صدّق او لا تصدّق/ ريمون ابي عراج


هذه الابيات من القصيدة العصماء "المعلّم الاجير" تسبّبت بصرف الاستاذ انطوان السبعلاني من معهد الفرير على يد المدير الاخ اللبناني اميل غقيقي في العاشر من تمّوز 1984

رحمات الله على "الفريرات" الفرنسيين جورج واندريه و جوزيف وغيرهم من العمالقة الذين كانوا يقدّرون السبعلاني و يفتخرون به نقيبا" للمعلّمين....الى ان جاء الاخ اللبناني عقيقي رئيسا" لمعهد الفرير ليلطّخ تاريخ المعهد و يفعل فعلته..........

انتهزها فرصة لاجدد شكري للسيدة هدى شديد للاءضاءة عبر شاشة ال-بي-سي على هذه القضية الساخنة رغم مرور الزمن.....فأنا من تلامذة النقيب السبعلاني أناصر العدل في كل مكان و كل زمان......

ألف شكر لطلاّب السبعلاني القدامى المستنفرين من جمبع أصقاع الدنيا و الذين جنّدوا انفسهم في متابعة و خدمة هذه القضية الهامة....

آمال الجميع معلّقة بصاحب الحق و العدل و الغبطة البطريرك الراعي و عيوننا تحدّق في النور الآتي من عمق النفق....

فيما يلي القصيدة التاريخبة بكاملها:

                                               "أَلْمُعلِّمُ الأَجيرْ"
-1-           
يا حضرةَ المديرْ،ماذا تريدْ؟
تريدُ أَنْ أَكونْ
أَنْ أَكونَ مُعلِّماًً أَجيرا
أَنْ أَبيعَكَ الحريَّه؟
يا حضرةَ المديرْ،
أُعْذرْني...
أُعْذرْني ألفَ مَّرةٍ
أَنا لا أستطيعْ
لا أَستطيعُ أَنْ أَكونَ أَجيرا
لا أستطيعْ 
أَنْ أَبيعَكَ الحريَّه
     -2 –
مَنْ أَنتَ يا مديرْ،
كيْ تَجعلَ الضوءَ أَسيرا
كيْ تجعلَ الحرَّ أَجيرا؟
المالُ يا مديرْ
ذليلٌٌ ذليلْ
قَدَمي على المالِ الذليلْ
المالُ يا حَضْرةَ المديرْ،
لا يشتري الحريَّه
    -3-
أَلشَّرقُ يا مديرْ،
أَلشَّرقُ العجيبُ الغريبْ!
أَلطَّاولةُ الشَّرقيَّه!
 بقايا أميرِ المؤمنينْ
والدولةِ التركيَّه
 تَرَبَّعْ أميرَ مؤمنينْ!
أَلحُجَّابُ يَنْتَظرونْ
شُعراءُ البَلاطِ يَنْتَظرونْ
يا ضَعيفَ الطَّاولةِ القويَّه
خطيرةٌ خطيرةٌ هيَ القضيَّه
أَنا يا أميرَ المؤمنينْ، 
لنْ أبيعَكَ الحريَّه
    -4-
مَنْ أَنتَ يا مديرْ؟
أَللَهْجةُ فوقيَّه!
وَالمعملُ كبيرْ
اَلشركةُ تجاريَّه
أَتشْتريني بالخُبْزِ والدواءْ
في وَطنِ الحريَّه؟
هذا سِعْري أَنا الإنسانْ
في وَطنِ الحريَّه!
اَلمالُ يا مديرْ،
ذَليلٌٌ ذليلْ
قَدمي على المالِ الذليلْ
أُعذرْني ألفَ مرةٍ
لا أستطيعْ
أَنْ أكونَ معلِّماً أجيرا
لا أستطيعْ
أَنْ أَبيعَكَ الحريَّه
    -5-
يا حضرةَ المديرْ،
عَلَّمتْكَ الدولةُ العليَّه
أنْ تُسَمِّيني أَجيرا
كتبتِ اْسمي أََجيرا
وعلى الأعيادِ
غَنَّتْني أَميرا!
خَطيرةٌ خَطيرةٌ هيَ القضيَّه
ما أَصغرَ الدولةَ العليَّه!
ما أَصغرَ الطاولةَ الشرقيَّه!
قَلمي
قَلمي وَحدَهُ الحريَّه

    -6-
يُمكنكَ يا مديرْ،
أنْ تطردَني منْ دولتِكَ العليَّه
مِنَ المعملِ الكبيْر،
أَلشركةِ التجاريَّه،
أَلقانونُ معكَ يا مديرْ،
يُمكنكَ أنْ تساومْ
على خبزِ أولادي الصغارْ،
دَواءِ أولادي الصغارْ،
على مُستقبلِ الصغارْ...
أَلقانونُ غابةُ الدولةِ العليَّه!
يُمكنكَ يا مديرْ،
يا ضَعيفَ الطاولةِ الشرقيَّه،
والمالِ الذليلْ،
والسيجارِ،
والحُجَّابِ، شُعراءِ البَلاطْ
لكنْ يا حضرةَ المديرْ،
لا تستطيعْ
أَنْ تمنعَني الزواجْ،
قِراءةَ الجريدهْ،
إِنجابَ الأولادْ،
و "شربَ" السيجارهْ.
أَنْ تمنعَني
تَقبيلَ المرأةِ التي أشاءْ
أَنا أَشاءْ
قَلمي يَشاءْ
أنا الحريَّه
لَنْ أَبيعَكَ الحريَّه
أَنتَ والمالُ الذليلْ
لا شيءَ لا شيءَ
يا مديرْ،
عندَ الحريَّه

-7-
يا حضرةَ المديرْ،
ماذا تريدْ؟
أُعْذرْني ألفَ مرَّةٍ
لا أستطيعْ
أَنْ أَكونَ مُعلِّماً أَجيرا
قدْ تراني غداً
سَائقَ تاكسي،
فَلاَّحاً،
مَسَّاحَ أَحْذيهْ،
تراني مثلَهم أَميرا
افْهمْني يا أميرَ المؤمنينْ،
أَلمالُ الذليلْ
يَشْتري القصورَ والجواري،
وَلياليْ باريسَ الجميلَه،
يَشْتري يَخْتَ "هِتلرْ"،
إِيوانَ كِسرى ،
لا يَشْتري
لا يَشْتري قَصيدةً أَبيَّه
لا يَشْتري الحريَّه.
يا حضرةَ المديرْ،
وَحدَها الحريَّه
قَويَّةٌ قويَّه
-8-
قَصيْدتي الأبيَّه
مَكْتوبةٌ لاَعْيُنِ الصِّغارْ، 
أَوْلادي الصِّغارْ،
أَوْلادِ لبنانَ الصِّغارْ،
لأَنَّهمْ يُحبُّونَ القصيدةَ الأبيَّه
يُحبِّونَ اللهَ،
وَاْلشَّمْسَ والحريَّه!
انطوان السبعلاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق