يوم الأرض وحق الدفاع عنها/ د. مصطفى يوسف اللداوي

يوم الأرض من المحطات الهامة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وصفحةٌ ناصعة من صفحات نضاله ومقاومته، وانعطافةٌ أساسية في مسيرته النضالية، وهي مناسبة يتوقف أمامها الفلسطينيون في أرضهم وشتاتهم كل عام، يحيون ذكراها في كل أرجاء الوطن وخارجه، ويؤكدون على معانيها، ويكررون الثوابت التي سقط من أجلها الشهداء، وضحى في سبيلها المقاومون، وهي أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، ثابتٌ على حقه، وأنه عصيٌ على الطرد، ومتمردٌ على الاقتلاع، ورافضٌ للرحيل. 
وهو علامةٌ فارقة في تاريخ شعبنا الفلسطيني، وانعطافةٌ حقيقة ضد الممارسات الإسرائيلية، ورسالةٌ خالدة أن الأرض لدينا هي الهوية والعنوان، وهي الكرامة والشرف، وأننا في سبيل تحريرها نقاتل، ومن أجل استعادتها نضحي، وأننا نبذل في سبيلها كل غالٍ ونفيسٍ، ولن نفرط فيها، ولن نساوم عليها، ولن نقبل بغيرها وطناً ولا سكناً، وأننا فيها نحيا وفيها نموت، وفي ثراها ندفن، ومنها نبعث إن شاء الله. 
وهو مناسبةٌ للتأكيد على وحدة القضية الفلسطينية، ووحدة التراب الوطني الفلسطيني، فأرضنا واحدة، وقضيتنا مشتركة، ووطننا لنا جميعاً، وإسرائيل هي العدو الوحيد للشعب الفلسطيني، فهي التي احتلت واستوطنت واغتصبت، وقتلت وشردت ونفت واعتدت، وهي التي سرقت ونهبت وصادرت وخربت، وهي التي هدمت البيوت، وخربت الزروع، ودنست المقدسات، وعاثت في تاريخ شعبنا وأرضنا فساداً وتخريباً. 
وهو يوم كشف فيه الفلسطينيون عن كثيرٍ من معاني العزة والشموخ الوطني، والكرامة القومية، وقد هبوا جميعاً للدفاع عن أرضهم، والتصدي للمشروع الصهيوني الاستيطاني الاستعماري، الذي لا يميز في سياساته بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس الشرقية، وأراضي الفلسطينيين في المثلث والنقب وعكا والجليل، وفي سخنين وعرابة وكفر كنّا والطيبة وغيرها.
إنه يومٌ يعلن فيه الفلسطينيون بكل صرامةٍ وكبرياء، وصراحةٍ ووضوح، تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية والدينية، وحقهم في الدفاع عن وجودهم، رغم كل محاولات الاحتلال لخلعهم من أرضهم، واقتلاعهم من جذورهم، وقد شكل هذا اليوم أول تحدٍ حقيقي للممارسات الإسرائيلية، وكسر حاجز الخوف لديهم، وأوقد فيهم الروح الوطنية، وأحيا بينهم مفاهيم الانتماء والعودة إلى الأصول.
يوم الأرض الدامي، الذي لون تراب الوطن بالدم، وصبغ أرضه باللون الأحمر القاني، وأخرج الجماهير العربية والفلسطينية في ثورةٍ عارمة منذ أربعين عاماً، مازالت أحداثه إلى  اليوم ماثلة، وجرائم الاحتلال على الأرض باقية، وقبور الشهداء مشادة، ولكنه يومٌ أرسى دعائم حاول العدو الإسرائيلي أن يهزها، وغير قواعد كان يتمنى العدو ترسيخها.
فهذا يومٌ ربط أطراف الأرض ببعضها، ووصل جنوبها بشمالها، ووسطها بأقصاها، ونادى بتحريرها كلها وعودة كل أبنائها إليها، وأكد على تمسك الفلسطينيين بكامل حقوقهم، وحقهم المطلق في استعادة أملاكهم المغتصبة، وأكد أنها حقوق مقدسة وثابتة، وغير قابلة للتصرف أو المساومة، وأنه لا يحق لأيٍ كان أن يتصرف فيها، أو أن يتنازل عنها، فهي حق الأجيال، وملك الأمة. 
كشف يوم الأرض عن جديةَ المخططات الإسرائيلية واستمرارها، وأنها تهدف إلى تهويد الأرض الفلسطينية، وطرد سكانها العرب الفلسطينيين منها، وهي سياسةٌ ماضية ومتواصلة، وإن توقفت أحياناً، فإنها تنتهز الفرصة المناسبة لتحقيق أهدافها، فهذا حلمٌ راود المؤسسين الأوائل للدولة العبرية، ومازال يدغدغ عواطف قادتها الجدد، ويعيش في مخيلتهم، وهم لا يخفونه ولا ينكرونه، بل يفصحون عنه، ويكشفون للرأي العام عن حقيقة نواياهم، ويصورون فلسطين أرضاً نقية لهم، لا يسكنها غير اليهود، ولا يعيش فيها العرب، فهي بزعمهم لليهود وطنٌ خالصٌ، ولا مكان للأغيار فيه، ولكن الفلسطينيين أطلقوا في هذا اليوم رسالةً واضحة إلى العدو الإسرائيلي، أننا لن نستسلم لأي قرارٍ يصادر أرضنا، ويستولي على ممتلكاتنا، وسنبقى في أرضنا ثابتين أمام كل محاولات الخلع والطرد. 
يخطئ من يظن أن أهلنا الفلسطينيين، الذين مازالوا يسكنون أرضهم، ويعيشون فوق ترابهم، قد استكانوا وسلموا بالأمر الواقع، وخضعوا للاحتلال وتعاملوا معه، وأن رابطة الإنتماء لعروبتهم والانتساب إلى دينهم قد ضعفت، وأن إسرائيل قد أثرت عليهم بثقافتها وقيمها، وبما حاولت زرعه فيهم من عاداتٍ وتقاليدٍ غريبة، وبالأسماء العبرية التي فرضتها على شوارعهم، وباللغة العبرية التي فرضت تعليمها على أطفالهم، وبمحاولات السيطرة على المرأة، والتدخل في شؤون الأسرة العربية.
جاء يوم الارض ليؤكد حقيقة أن شعبنا هناك، في هذا الجزء الغالي والعزيز من الوطن، هو جزء أصيل من شعبنا الفلسطيني، وأنه لا ينبت ولا ينفصل عن بقية الوطن وعموم الشعب، رغم كل المحاولات الإسرائيلية المحمومة لعزلهم عن أهلهم وشعبهم، إلا أنهم أفشلوا مخططاته وبقوا على حالهم لساناً وهيئةً وشكلاً، وعاداتٍ وتقاليد وقيماً، لا يفرطون في موروثاتهم، ولا يتخلون عن معتقداتهم، وبقيت مساجدهم عامرة، وكنائسهم عالية، وتمسكت المرأة بحجابها، والشباب بمساجدهم، والتزم الفلسطينيون قرآنهم، وحافظوا على إسلامهم، وأثبتوا أنهم لا يتنازلون عن ثوابتهم وحقوقهم، ولا يفرطون في أرضهم، ولا يسكتون عن أي محاولة لمصادرتها أو اغتصابها، ويعملون أجيالهم الطالعة حب الوطن، ويورثونهم يقينهم بحقهم، وإيمانهم بأرضهم، ويزرعون أنفسهم في أرضهم كالأشجار، لتعطي أرضهم الهوية والانتماء العربي والإسلامي الأصيل.
أهلنا اليوم في الأرض المحتلة عام 1948 هم حماة الأقصى، وجنود القدس، وهم الغيارى على المقدسات، وجنوده المخلصون الذين ينافحون عن القدس، ضد غلاة المستوطنين، الذين يحاولون النيل من المسجد الأقصى وباحاته، فهم الذين يؤمون المسجد الأقصى للصلاة فيه، ويتبارون في الرباط في باحاته، في وقتٍ يصعب على أهل الضفة الغربية وقطاع غزة الصلاة فيه، فنراهم يتنادون من كل أرجاء فلسطين، لينوبوا عن شعبهم وأمتهم، في الذود عن حياض المسجد الأقصى المبارك وحمايته والدفاع عنه.
أهلنا المتمسكون بأرضهم في عمق فلسطين وشمالها، وفي صحراءها ووسطها، لا ينسون أهلهم المحاصرين، ولا يتخلون عن واجبهم تجاههم، ويتحملون من أجلهم الصعاب والعقبات، ويتعرضون في سبيلهم لأذى جنود الاحتلال، فيضربون ويعتقلون، ويتعرضون للإهانة والتجريح، ولكنهم يمضون قدماً في أداء واجبهم، ولا يلتفتون إلى المعاناة التي يلاقون، ويرفضون سياسة التجويع والحصار، والقتل والحرب والاعتداء، ويصدحون بعالي صوتهم فوق كل المنابر، وفي كل المناسبات، يفضحون ممارسات الاحتلال، ويؤكدون وقوفهم إلى جانب شعبهم، ويهبون دوماً لمساعدة إخوانهم المحاصرين في قطاع غزة، الذين تعرضت بيوتهم للتدمير نتيجة العدوان الإسرائيلي المتكرر عليهم، فيعبرون بمساعداتهم المادية عن أواصر المحبة والأخوة والتلاقي، ويؤكدون التزامهم بالواجب، وتمسكهم بحث النصرة والعون.
في يوم الأرض يتطلع الفلسطينيون إلى اليوم الذي يعود فيه ذووهم وأهلهم من الشتات، وبلاد اللجوء إلى أرضهم ووطنهم، فيجتمع شملهم على أرضهم من جديد، ويرون أن هذا اليوم الذي يعودون فيه، يومٌ قادمٌ لا محالة، ولكنه يتطلب وحدةً فلسطينية، ومساندة عربية وإسلامية، ودعماً وتفهماً دولياً، وقبل هذا كله، إصرارٌ فلسطيني على الحق والثوابت، ورفضٌ تام للتنازل والتفريط، مهما عظمت الصعاب، وازدادت الخطوب.

الباحث هيوا المفتى يحاور حول جدلية (الارهاب منذ الازل)/ زهير الفتلاوي


اقيمت في مجلس الدكتورة امال كاشف الغطاء لثقافي امسية  حوارية  للباحث في الشوؤن الامنية اللواء المتقاعد ( هيوا المفتى)  حيث القى محاضرته التي حملت عنوان (الارهاب منذ الازل)  بحضور حشدا  من المثقفين والسياسيين ورواد المجالس البغدادية ، الدكتورة امال كاشف الغطاء عميدة المنتدى استهلت اعمال الملتقى  بإلقاء كلمة قالت فيها : نتمنى ان يعم الخير والسلام ربوع وطننا الغالي ونستذكر القادة العضماء الذين قاتلوا الغزاة وحرروا الأوطان ، ولا ننسى كبار المثقفين والادباء الذي اغنوا تلك الثوارات ، بالدعم المعنوي والحماسي  وتمنت النصر الى القوات الأمنية والحشد الشعبي وجميع صنوف القوات المسلحة، الذين جادوا بالنفس ، واشارت الى تضحيات الأقليات ودورهم عبر التاريخ وخاصة النساء  ، تلا ذلك حديث وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي قال ان المجتمع العراقي لا يقبل الا التنوع والتعايش وهذه الصفات معروفه لديه منذ الازل ، ونرى كيف هو متعايش في المصنع والمزرعة وشتى ميدان الحياة الاخرى ، ومازال يكرس تلك الصفات في معارضه الفنية والملتقيات الأدبية بشتى ربوع الوطن ، وحتى تنوع الديانات زاد من آلفة ومودة الشعب العراقي ، وعرج على  الدور التخريبي لعصابت داعش الارهابية بتهديم وتخريب الاثار العراقية وكافة مايتعلق بتاريخ واثار وتراث هذا البلد الجميل مشيرا الى ان،  هذا ليس عدو للعراق بل الى كل شعوب العالم وعبر التاريخ لم نرى هكذا هجوم على معالم وتراث البلدان ،  وتحدث الباحث هيوا المفتي حول تنامي  ظاهرة الارهاب و قدم شرحا وافيا ومفصل عن  اﻻرهاب تاريخيا على مستوى العالم و الشرق اﻻسلامي و تطرق بالتفصيل الى امثلة شهيرة في مجال اﻻرهاب و بين جملة من العلل واﻻسباب التي تؤدي الى استفحال هذه الظاهرة المدمرة للانسان واﻻقتصاد والمجتمعات والحضارة . وقال ان  اللتاريخ  حافل بهذه المأسي  و تكررت اكثر من مرة نتيجة الفكر التفكيري وسيطرة الظلم  على العقل وتغييب الفلسفة واعتبارها خروجا على الدين وتخوين التنوير . وان الخلاص يكون بوضع الدين في مجاله الحقيقي وسياقه الطبيعي كمنقذ للبشرية وعدم تسييسه وانهاء الصراع الطائفي وبناء دولة المواطنة المدنية واﻻستفادة من تجارب الدول المتحضرة و اشار الباحث الى  ان المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة فألمانيا اجتثت النازية وبنت صرحها الديمقراطي ومعجزتها اﻻقتصادية و ايطاليا تخلصت والى اﻻبد من الفاشية واسبانيا اهالت التراب على النهج الدكتاتوري الفرانكوي واصبحت دولة ديمقراطية ذات شان . الباحث المفتي قال ان تلك الافكار تراودني منذ عقود اذ لم  يتم القضاء  على الإرهاب واصبح يقلق العديد من الدول وليس له اي رحمه رغم انبثاق العديد من مراكز البحوث وتطوير الاجهزه الامنية وتقنيات التكنولوجيا الحديثه ، ويشير   الى التشوهات التي يستخدمها الإرهابيون اذ يتم ربط الإرهاب بالدين الإسلامي الحنيف زورا وبهتانا وهو لا يمت بأي صله للإسلام ونهجه ورسالته السامية والسمحاء ، وهذا  الإرهاب  يشكل خطرا حقيقيا على السلم  والأمن الدولي ، ويضيف ان أسباب تنامي ظاهرة الإرهاب كثيرة ومنها الانحراف الفكري وتعدد المشاكل من الفقر والحرمان والبطالة والشعور بالظلم  وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات  ،  وهناك كثير من الأشخاص انتموا الى التنظيمات الإرهابية  وأردوا قتل كبار العلماء والفقهاء من بقية الأديان غير الإسلامية ، ويشير الى التغيرات التي حصلت في البلدان العربية وما يسمي بالربيع العربي ، وكيف تنامى الإرهاب واستفحل كثيرا والسبب ان تلك الجماعات استغلت الحريات الفكرية والدينية وأخذت تفتك ببقية الناس وتفجر وترهب اناس لانهم غير مسلمين وشهدنا في مصر كيف مثل بجسد الشهيد شحاته ، والمح الى الخسة والنذالة والإرهاب،  الذي  يمارسه  القائد تجاه شعبه ووطنه أمثال الطاغية صدام حسين ومحمد مرسي ، والقذافي  وغيرهم من الطغاة ، اذ تم إسقاط الهوية  الوطنية والقيم الإنسانية وحتى التراحم بين الناس ، بحثا عن المال والتملق للسلطان ، وقال ان المحرض الاول للارهاب هي السياسة و بعض الاحزاب والكتل السياسية وهم يعملون لأغراضهم الشخصية من اجل الوصول الى المنصب والاستحواذ على الأموال وحتى التفرقة بين مكونات الشعب الواحد استخدمت لاجل القفز على القيم والمبادئ وحتى عمليات الاحتيال والتزوير قد مارسها البعض من السياسيين .

  ويصف مقومات الحياة المدنية وضرورة الاعتماد على السلم  الاهلي والقيم والاخلاق الحميدة التي يتحلى بها شتى أطياف الشعب العراقي دون تفرقة او ترويج للنعرات الطائفية وقد عرف عن الشعب العراقي منذ الأزل وهو يتعدد الأديان والقوميات وتعايشت فيه كثير من الأقليات ، وكما قلت سابقا ان البؤس والحرمان والفقر وهدر الثروات تلك العوامل  هي حاضنة للإرهاب وتعد بيئة خصبه ، وروى الباحث بعض القصص التي اتهمت العرب والشعب الفلسطيني بالإرهاب وذكر  حوادث عديدة منها مقتل فريق كرة القدم الإسرائيلي وقتل  الاطفال في رياض ومدارس داخل تل أبيب وهناك 13 منظمة تقوم بخطف الطائرات وتتعرض كثير من الدول الصديقة والداعمة للنضال العربي الى احراجات ، ودخلنا في حروب لا مبرر لها ، وقدم الباحث كثير من المسميات والمنظمات الإرهابية التي ظهرت منذ عقود طويلة وحتى في زمن الدولة السلجوقية وقد عملت تلك المنظمات على محاولات اغتيال لكبار الزعماء والقادة ، وقد تم اغتيال عشرات المفكرين والعلماء من قبل الإرهابيين ايام الثورة الفرنسية التي قداها روبس بيل صانع الارهاب .

وتحدث الباحث عن المنظمات الارهابية في العالم وذكر بقوله  في امريكا ظهر  (كوكلس كلان) وقتل الاطفال والنسا ء   كان الهدف من تأسيس هذه المنظمة, هو التصفية والتطهير العرقي, واتسمت بالعنصرية بأبشع صورها, فقد كانت تهدف لبقاء العرق الابيض, واستباحت "العبيد" القادمين من افريقيا, وكذلك إتسمت بطابعها العدائي للمدنية, وللحركات الليبيرالية, والتحررية, وايضا بعداءها للكاثوليكية.

إنتهجت الكوكلس كلان منهجا مرعبا, بفظاعة جرائمها, وقد إعتمدت على خلق جو اعلامي, دعائي مرعب, يجعل ممن يسمع باسم الكلان, يرتعد خوفا, ويتسمر في مكانه, وكان اسلوب هذه العصابة المُعْتَمَد, هو اما القتل بالذبح او الصلب على صليب او الحرق.

في عام 1870 تم حضر هذه الجماعة, لكنها عادت وبقوة, في عشرينات القرن الماضي, وخصوصا, عندما استهوت الفكرة مجموعة من الجنود الجنوبين, من قدامي الجيش الفدرالي, ووصل تعداد اعضاء هذه المنظمة, ما بين العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي, الى ما يقرب ستة ملايين منتسب, واخذت منحنى جديدا, واطرا جديدة, حتى حازت على الاذن باعتمادها, والاعتراف بها رسميا من قبل الحكومة.

كانت الكوكلس كلان مصدر الالهام, لكثير من العصابات العرقية, وكانت أغلب تلك العصابات تنتهج نفس إسلوب الكوكلس كلان.

يتسم الطبع المتطرف, لتنظيم "داعش" بأسس مشابه لما تضمنته متبنيات الكلان, إذ أن داعش تعد الان, من اكثر العصابات الإجرامية تطرفا, وهي لا تقبل بأي شريك, وتستبعد كل من لا يعترف بنهجها, او من لا يبايعها, وحتى الحركات الموازية لها بالنهج التطرفي لا تقبل بها داعش, رغم أنهم ينهلون من نفس الأيديولوجية, ويسيرون بنفس الخط الراديكالي, كجبهة النصرة او تنظيم القاعدة.

يجمع الباحثون بشؤون الحركات الارهابية, إن داعش هي وليدة تنظيم القاعدة, هذا التنظيم الذي زرع التطرف في حدود المنطقة الاسلامية, ويؤكد هؤلاء الباحثون ان داعش تشكلت من قدامى محاربي القاعدة, وهي داعش- تعد اكثر تطرفا وتشددا من القاعدة.

تستخدم داعش اقصى حدود التطرف, وتستبيح كل شيء, فلا حرمة في أدبياتها للمقدسات, او الأرواح, وهي بذلك تستخدم أشد صنوف التنكيل والقتل.

تعتمد السياسة الداعشية -كما في الكوكلس كلان- على سياسة دعائية مرعبة جدا, وتستثمر وسائل التواصل الاجتماعي, وخصوصا اليوتيوب, بشكل واسع لنشر جرائمها, وتعتمد على سياسة اظهار البشع, من تلك الجرائم, مما يعطيها زخما مرعبا, ويُنْجِحُها في حربها النفسية, وما رأيناه من انهزام في بعض القطعات العسكرية وبدون قتال, لهو خير دليل على ذلك.  وظهرت بعدها في امريكا حركات التميز العنصري ، وحتى في روسيا ظهرت ثورة الغوغاء واغتيل كثير من العلماء والمفكرين ، كما نحن نواجه الارهاب منذ الازل ونخسر كثير العلماء والعظماء والرؤساء  امثال الزعيم ونوري سعيد والملك فيصل والسيد الشهيد الصدر الاول والثاني والسيد الحكيم ، وعبد الزهرة عثمان ، وتستمر التضحيات ، وقد أقيمت العديد من المؤتمرات والمنتديات الفكرية والثقافية العالمية ولكن دون جدوى او تحقيق حل لهذه المشكلة الازلية التي تعالج ظاهرة التطرف والارهاب.

  تلا ذلك حديث الشيخ فاتح كاشف الغطاء وقال في مداخلته  ان حادثة قتل الرياضيين لم تسجل في قضايا الاعمال الإرهابية بسبب اعتبار القانون في الكيان الصهيوني كل فرد هو ينتمي الى قوات الدفاع العسكري  الإسرائيلي ، ويقول  ان المفارقة هو ان  تنظيم داعش ينتمي الى الإسلام ، وحتى ابو جعفر المنصور قال لابنه هذا مفتاح الغرفة الخاصة ، عندما تستلم الحكم افتحها ، فتحها فوجدها ملئيه بالجماجم والرؤوس المقطعة وضن انه سوف يجد كنوز في هذه الغرفة ، وتلك الجماجم تعود لاتباع اهل البيت عليهم السلام ، ولم يعترض على هذا الإرهاب الا ابوحنيفه النعمان  والإمام مالك ، وقد تعرضوا الى إجراءات تعسفية قاهرة من قبل هارون الرشيد وأعوانه ، وحتى الدولة العثمانية اسست الى ثقافة التتريك لكي تنسى ثقافة العروبة ، وهي نفس الثقافة التي ابادت الارمن وقتل منهم نحوا  (مليون ومائتين)  انسان ، وحتى اطفال اليونان الاغريق تم قتلهم وابادتهم فضلا عن سبي النساء والمتاجرة بهن في سوق النخاسة . ونرى ان داعش ليس من الدين الاسلامي الحنيف ، ولكن من رحم التاريخ الاسلامي ، وهناك كثير من الشواهد والاحداث وكيف قتل المتنبي والسهروردي ، واخوان الصفاء والتوحيدى  وغيرهم من العلماء والمفكرين التنويرين ،  وانا اقول  ان داعش سوف تتوالد بسبب الثقافة السائدة وعدم الاهتمام بالتعليم والمناهج   ، كما ان غياب التنوع وعدم الاستماع الى  الرأي الاخر  يولد داعش وغيرها  من المنظمات والتنظيمات الارهابية  ،

ويرى كثير من المفكرين التنويريين ومنهم محمد عابد الجابري ان    الوهابية التي واجهت مجتمعاً متفسّخ العقيدة – مثل بعض الطوائف البروتستانتية المتطرفة – أخذت الإسلام بحرفيته ورفضت التقاليد التي كانت سائدة منذ العصور الوسطى وبهذا المنطق : "الحكم الإلهي المباشر" فإن الوهابية أصبحت عقيدة دينية حديثة ومثل الفيلسوفيْن: ديكارت وكَنْت، فإن الوهابية لا تقبل المساومة فيما تدعو إليه من مبادئ، وقد مزجت القاعدة هذه العقيدة بالفاشية، وكان المفكر الإسلامي الهندي: أبو الأعلى المودودي (1903- 1979م) قد أنتقد المجتمعات الإسلامية المعاصرة التي لا تطبق الشريعة الإسلامية المتشددة ووصفها بالردّة وحث المؤمنين على إعلان الجهاد ضد الحكومات التي لا تطبق الإسلام، والمودودي ترك أثراً كبيراً على سيّد قطب (1906-1966م)، منظّر ومفكّر جماعة الإخوان المسلمين، ومثل المودودي فإن سيد قطب مزج تاريخ كفاح النبي محمد بأيديولوجية ثورية لإحياء الخلافة وبذل الأنفس رخيصة في سبيل ذلك.

والأيديولوجية التي دعا لها المودودي وسيد قطب دعمتها الأحلام بالعودة إلى العهد الذهبي للإسلام.

والمتعاطفون مع القاعدة يقرؤون بشغف شديد أدب الفاشية الأوربي، ويعملون لتحقيق أهداف دينية عبر وسائل غير دينية والمجنّدون لهذه الدعوة ليسوا من طبقة الفقراء والجهلاء بل أنهم من طبقة المثقفين الذين ينتقدون المجتمعات الغربية وأثرها على الإسلام.

ويمكن القول إنه لا الحرب على الإرهاب ولا المفاوضات السياسية قادرة على التغلّب على هذه التوجّه الاستبدادي المتشدد للإسلام، والقمع الذي يمارسه الغرب يمهّد الطريق للإسلام المتشدد، ومن ثم فلا تسوية ولا توافق مع أيديولوجية تسعى لفرض رؤيتها على كل العالم، والطبيعة الإسلامية للإرهاب تتطلب إصلاحاً تحت اسم إسلام بديل، والإسلام لن يعتنق العلمانية الغربية إلا أنه في مقدوره انتقاد تاريخه عن طريق استعادة بعض تقاليده المنبوذة، فعلى الإسلام القيام بتحوّل ديني حقيقي ( مثل الصوفية ) قبل الفتوحات الإقليمية، والإسلام في حاجة لاستعادة السلطة الشرعية للوفاق المذهبي حتى يتمكن المسلمون من التطور مع المستقبل بدلاً من الوقوف ضده . تلا ذلك حديث العديد من رواد المجالس البغدادية ، وقد اغنوا جلسة المنتدى بناقشات وأراء  قيمه فضلا عن   الحوارات البناءه التي سوف تسهم باشاعة ثقافة اللاعنف والتاسمح ونبذ الارهاب والتعصب.   

 zwheerpress@gmail.com

سنة على المبادرة، ولمخيم عين الحلوة.. وجه آخر/ علي هويدي

في 28 آذار 2014 وخلال مؤتمر صحفي تم عقده في مخيم عين الحلوة للاجئين، أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، أطلقت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية "المبادرة الفلسطينية في لبنان"، ليس فقط بمباركة فلسطينية ولبنانية وإنما كذلك بموافقة ودعم عربي وإسلامي ودولي. استطاعت تلك المبادرة أن تحقق إنجازات نوعية على مستوى الحفاظ على سلامة وأمن واستقرار المخيمات لا سيما في عين الحلوة، وحماية العلاقات اللبنانية الفلسطينية وتحييد الوجود الفلسطيني عن الشأن الداخلي اللبناني وتكريس البُعد السياسي للمخيمات وللاجئين كعنوان لحق العودة.
على الرغم من الإكتظاظ السكاني الهائل في المخيم، إذ يعيش فيه حوالي المائة ألف لاجئ فلسطيني من لبنان وسوريا..، فالمساحة لا تزيد عن 2 كلمتر مربع، وعلى الرغم من عدم تمدد تلك المساحة لمتر واحد منذ تأسيسه بالتوافق بين وكالة "الأونروا" والدولة اللبنانية عام 1948 شأنه في ذلك شأن 12 مخيم في لبنان، وعلى الرغم من افتقاره للبنى التحتية من المجاري والكهرباء والطرقات المعبدة، وعلى الرغم من المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والصحية والنفسية، وارتفاع نسبة الفقر والطلاق والزواج المبكر والتسرب المدرسي والبطالة، ناهيك عن المشاكل الأمنية التي تحصل بين فترة وأخرى بحيث يشكل اسم مخيم عين الحلوة عند البعض عنواناَ للقلق والخوف والتوتر سواء في الداخل اللبناني أو الخارج، إلا أن للمخيم وجه مشرق آخر..
لا تزال أحياء المخيم تحمل أسماء القرى والمدن في فلسطين، فهذا حي طيطبا وهذا حي صفورية وحي الصفصاف وحطين وغيرها، وينتمي إليها الروابط الإجتماعية والمضافات الخاصة، وإذا دخلت أي مضافة ستجد الديوان وعراقة الإستقبال بحيث يتحول المكان أمامك إلى قرية فلسطينية مصغرة، من ذكريات للصور القديمة للقرية وأعلامها من الشخصيات الفلسطينية، فخريطة فلسطين في الصدارة، وصور لقبة الصخرة والمسجد الاقصى تزين الجدران والمطرزات التراثية موزعة هنا وهناك.. ولا يزال الكثير من سكان المخيم يحتفظ بأوراق ثبوتية حملها الأجداد من فلسطين سواء للمعاملات اليومية أو سند الملكية.. وكذلك الإحتفاظ ببعض المقتنيات التي حملها الأجداد معهم إبان النكبة حين تم طردهم على أيدي العصابات الصهيونية في العام 1948 سواء مفتاح الدار او بعض النحاسيات والقشيات والفخاريات والثياب وأدوات الحداد والحلاق والفلاح.. ولا تزال مدارس "الأونروا" تسمى بأسماء القرى والمدن الفلسطينية، فهذه مدرسة السمَّوع وعيلبون وبيسان والمنطار وقبية.. ولا يزال أبناء المخيم يحيون المناسبات الوطنية من ذكرى النكبة الى مناسبة انتفاضة أهلنا في يوم الأرض بزراعة الورود وأشجار الزيتون.. أزقة وشوارع المخيم تنطق بفلسطين فجدرانها ملآ بصور الشهداء والملصقات والعبارات والرسومات..، والعلم الفلسطيني يرفرف من على أسطح المنازل وزوايا الطرقات.. كرموز للحفاظ على الهوية الفلسطينية. 
يعمل في مخيم عين الحلوة أكثر من مائة من الجمعيات والمؤسسات والهيئات الأهلية غير الحكومية المحلية والدولية المتخصصة في قضايا التربية والتعليم والصحة والمجال الوطني والنفسي وحقوق الانسان والطفل والمرأة والتراث وذوي الإحتياجات الخاصة..، فلا تتوقف الوفود عن زيارة المخيم، سواء العربية او الدولية والرسمية وغير الرسمية للمزيد من الاستكشاف والتعرف وبتقديرنا هذا هو الجزء الأهم فمن أراد أن يتعرف على المخيم عليه بالزيارة ولقاء اللجان الشعبية والأهلية والفصائل الفلسطينية و"الأونروا" والمؤسسات الأهلية والأهالي وزيارة "سوق الخُضرة" الذي ياتي إليه اللبنانيون من مدينة صيدا وجوار المخيم للتسوق وللتبضع..!!
لا ننكر بوجود التجاوزات على المستوى الأمني، فهذا طبيعي أمام تشخيص واقع يعاني ما يعانيه اللاجئ في المخيم، لكن في المقابل هناك دور فاعل للقوة الأمنية المشتركة على لجمها ومحاصرتها، فالمبادرة التي اطلقت قبل عام تَشكَّل بموجبها قوى أمنية مشتركة بدأت تنتشر وتأخذ دورها في بقية المخيمات وآخرها مخيم المية ومية.
لكن كي يتكامل الحراك ويؤتي ثماره المتكاملة، بقي ضرورة أن توفر الدولة اللبنانية الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للاجئين الفلسطينيين وفي هذا حماية ليس فقط للفلسطيني، بل للفلسطيني وللبناني على حد سواء.
المنسق الإقليمي لمركز العودة الفلسطيني / لندن – المنطقة العربية
كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني 

عاصفة الحزم السعودية تورط غير محسوب النتائج/ راسم عبيدات

مسار جديد في تاريخ المنطقة بدأ،بإعلان السعودية الحرب على اليمن،وتشكيل حلف عربي إقليمي لهذه الغاية،بتأييد امريكي- تركي اوروبي غربي،وترحيب  خاص من "اسرائيل" لهذه المهمة.

السعودية اعلنت "عاصفة حزمها" من واشنطن،تيمناً بعاصفة الصحراء الأمريكية التي شنت على العراق من اجل تدميره،ومن ثم إحتلاله،وبررت السعودية تدخلها العسكري،وإستباحة سيادة دولة مستقلة،تحت سمع وبصر المؤسسات الدولية وجامعة الدول العربية،بأنها تأتي من اجل دعم الرئيس اليمني الهارب عبد ربه منصور هادي "الشرعية" وإستجابة لنداءاته.والمفارقة العجيبة الغريبة هنا،بأن هذا التحالف وتقريباً بنفس المكونات والمركبات،هو الذي جند كل العصابات والإرهابيين والمرتزقة من كل أصقاع وبقاع الدنيا،ووفر لها كل مقومات القوة من مال وسلاح ورجال وتدريب وايواء وإقامة ودعم لوجستي وسياسي وإعلامي  من أجل قلب نظام الحكم في سوريا وتدميرها وتفتيت جغرافيتها،والعمل على تحويلها لدولة فاشلة،في تعد صارخ ووقح على سيادة دولة مستقلة وعضو في هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية،التي اخرج نبيل اللاعربي أختامها الصدئة والمثقلة بالغبار،لكي يصادق على العدوان وإستباحة أرض اليمن،تحت يافطة وذريعة معاهدة  الدفاع العربي المشترك،تلك المعاهدة التي طال إنتظار الفلسطنيون لأكثر من ستة وستين عاماً،لكي يروا ترجمات لها على أرض الواقع،تتصدى للإعتداءات الإسرائيلية الوحشية عليهم،وتمكنهم من إستعادة أرضهم،ولكن صدى وصراخات اطفال ونساء فلسطين،لم تكن لتصل الى مسامع الحكام العربي،بل بات الفلسطينيون على قناعة بأن العرب في اغلبهم جزء من المؤامرة على وجودهم ومشروعهم الوطني.

فجاة إكتشف الفلسطينيون بان العرب العاربة والمستعربة لديهم طائرات وأسلحة،ولكن ليس وجهتها فلسطين،فهي غير مسموح لها الطيران والإستخدام على هذا المسار،بل مسارها نحو اليمن او العراق او سوريا،حسب تعليمات المشغل الرئيسي في واشنطن،ف"الجهاد" في فلسطين من الكبائر،و"فرض عين" في الشام وبغداد وطرابلس.

وما هو مستغرب وغير مفهوم تورط مصر والسودان في هذه الحرب،الذي ليس له سوى تفسير واحد المال الخليجي المدفوع من كرامة المصريين،و"التورط" المصري في اليمن،يعيد الذاكرة ل"التورط" المصري إبان حكم الراحل القائد عبد الناصر،مع الفارق في الزمان والسياق والأهداف والتحالفات،فعبد الناصر"تورط" هناك لدعم القيادة اليمنية ضد التدخل السعودي في الشأن الداخلي اليمني،واليوم مصر "تتورط" لدعم التدخل السعودي في اليمن...مصر تورطت وإستنزف الجيش المصري..وتشتت قواه،ومهد ذلك لهزيمة حزيران/1967 النكراء.

السعودية اعلنت الحرب العدوانية على اليمن...وفي جعبتها جملة من الأهداف تسعى الى تحقيقها،وهذه الحرب أتت في ظل تغيرات جيو سياسية إستراتيجية تشهدها المنطقة،وبما تنذر بأن السعودية ستكون الخاسر الأكبر منها،يقف في المقدمة منها بأن خصمها وعدوها المركزي الإقليمي،ايران يقف على اعتاب توقيع اتفاقية "القرن" مع الشرق والغرب حول ملفه النووي...وسوريا تتعافى سريعاً،حيث الجيش السوري يحقق المزيد من الإنتصارات العسكرية،والعصابات والحلفاء الذين اوجدتهم السعودية،وراهنت عليهم ان يكونوا معارضة معتدلة في اي حل سياسي قادم،تساقطوا كاوراق الخريف في الجنوب السوري،جبهة النصرة،وكذلك يفعل الجيش السوري في الشرق مع عصابات "داعش" صنيعة تركيا وقطر وغيرها...والجيش العراقي بدا بدعم ايراني بإستعادة زمام الأمور وتحرير محافظة الأنبار وتكريت من عصابات "داعش"،والحوثيون المدعومين من ايران أصبحوا على حدود السعودية،وعاصمتهم أصبحت بين فكي كماشة من بغداد لصنعاء،والإيرانيون والروس سيكونون مسيطرين على باب المندب والبحر الأحمر،ناهيك عن السيطرة الايرانية على مضيق هرمز.

السعودية تشن حربها العدوانية على اليمن،متصورة بانها قد تستطيع جر ايران الى التدخل في اليمن،مما يسهل تأليب العالم العربي والقوى الإقليمية والدولية عليها،قبيل التوقيع على الإتفاق بشان برنامجها النووي،وبالتالي تتمكن من خلط الأوراق،وايران تعي حقيقة الأهداف السعودية،وهي أذكى من ان تتورط مباشرة في اليمن،وهي تدرك تماماً بان الحوثيين باتوا قادرين على إستنزاف أي جيش غاز لبلدهم،والسعودية خبرت الحوثيين جيداً في حرب صعدة،الحرب السادسة،فالضربات الجوية التي تقوم بها السعودية وتحالفها العربي- الإقليمي،وتدمير البنية التحتية،والرهان عليها بانها ستفقد الحوثيين السيطرة على الأمور،وبأن قوات بن هادي المعزول والهارب والمثقل بالفساد،ستهب وتعيد السيطرة على الأوضاع،لم يتحقق منها شيئاً سوى المزيد من الإلتفاف الشعبي والجماهيري في اليمن حول جماعة "أنصار الله".

السعودية تريد لليمن ان يبقى فقيرا ومقسماً ومعتمداً عليها من خلال قيادات ورقية وكرتونية تنفذ إرادتها وتاتمر بامرها،الظلم والفساد والفقر والجوع،وتعميق الجهل والتخلف والتفاوت الإجتماعي والطبقي،والقمع والديكتاتورية والتحكم بكل مفاصل الدولة والسلطة والقرار،أحدث حالة كبيرة من التململ في المجتمع اليمني،وهذا الوضع دفع بالحوثيين،لكي يقودوا ثورة شعبية جماهيرية ديمقراطية،من اجل الإصلاح ومحاربة الفساد والتغيير،ووقف "تغول" و"توحش" القوى الطفيلية والفاسدة على مؤسسات الدولة والجماهير الشعبية ونهب خيرات وثروات البلاد،وامريكا لم تكن بوارد حساباتها هي ومشيخات النفط بأن الحوثيون قد يستطيعون السيطرة على اليمن،ولكن ثبت بالملموس بان الجماهير اليمنية وقفت الى جانبهم،وسهلت هي وقطاعات الجيش السيطرة لهم على العاصمة صنعاء اولاً،ومن ثم السيطرة على الجنوب عدن لاحقاً.

وما حصل في اليمن قد يمتد الى البحرين والكويت وبالتالي يصبح خطراً جدياً على حلفاء امريكا من المشيخات النفطية السعودية وقطر والإمارات،والبحرين وغيرها،وتداعيات الزلازال اليمني والحرب السعودية العربية الخليجية والدول المنتفعة من موائد الرحمن والمال الخليجي(مصر،الأردن والسودان) ستتجاوز حدود اليمن ومنطقة الخليج العربي،لتطال تأثيراتها كامل المنطقة،وفي القلب منها السعودية.

 ثمة عدة سيناريوهات مرجحة قد تخرج او تنتج عن هذا العدوان على اليمن،التسليم بأن شمال البلاد،قد خضع للحوثيين وحلفائهم،ولإيران من ورائهم ... وأحسب أن أصواتاً خليجية وسعودية بالذات،باتت تتحدث بوضوح عن هذا السيناريو وترجحه وتفضله،بل وباتت تتوسع في الحديث عن مزايا الجنوب وأهله، قياساً بالشمال وقبائله وحوثييه.

وكذلك هذه الحرب قد تمهد لتسوية إقليمية شاملة ما بين موسكو  وطهران من جهة،وواشنطن وحلفائها عربان الخليج وتركيا واسرائيل واوروبا الغربية من جهة اخرى،وقد تنزلق الأمور نحو حروب قد تخرج عن إطارها الإقليمي،لتشمل مروحة واسعة من الدول.

 وختاماً أقول رغم كل ما يجري،ورغم العدوان على اليمن،فإن قاطرة التغيير بدأت باليمن وهي مستمرة لتنهي عقود من التسلط والديكتاتورية وإذلال الشعوب وحرمانها من ابسط حقوقها على يد ملوك وشيوخ وامراء إستعبدوها وأذلوها.

تحقيق خاص حول القمم العربية/ محمود كعوش

القمم العربية من "انشاص 1946" إلى "شرم الشيخ 2015" !!
  
يتعذر على المطلع على محاضر أعمال القمم العربية والقرارات التي صدرت عنها التمييز بين تلك المحاضر والقرارات، لأنها عادة ما كانت تتشابه في مضامينها، وفي معظم النتائج التي تمخضت عنها، وحتى في طرق انعقادها وانفضاضها، وفي بياناتها الختامية، وفي كل تفاصيلها من الألف إلى الياء تقريباً.


من المفيد البدء بالإشارة إلى أن القضية الفلسطينية كانت في فترة من الفترات، وبالأخص في فترة المد القومي العربي بين خمسينات وستينات القرن الماضي وفي ظل قادة تاريخيين من أمثال الراحل الكبير جمال عبد الناصر، قضية العرب الأولى ومحور اهتمامهم الرئيسي. ومن المفيد الإشارة أيضاً إلى أن الوقائع التي استجدت على مسرح الأحداث في الوطن العربي في ظل ما اصطلح على تسميته زوراً وبهتاناً "الربيع العربي"، دللت على أن غالبية القادة العرب الحاليين ليسوا في وضع يُحسدون عليه، أكان ذلك لجهة تحمل المسؤوليات الوطنية والقومية الملقاة على عاتقهم، أو لجهة كفاءاتهم وقدراتهم على مواجهة التحديات التي طرأت على القضية الفلسطينية، في ظل تزايد الضغوط الأميركية "الإسرائيلية" المشتركة على القيادة الفلسطينية لغرض إجبارها على الاعتراف بيهودية "إسرائيل"، وفي ظل تصاعد وتيرة الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية، واستمرار عمليات التهجير والتهويد في الجزء الشرقي من مدينة القدس. وأكثر من ذلك فإن هؤلاء القادة غير مؤهلين لإيجاد حلول للقضايا الجوهرية المتعلقة بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل الخامس من حزيران 1967، وغير مؤهلين كذلك لمواجهة وحل أبسط المشاكل والصعوبات التي تواجهها بعض البلدان العربية، خاصة وأن بينهم وللأسف من تسبب في افتعال وتأجيج تلك المشاكل والصعوبات.
منذ قمة "انشاص" المصرية التي انعفدت في العَقد الرابع من القرن الماضي وتحديداً في شهر أيار من عام 1946، وصولاً إلى قمة "شرم الشيخ" المصرية 2015 توالى عقدُ القمم العربية قمةً بعد أخرى، وما بين العادية والطارئة منها كان هناك ثمة قضايا جوهرية بات عمرُها من عمر القمم ولا حاجة لتعدادها وإعادة اجترارها لأن ذلك لن يفيد أو يضر ولن يقدم أو يؤخر.
 يمكن القول أن التوافق في الرؤى بين القادة العرب إزاء العديد من القضايا المشتركة وفي طليعتها القضية الفلسطينية وحقوق البلدان العربية في الاستقلال قد حافظ على وضوحه في العديد من القمم العربية، مما لم يستوجب حتى الحد الأدنى من التشاور والتنسيق قبل انعقادها، إلا أن عقد الستينيات شهد تبايناً حاداً في الآراء في ما بين العديد من الأنظمة العربية، فبرزت الخلافات إثر انفصال الوحدة بين مصر وسورية، واشتعال حرب اليمن، وولادة المقاومة الفلسطينية ، مما حتم التشاور والتنسيق للتقريب بين وجهات النظر المتباينة ومواجهة المخاطر "الإسرائيلية" المحدقة بالأمة العربية.
وشهدت العقود التي تلت عقد الستينات انعقاد العديد من القمم وسط أجواء سياسية مشحونة، كانت أبرزها قمة الخرطوم التي أعقبت نكسة الخامس من حزيران 67 والتي سميت بقمة اللاءات الثلاثة "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع كيان العدو". وفي تلك القمة أجمع القادة العرب على دعم دول المواجهة وشهدت المصالحة بين الراحلين جمال عبد الناصر وفيصل بن عبد العزيز.
ولربما أن قمة القاهرة 1970 والتي انعقدت على خلفية أحداث أيلول الدامية بهدف تسوية الأزمة بين الملك حسين وقادة فصائل الثورة الفلسطينية كانت الأكثر سخونة، بسبب ما تخللها من اجتماعات جانبية كثيرة ومباحثات صعبة وشاقة دفع الرئيس جمال عبد الناصر حياته ثمناً لها، جراء الجهود المرهقة والمضنية التي بذلها لرأب الصدع.

ولم تقل قمة بغداد عام 1978 عن قمة القاهرة 1970 سخونة، لأنها أعقبت توقيع مصر لإتفاقية كامب ديفيد مع "إسرائيل". كما وشهدت قمة القاهرة 1990 التي جاءت إثر اجتياح العراق للكويت انقساماً حاداً بين الدول العربية بعدما دان غالبية القادة العرب ذلك الاجتياح  وطالبوا العراق بالانسحاب الفوري، وأيدوا طلب قوات أجنبية وعربية للدفاع عن المملكة السعودية وإخراج الجيش العراقي من الكويت.
وفي قمة شرم الشيخ 2003 التي سبقت غزو واحتلال العراق بثلاثة أسابيع، ساد التوتر أجواء القمة وتبادل القادة الصراخ والألفاظ الجارحة والإتهامات التي بلغت حد اتهام البعض بالخيانة والتآمر مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
تستمد قمة "شرم الشيخ" المقرر انعقادها بين الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر آذار الجاري أهميتها من الظروف السياسية الصعبة والمعقدة التي تمر بها معظم البلدان العربية والتي تزداد تأزماً عاماً بعد عام، بدءاً بتطورات القضية الفلسطينية واستمرار سلطات الاحتلال في سياساتها الاستيطانية التوسعية، مروراً باستمرار الأزمة السورية التي دخلت قبل أيام قليلة عامها الخامس، وصولاً إلى الحاجة الماسة لإعادة ترتيب البيت العربي بشكل جذري وحاسم.
أهم توصيات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية للقادة العرب في قمتهم:

إستناداً للبيان الختامي الذي صدر عن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في ختام دورته ال 143 إلى القادة العرب من المفترض أن يكون جدول أعمال قمة شرم الشيخ حافلاً بالتوصيات التي تستدعي المعالجة العاجلة لكثير من المسائل والقضايا الوطنية والقومية وإيجاد الحلول الناجعة لها.
يُشار في هذا الصدد إلى أن المجلس بعد شجبه واستنكاره ورفضه للتصريحات التي صدرت عن وزيرة خارجية مملكة السويد مارغو والستروم ضد المملكة العربية السعودية والتي أدلت بها أمام برلمان بلادها عشية دورة المجلس، استنكر تدمير التراث الديني والثقافي في العراق على يد التنظيمات الإرهابية وخاصة التدمير المتعمد للآثار الدينية والثقافية وإحراق الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة، ودعا الدول إلى عدم التعامل بالآثار المنهوبة وإعادتها للعراق، وأكد دعم العراق في حربه ضد كيان «داعش» الإرهابي وإدانة الجرائم والهجمات الإرهابية التي يرتكبها هذا التنظيم بصورة صريحة. كما أكد المجلس على الالتزام بمضمون قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمحاربة الإرهاب وبالذات كيان «داعش» الإرهابي، وعلى اتخاذ الإجراءات الصارمة لمنع تنقل الإرهابيين عبر الحدود، وعلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2178 وبشكل صارم وشامل بهدف تجفيف موارد الإرهاب.
وطالب المجلس بتقديم الدعم والمساندة للعراق لغرض إغاثة النازحين داخليا الذين تركوا منازلهم ومصالحهم نتيجة سيطرة كيان «داعش» الإرهابي على مناطقهم بالإضافة إلى اللاجئين السوريين، وأوصى القادة العرب بتفعيل مجلس الدفاع العربي المشترك لجامعة الدول العربية بالشكل الذي يأخذ بنظر الاعتبار الأخطار المحدقة بجميع الدول العربية والتي تهدد الأمن القومي العربي، وجدد الالتزام الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله، والوقوف إلى جانب الشعب اليمني في كل ما يتطلع له من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية، ومساعدته في العمل على تحقيق التنمية الشاملة التي يسعى إليها، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، ومساندة الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي.
هذا وجدد المجلس تمسك النظام الرسمي العربي بما أسماه "السلام العادل والشامل كخيار استراتيجي"، مؤكدا على أن عملية السلام هي عملية شاملة لا يمكن تجزئتها، وعلى أن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب "الإسرائيلي" الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل وحتى الخط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في الجنوب اللبناني، كما وأكد أن السلام العادل يتطلب كذلك التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) لسنة 1948 ولما جاء في مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت عام 2002 وقرارات القمم العربية المتعاقبة ووفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعياتها ذات الصلة.
وأعاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية تجديد دعوة مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته في صون السلم والأمن الدوليين والتحرك لاتخاذ الخطوات اللازمة وإيجاد الآليات الضرورية لحل الصراع العربي "الإسرائيلي" بكافة جوانبه وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة على أساس حل الدولتين وتنفيذ قراراته لإنهاء احتلال "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والانسحاب إلى خط الرابع من يونيو 1967 ضمن جدول زمني محدد وآليات تلزم سلطة الاحتلال تنفيذ التزاماتها وإعمال القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.


وفي ما يلي القمم العربية ونبذة موجزة عن كل قمة وإنجازاتها وإخفاقاتها:

قمة أنشاص: انعقدت في الثامن والعشرين من شهر أيار عام 1946 بدعوة من ملك مصر فاروق في قصر أنشاص، بحضور الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية، وهي: مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا. وخرجت القمة بعدة قرارات، أهمها: مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قلب القضايا القومية. والدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، مع اعتبار أي سياسة عدوانية ضد فلسطين من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا هي سياسة عدوانية تجاه كافة دول الجامعة العربية. إضافة إلى ضرورة حصول طرابلس الغرب على الاستقلال، والعمل على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي، لتمكنها من مواجة أي اعتداء صهيوني داهم.

قمة بيروت: انعقدت في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني عام 1956 بدعوة من الرئيس اللبناني كميل شمعون؛ إثر الاعتداء الثلاثي على مصر وقطاع غزة. وشارك في القمة تسعة رؤساء عرب أجمعوا في بيان ختامي على مناصرة مصر ضد العدوان الثلاثي، واللجوء إلى حق الدفاع المشروع عن النفس، في حالة عدم امتثال الدول المعتدية (بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل) لقرارات الأمم المتحدة وامتنعت عن سحب قواتها. وأعربت القمة عن تأييدها لنضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال عن فرنسا.
قمة القاهرة: انعقدت في الثالث عشر من شهر كانون الثاني عام 1964 بناءً على اقتراح من الرئيس المصري جمال عبد الناصر في مقر الجامعة العربية بالقاهرة. وخرجت ببيان ختامي تضمن عدة نقاط أهمها، الإجماع على إنهاء الخلافات، وتصفية الجو العربي، وتحقيق المصالح العربية العادلة المشتركة، ودعوة دول العالم وشعوبها إلى الوقوف بجانب الأمة العربية في دفع العدوان الإسرائيلي. إضافة إلى انشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية، يبدأ تشكيلها في كنف الجامعة؛ وذلك رداً على ما قامت به "إسرائيل" من تحويل خطير لمجرى نهر الأردن، مع إقامة قواعد سليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني من أجل تمكينة من تحرير وطنه وتقرير مصيره. وتوكيل أحمد الشقيري بتنظيم الشعب الفلسطيني.

قمة الإسكندرية: انعقدت في الخامس من شهر أيلول 1964 في قصر المنتزه بمدينة الإسكندرية المصرية، بحضور أربعة عشر قائداً عربياً، ودعت إلى دعم التضامن العربي، وتحديد الهدف القومي ومواجهة التحديات، والترحيب بمنظمة التحرير الفلسطينية.

قمة الدار البيضاء: انعقدت في الثالث عشر من شهر أيلول عام 1965. وقررت الالتزام بميثاق التضامن العربي، ودعم قضية فلسطين عربيا ودوليا، والتخلي عن سياسة القوة وحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية .

قمة الخرطوم: انعقدت في التاسع والعشرين من شهر آب 1967 بعد الهزيمة العربية أمام إسرائيل في يونيو/ حزيران 1967، بحضور جميع الدول العربية ما عدا سوريا التي دعت إلى حرب تحرير شعبية ضد "إسرائيل". وخرجت القمة بعدة قرارات، أبرزها اللاءات الثلاثة، وهي لا صلح، ولا تفاوض مع "إسرائيل"، ولا اعتراف بها، إضافة إلى التأكيد على وحدة الصف العربي، والاستمرار في تصدير النفط إلى الخارج.


قمة الرباط: انعقدت في الحادي والعشرين من شهر كانون الأول عام 1969 بمشاركة أربع عشرة دولة عربية، بهدف وضع استراتيجية عربية لمواجهة "إسرائيل"، ولكن قادة الدول العربية افترقوا قبل أن يصدر عنهم أي قرار .

قمة القاهرة: انعقدت في الثالث والعشرين من شهر أيلول عام 1970  بعد أحداث أيلول الأسود التي شهدتها المخيمات الفلسطينية في الأردن وكان من أهم توصياتها، الإنهاء الفوري لجميع العمليات العسكرية من جانب القوات المسلحة الأردنية وقوات المقاومة الفلسطينية، وتميزت بعقد مصالحة تاريخية بين الراحل ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وملك الأردن الراحل الملك حسين .

قمة الجزائر: انعقدت في السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1973 بحضور ست عشر دولة، بدعوة من سوريا ومصر بعد حرب أكتوبر 1973، وقاطعتها ليبيا والعراق. ووضعت القمة شرطين للسلام مع "إسرائيل"، هما انسحاب "إسرائيل" من جميع الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه. ودعت إلى تقديم كافة الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية من أجل استمرار نضالهما ضد العدو "الإسرائيلي". وشهدت هذه القمة انضمام موريتنايا إلى الجامعة العربية.

قمة الرباط: انعقدت في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1974 ووضعت أسس العمل العربي المشترك، واعتمدت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني .

قمة الرياض غير العادية " مؤتمر القمة السداسي": انعقدت في السادس عشر من شهر تشرين الأول عام 1976 بدعوة من السعودية والكويت لبحث الأزمة في لبنان وسبل حلها. وضمت هذه القمة كلا من السعودية ومصر والكويت وسوريا ولبنان إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية. ودعت إلى وقف اطلاق النار في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليه واحترام سيادته ورفض تقسيمه، وإعادة اعماره، وتشكيل لجنة عربية لتنفيذ اتفاقية القاهرة .

قمة القاهرة: انعقدت في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول عام  1976 وشاركت فيها أربع عشر دولة لاستكمال بحث الأزمة اللبنانية التي بدأت في مؤتمر الرياض الطارئ. صدقت على قرارات قمة الرياض السداسية ودعت إلى ضرورة أن تساهم الدول العربية حسب امكانياتها في إعادة اعمار لبنان، والتعهد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي. .

قمة بغداد: انعقدت في الثاني من شهر تشرين الثاني عام 1978 . وكانت القمة رفضت اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع "إسرائيل"، ونقلت مقر الجامعة العربية إلى تونس وعُلقت عضوية مصر في الجامعة .

قمة تونس: انعقدت في العشرين من شهر تشرين الثاني عام 1979 بمبادرة من الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وأكدت تطبيق المقاطعة على مصر، وإدانت سياسة الولايات المتحدة في تأييدها "لإسرائيل" .

قمة عمان: انعقدت في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1980 واعتبرت إن قرار مجلس الأمن اثنين اربعة اثنين لا يشكل أساسا صالحا للحل في المنطقة، ودعت إلى تسوية الخلافات العربية .


قمة فاس: انعقدت في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1981 بمشاركة تسع عشرة دولة وتغيب كل من ليبيا ومصر، وبحثت في مشروع السلام العربي، والموقف العربي من الحرب العراقية الإيرانية، وموضوع القرن الإفريقي .

قمة فاس: انعقدت في السادس من شهر أيلول عام 1982 وشاركت فيها تسع عشرة دولة وتغيبت كل من مصر وليبيا، واعترفت فيها الدول العربية ضمنياً بوجود "إسرائيل". وصدر عنها بيان ختامي تضمن: 1) انسحاب "إسرائيل" من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، وإزالة المستعمرات "الإسرائلية" في الأراضي التي احتلت بعد عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتعويض من لا يرغب بالعودة. 2) افدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني. 3) بخصوص الحرب العراقية – الإيرانية، دعت القمة إلى ضرورة التزام الطرفين بقرارات مجلس الأمن، وأعلنت أن أي اعتداء على أي قطر عربي هو اعتداء على البلاد العربية جميعاً. 4) مساندة الصومال في مواجهة وإخراج القوة الأثيوبية من أراضيها.

قمة الدار البيضاء غير العادية: انعقدت في العشرين من شهر آب 1985، وبحثت القضية الفلسطينية، وتدهور الأوضاع في لبنان، والإرهاب الدولي .

قمة عمان غير العادية: انعقدت في الثامن من شهر تشرين الثاني عام 1987 وبحثت في أمور الحرب العراقية الإيرانية والنزاع العربي "الإسرائيلي" وموضوع عودة مصر إلى الصف العربي .

قمة الجزائر غير العادية: انعقدت في السابع من شهر حزيران عام 1988، ودعت إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبحثت موضوع المؤتمر الدولي حول السلام، وقضية فلسطين .

قمة الدار البيضاء غير العادية: انعقدت الثالث والعشرين من شهر أيار من عام 1989 وهي القمة التي أعادت مصر إلى عضوية الجامعة العربية، وبحثت قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والمؤتمر الدولي للسلام، وتشكيل لجنة لحل الأزمة اللبنانية، والتضامن مع العراق .

قمة بغداد غير العادية: انعقدت في الثامن والعشرين من شهر أيار من عام 1990، واعتبرت القدس عاصمة لدولة فلسطين، ودعمت قيام اليمن الموحد، وأدانت قرار الكونجرس الامريكي باعتبار القدس عاصمة "لإسرائيل" .

قمة القاهرة غير العادية: انعقدت في الخامس عشر من شهر آب 1990، وقرارات القمة أدانت اجتياح الجيش العراقي لإمارة الكويت، وأكدت سيادتها!!

قمة القاهرة غير العادية: انعقدت في الحادي والعشرين من شهر حزيران 1996 بدعوة من الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، ودعمت جهود السلام على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي، وأيدت اتفاق العراق مع الأمم المتحدة حول برنامج النفط مقابل الغذاء .

قمة القاهرة غير العادية: انعقدت في الحادي والعشرين من شهر تشرين الأول عام 2000، إثر أحداث العنف التي تفجرت ضد الفلسطينيين بعد أن دخل رئيس الوزراء "الإسرائيلي" آرييل شارون الحرم القدسي الشريف، وسمىت بقمة الأقصى. حضرتها جميع الدول العربية وانسحب وفد ليبيا الدبلوماسي في اليوم الثاني من القمة. وقرر المشاركون إنشاء صندوق باسم انتفاضة القدس برأس مال 200 مليون دولار لدعم أسهر الشهداء، وإنشاء صندوق الأقصى برأس مال 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني. وقد استحدثت هذه القمة غير العادية مبدأ الانعقاد الدوري للقمة بعد أن كان يتم بشكل غير دوري وفقا للحاجة.

قمة عمان: انعقدت في السابع والعشرين من شهر آذار عام 2001، وفيها تعهد القادة العرب بدعم صمود الشعب الفلسطيني ماليا وسياسيا وتحذير إسرائيل من مخاطر التفلت من مقررات مؤتمر مدريد عام واحد وتسعين وكلفت العاهل الأردني الملك عبد الله إجراء المشاورات اللازمة لبحث الحالة بين العراق والكويت، كما وافقت على اختيار السيد عمرو موسى اميناً عام للجامعة خلفاً للدكتور عصمت عبد المجيد .

قمة بيروت: انعقدت في السابع والعشرين من شهر آذار عام 2002، وأقرت أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاماً مقابلاً تؤكده "إسرائيل" في هذا الصدد. وطالبت القمة "إسرائيل" بإعادة النظر في سياساتها وبالجنوح إلى السلم. ودعتها إلى الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران 1967، بما في ذلك الجولان السوري، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، إضافة الى ضرورة التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
يُذكر انه طغى على أعمال تلك القمة الوضع في الأراضى الفلسطينية بعد مذبحة مخيم جنين وحصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقره برام الله . أُقرت فيها مبادرة السلام العربية التي كانت تحمل تسمية "المبادرة اسعودية للسلام" والتي اقترحها ولي العهد السعودي آنذاك الامير عبد الله بن عبد العزيز .

قمة شرم الشيخ: انعقدت في الأول من شهر آذار عام 2003، قبل ثمانية عشر يوما من قيام الولايات المتحدة والبلدان المتحالفة معها بجريمة غزو واحتلال العراق. بيان القمة الختامي شدد على ضرورة احترام سيادة شعب العراق على أراضيه. وشهدت إحدى جلسات القمة تبادل الزعيم الليبي معمر القذافي الاتهامات في جلسة على الهواء مع ولي العهد السعودى آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز .وأحدثت مبادرة الإمارات التي اقترحت تنحي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عن السلطة ردود فعل مختلفة بين القادة العرب وكانت سببا بعد ذلك فى أزمة عميقة بين الإمارات وأمين عام الجامعة عمرو موسى .

قمة تونس: انعقدت في التاسع والعشرين من شهر آذار عام 2004، وكان من المفترض أن تُعقد في آذارمن العام نفسه، وتم إلغاؤها قبل موعد انعقادها بيوم بسبب الخلافات حول ملف الإصلاح في المنطقة العربية . وأكد القادة على التمسك بدعم وحدة العراق واحترام سيادته واستقلاله، ودعوا مجلس الأمن لإعطاء الأمم المتحدة دورا مركزيا وفعالا في العراق بهدف إنهاء الوجود الاميركي وترتيب مراحل نقل السلطة إلى الشعب العراقي.

قمة الجزائر: انعقدت في الثاني والعشرين من شهر آذار عام 2005، وافتتحت بالوقوف دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة على روح رئيسي كل من الإمارات الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وفلسطين ياسر عرفات ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. وحضر الموضوع اللبناني بقوة في هذه القمة، وركز المشاركون على الدعوة للانسحاب السوري من لبنان واجراء الانتخابات في موعدها. وتمسكوا بالسلام كخيار استراتيجي، وقرروا إنشاء برلمان عربي انتقالي لمدة خمس سنوات يجوز تمديدها لمدة عامين كحد أقصى.

قمة الخرطوم: انعقدت في الثامن والعشرين من شهر آذار عام 2006، وأعادت التركيز على مركزية قضية فلسطين، والتمسك بمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام الفين واثنين، وجددت التضامن مع الشعب العراقي، ودعت إلى احترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية واحترام إرادته في تقرير مستقبله وخياراته الديمقراطية .

قمة الرياض: انعقدت في الثامن والعشرين من شهر آذار عام 2007 تحت إسم "قمة التضامن العربي"، وقد وضعت على جدول أعمالها مختلف القضايا التي تهم المسلمين من مشكلة لبنان إلى الصومال إلى السودان إلى العراق إلى فلسطين ، فكررت القمة نفسها ولم تقدم شيئاً يذكر -طبعاً بالسوء- سوى لقضية فلسطين بل قل "قضية التنازل عن فلسطين" حيث أكدت على تمسك جميع الدول العربية بمبادرة السلام العربية التي قدمها ملك السعودية كما أقرتها قمة بيروت العربية 2002 بكافة عناصرها، والمستندة إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادئها لإنهاء النـزاع العربي – "الإسرائيلي" ، وإقامة السلام الشامل والعادل الذي يحقق الأمن لجميع دول المنطقة، ويمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وطالبت بانسحاب "إسرائيل" من كل الأراضي العربية التي احتلتها بعد 4/6/1967 بما فيها الجولان، وطالبت "إسرائيل" بقبول المبادرة كما هي بلا تعديل ولا تطوير ولا تغيير. لاءات ثلاث عودنا حكام العرب على البدء بها والانتهاء بضدها تكررت في مؤتمر قمة الرياض الذي أجمع المراقبون على أنه كان الأسوا في تاريخ مؤتمرات القمة العربية.


قمة دمشق: انعقدت في التاسع والعشرين من شهر آذار 2008 وسط أجواء من التشاحن والاختلاف والتوترات في العلاقات العربية ــ العربية كادت تكون شبيهة بتلك التي سبقت قمة القاهرة الطارئة عام 1990 بعد قيام العراق باحتلال الكويت، وهي الحالة التي عادة ما لا تنبثق من اختلاف الرؤى الذاتية بين بعض الدول العربية بشأن قضايا ملحة على الساحة وحسب، ولكن أيضًا نتيجة لضغوط أو تدخلات دولية، بما طرحت في حينه من الأسئلة والقضايا التي لم ترتبط فقط بالقمة كمؤسسة وآلية دورية تشاورية، وإنما بمستقبل النظام العربي ككل في ضوء الإشكاليات والتحديات التي تواجهه بداية من التحدي الأساسي والمتمثل في القضية الفلسطينية، مرورا بالأزمة اللبنانية، فالأزمة العراقية، وانتهاء بالتحديات الأخرى الأقل ظهورًا في خلفية واقع أزمات النظام العربي مثل مشكلة دارفور وجنوب السودان والصومال والصحراء الغربية، فضلاً عن القضايا التقليدية الأخرى كالتعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب.


قمة الدوحة: انعقدت في الثلاثين من شهر آذار عام 2009، وأكدت رفضها لمذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، على خلفية النزاع في إقليم دارفور غرب السودان، كما وشددت على دعم السودان في مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه. وكانت قمة المصالحات العربية التي لم تكتمل، أو بكلام آخر لم يتحقق منها شيء.

قمة سرت غير العادية: انعقدت في السابع والعشرين من شهر آذار عام 2010 وسط تساؤلات حول إمكانية نجاحها في حل الخلافات العربية المستشرية أو فشلها في ذلك وبقاء القديم على قدمه، انعقد مؤتمر قمة "سيرت" الليبية في غياب بعض الحكام العرب الذين كان من المفترض أن يكونوا مهمين قياساً بحجم دولهم والأدوار السياسية المنوطة بها، وقد أقرت سلسلة توصيات عامة بشأن تفعيل العمل العربي المشترك وأكدت على دعم السودان والصومال ورحلت عددا من القضايا الخلافية الى قمة بغداد التي تلتها.
قمة بغداد: انعقدت في السابع والعشرين من شهر آذار عام 2012، ودعت الى حوار بين الحكومة السورية والمعارضة، التي طالبوها بتوحيد صفوفها. وطالبت الحكومة وكافة اطياف المعارضة بالتعامل الإيجابي مع المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا كوفي عنان؛ لبدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة.
وكان من المقرر عقد هذه القمة عام 2011 إلا أنه نظرا لظروف الثورات العربية أو ما سمي ب"الربيع العربي" تم تأجيلها عاماُ آخر.
قمة الدوحة: انعقدت في السادس والعشرين من شهر آذار عام 2013 في دورتها العادية لمدة يومين متتاليين في ظل ظروف إستثنائية كانت تجتاح منطقة الشرق الأوسط، ووسط حراك اجتماعي عربي طالبت فيه الشعوب العربية بالمزيد من الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وفي خضم تحديات هائلة كانت تعصف بالأمن القومي العربي، وعلى إيقاع  تناقض واضح في ملفات، أبرزها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية. ولربما أن ابرز ما لفت الأنظار في تلك القمة هو حلول المعارضة السورية  المرتبطة بالغرب وبعض الأنظمة العربية التي تدور في فلك تحالف واشنطن وتل أبيب محل حكومة  دمشق للمرة الأولى منذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية في تشرين الثاني 2011، وذلك في خطوة كرست القطيعة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
قمة الكويت: انعقدت بين 25 و26 مارس/آذار 2014 وأكدت مشاريع القرارات التي تبنتها على رفض يهودية دولة "إسرائيل" وحملتها مسؤولية تعثر عملية السلام، كما طالبت مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته حيال ما يجري في سوريا.
وفي ما يلي ابرز النقاط  التي تضمنها القرار الذي اتخذته قمة الكويت بخصوص القضية الفلسطينية:

1) التأكيد مجددا على ان السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي وان عملية السلام، عملية شاملة لا يمكن تجزئتها، والتأكيد على أن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب "الاسرائيلي" الكامل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان، وحتى الخط الرابع من حزيران 1967، وكذلك الاراضي التي لا تزال محتلة في الجنوب اللبناني والتوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين استنادا الى مبادرة السلام العربية، ووفقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم (194).
2) رفض كافة اشكال التوطين واقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لما جاء في المبادرة العربية التي اقرت في قمة بيروت (2002)، وأعادت التأكيد عليها القمم العربية المتعاقبة ووفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعيتها ذات الصلة.
3)  الرفض المطلق والقاطع للاعتراف "بإسرائيل" دولة يهودية ورفض جميع الضغوطات التي تمارس على القيادة الفلسطينية في هذا الشأن.
4) حمل مشروع القرار "إسرائيل" المسؤولية الكاملة لتعثر عملية السلام والتأكيد على ان استئناف المفاوضات جاء نتيجة لتجاوب الدول دائمة العضوية في مجلس الامن مع التحرك العربي المطالب بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتغيير المنهجية الدولية المتبعة في معالجة القضية الفلسطينية وادارة عملية السلام.
5) دعوة مجلس الامن الى تحمل مسؤولياته والتحرك لاتخاذ الخطوات والاليات اللازمة لحل الصراع العربي- "الاسرائيلي" بكافة جوانبه وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة على اساس حل الدولتين وفقا لحدود 1967.
6) دعوة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي الى الاعتراف بدولة فلسطين على خط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي الختام من المهم الإشارة إلى أن حوالي ثلاثمئة قرار صدرت عن مؤتمرات القمم العربية من قمة "انشاص" المصرية في عام 1946 إلى "قمة الكويت 2014" كان أبرزها، قرارات اللاءات الثلاثة "لا للاعتراف، لا للتفاوض، لا للصلح"، ومقاطعة مصر إثر توقيعها معاهدة سلام مع "إسرائيل"، وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وإقرار مشروع السلام العربي مع "إسرائيل" . ومن المهم الإشارة أيضاً إلى أن الصراع العربي – "الإسرائيلي" ظل على الدوام المحور الرئيسي لجميع مؤتمرات القمة، علماً أنه يتعذر على المطلع على محاضر أعمال القمم العربية والقرارات التي صدرت عنها التمييز بين تلك المحاضر والقرارات، لأنها عادة ما كانت تتشابه في مضامينها، وفي معظم النتائج التي تمخضت عنها، وحتى في طرق انعقادها وانفضاضها، وفي بياناتها الختامية، وفي كل تفاصيلها من الألف إلى الياء تقريباً.
وللحديث بقية تتجدد وتُستكمل عشية قمة آذار 2016 إن شاء الله تعالى !!
كوبنهاجن في آذار 2015
محمود كعوش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني مقيم بالدانمارك

أضواءٌ على إبدَاعاتِ الشَّاعرةِ والأديبة دوريس خوري/ حاتم جوعيه


مقدِّمة ٌ : الشَّاعرة ُ والكاتبة ُ " دوريس خوري " أصلُها من لبنان ( لبنانيَّة  الأصل ) متزوِّجة ٌ وتسكنُ  في  قريةِ  " البقيعة " الجليليَّة  .   تكتبُ  الشِّعرَ  والخواطرَ  الأدبيَّة  والمقالات السياسيَّة  والإجتماعيَّة  والأدبيَّة ...وغيرَها .   لها  كمٌّ   كبيرٌ  من الإنتاج  الشِّعري  والأدبي،  ولكنَّها  بدأت  تنشرُ  إنتاجَها  وكتاباتها  منذ  فترةٍ  قصيرةٍ  في الصحفِ  والمجلاتِ  المحليَة  وفي  مواقع  الأنترنيت الكثيرةِ  ورغم الكم  والرَّصيد الكتابي  الكبير الذي لديها  تأخرت كثيرا  في صددِ  طباعة  كتباتِها ( كتبت هذه المقالة  قبل أن  يصدر لها  أيُّ  كتاب - شعرا أو  نثرا ) ... والكثيرون  من  الكتاب  والشعراء  والأصدقاء  كانوا يسألونها دائما  وباهتمام بالنسبةِ  لهذا الموضوع ( طباعة إنتاجها  في  كتب ) .. ولكنها  قد أجَّلت  طباعة  كتبها  ودواوينها  الشعريَّة  وتركت  هذا للظروف .  
   وَمِمَّا يُلفِتُ الإنتباهَ أنها كانت  دائما تنشرُ  مقالاتها وأشعارَها في الصُّحف  المحليَّة  من  دون  صورةٍ  لها ( في البداية )  فتضيفُ  وتلقي  على كتاباتِهَا وشخصيتِها وهويَّتها نوعا من الغموض والحيرة والإهتمام في نفوس القرَّاء   ، مَمَّا  يدفعُ  فضولَ وتطفلَ الكثيرين من القرَّاءِ إلى التساؤُل لمعرفةِ الحقيقةِ ولماذا لا  تنشرُ  صورتهَا  في الجرائد  بجانب  مقالاتِها... وكيف شخصيَّتها   وشكلها في الحقيقة ..هل  تتطابقُ مع  كتاباتها الإبداعيَّة ؟؟  وهل هي جميلة جدًّا  لكونها  لا  تنشرُ صورتها ..أم  على العكس ليست على مستوى مقبول  من الجمال .. إلخ  .
     وهذه  الأشياءُ  الشكليَّة ُ لا  تعنيني  أنا  شخصيًّا  ( كاتب هذه السطور )    والمُهمُّ  لديَّ  هو المستوى  الكتابي  والإبداع   شعرا  ونثرا )  لدى  الزميلة  " دوريس خوري " .

مدخل :   الشَّاعرة ُ  والأديبة ُ دوريس خوري  من الشاعراتِ  والكاتباتِ المتميِّزات  فنيًّا  والمُبدعاتِ  على  الصَّعيد  المحلِّي  .  لقد  أتحفت الصحفَ  العربيَّة  بالكثير من  مقالاتها وكتاباتها الرَّائعة الخلابة  التي  تركت  أصداءً    واسعة ً على الصَّعيدِ  المحلِّي  بين الأدباءِ  والكتاب  والمُثقفين  وكافة  أبناء  المجتمع .  تمتازُ  كتاباتها بالشَّفافيَّةِ والرومانسيَّةِ وبالعباراتِ الحلوةِ  الجميلةِ   وباللغةِ القويََّةِ الصَّافيةِ الجزلة وبالمعاني الفلسفيَّةِ العميقةِ وبالرُّؤيا  الإنسانيَّةِ  السَّامية الشَّاملة .   ولا  أخطِىءُ  إذا  قلتُ  إنَّ  لديها  أسلوبا  وطابعا  خاصًّا   وَمُمَيَّزا في  كتاباتها  يختلفُ عن  جميع الكتابِ  محليًّا  وعربيًّا .   ولكتاباتِهَا   جاذبيَّة ٌ وسحرٌ أخَّاذ ٌ تشدُّ  القارىءَ.. ومهما كانت  نوعيَّتهُ  ومستوى  ثقافته   فسيقرأ كتاباتها  بشغفٍ وحُبٍّ  كبير ولا يستطيعُ  أن  يتركَ مقالا أو قصيدة ً   لها حتى يأتي على آخرها، وهذه الجاذبيَّة ُ العظيمة ُ التي  تتمتَّعُ وتتحلَّى  بها  والسِّحرُ الخاصّ  قد  نجدُهَا عند  بعض الشُّعراء  والكتاب  العرب  الكبار .. وخاصَّة ً عند بعض  شعراء المهجر، مثل: جبران خليل  جبران .. والجديرُ بالذكر انَّها قد  تأثَّرت  كثيرا من جبران  وببعض شعراءِ المهجر واللبنانيِّين الذين كانوا في طليعةِ المُجدِّدين في العصر الحديث للشعر والأدب العربي ،  وعالجوا في كتاباتِهم  القضايا  القوميَّة  العربيَّة  المصيريَّة  وجميعَ  الأمور  والقضايا  الإنسانيَّة  والأمميَّة  الشَّاملة .  فدوريس  خوري  مِمَّا  يُمَيِّزُهَا عن الشُّعراءِ  المحليِّين أنها  في  كتاباتِها   تهتمُّ   للجانِب  الإجتماعي  والإنساني ولعنصر الطبيعةِ  ولفلسفةِ  وأسرار  الوجود  والكون .. فنجدُ  فيها  الإنسانَ  بكلِّ  معنى الكلمة... الإنسان  الذي  على  أهبَةَِ  الإستعداد  لكيّ  يهبَ  ويقدِّمَ  كلَّ   شيىءٍ...جَسدَهُ  وروحَهُ  قربانا لأجل  شعبهِ ولأجل الإنسانيَّة . فكتاباتها ترفلُ  وتزهو  وتسطعُ  بالقيم الإنسانيَّةِ  المُثلى  وبالمبادىء  والمُثل السامية الرائعة  ويشوبُها  ويترعها روحُ  الإيمان العميق والعظيم . فهيَ  تكتبُ  من منطلقِ مبدإ  وضمير  حيٍّ  وَحِسٍّ  شاعريٍّ  قوميٍّ  وطنيٍّ  إنسانيٍّ  مُرهفٍ ومُؤمن ٍ . تكتبُ  ليسَ من أجل الإستهلاك  أو للشُّهرةِ  والمكسِب  كالكثيرين  من الكتاب  والمستكتبين  المحليِّين المُرتزقين ...بل  انها  تكتبُ  من منطبق رسالةٍ   إنسانيَّةٍ   خالدةٍ   لأجل   شعبها   وأمَّتِهَا   العربيَّة  ولجميع   شعوبِ الأرض..لأجل  إنارةِ  وهدي الناس  فكريًّا وثقافيًّا  وأدبيًّا  وسياسيًّا  وإنسانيًّا ... كتاباتها على  مختلفِ  أشكالها  وأنواعها  تدعو الإنسانَ  أينما  وُجدَ  إلى التمسُّكِ  بالقيم  والمبادىء وإلى  الثقةِ   بالنفس  والسير في  الطريق   القويم   والصحيح  والإستقامة   الأخلاقيَّة  وإلى الإيمان  بالخالق  جلَّ  جلالُهُ ...هذا إضافة ً إلى  كون  كتاباتها على مستوى  فنيٍّ  راق ٍ . 
    وبالنسبةِ  للقضايا السياسيَّةِ  نجدُهَا  جريئة ً  جدًّا  وصادقة ً. وقد أعجبني  مقالٌ  لها موضوعُهُ جائزة التفرُّغ السلطويَّة  التي تُمنحُ  كلَّ  عام  لمجموعةٍ من الكتابِ والشعراءِ المحليِّين، وهي كانت مقاطعة ً لهذهِ الجائزةِ  في البدايةِ كالعديدِ  من الشعراءِ المحليِِِّين الملتزمين الذين  لهم  موقفٌ واضح  من هذه الجائزةِ ..هذه  الجائزة ُ التي  يراها الإنسانُ الوطنيُّ  الحُرُّ والشريفُ أنَّها  لا تشرِّفهُ  وأنَّهُ  مشكوكٌ  في أمرها  من  ناحيةِ  مستوى  ونزاهةِ الحكَّام  ومن  الناحيةِ  السِّياسيَّةِ  والجهة  التي  تمنحُهَا... وهذه  القضيَّة  مهمَّة ٌ جدًّا، ولكنَّ القليلين الذين  كتبوا عن هذا الموضوع  بمصداقيَّةٍ  وأمانةٍ  وجرأةٍ .   ونحنُ دائما  نرى الكثيرين  من  الكتابِ  والشُّعراءِ المحليِّين  يتهافتونَ  ويتسابقون كالكلابِ المسعورةِ  الجائعةِ  لنيل  هذه  الجائزة  المشبوهة، والبعضُ  يُشَغِّلُ  كلََّ الواسطاتِ والمعارف والجهات التي يعرفها لكي  يعطوهُ الجائزة َ... وما هذه الجائزة  الماديَّة  في مفهوم كلِّ إنسان ٍ فلسطينيٍّ  وطنيٍّ  وصادق  يُحبُّ  شعبَهُ  ويحترمُ  نفسَهُ  سوى  الذلِّ  والعار والإنحناء  والتمرُّغ  على  أعتابِ  السلطةِ  وبيع   ماء  الوجهِ   والكرامة   والضمير   واستجداء   أذنابها   من المستأجرين الذين  لهم  باعٌ  ويد  في قراراتِ التحكيم لهذه الجائزة ..( هكذا   ينظرُ للجائزةِ بعضُ الكتاب الملتزمين  وكما  يشيرُ  فحوى  ومضمونُ مقال دوريس )... ولكنَّ  دوريس  غيَّرتْ   رأيهََا   وموقفهَا   في  الفترةِ  الأخيرةِ  وأصبحت  تقدِّمُ   لهذه  الجائزةِ  منذ  سنوات ولكنهم لم  يعطوها هذه الجائزة رغم مكانتِهاَ الأدبيَّة  ومستوى كتاباتها العالي شعرا ونثرا ) ..  
   وأمَّا  في كتاباتِهاَ الشعريَّة فنشعرُ  وَنحِسُّ  بروح  ونفس  شعراءِ  المهجر  والشعراء العمالقة  من  اللبنانيِّين  والعرب  الكبار . هي لا  تلزمُ  في الكثير من قصائدِها  بالوزن ولكن  يوجدُ عندها  موسسيقى  داخليَّة أخَّاذة ..وأحيانا  تأتي التفاعيل  متكاملة ( حسب  بحور الخليل)  كما أنها  تلتزمُ بالقوافي  في  شعرها  الذي معظمهُ يشبهُ  شعرَ التفعيلة . وفي الفترةِ الأخيرة  بدأت  تكتبُ  شعرا كلاسيكيا  تقليديًّا  ملتزمة  فيهِ  بالوزن والقافية...ولها  قصائد موزونة على  نمط  شعر التفعيلة )  فهي  متمكنة  جدا  من اللغةِ  العربية  وقواعدها  ونحوها ومن البحور الشعريَّة...وجميعُ  قصائِدِها في  منتهى العذوبةِ.. وقمَّة في الجمال  اللفظي  والمعنوي  وغنيَّة  بالصور الشعريَّة  الحلوة  المستوحاة  من الطبيعةِ ومن صميم الواقع  الذي  تحياه .  والجديرُ بالذكر أنَّ   شاعرتنا  درست موضوعَ اللاهوت والفلسفة  وتأثرت  به كثيرا وانعكسَ على مجرى حياتها  ... ونجد هذا  التأثيرَ أيضا في كتابتِها، ونشعرُ دائما  بروح  الإيمان  القويّ  والعظيم  يتراقصُ ويتماوجُ  في كلِّ سطر من كتاباتِهَا . في أشعارها  نحسُّ  بل نرى جمالَ  لبنان ( وطنها الأم )  متجليًّا  وَمُتجَسِّدًا  أمامَنا  ونرى شموخَ  الأرز  والجبال  والشلالات  والسهول  الخضراء  والزهور اليانعة  وننبهرُ  ونتِيهُ  بالجوِّ  الشَّاعري  السحري الأخَّاذ  وبالحياةِ  الجميلةِ  البريئةِ  الخالية من الكدر والحقد  يُترعُها الصَّفاءُ  والنقاءُ، فالطبيعة ُ عنصرٌ أساسيٌّ  هام  في  شعر دوريس  خوري فتستوحي شاعريَّتهَا منها  وتأخذ ُعناصِرَهُا ورموزها  وأسرارَها  وتوظفها  في أشعارها  وكتاباتِها ، كما  أنَّها  تستعملُ   بعضَ المصطلحاتِ والتعابير والرُّموز التاريخيَّة واللاهوتيَّة وتدخلها  بشكل  متجانس متناغم  في قصائدِها...فجاءت  قصائِدُهَا حلَّة ً جميلة ً  قشيبة  فاتنة ً كالرَّبيع في عنفوانِهِ  يزهو  ويتبخترُ في  ثيابِ السُّندس والجمال  والبهاء .
وأخيرا :  إنَّ  دوريس  خوري  هي إنسانة ٌ ٌ قبل  كلِّ  شيىء  تتجَلَّى وتسمُو   بكلِّ المزايا والقيم  والمناقب المثلى  وكاتبة ٌ وشاعرة ٌ مُجيدة ٌ  وَمُبدِعَة  بكلِّ معنى الكلمةِ  وركنٌ أساسيٌّ  هامٌّ   في حركتِنا  ومسيرتِنا  الشِّعريَّةِ  والأدبيَّةِ المحليَّةِ ...فنتمنِّى  لها  العُمرَ المَديدَ  والمزيدَ  من  العطاءِ  الأدبي  والفكري والإصداراتِ الإبداعيَّة  الجديدة  .

                          (  بقلم :  حاتم  جوعيه  - المغار -  الجليل )