تساهم الکثير من اللقاءات و المشاورات و الندوات المنعقدة هنا و هناك في إذلال العقبات و العراقيل و الصعوبات التي تقف بوجه حل و معالجة مختلف الازمات و المشاکل، لکن و في نفس الوقت هناك لقاءات و مؤتمرات و ندوات تعقد من أجل إضفاء المزيد من التعقيدات و الصعوبات على إيجاد حلول و معالجات لعدد من المشاکل و الازمات، واننا نعتقد بأن اللقاء الذي جمع بين السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية مع السيد أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية في باريس مؤخرا، هو لقاء من الصنف الاول و بجدارة. المقاومة الايرانية التي تحمل على أکتافها عناء تحرير شعب من ربقة الاستبداد و تناضل من أجل إحقاق العدل و المساواة، تخوض منذ 3 عقود مواجهة عنيفة و حامية الوطيس ضد النظام الايراني وقف دفعت جراء موقفها و نضالها هذا قائمة طويلة من الضحايا و القرابين بحيث تجاوز 120 ألف فردا، في حين أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية، يجسد هو الاخر لسان حال الثورة و الشعب السوري وهو الاخر يخوض حربا ضروسا ضد نظام لايتورع عن الاقدام على أي فعل او رزية من أجل بقائه و إستمراره، هذا النظام الذي يعلم العالم کله بأنه کان في حکم الساقط و المنتهي تماما لو لم يتدخل نظام ولاية الفقيه و يبادر الى نجدة النظام السوري بکل ما في وسعه و حدود إمکاناته، وان إلتقاء هذين الفصيلين على طاولة واحدة و إجرائهما لمحادثات تتعلق بما يجري في سوريا و التدخل المريب لنظام ولاية الفقيه هناك، من شأنه إيجاد الکثير من القواسم المشترکة بين الطرفين و العمل من أجل جعل تلك القواسم المشترکة آليات للتعاون المشترك الذي يصب في خدمة مصالح الشعبين.
اننا في المجلس الاسلامي العربي، نرحب بهذا اللقاء و نعتبره لقائا يخدم الحق و العدالة و يعبر عن إرادتي الشعبين الايراني و السوري، ونرى فيه من ضمن تلك اللقائات التي تجمع بين الاشقاء او الذين يجمعهم طريق واحد و مصالح مشترکة، ومثلما رحبنا باللقاء الايجابي بين قيادتي حرکتي فتح و حماس و التي بحمدالله و خفي ألطافه قد أثمر عن نتيجة إيجابية و انهت القطيعة و الاختلاف بين الاخوة و المجاهدين من أجل نفس الهدف و ذات الغاية، فإننا نؤکد بأن لقاء السيدة رجوي بالسيد الجربا، هو لقاء المناضلين و المجاهدين من أجل شعوبهم و نتطلع الى اليوم الذي نجد فيه تجسيدا لما دار في هذا اللقاء الطيب کفعل و تطبيق عملي، "وقل اعملوا فسيرى الله عملکم و رسوله و المؤمنون".
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق