سنتَيْن: في الذكرى الثانية لغياب الصحافي بطرس عنداري/ فؤاد نعمان الخوري


سنتَيْن ما فلفَشْتْ بسماتَكْ،
سنتيْن ما هجّيتْ كلماتَكْ،
سنتَيْن، يوم الأربعا مخجُولْ
ما شمّ منتُورة مقالاتَكْ...
سنتَيْن "بيّاع الفرَح" مشغُولْ
يلملِم من السهرات ضحكاتَكْ،
سنتَيْن...مين قال: السفَر بيطُولْ
ها القدّ، ما بتمرُق عَ رفقاتَكْ؟
سنتَيْن، يسألنِي عنب أيلُولْ:
أمتِينْ بدُّو يبُوس كاساتَكْ؛
سنتَيْن عدّيتُنْ: تمان فصُولْ
وأصعَب علينا فصل سكتاتَكْ!
سنتَيْن ساكِن خلف ها المجهُولْ
وتزيِّن الأحلام طلاّتَكْ...
يا بُو زياد اليوم طلّ وقُولْ:
من وين بدنا نشتري النسيانْ
تا القلب يتعوَّد عَ غيباتَكْ؟
+++++

لا، لا، ما بدنا نشتري النسيانْ،
والْ "كي لا ننسَى" الرمز والعنوانْ!
كيف بنسَى لْ هونْ مشوارِي
عصفُور من ظلم القفَص هربانْ؟
وغطّيْتْ عا شجرِة "العندارِي"،
طَبُّو عليّي الزهر والأغصانْ،
وصارِتْ "نهارُو" زينة نْهارِي
وعا صَدرها يتربّعُو القصدانْ...
حبّيتْ ها لْ ما بيعرف يداري،
صاحِب الحقّ، وكلمتُو سلطانْ؛

حبّيتْ ها لْ علَّق عَ أشعارِي
قُونة الطِّيبِه ومشلَح الوجدانْ..
ومرّات لولا تطرّفِت ناري،
بالإعتدالْ يعدِّل الميزانْ؛
ولَو قلتْ: بدّي آخُد بتاري
يقرا عليّي رْسالِة الغُفرانْ...
كان الحواري، وجدولُو جاري،
يجمع الناسْ ويجمَع الأديانْ..
راحْ، وما فيّي وفيِت العْياري:
جبتْ القصيدِه من بعد سنتَيْنْ
تزرَع عَ قبرُو شْقايق النعمانْ!
+++++

وشو بخبّرَك عَ ل صار ها السنتيْن؟
لبنان بعدُو مكتّف الجنحين،
وبالكاد عملُو نتفة حكومِه،
وكرسي الرئاسه بين شاقوفِين!
ودنيا العرَب للعضم مقسومِه،
ومش عارفِه سهم الطريق لوين؛
وبترقص بها القصر سالُومِه،
وبتأمُر...وبيطير راس "حسين"!

والجاليه حلوه ومهضومِه:
عجقة جَمال وفنّ، يخزي العين؛
عا مؤتمَر لبنان معزوُمِه،
وليش نقّيتُو عُمَر مش زَيْن!...
وتطلّ انت من السما، تُومي
ببسمة التمّ ورفّة العينين،
تقلّي: لا تنسى تسجّل همُومي
وتحفُر بذاكرة الوعي صوتين!

يا بُو زياد عم تنعس نجُومي:
فلّو أحبّه كتار ها اليومين..
وكرمال عينك حِملِتْ كرُومي،
وديوان رح يطلع بها الشهرين
والمقدّمه من أشرف الإيدين!
+++++
و"المُنتدَى" لمّا ندهنِي جيتْ
تا مسحْت دمعِة عيلتَكْ، وبكيتْ:
بكيتْ عَ حالِي وعَ ها الحالِهْ
وعَ شهُور فيها كلمتَكْ ما قريتْ!
وتطلَع عَ بالي، يلمَع بْبالي
عمر الصداقَه لْ سحرها ما نسيتْ؛
وعا كلّ منبَر شوفَك قبالي
تعقُد جبينَك ورد كلما حكيتْ!

يا بُو زياد الطيِّب الغالي
وجَّك قفِي، لكن انت ما قفيتْ:
باقي التلج عَ جبينَك العالي،
باقي الأدَب، باقي الإسم والصيتْ...
والصخر من "متريتْ" وصَّالي:
لَ عيُون "بطرُس" شحم قلبي هديتْ!
...وصْرَختْ حتّى انبحّ موّالي:
ممنُون عين "المُنتدى" بْ سدني،
وممنون عينَك، يا صخر "متريتْ"!
++++

سدني 20 أيّار 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق