الفنُّ أضحَى عندَنا هَبَلا َ = لهُ وَظَّفوا الأوباشَ والهَمَلا
كمْ مِنْ دَعِيٍّ أرْعَن ٍ َقمِىءٍ = وَلِشُهرَةٍ بالزِّفِ قدْ وَصَلا
بابُ الفنون ِ لِكلِّ مُذدَنَبٍ = وَغدٍ عَميل ٍ أدخلَ الخللا
كم من حمار ٍ دونمَا رَسَن ٍ = يجري ويمرحُ ..وَدَّعَ الوَجَلا
قد َقلَّدُوهُ َمنصِبًا جَللا ً = وَبهِ الوظائِفُ أثقِلتْ عِللا
لا .. لم يُوظَّفْ غيرُ إمَّعَةٍ = وغدٍ حقير ٍ َفنَّهُ انتحلا
باعَ المبادِىءَ والكرامة َ..عنْ = كلِّ المبادِىءِ والإبَا ارتحَلا
مَهمَا يُحَلِّقُ في مَكاسِبهِ = فغَدًا سَيلقى القحط َ والفشَلا
تفكيرُهُ كالتيس ِ مُنحَصِرٌ = في الأكل ِ.. لا يعدُو بهِ جَبَلا
كلُّ الجَواكر ِ شُهرة ً أخَذوا = والكلُّ في عُهر ٍ غَدَا ثمِلا
كلُّ المُسُوخ ِ مراكزًا وَصَلوا = والحُرُّ يشقى لم يجِدْ عمَلا
في مجمع ِ الأقذار ِ كم قذر ٍ = أضحَى زعيمًا يلبسُ الحُللا
ملكُ الفنون ِ وَرُغمَ أنفهم = إنِّي انطلقتُ سَأعتلي زُحَلا
أنا شاعرُ الشُعراءُ في وطني = وأنا الذي بكفاحِهِ وَصَلا
والغيرُ يرتعُ في عَمَالتِهِ = بَاعَ الكرامة َ .. للخَنا امتثلا
ما نلتُ في الإبدَاع ِ جائِزَة ً = تعطى هنا ولِكلِّ مَنْ َفشِلا
فمِنَ المُحيط ِ إلى الخليج ِ شَدَا = الأعرابُ شعري .. أصبحَ الأمَلا
والكلُّ يطربُ مِن حلاوتِهِ = كم جَهْبَذٍ َفذ ٍّ بهِ ذ ُهِلا
متنبِّىءُ الأعرابِ قاطبة ً = شعري يضمُّ الدُّرَّ والمُثُلا شعري لنهضةِ أمَّتي وبهِ = كلُّ المُنى …لم أندُبِ الطللا
أمضي شريفا ً نحوَ أمنية ٍ = والغيرُ يمضي أعْوَجًا قزلا أبقى على دربِ الهُدَى علمًا = بالفجر ِ والأنوار ِ مُكتحِلا
هذا طريقي كلُّهُ شَمَمٌ = لا .. لم يجدْ مَنْ سَارَهُ خَطلا
لا .. لم أوَظَّفْ عندَ مَن ظلمُوا = خاضوا الخنا .. لم يعرفوا الخَجَلا
اليومَ عُدتُ ... وَمُترَعٌ أمَلا ً = سَنكَنِّسُ الأقذارَ والزّبلا
طغمٌ َكشَسْع ِ النعل ِ ساقطة ٌ = لم يصلحُوا لِقدَمَيَّ مُنتعَلا
طغمٌ طعنتْ وَلِظهرنا قصَمَتْ = في صبرنا سَنعلِّمُ الجَمَلا
إنِّي سأبقى شَاحِذ ًا قلمي = سيفا ً وفي وجهِ الذي اختبَلا
إنِّي سأبقى ثائِرًا وَطني = حتى أحَطِّمَ الأصنامَ والبَعَلا
ملكُ القريض ِ أظلُّ َسيِّدَهُ .. = في النظم ِ .. ما قد قيلَ مُرتجَلا
أسَّستُ للإبدَاع ِ مدرسَة ً = للحُرِّ تبقى الحُلمَ والأمَلا
ملكُ الصَّحافةِ إنَّني عَلمٌ = رمزُ النزاهةِ أرفضُ الدَّجَلا
وَمنابري بالحَقِّ ناطِقة ٌ = وَمَناهِجي لا تقبلُ العُمَلا
غيري عميلٌ في صَحافتِهِ = قد زيَّفَ الأخبارَ والجُملا
ما للصَّحافةِ عندَنا انحَرفتْ = وكرُ العمالةِ تقبلُ الخَبلا
تتجاهَلُ الإبداعَ ... ترقضُهُ = أمَّا المَهازلُ نتنُهَا ُقبلا
لا لم أوَظَّفْ عندَهُم أبَدًا = يبغونَ مَسْخًا مثلهم طبلا
فتوظفُ المَعتوهَ … لا خَجَلٌ = والوَغدَ والمَأفونَ والنَّذلا
سَأقولها دومًا بلا َوجَل ٍ = غيري يخافُ ويقبلُ الزَّللا
صُغتُ القصائِدَ صَعْبَ مُمتنع ٍ = والغيرُ صَعْبٌ ينظمُ السَّهلا
نبعي سيبقى ماؤُهُ غَزرًا = والغيرُ أضحَى َنبعُهُ وَشِلا
والغيرُ يَرتعُ في جَرَائِمِهِ = بَاعَ الضَّميرَ وَطلَّقَ المِللا
وَبَقيتُ وَحدِي صَارمًا غَضِبًا = فيهِ الدَّواءُ لكلِّ مَنْ جَهِلا
أنا نخلة ٌ شَمَّاءُ باسِقة ٌ = َتهِبُ السُّلافَ، عَطاؤُهَا اكتمَلا
أنا َواحَة ٌ في البيدِ ساحرَة ٌ = حُلمُ المُسَافر ِ، بفيئِهَا نزلا
أنا روضة ٌ خضراءُ يانعة ٌ = النحلُ أمطرَ وَرْدَهَا ُقبَلا
الزَّهرُ يبسُمُ … يَرتدِي حُللا = والطيرُ يَصْدَحُ في السَّمَا جذلا
إنِّي سَأبقى في ثرَى وطني = .. لا .. لن أوَدِّعَهُ وَأرتحِلا
مَهما تطلْ أيَّامُ َنكسَتِنا = فَسَندحَرُ الأهوالَ والجَللا
وَسَنكسِرُ الأغلالَ قاطِبَة ً = والحَقُّ يرجعُ .. نرشُفُ العَسَلا
بمسيرتي سَأظلُّ مُنطلِقا ً = لا أعرفُ الإرهَاقَ والكسَلا
لا لم ُتنكِّسْ هامتي أبدًا = وَغَدَوتُ في سَاح ِ الإبَا مَثَلا
لا لم تنكَّسْ رايتي أبدًا = دومًا سَأبقى الفارسَ البطلا
لا أرهبُ الدُّنيا برُمَّتِهَا = هيهاتَ أخشَى الموتَ والأجَلا
اللهُ يُرزقني وينصرُني = و يُمَهِّدُ الطرقاتِ والسُّبُلا
وَلهُ صلاتي أدمُعٌ سُكِبَتْ = وأظلُّ طولَ الليل ِ مبتهِلا
( شعر : حاتم جوعيه - المغار - الجليل - )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق