فلسطينيو سوريا... ومبادرة مجلس الأمن/ علي هويدي

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة للبحث في التطورات الأخيرة التي تعرض لها مخيم اليرموك ابتداءً من الأول من نيسان/ إبريل 2015، وأدت الى اقتحام داعش للمخيم. الجلسة المغلقة التي عقدها المجلس مساء الإثنين 20/4/2015، خَلُصت إلى ثلاثة بنود تتضمن؛ تقديم المساعدات للمدنيين غير القادرين أو غير الراغبين في مغادرة المخيم، ومساعدة الذين يريدون أن "ينتقلوا مؤقتاً" من المخيم بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني وفي ظل ضمانات مناسبة تسمح لهم بالقيام بذلك بأمأن وبحرية، ومساعدة سكان المخيم الذين فروا بالفعل، لكن السؤال يدور عن سبب التأخير الكبير في انعقاد مجلس الأمن، ومخرجات الجلسة الطارئة التي لا ترتقي إلى حاجة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا بعد مرور أكثر من أربعة سنوات على الأحداث هناك..!

على أهمية البنود الثلاثة وما تتضمنته من فقرات، إلا أن البنود قد خُصصت للحديث حصراً عن مخيم اليرموك، متجاهلاً المجلس بذلك الأوضاع المأساوية لأكثر من 560 ألف لاجئ فلسطيني مسجل حسب إحصاء "الأونروا"، وما يتعرضون له من نكبة ثانية سواءً على مستوى النزوح إلى الداخل السوري أو لمن بقي في المخيمات، أو لمن اضطر للهرب إلى خارج سوريا، أو ضرورة وأهمية الدعوة للتنسيق بين وكالة "الأونروا" والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) فيما يتعلق بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين الفارين الى خارج مناطق عمليات "الأونروا" لا سيما مصر التي تستضيف حوالي أربعة آلاف لاجئ، أو دعوة الدول العربية والإسلامية التي تستضيف نازحين من فلسطينيي سوريا إلى تحسين الظروف المعيشية والقانونية، أو حث جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لضرورة المتابعة ولتحمل المسؤولية، أو البحث عن عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المفقودين..، أو الدعوة الى توفير الحماية الجسدية للاجئين وعدم الاكتفاء بالدعوة الى تقديم المساعدات الإنسانية على أهميتها..!

دعا المجلس لحماية اللاجئين في اليرموك فقط، والطلب لجميع الأطراف المعنية إلى "الإمتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي أو قانون حقوق الإنسان واللاجئين الدولي ووقف جميع الهجمات ضد المدنيين بما في ذلك القصف الجوي، مديناً "جميع أعمال الأرهاب التي ارتكبت في المخيم" ومطالباً "تنظيم الدولة وجبهة النصرة وجميع المنظمات الإرهابية الواردة على لائحة مجلس الأمن بالإنسحاب من اليرموك على الفور، والتنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك القرارات، 2139، 2165 و 2191، وبما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي".

الملفت كذلك في مبادرة مجلس الأمن، غياب أية آليات لتطبيق البنود الثلاثة مما يجعلها عرضة لأن تبقى منسية في الأدراج شأنها شأن الكثير من القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية عموماً وقضية اللاجئين وحق العودة على وجه الخصوص، وعلى التوازي يستمرار تعرض فلسطينيي سوريا للمزيد من الإستهداف... يبدو بأن الإسراع في انعقاد المجلس لا يتعدى تقديم ورقة إثبات للمجتمع الدولي من أن الأمم المتحدة تتصدى للمنظمات الإرهابية - حسب وصفها - أينما وجدت؛ فقيمة البنود الثلاثة في تطبيقها بما يحفظ الحقوق الإنسانية والسياسية للاجئين.. لا أن تصاغ على الأوراق فقط ..!

*باحث وكاتب في الشأن الفلسطيني

وطن يحن إلى وتر/ جواد بولس

أصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية، مؤخرًا، سلسلة من القرارات في رزمة من المسائل الجوهرية التي تمسّ، مباشرة،حقوق الجماهير العربية العريضة وكذلك حقوق الفلسطينيين وتحديدًا، هذه المرّة، حقوق المقدسيين.
وللتأكيد، نذكّر أن هذه الموجة العاتية تضرب شطآننا بعدما أنهكنا ما سبقها من ضربات هوت تباعًا على ما تبقى من كواسر موج حسبناها منيعة، فأسقطتها الرعونة، لنصبح أكثر هشاشةً وعرضة لفكي كمّاشة النظام؛ حكومة وكنيست تضخّان، بإمعان وإصرار، قوانين عنصرية جائرة، ومنظومة قضاء تعمد وتعمل مسهّلاً ييسّر لكل عسير وعصيب وجامح.
بعدما صدّقت المحكمة على قرار مصلحة السجون الإسرائيلية بحجب حق التعليم العالي عن أسرى الحرّية الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال، صدّقت أيضًا على ما عرف بقانون "المقاطعة"، وأقرّت تجريم كل من ينادي ويمارس فعل مقاطعة إسرائيل، والأخطر، في قرارها هذا، أنّه  لم يستثن الأراضي الفلسطينية المحتلة وبضائع المستوطنات، على الرغم مما أقرته المحكمة والهيئات الدولية، بأن الاحتلال الإسرائيلي باطل، وأن المستوطنات تعتبر جرائم حرب. ثم جاء مباشرة، قرار المحكمة الثالث، ليقر أن أملاك الفلسطينيين المقدسيين تعتبر أملاك غائبين إذا كان أصحابها يسكنون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧، وبذلك يسوّغ هذا القرار لمن يسمى "القيِّم على أملاك الغائبين" أن يضع يده على آلاف العقارات الفلسطينية المقدسية، في عملية، إذا نجحت، ستستكمل مرحلة متقدمة جدًا في مسيرة تهويد القدس العربية، التي لم تتوقف، عمليًا، لساعة منذ أن زعق بوق يوشع الجديد في ساحات "البراق" معلنًا عنها حائطًا للدموع التائهة منذ ألفي عام وأكثر.     
وكأننا على كوكبين..
فإلى طمرة الجليلية حمل عماد فرّاجين، ذلك الفنان الفلسطيني المتميّز، جرح وطنه، وشمأل، قاصدًا موئل الفرج المشتهى، حالمًا بأن يعزف حرًا،على وتر خاصرته النازفة، نشيد الفرح الأحمر والبسمة الباكية. لم تسعف عمادًا وفرقته الأماني، ولا جنّات طمرة التي على مد النظر؛ فطمرة اليوم، ككثيرات من أخواتها، ليست كما كانت، مأوى للرايات الحمراء ومنفى لمن عصوا حاكمًا عسكريًا فصارت لهم بيتًا وصدرًا وخبزًا.       
ومرّة أخرى يلغى عرض الفرقة الفلسطينية المسرحي  في مدينة جليلية عربية، وينتصر من هدد وتوعد متذرّعًا بدفاعه عن الإسلام وبحجته أن الفرقة، في بعض عروضها تتعرض للإسلام بمهانة وسخرية. حزب التجمع الوطني أصدر بيانًا شجب فيه موقف تلك المجموعة المعارضة وأسلوبها في التهديد والوعيد، بينما غابت كل القيادات الشعبية والجماهيرية والوطنية والإسلامية عن هذا المشهد وتركوا أعضاء الفرقة الفلسطينية الأشهر" كالهاربين من الدلفة إلى تحت المزراب"، وتركونا نحن، نردد مع جموع العطاشى "تصبحون على وطر". 
وليس بعيدًا عن طمرة، في عكا، مدينة القناديل الزاهية والعرق الأسود، تلتبس الأمور على إحدى شخصياتها البارزة في السنوات الأخيرة- الشيخ سمير العاصي، إمام جامع الجزار، ووجه لا يغيب عن فرح عام أو ترح، وهو شريك مع قيادات جماهيرنا في جاهات صلح عديدة صالت البلاد من جنوبها لشمالها؛ فتجده عشية يوم الاستقلال الإسرائيلي يبرق مهنئًا بنيامين نتنياهو على نصره في الانتخابات الأخيرة، وموصيًا إيّاه بتعيين وزير يراه الأنسب والأفضل، ويؤكد لنتنياهو أنه إمام جامع الجزار "ويعتبر أهم مسجد في البلاد بعد المسجد الأقصى (جبل الهيكل) في القدس"، كما كتب الشيخ.
لن أسهب في تداعيات هذه القضية الهامة، فالشيخ عاصي أصدر مؤخرًا بيانًا أقرّ فيه بخطئه وسوء تقديره، ونشر ذلك في وسائل الإعلام المحلية.
 برأيي،  أن هذه القضية ليست محصورة بما كتبه الشيخ وتراجع عنه علنًا، وهي، وإن انتهت كما انتهت عليه، تبقى حبلى بمؤشرات على ظاهرة متفشية في وسطنا ولها مسبباتها الموضوعية واحتمالات تكرارها، ليس من قبل الشيخ عاصي طبعًا، تبقى واردةً بشكل كبير جدًا.
فكأننا نعيش على كوكبين.. 
وقد نتفق على ضرورة استمرار مؤسساتنا بالتوجّه إلى محكمة العدل العليا الاسرائيلية، متظلمين من سياسات القمع والاضطهاد العنصري وملتمسين عدلًا، سيكون حصولنا عليه من ذلك النمس أقرب، ولكن يجب أن نؤكد أن الاكتفاء بهذه الوسيلة سيملؤنا إحباطًا وفشلًا.
وقد نقر بحق من يؤمن بأنه ذراع السماء الضاربة على الأرض، بأن يدافع عن دينه وكرامة دينه، ولكن أن ينتهي إخراس صوت الفن والمبدعين بنداء: "إلى الألفة والمودة والمحبة والسلام والتسامح"، فهذا لن يؤدي إلى ألفة ومودة ومحبة وسلام وتسامح، لأن تاريخ البشرية علمنا أن التسامح غير المشروط سيؤدي، في النهاية،إلى اختفاء التسامح ذاته، فالصحيح، أن نطالب، باسم التسامح، عدم التساهل مع المتعصبين واللا متسامحين.    
لكي نعيش على نفس الكوكب، نحن بحاجة إلى إعادة بناء سقفنا الوطني وتمتينه، عندها تستطيع الجماهير الواسعة أن تستظل وتستأمن بنيانًا واضح المعالم، فسيح الأرجاء والرجاء، وعندها أيضًا ستندر "سقطات الرجال"، وسيبين الغث من السمين، فإذا لم تُخضع الجماهير وقياداتها عناصر أجندات عملها "للوطني" بامتياز، سيظل دوس الكلمة الحرّة رائجًا، وإغلاق نوافذ الحيّز العام مستمرا، وانحسار هوامش حريات الابداع متداعيًا، وعندها سيغلط شيخ وقد يتراجع ويسقط كاهن ولا يتراجع، ويفلت رئيس مجلس محلي ويتحاذق، وتستبعد الأنثى وتعيش على تخوم "الظبات"..
 فهل تعرفون ما الثمن الذي يدفعه "الطيّبون" لقاء لا مبالاتهم وصمتهم؟ أو ما كان مصير مجتمع من الخراف؟

بلطاي - مرسي/ محمد رفعت الدومي

للدم الملكيُّ في قصة العالم مساحات رحبة ليس من الصعب أن نلمس هيمنة الطابع الأسطوري علي فصولها، من السهل أيضًا أن نراقب من مكان قريب ذلك الإتفاق المريب علي أنه دمٌ مقدس وهو يتحرك عبر الزمن من أقصي بقعة في العالم القديم إلي أقصي بقعة في الجانب الآخر من العالم القديم، هذا كان سببًا لائقًا لأن يصل إلي الحكم عددٌ لا يحصي من النبلاء المزدحمين بالأمراض تعقيبًا علي زواج الأقارب!

بمرور الوقت، عندما أدركوا أن الشك صِحّيٌّ تجرأ العوام علي التجديف في ملوكهم حتي الخوض في أعراضهم، واكتظت حناجرهم علنًا بالظنون حول ما كان يدور خلف أسوار القصور الملكية المغلقة علي المؤامرات والدسائس والفضائح الأخلاقية، كما تبدد إيمانهم تدريجيًا بقداسة دمائهم أو تميزها؛ آنذاك، صار الدم الملكيُّ رَحِمًا ملائمًا لتربية الأساطير، أسطورة الكأس المقدسة هي الأهم علي الإطلاق! 

لقد عششت في عقول العوام إلي حد أنفق عنده الكثيرون منهم في البحث عن الكأس الضائعة أعمارهم، وإلي حد لا يوجد عنده أوروبي واحد أو أوروبي الجذور واحد لا يعرف أسطورة الكأس التي يقولون أن قطراتٍ من دم المسيح وضعت فيها!

ما من شك في أن الكنيسة لعبت دورًا كبيرًا في حراسة الأسطورة حية في عقول خراف البابا، بل، لسخافة بنائها وعدم احترامها للمنطق أغلب الظن أن الكنيسة هي المصدر الجذريَّ لاختلاقها، فمن يبني كل معرفته علي كتاب واحد ليس من المستبعد أبدًا أن يوكل إلي الكأس مهامًا مثل خدمة الملوك وإعداد الطعام لهم وقتال أعدائهم! 

كل هذه المهام المرهقة وما زلت أتكلم عن كأس يا سادة، ولست أدري ما الذي حال بين هؤلاء السطحيين وبين أن يضيفوا إلي كل هذه المهام مهامًا يحتاجها الملوك أيضًا، كتربية الأطفال وغسل الأسنان عند الاستيقاظ من النوم وإرضاء الملوك في الفراش!

لحسن الحظ، لم يدر آنذاك ببال الكهنة أن طفلاً سيولد في "إنجلترا" ليتخذ من الأسطورة حجرًا يبني عليه روايته الجلل "شيفرة دافنشي" فيطعن بها الظاهرة البابوية في الصميم، "دان براون" طبعًا!

لقد ألحق "براون" بعقول قرائه ظنونًا مستديرة بأن "مريم المجدلية" هي الكأس المقدسة، وبأنها كانت زوجة لـ "يسوع" ووعاءًا لذريته، كما كانت يهودية يجري في أوردتها دمٌ ملكيٌّ احتاجه المسيح ليكون ملكًا شرعيًا لليهود، وسوف لا أستسلم لحذر الحكاية وأؤكد أن في الأناجيل التي اعتمدتها الكنيسة، وبشكل أكثر عمقًا في الأناجيل التي تصنفها كأناجيل منحولة، ما يجعل كل ما ذهب إليه الرجل جديرًا بالاحترام!
  
لا أعرف حتي الآن شيئًا عن ملابسات استقدامهما للقيام بالمهمة، لقد تجاوز الرجلان رواية "علي أحمد باكثير" بكثير، فما لم يعرف أن مخرج الفيلم "أندرو مارتون" أمريكي ولد في "المجر" وأن سيناريو الفيلم للأوروبي "روبرت أندروز" سوف لا يعرف كل من شاهد أو سوف يشاهد فيلم "وا إسلاماه" من أين يهبُّ ذلك الحضور الذي يتركه تحديدًا في الذاكرة "بلطاي"، أو، "فريد شوقي"، كما "جهاد"، أو، "لبني عبد العزيز"! 

فالفيلم ليس إلا قصة أخري من قصص الدم الملكي والبحث عن الكأس المقدسة، لو لم يكن الأمر هكذا، فمتي كان المغول علي وجه الخصوص، أشرس حضارة عرفتها الإنسانية، يحترمون شرعية غير شرعية المعركة لكي ينسق "بلطاي" كل تلك المكائد ويبذِّر كل ذاك الجهد والسنوات للبحث عن "جهاد"؟

قصة الفيلم مشهورة..

"سلامة" يفر من "خوارزم" بالأميرة "جهاد" وريثة العرش و "محمود" بعد مقتل السلطان، وهو، عندما يتوقع وصول المغول إلي "جهاد" وابن عمها يبيعهما كالرقيق بعد أن ينقش خاتم المُلك علي ذراعيهما! 

وترسلهما الصدفة إلي مصر، فتصير "جهاد" جارية في قصر "شجر الدر" و "محمود" قائدًا لمماليك "عز الدين أيبك"، مع ذلك، يعثر "سلامة" علي "جهاد" قبل "بلطاي" الذي كان يحاول العثور عليها أيضًا! 

يرتبك الأفق المملوكيُّ فجأة، حزمة من الاغتيالات والخيانات والدسائس يصبح بعدها "محمود" سلطانًا ينتصر في النهاية علي المغول في "عين جالوت" ويثأر لعائلته، لم يقل الفيلم بالطبع أن صديقه "بيبرس" قد اغتاله عما قليل من نهاية المعركة!

لم أشاهد "وا إسلاماه" منذ سنين، مع ذلك، طرأ "بلطاي" علي ذاكرتي من كل جانب عند حادثتين كلتاهما تتعلق بـ "د.مرسي":

الأولي، عندما انتشر أيام "د.مرسي" خبر العثور علي حمامة تحمل في رجلها رسالة، تصورت، للحظة، تحت ضغط الخبر، كعادة الأخبار الغريبة المباغتة، أنها الحمامة التي أرسلها "بلطاي" بخبر موت "شجر الدر" ولم تصل!

أمس كانت الثانية.. 

عقب صدور الحكم علي "د.مرسي" ضحكت، ليس فقط لأن الحكم غريبٌ، إنما لأنني كنت أتوقع حكمًا بالإعدام، ولأنني، تذكرت تغريدة ترددت كثيرًا علي تويتر (ليلة الإتحادية) تصلح وحدها دليلاً علي هزلية المحاكمة من الجذور، هذه هي:
  
(بيان من مدينة الحرفيين : تم رد رفرف سيارة السيد الرئيس ع البارد وجاري شراء زجاج استيراد عشان التوكيل غالي)

أين هو استعرض القوة إذاً؟

تذكرت أيضًا "بلطاي"، صرتُ أتفهم دوافعه للبحث عن الدم الملكي أكثر من أي وقت مضي، تفهمت أيضًا تمسك الإخوان المسلمين بعودة "د.مرسي" إلي هذا الحد، إنه الدم الملكي الذي اكتسب من الشعب المصري قداسته وهو في حوزتهم فعلاً، وهو مصدر قوتهم، كأسهم المقدسة، بل الكأس المقدسة لثورة 25 يناير، علي الآخرين أن يستوعبوا هذه البديهية ونقاط الالتقاء بعد ذلك كثيرة، أو، عليهم أن يشاهدوا فيلم "يا نحب يا نقب" السخيف، وأن يتوقفوا طويلاً عند مقولة "د.عبادة"، أو، الفنان "محمد متولي"، وهو يبرر إكراه رفقاء المدرج الذين ما زالوا طلابًا علي النجاح:

- عاوز أحس إني بقيت دكتور!

لذلك كنت أتوقع حكمًا بإعدام "د.مرسي"، فوجوده علي قيد الحياة يكفي بالقدر الذي يبقي علي ذاكرة الثورة مشتعلة ويضع اللص وجهًا لوجه أمام اللقب الذي ينبغي له!

أنوثة كل نساء العالم‏/ اشرف دوس

لقد قررت أن تصبح كل مساء ملكة جمال وتجمع أنوثة كل نساء العالم، وتهديها له بل تغمره بها.. وعدته بأن تصبح الأم والأخت والصديقة والحبيبة والزوجة، تكون العين والقلب والحنان والحب.

فإذا ما قررت الأنثى أن تمنح دمر عطاؤها كل السدود، واجتاز كل الحدود.. رسمت لوحة فنية لصور مختلفة ومتفاوتة ترمى كلها إلى الحب، والحرمان والتفانى في الحب والعطاء، فنحن عندما نعطى.. في الواقع لا نعطى.. ولكننا نأخذ.. نأخذ تلك المشاعر الممتنة..ممّن أمددناهم بعطائنا.. فنسقى بها عطش قلوبنا.. لترتوى من ذلك الفيض..

فيض العطاء. والعطاء أن تقدم لغيرك ما تجود به نفسك.. من غير سؤالهم.. العطاء أن تبادر بتقديم كل ما تستطيع لمن تحب، لتعطيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر. لتعلمه بمدى مكانته عندك.. ومدى تقديرك وحبك له امنحوا وتحابوا واجعلوا الحب سماء مفروشة بأوراق الورد، وبحنان عبيره أغمروا الروح لتمنحنا مزيجا من الأمل والوفاء.

غيمةٌ من أبسط الفراشات/ محمد رفعت الدومي

علي حافة قريتي التي لا يلتقط الغرباء أبداً تعرجات روحها دون دليل من أهلها كان حقل الذرة الذي له شكل المثلث، وكان نسيم المساء يعلق في قامات العيدان المرتعشة، وكنت، ككل مرة، قد استسلمتُ تماماً لحذر اللقاء الحرام، لذلك، تسللتُ إلي الحقل الذي له شكل المثلث بعد أن أصبح في حكم المؤكد تثاؤب كلِّ الطرقات عن المارة، وضمور ضوء القمر هذه الليلة، وجلستُ في انتظارها وحيداً، أغرس وجهي بين يديَّ منقبضاً من القلق والاضطراب، هي دائماً تأتي عند كلِّ اكتمال لرغبتي في تفجير نزوتي في جسدها، لكن موت أمها قد أعاقها شهرين وبعض الشهر عن أداء هذا القدَّاس البشريِّ، مع ذلك، لم أتوقف يوماً عن الذهاب في الموعد المتفق عليه..

تتآكل أصداء البيوت المغلقة علي الأسرار الصغيرة كلما تقدم الظلام في العمر، وتتَّحدُ مع حفيف الأشجار المتطفلة البعيدة، ونقيق الضفادع، ودقات أجراس كنيسة بعيدة، وارتعاشات عيدان الذرة علي إيقاعات غامضة، وعواء كلاب بعيدة تحتشد، نظرت من خلال أوراق الذرة إلي السماء، كان قليلٌ من الرماد يسكنها، فكَّرتُ بصمت، ألم يجد الله للقمر شكلاً أفضل من الدائرة، مع ذلك، استطاعت عيناي أن ترصدا نجماً يولد! 

طارت طرقُ اليمام فجأة، وامتلأ المكان برائحة المانجو المدانة بالبياض، وكان هذا وحده كافياً بالقدر الذي يوقظ الرغبة في كلِّ حواسي، ونارَ المرح الداخليَّ، لابدَّ أنها الآن تسير في الدروب الوعرة قادمة إليَّ ، تسحب خلفها كالعادة غيمة من أبسط الفراشات، قلت لنفسي لابد أنها استسلمت هي الأخري لحذر الحكاية فاختارت أن تسلك طريق الجسر الغربيِّ، فهو ، وإن كان أشدَّ طرق القرية وعورة، الطريق الأمين لمن يريد التخفي عن العيون المتربصة..

من كان يصدق أن النجمة التي يرقص فوق خصرها كلُّ المراهقين في قريتي، وفي القري المجاورة، وفي البلاد البعيدة، ويتمرغون فوق طراوة جسدها تحت سماء مزيفة، ويمرنون أجسادهم تكريماً لها علي ممارسة العادة السرية في العتمة، سوف تنام عارية عما قليل تحتي!

ارتفع ضجيج رائحة المانجو المسكرة، وأصبح الليل وسيمًا، كلُّ شي تغير، لم يكن لليل هذا المظهر الذي الآن يسعدني، لقد التقطتْها عيناي تسعي في حذر شديد تحت غيمة من أبسط الفراشات بين عيدان الذرة، يمرر النسيم أنامله الرقيقة في شعرها الخيليِّ ، ليست أطول النساء، لكنها، أطول نخلة في غابة النساء، لقد بدا واضحًا أن ذعرَ المدن وتقاليد الفراق العائليِّ لم تحسم شيئاً من فتنتها، كم كانت مشعة في أسود الحداد ولائقة جداً!

تخليت عن حذري وركضت نحوها، أحطم عن عمد، حتي مررت منحنيًا تحت أقواس عطرها الملكيِّ، واستسلمنا لعناق مرضيٍّ طويل! 

قبلتُ بخشونةٍ عينيها الغارقتين تحت شفتيَّ، وقاطعت أغنية الكرز في شفتيها بقبلة حمَّلتها كلَّ أشواقي وأشجار حنيني لحرارة هذا البياض المجرد، كنت أسمع في جسدي هدير الموج، وأشمُّ رائحة النبيذ في لعابها، عاودتُ عناقها بقوة واستلقينا متعانقين.. 

حكت لي وأنا أجوس بشفتيِّ في كلِّ تفاصيل جسدها العارية كيف كان موت أمها مؤلمًا، وانحدر اللؤلؤ من عينيها حقيقيَّاً وحارًا، تمنيت لحظتها لو أنني أستطيع أن أنكل بكلِّ أحزانها الماضية والمؤجلة وأرمم بالزنابق جراحها، غير أنني لم أدر ماذا يجب عليَّ أن أفعل لتهدئة قلب أحزانها سوي المزيد من اللثم والعناق!

استعادت بعد خسارة الكثير من الدمع هدوئها، واشتعلت بيننا لغة الصمت الدارجة حتي جاءت اللحظة التي سحقت روحي بغموضها وجمالها، لقد خلعت جوربها عن قدمين ناصعتين، ورأيت منعطف ركبتيها الخاص، فشعرتُ أني أترنح علي حافة غامضة، لقد تحول الكون كله إلي جملة روحية، هنا عند كل شئ، ورائحة السواحل البعيدة، واختل ايقاع أعصابي وسط غيمة من موسيقي صوفية مبهمة، تمنيت لحظتها أن يتجمد الوقت، أو، أن ألفظ أنفاسي الأخيرة وسط كل هذا الذهب، وضبطتُ الدموع تسيل من عينيَّ حارة مجردة، وكما يفعل الواصلون، رفعتُ رجلها اليمني إلي شفتيّّ وقبلتها قبلة حقيقية، ثم رحتُ ألعقُ بإخلاص باطنها الطريَّ وهي تسرِّح شعري بأصابعها الرقيقة في حنان كالقطن أبيض! 

سرعان ما بدأت أتخبط في شبقي، نمتُ فوقها، وبكلتا يديَّ أقبض الآن علي ثدييها، شوق ساعات الانتظار الطويلة ها هو الآن يتناثر هنا وهناك، وها أنا أصطاد من كلِّ ملليمتر في جسدها نجمة، أمضغ الحلمتين اللتين تمنحان من يمضغهما السكينة بكلِّ فيضها وأسرارها، أقطع المسافة من ثدي إلي ثدي في وردتين، أحكُّ فراشة الحناء علي كل ثدي بأظافري، أراقب هدير الحليب المحتجز في ثدييها وسط سحابة من العطر المستخلص من جذور غريبة، أتمسك بكل طريٍّ فيها، هي احتشدت أيضاً، وراحت تتمسك بكلِّ صلبٍ لديَّ.. 

دفعتني برفق ثم خلعت كلَّ ملابسها عن جسد من أحجار كريمة، رأيت كل ما هو خاص وحميم، نزعتُ علي عجل أنا ثوبي أيضًا، وتهدل الليل فوقنا عناقيد ماس!

لم ننتبه خلال دوراننا في الشبق أننا ندمر عن عمد كل ما يطاله جسدانا من عيدان الذرة حولنا، كان عراء رغبتها تلك المرة واضحًا ومشتعلاً، دقائق حمراء، أفلتَ بعدها السائل اللزج مني وانساب قطرة قطرة علي سُرَّتها، نبت العرق علي جبهتي فجأة، وهي، كما قدَّرتُ، بحكم العادة، ما زالت في منتصف الهياج، لكنها، كما يحدث في كلَّ مرة، تظاهرت بالاكتفاء عندما لمست ارتخاء رغبتي كما حرجي:

- خلاص ؟

- وانتي ِ؟

- أنا كمان .. قبلك..

ولكي تبرهن لي، تلك الخبيثة، علي اكتمال نشوتها، أمسكت يدي برفق وأدخلتها في مهبلها، دافئاً ومبتلاً بقشدة شهوتها كان، وكانت أبسط الفراشات تنظر بالداخل من النافذة الضيقة، أطلقت لدي انزلاق أصابعي في الشرخ المبتل آهة عميقة، كما أطْلَقَتْ يدها تعبث في صدري، ازداد وجهها احمرارًا وأنفاسها سخونة، لم أكن بحاجة لأن أفهم أنها تطالب الآن قضيبي المرتخي بتهدئة حرائقها، رجَّ الخجل قامته في وجهي، ودفعًا لهذا الحرج اقترحتُ عليها، لأول مرة، في انكسار مذل، أن أجفف مهبلها بثوبي، وهي، لرقَّتها الشديدة لم تجد في اقتراحي مبررًا للإذعان للسخرية، فقط رفضت اقتراحي جادة، وبررت رفضها بخوفها عليَّ من شكوك أمي إذا رأت قشدة شهوتها الجافة علي ثوبي عند غسله، وهي، اقْتَرَحَتْ، لسبب ما، أن أقوم بتجفيفه بقميصها هي، انتابتني أمام هذا التيار من الرقة مشاعر ملتبسة وغامضة، ولأنني كنت مرتبكاً وفي ذروة خجلي، ولا أدري ماذا يجبُ عليَّ أن أفعل، وضعت في ارتجال يدي بين فلقتي مؤخرتها وأنا أرفعها قليلاً لأرتب لشفتيَّ وضعًا يسمح لهما بلعق خاتم الورد بينهما، وفيما بدا أنها فطنت إلي ما أنا عاقدٌ العزم عليه تخلصت من يدي بحركة مباشرة، واعتدلت ضاحكة، لقد تحللت كلُّ تعابير وجهها إلي تعبير امتنان، فغرستُ بحركة مباشرة أنا أيضاً شفتيَّ تحت إبطها ألعقه، كنت لا أستطيع مواجهتها، وكانت تلمس انسحاب عينيِّ خجلاً إلي ركنهما، فعانقتني بقوة واستلقينا متعانقين! 

تسللت يدها إلي قضيبي فجأة ووضعته بين فخذيها الناصعين، وراحت تحركهما فخذاً عكس فخذ بنعومة وهي تتغزل بحجم قضيبي، طراوة فخذيها ، وحلمتاها اللتان تتبادلهما شفتاي، أناتها المهتاجة المدبرة، كانت أسبابًا وجيهة ليعود قضيبي إلي الحياة أشد صلابة هذه المرة..

ارتجافة مهبلها لحظة الملامسة كانت هائلة، حركاتها عصبية ومبتذلة، كان الاحتكاك عنيفًا، وهي تعبث بيدها في صدري وتصرف بأسنانها النظيفة، وتموء كقطة بيضاء! 

اقتحمتها أكثر من مرة، وفي كل مرة عندما تنطفئ رغبتي تعثر هي في الظل علي أسباب وجيهة لجولة أخري، حتي داهمت سكينتي اللحظة التي أكرهها دائمًا، وتضمر عندها كل الزنابق، حين تهمس جادة:

- كفاية النهاردة!

كنتُ، بحكم العادة ، أستدلُّ علي برودة جسدها من نظرة عينيها، ومن ارتخاء حلمتيها، ومن انخفاض النبض في بظرها المبتل، ومن تعبير الارتواء علي وجهها الطيب، ومن قدر المنيِّ الذي ادَّخره كلَّ مرة في جسدها..

يحدث هذا عادة عند اقتحام الفجر فراشنا العائليَّ ، تنهض بهدوء، تقف فوقي قليلاً ثم تختفي فجأة وتختفي معها غيمة من أبسط الفراشات، ويفرغ الحقل نفسه..

كنتُ أنظرُ بعينين غارقتين إلي الموكب المحلق في الجبال البعيدة، مع ذلك ، كنت سعيدًا لأنني تركت بعضاً منِّي في جسدها، بعضي ذاك كان من الممكن أن ينمو تحت سرتها بصوت مسموع لولا أنها تحرص علي استعمال الحبوب التي تجعل الحمل مستحيلاً..

امتصت عينيَّ فجأة قطةً بيضاءُ تُخلِّصُ جسدها الصغير من أحد كيزان الذرة وتسقط علي الأرض، ثم تتابع سقوط القطط البيضاء من الكيزان، لم يمنعني الذعر أن أسمع صوت تكسر غصن شجرة متطفلة بعيدة، فررت من الحقل مبتعدًا أتفادي الارتطام بالقطط الصغيرة ..

في منتصف الطريق إلي قريتي التي الآن تستيقظ، كنت أشعرُ، كما يحدث في كلِّ مرة، بضربات الألم المباغت بين فخذيَّ، وكنت أتسائل في كل مرة، من أين لمهبل هذه الأنثي التي في رقة الفراش كلُّ هذه العضلات القوية؟

كان مهبلها يعضُّ عنيفاً!

حماس والتدحرج نحو الهاوية/ ماجد هديب

منذ انطلاقة حركة حماس وظهورها على خارطة السياسة الفلسطينية, وهي في حالة صراع وصدام, ليس مع استراتيجيتها وبرامجها فقط, بل وحتى في حالة صدام وصراع مع الشعب الفلسطيني ,حيث انها ومنذ ظهورها-بعد شهر من اندلاع الانتفاضة الاولى- وهي تعمل جاهدة وبالتدرج وكأنها كل الجسد الفلسطيني وما هو خارج عنه من قوى وفصائل يستوجب العمل على استئصالها ماض وحاضر ,والعمل ايضا على محو نضال تلك القوى من  ذاكرة الشعب, الا انه ورغم ما قامت به من حسم  وفق لما يحلو لقيادتها من تسمية انقلابهم وسيطرتهم على قطاع غزة بالدم فإن حركة حماس لم  تفلح  ورغم كل محاولاتها في جعل الشعب في حالة اصطفاف خلفها , كما انها لم تتمكن من استئصال كل من سعت للخلاص منه رغم ما قامت به من اجراءات من بينها السيطرة بالقوة وسن القوانين بحجة تمكين المقاومة من النصر وانهاء اسرائيل وهذا ما يذكرنا بنفس الاجراءات التي كان هتلر قد قام بها قصد دفع الشعب الالماني الى تمكينه من قيادة  المانيا للاتجاه بشعبها نحو سنوات المجد .

واذا ما كان هتلر قد قاد المانيا الى الانهيار والتقسيم بعد ما قام به من قتل واعتقال وقمع بحق الشعب الالماني, بالإضافة الى سن القوانين لحماية حكمه من جهة, ولدفع الشعب نحو الاصطفاف خلفه لقيادة المانيا نحو سموات المجد كما قال من جهة ثانية ,فان حماس ان استمرت على نهجه من حيث دفع الناس الى الاصطفاف خلفها دون استراتيجية وطنية جامعة وموحدة تحت ذريعة التمكين من اجل النصر فإنها ستقود شعبنا الى زوال وانهاء تاريخه النضالي الطويل والمعمد بدماء الشهداء على امتداد انطلاق ثورته المعاصرة.

كان هتلر قد حقق سيطرته على مقاليد الحكم في ألمانيا من خلال مرحلتين رئيسيتين، حيث كانت الاولى من خلال احداث التفجيرات والحرائق قصد فرض حالة الطوارئ بحجة حماية ديمقراطية المانيا من الانهيار, فيما جاءت المرحلة الثانية في اتجاه احكام السيطرة على الحكم  من خلال سن قوانينه الاستبدادية ,حيث افتعل هتلر حادثة حرق البرلمان الألماني في  فبراير 1933 قصد اتهام الحزب الشيوعي ومنحه الفرصة لاستصدار مرسوم جمهوري لتحريم نشاط هدا الحزب الشيوعي وإعلان الأحكام العرفية في البلاد والذي قيدت بموجبه الحريات العامة ومنعت التجمعات والمظاهرات واتخذت الإجراءات المشددة بمراقبة الهواتف والرسائل وتفتيش الدور دون الرجوع إلى المحاكم, حيث قام هتلر بإقناع رئيس الجمهورية في حينه المارشال بول فون هندربرج بإصدار مرسوم جمهوري يقضي بتخويل وزير الداخلية وأجهزة الشرطة والأمن صلاحية منع أي تجمع عام أو مظاهرة قد تؤثر على الأمن الداخلي.

 بدأ هتلر بتصفية معارضيه بشكل تدريجي ومدروس تمهيداً للسيطرة الكاملة على زمام الأمور وفرض ديكتاتوريته في ربيع عام 1933 مع نجاحه في انتزاع قرار من البرلمان الالماني يمكنه من سلطة إصدار قوانين من دون موافقة البرلمان، حتى إذا كانت تخالف الدستور  داعيا الجميع الى حالة اصطفاف خلفه ليقود المانيا الى سماوات المجد في ظل صرخات النازيين المهددة بالإعدام  لكل معارضي هتلر فكان لهتلر ما اراد وللنازيين ما خططوا الى انهم قادوا المانيا الى التقسيم والتخلف لا لسموات المجد كما قالوا بعد ان كانت في مصاف الدول المتقدمة علما وقوة.

ان على حركة حماس ان تدرك الان ,وقبل فوات الاوان ان ما تقوم به من التمسك بمبدأ محولات استئصال الغير, وما تقوم به من اجراءات قصد تكميم الافواه, ومن اعمال متصاعدة نحو  قمع القوى الوطنية الفلسطينية والمواطنين في قطاع غزة، وسن ما يسمى بقوانين التكافل وما سبقها من فرض الضرائب والمس بالحريات العامة، ومنع الصحف ومحطات الإذاعة ومكاتب إعلامية ووكالات أنباء، والتضييق على الإعلاميين، المعارضين لسياسة «حماس» لا يدفع الشعب نحو الاصطفاف خلفها  فالشعب الفلسطيني ليس قطيع من الغنم, بل هو صاحب قضية وطنية وذو قدرات ابداعية في كل مراحل نضاله الطويل وان محاولات اجراءات استئصال قواه الوطنية او قمعها لا يمكن حماس من قيادة الشعب الى الانتصار واقامة الدولة الفلسطينية بل يقودهم الى ما اوصل هتلر الشعب الالماني  اليه من الهزيمة والاندثار لسنوات .

على حركة حماس قيادة وكوادر اذا ما ارادت لفلسطين ان تبقى ولشعبها ان ينتصر ان تخرج من عباءة "واطيعوا الامر" لإنقاذ نفسها بالعودة الى حض الشعب, لا بالاتجاه به نحو الانهيار وانهاء وجوده وفقا لما يصدر عنها من سياسات, وخاصة انها تعيش الفترة الأسوأ منذ تأسيسها ,حيث عليها ان تعيد  حساباتها ,وهي مدعوة اليوم وقبل غدا لمراجعة مواقفها وتقييم سياساتها لتوضيح الملامح السياسية في المرحلة القادمة, ليس على مستوى سياستها الداخلية فحسب ,بل وعلاقاتها الخارجية ايضا ,فماهي مصلحتها مثلا لإبقاء الشعب رهينة لحساب مشروع الاخوان المسلمين وهل يؤدي موقفها من الحرب الدائرة بين نظام القاهرة الجديد وبين الجماعة وحلفائها وامتداداتها الى قوة او انتصار؟.

ما زلنا ننظر الى حماس على انها جزء من الشعب الفلسطيني ,وهي كما قال السيد الرئيس عنها من انها مكون اساسي من مكونات الشعب الفلسطيني فهل تتعظ وتتوقف عن النظر الى باقي مكونات الشعب على انها قوى يوجب استئصالها قصد التمكين بحجة المقاومة والاتجاه بالشعب نحو النصر والتمكين , او انها ستصر على ابقاء نفسها على خطى هتلر من سن ضرائب واحكام قاسية واجراءات امنية مشددة  لتقود الشعب نحو الهاوية والسقوط الى اسفل لسنوات وربما لعقود كما حدث لألمانيا فترة نازيتها.

عُمان سلطنة صغيرة... وأفعال كبيرة/ راسم عبيدات

عُمان عضو في مجلس التعاون الخليجي...ولكن تميزت عن بقية اعضاء مجلس التعاون بثبات سياستها الخارجية...سياسة تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول...وعدم السماح كذلك بالتدخل في شؤونها الداخلية...ورؤيتها لحل الصراعات والخلافات بين الدول،او القوى المتصارعة والمتحاربة تقوم على أساس التفاوض وليس الحلول العسكرية...وهي تبقي على نفس المسافة بين الأطراف المتصارعة او المتخاصمة،وبما يؤهلها للعب دور في حل الصراعات والخلافات....ولذلك في الحرب العبثية والتي لا طائلة منها التي تشنها السعودية على فقراء اليمن،تبدو مسقط العاصمة المرشحة لإستضافة لقاء سعودي- يمني للخروج بحل سياسي للصراع الدائر هناك....وعُمان بفضل حنكة قيادتها وخصوصاً وزير خارجيتها بن علوي استطاعت أن تشكل عنواناً وقاسماً مشتركاً للكثير من الأطراف المتصارعة عربية وإقليمية ودولية،كمكان مقبول للتفاوض وحل الصراعات والخلافات بينها....فهي على سبيل المثال لا الحصر،لم تكن جزء من التحريض وخوض الصراع المذهبي السني- الشيعي الذي جيشت له السعودية وقطر ضد ايران وحزب الله، واللتان مولتا وحرضتا كل الدول والقوى والأحزاب عربية وإسلامية (سنية) على خوضه لحد الفتنة المذهبية،وكذلك دفعت السعودية المليارات للعديد من الدول،من اجل ثني الولايات المتحدة عن توقيع اتفاق بينها وبين طهران بشأن برنامج طهران النووي،ورغم كل ذلك لم تتورط عُمان في هذا الصراع،وبقيت بمنأى عنه،وبقيت تحتفظ بعلاقات متميزة مع ايران...وهذا الموقف هو الذي جعل مسقط محط ثقة طهران وواشنطن لقيادة حوار سري بينهما على أرضها،فيما يتعلق ببرنامج ايران النووي،ذلك الحوار الذي اتهمت فيه الرياض واشنطن بإدارة حوار مع طهران من خلف ظهرها...ولم تخش مسقط ردة الفعل السعودي عندما انكشف الحوار..وكذلك هي لم تتورط في الحملة الخليجية على حزب الله أو الحرب على سوريا،فقد بقيت تحتفظ بعلاقات جيدة مع قيادة حزب الله،وأبقت على علاقاتها مع سوريا،رغم القرار الخليجي ومجلس جامعة "الدول" العربية،وأبعد من ذلك لعل الكل منا يذكر بعد زيارة الرئيس المصري الراحل السادات لإسرائيل،وتوقيع اتفاقية "كامب ديفيد" اتخذت القمة العربية قراراً بطرد مصر من الجامعة العربية،ولكن عُمان أبقت على علاقاتها مع مصر،ورغم عضويتها في مجلس التعاون الخليجي ودخول القوات العراقية الى الأراضي الكويتية،لم تقطع علاقاتها مع العراق،وأيضاً وقفت نفس الموقف،عندما جيشت السعودية مجلس التعاون الخليجي ضد قطر،على خلفية تحريضها على السعودية وإحتضانها لجماعة الإخوان المسلمين،والتحريض النظام المصري القائم على انقاض حكم الإخوان.

نحن ندرك بأن ظروف وشروط الحل السياسي في اليمن لم تنضج بعد،وهناك من في السعودية يحلم بأن يفرض على الحوثيين صك إستسلام،من خلال تدمير كل البنى التحتية والمشافي والمدارس والمؤسسات الإقتصادية،متوهماً بأن ذلك سيشكل ضغطاً كبيراً على الحوثيين،وقد يفقدهم السيطرة على الوضع،من خلال تمرد الجماهير عليهم،متناسية بأن فقراء اليمن ليس لديهم ما يخسرونه،ولعل هذا الخيار السعودي أخذ بالتراجع،بعدما ثبت للقادة السعوديين بأن القصف الجوي لم يؤدي الى تعديل جدي على الأرض في ميزان القوى،وبنك الأهداف قد جرى إستنفاذه،ولم يعد هناك سوى خيار الحرب البرية المكلفة،تلك الحرب التي كانت السعودية تراهن على أن يكون حلفائها الباكستانيين والمصريين والأتراك جزء منها،بإعتبارهم القوة المركزية في هذه الحرب،ولكن هؤلاء الحلفاء والشكاء المحتملين،أثروا ان يقولوا للسعودية،نحن معك في القول والدعم السياسي والإعلامي،ولكن لن نضحي بجنودنا،فلدينا من الأزمات والأولويات ما يكفينا،باكستان القاعدة وطالبان،وليس فقط رفض البرلمان مشاركة جيشها في حروب خارجية،مصر ازمات اقتصادية واجتماعية وامنية كبيرة،وحرب على الإرهاب في سيناء،وتحديات امنية كبيرة في الداخل ناتجة عن ما يقوم به الإخوان من تخريب داخلي،والأتراك المخاوف من حزب العمال الكردي،والتورط في الأزمة السورية ودعم"داعش".
وكذلك الأمريكان الذين ورطوا السعودية،في هذه الحرب خادمة لمشروعهم الفوضى الخلاقة،تشظية وتفكيك الجغرافيا العربية،وتتفق ورؤيتهم بخوض العرب لحروب التدمير الذاتي،وكذلك مصانع أسلحتهم تزداد مبيعاتها واقتصادهم ينمو ويتطور.

لعل السعوديون باتوا على قناعة بأن الأولوية في العالم والإقليم للحرب على "الإرهاب" والقاعدة وليس للحرب على فقراء اليمن او ايران وحزب الله،والسعودية عليها أن تقنع تماماً بان المخرج من الأزمة اليمنية لن يكون إلا سياسياً،سياسياً وبما يجعل الحوثيين شركاء في القيادة والحكم،وليس بفرض شروط إستسلامية سعودية،والسعودية عليها ان تتعظ من فشلها ومازقها في العراق وسوريا ولبنان والبحرين.

عدم اتخاذ السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي موقفاً عدائياً من عُمان،بسب رفضها مشاركتهم حربها على فقراء اليمن،يفسر على انه ربما يدرك السعوديين،بأن حربهم على اليمن طالت او قصرت،لا بد من مخرج سياسي لها،وطبعاً الحوثيين لن يقبلوا ان تكون الرياض او الدوحة مكان التلاقي لمثل هذا الحوار،فهم يقبلون بان تكون عاصمة غير متورطة في الحرب عليهم،والأنسب لذلك هي العاصمة العمانية مسقط،التي استضافت ورعت اكثر من حوار،وكل المعلومات تقول على الرغم من لغة التشدد والقصف الجوي الذي تقوم به السعودية على اليمن،فإن هناك اتصالات جارية مع الحوثيين للوصول الى مخرج سياسي،وهذه الإتصالات والحوارات ترعاها مسقط،وحتى تنضج الشروط،تخرج الإتفاقيات الى العلن ،شروط ،إتفاقيات تحفظ للسعودية ماء وجهها ولا تخرجها مهزومة او منتصرة،اتفاقيات لربما يدعي كل من السعوديين والحوثيين انه حقق انتصاراً،ولكن في النهاية اتفاقيات تحقن دماء الفقراء،وتجبر السعودية على القبول بالحوثيين كشركاء في الحكم والقرار وإدارة البلاد،وحتى تحين اللحظة المناسبة على السعودية مراجعة سياساتها تجاه اليمن والمنطقة،فهي ليست بحاجة للمزيد من الهزائم والخذلان.

أغنيتي/ محمد محمد علي جنيدي


أغنيتي في دمعتي
والحزن يسكن مهجتي
أحيا بقلبٍ ثابتٍ
واسته لوعة أنتي
يا سائلا هذا أنا
والله يعلم فاقتي
لم أشكُ حالا إنما
لله مرجع شكوتي
لا تسألوا ماذا بكم
فيضيع أجر مصيبتي
أواه يا عمري الذي
تمضي بحرقة ذلتي
فغدا سؤالي ولم تجب
ماذا طويت بصفحتي
الفجر آت والدجى
ماض كدقة نبضتي
تمضي فهل أنجو إذا
كشف الغطاء بضاعتي
هذي أمانة عيشنا
فعسى برأتُ لساحتي
يا رب لذتُ ببابكم
فاقبل بعفوك توبتي
وارحم بجاهك مقلةً
حملتْ إليك إنابتي
 – مصر

صالون وطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة/ محمد بونيل

متعامل النقال "أريدو" من أبرز المساهمين في نجاحه
       
أعزائي القراء المحترمين خصوصا محبي الفن الثامن سنتطرق اليوم وفي نبذة مختصرة إلى أحد المعارض الفنية التي خصصت للفن الثامن، فن التصوير الفوتوغرافي أو كما يسميه البعض بفن التصوير الضوئي خاصة في بلدان الخليج العربي، وهذا راجع نسبة لكون الضوء له الفضل في ذلك أي في تكوين الصورة الفوتوغرافية، وكما وأنه يتم كل هذا داخل آلة التصوير الفوتوغرافي بحيث يعتبر الضوء عاملا أساسيا لالتقاط الصور ولكن باعتدال دون المبالغة فيه، كما تقول الحكمة (إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده) •

إسمحوا لي أعزائي القراء المحترمين ومن محبي فن الصورة الفوتوغرافية أن نمتطي جميعنا على آلة الزمن ونحرك عقاربها على تاريخ محدد لأعود بكم إلى لحظات جميلة ومجريات وأحداث إحدى تلكم المعارض والصالونات الفنية التي شاركت فيها رفقة عدد من المصورين الجزائريين الذين جاؤوا من الجهات الأربع لهذا البلد الجميل الجزائر•• 

جميل بمناظره الخلابة وكرم أهله، أقول إذ حدثت وقائعه منذ فترة عما يزيد عن السنة ونصف السنة من الزمن، وتحديدا بداية من شهر جوان من عام 2012 للميلاد والذي تزامن مع افتتاح الطبعة الثانية للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة الذي جرت فعالياته بقصر الثقافة مفدي زكريا المتواجد بأعالي هضبة القبة بالجزائر العاصمة وتحت إشراف مديرة قصر الثقافة السيدة مهالجية بوشنتوف ومحافظ الصالون المصور الحر عمر صفوان، كما ويمكنكم التأكد من صحة وتفاصيل كل كبيرة وصغيرة عبر الكم الهائل من المقالات والكتابات والمساهمات التي حررت من هنا من أستوديوهات وقاعات التحرير بالجزائر العاصمة وأخرى بالوطن العربي على سبيل الذكر لا الحصر (جريدة الاتحاد) العريقة (بدولة الإمارت العربية المتحدة) وكذا القناة الدولية فرانس 24، حيث يتواجد مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس•

وفي الجانب الآخر من أوربا هناك من تطرق إلى هذا الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة نذكر (جريدة الحياة اللندنية) المتواجد مقرها الرئيسي بالمملكة المتحدة ببريطانيا وكذا التغطيات بالصوت كالإذاعات الوطنية منها إذاعة البهجة ممثلة من طرف الصحفية المتميزة ضاوية خليفة، ومن الجانب الآخر أرسلت كل من القناة الإذاعية الأولى الناطقة باللغة العربية والثالثة الناطقة باللغة الفرنسية مراسليها لتسجيل آراء وانطباعات المصورين الفوتوغرافيين المشاركين وكذا زوار المعرض من المختصين في عالم الصورة الفوتوغرافية وكذا الجمهور العريض الذي أصبح شيئا فشيئا ومن كل أطياف المجتمع متعودا على زيارة مثل هذه الصالونات للصورة الفوتوغرافية•

كما زار المعرض (وزير الثقافة الجزائري الأسبق والسيناتور، الكاتب محمد عبو) وهذا لحظة افتتاحه وشخصيات وطنية من عالم الفن والثقافة، أما التغطيات الإعلامية بالصوت والصورة فهناك التلفزيون الجزائري (الحكومي) هو كذلك كما عودنا دوما حاضرا في مثل هذه الأحداث التي لها طابع ثقافي وفني إبداعي، ويجدر بنا الإشارة أن القناة التلفزيونية الخاصة الشروق تي في (Echorouk TV) هي أيضا كانت حاضرة في التغطية الإعلامية للصالون إذ تزامن ذلك مع بداية انطلاقها في عامها الأول، حيث وفقت في ذلك بفضل خبرة طاقمها الشاب الذي يحرص على تقديم المادة الإعلامية ذات المستوى العالي وهذا على الجانبين التقني المميز بما فيه النوعية الجيدة للصوت والصورة وكذا المصداقية في نقل الأخبار من مصادرها بالصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة، كما شهد الصالون حضور ممثلين عن الوكالتين للأخبار الجزائرية (APS) والفرنسية •(AFP) 

Ooredoo  يدعم صالون الصورة الفوتوغرافية الطريفة 

لقد نال الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة في طبعته الأولى والثانية والثالثة على التوالي تشجيعا، وسندا ودعما كبيرين من قبل متعامل الهاتف النقال (نجمة سابقا)  وحاليا أخذ التسمية الجديدة (أوريدو) التابع لمجمع كيوتل سابقا المتواجد مقره بدولة قطر، حيث أصبح يعرف الآن بـ (أوريدو) متخذا بذلك تسمية عالمية، كما استهلت إدارة المجمع الدولي للتسمية الجديدة لهذه الماركة (أوريدو) بغية الترويج لها بومضة إشهارية، حيث يظهر فيها (اللاعب الأرجنتيني الأصل ومهاجم فريق برشلونة الإسباني ليونيل ميسي)، وأخرى خص بها أوريدو فرعها بالجزائر حيث مديرها العام السيد جوزيف جد، إذ يظهر اللاعب الدولي ليونيل ميسي وهو يستمع للأغنية (معاك يا الخضرا••) ••إلخ•


قناة العربية تجعل من الطبعة الثانية للصالون حدثا بارزا

أخيرا وليس آخرا••• كما يشير عنوان مساهمتي هذه منذ ما يقارب السنتين تحديدا من تاريخ يوم السبت التاسع من شهر جوان من عام 2012 للميلاد•• إذ أن خبرا تبادر إلى مسامعي آنذاك أفادني به شخص يشتغل في الحقل الثقافي أن المراسل (السابق) للقناة الفضائية للأخبار الشاملة (العربية) هنا في الجزائر، بحيث هذه الأخيرة تابعة لمجموعة الـ (MBC) الكائن مقرها بدولة الإمارات العربية المتحدة، أقول والمتمثل في شخص الإعلامي الجزائري أحمد حرز الله إلى جانبه المصور على (آلة الفيديو الكاميرا المحترفة)، كلاهما قاموا بتوثيق بالصوت والصورة لكل كبيرة وصغيرة وتغطية إعلامية شاملة لكل زاوية من زوايا (رواق التشكيلية باية)، حيث عرضت فيه التحف الفوتوغرافية للمصورين الفوتوغرافيين المشاركين خلال الطبعة الثانية للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة، لكن أقول ما استعصى على تدوين هذه الأخبار من خلال إسهاماتي السابقة والتي نشرت على صفحات يومية (أخبار اليوم) الجزائرية من جزءين، كما بإمكانكم أعزائي القراء المحترمين ومن محبي الفن الثامن الاطلاع على محتويات تلكم الوثائق الصحفية التي تحمل توقيعي بتاريخ (4 و5 نوفمبر من عام 2012 للميلاد).

وبعد عمليات بحث طويلة عن الاتصال الخاص بالمراسل بالفضائية (العربية) خلال تلك الفترة هنا بالجزائر لم أجد ما يرشدني إليه (اتصال عبر الفيسبوك، إيمايل••إلخ)، لا هذا ولا ذاك، لكن قد أحسن القائل قولته حينما قال: (رب صدفة خير من ألف ميعاد) ومن مقربة من منتصف شهر فيفري من هذه السنة 2014 وجدت وعن طريق الصدفة صفحته على الفايسبوك من خلال نص باللغة العربية لأحد زملائه ذاكرا من خلاله اسمه على ذلك النص فبادرت بالاتصال به أي الإعلامي أحمد حرز الله وطلبت صداقته أولا ثم تلا بعده في اليوم الموالي رسالة إلكترونية وجهتها إليه عبر الفايسبوك طالبا منه التأكيد لي ما مدى صحة هذه الأخبار المتمثلة في توثيق القناة الفضائية للأخبار الشاملة (العربية) من خلال طاقمها الصحفي هنا بالجزائر وأقصده (هو) بالذات أي المراسل للتغطية الإعلامية للصالون الوطني للصورة الفوتورغرافية الطريفة في طبعتها الثانية، ما كان منه إلا أن أجابني بالفعل أنه قام يومها ضمن الطاقم المرافق له بتغطية كل كواليس الصالون مؤكدا لي ذلك ضمنيا وشخصيا•• 

                                                                                                                    
فنان مصور فوتوغرافي و كاتب مساهمات فنية و أدبية                                                        


خمسون درجة من الرمادي.. أو.. رماد النور/ محمد رفعت الدومي

مع تنامي وطأة الديكتاتورية في مصر لم يعد ثمة سبيل لتطويق الجلاد إلا استئناف الثورة حتي سحقه لآخر نبضة أو التواري مجددًا في ظلاله، ما من حلول أخري، من قال لك غير هذا الكلام فهو كاذبٌ أو مضلل، فالمعركة باتت صفرية فعلاً، وباتت المهادنة ومحاولات التنقيب عن نقاط نائمة لتنشيطها والتقاء الخصوم عندها خيارًا تجاوزته تداعيات النزاع وارتفعت عنه فوق الأرض بآلاف الأميال!

وإنني، لا أجد تعليلاً لسعار الأيام الأخيرة أكثر عدالة من أن النظام قد استوعب تمامًا جسامة المأزق الذي هو الآن فيه، بحماقاته الخاصة لا بإبداع الثوار وإدراكهم المواطن الصحيحة لركله في مؤخرته بأحذيتهم من كل جانب، كان إحراق مجموعة من الكتب في فناء مدرسة "فضل الحديثة" آخر هذه الحماقات الكبيرة!

وما من شك في أن الاحتفال بذلك الطقس الذي تجاوزه الزمن بالشكل الذي رأيناه وتركيز كل تلك الأضواء المسيسة علي حواف الحادثة يفصح بوضوح عن أنها مرتبة ومعدٌّ لها قبليًا! 

كما أن وجود كتاب "إلاسلام وأصول الحكم" بين الكتب التي الآن صارت رمادًا يقتل كل مساحة يتحرك فيها المتشككون في أن أيًا من الذين قيل لهم علي عجل أن يقترفوا تلك الجريمة الأخلاقية قد قرأ أياً من تلك الكتب ولا سمع حتي ولا لديه علم بمن يكون الشيخ "علي عبد الرازق" ولا بتلك الأفكار التي انطوي عليها كتابه " الإسلام وأصول الحكم"!

لذلك، لابد أن تولد من غرابة الحادثة وسذاجة تنسيقها عدة أسئلة مشروعة:

ما هي مؤهلات من يديرون مصر؟ هل نالوا قسطًا وإن ضئيلاً من التعليم؟ هل قرأوا كتابًا واحدًا في حياتهم؟ 

بل قد يرتفع سقف الأسئلة إلي: 

هل يجيدون القراءة والكتابة؟ 

هل يدركون أن موكب الإنسانية يتسكع الآن في طرقات العام 2015 بعد ميلاد المسيح؟

وفي العام 1925 بعد ميلاد المسيح، نزف ذهن الشيخ "علي عبد الرازق" فكرة علي حزمة هزيلة من الورق دون أن يدور بباله عند الفراغ منها أنه كان مقدمًا علي إلقاء حجر في ماء آسن سوف تثور له عما قليل كل السواحل البعيدة! 

لقد ملأ الدنيا وشغل الناس، وأهاج الضجيج في كل مكان، وأشعل معارك دينية وسياسية ربما لم يهدأ غبارها حتي يومنا هذا! 

لقد سفه الشيخ الأزهري فكرة الخلافة ورأي أن مدنية الدولة هي الآن التعبير المحميُّ لبناء دولة يمكنها الانخراط في العالم الكبير.. 

وكالعادة، جاء تعقيب هيئة كبار علماء الأزهر عصبياً، لقد قضت بمصادرة الكتاب وطرده من زمرة العلماء ومن العمل في القضاء الشرعي! 

حدث هذا بتحريض من الملك "فؤاد الأول" الذي كان يطمح في أن يكون خليفة للمسلمين بعد سقوط الخلافة في مركزها، تركيا، ولقد عصف ذلك المعمم بحلمه من الأمام ومن الخلف ومن الجانب الآخر، وربما، لفداحة الصفعة، لم يكن عقاب هيئة كبار العلماء كافيًا لامتصاص غضب الملك!

لذلك، هو، من وراء حجاب، أصدر أمرًا ملكياً بالبدء في اندلاع حملة مسعورة ضد الشيخ وكتابه! 

وكالعادة، أيضًا، تحمس للانخراط في تلك الحملة عدد كبير من شيوخ السلطان لعل أشهرهم تونسي الجنسية "محمد الخضر حسين"، أول شيخ أزهر في عهد العسكر، فأضاف إلي المكتبة العربية كتابه "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم"!

علي الجانب الآخر، جعل الكثيرون من أقلامهم ومواقفهم دروعًا تحمي الشيخ "علي عبد الرازق" من غارات المعممين العصبية، كان "د.محمد حسين هيكل" واحدًا من هؤلاء، "عباس العقاد" أيضًا، و "سلامة موسي"، كما استقال "عبد العزيز باشا فهمي" من وزارة العدل تضامنًا مع الشيخ المفكر!

هذا بعض ما كان من صدي لهذا الكتاب الذي أربك كل آفاق التلقي لسنوات طويلة والآن يحرقه الذين يغازلون اليهود والكنيسة برغبتهم في إشعال ثورة علي النصوص التي يقدسها المسلمون!

من الجدير بالذكر أن حرق الكتب للأنظمة الديكتاتورية عادة مشهورة، علي طول التاريخ وبعرض التحفظ الصحِّي، والسبب شديد الوضوح، فمثل هذه الأنظمة لا يمكن أن تعيش إلا علي حواف وسط مظلم تسكنه قطعان بشرية تعتبر العقول مجرد زوائد لحمية مثلها مثل الوحمات أو الدمامل وتؤمن إيمانًا طليقًا بأن بالخبز وحده يحيا الإنسان، لذلك، يجب أن لا صوت يعلو فوق صوت الديكتاتور ولا ضوء يندلع لقراءة الواقع فيه إلا الضوء الذي يقننه نظامه! 

والديكتاتور يعيش دائمًا علي الحواف كعادة الغجر الشهيرة، ومتي أيقظ القهر في صدور القطيع شدوًا مريبًا أسلم قدميه للريح المذعورة لا يلتفت إلي عزيز، فهو لا يحرس الإخلاص لوطن إلا حقيبة السفر، ولا لشخص إلا الأنا!

لذلك، متي قرأت أو سمعت رواية عن إحراق الكتب في بلد ما، وفي أي لحظة زمنية ما، فتأكد أن سكان هذا البلد كانوا آنذاك في أتون معركة حقيقية مع الغزاة انتهت بسحقهم، أو، كانوا يخوضون معركة مذهبية أهلية، أو، كانوا منهكين بالقمع تحت وطأة نظام ديكتاتوري، وكل الدروب بعد ذلك لا تصل! 

هضابٌ لا يمكن إحصائها من الرماد الذي كان ذات يوم بعيد مجرد هواجس تتردد في أذهان ممتازة تعمل علي اصطيادها حارة في لحظةٍ مجردة يتناثر الآن في أروقة التاريخ، وهذه أشهر جرائم حرق الكتب!

قبل ميلاد المسيح بحوالي ستة قرون، عندما سحق البابليون الآشوريين واستولوا علي عاصمة ملكهم "نينوي" كان أول ما فعلوه هو أن أحرقوا مكتبة "آشور بانيبال"!

وقبل ميلاد المسيح بحوالي 213 سنة، كان يحكم الصين الامبراطور "تشين شي هوانج"، مؤسس أسرة "تشين" ومؤسس الصين الموحدة وسورها العظيم، ولقد أفرط ذلك الديكتاتور في اضطهاد الكونفوشيوسية، وبدد أيامًا من حياة الصين لإحراق 100,000 كتاب من كتب مفكريها، ليس هذا كل شئ، فعندما احتج 400 عالم من الكونفوشيوسيين أمر بدفنهم أحياءًا!

وقبل ميلاد المسيح بحوالي خمسين عامًا، تعقيبًا علي خطأ ارتكبه بعض جنوده، أحرق "يوليوس قيصر" مكتبة الإسكندرية! 

كان قد أمر بإحراق السفن خشية الاستيلاء عليها فامتدت ألسنة اللهب إلي المكتبة فدمرتها، ويؤكد بعض المؤرخين الذين يهتمون بمخاطبة الحواس وإضفاء ظلالٍ من الأدب علي التاريخ أن "قيصر" كان آنذاك يمارس الجنس مع "كليوباترا" علي الأضواء الناجمة عن الحريق!

ومكتبة الإسكندرية مرة أخري..

بعد ميلاد المسيح بحوالي 640 سنة، استولي "عمرو بن العاص" علي الإسكندرية، وهناك، تعرف علي عالم لاهوت مسيحي قديم العمر اسمه "يوحنا فيلوبونوس"، حدث أن اشتبك الرجلان ذات يوم في جدال عقائدي كان التثليث محوره، وسأل "يوحنا" في النهاية القائد المنتصر الحفاظ على الكتب الموجودة في مكتبة الإسكندرية! 

عندما ارتاب "عمرو" في حرص الرجل علي الكتب إلي هذا الحد سأله عما فيها، فقص عليه قصة المكتبة منذ تأسيسها، لكن "عمرًا" رأي أن يستشير الخليفة "عمر بن الخطاب" قبل أن يحسم أمره فيها، وبالفعل، أرسل إليه رسالة يسأله فيها المشورة، وجاء الرد، للأسف، مخيِّبًا للآمال، قال في بعضه: 

"وأما الكتب التي ذكرتها فإن كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غني، وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة بنا إليها"!

وبالطبع، امتثل "عمرو بن العاص" لأمره وأمر بدوره بتوزيع الكتب على حمامات المدينة لإستخدامها في إطعام النيران التي تُبقي حرارة الحمامات!

هذه الحادثة مثار جدل كبير، حتي أنني وأن أحدًا أياً كان لا يستطيع أن يؤكدها أو ينفيها، مع ذلك، لقد أكد "القفطي" في "تراجم الحكماء" صحتها، كما أكد أيضًا أن إحراق كل الكتب قد استغرق حولي نصف العام، كذلك فعل "تقي الدين المقريزي"، وهو أسطوري أكثر منه مؤرخ، ومشهور أيضًا بالوقوف علي حافة الإختلاق!

ذهب "ابن خلدون" أيضًا إلي صحتها بالقياس علي حادثة أخري مؤكدة كان "عمر بن الخطاب" أيضًا محورها، عندما أمر "سعد بن أبي وقاص" بإلقاء كتب الفرس في الماء والنار، وقال كلامًا يكاد يتحد بكلامه لـ "عمرو بن العاص":

"إن يكن ما فيها هدي فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله"!

وفي بدايات العقد الثامن من الهجرة أمر الخليفة "سليمان بن عبدالملك" بحرق مخطوطات ورد فيها ذكر الأنصار في معركة بدر!

وفي عصر الدولة العباسية أفرط الخليفة "المهدي" في استنطاق النوايا ورجم الكثيرين بالإنتماء إلي المانوية واتهامهم بالزندقة وإحراق كتبهم وإزهاق أرواحهم، كان المفكر "عبد الله بن المقفع" أحد ضحايا تلك الحملة الشعواء، كذلك، كان الشاعر الكبير "بشار بن برد" من ضحاياها!

ولم تمض عقود طويلة علي تلك الحملة المسعورة حتي بدد المغول تراث الدولة العباسية المكتوب كاملاً!

وجيوب التاريخ مفعمة بالكثير من الروايات عن حرق "صلاح الدين الأيوبي" لكتب الفاطميين!

في السياق نفسه..

في الأندلس، يوم 16 فبراير عام 1198، بتحريض من بعض شيوخ السلطان، جمع العوام كل الكتب التي في مكتبة "ابن رشد" وقاموا بحرقها في الساحة الكبرى بـ "إشبيلية" وهم يهللون ويكبرون!

لكن "ابن رشد" كان في ذلك الوقت قد نجا، ذلك أن أفكاره كانت قد اقتحمت كل أسيجة أوروبا فطربت لها صدور الأوربيين، ولأول مرة، بفضله، فهموا "أرسطو" كما ينبغي، وقدروا قيمة الشك فحلقوا في مطلق غير مطلق آبائهم! 

لقد أدركوا أنهم سوف لا ينتهون من الدوران في الفشل ما لم يتجاوزوا آبائهم ويتجاوزوا أوروبا التي يبني قطيعها منظومة معرفته علي كتاب واحد فقط، وهو الإنجيل! 

ويوجه خطوات قطيعها عقل كعقل البابا "جريجوري التاسع" الذي طلب من الملك "لويس التاسع" عام 1242 إتلاف كل نسخ التلمود في "باريس" فاستجاب له! 

لكل ذلك، كان يجب أن تحدث عما عقود من محرقة أفكار "ابن رشد" أكبر محرقة للكتب في التاريخ، قيل!

إنها محرقة "غرناطة"، آخر معاقل المسلمين في أسبانيا، عندما أمرت الملكة الاسبانية "إزابيلا " و "فيرديناند" ملك "آراجون" بحرق أكثر من مليوني كتاب، قيل، وهو عدد مبالغ فيه جدًا في اعتقادي، مع ذلك، كانت هي تقريبًا كل تراث المسلمين في الأندلس، وكان من بين تلك الكتب كتاب "في الفلسفة" لـ "ابن رشد" وكتاب "طوق الحمامة" لـ "ابن حزم" ودواوين "ابن زيدون"، ولحسن الحظ، كانت كل هذه الكتب قد رحلت قبل ذلك شرقًا!

في اعتقادي الخاص، لولا إحراق كتب "ابن رشد" في دولة ملوك الطوائف لما كانت محرقة "غرناطة"! 

لو أن المسلمين قد انتبهوا لقيمة الرجل، ألا ليتهم فعلوا، ذلك أن مجتمعات اللون الواحد هي مجتمعات عقيمة ومحكوم عليها بالنحافة كلما تقدمت في العمر، وبحتمية سقوطها في نهاية المطاف!

أحرق الإسبان أيضًا كل مخطوطات المايا، كما قامت محاكم التفتيش هناك بإحراق كل النصوص اليهودية والعربية! 

وقامت محاكم التفتيش في إيطاليا القرن 14 بإدانة "كيكو داسكولي" بالهرطقة، وأحرقوه تعقيبًا علي كتابه "دي سيفيرا"!

 وفي بداية القرن الـ 15 أقر البرلمان الإنجليزي قانون "حرق المهرطقين"، وهو قانون يقضي بجمع كل الأعمال التي تنظر إلي الحياة من زاوية غير زاوية السلطة الروحية للمملكة وحرقها أمام العوام..

وفي عام 1624 أحرق الكاثوليك ترجمة "مارتن لوثر" الألمانية للإنجيل فأحرق "لوثر" من جانبه المراسيم البابوية..

كما أن المهاجرين الأوائل حملوا معهم عادة حرق الكتب إلي الولايات المتحدة، غير أن الروح الأمريكية لفظت هذه العادة، مع ذلك، هناك علي الدوام شئ رقيق للغاية ودقيق للغاية يضيع، فللولايات المتحدة في حرق الكتب حضور ضئيل، وفي القرن الـ 17، عندما ظهر كتاب "ثمن تضحياتنا المستحق"  للكاتب "ويليام بينشون" مفعمًا بنقد التطهيريين وتسفيه أحلامهم حظرته السلطات وأحرقت كل نسخة منه استطاعت الوصول إليها أمام العوام!

كما أن "أنتوني كومستوك" الذي كان "رئيس جمعية نيويورك لمكافحة الرذيلة" عندما أقنع الكونجرس الأمريكي بتمرير قانون الدعارة الفيدرالي عام 1873، اتخذ حرق الكتب من جراء القانون طابعًا رسميًا، ذلك أن الختم الذي كانت الجمعية تستخدمه يظهر علي أحد جانبيه شرطيٌّ يقود مجرمًا إلي السجن، ورجلٌ يشعل النار في الكتب علي الجانب الآخر!

وبطبيعة الحال، فعل ذلك الذي لا نشك في أنه يفعلها، "هتلر" طبعًا! 

لقد اعتبر وزير دعايته "جوزيف جوبلز" كل كتاب لا ينسجم مع أفكار "هتلر" كتابًا مفعمًا بالروح غير الألمانية يرتقي حرقه إلي الواجب الوطني، كما اعتبر كل كتابٍ ينطوي علي تبجيل  الليبرالية أو الماركسية وقودًا مشروعًا، ولقد وقعت كل أعمال "سيجموند فرويد" تحت طائلة النار في احتفال "برلين"!

كما واجهت المصير البائس نفسه كتب حزمة من العقول الممتازة مثل "بيرتولد بريخت" و "ليون فويشتفانجر "و "ألفريد كيروكان"، وكان تعقيب "سيجموند فرويد" علي تلك الجريمة ساخرًا ومفعمًا بالمرارة في الوقت نفسه، قال:

- التقدم الذي وصلنا إليه أنه في العصور الوسطي كانوا سوف يحرقونني أنا، أما الآن، فقد اكتفوا بحرق كتبي!

من الجدير بالذكر، أن كل ديكتاتور في كل مكان وزمان غبيٌّ يثير الشفقة والسخرية، وأيًا منهم حتمًا يفكر بنفس طريقة الآخرين، وكلهم، يحملون علي الدوام عقولاً بسيطة أشبه بعقول الكائنات الأولية، ولا يمتلكون خيالاً، ولا يرون أبعد مما تري عيونهم..

في ستينيات القرن الماضي زار "نيكيتا خروتشوف" معرض "مانيج" للفن التجريدي فوصم كل الفنانين بالعار، ووصف إحدي اللوحات في لهجة تنم عن استعلاء غير مبرر، كأنه "بيكاسو" مثلاً، قائلاً:

- إن الحمار يرسم بذيله أفضل منها!

ووصف لوحة أخري قائلاً:

- إنها غازات في المعدة!

وقال لأحد الفنانين بدون مواربة:

- لو ذهبت إلي القبر لكان خيرًا لك من تبذير وقتك في رسم مثل هذه اللوحة!

فرد عليه الفنان الشاب قائلاً:

- لحسن الحظ يا سيدي أننا تجاوزنا المرحلة التي كان القبر فيها يقوم مقام الطبيب!

ولم يستوعب "خروتشوف" بكل تأكيد تلك الأطراف الحادة لكلمات الفنان..

أود هنا أن أبرئ ساحتي من تهمة الإشارة ضمنًا إلي "السيسي" كديكتاتور، فهو أقل من هذا بكثير، بكثير جدًا، ولقب الديكتاتور لا يستطيع "السيسي" أن يمر من تحت أقواسه وإن امتلك قامة أطول من قامته آلاف المرات، إنها ديكتاتورية منظومة مسلحة ومسنة!

والآن..

ما من شك في أن حرق كتاب جريمة كبري، لكن، لكل قصة جانب آخر، فلا أعتقد أن إنسانًا آخر علي سطح الكوكب تضاهي بهجته بهجة الكاتبة البريطانية "إي أل جيمس" يوم الخامس من نوفمبر من كل عام، وهو يوم "جاي فوكس" تكريمًا لما يعرف في أدبيات الإنجليز بـ "خيانة البارود"!

وفي الخامس من نوفمبر عام 1605 تلقت الشرطة البريطانية رسالة مجهولة المصدر تفضح مؤامرة علي حياة الملك، عندما أخذت الشرطة الرسالة علي محمل الجد، ضُبط "جاي فوكس" وهو يحرس كومة من المتفجرات زرعها المتآمرون في نفق أسفل مجلس اللوردات! 

ابتهاجًا بنجاة الملك "جيمس الأول" من مؤامرة الكاثوليك أشعل العوام النيران في أنحاء مدينة لندن، ويبدو أن ردود أفعال العوام حازت إعجاب الملك فأصدر مرسومًا بتقنين الإحتفال في الخامس من نوفمبر من كل عام كأحد أعياد الإنجليز الرئيسية، لكن، مع تقدم الحادثة في العمر، اتخذ العيد شكلاً ترفيهيًا لا ينخفض إلي علة العيد نفسها، الكاثوليك الآن أيضًا يشاركون البروتسانتيين الاحتفال بيوم "جاي فوكس"، أحد الضالعين في مؤامرة البارود الفاشلة، وكلنا يعرف حتمًا "جاي فوكس"، وكان شريكًا للمصريين في ثورة 25 يناير وكل تداعياتها الاحتجاجية بوضوح أكثر مما ينبغي، فهو المصدر الجذري لقناع "Vendetta"!

لكن ملجأ النساء المُعنفات في بريطانيا يحتفل منذ أعوام بيوم "جاي فوكس" بطريقته الخاصة، فهو بالنسبة إليهنّ يومٌ عام لشراء وحرق رواية "خمسون درجة من الرمادي" للكاتبة "إي أل جيمس"، وهي رواية تنبض بالكثير من مشاهد الإغراء العارية جدًا، وبالكثير من الممارسات الجنسية التي تبجل العبودية والخضوع والماسوشية والتواري في ظلال السيد، أذابها مؤخرًا المخرج "سام تايلور جونسون " حتي آخر قطرة في فيلم يحمل نفس الإسم "خمسون درجة من الرمادي" أيضًا، وبالطبع، تعقيبًا علي حماقة ملجأ النساء المعنفات الموسمية من الطبيعيِّ أن يشتعل الضوء في اسم الكاتبة مجانًا وترتفع مبيعات الرواية بعصبية!

لكن، لماذا كل هذه العصبية من أجل حرق حزمةٍ من الكتب، فهل فوق أنوار قديمة صارت الآن رمادًا؟ 

يجب أن نرثي للجناة لا للكتب المحترقة، ولعل في هذه القصة العزاء:

بكى أحد تلامذة "ابن رشد" وهو يري العوام يحرقون كتب معلمه، فالتفت إليه "ابن رشد" وقال له:

- إذا كنت تبكي حال المسلمين فاعلم أن بحار العالم لن تكفيك دموعًا، أما إذا كنت تبكي الكتب المحروقة فاعلم أن للأفكار أجنحة وهي تطير لأصحابها!

نعم، للأفكار أجنحة، لذلك لم يستطع جلادٌ عبر التاريخ الإنساني كبح تحليق فكرة ما في مطلق ما، كيف حدث هذا؟ لا أدري، لكن، بكل تأكيد، للفكرة الطليعية امتداداتها التي تخصها، والتي بمقدورها أن تجعل الزمن دائريًا، وهي أيضًا كالوردة ولا تُسأل الوردة عن عطرها، أو هكذا أظن!..

ابكِ عليهم، أو، ابشر باقتراب غروبهم، فمتي وصل إرهاب الجلادين إلي درجة الإرهاب الفكري تأكد أنهم علي مشارف العقاب، فما استهان أحد بكتابٍ ونجا، لذلك، سوف أسمح لنفسي أن أحرف شطر بيت "المتنبي":

وخيرُ جليس ٍ في الزمان كتابُ

ليصبح في هذه الجملة الاعتراضية الركيكة التي الآن يفشل في إعرابها تاريخ مصر:

وخيرُ بشير ٍبالخلاص كتابُ

رحم الله كل أصحاب الأنامل الثرية التي وقفت وراء إبداع كل خيوط النور التي الآن صارت رمادًا في  فناء مدرسة "فضل الحديثة"، رحم الله الشيخ "علي عبد الرازق" بشكل خاص!

دعوة للعُهر/ وفاء القناوى

.... خرجت علينا فى الآونة الأخيرة أصوات تنعق كالبوم  بصوته المزعج فى الخلاء, أصوات تنادى بخلع الحجاب وكأننا لسنا بمسلمين وكأننا من كوكب آخر, لماذا هذه الدعوة الآن وما الغرض منها ومن هم الذين ينادون بتلك الدعوة , إنها دعوة للإنحلال والتعرى مهما قيل ومهما كانت مبررات الداعين الواهية  , فليس من المقبول دينياًولا أخلاقياً أن يتم التشكيك أيضاً فى فرضية الحجاب , إنها حملة مسعورة على الإسلام والمسلمين إبتداء من الإساءة إلى نبى الرحمةعليه الصلاة والسلام  والصحابة رضى الله عنهم  وأئمة الحديث  , إن ظهور طفيليات مثل إسلام بحيرى وشريف الشوباشى وغيرهم لَهُوَ أمر يدعو إلى التفكير والوقوف أمام تخاريفهم وعدم فتح قنوات الإعلام لهم , فليس كل من قال كلام غريب أصبح ذا فكر مستنير يستحق المناقشة والترويج لِفكْرِه , إنها حملة مسعورة ضد الإسلام والمسلمين , إنه فكر جديد ممنهج لضرب مصر الضربة الكبرى , وهل هناك ماهو أقوى من هدم البيوت , التى يقوم عليها الوطن , وهل هناك ماهو أهم من المرأة فى الوطن ؟؟؟ المرأة ياسادة إضافة إلى أنها عماد البيت وأساس الأسرة وإن صلحت صلحت الأسرة كلها وإن فسدت فسد الوطن كله  , لإنتاجها   جيل فاسد أفكاره كلها مغلوطة , هنا يمكن السيطرة على الوطن , تضيع المرأة ومن بعدها الشباب  إنها خطط شيطانية رسمها الشيطان وينفذها أعوان الشيطان , هل وصلنا إلى أعلى درجات العلمانية لنخرج إلى الناس بتلك الدعوات التى تدعو إلى العِهر والفجور , فليس خلع الحجاب إلا دعوة للتبرج والسفور ,وإذا كان موضوع الخِتان قد إنتهى بما له وما عليه وما لحق به من مبررات طبية  وغير طبيةإلا إن النوايا الخبيثة لم تكن تسعى لصحة الأنثى ولا إلى كرامتها التى تنتهك بتلك العملية , ولكن كانت النية هى الوصول بالفتاة المسلمة إلى حالة الرغبة الجنسية الجامحة التى لاتوقفها تعاليم دين ولا أخلاق ولا مبادئ, ولكن خاب ماكان يضمرونه فى نفوسهم  فجاءت الدعوة الثانية وهى إدخال تدريس الثقافة الجنسية فى المدارس والدعوة إلى حرية الممارسة الجنسية قبل الزواج بحجة الحفاظ على المرأة من الجهل بالأمور الجنسية, وخروج إمرأة جديدة مثقفة للمجتمع وليس هو أيضا ماكانوا يضمرونه فى صدورهم , وإنما تخريج جيل جديد من العاهرات ونشر الفوضى الإباحية فى المجتمع المصرى وخاب ظنهم أيضا هذه المرة , الآن الدعوة الجديدة وهى تقريباً نهاية المطاف بالنسبة لهم مع المرأة المصرية إنها خلع الحجاب , لماذا تخلع الحجاب وماهو المبرر هل لأنه ليس فريضة؟ هل لأنه رمز للرجعية؟ هل لأنه ممثلا للإخوانيين والسلفيين ؟؟ هل لأنه لم يعد لدينا من معوقات التقدم وعلامات التطور غير الحجاب ؟؟؟ وبفرض أنه ليس فريضه وأنا ضد هذا الكلام الغير صحيح فالدين الإسلامى جاء به من الآيات مايدل على فرض الحجاب  فى  أكثر من سورة كما فى سورة النور والأحزاب (  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) ...( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروقا . وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى  ) فالحجاب هو الإحتشام وستر العورات وستر مفاتن المرأة من جسد وشعر وكل مايثير شهوة الرجال, إذن أين المشكله هنا ؟ هل أصبح مجتمعنا خالياً من التحرش الجنسى لكى ندعو إلى خلع الحجاب؟ من باب أوْلى أن نعالج أسباب التحرش والتى من ضمنها أو أساسها عدم الإحتشام , يجب أن نصحح لبس الحجاب الذى أصبح هو والتعرى شئ واحد وأصبحت النساء كاسيات عاريات بملابس تحدد تفاصيل الجسد ومغرياته , وليس الدعوة إلى خلعه إنه اللعب على كبير فليس بعد خروج المرأة المصرية فى 30 يونيو والإنتخابات الرئاسية وتأثيرها فى مجريات الأمور ورسم الخريطة السياسية من جديد شئ أكبر  من ذلك , فهى الزوجة والأم والأخت والإبنة و والخالة والعمة هى مربية الأجيال ومنشئة الشباب فإن صلحت أنشأتهم على الإستقامة والتقدم وإن فسدت أنشئتهم على الفساد والإنحراف  , لسنا فى حاجة لمن تمثلنا ويكون هدفها هو خراب مصر بتخريب بيوتها نريدها تفكر فى حلول لمشاكل المرأة المصرية المعيلة والمطلقات والأرامل وسبب ظاهرة أطفال الشوارع والقضاء على العشوائيات..  ليست تلك مهمتك دكتورة هدى بدران ففى الحياة ماهو أهم من لبس الحجاب أو خلعه وليس خلعه هو ماسوف يصحح المفاهيم الوهابية التى غزت المجتمع المصرى , أين أنتى من مشكلة الأمية بين النساء وزواج الفتيات القاصرات تحت ضغط الفقر , أين هى مساهماتك فى حلول تلك المشكلات التى لو ركزنا عليها وتركنا بعد ذلك  المرأة لكان لديها من الفكر والثقافة لكى تختار ماتلبسه ولن تكون فى حاجة إلى وصاية من الآخرين , أخيراً رحمة بنا كمصريين إبحثوا عن حلول لمشاكلنا التى تؤدى إلى إستمرار الفقر والجهل والمرض, وبالتخلص من تلك المسببات للتخلف والرجعية  هو ما يجعلنا نتقدم وليس خلع الحجاب هو ما سوف يعمل على التقدم , وإذا كان الحجاب رمز للتخلف والرجعية فمرحبا بتلك الرجعية وليسقط التقدم وليسقط كل من ينادى به .

رَجَـاء مُحَـمَّـد زَرُّوقِـي الشَّاعِـرَة ذاتُ الكـَمَانْ 1/ مـحـيـي الـديـن الشـارني

( هَـذهِ وُصـلاتٌ وَتـَريَّة / بَـنـَفـْـسَجَاتٌ / إرْتـسَامَاتٌ لـَيْـلـَكِـيَّة / سُـنـْـدُسَاتٌ /  ومَحَافِـلٌ لازَوَرْديَّة / إحْـتِـفـَالاتٌ ومَقـَاصِـدٌ كـَونِـيَّة ... 
هيَ تـَسْـريحَاتُ حُـزْن وَرْديَّة ... هيَ تـَسْـبـيحَاتُ قـَـلـْبٍ عُـنـْقـُوديَّة ... مَالَ المَاءُ إلـَيْهَا والبُـؤبُـؤُ والمَكـَانْ ... مَالَ الوَطـَنُ إلـَيْهَا وحَـبَّاتُ العَـقِـيق المُجَـنـَّحْ والخـَط القـُزحيّ الأخِـيـر مِـنْ أوَّلهِ إلـَى آخِـر غـَـنـَج البُـسْـتـَانْ .. 
هيَ نـُوتـَاتٌ شِعْـريَّة تـَـدَلـَّـلـَتْ عَـلـَى أرَائكِ إحْـتِـمَالاتهَا ... وعَـلـَى أ ُصُـص أغـْصَان فـُصُـوصهَا أفـْـلاكُ الدَّرْدَار ومَـرَاتِـيجُ البُرْتـُقـَال وأشْجَار فـُسْـتـُق 
المَحَارْ ... 
هيَ طـُيُـوبُ وَرْدَاتٍ " أبَـديَّة " مَعَـطـَّـرة بضَـوْء الرُّوح وبأريج لـُؤلـُؤ الكِـيَانْ ... هيَ مَا جَالَ بأمْكِـنـَةِ اللاَّمَكـَانْ ... هيَ مَا تـَقـَـدَّرَ ومَا تـَـنـَـدَّرَ ومَا ضَاءَ مِـنْ بَرْزَخ مُـسْجَى بأطـْهَار وطـُمَأنِـيـنـَة بأزْمِـنـَة الشَّاعِـرَة فِي اللاَّزَمَانْ ... 
هيَ عِـتـْـقٌ لِخـُلاصَـةٍ تـَـتـَـلـَصَّـصُ بـنـَا ولا تـُريـدُ لِـفِــيـلـَجَـةِ الرُّوح فِـيـنـَا أنْ تـَـنـْـبَـنِي كـَمَا يَـشَاء الوجْـدَانْ ... هيَ مُـوسـيـقـَى الشَّاعِـرَة ذاتُ الكـَمَانْ / الشَّاعِـرَة التي تـَصْـنـَعُ لـَـنـَا مِـنْ شُـطـْآن كـَـلِـمَاتهَا رُوحَ الكـَمَانْ ... 
هيَ مُـوسِـيـقـَى الشَّاعِـرَة التِي بسُـفـُن نـَبَـرَاتِ عُـذوق عُـذوبَة كـَـلِـمَاتهَا ... 
تـَصْـنـَعُ لـَـنـَا إبْـدَاعَ الكـَمَان ... بـدُون كـَمَانْ ... 
هيَ مُـوسِـيـقـَى الشَّاعِـرَة التِي بسُـفـُن مُـوَفـَّى / مُـصَـفـَّى فـُسُحَات مَـسَافـَات عُـذوبَة كـَـلِـمَاتهَا ...تـَصْـنـَعُ لـَـنـَا إبْـدَاعَ القـَـلـْبِ ... إبْـدَاعَ الكـَمَانْ ... بـدُون جُـنـُوح جُـنـُون فـَـوْضَى مُـتـَـلاهِـيَّاتِ مُـتـَمَاهِـيَّاتِ مُـتـَـنـَامِـيَّاتِ مُـتـَـظـَافِـرَاتِ دُنـْـيَا الكـَمَانْ ... 
هيَ مِـسْـكُ القـَوْل فِي أنـْـدَائهِ ...
هيَ تِـبْـيَانٌ لِمَا تـَوَضَّحَ غـَـدًا ... 
هيَ سُـقـُوفٌ وشَـرَائِـط مُعَـتـَّـقـَة مِـنْ أهْـدَاب مَـدَدٍ وزَعْـفـَـرَانْ ...   
هيَ مَشِـيـئة طـُفـُولة وأحْـدَاق سَـلـْـوَى فـَتـيَّة ورُوحُ عِـنـَّاب وتـَمَايُـد مَـرْجَانْ ... 
هيَ سَـرَائرٌ حِـسـيَّة ونـُجُـومٌ تـَسْـطـَعُ فـَوْقَ الغِـيَابْ ... هيَ تـَـلـَهُّـفٌ وتـَرَابُط لِـمَا بالوَميض مِـنْ فـُؤَادْ ... هيَ كـُرُومٌ وأعْـوَادُ رسَالاتٍ وحَـقِـيـقـَة ... 
هيَ قـَسَـمَاتٌ وسَـمَاءٌ تـَجْـدلُ كـُـلَّ مَكـَاحـل وسُـفـُوح السَّـلِـيـقـَة ... 
هيَ قـُوتُ الحُـلـْم يَـرثُ الجُـرْحَ نـَاعِـمًا ... 
هيَ أبْـوَابُ الذهَابِ فِي اللاَّذهَابْ ... هيَ الرَّيْحَانُ ... الفـُـسْـطـَاط ... البَـرْقُ ... 
يَـنـَعَـة الدُّرَّاقْ ... واللاَّغِـيَابْ ...   
نـَتـَهَـوْدَجُ فـَسِـيحًا فِي جَـوْقـَةِ المَـرَامِي البَعِـيـدَة ... 
هيَ رَبَابَة وفِـضَّـة الشَّاعِـرَة تـَطـْحَـنُ لـَـنـَا الرُّؤْيَا والمُخـَـيِّـلـَة الجَالِـسَة عَـلـَى نـَحْـو وَسَـن الصَّـوَابْ ... 
هيَ أسَاورٌ وحَـنـَاجـرُ الألوانْ حَـطـَّهَا البَحْـرُ عَالِـيًّا بمَآقِي الحَـرير وسَـلـَّمَ شَـرَائعَهَا للشَّاعِـرَة المَـبْـثـُوثـَة بأغـْـوَار وتـَـرَفـُّع البُـنـْـدُق والنـُّعُـومَة 
والحَـبَـق والقـَصِـيـدَة ... والسّـنـْـدَيَانْ ... 
هيَ الصُّـبَّارُ عَالِـيًّا مُـنـَمَّـقـًا بعَـسَـل وصَـلاةٍ قـَريرة ودَفـَّة شِـيح وصَـوْلـَة 
إبْـتِهَال وأنـْـسَام نـَيْـسَـم وتِحْـنـَانْ ... 
هيَ الحَجَـلُ يُطـلُّ عَـلـَيْـنـَا مِـنْ أفـْوَاه الرُّخـَامْ ... هيَ الحَـمَامُ يُـدلِي إلـَيْـنـَا 
بعُـمْـقهِ ويَرْجُـونـَا أنْ نـَبْـقـَى قـَـلـيلا فِي حِـضْـن الشَّـمْـس المُـتـَرَامِـيَّة 
الشَّـكِـيـمَة ... يَرْجُـونـَا أنْ نـَبْـقـَى قـَـلـيلا فِي كِـيَاسَة لـَهَـب ثـَـلـْج الشَّـوْق 
المُعْـتـَادْ ... يَرْجُـونـَا أنْ نـَبْـقـَى قـَـلـيلا خـَارجَ صَـوْت البـلـَّـوْر ... وخـَارجَ 
فـَم الحِـنـْطـَة وهيَ تـَـنـْـسَـلُّ مَالحَة أ ُفـُقـًا تـَفـُوحُ مَرَايَاهُ بأقـْـوَاس البُعَاد والرَّعَـويّ العَـبَّادْ ... 
هيَ طـَـرَائِـقُ وحُـشُـودُ يَاسَـمين مُخـَضَّـبَة بشَـرَاشِـف مَاس وآس وشُـرْفـَة 
كـُزْبَـر تِـين وبُـرْهَانْ ... 
هيَ سَـلاسَة المَـنـْطـق مُـتـَـلازمَة مُـزْدَانة برمْـش خـَاطِـر وتـَكـَوْثـُر هَـنـْـدَسَة البَـيَانْ ... 
هيَ نـَوَاميسُ سَـفـَرْجَـل ولـَبْـلاب مَحَـبَّة وهَـطـْـلـَة أكـْـوَانْ ... 
هيَ سَـنـَابـلُ وأ ُغـْـنِـيَّاتٌ تـُحَـدِّثُ حَـلِـيـبَ أحْجَار البئـْـر بأفـْـق أوْرَادِ أتـْعَابهَا ... 
هيَ بَاقـَاتُ عَـنـَادِل تـُرتـِّـبُ لِلـْـبَـيَاض أهْـوَازَ الأوْطـَان وتـَقـَافـُـز عَـنـَان 
نـَـيْـسَانْ ...
هيَ سَـلامَة الطـَّـلـَّة والوَقـْـدَة فِي هَـدْأة النـِّـبْـرَاس المُـتـَـسَـرْبـلـَة ... 
هيَ حَـدَائِـقٌ وأعْـنـَابْ وأحْـرَاشُ أدْعِـيَّة مُـدَّثِـرَة بمَحَاجـر مَا تـَـزَمَّـلَ مِـنْ فـُـتـُوحَاتٍ وثـَـوَابْ ... 
هيَ فـَاتِحَة مُعْـلـَـنـَة الحَـمِـيـمِـيَّـة ... وأ ُنـْـشُـوطـَة فـُـيُـوضَات مُـتـَـوَارفـَة 
الرُّشْـدِ لا مُـتـَـنـَاهِـيَّة السُّـؤَال ولا مُـتـَـنـَافِـيَّة الجَـوَابْ ... 
هيَ أفـْـرَاحٌ وأتـْـرَاحْ 
هيَ أمْـلاحٌ وأقـْـدَاحْ 
هيَ آلامٌ وأحْــلامْ 
هيَ أمْـلاكٌ وأفـْـلاكْ 
هيَ أنـْـوَاءٌ وأصْـدَاءْ 
هيَ أقـْـبَاسٌ وأجْـرَاسْ 
هيَ عُـلـَّـيْـقُ وسَـمَـنـْـدَل أمْـوَاه وتـُفـَّاحْ 
هيَ حَـقِـيقُ خـَفـُوق وإحْـسَاسْ لِـسَـريرَة تـَوَّاقـَة لِلـْغِـمَار والوُجُـودْ ... 
هيَ حَـقِـيق خـَفـُوق وإحْـسَاسْ لِـسَـريرَة ... وصَـيْـرُورَة تـُريـدُ أنْ تـَـفـُوحَ وتـَـبْـتـَهجَ بمَا تـَـيَـسَّـرَ لهَا مِـنْ فـَـرَح ونـَارنج وحُـبٍّ وسَـعَادةِ خـُـلـُودْ ... 
هيَ تـَرنِـيـمَاتٌ كـَاليَـنـَابـيع فِي إنـْهـمَار إزْهـرَارهَا ، أغـْـدَقـَـتـْهَا رَيَاحِـيـنُ قـَريحَة إبْـدَاعَات الشَّاعِـرَة التـُّـونِـسـيَّة المَـرْمُـوقـَة " رَجَـاء مُحَـمَّـد زَرُّوقِـي " ...  الشَّاعِـرَة التي حَـطـَّـتْ عَـرَاجـيـنُ القـَـصِـيـدَة بـرحَاب أسْـفـَار مِعْـزفهَا مُـنـْـذ نـُعُـومَةِ بَـرَاءَة طـُفـُولـَة حَـيَاتهَا ... تـَرنِـيـمَاتٌ هِيَّ كـَاليَـنـَابـيع / كـَجَـحَافِـل السُّـنـُونـُو وهيَ تـَتـَبَخـْـتـَرُ فِي جـيـدِ تـَـنـَاسُـق / تـَسَامُـق إلـْـتِـمَاع تـَعَابـيرهَا ... أنـْقـُـلـُهَا لِـمَـبْـسـم التـَّاريخ لِـيَحْـفـَظ عُـنـْـفـُوَانَ وقـَـدَاسَة أكـَالِـيـل تِـيجَانهَا ... شَـوَاهِـدُ دُرَر رَقـْـرَاقـَة وخـَمَائِـلُ عَافِـيَّة وأ ُقـْحُـوَانـَاتٌ مَـمْـشُـوقـَة التـَّـشَـمُّـم والإشْـعَاعْ ... رَيَّانـَة الإيقـَاع والتـَّـمَـوُّج ونـَاصِـيَّة التـَّـتـْـويج والفِـطـَام 
والزَّقـْـزقـَة ... هِيَ لِلأيَّام قـُـرُنـْفـُـلاتُ فـُـلٍّ ومَـرَافىءُ ذهَـبٍ لـَـيْـمُـونِـيَّة بَاقِـيَّة مُـتـَلاقِـيَّة ... وصَلاحـيَّاتٌ لإسْـتِـتـْـبَاب عُـمُـر وإسْـتـَبْـرق لآلئ سَـلـْـسَـبـيـل بَـلابـل وتـَسَـوْسُـن تـَـبَارُكِ عَـبـيـر القـَـصِـيـدَة ... ) 

*   *   * 

( قـَصَائِـدٌ مِـنْ دِيـوَان سَـوفَ يَأتِي ... لِلشَّاعِـرَة التـُّونِـسِـيَّة المَـرْمُـوقـَة " رَجَـاء مُحَـمَّـد زَرُّوقِـي " ... )

*   *   * 

( تـَصَـدُّعُ الأنـَا المُـبْـدِعَـة يَـعْـنِي تـَصَـدُّع الكـَيْـنـُونـَة الإنـْسَانِـيَّة ) 

*   *   *

( 2011 ) 

*** 

( ـ 1 ـ ) 

نـَامَ القـَـلـْبُ ونِـمْـتُ
تـَـدَلـَّـتْ عَـنـَاقِـيـدُ الأمْـنِـيَّات فـَحَـلـُـمْـتُ
أنَّ حَـبـيـبي مَـرَّ مِـنْ هُـنـَا
تـَوَضَّـأ
صَـلـَّى
وسَـلـَّـمَ عَـلـَيّ ْ
فـَـلـَـيْـتهُ لـَمْ يُـنـْهِ تـَسْـبـيحَ رُؤَايْ
لِـيُوثـقَ الحُـلـْمَ بـيَـدَيْ 
... ، ... 
( ـ 12 / 07 / 2011 ـ )

( ـ 2 ـ ) 

شَاعِـرٌ دُونَ جُـنـُونْ
طـَائِـرٌ بلا أجْـنحَـة 
... ، ... 
( ـ 13 / 07 / 2011 ـ )

( ـ 3 ـ ) 

شَاوَرْتُ لِلصَّـمْـتِ وقـُـلـْتُ لـَهُ .. 
يَا صَاحـبي .. تـَكـَـلـَّمْ 
فـَطـَأطـَأ نـَجَـمَاتَ الكِـبْر فِـيهِ .. 
تـَـدَفــَّـقَ وسَـرَى .. 
ونـَاوَلـَـني جُـرْحَـه الأجَـشّ .. 
فـَـبَكـيتُ وبَكـَى .. 
وصَـلـَّى بمِحْـرَاب الكـَـلـمَاتِ .. 
رَكـْعَـتـَيْـن ورَدَّ السَّـلامَ وسَـلـَّمْ .. 
... ، ... 
( ـ 29 / 07 / 2011 ـ )  

( ـ 4 ـ ) 

فـَـتـَقَ الوَرْدُ جُـرْحَـهُ ... وهَـلّ ْ ...
وقـَالَ لِلـْفـَتـَى ... هَـلْ
أبُـوحُ بحُـزنِي ... هَـلْ ...
مُـنـْـذ حُـلـْم ... مَجْـنـُون
وأنـَا المُفـْرَغ مِـنْ فـَتـَايَ ...
أقـْـتـَاتُ رَغِـيفَ صَـبْـر ... مُـمِـلّ ْ ...
وأ ُكـَـدِّسُ الصَّـبْـرَ عَـلـَى نـَجْـم
يُـشْـعِـلُ أوْتـَارَ ... صَـبِّي ...
أوْ عَـلـَّـنِي بوَصْـلِهِ ... أكـْـتـَمِـلْ ...
أوْ عَـلـَّـكَ يَا نـَجْـمِي سَاطِـعًا
بسَـمَاء رُوحي ...
وبشُـبَّاكِ عُـمْـري تـُطِـلّ ْ ..... 
... ، ... 
( ـ 31 / 07 / 2011 ـ ) 

( ـ 5 ـ )  

تـَـنـْسَابُ هَـذهِ المُوسِـيقى الحَالمَة .. 
كـَإنـْسِـيَابكَ بـدَمِي .. 
يَالـَـكَ مِـنْ شـرْيَان لـَوْلاهُ مَا كـَانَ 
قـَـلـْبي يَعِي .. 
... ، ... 
( ـ 19 / 09 / 2011 ـ ) 

*** 

( 2012 ) 

*** 

( ـ 1 ـ ) 

ذاتَ مَاءْ 
وذاتَ كـُـنـَّا نـَحْـنُ الصِّـبْـيَة 
نـَخـْرقُ صَـمْـتَ الشَّـوَارع ونـُرَتـِّـقُ 
سُكـُونَ الأحْـيَاءْ 
نـُظـَـلـِّـلُ الأعَالِي ونـَسْخـَـرُ مِـنْ 
شُـمُـوخ السَّـمَاءْ 
نـَتـَقـَاسَـمُ والبَحْـر أهَازيجَ التـَّـمَـرُّد 
والكِـبْـريَاءْ 
جَاءنِي عَـزرَائِـيلُ أوْ مِـيكـَائِـيلُ أوْ إسْـرَافِـيلُ 
لـَسْـتُ أدْري إنْ كـَانَ وَمِـيضًا مِـنْ سُكـَّان 
الأرْض 
أمْ هُـوَ مَـلائِـكـَة تـَـلـْـتـَحـفُ بـرُوح السَّـمَاءْ ... 
شَـدَّ إلـَيْهِ بجـدٍّ 
قـَـيَّـدَ مِعْــصَـمِي 
لا أعْـلـَمُ إنْ كـَانـَتْ أسَاورًا 
تِـلـْـكَ التِي صَادَرَ بهَا أ ُنـُوثـَـتِي 
أوْ هِيَّ أصْـفـَادًا مِـنَ الحَـيْـرَةِ والبَـلاءْ .. 
وسَـرَى بي نـَحْـوي 
وعَـرَّجَ إلـَيَّ ولا أدْري إنْ كـُـنـْتُ مَعِي 
بالطـَّابُـور فِي المَـقـْعَـدِ الأمَامِيّ 
أمْ أتـَـوَسَّـدُ خـَـيْـبَـتِي 
وأحْـضنُ هَـزيـمَة الوَرَاءْ .. 
جَـفـَّـفـْتُ ألـَمًا تـَصَـبَّـبَ 
وكـَفـْـكـَفـْتُ وَجَـعًا فـَاضَ وإخـْـتـَرَقَ 
ضفـَافَ المَـدَى ... 
وتـَـنـَاثـَرْتُ كـَعَـقِـيـق مَـلَّ خـَـيْـطـًا إهْـتـَـرَأ 
لإكـْـتِـظـَاظ التـَّـوْق والإشْـتِهَاءْ ... 
ودَبَّ ضَجـيجُ الصَّـمْـتِ بـزَوَايَا القـَـصِـيـد 
وإقـْـتـَحَـمَ بَـنـَفـْسَـجَ اللـُّغـَة 
وطـَوَّقَ زنـَابقَ الرَّجَـاءْ ... 
وَوَزَّعَـنِي رَغِـيفـًا مُـزَرْكـَشًا 
بـدمَاء الطـُّـفـُولـَة 
وحَـبَّات عِـشْـق لِـسَـوَاعِـد 
الفـُـقـَـرَاءْ ... 
وقـَطـَـرَات ضَـوْء لِـمَـوَاسِـم الشُّـهَـدَاءْ .. 
... ، ... 
( ـ 08 / 02 / 2012 ـ )  

( ـ 2 ـ ) 

الحَـقِـيقـَة هَـذهِ اللـَّيْـلـَة
البَحْـرُ يَخـَاتِـلـُـنِي لِـيُـبَـلـِّـلَ
قـُمْـصَانَ الرُّوح بالتـَّـمَـنـِّي ...
ويُـهْـدينِي بَاقـَات شَجَـن
لِلتـَّغـَـنـِّي ...
فـَكـَمْ صِـرْتُ بأنـِّي ...( ... )
لأنـِّي ... ( ..... )
وكـَمْ ضَاقَ المَـدَى بي
فـَضَـيَّـعَـنِي مِـنـِّي ... 
... ، ... 
( ـ 10 / 02 / 2012 ـ )

( ـ 3 ـ ) 

" حِـصَّـة تـَشْخِـيصْ ... "
تـَمَعَّـنَ الطـَّـبـيـبُ وشَخـَّصْ ...
ولـَمْ يُفـْـلحْ ...
نـَمَّـقَ الطـَّـبـيـبُ ولـَخـَّصْ ...
ولـَمْ يُفـْـلحْ ...
عَـمَّـقَ الطـَّـبـيـبُ ودَقــَّـقْ...
ولـَمْ يُفـْـلحْ ...
فـَقـَالَ اِفـْـتـَحْ رُخـَامَ القـَـلـْبِ يَا فـَتـَى ...
وأكـْظـُمْ نـَبْضَـكَ الأخـْضَـد حِـينَ
تـَمُـرُّ وَبـيَـدِهَا ثـَغـْرٌ مُـوَشَّـحْ ... 
... ، ... 
( ـ 01 / 03 / 2012 ـ ) 

( ـ 4 ـ ) 

* مَـدْخـَـلْ :
حـيـنـَمَا يَمُـرُّ اليَـوْمُ
ويَجيءُ المَـسَاءْ ...
ولا تـُشْـرقُ مِـنْ زَعْـفـَرَان سَـديـم
الرُّوح وخـُـزَامَى أفـْـيُون الضّـيَاءْ ...
أبـيـتُ حَافِـيَّة القـَـلـْبِ
مَطـْـرُودَة مِـنْ تـَوَاشيح جَـنـَّـتِـكَ ...
أتـَوَهَّـجُ ذعْـرًا وأضيعُ
بفـَـلـَوَاتِ المَـدَى ... 
... ، ... 
( ـ 03 / 03 / 2012 ـ )

( ـ 5 ـ ) 

مَـرَّ هَـذا اليَـوْم غـَيْـرَ عَابىء بعَـنـَاقِـيـد
الإشْـتِـهَاءْ ...
مَـرَّ يَـوْمًا رَتـْـبًا ثـَقِـيـلَ الأنـْـوَاءْ ...
تـُلامِـسُ أوْتـَارُ قـَـلـْبي أنـَامِلا حَـزيـنـَة
تـَهْـجُـرُهَا مَـنـَاطِـقُ الضّـيَاءْ ...
فـَتـَـنـْـسَابُ مَـرْثِـيَّة حَـرَّى يُـذكـِّـيهَا
جُـمُـوحُ الزَّعْـفـَرَانْ ويُـزَكـِّـيهَا كـَـرَزُ الرَّجَاءْ ...
فـَـمُـدَّ إحْـتِـمَالـَـكَ إلـَى عُـمْـري 
حَـيْـثُ تـَـنـْـبُـتُ مَـدَارَات طـُـقـُوسِي وتـَشْـتـَـدُّ 
دَرَجَاتُ الرَّغـْـبَة ويَـزْدَادُ خـُصُوبَة
نـَسَـقُ الحَـيَاءْ ...
ويَكـْـتـَسِـبُ مَـنـَاخ الأنـُوثـَة حَـرَارَة
ويَـتـَعَامَـدُ مَعَ نِـبْـرَاس خـَط الإسْـتِـوَاءْ ...
فـَمُـدَّ إحْـتِـمَالـَـكَ إلـَى قـَـلـْبي عَـلـَّـنِي
أهْـتـَـدِي إلـَيَّ وأ ُصَـنـِّـفـُـنِي مَـنـَاخـًا
تـَـنـْـتـَـبهُ أشِعَّـة القـَمَـر فِـيهِ لِـنـُون
النـِّـسَاءْ ... 
... ، ... 
( ـ 03 / 03 / 2012 ـ )

*** 

( 2013 ) 

*** 

( ـ 1 ـ ) 

مَـرْحَى بمَـوْتٍ نـَدْخـُـلُ الضَّـيْـمَ 
عَـلـَى غـَايَـتهِ 
ويَعُـودُ إلـَـيْـنـَا ولا يَـتـَخـَـلـَّى 
عَـنْ عَادَتهِ .. 
... ، ... 
( ـ 10 / 03 / 2013 ـ )

( ـ 2 ـ ) 

كـَانَ بالأمْـس لـَـدَيْـنـَا جَـنِـيـنُ حُـلـْم 
يَـنـْـمُـو عَـلـَى سَـرْمَـدِيَّةِ 
أقـَاصِي شَهـقـَات عَـبَّاد 
شَـمْـس الرِّضَا ... 
واليَـوْمْ 
تـُطـْـفِـئهُ أبَاريـقُ لـَهـيـب الظـُّـنـُون 
وتـَتـَآكـَـلـُهُ ألـْـسِـنـَة أمْـوَاه 
نـَائِحَات ثـَكـَالـَى القـَطـَا ... 
فـَـسُحْـقـًا لِـمَـوْتٍ غـَافـَـلـَـنـَا 
ومَا أحْكـَمَ قـَـبْـضَـتـهُ عَـلـَى مِعْـصَـم سَـكـَـرَاتِ 
بَارقـَات مِعْـزَفِ الوَفـَاءْ ... 
... ، ... 
( ـ 09 / 06 / 2013 ـ ) 

( ـ 3 ـ ) 

يَاااهْ وأيّ فـَتـَى هَـذا الذي لا تـَرْتـَضِي 
دُونـَهُ عَـنـَاقِـيـد جُـلـّـنار بـرْسِـيم كِـتـَابي .. 
أيُّ صَـدى هَـذا الذي يُـدَوِّخُ رَهْـط الوَقـْتِ 
كـُـلـَّـمَا صَـدَحَـتْ حَـنـَاجـرُ نـَبْض القـَـلـْبِ إلاّ 
وإنـْـدَمَـقَ عَـسَالِـيجَ ضَـوْء بقـُـفـْـل شَهـقـَات 
إنـْـفِـتـَاح بَابي .. 
ووَلـَجَ يُـمَـوْسِـقُ خـَـلـَجَات جـرَاحات مَـوْج 
بطـَرف تـُبَِـلـِّـلُ فـُسْـتـَانَ رضَاب صَـوَابي .. 
فـَإنـَّهُ البُـرْهَـة الفـَاصِـلـَة الوَاصِـلـَة بَـيْـنَ 
مُـسَاءلات أطـْوَاء مَـرَايَا أثـْـبَاج 
الوَصْـل ومَـزَارَات عِـنـَّابي .. 
... ، ... 
( ـ 25 / 06 / 2013 ـ ) 

 ( ـ 4 ـ ) 

ورَأيْـتـُهُ يُـدِيـرُ مِـزلاجَ الهَـوَى 
فـَتـَنـْـفـَـتِحُ أقـْـفـَالُ جَـميع ثـُغـُور المَـدَى 
عَـلـَى شَهْـقـَةِ قـُـفـْـل بَابهِ .. 
فـَرَجَـوْتُ لـَوْ كـُـنـْتُ ذاكَ الـذرَى 
ألـْتـَحـمُ بلـُغـَام نـَعْـل أتـْعَابهِ .. 
ويَـتـَـنـَصَّـلُ مِـنـِّي بأطـْرَافِ المَـسَاء 
لأبـيتَ وأرْقـُـبُهُ بصَحْـن أعْـتـَابهِ .. 
... ، ... 
( ـ 01 / 07 / 2013 ـ ) 

 ( ـ 5 ـ ) 

هَـذا العُـمْرُ لا يَكـْفِي / 
لأقـُولَ كـَمْ هُـوَ جَـديـرٌ بالبَأس بَأسِي / 
وهَـذا المَطـَرُ ومَهْـمَا إشْـتـَعَـلَ / 
لا يَـتـَّسِعُ لِـيَـشْـفِي جَـفـَافَ ثـَغـْر كـَأسِي / 
وهَـذِي أنـَا ومَـتـَى إنـْطـَفـَأت الشُّـمُوع 
لـَنْ يَـتـَـسَاوَى جَـسَـد نـُبْـرمان فِـكـْري 
بشَـرَاشِـفِ سَـريـر يَأسِي / 
... ، ... 
( ـ 26 / 07 / 2013 ـ ) 

*** 

( 2014 ) 

*** 

( ـ 1 ـ ) 

أطـْبَـقـْتُ الجَـفـْنَ ومَا إسْـتـَطـَعْـتُ 
إغـْمَاضَ الفِـكـْر 
لـَمْ يَهْـتـَـدِ الجُـرْحُ لِلنـَّوْمْ 
بَـقِيَ فـَاغِـرًا 
يَسْـتـَـنـْطِـقُ الوَجَعَ 
ويَسْـتـَـنـْـكِـرُ اللـَّوْمْ .. 
... ، ... 
( ـ 29 / 01 / 2014 ـ ) 

( ـ 2 ـ ) 

وَحْـدَهُ القـَـلـْبُ يُـشْـبـهُـكَ 
فِي مَـنـَافِي ... الحُـضُـورْ !!! 

*** 

وَحْـدَكَ المُـبْـتـَـلُّ بنـَاري !!! 

*** 

وَحْـدَكَ المَـدَّثِـرُ المُـتـَـسَـرْبـلُ 
بعُـرْي دِثـَاري ... !! 

*** 

وَوَحْـدَهُ القـَمَـرُ كـَمْ وحْـشَة عَـلـَيْه 
حَـتى يُـدْركـكَ ... بإيثـَاري ... !! 
... ، ... 
( ـ 29 / 04 / 2014 ـ ) 

( ـ 3 ـ ) 

وكـَيْـفَ لا أعْـرفُ ولا أعِي 
وأنـَا مَـنْ يَصُـدُّنِي الوَقـْتُ 
ويَطـْرُدنِي الآتِي مِـنْ غـَـدِي 
وتـَفـْـتـَـكـُّـنِي ثـَـنـَايَا المَـنـَافِي 
مِـنْ رُشْـدِ يَـدِي 
وأحْـضُـنـُـكَ طـَويلا 
حُـبًّا 
ولـَكِـنْ كـَـثِـيرَا جـدًّا أحْـضنُ 
كـُـنـْت فـَرَاغ دَمِي ... 
البَحْـرُ يَحَادِثـُـنِي جَـميلا جـدًّا 
هَـذا الذي 
ولـَكِـنـَّـنِي مَا أرَانِي سِـوَى 
أقـْـبَعُ خـَارجي 
جَـفـَاء وبَعْـض زَبَـدْ ... 
... ، ... 
( ـ 18 / 05 / 2014 ـ ) 

( ـ 4 ـ ) 

سَأظـَـلُّ أنـْعِـيني وأبْـكِـيكَ 
لِلسُّـمِّ الزّعَافِ خـَالِصًا مَجَجْـتهُ إليَّ 
فـَأيّ مِـنْ حَـلاوَات ثـَغـْر مَعَانِـيكَ ... 
ولـَكِـنْ 
اِحْـتـَرسْ مِـنْ نـَوَاميس وطـُـقـُوس 
تـَابُوهَات الهَـوَى 
فـَقـَوَانِـينُ عَـدَالة الجَـوَى حَـتـْمًا سَـتـُقـَاضيكَ ... 
حـيـنـَهَا 
كـَمْ عَـلـَيْهِ مِـنْ مَـنـْفـَى 
هَـذا الذي فِـيكَ 
حَـتى يُـدْركـنِي وأ ُرَاضيكَ 
... ، ... 
( ـ 16 / 06 / 2014 ـ ) 

( ـ 5 ـ ) 

حَـتى وإنْ كانَ الكـَلامُ صَامِـتـًا
ضَاجٌّ هُـوَ السُّـؤَال كـُلَّ طـَرْفـَة نـَـبْـضْ ... 
... ، ... 
( ـ 09 / 08 / 2014 ـ )
... / ...