالتعاون مع مشيخات النفط والكاز العربي لممارسة ضغوطها على الجانب الفلسطيني،من اجل العودة الى مسلسل المفاوضات العبثية،عودة متعارضة مع قرارات الشرعية الفلسطينية (اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي) واغلبية الشعب الفلسطيني، مفاوضات لا يتوقع منها ان تنتج شيئاً مفيداً لشعبنا الفلسطيني،او يلبي الحد الأدنى من حقوقه المشروع بإقامة دولة فلسطينية على 22% من مساحة فلسطين التاريخية،بل مفاوضات يستغلها الإحتلال في تكريس وقائع وحقائق جديدة على الأرض في تصعيد لحربة ضد شعبنا الفلسطيني وكل مقومات وتجليات وجوده،ومتوقع لهذه الحرب ان تتصاعد مع عودة المتطرف ليبرمان الى وزارة الخارجية الإسرائيلية.

الآن بات من الملح والضروري في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات وتغيرات،تطورات وتغيرات نتج عنها بداية تراجع وهزيمة المشروع الأمريكي في المنطقة،حيث تراجع العدوان على سوريا وانحسر دور القوى الظلامية والتكفيرية والإرهابية،وهناك إنفراج في العلاقات الإيرانية- الأمريكية،إنفراجات تقر لإيران بدورها ونفوذها في المنطقة،وكذلك سقوط مشروع الإخوان في مصر،كمقدمة لهزيمة وإنهيار هذا المشروع على المستويين العربي والإسلامي،وعودة روسيا بقوة إلى الساحة الدولية،هي والصين ودول البركس،بما يفقد امريكا دورها القائد والوحيد كشرطي لهذا العالم،بما يؤدي الى تحولات إستراتيجية في المنطقة،ينتج عنها تحالفات وادوار جديدة في المنطقة،تطورات وتغيرات إذا ما أحسن الطرف الفلسطيني قراءتها،وعمل بشكل جدي على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي،عبر وضع حد لظاهرة الإنقسام المدمرة،كواحدة من العوامل المركزية في حالة الضعف الفلسطيني،وإعادة اللحمة والوحدة للقرار والمؤسسة الفلسطينية،وبنى استراتيجية فلسطينية موحدة وبديلة تلتف حولها كل ألوان الطيف السياسي والمجتمعي الفلسطيني،كبديل لإستراتيجية المفاوضات العبثية،مع اعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني،عندها سنصبح قريبين من تحقيق حلم شعبنا الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف،وبدون ذلك ومع الذكرى الخامسة والعشرين لإعلان الإستقلال،فإن حلمنا سيبقى بعيد التحقيق،وستستمر حالة الإنقسام المدمرة في التعمق،ولتصبح واقعاً قائماً.

الفخ الذى تنصبه لجنة الخمسين للفريق السيسى/ مجدى نجيب وهبة

** كتب "محمد سلماوى" المتحدث الإعلامى للجنة الخمسين فى عموده اليومى بالمصرى اليوم "جرة قلم" بضع سطور بعنوان "من الآن فصاعدا" ..
** يقول المتحدث الإعلامى " من الآن فصاعداً لن يظل رئيس الجمهورية فى موقعه إلى أن يتوفاه الله أو تخلعه الجماهير أو تعزله، فلم يعد من حقه أن يمد فترة رئاسته إلا لمدة واحدة. من الآن فصاعداً لن يصبح من حق رئيس الجمهورية أن يعلن حالة الطوارئ وقتما شاء، وأن يبقيها سارية عشرات السنوات، فالدستور يلزمه الآن الحصول على موافقة البرلمان، بعد أخذ رأى مجلس الوزراء، وفى جميع الأحوال لا يمكنه أن يفرضها لأكثر من ثلاثة أشهر بحد أقصى، ولا أن يجددها إلا لمرة واحدة. من الآن فصاعداً فإن من سيحل محل رئيس الجمهورية أثناء غيابه سيكون رئيس الوزراء الذى شارك معه فى وضع السياسة العامة للبلاد .. لقد مضى عصر الانفراد بالسلطة، وصارت المسؤولية السياسية تعتمد على المشاركة الجماعية ممن ينتخبهم الشعب، فالرئيس منتخب من الشعب، ورئيس الوزراء وفق النظام الجديد سترشحه الأكثرية البرلمانية التى انتخبها الشعب أيضاً .. إن الدستور الجديد يضع أسس الدولة الديمقراطية الحقة التى نادت بها الثورة، والتى قدم الشهداء أرواحهم فداء لها، والتى مضت حتى الآن ثلاث سنوات دون أن تتحقق" ...
** للتعليق على ما كتبه المتحدث الإعلامى "محمد سلماوى" .. فهذا الدستور كما سبق أن كتبت أنه سيكون المسمار الأخير فى نعش هذا الوطن ، وبالأخص بعد قيام ثورة 30 يونيو ، وإسقاط المخطط الذى دبرته أمريكا والإخوان والمجلس العسكرى السابق ، وقطر ، وتركيا ، والإتحاد الأوربى ، والعديد من الدول الغربية لإسقاط مصر ..
** هذا الدستور جعل من وجود السلفيين الخازوق الذى وضعته لجنة الخمسين فى ظهر الشعب المصرى ، وبالتحديد فى ظهر الأقباط ، ودولة المواطنة ..
** هذا الدستور تم التخطيط له فى إختيار كل أعضاءه والمكلفين من حكومة الببلاوى المطعون فى وجودها ولكنها فرضت على الشعب المصرى ، مثلما فرض محمد مرسى وعصابته بالإكراه ..
** هذا الدستور يحتقر رأى الكنيسة ويرفض مطالب الأقباط فى إقرار الدولة المدنية وحقوق الأقباط .. فهو يكرس للدولة الدينية ، ومع ذلك هم يخرجون علينا لتكذيب هذه الحقائق ، مع العلم أن هذه الحقائق ثابتة وأعلنت .. وهناك من إنسحب بسبب إصرار هذه اللجنة على إستحمار الأقباط ..
** هذا الدستور لا يعترف بثورة 30 يونيو التى أنقذت مصر ولكنه يعترف بثورة 25 يناير ، هذه الإنتكاسة التى دبرتها أمريكا مع الخونة والمأجورين لتدمير هذا الوطن ..
** هذا الدستور عندما شعر أعضاء اللجنة والمتآمرين على الوطن أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى هو رئيس مصر القادم بلا منازع .. قرروا أن يضعوا قوانين لتقليص دور رئيس الدولة وإعطاء كل الصلاحيات لمجلس الشعب ، ولرأى الأغلبية فى البرلمان ، والشعب يعلم أن من يحكم مجلس الشعب هو زجاجة الزيت وكيلو السكر وقطعة من اللحمة أو مترين من الكستور أو رشاوى مالية .. مع كافة الصلاحيات بإستخدام كل أنواع وصنوف البلطجية وأرباب السوابق ، وجهابذة فى تزوير الصناديق ، حتى لو وضع أمام كل صندوق كتيبة من الأمن والمخابرات والقضاة ..
** وهذا يعنى أن التزوير والإخوان وجهان لعملة واحدة .. وهم بالقطع أكثر الناس مقدرة على الإستحواذ على الصناديق .. وهذا ما تسعى إليه لجنة الخمسين ، ورئيس اللجنة "عمرو موسى" الذى يعتقد أنه أذكى رجل فى العالم ، والحقيقة أنه أغبى رجل فى العالم ..

صوت الأقباط المصريين

من هم أعداء الدولة الوطنية؟/ د. عبدالله المدني

كنت في يومي 27 و 28 في أبوظبي الجميلة بقيادتها المتنورة، وناسها الكرماء، ومباهجها العديدة لحضور منتدى الاتحاد السنوي الذي إختار له منظموه هذا العام موضوعا مصيريا هو: "مستقبل الدولة الوطنية في العالم العربي"، وذلك إستشعارا منهم بأهمية هذا الملف في ضوء ما تشهده المنطقة العربية من تقلبات منذ حدوث ما يــُسمى بـ "الربيع العربي".
في هذين اليومين، وعلى مدى خمس جلسات تحدثت نخبة من المفكرين والباحثين والأكاديميين والإعلاميين العرب والخليجيين عن محددات وإشتراطات الدولة الوطنية، والتحديات التي تواجهها، وآليات تعزيز مفهوم المواطنة وحب الوطن، ناهيك عن حوارات ومناقشات واسعة جرت حول دور الإسلام السياسي في تفتتيت الدولة الوطنية، ودور الولاءات الطائفية والمذهبية في القفز على فكرة الولاء الوطني والإضرار بالتماسك الوطني.
في الورقة التي قدمتها تطرقت إلى الإلتباس الذي يقع فيه الكثيرون ما بين مصطلحات الدولة، والحكومة، والنظام السياسي، والمجتمع. حيث أن هذه المصطلحات مختلفة في دلالاتها وأبعادها، ومقاصدها، وتاريخ ظهورها.
ثم تطرقت إلى ما يزعمه بعض المفكرين من أن الدولة العربية الوطنية من صنيعة الإستعمار الأجنبي، وما يقوله البعض الآخر من إنتفاء وجود هذه الدولة أصلا، زاعما أن الموجود ليس سوى أنظمة سياسية قمعية تتوارث السلطة.
وفي إستعراضي لتاريخ الدولة العربية الوطنية قلت أن البداية تمثلت في فكرة إقامة الدولة/ الأمة أو الدولة القومية الجامعة لكل العرب من مراكش إلى البحرين، ومن صلالة إلى طنجة، وهي فكرة قادها الآباء الأوائل للإستقلال ثم تلقفها قادة بعض الحركات الإنقلابية والأحزاب العربية المؤدلجة كحزب البعث. ولما إستعصي على العرب تحقيق هذا الحلم إستعاضوا عنه بفكرة الجامعة العربية التي ولدت ميتة ولم تحقق شيئا يذكر. وأضفتُ أنه كنتيجة لهذا وبسبب التحديات التي واجهتها الكيانات العربية لجهة أمنها وإستقرارها في ظل الحرب الباردة في حقبتي الثمانينات والتسعينات ظهرت فكرة مجالس التعاون المكونة من أقطار متلاصقة جغرافيا أو تجمعها القواسم السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية المشتركة وتشابه درجات النمو وأنظمة الحكم. وهكذا ظهر مجلس التعاون الخليجي، وهو الكيان الوحيد الذي إستطاع أن يصمد فيما إنهارت مجالس التعاون الأخرى بسبب التباينات الإيديولوجية والمواقف السياسية المتضاربة والخلافات الحدودية وغيرها من العوامل. وفي نهاية هذه الجزئية لفتتُ النظر إلى أن العرب لم يفشلوا فقط في إقامة الدولة/ الأمة، وإنما صارت دولهم الوطنية القطرية تواجه تحديات جسيمة تهدد بقاءها كما في السودان واليمن وليبيا والصومال، أو تحديات تفقدها معناها كما في لبنان والعراق، أو تحديات تضرب مشروعها التحديثي كما في مصر وتونس. وفي هذا السياق لخصتُ ولخص غيري من الزملاء في أوراقهم هذه التحديات فيما يلي: 
ما تقوم به حركات الإسلام السياسي، التي لا تؤمن بالدولة الوطنية القطرية وتراها أمرا مؤقتا، من ممارسات هادفة إلى إضعاف فكرة الولاء للوطن مقابل ترسيخ الولاء لللأمة الإسلامية. 
القمع والتهميش الممنهجين اللذين يمارسهما بعض الأنظمة العربية الحاكمة كما في الحالتين العراقية والسورية، وهو ما دفع بعض مكونات هذين البلدين للحلم بإقامة بؤر إنفصالية تستجيب لتطلعاته
التدخلات الإقليمية (ولاسيما تدخل إيران التي حاولت قرصنة إحتجاجات "الربيع العربي" عبر القول بأنها رافد من روافد الثورة الخمينية) والتدخلات الدولية (ولاسيما تدخلات واشنطون التي تسعى إلى إحداث الفوضى الخلاقة)، وكلها تدخلات تهدف بالطبع إلى تفتتيت الدولة العربية الوطنية إلى كيانات أصغر من أجل أن تسهل عملية السيطرة عليها وإستحلاب خيراتها وتوجيه سياساتها نحو الوجهة التي تخدم مصالح المتدخلين.
الشعارات العبثية المتمثلة في المظلومية والقائمة على التحريض والتجييش والتأزيم والتشكيك في مصداقية النظام الحاكم ونزاهة القضاء، وفق رؤية حرق المراحل التي تستدعي الأدوات الراديكالية الثورية في التغيير ولا تؤمن بنظرية التحول والإصلاح التدريجي، على نحو ما حدث في البحرين الآمنة
والحقيقة أن أكثر ما إستأثرت به المناقشات والحوارات والمداخلات هو موضوع الخطر الذي بات يشكله الإسلام السياسي على ديمومة الدولة الوطنية القطرية. 
فالإسلام السياسي لايؤمن بالدولة الوطنية ويراها بدعة من صنيعة المستعمر الأجنبي، ويتبنى، كبديل، فكرة إقامة دولة الخلافة العابرة للقارات إبتداء من إندونيسيا وإنتهاء بالسنغال ونيجيريا. أما دليلنا على هذه الجزئية فهو ما صرح به علنا المرشد العام السابق لجماعة الإخوان حينما قال: "طز في مصر"، وما اضافه بعد ذلك من أنه لا يمانع أن يحكمه ماليزي أو إندونيسي إن كان مسلما. والدليل الآخر نستقيه من تحريم جماعات إسلامية أخرى  لأداء تحية علم الوطن، أو إنشاد النشيد الوطني.
والإسلام السياسي لا يعترف بالمواطن إلا إذا بايع المرشد أو الولي الفقيه.
والإسلام السياسي صار يؤجج الفرز المذهبي والطائفي
والإسلام السياسي ليس لديه مشروع إقتصادي أو تنموي أو ثقافي أو إعلامي أو تكنولوجي أو تنويري، وإنما لديه فقط مشروع سياسي يتمثل في الوصول إلى السلطة والإمساك بها عبر تمكينه لأنصاره – دون مكونات الوطن الأخرى – من التغلغل في كافة مفاصل الدولة. ولعل ما حدث في مصر خلال تولي الدكتور العياط للسلطة أفضل مثال على صحة ما نقول.
والإسلام السياسي لا يمانع من الإستقواء بالأجنبي ودعوته للتدخل في شئون الوطن إن كان في ذلك حلا لتمكينه من السلطة.
وعلى الرغم من كل هذه المخاطر على سلامة وأمن وإستقرار الدولة الوطنية في الخليج على الأقل، نرى أن السياسات الخليجية متباينة في طريقة التصدي لها. فهي تتراوح ما بين الهشة، والصارمة، والمهادنة، والداعمة، واللامكترثة!
وفيما يتعلق بكيفية المحافظة على الدولة الوطنية في العالم العربي وتعزيزها بمداميك صلبة تم طرح العديد من الحلول لعل أهمها:
الإصلاح الديمقراطي، ويتفرع منه ترسيخ مباديء المواطنة، والعدالة الإجتماعية، والمساواة بين مكونات الوطن، ودور منظمات المجتمع الوطني كقناة غير رسمية ما بين الجمهور والمسئول.
تربية النشأ الجديد على ثقافة حب الوطن والافتخار به والاستعداد للدفاع عن حياضه عبر تجنيد وسائل الإعلام، والمناهج الدراسية، والمنابر الدينية، والمؤسسات المجتمعية والجمعيات الثقافية، لهذا الغرض.
بناء جيش وطني قوي قادر على حماية مكتسبات الوطن، مع تقييده بما يحول دون تحوله الى اداة للقمع والتسلط، أي تحديد دوره في الدفاع عن حدود الدولة والشرعية الدستورية، وتوفير مستلزمات الامن الوطني والاستقرار العام.

تحجيم القوى المضادة للدولة المدنية الحديثة - كقوى الاسلام السياسي بشقيها - بقوة القانون. 
تنمية بشرية واقتصادية واجتماعية أساسها وهدفها بناء الإنسان وتعبئة الموارد والطاقات ومراكمتها، مع التأكيد على الحرية الاقتصادية والانفتاح على العالم وتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني ووضع منظومة من التشريعات المساعدة.
ترسيخ مبدأ علمانية الدولة بمعنى أن تكون الدولة محايدة إزاء مكوناتها الإثنية والدينية والثقافية والجهوية. 
ربط الموقع الجغرافي بتاريخ البلد. وهذا يستند إلى الرؤية الجيوبوليتيكية والتي تستند بدورها إلى مفهوم جعل الدولة قوية في داخلها ومشعة في محيطها.

د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي متخصص في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: نوفمبر 2013 
البريد الإلكتروني: Elmadani@batelco.com.bh