الخيط الرفيع بين المستشار "إدريس" و"خيرت الشاطر"/ مجدى نجيب وهبة

** قد يبدو العنوان غريبا .. وقد يتساءل البعض ما هى العلاقة بين المستشار الجليل "عادل إدريس" وبين المتهم الإرهابى "خيرت الشاطرط .. فالأول هو من حقق فى القضية المشهورة إعلاميا بتزوير الإنتخابات الرئاسية عام 2012 ، بين المعزول محمد مرسى العياط والفريق أحمد شفيق .. وقد طلب المستشار الجليل عادل إدريس إستدعاء اللجنة الإنتخابية الرئاسية والتى تضم المستشار حاتم بجاتو ، والمستشار "عبد المعز إبراهيم" ، والمستشار "فاروق سلطان" ، والمستشار "ماهر البحيرى" .. للتحقيق معهم بصفة ودية فرفضوا الحضور .. مما إضطر المستشار الجليل "عادل إدريس" إلى تقديم طلب للنائب العام بضبط وإحضار هذه الأسماء ..
** وهنا تدخلت بعض رموز القضاء لإثناء المستشار "عادل إدريس" عن طلبه .. وهو ما رفضه الأخير .. كما طلب المستشار "إدريس" إستدعاء بعض أعضاء المجلس العسكرى السابق برئاسة المشير طنطاوى ، وأصر على طلبه لإستكمال التحقيق الذى توصل فيه إلى أدلة دامغة لتورط هذه الأسماء فى أكبر عملية تزوير إنتخابات جرت فى مصر .. ولم تجد بعض الأسماء الغير معلومة للشعب المصرى إلا وسيلة واحدة هى الدفع بالمستشار "نبيل صليب" رئيس محكمة شمال القاهرة للتدخل بطلب ملف القضية بالأمر المباشر للمستشار إدريس وتسليمه لشخص أخر .. وهو ما يعتبر سقطة قضائية تورط فيها مسئولين كبار فى وزارة العدل .. وهو ما رفضه أيضا المستشار "إدريس" ، وزادت الضغوط عليه من كل الإتجاهات ، بل وقام البعض بتهديده بتلفيق بعض التهم إليه .. مما إضطر المستشار الجليل عادل إدريس إلى تسليم الملف إلى النائب العام شخصيا الذى قام بتسليمه إلى الجهات القضائية التى توعدت بإستكمال التحقيق .. ومنذ ذلك التاريخ إختفى هذا الملف إختفاءا كليا ، ولم نجد أى وسيلة من وسائل الإعلام تناولت الموضوع .. بل أن المحكمة رفضت نظر إحدى الدعاوى التى رفعها السيد "شوقى السيد" بصفته وكيلا عن الفريق "أحمد شفيق" ، وهو ما يعنى غلق هذا الملف قضائيا ..
** والسؤال هنا .. ما هى الشخصية الهامة جدا وراء إختفاء هذا الملف .. ومن هى الشخصية الهامة جدا التى تعتبر نفسها بأن سلطتها فوق سلطة رئيس الدولة "عبد الفتاح السيسى" .. ومن هى الشخصية الهامة التى تتدخل لطمس بعض القضايا الهامة والمصيرية فى تاريخ الأمة المصرية ؟؟؟!!! ..
** من هى الشخصية التى طلبت بالأمر المباشر من المستشار "نبيل صليب" التدخل وطلب الملف من المستشار "عادل إدريس" .. وهذه الشخصية تعلم جيدا أن المستشار "نبيل صليب" كان سوف يحال على المعاش بعد بضعة أيام قليلة .. يعنى المطلوب أن يقوم بهذا الدور الذى كلف به ثم ينتهى هذا الدور بخروجه على المعاش .. وسيختفى بالطبع إسمه من التداول الإعلامى .. هذا من جانب !!..
** أما الجانب الأخطر والأهم أن هذه الشخصية الغامضة التى تصدر أوامرها من خلف الأبواب .. إختارت المستشار نبيل صليب لأداء الدور لأنه أولا مسيحى الديانة ، وكونه يطالب بملف التزوير من المستشار عادل إدريس .. فلن يتهمه أحد بأنه قاضى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين ..
** الكارثة الكبرى أنه مع إختفاء الملف وإختفاء إسم المستشار "عادل إدريس" وعدم قبول دعوى السيد "شوقى السيد" ، مازالت هناك دعاوى للإخوان المسلمين والتنظيم الدولى للإخوان وبعض الأنظمة فى العالم ، ينطلقون فى مظاهرات ليطالبون بشرعية الرئيس المعزول محمد مرسى العياط .. ومازالت حتى اليوم تخرج مظاهرات الإخوان المسلمين فى أماكن عديدة تطالب بعودة الشرعية وعودة مرسى العياط رئيسا لمصر .. وهو ما يعنى أن كشف الحقيقة فى أكبر عملية تزوير فى الإنتخابات الرئاسية السابقة كانت كفيلة بإثبات أن شرعية محمد مرسى العياط قد سقطت بكشف ملف التزوير ولم يعد لها وجود إذأ أعلن القضاء كلمته بالقرائن والمستندات وشهادة الشهود ، وإعترافات المشاركين فى هذه العملية القذرة .. طبقا للقضية المنظورة من قبل المستشار عادل إدريس ..
** إن طمس هذا الملف وعدم كشف الحقيقة .. يعنى أن هناك من يحاولون التشكيك فيما تم فى مصر من الإطاحة بالمعزول محمد مرسى العياط هو ثورة شعبية أم إنقلاب عسكرى .. والمعروف للعامة أن من أطاح بمحمد مرسى العياط هو الشعب المصرى عندما خرج بالملايين فى 30 يونيو 2013 تطالب بسقوط حكم المرشد .. بل المعروف للعامة وللشعب المصرى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد كلف من قبل الشعب المصرى بتولى رئاسة الجمهورية لقيادة سفينة الوطن فى تلك المرحلة الصعبة التى تمر بها الدولة المصرية ..
** إذا كان كل ذلك معلوم للعامة .. فمن هى الشخصية الهامة التى أمرت بطمس ملف التزوير وطمس الحقيقة .. هؤلاء هم أعداء الدولة المصرية .. بل الكارثة أنهم أشخاص غير معلومين ، يديرون بعض الملفات من خلف الأبواب .. وغالبا هذه الشخصيات هى شخصيات رفيعة المستوى فى الهيئة القضائية ، ووجود هذه الأسماء وهذه الشخصيات يعنى أن مصر فى خطر ، وأكررها فى خطر .. لأن كل من يحاول طمس ملف الإنتخابات الرئاسية السابقة هو ضد الدولة وضد الرئيس .. حتى لو تورطت أسماء تنتمى للمجلس العسكرى السابق فى هذه القضية ..
** إذا كنتم تريدون السير إلى الأمام وهى خطوات بدأها الزعيم والبطل "عبد الفتاح السيسى" بأكبر مشروع عملاق ، وهو ملف قناة السويس وحفر قناة موازية لقناة السويس .. هذا المشروع العملاق سوف يهز عرش أمريكا وأوروبا والكيان الإسرائيلى .. ولكن وجود هذه الشخصيات فى الدولة تمثل أكبر خطورة تهدد الأمن القومى المصري ، وعلى كيان الدولة المصرية وعلى حياة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى شخصيا ..
** نعم .. إستمرار هذه الشخصية الغير معلومة للشعب هو إستمرار للإغتيالات ومسلسل التفجيرات فى الدولة .. هذه الشخصية المهمة هى التى تحرك الإرهاب داخل مصر .. وأعتقد أنهم قد لفوا حبل المشنقة حول رقبتهم ، عندما طالبوا المستشار "نبيل صليب" بالتدخل والحصول على ملف تزوير الإنتخابات الرئاسية عنوة من المستشار "عادل إدريس" ..
** هؤلاء هم أصحاب المصلحة الكبرى فى طمس الحقائق حتى تظل هذه الحقائق معلقة بين الوهم والحقيقة .. فالمطلوب هو سرعة التحرك للقبض على هذه الشخصيات ، فهم أخطر على الدولة المصرية من الإرهاب نفسه .. إنهم إخطبوط مرعب يحركه أمريكا وتحميه وتدفع لهم مليارات الدولارات ، ولديهم جيش كامل داخل مصر سيتحرك فى الوقت المناسب .. هذا الجيش موجود فى وزارة الداخلية وفى أروقة وداخل المحاكم يبدأوون من العاملين بالمحاكم حتى منصب القضاة .. فهل يتحرك المسئولين فى مصر قبل فوات الأوان ..
** أعتقد أن هذا الملف هو أخطر ملف هام يجب أن يتولى الأمن الوطنى المصرى والمخابرات العامة والمخابرات العسكرية التحقيق فيه .. تحت إشراف رئيس الدولة شخصيا ..
** أما عن ملف الإرهابى "خيرت الشاطر" .. فحتى الأن لم نرى أى حكم عليه أو تقديمه فى أى محاكمة رغم أنه ثبت أنه متورط فى كل قضايا التحريض والقتل .. فأين إسم خيرت الشاطر فى كل القضايا التى تنظرها المحاكم المصرية منذ أكثر من عام ..
** كيف يكون إسم خيرت الشاطر بعيدا عن الإتهامات بالتحريض على القتل وتوجيه ميليشيات الإخوان ودعمهم بالأموال والسلاح وتحريضهم على إسقاط الدولة المصرية .. هذا بجانب أن معظم الأحكام التى صدرت بالإعدام هى أحكام غيابية وليست حضوريا .. دون تنفيذ أى حكم ..
** نعم .. هناك خيط رفيع بين المستشار " عادل إدريس" والإرهابى "خيرت الشاطر" .. هذا الخيط هو القضاء المصرى نفسه .. فهذا الملف هو أخطر من أكبر مشروع يقدمه الرئيس للشعب المصرى .. فهل نصل للحقيقة أم نترك مصر تسقط والفاعل هو الرجل المهم أو اللهو الخفى !!..

صوت الاقباط المصريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق