هل تريد ثورة يونيو لثورة تخرجها من الإنعاش؟/ أشرف حلمى

حتى الان نجحت ثورة ٣٠ يونيو بنسبة 50% فقط فى تحقيق أهدافها التى قام بها الشعب المصرى بكافة أطيافه واحزابة عدا الاحزاب الدينية الاسلامية التى كانت تسيطر على مفاصل الدولة برعاية مرسى وجماعته الإرهابية بتعضيد وحماية القوات المسلحة المصرية كما فعلت من قبل مع ثورة 25 يناير مع إختلاف السيناريو .
ففى ثورة يناير خرج الشعب المصرى اولاً وقامت القوات المسلحة بقيادة طنطاوى وزير دفاع حكومة مبارك بحمايتها مقابل مصالحه الشخصية فقط على حساب الوطن بعد ان اكتشف مخطط توريث الحكم لجمال مبارك وخروجه من الحكومة فوضع يده مع أمريكا ضد مصالح الدولة لتنفيذ مخطط التقسيم . هذا وقد سهل هذا الطنطاوى دخول ارهابى حماس عبر الحدود المصرية ومساعدتهم على تهريب اعضاء الاخوان الإرهابية من السجون دون القبض على اى منهم وعودة الإسلاميين الهاربين مرة اخرى الى مصر بل وسمح لهم بإنشاء أحزابهم الارهابية المتاسلمة وساهم فى تعضيدها عن طريق تسخير جميع وسائل الإعلام  لتلميعهم وتقديمهم للشعب على انهم خير ما يمثلهم بل وخان الشعب والثورة بتسليمه السلطة لهم بعد ان وعد بتسليمها للمدنيين مقابل الخروج الأمن له وعصابته ابطال مذبحة ماسبيرو الشهيرة برعاية وزير الإعلام أسامة هيكل ,هذا بالإضافة الى تسخير أجهزة الدولة شرطة وقضاء لتسهيل وصول الإرهابية وشركائها السلفيين الى الحكم بالتزوير والمساندة فى  الانتهاكات التى صاحبت الإنتخابات الرئاسية من غزوات سلفية اخوانية .
أما ثورة يونيو فقد قام بها  الشعب المصرى جنباً الى جنب مع القوات المسلحة بقيادة السيد عبد الفتاح السيسى بدافع وطنيته وولائه لمصريته بعد ان شعر الأخير بالخطر القادم على مصر وقواتها المسلحة من حكم المتاسلمين ونجح السيسى فى قيادة البلاد مع الحكومة المؤقتة حتى كتابة الدستور مما ادى الى شعور المواطن المصرى بالامن والأمان فى ظل وجود رجل وطنى مثله على الرغم من التجاوزات التى حدثت فى هذه الفترة نتيجة إختراق الحكومة من جانب الجماعات الارهابية فى ظل وجود الخلايا النائمة داخلها مما أدى الى مبايعة الشعب المصرى للسيد عبد الفتاح السيسى رئيساً للبلاد نظراً للثقة الكبيرة التى تمتع بها .   
فنجحت ثورة يونيو حتى فقط فى إذاحة مرسى وعصابته بعد ان لبى السيسى نداء الشعب المصرى فيما فشلت فى إذاحة الاحزاب الدينية التى افرزتها ثورة يناير, لذا لبى الشعب طلب السيسى  بالخروج الى الشوارع والميادين للحصول على تفويض شعبى للقضاء على الإرهاب منذ ان كان وزيراً للدفاع , فهل يحتاج الشعب المصرى نداء اخر للرئيس السيسى للخروج الى الشوارع الميادين مرة اخرى للقضاء على الاحزاب الدينية التى لازالت قائمة رغماً عن انف دستور عمرو موسى .
فالرئيس عبد الفتاح السيسى اعلن الحرب على الفساد ولكن اى فساد يتحدث عنه , فساد الاعلام الذى يعمل على تلميع حزب النور حتى يكون شريكاً رئيساً للرئيس , ام الفساد الحكومى الذى عمل على عودة السلفيين لاعتلاء المنابر مجددا فى إشارة واضحة من الحكومة لإعطائة الضوء الاخضر لإعادة سيناريو إنتخابات مجلس الشعب السابقة التى جاءت برلمان ام ايمن , ام فساد وزير الداخلية محمد إبراهيم الذى فشل فى القضاء على الجماعة الارهابية الى مازالت تتظاهر اسبوعياً , ام فساد مجدى لاشين رئيس التليفزيون الذى عين أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق والمحرض الرئيسى لمذبحة الاقباط بماسبيرو رئيسا لمدينة الإنتاج الإعلامى .
بعد الفساد المتواجد حالياً احذر الشعب المصرى عامة وخاصتة فى صعيد مصر من خطة وصول السلفيين والاخوان للوصول الى مجلس الشعب بدعم حكومى طبقاً للخطة السعودية الوهابية . 
فإن لم يقوم الشعب المصرى بثورة ثانية للقضاء على الاحزاب الدينية  فلينتظر الإرهاب السلفى وخاصة لاقباط مصر وكنائسهم وممتلكاتهم وما سيصاحبها من فتن طائفية وعودة غزوات الصنادق والمخالفات والتزوير  بدعم من فى الحكومة الحالية باموال المملكة العربية الوهابية للسيطرة الإسلاميين على مجلس الشعب , وكل ثورة وانتم طيبين .

ليس المهمُ أن تأكلَ لحمَ الخنزير، إنما الأهم/ سعيد ب. علم الدين

تحية حب خالدة الى روح الصحافي الأميركي الشاب جيمس فولي شهيد الحقيقة ومناصر ثورة الحرية والكرامة السورية، الذي ذبح بوحشية على يد خنزير من خنازير عصابة داعش الهمجية. 
تحية مواساة يعتصرها الألم لأم الشهيد التي نعت "فلذة كبدها"، بكلمات مقتضبة تعبر من خلالها عن تجليات قمة الحزن الانساني الحضاري الراقي في أروع صوره على الاطلاق بقولها: "نشكر جيمس على السعادة التي منحنا إياها، كان ابناً رائعاً وإنساناً وصحافياً ممتازاً".
هذا كلام قديسين مفعم بالحب المتسامي على الجراح. 
بالتأكيد أم رائعة لا بد وإن تلد وتربي وتنشئ ابنا رائعا! 
مؤكدةً أن جيمس بذل حياته من أجل أن يظهر للعالم معاناة الشعب السوري.
فيا لهول مأساة إنسان، في مقتبل العمر والشباب، أن تنتهي حياته بهذه الطريقة الجبانة على يد الارهاب، بعد أن جاء من بلاده البعيدة تاركا حضن أمه الحنون ليقع في حضن الوحوش الكاسرة. لماذا؟ 
لأنه إنسان رائع وصحفي بارع أراد من خلال انسانيته وشجاعته في عمله كصحفي محترف الذهاب الى النبع لكشف الحقيقة من الأضاليل لما يحدث في سوريا. خاصة وأن ضجيج آلة بشار الاعلامية العالمية ترافقها جوقة أبواق محور الممانعة والمقاومة، التي تضلل الرأي العام المحلي والعالمي الى درجة تحويل المجرم القاتل الى ضحية، والشعب المطالب بالكرامة والحرية الى عصابات مسلحة إرهابية، والكذبة المخادعة الى حقيقة ملمعة، دفعته الى القيام بهذه المهمة الأخلاقية.
أراد جيمس بشجاعته المهنية أن يدخل الاراضي السورية ليرى الحقيقة بأم عينيه ويظهرها للعالم عن كثب بالكلمة والصورة الموثقة. أراد أن يظهر معاناة الشعب السوري المظلوم، فَذُبِحَ بلا رحمة على أيدي أبناء الشؤم أحفاد ابي لهب، وأمه أنيسة مخلوف في جيدها حبل من مسد، سيلتف حول عنقها وعنق ابنها الخنزير المتوحش بشار الأسد إلى الأبد. 
فالأم الرائعة تربي ابنا رائعا. والأم الخنزيرة تربي خنزيرا بشعا!
فعصابات بشار هي المتهم الأول بخطف جيمس فولي وتسليمه في الوقت المناسب الى أدوات بشار المطيعة في داعش. 
وكانت مؤسسة "غلوبال بوست" الإخبارية وعائلة الصحافي جيمس فولي المختفي في سوريا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012، قد رجحت في بداية عام 2013 أن يكون جيمس محتجزاً في أحد مراكز مخابرات النظام السوري قرب العاصمة دمشق.
خاصة بعد أن أشارت التحريات التي استمرت 5 أشهر إلى أن مسلحين موالين للنظام خطفوا فولي في شمال غرب سوريا، فور عبوره الحدود التركية بسيارة إلى داخل الأراضي السورية، وسلموه لعصابات النظام التي بدورها وضعته قيد الاحتجاز في أحد مراكز الاعتقال.
فبشار وليس غيره هو المسؤول الأول والمباشر عن مأساة هذا الصحافي الشجاع. وبشار وليس غيره هو أول من ارتكب المجازر بحق السوريين المتظاهرين السلميين ثم أتبعها ذبحا للآلاف من المواطنين الآمنين وعائلات بأكملها بالسكاكين، ولم يسلم من ذبِّيحَته الخنازير وبراميله العشوائية لا الطفل ولا الأم ولا حتى الشيخ المسكين. 
فلعنة الله عليك يا بشار اللعين من أم جيمس الثكلى ومن أمهات كل السوريين واللبنانيين المفقودين والى أبد الآبدين! 
فخنازير داعش المتوحشة لم تذبح جيمس وحده، وإنما ذبحت معه تضحيات وآمال وأحلام الشعب السوري في الحرية والكرامة. 
ولا بد من القول هنا إن هول ما يحدث في سوريا والعراق على أيدي عصابات همجية متخنزرةٍ قذرة سنية علوية شيعية عديمة الانسانية والأخلاق يدمي القلب ويحرق الفؤاد ويترك العقل في حالة من الاكتئاب والذهول. 
هل هؤلاء هم وباء الطاعون ام غلمان الملالي وصبيان مخابرات بشار والمالكي وخريجو سجون؟ 
هل هم جلطة في العقول أم أحفاد التتر والمغول؟ 
هم كل هؤلاء. هم دمى بيد الأعداء، وبخلطة عجيبة غريبة شكلها جهل وغباء، ومضمونها شر وبلاء، قتلُ أبرياء وسفك دماء. 
هم الداعشيون الأوغاد قاطعوا الرقاب والأرزاق وخانقوا البلاد وآكلوا الأكباد في شهوة غريبة الى القتل وسفك الدماء وسبي النساء وبيعهم في الأسواق أو توزيعهم مغانم على الأصحاب اقتداء بما كان يفعل الأسلاف.
وما دخلت "القاعدةُ" وتفريخاتهُا الدمويةُ القاعدةُ على مؤخرتها العقائدية:
- عقلَ شاب إلا وغسلته بمطهر الآيات، فأصبح بين أيدي قادتها أداة طيعة لارتكاب الجرائم النكراء على أنواعها وببشاعة ترفع له الشياطين قبعاتها؛ 
- وبلدا الا وافسدته، وعاثت فيه قتلا وتفجيرا وخرابا وتدميرا؛ 
- ومجتمعا إلا وكفرته وأرهبته وأرهقْتهُ بأضاليلها وذبحت شعبه بسكاكينها؛ 
- وثورة إلا ونكبتها وخلخلت توازنها ومزقتها شر ممزق. لماذا؟ 
لأنها تريد وببساطة إقامة شرع الله على الأرض معتمده في إجرامها على دغدغة العواطف الدينية للسذج والمتحمسين والمغفلين من الشباب مدعومة بالآيات القرآنية المتشددة والأحاديث المحمدية المتطرفة التي تدعو الى الجهاد في محاربة الكفار ونشر الاسلام بالعنف المفرط والقوة الغاشمة في كل مكان. 
ولهذا تجد هؤلاء الخنازير يتلذذون بذبح ضحاياهم بأوامر شيوخ الدين وكأنه أمر عادي ومن صميم الممارسة الدينية السمحاء، وبعد قطع رأس المسكين (يا لهول المنظر الفاجعة بحق الإنسانية) تراهم مكبرين مهللين مستبشرين ليأخذوا الصور التذكارية مع الرؤوس المقطوعة غير آبهين لمشاعر الأهل الموجوعين المتألمين المصدومين المكلومين المرعوبين المفجوعين.
ثم يحدثونك بعد هذا العمل الجبان عن العدل والأمان الذي سيسود العالم في كل مكان في حال تطبيق شرع الاسلام الذي أُنزلَ بالبراشوت الرباني ليتحول من يطبقه الى إله طاغوت: قاعدي مهووس طالباني، نصرالله مستكبر مالكي خبيث ملا ايراني، ووهابي سلفي اخواني وداعشي دموي إرهابي، وفي نيجيريا تم بعونه تعالى إعلان دولة خلافة البكو حرامي.
فقبل أن تتحدث عن العدل والأمان أيها الداعشي الجبان عليك أن تكون رحيما مع بني الانسان ولا تلطخ يديك بدماء العزل الأبرياء وتقتل الشباب وتغتصب البنات وتسبي النساء.
ولقد استطاعت مخابرات بشار وحرس الملالي تحويل الثورة الشعبية في  سوريا والعراق الى صراع مذهبي دموي حاد تشارك به حالش الارهابية وداعش الإجرامية و"القاعدة" الغبية وباقي الميلشيات الشيعية الثأرية أبناء ثقافة الظلم واللطم والرجم وسفك الدم وتأجيج الفتن وتفجير الأحقاد؟ 
لقد قدمت الدواعش السنية وقبلها ومعها الحوالش الشيعية للعالم أجمع صورة جليةً واضحة المعالم وبلا رتوش عن جوهر الاسلام المتطرف الوهابي الإخواني، السلفي الأصولي الطالباني، الخبيث الثأري الميليشياوي الإيراني، القاعدي الجهادي التكفيري الدموي العدواني الرافض للآخر وللعالم المتحضر رفضا قاطعا. 
فهؤلاء المراهقين دينيا الدمويين قاطعي الرؤوس قطعوا علاقتهم مع العالم المتحضر بالسيف القاطع ولم يبق لهم سوى أعمال الخطف والقتل، والاجرام والاغتيال، وقطع الراس بجبن الأنذال. 
فداعش كلمة جديدة دخلت على القاموس، في القرن الواحد والعشرين بوحشية شريرة وبحد السكين تذكر بعصور الظلام البدائية والظلاميين، سترددها كتب التاريخ والأجيال كتعبير عن حقبة انحطاط بربرية سوداء ضربت سوريا والعراق والمنطقة العربية شر بلاء.
فليس المهم ابدا أن تأكل لحم الخنزير، وإنما الأهم أن لا تكون خنزيرا! 
فعندما تأكل لحم الخنزير فهذه مشكلتك، أما عندما تكون خنزيرا فهي مشكلة الانسانية جمعاء. 
فكن إنسانا شجاعا عطوفا رحيما كجيمس، ولا تكن خنزيرا متوحشا بشعا رجيما كأبي بكر البغدادي وبشار!
الرحمة على روحك الطاهرة يا جيمس .. والخزي والعار لجماعات وقطعان الارهاب الاسلامي!  
مع كامل الاحترام للخنزير هذا الحيوان الأليف والمفيد والمعطاء.

غزة أسئلة وتساؤلات حول النصر وما بعد ذلك/ راسم عبيدات

ثمة الكثير من الأسئلة والشكوك والتشكيك التي ستثار وتقال وتطعن وتشكك بالنصر،وستبرز للسطح بقوة بعد وقف العدوان الهمجي الصهيوني على قطاع غزة،على شعبنا ومقاومتنا هناك،أسئلة من طراز هل حقاً انتصرت المقاومة وما طبيعة هذا النصر؟؟ وهل كلفة الدم والتضحيات والدمار الهائل التي دفعها شعبنا توازي ما تحقق من إنجاز ونصر؟؟ وبماذا اختلف ما تحقق من اهداف عن ما كان مطروحاً في الأسبوع الثاني من الحرب ضمن المبادرة المصرية؟؟ وهل الحرب التي شنت على  غزة كانت بالوكالة عن اطراف عربية وإقليمية ودولية..؟ وغيرها الكثير من الأسئلة والتساؤلات.

بداية لا بد من القول بأن اسرائيل الدولة المدججة بالترسانة العسكرية  والتكنولوجية الهائلة،بما فيها المخزون النووي الإستراتيجي وإرادة القتل المفتوحة واعتماد سياسات الحرب الخاطفة والحسم العسكري السريع،لكون جبهتها الداخلية لا تحتمل أية حروب استنزاف طويلة،وقد جربت ذلك في حرب الإستنزاف على الجبهتين المصرية والسورية،ولذلك هي تعتمد على الحسم السريع والخاطف للحروب،وبالتالي هي من يحدد شروط ونهايات الحروب والمعارك،ولكن هذه الحرب التي كانت تراهن على نصر ساحق فيها في ظل وضع عربي متردي يعيش أزمات وإخفاقات ما يسمى بالربيع العربي،وضعف الحالة الفلسطينية المنقسمة على ذاتها،غير متوحدة الإرادة والإستراتيجية والبرنامج،وكذلك ما انجزته من تحصين لجبهتها الداخلية من خلال إستكمال المشروع الأمريكي- الإسرائيلي للقبة الحديدة،جعلها تخرج لهذا العدوان متيقنة بأن إستعادة هيبة جيشها وقدرتها على تحقيق النصر بعد الهزيمة التي لحقت به في حربها العدوانية على حزب الله والمقاومة اللبنانية في تموز/2006،ستغير من المعادلات والصورة لهذا الجيش في المستقبل،ولكن ثبت لها بأن هذه الحرب التي استمرت لمدة (51) يوماً لم تستطع فيها ان تحقق أي حسم او إنجاز للأهداف التي من اجلها شنت الحرب والعدوان،كسر إرادة المقاومة وتدمير بنيتها التحتية من أنفاق وورش ومصانع للسلاح والصواريخ،تصفية الأجنحة العسكرية للمقاومة،وتدمير مخزونها من الصواريخ والقضاء على تقنيات تصنيعها وإنتاجها،وخلق شرخ ما بين المقاومة وبين الجماهير الشعبية،من خلال إرتكابها لجرائم حرب ومجازر وإبادة جماعية.

لكي يمكنها ذلك من فرض شروطها وإملاءاتها فيما يخص المشروع السياسي الذي تنوي فرضه على الشعب الفلسطيني،والذي يحمل في جوهرة تفكيك المشروع الوطني الفلسطيني وإنهاء قضيته،بما يلغي حق العودة ويمنع توحد الوطن ويحسم السيطرة الإسرائيلية الكاملة على مدينة القدس.

ولكن كيف تطورت وانتهت الأمور ..؟؟،المقاومة جرت الإحتلال الى حرب استنزاف طويلة،تمكنت خلالها من أن تلحق هزيمة بجبهته الداخلية،والتي أصبحت تشكل عاملاً ضاغطاً على الإحتلال لوقف العدوان والإستجابة والقبول بمطالب المقاومة،أو حفظ ماء الوجه،وخصوصاً أن المسألة تعدت قضية الخسائر الاقتصادية الكبيرة في الجبهة الإقتصادية،لتصل حد هجرة مستوطني غلاف غزة لمستوطناتهم،وبما يحمل من مخاطر جدية على المشروع الصهيوني القائم على الإستيطان والتوسع،وكذلك فرض الحصار على الغلاف الجوي الإسرائيلي لأول مرة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي.

المقاومة كذلك رغم الفارق الكبير في الإمكانيات والقدرات على كل المستويات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والإستخباراتية وغيرها،إلا انها استطاعت أن تعدل بالإرادة والتحام الجماهير مع المقاومة من ميزان القوى،حيث حققت توازناً للرعب مع العدو من خلال  منظومة صواريخها التي طالت أغلب مدن العدو في الداخل الفلسطيني-48 - بما فيها حيفا والقدس،وأيضاً في المجابهة العسكرية المباشرة في الحرب البرية،إستطاعت ان تكسر هيبة أقوى لواء عسكري اسرائيلي،لواء النخبة"جولاني" في معارك الشجاعية،وهذا شكل نقطة جوهرية وهامة للعدو في إعادة النظر في التقدم البري داخل قطاع غزة،وأيضاً هنا نقطة أخرى في غاية الأهمية وهي ان المقاومة لم تحارب وتقاوم داخل حدود قطاع غزة،بل نفذت عمليات نوعية في مستوطنات غلاف غزة،وكذلك مخزونها من السلاح الإستراتيجي الذي كانت اسرائيل تراهن على نفاذه بسبب الحصار وعدم التجديد،لم ينفذ والشعب لم يتعب في لعبة عض الأصابع ولم يخرج على المقاومة،بل كان يزداد تشبثاً والتفافا حول المقاومة ومطالبها.ولذلك الهدف المركزي للعدو بنزع سلاح المقاومة وتدمير بنيتها التحتية وتصفية اجنحتها العسكرية لم يتحقق،بل هنا تحقق شرط  آخر هو وقف عربدة وزعرنة اسرائيل في القطاع بالتصفية والتوغل داخل قطاع غزة،وأيضاً  القضايا المتعلقة بالمواد الخاصة بالإعمار لم تستطع اسرائيل ان تضع فيتو عليها.

والحديث هنا في الاتفاق يجري عن فتح كل المعابر من والى قطاع غزة وليس معبري خانيوس وكرم ابو سالم.مع مفاوضات مستمرة حول القضايا الجوهرية الأخرى بسقف زمني،وهي المطار والميناء والممر الامن والأسرى.

والقيمة الأخرى المتحققة هنا كنصر،هي تثبيت وتدعيم خيار المقاومة كنهج وثقافة في الساحة الفلسطينية،وتراجع مشروع دعاة نهج التفاوض فلسطينياً،وأيضاً هذا الصمود وهذه المعركة تؤسس لمعارك قادمة ربما تكون ام المعارك بتوصيفات أمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح،وكذلك اظهرت هذه الحرب بأن المقاومة الفلسطينية انتصرت بإمكانياتها وقدراتها الذاتية دون ان يهب احد لنجدتها،بل وجدنا هناك من العرب من يصطف لجانب العدو ويعمل على تصفية ونحر المقاومة،وأيضاً كانت هناك اطراف عربية وإقليمية تريد المتاجرة بدماء وتضحيات شعبنا لصالح مشاريع واجندات غير فلسطينية،وربما بعض الأطراف الفلسطينية بدت متجاوبة مع ذلك.

وهذه الحرب سرعت كثيراً في توحيد الموقف السياسي الفلسطيني،وشكلت عامل ضغط على السلطة الفلسطينية،لكي ترتقي في قرارها ومطالبها الى مستوى مطالب المقاومة،وهذا شكل عامل هام في التوحد السياسي الفلسطيني بالاضافة للتوحد الميداني.

ولكن رغم ذلك فإننا سنجد من يتطاول على المقاومة والصمود والنصر،وسيحاول تفريغ ما تحقق من مضمونه،ليقول لنا بأن هذا النهج والخيار عبثي،وجلب لنا الدمار والخراب،ولذلك يجب علينا ان نكون حذرين وواعين فهناك الكثير من الأقلام الماجورة ستخرج لنفث سمومها.

ما ترتب على هزيمة اسرائيل في اطول حروبها الإستنزافية،ربما يخرج اسرائيل من دائرة الحروب العسكرية مستقبلاً ويجعل منها دولة غير صالحة للحروب مستقبلاً وربما تكون هذه الحرب آخر حروبها،ومن لم ينتصر في غزة لن يستطيع الإنتصار في حرب مع ايران او سوريا وحزب الله.

الآن علينا أن نعرف كيف نستثمر ما تحقق من نصر وصمود في الجانب العسكري في المعركة السياسية والتي ستكون على نحو أخطر وأشرس.

الفيس بوك ليس مجالا للحب/ ايمان حجازي

صديقتي العزيزة أيا كان مستواك العلمي أو التعليمي أو الثقافي أو الإجتماعي ، أيا كانت وظيفتك أو درجتك العلمية،  ومهما إختلفنا في الطباع فكلنا يجتمع علي قلب وعقل إمرأة واحدة تتمني أن تعيش الحب،  أن يكون لها قصة حب تعيشها تتذكرها ترويها للأصدقاء والأحفاد فيما بعد ،كلنا تريد أن تكون بطلة أميرة أحلام لرجل هو ملاكها الحارس وبطل أيامها ومعشوقها علي الدوام .
ولأن لكل منا مواصفات خارقة فيمن يتمناه ولأن من طباع البشر الإستعجال فدائما نشعر بتأخر الحدث ،بتأخر تحقيق الحلم ،ولأننا جميعنا قد تربينا علي الحياء فكلنا يستشعر الخجل في التحدث في هذا الموضوع .... الحب والوقوع به والبحث عن حبيب .... وهذا ما تغلب عليه الفيس بوك ، لأنه لا يكلف المرأة في البدايات علي الأقل إلا الموافقة وقبول طلب الصداقة
وخاصة إذا كتب الشخص عن نفسه أنه خريج كلية من كليات القمة أو أنه يحتل مركزا مرموقا أو أنه من رجالات الصناعة أو الأعمال وإذا كان يشارك ببعض من الأشعار الآخذة بالألباب وبمقطوعات الموسيقي الساحرة ويا حبذا لو كان رياضيا أو وسيما ويظهر ذلك من صوره فهو علي كدة قيمة وسيما وعريس مثالي خاصة في ظروف تفشي ظاهرة العنوسة السرطانية في مجتمعنا ... وأكثر ما يسلب لب الفتاة ثقافته وخاصة إذا تبادلا الحوارات الجانبية عبر الشات ثم عبر الموبايل وبعد أن يتغني بدلال الصوت وسحر الضحكات ..... فهنا قد وقعت الأنثي فريسة لهذا الصائد ولا حد سمي عليها .... وهي تعتقد أن هذا هو الحب ولكنه صدقيني لا يمت للحب بصلة والدليل علي ذلك ما سوف أحكيه لكم في قصة حقيقية 100بالمائة فصاحبتها صديقة شخصية لي وهي شخصية محترمة جدا ......

صديقتي هذه طبيبة في العقد التالت من عمرها متوسطة الجمال متواضعة التكوين وتنتمي الي أسرة متوسطة الحال أيضا قد يظن البعض عكس هذا لمجرد أنها تعيش في منطقة المهندسين ،  ممن تربو علي أن الخروج من البيت لابد أن يكون بسبب ، ولذلك وجدت في الفيس بوك سلوتها في الأوقات التي لا يكون هناك مشفي ولا عيادة أو في أوقات السفر ... هي شخصية مثقفة خجول ولذلك صداقاتها قليلة فهي لا تبادر بطلب الصداقة من أحد وإذا طلب أحد صداقتها تتردد كثيرا وإذا قبلت تقبل علي إستحياء وعلي مضض ... تعرف عليها رجل كان يسجل في بياناته أنه أستاذ في الإقتصاد في جامعة عين شمس من خلال صوره يبدو وسيما بعض الشيء متواضعا في ملبسه ومن كلامه يفاخر بأنه من عائلة مكافحة وأنه عصامي بكل ما تحمله الكلمة التي إندثرت من معني .... من صوته بعد أن تعددت الحوارات والتي أظهرت ثقافته ودماسة خلقه طلب منها رقم الموبايل بحجة أنه كان يشعر بألم ما في الليل وأراد أن تكتب له علي مسكن لولا أنها لم تكن متواجدة وبعد الشكوي من أنه تألم كثيرا ولأن تليفونها أساسا موجود مع معظم المرضي في العيادة ومع طاقم العمل بالمشفي فلم تجد مانع من إعطائه له .... وقد حدث المنتظر أو المخطط حيث أثني علي صوتها ووقع أسير رنين ضحكتها وهي أيضا وجدت أن صوته يؤكد رجاحة عقله وإتزان شخصيته ... وحتي إذا ما حدث وإصطدمت أفكارهما مع إنطباع أنه أستاذ جامعي كان دائما يرجع الموضوع الي أنه من مستوي بسيط وعائلته مازالو يقطنون في حي المنيب ...وكانت سريعا ما تقتنع بما يقول .....
طالت فترة التعارف بينهما وكثيرا ما كررا اللقاء ولكن ظروفهما معا لم تكن تسمح فمرة كانت هي السبب حيث أتي الي منزلها وأهلها ضيوف ومرة كانت لديها إجتماع ومرة كانت ستسافر لتحضر محاضرة في الفيوم وغيرها من الأعذار التي جعلتها تصدق أعذاره هو أيضا .... بصراحة لم يقف الموضوع عند هذا الحد فقد نصب عليها وهذا ما لم تصدقه أو تعقله وقتها .... حيث إتصل يوما وقال أنه في مؤتمر ما في السلوم أو مرسي مطروح أو مرسي علم أو ما شابه وقد تم الحجز لهم في فندق منعدم الخدمة وأنه تقريبا في الصحراء وبات يسخط ويلعن وفي النهاية إدعي أن شحن الموبايل سوف ينتهي وعليه لن يتمكن من التحدث مع أحد وطلب منها أن تشحن له لأنه في هذه الصحراء لا يجد أحد يبتاع منه كروت شحن أو غيره وحدد مبلغ الشحن 100جنيه ... وبالطبع وعلي الفور شحنت له صديقتي لأنها لا تستطيع أن يمر يوما بدون سماع صوته ....ولأنه قال لها إن هذا المبلغ سيكون دافعا لضرورة مقابلتها حتي لو موش عشان واحشاني وعايز أشوفك هيكون عشان موش بحب أكون مديون لحد!!!!
ولكن عندما عاد بالسلامة مرت مدة طويله مع تكرار الحجج التي لم يرد الي خلدها قط أنها مفتعلة ... 
ويوما ما كان المعروف أنه طبقا لجدول مواعيدها أنها في المشفي لتجري العمليات .. وحدث أمر ما فألغيت العمليات فأقنعتها إحدي الصديقات أن تنزل وسط البلد تتجول قليلا وتشتري بعض الأشياء وتحتسيا الشاي في أي كافيه أو تقضيا الوقت بطريقة غريبة من باب التجديد وكسر الروتين وقد كان.....
الساعة العاشرة صباحا في شارع شهير في وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير وأمام محل ملابس وجدت هذا الرجل الذي يقوم بجمع القمامة ولا تدري ما الذي شد إنتباهها إليه .... غير أنها وقفت ونظرت إليه وتلاقت عيونهما لأول مرة علي الحقيقة بغير شاشات اللابتوب أو الموبايل فعرفته وعرفها ولم يكن منه إلا أنه نظر للأرض ...  
لم تذكر لصديقتها شيئا ولكن جاءت الي لتبكي لتصرخ لتولول لتندب حظها .....
مع كل الإحترام لجامع القمامة ولوظيفته الشريفة ولكن لماذا الخداع .... هذا هو السؤال??
لماذا ننسلت من جلدنا!!!??  لماذا لا نحاول أن نكون نحن وكفي??
ولماذا لا نرضي بما كتبه الله لنا!!?
ولماذا نجرح ونخدع من ليس لهم ذنب فيما نعيشه أو ما نعاني منه???
ف النهاية صديقتي وأختي عايزة تحبي??  أخرجي .... نعم أتركي الفيس بوك وأخرجي .. روحي النادي أو الكافيه .... إخلقي لنفسك مكانا يكون ملكا لك يعرف بك وتعرفين به .... ثبتي جلستك به مدة معينة كل يوم ساعة أو نصفها وفقط وسوف تجدين من يهتم بك ويحفظ عن ظهر قلب موعدك ويهتم بأن يتواجد معك أو بالقرب منك بأي شكل كنتيه وبأي وضع كنت عليه وأيا كانت وظيفتك أو هيأتك ..... وقتها لن يكون هناك ما يستدعي الجهل وما يسمح بالخجل
.... وقتها فقط ستدركين هل فعلا هذا حب أم وهم ولكن أن تقضين حياتك وراء شاشة الكمبيوتر وأن تقعين في شرك وهم الفيس بوك رغبة أو بحثا عن الحب  الذي غالبا يكون وهم وأحيانا يكون خدعة ماكرة ممن لا يهتمون بمشاعر غيرهم فهذا ما لا يقبله عقل أبدا .....
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

جرد الحساب.. أزفُّ إليكم، وأعتذرُ منكم، وآن الحصاد/ كريم مرزة الأسدي

مؤلفاتي السبعة القديمة ، وبعدها  الخمسة الجديدة بفهارسها ، فأستميحكم عذراً عدة أشهرٍ لطبعها ونشرها ، وما أنصفني الزمن الأغبر الأدبر ...!!
المقدمة : 
 إلى القرّاء الأعزاء الذين تابعوني لسنوات  وسنوات  على صفحات الصحف والكتب  والمجلات ، والمواقع الكريمة التي تفضلت عليّ بنشر ما نظمت شعراً بعموده وتفعيله ونبذت ما يسمى بنثره !!  ، وكتبت فكراً لانتصار امرأته و ، وإنسان بالقوة لعباقرته ووو ...  ، وبحثت علماً  في أسرار العبقرية ، وتمجيد العباقرة دون تمييز إنسان على إنسان على امتداد الزمان وعمق المكان ، و في نشأة النحو ومسيرته الكوفية ، والمقارنة بين المدرستين النحويتين ، وجهدت نفسي كثيراً للبحث عن تاريخ الحيرة وملوكها وتأسيسها بدقة متناهية هلكة ، ثم تاريخ الكوفة والأطوار المبكرة للنجف ، ناهيك عن تاريخ البصرة ، والحديث عن بغداد ، ولم أدع علم العروض والقوافي والضرائر الشعرية وما توسعت فيها ، والشعراء من الشنفرى ومن عاصره  ،وحتى الجواهري ومن خلفه  تناولتهم بدراسات أدبية وقراءات نقدية  ، ولم أنس السرقات الأدبية وتوارد الخواطر ، والنظريات الحديثة في تفهمها حسب نظرية التأثر والتأثير ...إلخ     ، أقدّم  إليكم نتاج هذه الجهود المتواضعة لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً قضيتها غربة وتغرباً بين أحابيل النفاق  ومحاولات التسقيط ، والأصابع الرخيصة النتنة  من زمن طاغٍ إلى زمن عاهر، وقد كنت منذ 1978 م قد غادرت وطني الحبيب ، وما كان يسمى بالعراق قبل أن تهبّ عليه رياح الحروب والدمار  والشقاق والنفاق ... خلفت خلفي من بعد هجرتي له قطعة أرض تبخرت ، وصرّة مال صودرت ، ووظيفة علم فصلت ، وأربعين من التشكرات على أوراق صفراء لمدة ثمان سنوات تهرّأت ، ونلتها نقد المناهج والكتب والوسائل التعليمية والدورات القيادية المهنية ، والامتحانات العامة إدارة وإشرافا،  وبداية تقاعد قعدت ، وليس لي في وطني الحبيب لا ناقة ولا جملا ، ولا حتى  قشة  ، ولا  فلساً  ، تركت كل ما على التراب من تراب لغيري ممن يعيش  على المال الإجرام ، و السحت الحرام ، ومنذ أن غادرت وطني حتى يومي أعيش على يشعّ فكري وقلمي من نتاج علمي وإبداع شعري وأدبي ، وقد اقتضت الأمور في غربتي الحالية أن أشمر يداي لمسح قطرات ، بل سيول عرق الجبين ، ومع ذلك أجدّ وأجدّ بإصرار رهيب لمواصلة أطراف النهار بأناء الليل لخدمة لغتي الجميلة ، وتراثها العظيم شامخاً كالجبال التي لا تهزّها الرياح الواهية ولا العاتية ، أقول قولي هذا ليس من باب الطمع أو التماهي الأجوف ، بل من أجل التاريخ والإنصاف ، فالوطن والأمة ليس مجرد  تهافت على المناصب ، والصراع الأجوف  من أجل المال والملذات الزائلة ، رسالة الحياة أكبر بكثير مما يتصورون ، لعلهم يتذكرون !! ، نعم   كان الشعب العراقي العظيم ، وأمتي الخالدة ، ووطني الحبيب  دائماّ ، وأبداً في الوجدان :     

إنّ العراقَ أجلَّ وهو المُرتجى *** * ليســــــــومهُ خسفاً ذليلٌ أقلحُ
ما كانَ هذا أن يكونَ بموطن ٍ***   لو عاش في الأجواءِ نسرٌ يطمحُ
لكنْ أرى وطنـــاً تغافل أهلهُ  ****  فالدّهرُ في جدٍ ونــــــاسٌ تمزحُ
والتائباتُ إذا ألمـّتْ بالورى  *** ** ألفيتَ كلَّ شـــــــفاعةٍ  لا  تفلحُ
فالشعبُ من كسراتهِ متحسراً *** *  قدْ كــــانَ في عليـــــائهِ يتبجحُ
يا لهفي قدْ عزّتْ عليهِ كسرة ً  **** والنفطُ بالخيـــراتِ تحتهُ يطفحُ
والرافدان  ونعمة ٌ ثــرّتْ وقدْ ****    حلَّ البـــلاءُ فأين أينَ المصلحُ؟!!
خلـّفتَ خلفكَ موطناً متزعزعاً  *****   قدْ دُكَّ تدميراً وشــــعباً يُذبحُ
والناسُ في هلع ٍ ويسحقها الآسى ***  جوعاً وتشريداً وعرضاً يُجرحُ
والنارُ تأكلُ كلَّ من رفضَ الخنا  ***  ** والعــالمُ المجنونُ ذا متأرجحُ
ما زالتْ القتلى تمجُّ دماءها  ***     وبقى كعهدكَ يا جــــــريرُ  المذبحُ

وفي البيت الأخير إشارة لقول جرير الشاعر الأموي : 
ما زالتْ القتلى تمجُّ دماءها*** بدجلة حتى ماء دجلة  أشكلُ

سلّمكم الله ورعاكم ، وإليكم نتاج غربتي وتغرّبي إلى اللحظة التي أعيش فيها ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًاً  وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ  إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ، وقد قال الإمام الشافعي ذات يوم :
مشيناها خطىً كتبت علينا  *** ومن كتبت عليه خطىً مشاها 
ومَن كانت منيتهُ بــــأرضٍ***  فليس يموت في أرضٍ سواها
شكراً وعذراً ، وإلى الملتقى ممن بقى !!  

 الإصدارات المطبوعة : 
ثلاثة دواوين مطبوعة  : 
 1 - ( وطني ...) - دار الوراق للنشر والتوزيع - قطع وسط - 192 ص - 1997 م ، دمشق .
 2 - (حصاد أيّام وأيّام ) - دار الوراق للنشر والتوزيع  قطع وسط - 156 ص  -1998م   - دمشق .
 3 - (ملحمة  وقصائد شعرية)  -  نشر ورسوم  الفنان عيسى يعقوب - قطع كبير -  154 ص - 1999 م  - دمشق .    
-- وله ديوانان مخطوطان ينتظران الطبع ،  والديوان الكامل ، وكل الشعر عمودي أو تفعيلة .
 أمّا المؤلفات الأخرى المطبوعة  فهي : 
4 - (للعبقرية أسرارها ...تشكّلها ...خصائصها...دراسة نقدية مقارنة ) - دار فجر العروبة للنشر والتوزيع   - دمشق 1996م  -  208 ص - قطع كبير . 
 5 - (نشأة النحو العربي ومسيرته الكوفية ...مقارنة بين النحو البصري والنحو الكوفي) - دار الحصاد للنشر والتوزيع  - دمشق - 2003م  - 208 ص - قطع كبير .
6 - (تاريخ الحيرة ...الكوفة ... الأطوار المبكرة للنجف الأشرف) - النجف 2007 م  - 336 ص - قظع كبير .
7 -  شذرات من الأيام ...الجزء الأول - النجف 2012م   - 270 ص - قطع كبير .


الكتب الجديدة المعدة للطبع  بفهارسها :
8 - كتاب العروض والقوافي والضرائر الشعرية
9 - مختارات  الديوان
10 --شعروشعراء - دراسات أدبية وقراءات نقدية من الشنفرى حتى الجواهري  .
 11 -  شذرات من الأيام ...الجزء الثاني . .
 12 - الهاشميات - قصائد في حقّ أل البيت.  
 - إضافة إلى العشرات من البحوث والمقالات والقصائد المنشورة في عشرات  الصحف والمجلات والموسوعات  والكتب والمواقع العربية و العراقية  .
 -- (دعبل بن علي الخزاعي الوجه الآخر للشعر العربي) - مخطوط .
ــــــــــــــــــــــــ
  شعرٌ وشعراء  - دراسات أدبية وقراءات نقدية من الشنفرى حتى الجواهري -    
الفهرست

   المقدمة  : حوار مجلة الرسالة (المصرية)  مع الشاعر والباحث كريم مرزة الأسدي 
الشعراء العرب وإشكالية معاناتهم من التعصب للنسب - الحلقة الأولى  : الشنفرى بين نسبه وأخلاقياته.
الشعراء العرب وإشكالية معاناتهم من التعصب للنسب - الحلقة الثانية : النسب المزعوم من دعبل إلى ابن الرومي المكلوم !
 1 - هؤلاء بين أيدي هؤلاء
- الشاعرعمرو بن كلثوم التغلبي يثأر بوجه ملك الحيرة عمرو بن هند
  - النعمان والطائي  وقراد وألف ليلة وليلة  !!
2 - هؤلاء بين أيدي هؤلاء
طرفة الوجودي والنابغة الارستقراطي بين أيدي الملوك
 3-  هؤلاء بين أيدي هؤلاء  
بردة كعب و كاسي الحطيئة
4 - هؤلاء بين أيدي هؤلاء 
الفرزدق بين يدي هشام ، وصرخته بالولاء للإمام ...!
5 - هؤلاء بين أيدي هؤلاء  
جرير والفرزدق و الأخطل بين أيدي هؤلاء
  1 - التجديد في الشعر العربي 
 المقدمة : في الشعر الجاهلي
 2 - ملامح التجديد في الشعر العربي - العصر الجاهلي : الوزن والقافية
         3 - التجديد من عصر صدر الإسلام حتى بدايات العصر العباسي الأول  / القسم الأول  
 4 - القسم الثاني : التجديد في   الشعر الأموي
   5- التجديد في الشعر العربي - العصر العباسي المجدد الأول بشار بن برد 
6 - التجديد قي شعر العصر العباسي : مسلم ولطيفه البديع ، وابن المعتز وتأليفه للبديع 
7 - التجديد في الشعر العربي  .....  علم البديع وتطوره

أروع قصائد الرثاء العربي 
1 -   مالك ابن الريب وأبو فراس الحمداني يندبان نفسيهما
 2- ابن الرومي والجواهري يندبان...!!
3 - الجليلة ندباً، والمهلهل والبسوس والمعري استطراداً
 4 - الشعراء الجاهليون يندبون،وتماضر الخنساء أجملهم!!
من أروع قصائد الغزل  عشقاً ... الحلقة الأولى
1 - ما الفرق بين  الغزل والتشبيب والنسيب يا قارئي الحبيب ؟!!
اروع قصائد الغزل عشقاً - الحلقة الثانية -
  2 - ابن الرومي فتن العقاد بوحيدته،وما حيّرني بفريدته  !!
3 -نسيب امرئ القيس ، ومَنْ جهلوا ولم يجهلوا ...!!
الشعراء العباسيون
أبو نؤاس   
1 - أبو نواس بين الله والناس ...!!
المقدمة  ، التحقق من نسبه وولادته ووفاته  ، نشأته في البصرة ، وشلته في الكوفة 
 2 - أبو نؤاس بين الله والناس ...!!
عودته إلى البصرة ، ومنها إلى بفداد حتى نكبة البرامكة (187 هـ / 803 م) 
3 -  أبو نؤاس بين الله والناس ..!!
هجرة أبي نؤاس إلى مصر الخصيب 
4 - أبو نؤاس يعود إلى بغداد بعد نكبة برامكته ، ورحلته المصرية، فيمدّ للرشيد يد المدح الرسمية 
5 - أبو نؤاس من الأمين حتى الموت
هوامش الحلقات عب أبي نؤاس 
دعبل الخزاعي   
 1 - دعبل الخزاعي الوجه الأخر للشعر العربي 
المقدمة ...لماذا ؟!!
2 - دعبل بين هذا وذاك ...!!
يجب أن نتعوّد على أحترام الرأي الآخر دعبل انموذجاٍ 
3 - ملامح من مسيرة حياة دعبل الخزاعي الوجه الآخر للشعر العربي  
4 - ملامح مسيرة  دعبل من الولاية حتى الولاية
بين (174- 200هـ )
    5- دعبل الخزاعي بين الموقفين الموالي والمعارض (*) 
( من سنة 200 هـ / 815 م - 203 هـ /  818 م ...)
6 - دعبل الموقف بين السخرية والهجاء
( 203 هـ - 205 هـ )
دعبل الخزاعي الوجه الآخر للشعر العربي  
7 - دعبل الخزاعي علاقة متميزة مع عبد الله بن طاهر  
هوامش الحلقات عن  دعبل الخزاعي

العبقري الخالد ابن الرومي يبكي خراب البصرة

1 - الشعراء العرب بين الإنسان والطبيعة - الحلقة الأولى   
2 - الشعراء العرب بين الإنسان والطبيعة : التصوف بين الليالي الصامتة والليالي الناطقة..!
الحلقة الخامسة والسادسة من موضوع : العبقري بين إنسانيته بالقوة وقوة إنسانيته 
5 - المتنبي عبقري بالقوة  ولهذا تلاقفه الدهر...!!
6 - المتنبي عبقري بالقوة الفكرية والشعرية ، ولهذا تلاقفه الدهر ....!!
الاغتراب النفسي لدى العباقرة  
1 - الاغتراب النفسي لدى  المتنبي  - نظرات عابرة   
2 - الإغتراب النفسي... حوار مع أبي العلاء المعري 
أبو العلاء المعري في بغداد  بين المتنبي وشوبنهور- الحلقة الأولى
أبو العلاء المعري في بغداد بين المتنبي وشابنهور  - الحلقة الثانية 
أبو العلاء المعري والمرأة 
1 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره
2  - المعري والمرأة من كراهيتها حتى الانبهار بها ..!! 
شعراء عراقيون كبار من العصر الحديث

السيد جعفر الحلي... مواقف وطرائف - الحلقة الأولى -
السيد جعفر الحلي... مواقف وطرائف - الحلقة الثانية - 
نسيبه والصهباء.. وما اليه يذهبون  -  الحلقة الثالثة  -
الشيخ جواد الشبيبي "الكبير" مواقفه وطرائفه الحلقة  الأولى 
الشيخ جواد الشبيبي "الكبير" مواقفه وطرائفه الحلقة الثانية     
الشيخ جواد الشبيبي "الكبير" مواقفه وطرائفه الحلقة الثالثة ( الاخيرة ) 
الرصافي من ثورة  شموخه ...حتى استكانة قنوطه !..لماذا ؟ الحلقة الاولى
الرصافي من ثورة شموخه ... حتى إستكانة  قنوطه !..لماذا؟..الحلقة الثانية 
الرصافي من ثورة  شموخه ... حتى إستكانة  لماذا؟ الحلقة الثالثة
بدر شاكر السياب...ومواقف الحياة  الحلقة الاولى
بدرشاكر السياب .......و مواقف الحياة (الحلقة الثانية )
بدر شاكر السياب   ...ومواقف الحياة الحلقة الثالثة
 السياب...ومواقف الحياة (الحلقة الرابعة )
الشيخ محمد علي اليعقوبي  طرائف ومواقف الحلقة الأولى
الشيخ محمد علي اليعقوبي  طرائف ومواقف الحلقة الثانية 
الشيخ محمد علي اليعقوبي  طرائف ومواقف الحلقة الثالثة
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى !...الحلقة ا الأولى
 البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى !...الحلقة الثانية
البياتي...والدعوة  لمذكرات رجل مجهول  أخرىالحلقة الثالثة .
الجواهري...عمرٌ يمرّ ُ كومضةِ الأحلام ِ!!
قصيدتي عن الجواهري والذكريات ...الحلقة الأولى 
الجواهري ... على أعتاب ذكرياتي .... الحلقة  الثانية
الجواهري على أعتاب " ذكرياتي "  بين العمامة..و..أزحْ عن صدركََ الزَّبدا   الحلقة الثالثة     
الجواهري على أعتاب "ذكرياتي"...أزحْ عنْ صدركَ الزّبدا الحلقة الرابعة  
سامي العامري و حقـّه في "طرافة النقد الشعري العراقي..." 
عبد الفتاح المطلبي الشاعر القاص بين النقد والإبداع خواطر عابرة 
الدكتور المقالح أين إثمه ..؟! وهذا جميل الساعدي وشعره ...!!
علي مولود الطالبي وشمس على ثلج الحروف 
الطالبي ... إعلاميا وشاعراً بين ملامح حياته وأفق طموحه.

ـــــــــــــــــــــــــ
كتاب العروض والقوافي والضرائر الشعرية
الفهرست

 المقدمة : الحوار الذي أجرته الإعلامية ميّادة أبو شنب مع الشاعر، حول قصيدته بمناسبة عيد المرأة العالمي ، بدعوة من مؤسسة المثقف العربي .

 أولاً : علم العروض  

تمهيد  : الشعر وقضاياه ... العروض
التفاعيل ... الزحافات والعلل وما طرأ عليها من تجديد
النظام المقطعي والعروض الرقمي 
 - البحور الصافية  بدوائرها الشافية ، البحور : 1 - المتقارب ... 2 -  المتدارك ... 3 - الهزج ...4 -  الرجز ... 5 - الرمل 
 - البحور الصافية  بدوائرها الشافية البحران 6 - الوافر ... 7 - الكامل 
البحور المركبة بتفعيلتيها المرتبة ...
 - البحور ر :8 - الطويل... 9 - البسيط ... 10 - المديد
 11 -   البحر السريع
 -   البحور المهملة 
 12 - - البحران المقتضب... 13 - المجتث
 14 - البحر المنسرح
   5 1 -  البحر المضارع
     6 1 - البحر الخفيف 

ثانياً - علم القوافي

1 - القافية وما يقصدون
2 - ألقاب القافية وحدودها 
3 - مدى القافية في القصيدة الواحدة 
4 - تنوع ألقاب القافية ( ألقابها في القصيدة الواحدة) 
5 -  حروف القافية ( الروي وتشعباته) 
6 - القافية المقيدة والقافية  المطلقة ، وتتضمن حروف القافية الباقية 
7 - حركات القافية المقيدة والمطلقة
8 - عيوب القافية المغتفرة وغير المغتفرة للمولدين  

ثالثاً - علم الضرائر الشعرية

1 - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية : القصر والمد والإشباع والإختلاس    
2 - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية :  مسائل طارئة ، وأخرى سائرة     
3 - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية   
4  - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية   
5  - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
مختارات الديوان 

الفهرست 

 الحوار الذي أجراه الأديب القاص الأستاذ حمودي الكناني قي صحيفة المثقف العربي
  الحلقة الأولى 
مدارات حوارية - صحيفة المثقف -  الحلقة الثانية . 
الشاعرة والصحفية المغربية سناء الحافي تحاورني  لصالح صحيفة (الحقيقة العراقية ) -  الجزء الأول .  
الشاعر والباحث كريم مرزة الأسدي لـ الحقيقة : إيليا أبو ماضي سرق قصيدة من شاعر عراقي إسمه علي الرميثي - الجزء الثاني
الجزائر للتاريخ والذكرى .... مِنْ عِرْقِ (دجلة َ) و (الفراتِ) ونزفِهِ.
يا جوهرَ الشّعر درّاً حين تحبكهُ...!!
قصيدة موشحة بحزن العراق ...: ( لو أطلقتني في سما رحابِها)

نعيماً أيّها العربُ ..!! 
من ( ألفِ ليلتها) لألِفِ (ربيعها)

أرضُ العراق ُكأرضكِ الحمراءِ منْ نزفِ القلوبِ
مناجاة إلى شريكة الحياة  يا أمًّ زيدٍ وطــــــبعُ الدّهر ِينقلبُ
 وهلهلَ الشعرُ يشـدو في علا الرّتبِ...!!
هذي صفاءٌ مهجتي 
ما كــــانَ لــو تتَريث
  يا بصرة َالبصائرِ النائحة  
لا يَعشقُ اللهَ إلا الحــــرَ ُوالشـــّهدا 
ماانفكَّ يا مصرُ، والأمجادُ تجديدُ
يا عيدُ مـاذا تمنّي النّفسَ يا عيدُ؟!
هلاّ سألتَ عن الحدباءِ يا عيـــــــدُ 

يا لعبةَ الأقدارِ لا تتردّدي...!
آلآ يالغـّة ٌ تحلو...!!
ودربُ العراق كثيرُ الحفرْ!!
لبنانُ يانبعَ الأشاوس ِوالنفوسَ الثائرة ْ
رفيقة َالدّهر ِهلْ بـ (اليوم ِ ) تذكارُ؟!(*)
ماذا جَــرى يــــا أسمَرُ؟
وضعنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا
حبيبتي حفيدتـــــــي الصغيرةْ
نهاري إنْ طفى عيني   فعيني رفدُ أنهاري !!

 أجب يا أيّها البلدُ الصبورُ
حنانيكَ لي بينَ الفراتينِ أضلعُ (*)
علي مولود الطالبي  الرسالة والقصيدة 
عزّهُ اللهُ ، فعـــــزَّ النجفا
أيا بنتَ العراق لك الأماني
 (رعاكَ اللهُ يا وطني رعاكا)
عجزتَ وفاتكَ الأملُ ****وآنَ العمرُ يرتحلُ !!
حوار مع القلم   أظلــمُ الناس ِ لفكــر ٍ قد ظلـــمْ
عمرٌ يمرُّ كومضـــة الأحــــــلام ِ
 ِ            
قصيدة رثاء الجواهري كاملة بـ (كاملها) التام ! مع شرح مفرداتها وإيحاءاتها 
سنا العروبةِ من عينيكِ يا شامُ
أبثّ ُشعري وما شعري ســـــوى ألمي
انسانٌ... وانسانُ : أنّى يُعزّ بلا الإنسانَ ِ إنسانُ
أيا بغدادُ يا حلمــــــاً صبورا...!!
أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانينا !!
 الليلُ يا ليلى ينادينا..!!  
  جمالك الفتـّـــــــــانُ قـد غشانــا 
وتركّبُ الإنسانَ بالإنسان ِ 
وكلُّ الناسِ ِ في الدنيا سويّة



شعر التفعيلة

فعلاما تبخسوا الشعبَ العفيفا ؟!!
وفمي طلقَ اليَدَيَنْ... لشعاع ِالمَشـْرَقـَيَنْ!
صرخاتٌ على عثراتٍ للتاريخ العراقي ...!!
أنا كالبحر أوله....!!
حين قال القائلونْ :  إنَّ عظمي قدْ وهنْ !
خمسون عاماً ،والنضال يمرُّ من دون  الأغَرْ، خسئت وما طال القدر...!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهاشميات  - قصائد عن آل البيت

الفهرست

- نبذة عن حياة كريم مرزة الاسدي

- ملحمة شعرية  عن الإمام الحسين ( ع ) - من البحر  (الكامل )
ليسَ(الحسينُ)الرمزُ قـَد خُصت بهِ***شيعٌ ولكنْ يستطيلُ فضــــاءا

- قصيدة  بمناسبة المولد النبوي الشريف
هدى أنزلتَ أحمدَ والكتابا ***لقدْ فتحا الى الإسلام ِ بابــــا     

- وعهدُ الله تحملهُ الرقابُ - ا
- سلاما عليك حسين الفداء
-  أرومُ المدحَ يعجزُني بيانـــي...!
  ولا يبقى سوى نهج ِ(الحسينِ) -    
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفهرست 
شدرات من الأيام - الجزء الثاني 
عن المؤلف
1 - مدخل لنشأة النحو العربي
  ولادة النحو العربي ودور الإمام علي (ع) :
2 - مدخل لنشأة النحو العربي
بزوغ المدرستين النحويتين البصرية والكوفية
 3 - مدخل لنشأة النحو العربي 
 الصراع بين المدرستين النحويتين البصرية والكوفية   
  4 - مدخل لـلنشأة النحو العربي 
سيطرة مدرسة الكوفة النحوية 
5  - مدخل لـنشأة النحو العربي  
أضواء خاطفة عن ابن السكيت والمبرد وثعلب...
 6 -  مدخل لـنشأة النحو العربي  
انصهار المدرستين وبزوغ المدرسة النحوية البغدادية
 1 - الحنين  الى الوطن
من ذا أصابك يا بغداد بالعين ؟!!--
 2  - الحنين إلى الوطن
من ابن الرومي والمتنبي ...حتى الجواهري و جمال الدين
- البيئة العراقية والمخاطر الجدية
- عباقرة عمالقة أخفتهم حياتهم وبرزوا بعد مماتهم : 
 1 -  أمثلة لعباقرة عرب
 2 - عباقرة غربيون أخفتهم حياتهم وبرزوا بعد مماتهم ...!!
- العباقرة بين تقييمهم وأخطائهم
 - 1 - العبقري ما بين إنسانيته بالقوة وقوة إنسانيته ...الحلقة الأولى 
- 2  - العبقري ما بين إنسانيته بالقوة وقوة إنسانيته ... الحلقة الثانية 
3 - العبقري بين إنسانيته بالقوة وقوة إنسانيته ...!! الحلقة الثالثة 
    4  - دعبل الخزاعي عبقريٌ بالقوة، وثائرٌ طيلة قرنه !! الحلقة الرابعة 
 - 1 -  السرقات الأدبية ما لها وما عليها . .   .!!
2 -- السرقات الأدبية ما لها وما عليها . .   .!!
3  -- السرقات الأدبية ما لها وما عليها . .   .!!
(مع توارد الخواطر)
- الاشعاعات العلمية للعصر العباسي الاول وتأثيراتها على العقل الانساني
- النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية   سنة 2012م
- هل تحتاج الشعوب الى أبطال ؟!!
 - القائد بين الطبيعة الإنسانية والقيم الرادعة 

-  البصرة الفيحاء , المدينة الزاهرة في الأعوام الغابرة  - (الحلقة الأولى )
يا بصرة البصائر ..ما دار في الدوائر..!! ... الحلقة الثانية- 

- العراق العريق الوطن الغريق
- إلامَ الخلفُ  بينكمُ إلاما... ؟!!
  - وزارة الثقافة العراقية  للأمن والدفاع ومحو الأمية  ...!!
وصراخ الأكثريات تعالى : أين حقى ؟
 - تغيير الحكـّام لا يعني تدمير الأوطان ...!!
  - يا أشباه الرجال وبقية السيوف...!!
 -  الإنسان بين عظمة  إبداع خَلقه وإجرام مقتله ...!! الحلقة الأولى 
مقالة علمية ثقافية عن عظمة الإنسان ، وفكر رجس الشيطان ...!! 
 - 2 - الإنسان بين إبداع خَلقه واستخفاف شأنه ...!! الحلقة  الثانية
 !!  الميتاكوندريا العصماء تسخرمن وزارة الكهرباء  

محنتى مع المثقفين/ فاطمة ناعوت

المصري اليوم
حين دخلتُ الوسَط الأدبىّ عام ٢٠٠٠، آتيةً من حقل المهندسين المعماريين زملائى فى الدراسة والعمل، كنتُ مازلتُ غِرّةً طوباوية. أحسَبُ كلَّ شاعرٍ: «جبرانَ» و«صلاح عبدالصبور»، وكلَّ أديبٍ: «طه حسين» و«العقاد». فتحتُ ذراعىَّ وسعَهما لأستقبل وهجَ الآداب والفنون والفكر، لا عبر الكتبِ؛ كما فعلتُ منذ طفولتى، بل عبر اللقاء المباشر بالأدباء والكتّاب. وتوالتِ الصفعاتُ والهزائمُ الوجودية والانكسارات، و«تكسّرتِ النِّصالُ على النصالِ» فى قلبى. نميمةٌ وأحقادٌ وتهافتُ على صغائرَ ومراهقاتٌ جعلتِ الأرضَ تميدُ بى، وترتبك قناعاتى. يجلس عشرةُ أدباءَ فى مقهى، ينصرف واحدٌ، فيبدأ التسعةُ فى النميمة حول الذى انصرف! يمضى آخرُ، فيتحول إلى «بنبوناية القعدة»، بين ذهولى وعدم تصديقى! فأصرخُ فى وجوههم: «بمجرد انصرافى، تلوكنى ألسنُكم!» فيقولون: «لا لا، أنتِ مختلفة، أنتِ جميلة ونقية، لكنهم أشرار!» وكان لابد من وقفة مع نفسى لأعيدَ حساباتى. أمامى خياراتٌ ثلاثة: ١- أجاريهم وأمتهن النميمة؛ فيحبوننى، وتخربُ روحى وينضُب معينى الأدبىّ. ٢- أظلُّ على شجارى الدائم معهم، فيكرهوننى، وتفرُغ طاقتى الروحية. أو الخيار الثالث الذى أنقذنى، وإن تسبب أيضًا فى كراهية الجميع لى، إلا الحقيقيين من الأدباء؛ ظلّوا على محبتهم لى.

وكان أجملَ قرارات حياتى عام ٢٠٠٣ حين «طلّقت هذا الوسط بالتلاتة» وانكفأتُ على مكتبى داخل صومعتى مع الذين لا يكذبون: الأدباءُ فى كتبهم، لا على طاولات المقاهى.

ماذا أنجزتُ فى هذا المنفى الاختيارى؟ سبعة دواوين شعرية فاز بعضُها بجوائز عالمية. عشر ترجمات لروايات ضخمة لڤرجينيا وولف، وفيليب روث، وتشينوا آتشيبى، وچون ريڤنسكروفت، وتشيمامدنا نجوزى آديتشى، وأنطولوجيات شعرية لشعراءَ عالميين كبار. وبضعةُ كتب فى النقد الأدبىّ والثقافى، وآلاف المقالات والدراسات، والأهمُّ، حافظتُ على براءتى من الضغينة والصِّغر.

مؤلمٌ تناحُر المثقفين حول تفاهات، لا حول مبادئَ وقيمٍ وقضايا تهذيب العالم وتثقيف الإنسان ليجنح نحو المحبة والبراءة!

نعم، نفتقد إلى «البراءة» التى حاول جبران، وغيرُه من رُسُل المحبة، غرس بذورها فى أعماقنا. بدلاً من تنوير البشرية والأخذ بيدها نحو الحضارة، تضاءلنا نحن «المثقفين» كالذئب يأكلُ نفسَه، وجلسنا نتفرج على العالم يذهب نحو المجهول! أكاد أسمع «داعش» تضحك وتُخرج لنا لسانَ الشماتة قائلةً: «مات جبران».

لماذا أكتبُ هذا؟ لأن الصحفية الشابة «ياسمين المساوى»، سألتنى فى حوار لمجلة «نصف الدنيا»: «لماذا لا نراكِ على مقاهى (وسط البلد) مع المثقفين؟» وأسألُها بدورى: «هل كنت أُنجزُ عشرين كتابًا، لو سرقتنى المقاهى؟!».

في رثاء منتصب القامة، نبي الغضب الثوري سميح القاسم/ شاكر فريد حسن

مات سميح القاسم حادي الوطن والثورة ، وقيثارة فلسطين وحجرها ومتراسها ، وسفير الشعر الوطني الجميل المغنى دون أن" يستأذن أحداً " . غاب أبو وطن فارس النضال والكلمة المقاتلة المتوهجة الغاضبة ، وشاعر الشعب والكفاح والمقاومة والعروبة والغضب والنبوءة الثورية .
رحل شاعر الحب والألم والأمل والوجع الإنساني المبشر بالغد ، الذي لم يخف الموت ويهابه ، بل كان يكرهه ، وقاومه بكل شدة وصلابة وكبرياء ، وخاطبه قائلاً : " أنا لا أحبك يا موت ، لكني لا أخافك " ولكن في النهاية انتصر عليه . 
رحل الشاعر القديس ، والصوت الوطني الشامخ الصداح المدوي ، الذي تخطى الحدود ، وطالما شدا للوطن والتراب ، وهتف للوطن والإنسان ، وغنى للعامل والفلاح .
مات سميح القاسم صاحب السربية وكولاج و"نشيد الصحراء" و"غزاة لا يقرأون " و"دمي على كتفي" و"تقدموا " وغيرها من القصائد المنبرية والجماهيرية الحماسية ، التي كان يلقيها بصوته الجميل العذب المجلجل ، فسكنت وجدان الناس واحتلت قلوبهم ، وكانت بمثابة بيان شعري سياسي .
غادر سميح " منتصب القامة يمشي .. مرفوع الهامة يمشي .. في كفه قصفة زيتون ، وعلى كتفه نعشه ، وهو يمشي وهو يمشي ".
ترجل عن صهوة القصيدة قبل أن يكمل نصه الأخير عن انتصار المقاومة في غزة الصمود والعزة ، ودون أن تتكحل عيناه بتحرير الوطن من المحتلين .
مات شاعر الانتفاضة الذي كرس حياته في الدفاع عن الحق والعدل والحرية ، وضد الجور والبطش والقهر والاحتلال والظلم التاريخي الذي لحق بشعبه .
رحل نبي الغضب ، وخبز الفقراء ، وأنيس المقهورين والمعذبين ، ولسان الفلسطينيين وأبجديتهم ، والعاشق الأبدي لتراب الجليل وزيتون الرامة ، الذي سما بشعره فوق الجراح والعذاب .
سميح القاسم هو احد أعمدة الشعر السياسي الاحتجاجي المقاوم ، ومن ابرز واهم الأصوات الشعرية الفلسطينية والعربية المعاصرة ، ويعد من الجيل المؤسس للكلمة المقاتلة في فلسطين التاريخية ، وشكل قوس قزح لثقافة الصمود والمواجهة ولشعر المقاومة والالتزام السياسي مع توأم روحه محمود درويش ورفاق دربه ومجايليه توفيق زياد وراشد حسين وسالم جبران وحنا أبو حنا وسواهم . عرفناه والتقيناه في ميادين النضال وساحات الكفاح والمواجهة مع السلطة ، واستمعنا لقصائده في مهرجانات يوم الأرض وأول أيار وعيد المرأة العالمي وفي الندوات الشعرية ومهرجانات الأدب والفكر ، وكان كابوساً لسياسات الاحتلال بكلماته القوية وصوته وظلاله .
ومنذ نشأته الأولى التزم سميح القاسم خط النضال ومقارعة الظلم ومقاومة التجنيد الإجباري المفروض قسراً على أبناء الطائفة المعروفية ، وارتبط نشاطه السياسي والاجتماعي والثقافي والأدبي بالحزب الشيوعي وتعاليمه ومفاهيمه ومنابره وأدبياته . سجن واعتقل أكثر من مرة ووضع تحت الإقامة الجبرية ، وتعرض للملاحقات والمضايقات السلطوية ، وفصل من التدريس بسبب قصائده ومواقفه السياسية والوطنية والقومية ، ورغم ذلك واصل درب الكفاح والنضال ، ولم تهزه التهديدات ، ولم تزعزعه المضايقات ، ولم يدع أي فرصة اجتماعية أو سياسية أو وطنية دون أن يشترك فيها مادام الغاية من ورائها مصلحة الوطن والقضية ومستقبل الشعب .
كان سميح القاسم يكره الطائفية والتعصب الديني والعرقي والمذهبي ، ويمقت التكفير والقمع الفكري ، وكان يدعو دائماً للتسامح والوحدة والتآخي بين الأديان والطوائف وصيانة النسيج الاجتماعي والوطني لشعبنا .
حظيت أشعار سميح القاسم وقصائده وكتاباته السياسية والفكرية بشهرة واسعة ، واعتبر من كبار الشعراء والمبدعين الفلسطينيين والعرب  الذين ارتبط أدبهم بالثورة والمقاومة والحياة . ومن موقعه القيادي في دنيا الشعر والفكر والنضال وقف أبو محمد وأبو وطن سميح القاسم ، رمزاً وطنياً وعلماً ساطعاً فياض العطاء ، حاملاً المشعل والرسالة قولاً وعملاً ، مغمساً قلمه في قلبه ، ودمه على أكفه ، مضمخاً بالحب والحنان والمحبة ، كابن لهذا الوطن الذبيح الجريح والشعب الأصيل ، الذي كان يستمد منه قوته وأصالته وشموخه وإبداعه .
وعلى مدى عمره الحافل بالعطاء والإبداع الشعري والتوهج ، ظلت فلسطين حلمه وهاجسه الكبير وهمه الأول والأخير . وجسد في كتاباته هموم وطنه ، وعبر عن آمال شعبه الفلسطيني بالحرية والانعتاق والاستقلال والخلاص من ربقة الاحتلال . وتشهد على ذلك قصائده الوطنية الثورية الملتزمة ، التي تحاكي الواقع ، وتناجي الوطن ، وتتغنى بالزيتون والتراب المقدس وكل سنبلة في ربوع وطننا الحبيب والغالي ، وتصور بطولات الشهداء وصمود المقاتلين والمعتقلين .
وقد تحولت قصائده إلى أغان وطنية وأناشيد وهتافات ثورية ترددها حناجر الجماهير في معارك التحرر والاستقلال الوطني ، وأصبحت جزءاً من التراث الحي لأناشيد الثورة وأغاني المقاومة الفلسطينية .
وفي كل كتابات سميح القاسم المتنوعة ، نلمس البعد الوطني والإنساني والتاريخي والنقدي والمستقبلي ، ونحس بالدفء وحرارة القلب ونبضاته ، ونلمس الأمل والتفاؤل والاستشراف المتطلع إلى غد أجمل ومستقبل أفضل متجدد . وغني عن القول ، أن سميحاً كان دائماً الشاعر المتفائل ، رغم الألم والمعاناة اليومية ومصاعب الحياة وقهر الاختلال .
إن إنساناً بحجم وعظمة المتماوت سميح القاسم ، الذي كرس عمره وأدى دوره كمثقف عضوي وثوري رسولي من خلال الجبهة الثقافية ، ووظف شعره وجنده للتعبير عن الروح النضالية والإنسانية المنافحة التي تدعو للمحبة والسلام بين الشعوب ، إنساناً كهذا لا يمكن أن يغيب لحظة واحدة عنا ، وسيبقى خالداً في وجدان وعقل أبناء شعبه ومثقفيه ، ولن يموت أبداً.
سميح القاسم مبدع كبير ، وقامة شعرية سامقة ، ومصباح توهج بنور العمل والأمل ، تجسدت فيه قيم الصدق والتواضع والخير والعدل والإنسانية وشموخ جبالنا الفلسطينية وروابيها وصلابة صخورها ، وسيظل يملأ سماءنا وفضاءنا بروائعه الشعرية الأصيلة .
طوبى لسميح القاسم في الحياة والممات ، ووداعاً يا شاعر القضية ،  ويا لوركا فلسطين ، ورسول المحبة والجمال والذوق الرفيع،  والصوت الهادر الصارخ المعبر عن آلام وهموم شعبنا الظامئ للحرية والشمس والفرح .

أنْكِل ساويرس.. التاريخ يعيد نفسه/ مهندس عزمي إبراهيم

الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، المطلق عليه لقب "الإعلامي المثير للجدل" اتخذ من برنامجه"الصندوق الأسود" المذاع على القناة الفضائية "القاهرة والناس" سلاحاً هدَّد به العديد من الهيئات والشخصيات المعروفة في الساحة السياسية المصرية. ومما يُشهد له أنه خلال برنامجه أثبت أنه عدوٌ لدودٌ للإخوان المسلمين حيث فضح الكثير من دخائلهم وصفقاتهم ومؤامراتهم.
وترجع تسريبات عبد الرحيم لطبيعة عمله ضابطاً في أمن الدولة سابقاً، ونجاحه في جمعها من وزارة الداخلية سابقاً، وربما حالياً. ومن تسريباته ما هو حقيقي فعلاً، أو هو حقيقي وله ظروفه، أو هو أنصاف حقائق، أو هو مُفَبرَك لا أساس له.
ومنذ أيام معدودة خصص عبد الرحيم حلقة من برنامجه للهجوم على رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، تضمنت تهديده بفتح "الصندوق الأسود". هذا رغم أنه لم تمضِ أربعة أشهر على تأكيده خلال ذات البرنامج أن "ساويرس رجل وطني ومن المستحيل أن يشترك في مؤامرات ضد الوطن."!!
تضمن هجوم عبد الرحيم على ساويرس سيلاً من اتهامات متضاربة لا تُعقَل ولا تُصدَّق ولا تُتوقع من رجل بذكاء ووطنية ساويرس. كإدعائه بأن نجيب صرح بأقوال ضد الجيش المصري، وأقوال وضد الرئيس السيسي، وأنه قام بالتخابر مع جهات أجنبية، وأنه كان على علاقات مع حبيب العادلي، ومع محمد مرسي، وأنه قام بتمويل مليشيات الإخوان بالسلاح لقتل الجنود المصريين على الحدود!!
وكما قيل في الأخبار "انقلب السحر على الساحر". فقد قامت إدارة القناة كرد فعل بقطع البث على عبد الرحيم وعلى صندوقه الأسود!! كما أعلنت إدارة القناة أنه "خارج فريق عملها لأنه استغل شاشة القناة الفضائية في تصفية حسابات شخصية"
ويبدو أنه باقتراب الانتخابات البرلمانية، وباحتمال أن نجيب ساويرس قد يرشح نفسه لمقعد من مقاعد البرلمان، فبدأ استعداد الجزارين في سَن السكاكين. أي استخدام الأسلحة السياسية القذرة ضد المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال الناجح والمصري المخلص. والذي لا يشك في اخلاصه ومصريته ونزاهته إلا مغرض متعصِّب وجحود.
نجيب ساويرس سيحارَب من المتعصبين أعمياء الضمير، وسماسرة الدين الخالين من أبسط مباديء الدين. وسيحارَب من رجال الأعمال المتنافسين، وسيحارب حتى لو لم يدخل السياسة. سيحارَب لمجرد أنه "مسيحي ناجح". فالشجرة المثمرة هي فقط التي يلقى الناس عليها الحجارة!! خاصة إذا لم تكن الشجرة "مسلمة".
فالقضية ليست قضية نجيب ساويرس. القضية قضية أي "مسيحي ناجح" ولو "وَلـَّع صوابعه العشرة شمع" لن يُقدَّر ولن يُشكَر. رجل ذكي ناجح فتح العديد من بيوت المسلمين وجعل أغلبية موظفي شركاته من المسلمين. وشركاته من دعائم الاقتصاد المصري. المسألة هي التعصب الأعمي لدى مغلقو العقول والقلوب والضمائر. مثل (الدبة الغبية قتلت صاحبها) (والرجل الجشع ذبح الدجاجة التي كانت تمنحه بيضة من ذهب كل يوم).
والأمثلة الواقعية كثيرة عما قد يقدمه الأقباط بصفة عامة لمصر لو أخذوا حقوقهم كمواطنين متساوين مع أخوتهم المسلمين. حيث كان من الممكن أن يكون المستفيد من هذه الكفاءات مصر وأبناءها. ولكن ليس هذا مهم لدى المتعصب الحقود. قطرات المحبة تضيع هباء في عالم لا يعرف المحبة ولا يقدر الوفاء... بل عالم لا يعرف صالحه!!!
***
والتاريخ يعيد نفسه!!! ففي موقف يكاد يكون مشابهاً لما يلقاه ساويرس اليوم، في صيف 2011، وصل لساويرس في إيميل أرسله له صديق مسلم، رسمٌ للفأر الكاريكاتيري "ميكي ماوس" "منقباً". فنشره في صفحته على تويتر أو الفيسبوك. وكان ساويرس على وشك ترشيح نفسه في البرلمان حينئذ. فهاجت وماجت زعابيب الهجوم الشرس طالبين منه أن "يعتــــذر" عن نشر صورة ميكي ماوس المنقبة.
كانت زعابيب مجنحة بجناحين: جناح التعصب الأعمى من دعاة الدين والمتطرفين وبجناح المنافسة القذرة من رجال الأعمال ومن الطامعين في كراسي البرلمان. والمشكلة في جوهرها لم تكن مشكلة ميكي ماوس المفبركة، فالكاريكاتير ذاته صَمَّمَه فنان سعودي مسلم، وكان يملأ الصحف العربية والميديا بلا صراخ أو اعتراض. الأمر واضح كالشمس، "العَيـْـب الوحيــد" الذي رآه والذي يراه مهاجمو ساويرس فيه، هو أنه قبطي. وتحت ضغوط من أصدقائه لتهدئة الجو اعتذر الرجل!!
تعليقاً على الهجوم على ساويرس ومطالبته بالاعتذار عن فعلته الشنعاء حينئذ. وبالتحديد في 9 أغسطس 2011، نشرت قصيدة بعنوان (أنكـل ساويرس) أدرجها هنا:
أنكِل ساويرس
*** 
أنكل ساويرس.. ليه تعتــذِر
سواء تعتــَذِر.. أو لا تعتــَـذِر
دي قنبـلة.. وبتنفجـِر
*** 
الميكي ماوس اِبن امريـكا
فـار بـريء.. من غير لـَوَع ولا تشكيكه
فيـه فـن وعلـم وفيه مازيكا
تاريخه طويـل
مالهوش في الديـن
لا في القرآن ولا في الإنجيل
بَـدَعُه "ديزني" أبو الإبـداع
وعمـَل منه فنـون أنـواع
وزنــه خفيـف
ودمـُّـه خفيـف
فـَرَّح مش بس الأطفــال
فـَرَّح حتى نساء ورجال
وشهر إسمه في كل الكون
وصار محبوب منين ما يكون
حَبـُّه ياباني ودرزي وصيني
وحَبـُّه أفريقي وحَبـُّه لاتيـني
والمسلم وابناء صهيون
واللي ما حَبـُّـه... أكيـد مجنـون 
*** 
من سنتـين
في عام ألفين وستة
دعاة الدين
هاجوا وماجوا وقادوا حريـق
أهـْدروا دَمـُّـه وقالـوا زنديـق
قول على مين؟
على ميكي ماوس المسكين
نـاس فاضيين!!
أصدروا فتـوى.. كأنها لعبـة
ودي مش نكتة ولا هي كِذبـه
وروحوا اسألوا رجال الديـن
بعدين عفـوا عنـُّه
بيقولوا سامحـوه
أقـول الحــق؟ غصباً عن أنفـهم قَبَلـوه
عشـان حَبّــوه
*** 
بعد شوية
بالظبط في عام ألفين وتمانية
الميكي ماوس اِبن امريكا
هـَلّ هِـلالـه في السعودية
خــده فنــان مسـلم... وسعـودي
لا هـُوّا مسيحي ولا هـُوّا يهودي
لـَبِّس له من الديــــن أثـواب
أطهر برقـع وأنقى نقـاب
عجب الناس في السعودية
في كل الشرق، حتى في مصر أم الدنيـا
نشروا له وفتحـوا له البـاب
وأعجـَب بيه شيوخ وشباب
لا مفــتي هـاج.. ولا شيـخ مـاج
*** 
في ألفين واحداشر
جيتنا يا شاطر
جيت يا ساويرس.. وانـت القبـطي
إزاي تغلـط.. وازاي تُخطي
جيت وأخدته "زي ما هـُوّا" من السعودية
لابس البرقــُع والجلابيـة
بنفس المنظر بنفس "الـ "لــوك"
وحطيته على "الفيـس بــوك"
قاموا عليك غربان البيـن
رجال أعمال متنافسـين
حاقديـن خايبيـن
ومعـاهم دُعـاة الديـن
وتبعهم دراويش الديـن
اللي هـاج
واللي مـاج
وبحر الحقـد فاض أمواج
*** 
وقالوا لازم تعتذر
فلا انت غلـِطت في أي كتـاب
ولا خربشـت في حُـرمة ديـن
ناس فاضيين
نـاس لا بتبـْـدَع.. ولا هي بتصنـع
ولا حتي بتنتـج شيء.. أو تزرع
نـاس... في الهايفـات ماسكيـن
سابـوا حضارة وسابـوا حريـة
ومش فاهميـن معـنى المدنيــة
وبيمضغوا في لبـــانة الديــــن
رافعين في ايديهم... سكاكيـن
يدبحـــــوا مين
ويكـَفـَّـروا مين
ليه ما هاجوش ألفيـن وتمانية؟؟
ليه ماهاجوش على السعـودية؟؟
*** 
التمييـــز واضـــح كالشـمس
رح اقولهالك من غير همـس
دي ألاعيــب سيــاسيـة ودَس
من عصابات مش قادرة تنافسـك
خليـك انـت واثــق من نفسـك
ووراك نـاس تعشـق أفكــارك
ماشيين برضه معاك مشوارك
قبـطي ومسلم
وناس غيـرهم
*** 
لازم تعــرف انـَّـك جَبـَـل
سبــع وجَمَــل
أعمالك من أشرف عَمَـل
وانـت تشــرَّف أشــرَف مصـري
وانت حضاري ومدني وعصري
مهما اتقــال ومهما اتعمَـل
سيبـك... دي مجـرد تلكيـكه
طالعة من ( خِيَـم ) الفابريكه
ومالهاش دعوة
بالميكي ماوس اِبن امريكا
*** 
مادام خطـِّيت في البلوتيـكا
وبقيـت وردة في سَبـَت شيكابيـكا
يا ما حتشبع من دا يا ويـكا
راح يطلعلك ميت عفريت
ويطلـَّـعلك... ميـت تلكيـكه
زِد على ذلك انك... قبطي!!
ويا ريت تقـدر.. تقـرا خطي!!
*** 
لكن قـول لي، وانـت نبيــه
وانـت تاريخك قبطي نزيـه
مين المفروض كان يعتـَـذِر؟
*** 
أنكل ساويرس.. ليه تعتـــذِر
سواء تعتــَذِر.. أو لا تعتــَـذِر
دا مرض نفسي وبينفجـِر
****** 
مهندس عزمي إبراهيم

الإحتلال وتخريب الجبهة الداخلية الفلسطينية/ راسم عبيدات

الإحتلال سعى ويسعى دائماً الى ضرب وحدة الشعب الفلسطيني وتخريب جبهته الداخلية،وهذا الدور ليس بالجديد،بل هو قائم منذ ولادة دولة الإحتلال،وهو يدرك تماماً بان وحدة الشعب الفلسطيني من شأنها ان تشكل خطراً على وجوده،ولذلك وجدنا مثلاً انه لعب على وتر تقسيم شعبنا الفلسطيني في الداخل الى مجموعات سكانية دروز وبدو ومسيحيين ومسلمين،والهدف من ذلك هو ضرب وحدة الشعب الفلسطيني،من حيث تغيب هويته الوطنية وتذويب قوميته العربية،وإدخاله في تناحرات وصراعات طائفية،تارة بإظهار أبناء الطائفة الدرزية او البدو كمتعاونين مع الإحتلال من خلال التجند في جيش الإحتلال ومؤسساته الأمنية،وتارة من خلال إعطاء إمتيازات للعرب المسيحيين مقابل خدمتهم في الجيش والمؤسسات الأمنية الإسرائيلية،ولكن هذه المحاولات الإسرائيلية الخبيثة فشلت في استمالة الدروز او البدو كمجموع او كتلة،وبقي التجند والخدمة في جيش الإحتلال فردي،وتشكلت لجان لرفض الخدمة في جيش الإحتلال،وعدد ليس بالبسيط من الدروز آثر السجن على الخدمة في جيش الإحتلال،ولكن الإحتلال واصل خطواته ومشاريعه ومخططاته،في إطار رؤيته بأن تزايد العرب في الداخل الفلسطيني وتشكلهم كأقلية قومية من شأنه تشكيل خطر على يهودية الدولة،ولذلك لجأ مؤخراً ومن خلال بعض رجال الدين المسيحيين وفي المقدمة منهم المطران المتصهين نداف الى محاولة التفريق بين أبناء الشعب الفلسطيني بمنح حقوق وإمتيازات للعرب المسيحيين من خلال الخدمة في جيش الإحتلال والتعاطي معهم على أساس انهم ليسوا عرباً،مما حدى بلجنة المتابعة العربية العليا والقيادات والأحزاب والمؤسسات العربية في الداخل الى اتخاذ موقف حازم برفض الخدمة المدنية او العسكرية في جيش الإحتلال ومؤسساته الأمنية،واعتبار ذلك محاولة إحتلالية رخيصة للتعامل مع ابناء شعبنا هناك على أساس طائفي وتجمعات سكانية،وكذلك شطب وتذويب هويتهم الوطنية والقومية،وكي وعيهم والسيطرة على ذاكرتهم الجمعية.

وبعد إستكمال إحتلال فلسطين التاريخية،بقي هذا الهدف ثابتاُ في إطار إستراتيجية ورؤية الإحتلال لشعبنا،كبديل ونقيض له على هذه الأرض وتهديد وجودي لبقاء دولته وكيانه،ولذلك صعد من سياسة بث الفرقة وتسعير حدة الصراعات بين أبناء شعبنا الفلسطيني،وإدخاله في اتون التناحرات العشائرية والطائفية من خلال تشكيل لجان عشائرية مرتبطة به،يناط بها صلاحيات التحكم بالأمور الحياتية اليومية للمواطنين،ومع إشتداد المقاومة الفلسطينية وتوسع وإمتداد الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية،كان الإحتلال يجهد في خلق البديل للمنظمة من اجل إضعاف الحركة الوطنية،وتعزيز الفرقة والتناحر والخلاف بين أبناء الشعب الفلسطيني،فعندما جرى توقيع إتفاقيات كامب ديفيد في عام(1979)،عمل الإحتلال على إيجاد روابط القرى العميلة في محاولة منه للنيل من منظمة التحرير والحركة الوطنية الفلسطينية،ولكن المنظمة بمجموع فصائلها وشعبنا الفلسطيني الملتف حولها،اسقطوا هذا الخيار والنهج،ولكن هناك نقطة في غاية الأهمية،ان الإحتلال الذي يريد تنفيذ مخططاته ومشاريعه المشبوهة تلك،يهدف لجعل وتحويل المعركة بين أبناء الشعب الفلسطيني الى معركة داخلية،بما يضعف اللحمة والوحدة الداخلية،وكذلك حرف الصراع عن قواعدة وأصوله، وهو لم يكتفي مثلاً بمحاولة الإلتفاف على وحدانية التمثيل الفلسطيني(منظمة التحرير الفلسطينية) بخلق وإيجاد روابط القرى،بل سعى لطرح بديل آخر وهو الخيار الأردني،ولكن أيضاً وعي شعبنا وتمسكه بممثله الشرعي والوحيد أفشل هذا الخيار.
لم تتوقف محاولات الإحتلال عند هذا الحد،بل واصلها بشكل حثيث،حيث انه لعب دوراُ بارزاً في قيام الحركة الإسلامية وغض النظر عن انشطة وفعاليات الحركة الإسلامية في قطاع غزة من خلال المجمع الإسلاميي،ونحن هنا لا نخون الحركة الإسلامية،بل نرى بأنها تماشت مع طرح الإحتلال بخلق البديل لمنظمة التحرير الفلسطينية،وهذه المشاريع المشبوهة،وخاضت صراعاً مع منظمة التحرير الفلسطينية،وصل حد الإشتباك بين عناصر الحركة الإسلامية وقوى منظمة التحرير بالتحديد (الجبهة الشعبية وفتح) في غزة وجماعة بير زيت وغيرها. 


جاء أوسلو وخلق حالة من الإصطفاف والخلاف في الساحة الفلسطينية،بين مؤيد ومعارض،ومن يرى في هذا المشروع والإتفاق ممر إجباري ومكسب وانتصار للشعب الفلسطيني،وبين من يرى بأن هذا الإتفاق له الكثير من المخاطر على الشعب الفلسطيني،وأضراره وتداعياته توازي النكبة،إذا لم يكن أكثر على شعبنا،من حيث تقسيمه للأرض والشعب وهتك وتفكيك النسيج الإجتماعي،ولتثبت التطورات لاحقاً بأن هذا الإتفاق الإنتقالي كما قال شمعون بيرس ثعلب السياسة الإسرائيلية،بأنه النصر الثاني لدولة الإحتلال،ومن بعد ذلك كانت الإنتخابات الفلسطينية التشريعية في كانون ثاني/2006،والتي فازت بها حركة حماس،وما اعقبها من رفض اسرائيلي – امريكي واوروبي غربي لنتائجها،ولتقود لاحقاً الى حسم عسكري وإنقلاب قادته حماس في تموز/2007،ولتقيم سلطتها هناك ويصبح الإنقسام واقعاً بين غزة والضفة الغربية (سلطتين) بمنهجين ورؤيتين وخيارين،الأولى(حماس) يرفض الإحتلال التفاوض معها،لأنها بوجهة نظرة حركة "إرهابية" والثانية عمادها حركة فتح يخوض معها مارثون تفاوضي دون منحها أي تنازلات جدية وحقيقية،وفشل المفاوضات العبثية والمستمرة منذ عشرين عاماً واحدة من الأسباب التي سرعت في إقامة ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني،فالإحتلال خلال تفاوضه مع السلطة الفلسطينية،كان يتذرع بأن سلطة الرئيس الفلسطيني ضعيفة وليست لها سيطرة على حماس،ذرائع وحجج لرفض تقديم تنازلات،وعندما أيقن الإحتلال بانه من الممكن أن يعود الشعب الفلسطيني للتوحد،شن عدوانه على شعبنا في قطاع غزة،وفي مقدمة أهدافه منع توحد شعبنا وعودة تواصله الجغرافي،ولكن فشل العدوان في تحقيق اهدافه وصمود المقاومة وإنتصارها أربك حسابات العدو،هذا العدو الذي سعى لإفشال حكومة"التوافق الوطني" عبر نشر انباء تتهم حماس بخطف ثلاثة مستوطنين في الخليل والذين وجدوا مقتولين لاحقاً،وجاء العدوان على غزة لكي يواصل الإحتلال لعبته ومساعيه لتخريب الجبهة الداخلية الفلسطينية،عبر نشر اخبار كاذبة وملفقة تستهدف إيقاع الفتنة بين (حماس وفتح)،وعندما شعر الإحتلال بأن الموقف السياسي الفلسطيني موحد وبوفد واحد في القاهرة،وأن الوفد ملتف حول مطالب المقاومة،خرجت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "الشاباك" لكي تنشر فبركات إعلامية عن هيكلية لخلايا من حماس في الضفة الغربية سعت للإستيلاء على السلطة في الضفة الغربية،بهدف مشبوه ومقصود،هو تفكيك وحدة الموقف السياسي الفلسطيني،والضغط على الوفد الفلسطيني للموافقة على الشروط والمطالب الإسرائيلية،فيما يخص التهدئة والهدنة،وأيضاً إفشال أي مشروع يستهدف إستمرار وتطوير عمل حكومة "التوافق" الوطني،ومنه عودة الوحدة الجغرافية بين الضفة والقطاع،وعدم إعطاء حماس الشرعية من قبل المجتمع الدولي،وخصوصاً ان امريكا واوروبا الغربية اعترفت بحكومة التوافق الوطني.
الإحتلال سيستمر في مساعيه واهدافه الخبيثة لضرب وحدة الموقف الفلسطيني،ولإبقاء الإنقسام وشرعنته وتكريسه،لكي يواصل رفضه وتعنته الإستجابة لمطالب شعبنا الفلسطيني في الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة لاجئيه،ولكن علينا اليقظة والحذر والعمل على إفشال مخططاته ومشاريعه المشبوهة.

الشفافية دعامة أساسية للديمقراطية/ جمال قارصلي

إن القائمين على الأنظمة الديكتاتورية يعملون كل ما بوسعهم على تغييب الشفافية وتشجيع الضبابية والغموض قدر المستطاع لأنهم في مثل هكذا حالة يستطيعون أن يهيمنوا على كل خيرات وموارد المجتمع وكلما إزدادت الضبابية, إزدادت معها طمأنينة الحاكم, بأن لا أحدا يستطيع أن يفك طلاسم فساده وإختلاسه وإن كان الباحثين عن ذلك من أحدق المدققين الحسابيين. هذه الزمرة من الحكام والمتسلطين يفضلون العيش في المياه العكرة لكي يستطيعوا أن يتستروا على فسادهم وتصبح محاسبتهم صعبة للغاية وكلما كانت المياه عكرة أكثر كلما إزداد طغيان وفساد الحاكم وبقدر ما إنتعش هو وحاشيته.
من المعروف بأن "النظام" السوري لا يعرف ما معنى الشفافية ولا يوجد شيئا من هذا القبيل في قاموس إدارته للبلاد, وإذا أراد أحدا ما أن يُدخل شيئا ما من الشفافية على نظام حكمه, وإستفسر حول موضوع له علاقة بالشأن العام وأصرّ على ذلك, فمن الممكن أن يتم تقزيمه وتهميشه أو يصبح مصيره مجهولا, لأن الحاكم يرى في ذلك شيئا من المساس بحدود المحرمات, فعلى سبيل المثال, كان لا أحدا يجرؤ على السؤال عن الدخل الذي تحصل عليه الدولة من مبيعات البترول السوري والذي كان لا يظهر في ميزانية الدولة وكانت قيمته حوالي خمسة مليارات دولار سنويا وكان هذا المبلغ يذهب إلى حساب القصر الجمهوري مباشرة. 
إن أحد أهم أسباب إنطلاق ثورتنا المجيدة هو مكافحة الفساد والمحسوبية وإرجاع إلى المواطن حريته وكرامته المسلوبة ولكن ما نسمعه ونقرأه في وسائل الإعلام حول تصرفات بعض القائمين على إدارة مؤسسات المعارضة السورية, مثل الإئتلاف والحكومة المؤقتة والمنظمات الإغاثية, تدعو إلى الحزن والإحباط وينتابنا في بعض الأحيان شعورا بأن هؤلاء "المسؤولين" يتصرفون وكأن لا حسيب لهم ولا رقيب وأن ما يقع بين أيديهم من قوت لشعبنا الجائع والمشرّد يعتبرونه مالا سائبا وأن لهم الصلاحية الكاملة بالتصرف به كما يشاؤون.
نحن نعلم أن لسان الناس لا يرحم وأن هنالك من يضخم هذه المعلومات أو الإشاعات ويبالغ بها وبمقدارها وحجمها ولكن إذا كان يريد القائمون على هذه المسؤولية أن يحموا أنفسهم من تلك الإشاعات والدعايات عليهم أن يلتزموا بالنزاهة والشفافية وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها ثورتنا لأننا نعلم بأن هنالك عدد كبير من الأبواق المأجورة من طرف "النظام" وهنالك أجهزة للدعاية تعمل ليلا نهارا من أجل تشويه صورة ثورتنا وقتل مصداقيتها ومصداقية القائمين عليها.
على إدارة الإئتلاف ورئاسة الوزراء وكل وزير في الوزارة المُقالة أن يضعوا - إن لم يفعلوا ذلك إلى هذا اليوم - أمام أعين كل المواطنين وبكل شفافية ووضوح ما أنجزوه من مشاريع خلال توليهم لمهامهم وما صرفوه من أموال من أجل ذلك وأين ومتى ولماذا تم صرفها. إضافة إلى ذلك هنالك من يشتكي بأن رئاسة الوزراء وبعض وزارات وإدارات الثورة السورية تحولت إلى مراكز ومجمعات عائلية ومناطقية.
على قيادة المعارضة السورية أن تكون قدوة في النزاهة والشفافية وتعمل على كسب ثقة المواطن وسد الأفواه المفتوحة والمهيئة لنقل الدعايات والأكاذيب وأن تحمي نفسها من كل حملات التهميش والتشويه بحرصها على شفافية ما تقوم به ولأن الشفافية كذلك من إحدى أهم الركائز الأساسية للديمقراطية.
علينا أن نتحاشى الإخطاء وهي صغيرة ومنذ البداية وقبل أن تستفحل ويفوت الأوان لأن ما بعد ذلك سيصبح كل ما يُبنى عليها في عداد الأخطاء ولو كان ذلك صحيحا.