رفعت السعيد والموقف من العدوان على غزة/ شاكر فريد حسن

رفعت السعيد سياسي يساري مصري عريق ، واسم معروف في الحركة الشيوعية المصرية منذ أربعينيات القرن المنصرم ، يرأس المجلس الاستشاري لحزب التجمع المصري ، ومن أشد المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين ، وله العديد من المؤلفات النقدية لحركات الإسلام السياسي .
وعبر مسيرته الحياتية والسياسية والفكرية كان لرفعت مواقف وزلات وسقطات أثارت انتقادات شديدة بين رفاق دربه ومجايليه . واليوم ، وفي خضم العدوان البربري الغاشم على غزة والحرب الدائرة بين رجالات وفصائل المقاومة الفلسطينية وقوى الغزو الإسرائيلي ، ينضم هذا "المفكر" و"المثقف" و"المناضل" اليساري التقدمي إلى جوقة المطبلين والمحرضين والرداحين ، التي يترأسها ويتزعمها "بهلوان الإعلام " المصري المدعو توفيق عكاشة وغيره من إعلاميي الفضائيات المصرية ، التي نزلت وسقطت إلى الدرك الأسفل في كلماتها وخطاباتها ، ووجدت في الحرب على غزة مادة دسمة لشتم وسب أهل غزة والطعن بهم ، والتطاول على المقاومة ، وتصفية الحسابات مع حماس ،  واتهامها بضرب إسرائيل ، وإنها السبب وراء هذه الحرب ..! 
وكان رفعت السعيد ، هذا "اليساري" العريق ، قد صرح وقال : "لا يمكن تبرئة حماس من العدوان الحالي على الشعب الفلسطيني خاصة أن هناك احتمالاً كبيراً بان تكون الأحداث الحالية تهدف لتفكيك حكومة الوفاق الوطني والمصالحة الفلسطينية وذلك وفقاً لمخطط إخواني سابق ..!!!
يا سلام عليك يا رفعت ! صحيح اعتقادك أن الهدف  الأساس هو نسف المصالحة الوطنية وضرب وتفكيك حكومة الوفاق الوطني ، ولكن كيف تبرئ المعتدين والغزاة ، وتتهم حماس والإخوان عن ذلك ، وتقول إنه مخطط إخواني سابق ؟!!
لست مع حماس وفكرها ومعتقدها ونهجها وممارساته وأساليبها ، ولا أدافع عنها وإنني من أشد المعارضين لإيديولوجيتها والمنتقدين لمسلكها وأفكارها ، ولكن حين تصل الأمور إلى اقتراف المجازر والمذابح الدموية البشعة بحق أطفال ونساء وشيوخ شعبنا في قطاع غزة ، فمن الواجب الأخلاقي والإنساني والمبدئي عدم الصمت والسكوت وعدم دفن الرؤوس في الرمال ، وإنما التضامن والوقوف مع شعبنا في وجه الغزاة وإطلاق نداء وصرخة إنسانية بضرورة وقف العدوان الذي يحرق الأخضر واليابس ، ويوقع الخسائر الفادحة ومئات الشهداء وآلاف الجرحى . فالوقت الآن ليس للمناكفات السياسية وكيل الاتهامات وتصفية الحسابات مع حماس ، واتهامها بأنها سبب الحرب المجنونة الغاشمة ، التي هي في الحقيقة والواقع ضد شعبنا بأكمله وليس ضد حماس- كما تروج وسائل الإعلام العبري - ، فهذا موقف يتوافق ويتماشى ويتماثل مع الموقف الإسرائيلي - الأمريكي .
 كنا نأمل ونريد من رفعت السعيد أن لا ينزلق ، وأن يبدي موقفاً أكثر مبدئية من العدوان الصهيوني ، والدفاع عن شعبنا وحقه في المقاومة الشعبية لتحرير أرضه وكنس الاحتلال الجاثم والربض واستعادة حقه المسلوب ، وليس الانضمام لجوقة الرداحين والشامتين والشاتمين والمحرضين ، التي ستتكسر على صخرة صمود المارد الفلسطيني، الذي يغير المعادلات ،ويصنع تاريخ جديد ، ويسطر بدمه الطهور  ملاحم المقاومة والصمود .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق