حينما تكتسي الأرض حلتها البيضاء شتاء، تبدأ الفرحة متراشقة ومتطايرة ككرات ثلجية صغيرة لا يتعدى حجمها مقبض الكف وحبة البرتقال.
الواضح أن فرحة لقاء الزائر الأبيض تمثل طبيعة حقيقية لا يختلف عليها اثنان، وإن جاء الاختلاف يكون متعلقاً بتوقيت الهطول.
اما في عالم الإنترنت وما تحويه مواقع التواصل الاجتماعي من صولات وجولات وتقسيمات وتشعبات وتراشق بالسب والذم والاتهام والتحريض والقذف والتهديد والوعيد الى غير ذلك من بطولات التقمص الالكتروني؛ تبيّن ان هذا العالم اصبح مرتعاً تعبيرياً يتجه مؤشره نحو انحرافات تؤثر مستقبلاً على أخلاقيات ونهج الشعوب.
الصورة وفقاً لذلك لم تعد طبيعية، وهي بعيدة كل البعد عن طبيعة “الثلج الأبيض” وسمات المشهد ونقاوته، فشتان بين وصف المجهول والحقيقة.
اللافت ان هذا الفضاء الالكتروني اصبح سمة لعصر النص المفتوح والانتقاء العشوائي، وما على المتصفح الا ملاعبة لوحة المفاتيح بأصابعه المفعمة بالنزوات الايجابية والسلبية، حتى الإيجابيات – في بعض الاحيان - تُستغل بطرق ملتوية، لتحقيق مآرب سلبية.
القارئ ربما يجزم ويفسر ما ذكر أعلاه بأنه هجوم ضد التطور والتحضر، ونحن نؤكد اننا مع الرقي الحضاري، وضد استغلال الانترنت لبث سموم تحرق الأخضر واليابس تحت مسميات ثقافة الفوضى والانحراف الأخلاقي.
إن ثقافة الاغتيال الالكتروني اصبحت متاحة للصغير قبل الكبير، وما عليك الا اتباع اسلوب الفبركة والإشاعة لتصبح قائداً لـ “امبراطورية النزوات” من وراء شاشة صغيرة تتحكم بعقول الناس.
خلاصة المشهد...
بما أن الديمقراطية نهج يحافظ على كرامة الإنسان وصون حريته من أي اعتداء وتطاول وغير ذلك، أفلا يتنافى هذا المصطلح مع التجاوزات “الاجتماعية والسياسية” لاستخدام الإنترنت في يومنا هذا؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق