انتهى عام 2014 ويحمل في طياته ملفات فلسطينية كبيرة، لعل ملف المصالحة الفلسطينية هو الملف الأهم الذي وقعته حركتي حماس وفتح في إبريل/ نيسان 2014 وتشكل على أثره حكومة التوافق الوطني وإنهاء صفحة الانقسام؛ لكن عام 2014 انتهى دون أي إنجاز للحكومة على أرض الواقع سواءً في ملف الموظفين، أو دمج مؤسسات السلطة، أو التجهيز للانتخابات، بل أصبح الواقع بعد تشكيل الحكومة أسوء مما كان عليه، وهناك ضبابية في العمل وتصريحات متناثرة من وزراء الحكومة، وهناك حالة استياء شديد من واقع حكومة التوافق وعدم رضى عن الأداء، والكل يعزي التقصير في الأداء الحكومة لحاجة في نفس محمود عباس، لذلك بوابة التوافق الفلسطيني هو أن تقوم الحكومة بمهامها كاملة والقيام بما تم التوافق عليه دون التأويل والتأجيل.
الملف الثاني هو ملف إعادة اعمار ما دمره العدو الصهيوني في العدوان الأشرس على قطاع غزة في يوليو/تموز 2014، وأصبح الأطراف الذين أخذوا على عاتقهم إعادة الإعمار كلٌ يُلقي باللوم على الآخر، فتارةً تُحمل وكالة تشغيل اللاجئين المسؤولية، وتارة أخرى يُحمل محمود عباس المسؤولية، وتارةً الحكومة الفلسطينية وتارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP والمواطن الغزّي الذي صمد وتحمل يقف حائراً أمام تبادل الاتهامات وتحميل المسؤوليات وجُل همه إعادة بناء بيته الذي دمره الاحتلال، وإن لم يقم الجميع وتتظافر الجهود من الجميع بما في ذلك الحكومة والفصائل بإعادة اعمار ما دمره الاحتلال فسيحدث الانفجار _المخشي وقوعه_ والذي سيطال الجميع، فالمطلوب وقفة جادة ومسئولة لإعادة الإعمار.
الملف الثالث هو رفع الحصار عن قطاع غزة، فبعد الانقلاب في مصر في مطلع يوليو/ تموز 2013 أخذ الإقليم العربي على عاتقه تضييق الخناق وإحكام الحصار على قطاع غزة آملين في ذلك تركيع المقاومة، وما علموا بأن غزة خاضت ثلاث حروب متتالية والحصار مطبق عليها، ورغماً عن كل ذلك خرجت المقاومة منتصرة وعلى مدار التاريخ من ينصر القضية الفلسطينية يرتفع عند شعبه ويصبح له شأن في أمته، لذلك حصار غزة خيانة وكل من يساهم في هذا الحصار سيجر أذيال الخيبة، وستخرج غزة من هذا الحصار أقوى.
الملفات الثلاثة تحتاج إلى وقفة فلسطينية جادة من الفصائل والحكومة والرئاسة، وتوحيد وتكاتف الجهود، والتوافق وزيادة التنسيق فيما بينهم لأن الجميع سيصبح متهماً أمام الشعب الذي صمد وصبر وتحمل على مدار ستة عقود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق