المواطنة هي موروث مشترك من المبادئ والقيم والعادات والسلوكيات بين الأفراد في الدولة الواحدة التي تسهم في تشكيل شخصية المواطن وتمنحها خصائص تميزه عن غيره من المواطنين في الدول الأخرى، كما أنها عبارة عن عضوية الفرد التامة والمسؤولية في الدولة أو أي مجتمع ما، وما يترتب على تلك العضوية من العلاقات المتبادلة بين الطرفين.
وبالتالي فإن المواطنة في أبسط تعريفاتها تتلخص في كونها قيم وسلوك وآداب وتكوين أخلاقي وذوق حضاري وتراث مرتبط بقيم وثوابت المجتمع وفلسفته في الحياة، فهي بذلك تتضمن حب الوطن والتعلق به، كما أنها صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه للوطن وفي نفس الوقت تمتع هذا المواطن بالحقوق والحريات الفردية والجماعية المنصوص عليها في دستور وقوانين الدولة، ومن منظور آخر يمكن القول بأنها الشعور بالانتماء والولاء للوطن وللقيادة السياسية في نفس الوقت، وتعتبر الطائفية والقبلية والمذهبية والحزبية من أخطر التحديات التي تواجه بناء المجتمع الداخلي وتؤثر في وحدته الوطنية، ويجب على المواطن أياً كان انتماؤه الطائفي أو القبلي أو المذهبي أو الحزبي أن يكون ولائه الأول والأخير للوطن لأن الكل زائل لا محالة والوطن باقٍ على مدى الدهر.
وفي هذا الصدد يحضرني الإشارة إلى كلمات المستشار/ روفائيل بولس رئيس حزب مصر القومي خلال الندوة التي عُقدت بعنوان "المواطنة والهوية" بملتقى الشباب الذي عُقد على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة 2015 " أن من أهم محاور المواطنة عدم التمييز بين المواطنين على أساس الجنس أو اللون أو الدين، وأن اللعب بأحد مقومات المواطنة من حقوق وواجبات يخلق فوضى شعورية ينتج عنها لفظ الوطن لأهله أو فتور الانتماء من الشعب تجاهه، وربما يصل الأمر إلى الشعور بفقد الهوية، وستظل المواطنة مسؤولية مشتركة بين الوطن وأبنائه بمعرفة كل منهما ماله وما عليه وخلق منظومة من التوافق تؤدى في النهاية إلى فرد ودولة يستحق كل منهما الانتماء للآخر".
ومن منطلق أن من أهم محاور المواطنة عدم التمييز بين المواطنين على أساس الجنس أو اللون أو الدين، فقد قدّم الرئيس عبد الفتاح السيسي للمصريين خلال حفل تنصيبه رئيساً لمصر ما يُشبه وثيقة عقد اجتماعي لحكم ما أسماه "مصر الجديدة" تطرّق خلالها إلى كيفية معالجة القضايا الداخلية والخارجية لمصر، ومشيراً إلى مفهوم المواطنة باعتبارها المبدأ الحاكم للحياة على أرض الوطن، فلا فرق بين مواطن وآخر في الحقوق والواجبات.
وتأكيداً على ما سَلف قام الرئيس السيسي كأول رئيس في التاريخ المصري بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مرتين، الأولى لتهنئة الأخوة المسيحيين بأعياد الميلاد وحضور قداس عيد الميلاد المجيد، والثانية لتقديم واجب العزاء في 22 مواطن مصري مسيحي ذهبوا للأراضي الليبية بحثاً عن العمل وتوفير لقمة العيش لذويهم ونالوا شهادتهم على أيدي بعض دواعش ليبيا لعائن الله عليهم، وهو ما يثبت درجة التقارب المتزايدة بين رئاسة الجمهورية والكنيسة.
وقد أثارت تلك الزيارتان ردود فعل واسعة النطاق بين مؤيد ومعارض في لحظة تحتاج فيها الدولة إلى تكاتف أبناء الوطن الواحد، كما أنهما جاءتا في توقيت مناسب لتؤكدا على مبدأ سرمدي وهو أن الدين لله وأن الوطن للجميع، ولتوصيل رسالة رادعة لأعداء الوطن في الداخل قبل الخارج مفادها أنه لا أحد يستطيع أن يفرق بين المسلمين والمسيحيين على كنانة الله في أرضه باعتبارهم نسيجاً واحداً وشركاءً في الوطن، وهو ما يبرهن أيضاً على أن الأقباط ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية.
وخلال لقائه منتصف الشهر الجاري بوفد الكونجرس الأمريكي برئاسة النائب الجمهوري رودني فريلنجيوسن رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الدفاع بلجنه الاِعتمادات بمجلس النواب الأمريكي، فقد أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تحقيق الأمن والاستقرار للشعب المصري والحفاظ على النسيج الوطني المصري وإعلاء قيمة المواطنة والمساواة بين كافة المصريين الذين لا يتعين التفريق فيما بينهم على أي أساس.
وبالنظر الى واقع مفهوم المواطنة في الحالة المصرية نجد أنه لا يزال حتى الآن غير مٌدرَك بشكل كاف لدى غالبية النشء والشباب -بل الكبار أنفسهم- فضلاً على أن هناك تمايز في إدراك بعض أبعاده وغياب البعض الأخر وبخاصة بٌعدي التعددية والحرية والمشاركة السياسية، الأمر الذي يستوجب تبني رئاسة الجمهورية لبرنامج عملي قابل للتطبيق على أرض الواقع وعلى وجه السرعة من شأنه التركيز على أهمية تجديد الثقافة الوطنية وتعزيز قيم المواطنة لدى أبناء وأطياف الوطن بأفق إنساني ديمقراطي وتعزيز الانتماء إلى الذات وإعادة بناء الثقافة الوطنية من داخلها وربطها بهموم وقضايا الوطن، وهذا البرنامج يُقترح أن يتضمن ما يلي:
- إصدار قانون مكافحة التمييز وتجريم الحض على الكراهية الدينية.
- إصدار قانون دور العبادة للمسلمين والمسيحيين.
- تكثيف المبادرات المجتمعية المناهضة للتمييز والسلام المجتمعي.
- إطلاق مبادرة مجتمعية لدعم وتعزيز مفهوم المواطنة لدى النشء والشباب تكون الريادة فيها للشباب أنفسهم.
- الاهتمام بالنشء والشباب في الكنيسة والمسجد وإعادة تصحيح مفاهيمه الخاطئة عن مبادئ المواطنة.
- ابتكار برامج هادفة للأنشطة التي تنمي لدى الشباب الإحساس بالمواطنة وتعرفهم بحقيقة الصراع الإيديولوجي والتيارات الفكرية المتصارعة، وتوعيتهم بمخاطر العصر وتعرفهم بمفهوم الانتماء، وترسيخ الُمثل العليا لديهم.
- إيلاء مفهوم المواطنة الأهمية القصوى في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام المختلفة.
- المشاركة في إعداد وتنظيم وإدارة دورات تثقيفية وتدريبية للكوادر الشبابية لحثهم على المساهمة في نشر وتعزيز ثقافة وقيم المواطنة (مفهوماً وممارسةً) في فضاء المؤسسة التعليمية والأندية الرياضية ومراكز الشباب.
- تفعيل برلماني الشباب والطلائع المنفذين من خلال وزارة الشباب والرياضة كونهما الأساس التدريبي على مفهوم المواطنة.
- إطلاق قنوات خاصة بالشباب من شأنها تصحيح المفاهيم الخاطئة التي سيطرت في العقود المنصرمة على فكر النشء والشباب، وتوضيح مفهوم المواطنة وحب الوطن في أنفسهم.
وختاماً يمكن القول بأن ما سبق ذكره من مواقف للرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن المواطنة ضاربًا بوجه الحائط كل من انتقده وكفَّرهُ وفي مقدمتهم رموز الدعوة السلفية؛ يعتبر مثلاً يحتذى به لجميع المسؤولين المصريين كالرؤساء القادمين بعد انتهاء مدة رئاسته والوزراء والمحافظين ليهتدوا به في أعماله وحكمته في عدم التفرقة بين أبناء الوطن الواحد في كافة الحقوق والواجبات حتى يتحقق الأمل لبناء مصرنا الغالية، كما يعتبر نموذجاً مصرياً خالصاً في الدعوة لصقل وتنمية وتدريس قيم المواطنة بين صفوف النشء والشباب قبل الكبار، وذلك من منطلق أن المواطنة أكثر من مجرد انتماء يتم إثباته بالأوراق الثبوتية وبطاقات الهوية، وهي ليست التغني بالولاء والانتماء القولي فقط، وإنما ممارسة الولاء والتجذّر في الوطن والاعتناء به وبمصالحه العليا على نحو وثيق ومستمر في مختلف الظروف والأوقات، وفي ارتباط مصيري لا يقبل الانفصام، وأن المواطنة لا بد أن تمارس من جانب جميع أبناء الوطن بدوافع ذاتية وقناعات نابعة من الإيمان بأهميتها.
المواطنة هي معانقة الذات للذات، وحلول العلة في معلولاتها دونما حاجة لمنطق دفتر الحالة المدنية، ولا حتى البصمات الدالة عن جوهر الأشياء، ولا هي جينات تتلاقح فيما بينها فترتسم عبرها الكينونة النابعة من ماغما الفلسفة الوجودية للأشيا، اذن نحن في حاجة الى ترسيخها فعلا لدى صفوف النشء والطليعة والشبيبة وكبار السن من الاباء والامهات
ردحذفالمواطنة هي عملية تشاركية يشارك فيها المواطن بصناعة القرار ومجريات الأمور، تشتد جذورها، كلما أحس المواطن أن له قيمة في ما يجري ويدور حوله من أحداث، حيث يلاحظ أنه كلما كانت المواطنة تمارس على أرض الواقع اليومية. فتجد نائبه بالبرلمان يخاف منه كمواطن وكناخب يحدد مصيره، وتجد الحكومات ورؤسائها في حالة ترقب لمدى رضى الجماهير الشعبية عن أدائها ومناقشة برامجها التي تطيح بها إن لم تنفذ على أكمل وجه، وليس حالة المواطن النعامة، الذي يمشي الحيط الحيط ويا رب السترة، أو تلك المواطنة المقّزمة التي تعترف بالمواطن فقط في حالة تأديته للواجبات وتقنين الحقوق وعصرها عصراً حتى بات هذا المواطن مجرد حقل تجارب في كل المجالات الضريبية والحقوقية وحتى السياسية وعليه القبول فقط والهتاف بدون انقطاع مرددا شعارات تم إفراغها من محتوياتها من كثرة التكرار.
ردحذفإهمال باقي النسيج الوطني ووجهة نظره المختلفة والتي تقدم صورة مختلفة بل ومغايرة أحياناً عن ما تراه الأنظمة الرسمية هو ممارسة قمعية لا تخدم الوطن في شيء، وأن الاعتراف بالآخر المختلف فكراً ورؤية في ما لا يمس الأخلاق العامة والأديان السماوية، هو من حقوق المواطنة التي يجب أن ينشغل الجميع بتطبيقها قولاً وفعلاً، ومن هنا فان الرئيس السيسي قدم نموذجا جيدا لتدعيم قيم المواطنة لدى قطبي الوطن وخيوط وأوبار نسيجه الواحد ولعله خير مثال يحتذى به في الدول والاوطان التي تشتمل على فئات متعددة كما هو الحال في العراق وسوريا والاردن ومصر ولبنان وغيرها من البلدان العربية
ردحذفالتربية على المواطنة تتطلب باستمرار استعدادا نفسيا للتضحية في سبيل صيانة حق المواطنة المتساوية، وممارسة مجتمعية واعية لتوطيد أواصر العلاقة بين تنوعاتنا الأفقية والعمودية، وكفاحا وطنيا مستديماً، ومن الجميع لطرد كل العناصر التي تفضي وتؤدي إلى توتير العلاقة بين أبناء الوطن الواحد
ردحذففعلا المواطنة والانتماء الوطني ليس بأوراق ثبوتية وأختام، لا هي شعارات مستهلكة تتشدق بها الأفواه على المنابر، بل المواطنة هي روحك التي ارتبطت بذرات تراب الأرض التي تعيش فيها وعليها وتلك الحدود وهذه المياه الاقليمية وذلك المجتمع بكل طوائفه، مواطنتك هي إنجازك، هي بصمتك في وطنك ... فماذا فعلينا لأوطاننا
ردحذفزيارة السيسى للكاتدرائية حذفت من القاموس كلمة مسلم ومسيحى، وهو بذلك يرسخ عهدا جديدا من المساواة كان واضحًا وجليًا في مضمون كلماته التى سطر بها المشهد الأخير فى حكم جماعة الإخوان الإرهابية فى 3 يوليو بأن مصر على مشارف عهد جديد، حيث وقف السيسى الذى كان وزيرًا للدفاع آنذاك وبجواره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى مشهد يدل على أن مصر لا يمكن أن تتقدم إلا بعنصرى الأمة، ويوماً تلو الآخر دخلت مصر فى عهد رئيس حرص على أن يكون حاضرًا ممثلا عن الأزهر والكنيسة فى كافة المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وفى أول عيد للأقباط كان حاضراً فى زيارة إلى الكاتدرائية، وقد وصفت بـ"التاريخية" مثلما تناولها هذا المقال، حيث خاطب خلالها جموع الشعب المصرى موجهاً التهنئة لشعب مصر بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وفى أوقات المحن، لم يتردد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الثأر لدماء أبنائه، وأمر بشن ضربات جوية ضد معاقل تنظيم داعش داخل الأراضى الليبية، رداً على قتل عصابات التنظيم الإرهابى 21 مصرياً فى محاولة للتفرقة بين المسلمين والأقباط وبث الذعر فى نفوس الشعب المصرى. كان رد الرئيس الرئيس آنذاك دليلاً على أن الدم المصرى لم يعد رخيصاً، سواء كان مسلماً أم قبطياً، ليحبط كل مخططات إشعال الفتنة، وليؤكد تمسك مصر بالمساواة والمواطنة، ويؤكد بما لا يدع مجالاً لشك أنه رئيس لكل المصريين.
ردحذفحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكاتدرائية المرقسية وسط احتفالات وقداس عيد الميلاد وكذلك لتقديم واجب العزاء في أبناء مصر الذين قتلوا بأيادي داعش الملوثة بدماء الابرياء ايا كانت ديانتهم هو بمثابة تطبيق حقيقي لمادة المواطنة التي زينت مواد الدستور وروح ثورتي 25 يناير و30 يونيو، كما تعتبر رسالة لا تقبل الشك مفادها أن المواطنة ستكون بل أصبحت منهج الحكم في مصر خلال السنوات المقبلة
ردحذفكلام جميل
ردحذفكلام جميل
ردحذفموضوع المواطنة مازال محتاج الكثير من الدراسة
ردحذفاستوقفتني تلك الفقرة:
ردحذف(وبالنظر الى واقع مفهوم المواطنة في الحالة المصرية نجد أنه لا يزال حتى الآن غير مٌدرَك بشكل كاف لدى غالبية النشء والشباب -بل الكبار أنفسهم- فضلاً على أن هناك تمايز في إدراك بعض أبعاده وغياب البعض الأخر وبخاصة بٌعدي التعددية والحرية والمشاركة السياسية، الأمر الذي يستوجب تبني رئاسة الجمهورية لبرنامج عملي قابل للتطبيق على أرض الواقع وعلى وجه السرعة من شأنه التركيز على أهمية تجديد الثقافة الوطنية وتعزيز قيم المواطنة لدى أبناء وأطياف الوطن بأفق إنساني ديمقراطي وتعزيز الانتماء إلى الذات وإعادة بناء الثقافة الوطنية من داخلها وربطها بهموم وقضايا الوطن)
أتمنى الأخذ بها ومراعاتها من جانب متخذي القرار بمصر.
مفهوم المواطنة نابع من من عمليات تنمية الانتماء والولاء لدى الأفراد وهذا الأمر بحتاج إلى تركيز كبير على تنمية كل من ثلاثية الانتماء والولاء والوطنية
ردحذفالمواطنة سلوك فطري ومشاعر إنسانية وعمل إيجابي وانتماء صادق للوطن ومقدراته، فالمواطنة لا تغرس قيمها عنوة ولا تُلقن مبادئها تلقيناً أجوفاً، لتُبنى قواعدها أو لنعزز ولاءها، المواطنة بذرة فطرية موجودة عند كل إنسان سوي، فهي نواة طبيعية تزدهر أوراقها وتنمو بخيرها وتطرح ثمرها عند احتضانها ورعايتها وهي بذرة، لتلقي ما في جعبتها من غراس بروح وطنية تسهم في البناء والعطاء.
ردحذفكلام في الصميم
ردحذففعلا المواطنة والانتماء الوطني ليس بأوراق ثبوتية وأختام، لا هي شعارات مستهلكة تتشدق بها الأفواه على المنابر، بل المواطنة هي روحك التي ارتبطت بذرات تراب الأرض التي تعيش فيها وعليها وتلك الحدود وهذه المياه الاقليمية وذلك المجتمع بكل طوائفه، مواطنتك هي إنجازك، هي بصمتك في وطنك ... فماذا فعلينا لأوطاننا
ردحذفتعزيز المواطنة وتوجيهها نحو العطاء الإيجابي تربوياً واجتماعياً ووطنياً، لا يتحقق بوجود مقرر خاص بذلك في مرحلة دراسية، أو بمحتوى يتكرر أسلوبه ومضمونه بمستويات مختلفة لمراحل متعددة؛ لأن تعزيز المواطنة وتعميق جذورها، يحتاج لمزيد من المعرفة عن الوطن بتفاصيله، بما يعني توسيع أفق المواطن حول وطنه، والذي يقتضي تنويع الممارسات والنشاطات وأساليب التعليم ذات الصلة بالمعرفة الوطنية لتحفيز المواطنة في جميع تفاصيلها المستهدفة ومجالاتها المتنوعة.
ردحذف(حب الوطن من الإيمان)
ردحذفوهذا يعني أن مفهوم المواطنة يأتي من الإيمان وطبيعة الارتباط والاخلاص لهذا الوطن، وهو الأمر الذي يدفع الجميع لبذل الغالي والنفيس والارتقاء به والحفاظ على مكتسباته.
تغتبر المواطنة العضوية الكاملة للمواطن في مجتمع سياسي معين أو دولة بعينها، حيث تكفل هذه العضوية للمواطن المشاركة في الحياة العامة وتحمل المسئوليات الوطنية، كما تكفل كذلك حق كل مواطن في الحصول على فرص متساوية لتطوير نوعية الحياة التي يعيشها، وحيث توفر هذه العضوية أيضاً شعوراً بالانتماء والولاء للوطن والتزاماً بمبادئه وقيمه وقوانينه، في ظل علاقة تبادلية بناءة تحقق التقدم والرقي لكلٍ من الوطن والمواطن في جميع المجالات.
ردحذفتعد المواطنة أحد المصطلحات الحديثة نسبيًا في عالم السياسة، على الرغم من وجود إرهاصات لها منذ أيام الفلاسفة اليونانيين مثل أفلاطون وأرسطو عندما تحدّثا عن المواطن في أثينا، وقد بدأ التنظير لها منذ منتصف القرن الماضي تقريبا، كما أنها أصبحت إحدى الكلمات المفتاحية للعلوم السياسية والتاريخ في العقد الأخير من القرن ذاته. وتشكل المواطنة حاليًا موضوع الساعة بما تتضمن من تحديدات للعلاقة بين المواطن والدولة من خلال الواجبات والحقوق.
ردحذفظل مفهوم المواطنة مفهومًا بدائيًّا حتى عصر التنوير، فقام رموز عصر التنوير “هوبز، ولوك، وروسو، ومونتسكيو، وغيرهم” بطرح مفهوم آخر يقوم على العقد الاجتماعي ما بين أفراد المجتمع والدولة أو الحكم، وعلى آلية ديمقراطية تحكم العلاقة بين الأفراد أنفسهم بالاستناد إلى القانون الذي يتساوى عنده الجميع. ومن أجل منع استبداد الدولة وسـلطاتها؛ نشأت فكرة المواطن الذي يمتلك الحقوق غير القابلة للأخذ أو الاعتداء عليها من جانب الدولة. فهذه الحقوق هي حقوق مدنية تتعلق بالمساواة مع الآخرين، وحقوق سـياسية تتعلق بالمشاركة في اتخاذ القرار السياسي، وحقوق جماعية ترتبط بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
ردحذفهناك مبدأ أساسي لمعنى المواطنة، ألا وهو الانتماء، على الرغم من أنه هو الآخر يختلف في معناه من حيث الانتماء إلى الوطن، أو الانتماء إلى الموطن الذي يستقر فيه الإنسان، أو الانتماء إلى الأمة.
ردحذفتعتبر المواطنة فكرة اجتماعية وقانونية وسياسية ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير بجانب الرقي بالدولة إلى المساواة والعدل والإنصاف، وإلى الديمقراطية والشفافية، وإلى الشراكة وضمان الحقوق والواجبات.
ردحذفمتانة النسيج الوطني تتطلب التسليم بمفهوم المواطنة، مفهوم تتحقق فيه المساواة بين البشر، وينال فيه الفرد موقعه الاجتماعي ووظيفته عن طريق كفاءته وقدراته ونزاهته. فالواقع يؤكد أن ثمة علاقة في المضمون بين مفهومي المواطن والمواطنة. حيث لا يمكن أن تتحقق المواطنة، من دون مواطن يشعر شعورًا حقيقيًّا بحقوقه وواجباته في وطنه. فلا مواطنة من دون مواطن، ولا مواطن إلا بمشاركة حقيقية في شؤون الوطن على مختلف مستوياته.
ردحذفالمواطنة إطار يستوعب الجميع، فهو يحافظ على حقوق الأقلية والأكثرية في نطاق مفهوم المواطنة الجامعة، والمواطنة هي المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن الصبغات الدينية أو المذهبية أو القبلية أو العرقية أو الجنسية. فكل مواطن له جميع الحقوق وعليه جميع الواجبات، والمواطنة الحقيقية لا تتجاهل حقائق التركيبة الثقافية والاجتماعية والسياسية في الوطن ولا تحدث تغييرًا في نسب مكوناتها، ولا تمارس تزييفًا للواقع، وإنما تتعامل مع هذا الواقع من منطلق حقائقه الثابتة، حيث توفر البيئة الصحيحة والخصبة لتكوين ثقافة الوطن التي تتشكل من تفاعل ثقافات أبناء الوطن. وهي التعبير الطبيعي عن حالة التنوع والتعدد الموجودة في الوطن. ثقافة تؤكد حاجة كل منا إلى الآخر وأن ثقافة الفرد هي محصلة ثقافة كل أبناء الوطن، فهي ليست ثقافة فئوية أو طائفية أو جنسوية، إنما هي ثقافة وطن بكل تنوعاته وأطيافه وتعبيراته. كما أنه في المجتمع المدني يتجاوز أفراد المجتمع الاعتقاد الديني إلى مبدأ المواطنة، ويعترفون بمبدأ الاختلاف في العقيدة الدينية التي يجب ألّا تحول دون الانتساب إلى مواطنة مشتركة، لأن المواطنة توفر آلية العيش وسط التنوع والاختلاف، وتولد جانبي الواجبات والحقوق.
ردحذفالمواطنة تضمن المساواة والعدل والإنصاف بين المواطنين أمام القانون وخدمات المؤسسات، وأمام الوظيفة العمومية والمناصب في الدولة، وأمام المشاركة في المسؤوليات على قدم ومساواة، وأمام توزيع الثروات العامة، وكذلك أمام الواجبات من دفع الضرائب والخدمة العسكرية والمحافظة على الوطن والدفاع عنه؛ فـالمواطنة هي الحق الفردي لجميع أبناء الوطن في تقرير مصير الوطن، والتمتع بكل خيراته.
ردحذفارتبط تطور مفهوم قيم المواطنة وقيم الانتماء بمفهوم الدولة واختلاف منظومة القيم الاجتماعية والسياسية عبر العصور، إذ يختلف مفهوم الحقوق والواجبات تبعاً للنمط السياسي الذي يسير شئون المجتمع، فضلاً عن تطور مفهوم العقد الاجتماعي بين المواطنين والدولة، بغية الوصول إلى بناء اجتماعي متماسك يقوم على الاعتزاز بالمجتمع وقيمه وتاريخه والتطلع إلى مواكبة التغيير العالمي من حوله، فدراسـة الاتجاهـات المعاصـرة للنظم السياسية في تنميـة قيـم المواطنـة والانتماء تشكـل ضرورة ملحة، لما لها من أثر في تحديد أولويات المجتمع نحو تربية معاصرة للمواطن، بما يكفل تربية ومواطنة سليمة، وبناء نظام اجتماعي متكامل ومتماسك
ردحذفيشير مفهوم (المواطنة) من الناحية النظرية إلى ثلاثة جوانب هي:
ردحذفأولاً: يتضمن علاقة قانونية هى ”علاقة الجنسية“ وهى علاقة بين الفرد والدولة بمقتضاها تسبغ الدولة جنسيتها على عدد من الأفراد وفقا للقوانين المنظمة لذلك.
ثانياً: يشير إلى علاقة سياسية تشمل مجموعة من الحقوق والحريات والواجبات فالمواطنون وحدهم هم الذين من حقهم الاستفادة من الخدمات الاقتصادية والاجتماعية التى تقدمها هيئات الدولة وهم وحدهم الذين يحق لهم ممارسة الحقوق السياسية كالانتخابات والترشيح وتكوين الأحزاب وعليهم واجب أداء الخدمة العسكرية ومؤدى ذلك أن مفهوم المواطنة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاركة المواطن فى الحياة العامة.
ثالثاً: هو علاقة معنوية وعاطفية ترتبط بحب الوطن والولاء لمعطياته ورموزه من لغة وتاريخ وثقافة وغير ذلك من رموز الهوية والانتماء.
النص على أن الدولة المصرية تقوم على مبدأ المواطنة فى الدستور لا يمثل نهاية المطاف بل إنه بداية لطريق طويل من المراجعة والتصحيح تجعل من هذا النص منطلقاً لممارسات فعلية تضمن حقوق المواطنة وحريتها وأن تتوافر نظم المتابعة والرقابة القانونية والسياسية والشعبية لهذه الممارسات بهذا يتحول مبدأ المواطنة من نص دستورى إلى واقع حى معاش يلمسه المواطنون فى حياتهم اليومية.
ردحذفإن المواطنة باعتبارها رابطة معنوية ليست أمراً من الممكن فرضه وإنما هى نتاج مجموعة من المكونات التى تحيط بالفرد منذ مولده وتؤدى إلى خلق رابطة غير ملموسة بينه وبين الوطن ليس فقط لأنه ولد فيه ولكن أيضاً لأنه قدم له الرعاية والحماية والتعليم والخدمات.. إلخ، وبعبارة أخرى أن (المواطنة) يتم غرسها فى نفوس الأفراد بشكل غير مباشر من خلال مجموعة من المعطيات تؤدى فى محصلتها إلى خلق هذه الرابطة.
ردحذفيجب على جميع الدول أن تتخذ خطوات لإزالة العقبات التى تعترض سبيل التنمية الناشئة عن عدم مراعاة الحقوق الخاصة بكرة المواطنة سواء كانت الحقوق المدنية أو السياسية فضلاً عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ردحذففعلا المواطنة ما هي إلا موروث مشترك من المبادئ والقيم والعادات والسلوكيات بين الأفراد في الدولة الواحدة، والتي تسهم في تشكيل شخصية المواطن وتمنحها خصائص تميزه عن غيره من المواطنين في الدول الأخرى، كما أنها عبارة عن عضوية الفرد التامة والمسئولية في الدولة أو أي مجتمع ما، وما يترتب على تلك العضوية من العلاقات المتبادلة بين الطرفين.
ردحذفالانتماء للوطن، والحرص عليه، والفداء والكفاح من أجله، في المجالات كافة، يُعتبر من أساسيات المواطنة الحقة، التي يجب أن يحرص عليها كل فرد منا. والمواطنة الحقة ليست مجرد شعارات وأقوال، بل هي أفعال وأعمال مستمرة، تحركها المشاعر الصادقة، التي تدفعنا إلى التفاعل الإيجابي، والعمل الصادق، وبذل الجهود المخلصة التي ترفع من شأن الوطن، وترتقي به، إلى مقامات المجد والتقدم الحضاري. هذا التقدم يصنعه أبناء الوطن الأوفياء، أصحاب الإرادة القوية التي لا تهزها عواصف ومؤثرات التغيير السلبية، عبر حقب الزمان المختلفة. والوطن يعتزُ دائماً بأبنائه المخلصين والذين يعملون بكل جهودهم وطاقاتهم، في خدمة الوطن على أسس راسخة من العلم والإيمان العميق، بمقدرات الوطن. كثيرة هي تلك المشاكل التي تتعرضُ لها أوطاننا، والتي يجب مواجهتها بكل حزم وعزم، ومنها: تلك المشاكل التي تتعلق بالهوية والانتماء الوطني، حيث تتعرض بعض الأوطان للكثير من المحن، نتيجة ابتعاد أبناء الأمة عن أداء واجبهم وانتمائهم الوطني، لأنهم يواجهون ويتعرضون للكثير من التغريب والابتعاد عن الأوطان، لأسباب عدة منها: ما يتعلق بالمفاهيم والأفكار الدخيلة والمغلوطة التي يستقيها وينساق إليها بدون وعي بعض من شباب تاهوا وراء أفكار هدامة، حتى أوقعت في هاوية الانحراف عن طريق الحق، والابتعاد عن الهوية الوطنية الأصيلة. في ظل هذه الأوضاع المؤلمة، من المحن والمشاكل، التي تتعرضُ لها الأوطان، حيث أنهكت مقدراتها، كما أنهكت الطاقات والموارد البشرية في الوقت الذي يحتاج فيه الشباب إلى التوعية السليمة، والتوجيه بالحسنى، البعيد عن الانفعال والتشنج في طرح الأفكار والتوجيه، لأن الشباب بطبيعتهم ومشاعرهم الجياشة، لا يتحملون أساليب التنفير والوعد والوعيد. المجتمعات والأوطان التي تُحافظ على نسيجها الاجتماعي، مترابطاً قوياً في علاقاته، هي الأوطان والمجتمعات القوية التي تتعايشها فيما بينها وبين الأمم الأخرى على أسس راسخة من المحبة والاحترام المتبادل، في أجواء من الوئام والتسامح والسلام. وهذه القيم النبيلة، نستمدها من قيم وتعاليم ديننا الإسلامي القويم، الذي يحثنا على التمسك بهذه القيم الفاضلة.
ردحذفالمواطنة من وجهة نظري هي بذل الغالي والنفيس من أجل الوطن.
ردحذفرصدت دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، جهود الدولة المصرية في ملف المواطنة، جاء فيها أن لفظ المواطنة تفسر بانتماء الإنسان الى بلاده، وخضوعه لقوانينها بالتزامن مع حصوله على حقوقه في هذه الأرض المقيم فيها.
ردحذفوأشارت الدراسة الى أنه ينوط للدولة من خلال سلطاتها التشريعية والتنفيذية، بتحديد معايير الجنسية وطريقة حصول الشعب عليها، مضيفا :"بمعنى أن الدولة تحصل على دور تنظيمي فيما يتعلق بحقوق المواطنة، ولا يحق لها التعامل معها على اعتبار أنها منحة من الدولة تبسطها أو تقبضها وفق مشيئتها، غير أن ذلك لا يتعارض مع مبدأ أن المواطنة هي صفة أساسية للمواطن في بلاده ولا يجوز إهدارها".
ونوهت الدراسة الى ان كلمة مواطنة وردت في الدستور المصرى 2014 في ثلاثة مواضع وهى في مقدمة الدستور حيث تم وضعها لتوضيح أهميتها التاريخية التي نورد منها الفقرة التالية :"وفي العصر الحديث، استنارت العقول، وبلغت الإنسانية رشدها، وتقدمت أمم وشعوب على طريق العلم، رافعة رايات الحرية والمساواة، وأسس محمد علي الدولة المصرية الحديثة، وعمادها جيش وطني، ودعا ابن الأزهر رفاعة أن يكون الوطن “محلًا للسعادة المشتركة بين بنيه”، وجاهدنا – نحن المصريين – للحاق بركب التقدم، وقدمنا الشهداء والتضحيات، في العديد من الهبات والانتفاضات والثورات، حتى أنتصر جيشنا الوطني للإرادة الشعبية الجارفة في ثورة “25 يناير – 30 يونية” التي دعت إلى العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت ظلال العدالة الاجتماعية، واستعادت للوطن إرادته المستقلة".
وتابعت :"في المادة الأولى من دستور 2014، وهو ما يدل على مدى أهمية مبدأ المواطنة، ونصت المادة الأولى على أنه: ” جمهورية مصر العربية دولة ذات سيادة، موحدة لا تقبل التجزئة، ولا ينزل عن شيء منها، نظامها جمهوري ديمقراطي، يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون، الموضع الثالث: في المادة (19) من الدستور، والمتعلقة بحق التعليم، مما يتضح معه أهمية تعليم مبدأ المواطنة منذ الصغر، وقد نصت على أنه “التعليم حق لكل مواطن، هدفه بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمي في التفكير، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز، وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه في مناهج التعليم ووسائله، وتوفيره وفقًا لمعايير الجودة العالمية".
ولفتت الدراسة الى أن الدستور المصري تضمن عددًا من المواد والنقاط، التي تتصل جميعها بالمواطنة وبضرورة إقرارها بشكل أو بآخر، مشيرة الى أنه تم استحداث عدد من المواد ذات الصلة، وهي مادة 4، والتي تنص على أن السيادة للشعب وحده، يمارسها ويحميها، وهو مصدر السلطات، ويصون وحدته الوطنية التي تقوم على مبادئ المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، والمادة 9 التي تنص على أن تلتزم الدولة بتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، دون تمييز.
وأردفت :"تمت إضافة المادة 53 والتي تنص على أن المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة، والمادة 64 والتي تنص على أن حرية الاعتقاد هي حرة مطلقة. كما أن حرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية هي حق ينظمه القانون، يشار إلى المادة 50، والتي تنص على أن تراث مصر الحضاري والثقافي، المادي والمعنوي، بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى المصرية القديمة والقبطية والإسلامية ثروة قومية وإنسانية، تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته، فيما نصت المادة 180 على أن تنتخب كل وحدة محلية مجلسًا بالاقتراع العام السري المباشر، لمدة أربع سنوات، وأن يتضمن المجلس تمثيلًا مناسبًا للمسيحيين، كما تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بتاريخ 11 سبتمبر عام 2021، من قلب العاصمة الإدارية الجديدة أيقونة الجمهورية الجديدة، والتي تتضمن المحاور الرئيسة للمفهوم الشامل لحقوق الإنسان في مصر، وذلك بالتكامل مع المسار التنموي القومي لمصر الذي يرسخ مبادئ تأسيس الجمهورية الجديدة ويحقق أهداف رؤية مصر 2030. ويتناول البند الثامن من المحور الأول (الحقوق المدنية والسياسية)، وهو حرية الدين والمعتقد".
👍برافووووووو مقال رائع والموضوع محتاج للكثير من البحث والدراسة والتمعن👍👀👀👍
ردحذفالمواطنة في مصر تؤكد على أن الفرد يُشكل نسيج مجتمعه، ومن ثم فهو عضوٌ فاعلٌ فيه، يعي كافة ما يمر به هذا المجتمع، ويدرك شئونه، وله دورٌ فاعلٌ في نهضته وتقدمه ورقيه ونماؤه ويعمل على تحقيق مصالحه، وحماية مقدراته، وأمنه القومي، كما يسارع في المشاركة السياسية، وما يقره الدستور من استحقاقاتٍ بغية استقرار كيان الدولة، وفق ما يتطلبه الصالح العام، ولا ينفصل ذلك عن امتلاكه للقيم المجتمعية النبيلة من ولاءٍ وانتماءٍ وحبٍ للوطن، متمسكًا بعقيدته مدركًا لواجباته ومسئولياته وحقوقه، واثقًا من ذاته وتأثيره الحيوي في الوجود بهذا الوطن العظيم الشامخ.
ردحذفالعالم الافتراضي ساعد مؤخرًا على فرض الهوية الرقمية لدى الأجيال الحالية، وهناك من يحاول أن يجعلها مهيمنةً على الهوية الوطنية وتعمل على تآكلها بصورةٍ متدرجةٍ وممنهجةٍ؛ حيث تساعد الفرد على أن يستغرق جُل وقته في جنبات وتفاصيل الثقافات المستوردة؛ لينتقي منها ما يتناسب مع سد احتياجاته وتلبية ميوله وملء فراغه وإفراغ طاقاته وتبنيه لأهداف قد تبدو خياليةً؛ ليبدأ مسيرة التيه التي تخرجه من جلباب هويته الأصيلة راضيًا مرضيًا بزخم وبهرجة الهوية الرقمية، التي تعزز لديه فكرة الانفتاح غير المنضبط والحرية الشخصية التي تعلو حرية الآخرين، والمسئولية عن النفس دون الغير، وقيمة الوطن التي لا تتعدى الحدود الجغرافية بشواهدٍ وأدلةٍ مزيفةٍ.
ردحذفمبدأ المواطنة يعتبر أيضًا بمثابة شهادة التأمين الحقيقية للمجتمع العصري السليم، الذي يحترم المقدسات ويسقط الفوارق بين الملل والمعتقدات، فهو ينمي الإحساس بالولاء والانتماء للوطن، بإعتبار أن المواطنة هي مصدر الحقوق والواجبات بالنسبة للمواطن أو من يحمل جنسية الدولة محل المواطنة، دون تمييز عرقي أو طائفي أو ديني أو أي نوع آخر من التمييز.
ردحذفالموضوع أكثر من رائع ومازال في حاجة للدراسة والفحص والتمحيص
ردحذفمصر في رباط إلى يوم الدين.
ردحذفمصر في رباط إلى يوم الدين بإذن الله تعالى
ردحذفالمواطنة
ردحذفإطار كبير واسع المجال
يستوعب الجميع ويحافظ على حقوق الأقلية والأكثرية.
المواطنة قيم وسلوك وآداب وتكوين أخلاقي وذوق حضاري وتراث مرتبط بقيم وثوابت المجتمع وفلسفته في الحياة، فهي بذلك تتضمن حب الوطن والتعلق به👍👍🌹👍👍
ردحذفتسلم أناملك دكتورنا الجليل
ردحذفطبتم وطاب قلمكم
ردحذف