** يبدو أننا لم نتعلم .. ولن نريد أن نتعلم ولا نريد أن نقرأ الماضى حتى نستطيع أن نرى المستقبل بعين ثاقبة وواضحة .. فاليوم نعود لنفس المزاد ، ونفس سيناريو إسقاط الدولة المصرية ، ولكن مع تبديل بعض الوجوه وبعض الشخصيات .. يظل الهدف كما هو ، وهو العودة إلى نفس المربع الذى خرجنا منه بمعجزة ..
** ذهب مرسى وجاء الببلاوى ... حذرنا من مرسى والإخوان قبل وصولهم إلى الحكم ، وللأسف ظل الجميع يعاندون ويكابرون ، ويدعون المعرفة .. وهذه كارثة أدت إلى حدوث كوارث مازالت تعانى مصر منها حتى الأن ..
** واليوم نحذر مما يفعله رئيس الحكومة الحالى "حازم الببلاوى" .. فبالأمس وفى برنامج "الشعب يريد" تقديم الإعلامى "أحمد موسى" على قناة التحرير .. وفى المداخلة الهاتفية للمحامى "فريد الديب" .. قال نصا "إن الخراب الذى تفعله حكومة الببلاوى هو إستكمال للتدمير الذى فشل فيه جماعة الإخوان المسلمين ، وهم ينفذونه الأن" .. وهذا ما كتبناه نصا فى مقالات عديدة منذ تولى هذه الحكومة .. ولا حياة لمن تنادى ، ولا يوجد مسئول واحد من الحكومة وصولا إلى رئيس الدولة المؤقت ، يبكى على هذا الوطن .. بل أن إتهامنا شمل رئيس الدولة المؤقت بإعتباره المسئول عن إستمرار مسلسل إسقاط وتدمير وبيع مصر فى مزاد علانية ..
** نعم .. الجميع يشاركون الأن فى مسلسل التخريب .. بداية من الحكومة والرئيس المؤقت ، وأحزاب المعارضة الكارتونية ، وعلى رأسهم حزب الدستور الذى أسسه "محمد البرادعى" ، والذى لا يزيد أعضاءه عن 200 عضو .. ولكن يبدو أن هيافة الإعلام والإعلاميين والصحافة فى مصر لا تجد ما تتحدث عنه إلا فوز سيدة قبطية لأول مرة برئاسة حزب الدستور ، رغم تصريحات هذه السيدة المسيئة لترشيح السيسى ، وبالتبعية هى من أنصار الأمريكانى الهارب "محمد البرادعى" .. وقد قيل أنها عقدت جلسة إجتماع مع حزب مصر القوية الإخوانى .. وهنا أتساءل .. ما علاقة سيدة قبطية ترأس حزب كارتونى إسمه الدستور بتلك الحملة التى صاحبت ترشحها لرئاسة الحزب ..
** نعم .. لا يجد الإعلام ما يتحدث عنه إلا نشر هذه التفاهات ، وبث برامج لا قيمة لها إلا ملء الفراغ الإعلامى مثل ظهور برنامج على قناة التحرير بإسم "صالون التحرير" يقدمه اليسارى جدا "عبد الله السناوى" .. وكأن مصر فى رفاهية وليست فى حالة حرب شرسة مع الإرهاب فى الداخل والخارج ..
** إرحمونا يرحمكم الله .. كفاكم تضليل وكذب وتفخيخ الشارع المصرى .. وشحنه بالهيافات التى يطلقها الأستاذ "محمد حسنين هيكل" ، والذى وصف مصر بسيارة متهالكة وتوك توك ، كما وصفها بالطائرة التى فقدت بوصلتها فى الطيران .. ولكن المصيبة أن المستمعين لهراء هيكل أبدو إنبهارهم بتعليقاته ، وقالوا "إنه شرف كبير أن تكون فى صالون يضم محمد حسنين هيكل" ..
** الحكومة تفتعل وتدبر الأزمات .. وتشعل الشارع المصرى ، تارة بالسماح لعصابة من البلطجية الذين يطلقون عليهم مشجى النادى الأهلى "الألتراس" لمهاجمة الشرطة .. دون أى سبب يذكر .. وقد حدث ذلك قبل نهاية مباراة السوبر بين الأهلى والنادى التونسى .. حتى يرى العالم الفوضى التى تعيشها مصر .. وتارة أخرى بالسماح بالوقفات والإعتصامات الفئوية .. حتى تظهر مصر فى صورة العاجزة عن إدارة شئون الدولة .. فى الوقت الذى يهرول كل رجال الدولة لتقديم العزاء فى والدة الصحفى "أحمد المسلمانى" المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية .. وكانت الصورة هى نفس اللقطة التى ظهرت فى فيلم "طيور الظلام" عندما ذهب كبار رجال الدولة لمواساة "نوفل" المحامى فى وفاة والده ، بعد أن ذاع صيت نوفل المحامى وعلاقته بأحد الوزراء ..
** هذه هى حكومة مصر الأن .. إختفى الشعب ، ولم نعد نسمع سوى شعارات عن ثورة 30 يونيو ، وركب المشهد الخونة والمتأمرين لإسقاط الدولة المصرية .. وذكرنا كل هؤلاء بأسماءهم ولا حياة لمن تنادى رغم خطورة المرحلة والفوضى التى إنطلقت فى العديد من دول الجوار ..
** فالسيد عمرو موسى لبس الشعب المصرى فى الحيط ، بالوثيقة الدستورية التى كنت أول من حذرت منها ، وقلت أنها المسمار الأخير فى نعش مصر ، وأن هذا الدستور هو مؤامرة على مصر .. ولم يسمعنى أحد بل هاجمنى العديد من الشخصيات ، وإتصل بى بعض الأصدقاء والعاملين ببعض وسائل الإعلام ، وناشدونى بالوقوف صفا واحدا لتمرير الدستور .. وقال أحدهم "يكفى أن الجيش والمشير عبد الفتاح السيسى مهتمين بتمرير الدستور لنجاح خارطة الطريق" .. مما إضطررت إلى كتابة مقال بعنوان "90 مليون نعم للسيسى وللدستور" ..
** بالأمس فى حوار الفقية الدستورى "إبراهيم درويش" مع الإعلامية "رانيا بدوى" على قناة التحرير .. أفصح عن كوارث ومواد تم وضعها فى الدستور الذى أطلقوا عليه "وثيقة دستورية" .. ثم أيد هذا الكلام الأستاذ "فريد الديب" واصفا الدستور بأنه كارثة كبرى ستسقط مصر ، وستتكرر نفس أحداث أوكرانيا ، والتى نشاهدها الأن على الشاشة الصغيرة ...
** دعونا نتساءل ونحن فى غاية الدهشة .. لماذا تأخر كل هؤلاء عن هذه التصريحات وهذه التحذيرات .. وقد كنت أول من حذرت وكتبت مقال بعنوان "نعم للدستور = إسقاط مصر" ، ودعونى أتذكر أقوال الأنبا بولا ، أو القس "صفوت البياضى" ، أو مندوب الأزهر .. وهم يقدمون أبيات من الغزل والشعر فى دستور مصر ، وأنه أعظم الدساتير ولا فرق بين كلمة حكم مدنى التى تم حذفها قبل الإعلان عن الدستور ، وبين حكومة مدنية .. بل خرج علينا الأخ "عمرو موسى" فى لقاءات عديدة وهو يقول "أنه أعظم الإنجازات العصرية" .. بينما لم أرى فيه إلا كارثة دبرتها لجنة الخمسين والتى تكونت من حزب الخراب اليسارى فى مصر ، والمخرج "خالد يوسف" ، ونائب وزير الشباب "خالد تليمة" ، وممثل حزب النور ، وممثل الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا بولا ، وممثل الكنيسة الإنجيلية "د.صفوت البياضى" ، والسيد البدوى ، وبسام الزرقا ، ود. محمد أبو الغار ، وبعض الأسماء المنتميين لمجالس حقوق الإنسان لإسقاط الدول التى تصيبنى بشئ من القرف عند تكرارها ..
** وقبل كتابة أى كلمة واحدة عن دستور مصر .. تساءلت ، هل هؤلاء يمكن أن يضعوا دستور مصر .. أعتقد أن هذا الدستور ، وضعت بنوده أمريكا والبرادعى وقطر .. والهدف هو تقليص صلاحية الرئيس القادم المنتخب من الشعب المصرى ، بعد أن شعروا أن الرئيس القادم فى مصر هو المشير عبد الفتاح السيسى ، ووضع كل الصلاحيات فى أيدى البرلمان لتكون له كل الصلاحيات لإقالة الحكومة ، ومحاسبة وإقالة رئيس الدولة .. بل وتشكيل حكومة طبقا لرأى الأغلبية داخل البرلمان .. بل أن المشير السيسى نفسه خرج علينا يدعو الشعب بالتصويت لدستور ثورة 30 يونيو 2013 .. علما بأنه لم يكن سوى دستور معدل لدستور الإخوان 2012 .. وهذا للإعتراف بأن نكسة 25 يناير هى ثورة مجيدة .. وأن فترة حكم الإخوان أثمرت عن دستور 2012 الذى تم تعديله فقط ، وليس إلغاءه ..
** بالأمس فقط .. يهل علينا الفقيه الدستورى "إبراهيم درويش" ، والأستاذ "فريد الديب" ليحذرون من هذا الدستور .. والسؤال هنا ، من المسئول عن هذا الفخ ؟ ..
** هل شارك الجميع مرة أخرى فى مزاد بيع مصر ؟ .. سؤال نتوجه به فى هذا الوقت للمشير "عبد الفتاح السيسى" ، لأنه الشخص الوحيد الذى وثق فيه الشعب المصرى على أمن وسلامة هذا الوطن .. هل مصر تعود لمزاد البيع الذى تم بين المجلس العسكرى السابق برئاسة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان ، وبين الإخوان ..
** والأن .. هل تعود الصفقة بين المجلس العسكرى الحالى ، وحكومة الببلاوى المتآمرة والمتأخونة ضد الوطن .. ولكن هذا لن يحدث بأى حال .. إذن فما هو الحل ياسيادة المشير ، والعالم كله يعرف بشعبيتك الكبيرة وحبك لهذا الوطن وإخلاصك له وللشعب المصرى .. بل الشعب يعطيك كل ثقته فى قراراتك .. فهل ستظل صامتا إزاء ما يدبره الببلاوى ومستشارى الرئيس ، ووزير التضامن الإجتماعى ، ووزير التعليم العالى من أساليب ملتوية ومدمرة لإسقاط هذه الدولة .. هل يمكن أن تنتظر حتى يتم إنتخابات رئاسية جديدة ، أيا كان المرشحين ، حتى يتم إقالة هذه الحكومة .. اعتقد ان الوقت سيكون كافيا لتدمير مصر بل والوطن بأكمله ..
** أعتقد أن الحل ياسيادة المشير هو مطالبة الرئيس المستشار "عدلى منصور" بإقالة حكومة الببلاوى فورا ، وإصدار إعلان دستورى مكمل لوقف العمل بدستور لجنة الخمسين وإعلان حالة الطوارئ لإنقاذ مصر من هذا الخراب الذى يحاصرها من كل جانب .. ليس هناك حل أخر .. ولن تفيد صفقة الأسلحة الروسية .. ولن يفيد وقوف الدول العربية بجوار مصر .. ولن يفيد هذا الدعم العظيم من السعودية والإمارات والكويت .. بينما مصر ممزقة من الداخل والحكومة فى عزاء والدة المستشار الإعلامى "نوفل" أو "احمد المسلمانى" ..
** الوضع جد خطير .. وأدعوكم لقراءة مقالى فى إبريل 2012 .. وعنوانه "مزاد بيع مصر بين المجلس العسكرى والإخوان" ، وقد حدث نصا كل الأحداث التى حذرنا منها .. وهذا هو رابط المقال http://www.egyptian-copts.com/article.php?id=6594
** نعم .. الوضع خطير وإن لم نضع حد للفوضى داخل مصر .. فلن ينجح أى إستثمار سواء فى مجال السياحة أو الصناعة أو الزراعة ..
** نعم .. الوضع خطير وعلى المشير السيسى وأعضاء المجلس العسكرى أن ينتبهوا لكل ما يحدث فى مصر .. فهى مسئولية وأمانة فى أيدى الجيش المصرى والشرطة المصرية والقضاء والشعب .. حمى الله مصر من طيور وخفافيش الظلام !!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق