مظاهر فحولة وليد توفيق/ فراس حج محمد

هل بقي من شيء يفاخر به العربيّ غير فحولته، ومعاركه الناجحة جدا على السرير، إنها آخر الحصون، بعد هذا الكم الهائل من الخسارات العنيفة المتساقطة كالقدر واحدة بعد أخرى!
ينقذني وليد توفيق هذه المرة من عقدة النصر والهزيمة، أهرب إلى ما يهرب إليه كل عربيّ يرى نجاحاته المكللة بالغار وفتوحاته العشقية متجسدة في أرض لاهبة تفور بعنفوان الفتيات الصاخبات ليتحدث وليد توفيق عن تلك الفحولة العارمة التي تسكنه حتى أنه يغلب بفحولته ابن العشرين، ذلك الفتيّ الذي ما زال خيره فيه، ربما تسللت صورة العربي الذي كان يشدو "منتصب القامة أمشي"، ليصبح منتصبا انتصاب المصلوب أو منتصب القامة في الشمس متصلبا يعاني الأمرين، لكنه وبالضرورة ليس منتصبَ....!
هل تراني عجزت أنا، وأصبحت الأغنية متنفسي؟ أم أنني مثل وليد توفيق ما زال قلبي "بيقدح نار"؟ ربما وصفتني إحداهن بأنني عجوز ولم أستطع القيام بأي معركة سريرية لا في الحلم ولا في الحقيقة! فهل أنقذني وليد توفيق من هذا العجز المترائي حولي، أتذكر للتو فيلم "ليلة سقوط بغداد" يا له من عجز كبير داخليا وخارجيا!
يأتي وليد توفيق ويجتاح الصباح هروبا من أخبار في طول البلاد وعرضها ليس فيها ما يسر الخاطر ولا يشرح القلب، ولا يفتح الشرايين، فكيف ستكون العرامة والفحولة في السرير؟ من له نفس أن يمارس حياته الطبيعية والكون مقلوب رأسا على عقب؟ هل سيكون بوسعنا أن نكون طبيعيين حتى وإن كنا كما ادعى وليد توفيق أن دماءه مثل الجمر، لم يطفئها الهم والغم ويحولها إلى دم بارد متخثر لا يسري ولا يجري، وهنا بالذات يقفز مشهدٌ دالٌّ من فيلم "عمارة يعقوبيان" عندما سأل أحد الغلابى (العاجزين) عادل إمام كيف يستطيع أن يفعل كل ذلك مع النساء، فأشار إلى دماغه، وقال: "لازم تريح دماغك"، فمن منا يرتاح دماغه من كل تلك التي تضج به وتضجره!
وإلى المشهد الأخير من فحولة وليد توفيق، يا لها من صورة لا تترك مزيدا لمستزيد عبر الكنايات اللطيفة في تصوير الفحولة، فخمسينه لا تمنعه من أن يتزوج فتاتين عشرينيتين معا، والدليل على ذلك أن زنده ما زالت قوية يكسر بها الجوز، واللوز يفقشه بين أصابعه، لا حظوا كلمة (يفقش)! وما دخل كل ذلك بمعارك السرير، إنها التعريض والكناية، وهنا أتذكر بالضبط مغنيا شابا متفجرا قوة عندما قال معاتبا محبوبته عندما كانت تقول له "اغمرني وشد علي الغمرة ولا تخلي ع شفافي حمرا"، إنه يقولها بصفة أخرى.
والآن، من أين أتتك أيها العربي كل تلك الفحولة وأنت ابن الخمسين هزيمة ونيّف، إن أخشى ما أخشاه أن تكون بفعل حبة زرقاء ونشوة عابرة لحظية ككل اللحظات العابرة التي تضيء حياتنا وسرعان ما تزول؟ إياك أن تخدع فحولتنا، واتركنا نمارس انتصاراتنا في الأسرة الناعمة فهي آخر ما تبقى!! 
:::::::::::
فيديو كليب أغنية "لا تقولي عمري خمسين" لوليد توفيق!

عندما تحترق النجوم على هواء اوستراليا/ بادرو الحجه

نعم انها لظاهرة غريبة عجيبة تجتاح هوانا الذي يتلوث اليوم بمنافسة غير شريفة وحقد اعمى وغيرةقاتلة وطعن بالظهر و ثقافة مفقودة.
نعم عذرآ أيها المستمع مما تسمع....
بعد خبرة طويلة في مجال الاعلام والصحافة الفنية في وطني الحبيب لبنان حيث تتلمذت على أيادي كبار الأساتذة والاعلاميين الذين تَرَكُوا بصمات بيضاء في عالم الصحافة اللبنانية والعربية، استنتجت شيئا وحيدا ان الاعلام رسالة مقدسة وخاصة في الغربة لنخدم من خلالها وطننا ونضىء على وجوه فنية وثقافية تنير وجه لبنان،  لا ان نتسابق على نجوم تحترق على الهواء بأسئلة سطحية ومواضيع خاصة وفضائح جنسية، نعم ليست هذه رسالة الإعلامي الشريف.
وبعد خبرة اكثر خمس سنوات في الاعلام المسموع والمكتوب في اوستراليا حيث استضفنا على الهواء وجوها فنية وثقافية واجتماعية   كان ابرزهم الدكتور وديع الصافي و المطربة ماجده الرومي، والموسيقار الياس الرحباني والإعلامي جورج قرداحي والفنان دريد لحام وسلطان الطرب جورج وسوف وغيرهم .... استنتجت
ان الاعلام رسالة مقدسة يجب ان نستعملها للخير ونقدمها بكل موضعية ومحبه لا ان نحرقها .
اخيراً بعد هذه المسيرة الإعلامية في الاغتراب حيث نلت جوائز تقديرة عديده كان اخرها لقب سفير السلام العالمي .
أودّ ان اشكر جميع الوسائل الإعلامية اللبنانية  العربية في اوستراليا.
وللدخلاء أقول اتقوا الله و حافظوا على وجه لبنان.

طابخ السم آكله/ فؤاد شريدي

من لا يقرأ التاريخ لا يعرف الواقع
تمام سليمان

لم يعد من الممكن السيطرة على عداد الموت لاحصاء عدد الضحايا الذين يتساقطون… اما ذبحا .. او حرقا .. أو بقذيفة عمياء  .. لا تفرق بين طفل او طفلة  او بين رجل وأمرأة .. في مدن وقرى سوريا الشام والعراق  .. وفلسطين ولبنان  .. ولم يعد من المممكن احصاء الضحايا التي تتراكم  بوتيرة عالية  .. في شوارع  واحياء دمشق وبغداد  

    انها لعبة الموت والدم  … والذين يديرونها  .. يبدو ان كل الدماء التي تسيل في اماكن متعددة من الشام والعراق  لم تعد تروي عطشهم  … فوسعوا دائرة الدم  لتشمل شوارع وأحياء  عدن  وصعدة  وتعز  وحضرموت  في اليمن  … 

     الذين يمارسون  لعبة الموت والدم  .. اصبحوا مكشوفين .. وما خططوا له في غرفهم السوداء .. انكشف وصار يشبه افلام الرعب السينمائية التي تنتجها شركة هوليود الاميركية.. لقد سقطت أقنعتهم .. واصبحوا مكشوفين .. حتى لأصغر طفل في دمشق وبغداد .. انها جوقة الشر يقودها الميسترو الاميركي  … الأميركي هو الذي يدير قواعد اللعبة  … والمنفذون هم .. تركيا … المملكة العربية السعودية  … قطر … والعدو الأسرائيلي … هذا الحلف الشيطاني الذي يمول .. ويسلح  المجموعات الارهابية التي اعدوها  لتدمير سوريا الشام والعراق ولبنان …لتوفير الفرصة للعدو الصهيوني لأفراغ الوطن الفلسطيني من ابنائه .. واعلآن الدولة اليهودية  التي لا مكان فيها لغير اليهودي  .. وعلى كامل ارض فلسطين التاريخية 

      السفير السوري تمام سليمان يقول عبارة يجب ان تُدون بحبر من ذهب  ( من لا يقرأ التاريخ لا يعرف الحاضر  ) 


     من يقرأ تاريخ الولايات المتحدة الاميركية  والمملكة العربية السعودية  وتركيا وقطر  والكيان الصهيوني المُغتصب لفلسطين  يدرك ان هذا الحلف  هو فعلا حلفٌ شيطاني  .. حقا ان من لا يقرأ التاريخ لا يعرف الحاضر  … فهذا الحاضر الذي نعيشه اليوم  والذي فرضه علينا هذا التحالف  يشدنا لقراءة  التاريخ الاسود لهذه الدول المارقة .. التي تُدير لعبة الموت والدمار والدم .. على امتداد سوريا الطبيعية  .. الشام  والعراق وفلسطين ولبنان  .. وصولا الى اليمن  .. 

    عندما تقرأ تاريخ الولايات المتحدة الاميركية  التي أقامت دولتها على بحر من دماء ملايين الهنود الحمر السكان الاصليين لاميركا .. وعندما تقرأ ان الولايات المتحدة الاميركية هي الدولة الوحيدة في العالم التي استعملت القنبلة الذرية  وقتلت آلاف الضحايا من الشعب الياباني  .. وعندما تقرأ انها قتلت اكثر من ستة ملايين من الشعب الفيتنامي  .. وقتلت ابان غزوهاللعراق اكثر من مليون عراقي  .. وقتلت وما زالت تقتل وتقصف مدن وقرى افغانستان  .. 


    تركيا سرقت الخلافة الاسلامية من العباسيين العرب .. واستعملت الدين غطاءً لتظلم وتستبد بملايين  المسلمين وغير المسلمين  .. وأقامت امبراطورية لا تكاد تغيب عن حدودها الشمس .. وعلى مدى اكثر من  ٤٠٠ سنة لم تسمح ان يكون خليفة للمسلمين  من غير الاتراك .. اي انها احتكرت الخلافة  لأربعة قرون من الزمن  .. تركيا ارتكبت ابشع مجزرة في التاريخ..وحاولت ابادة الشعب الارمني .. تركيا اغتصبت  كيليكيا والاسكندرون من ارضنا السورية  واقامت  علاقات تحالف مع الكيان  الصهيوني  المغتصب لارضنا الفلسطينية والعلم الصهيوني ما زال يرفرف سماء اسطنبول 
  
السعودية انتزعت بمساعدة الانكليز  ارض نجد والحجاز وغيرت جغرافيتها وسمتها باسم عائلة آل سعود  وطردت الشريف حسين الهاشمي  .. ليعطوه الانكليز قطعة من فلسطين  سموها امارة شرق نهر الاردن  … وعندما تقرأ في التاريخ  .. كيف نجح الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز في المساومة عام ١٩٦٤ على اعترافه بجمهورية اليمن  مقابل تعيين انور السادات نائبا للرئيس جمال عبد الناصر وكيف استطاع هو وشقيقه فهد  والسادات وحسن التهامي وكمال ادهم  وخبير السموم الاميركي مستشار المخابرات  السعودية في الرياض المستر رنتز .. بوضع عينة من سم الاكوتين  في كأس من عصير القوافة لجمال عبد الناصر  في الساعة الرابعة  الاربعاء يوم ٢٨-٩-١٩٧٠  اثناء وداعه لحاكم الكويت  صباح الالسالم  في مطار القاهرة  .. وعندما تقرأ في التاريخ  عن محاولة السعودية تحريض الرئيس الاميركي جونسن بالرسالة التي كتبها الملك فيصل  وشقيقه فهد  يطالبانه  الايعاز للعدو الاسرائيلي  لاحتلال مصر وسوريا لايقاف المد الوحدوي وايقاف جمال عبد الناصر  عند حده  واشغال العرب بانفسهم  عن المواقف السعودية الاميركية  .. 

     اما قطر فحدث ولا حرج  اميرها ينقلب عاى ابيه ويسرق منه كرسي الامارة  والحفيد  تميم ينقلب على ابيه بمساعدة الولايات المتحدة الاميركية  … وعندما تقرأ  كيف تدفع هذه الامارة  المليارات لتمويل وتسليح  القاعدة وجبهة النصرة وداعش  لتدمير سوريا  والعراق  حفاظا على أمن الكيان الصهيوني  المغتصب لارضنا الفلسطينية .. 

   الكيان الصهيومي  .. فقد نجح في عدم بقاء ملف فلسطين  .. هو الملف الوحيد الذي يمكن ان يجتمع حوله العرب  … العرب الآن صار لهم عدة ملفات  .. الملف السوري … الملف العراقي .. الملف اللبناني … في الهلال السوري الخصيب .. وعلى صعيد العالم العربي  فأوجدوا الملف اليمني .. والملف التونسي  … والملف الليبي  … ملفات مكدسة فوق بعضها البعض.. وآخر ملف يقبع تحت كل هذه الملفات  .. هو الملف الفلسطيني .. 

الولايات المتحدة الاميركية - تركيا - السعودية - قطر  - العدو الصهيوني  حلف شيطاني  يرسم باصابعه السوداء تاريخا ستظل صفحاته  وصمة عار في جبين البشرية التي تحولت الى شاهد زور  على جرائم هذا الحلف  … يبدو ان الدول الاعضاء في هذا الحلف  لم تقرأ التاريخ جيدا  … انور السادات الذي تآمر على قتل جمال عبد الناصر  مات قتلا بالرصاص  … والملك فيصل الذي شارك بمؤامرة تسميم وقتل جمال عبد الناصر  ايضا مات قتلا بالرصاص  .. تركيا بعد مجزرتها بحق الشعب الارمني  .. انكغأت وخسرت الحرب العالمية  .. وخسرت امبراطوريتها … 

       على هذا الحلف الشيطاني  ان يدرك ان دم اطفال سوريا .. واطفال العراق  .. واطفال فلسطين  .. واطفال اليمن  جريمة لن تمر دون عقاب  .. وفي نهاية المطاف  .. ان طابخ السم آكله

sدني - استراليا                

د محمد الصيادي وتعيين اول سعودي في مصر مساعد عميد اكاديمية فنون خاصة للموسيقي لتعليم عن بعد/ عبدالواحد محمد

استقبلت الاوساط الفنية  والإعلامية المصرية  خبر تعين د محمد الصيادي الملحن السعودي الكبير بالسعادة   البالغة لكونه مبدعا عربيا اصيلا  وقد زامل الكبار من اساطير الموسيقي العربية ومنهم  محمد عبدالوهاب  بليغ حمدي  كمال الطويل محمد الموجي  ماهر العطار  طلال مداح  وآخرون  في مشواره الفني  
وتمت موافقة عميد اكاديمية  فنون الخاصة لتعليم  الموسيقي بتعين الملحن الكبير د محمد الصيادي  مساعدا لعميد للاكاديمية والعضو المنتدب
وقد سبق  ان كرمت مصر د محمد الصيادي   والجدير بالذكر أيضا يعد د محمد الصيادي مؤسس( لبرنامج تعليم الموسيقي عن بعد )  والذي يسهم  في تخفيف الاعباء للطلاب والطالبات  الراغبين في تعليم الموسيقي وكما منحت الاكاديمية  شهادة الدكتوراة الفخرية  لفنان العرب محمد عبده  والتي سوف يتسلمها قريبا في حفل كبير
ومؤخرا اقيم حفل في المملكة السعودية ومنح شهادة الدكتوراة الفخرية الاستاذ  عبده مزيد القائد السابق لفرقة الاذاعة والتليفزيون السعودي
ومن ناحية ثانية اطلق مساعد عميد اكاديمية فنون الخاصة لتعليم  الموسيقي عن بعد   د محمد  الصيادي( فعاليات البداية لبرنامج تعليم الموسيقي عن بعد )  قبل ايام استعدادا لتقبل طلبات الطلاب الراغبين في الالتحاق   للتعليم الموسيقي عن بعد  من خلال ادارة الاكاديمية بسوهاج  بجمهورية مصر العربية
كاتب وروائي وصحافي عربي 
abdelwahedmohaned@yahoo.com

دراسة نقدية: الثيمات النفسية والفلسفية في ديوان الشاعرة سميرة عبيد " أساور البنفسج"/ هايل المذابي

لعل مما يثير الإعجاب في ديوان " أساور البنفسج " لـــ سميرة عبيد هو قدرة الشاعرة على مخاطبة الطبيعة واستخدام "البنفسج " كمعادل موضوعي للإنسان وللحياة وللوطن وللحبيب وتكتشف ذلك من أول وهلة تسمع عن الديوان فالعنوان الذي هو أول عتبات الولوج إلى النص يخبرك بأن البنفسج ذلك الورد الجميل له أساور ثم ثيمة " التعويض " Compensation " كأول ثيمة في الديوان يمكن الحديث عنها. 
ثيمة التعويض النفسي في أساور البنفسج 
التعويض يلخص الحالة النفسية للشاعرة ويعني التعويض إحلال شيء من الطبيعة أو أحد ممالك الوجود الثلاث محل بني جنس الإنسان أو جزء منهم،  ومخاطبة الطبيعة أو تذكير أحدها يندمج فيه ثلاثة مفاهيم ودلالات أولها استخدام هذا الموجود كمعادل موضوعي ثم التعويض به وأخيراً بعث الروح فيه وهو ما تميز به شعراء المهجر من الرومانتيكيين وسمي فيما بعد ب" الإحيائية " وعندما نتحدث عن أحد هذه الثلاث من المفاهيم في ديوان سميرة فنحن نتحدث بالضرورة وتتداعى لنا الثلاث مندمجة ومترابطة..
يبدأ ذكر البنفسج في ديوان " أساور البنفسج " بالإهداء لوالد  الشاعرة الذي لون أحلامها بالبنفسج،  ثم نجده في قصيدة الشارقة زهرة الدنيا " : 
" يا شارقة الحلم الغائم في قلوب ساكنيها / هاتي يديكِ واحتويني / فقد أصبحت في راحة يديكِ بنفسجة مسافرة " (ص21).
وأيضا في ذات القصيدة " يا شارقة الحلم البنفسجي / يامن ترجين في القلب مراكب الحب المسافرة / منذ خلق عطر بنفسجي بحي " ميسلون " (ص 24)
وفي قصيدة "نبوءة أندلسية (ص27) تذكر الشاعرة : 
ياصغيرتي / سينمو جنين الدهشة في رحم الأمنيات / سيقتل شبق الظنون ويبدد عيون السراب / سيهديكِ الزمن زهر البنفسج ...(ص 29)." 
ثم قصيدة سحر البنفسج ص 47 )تخاطب الشاعرة البنفسجة وتناديها أن تأخذها إليها فتبعث فيها الروح وتخاطبها وتناجيها مناجاة الحيارى،  ثم نجد قصيدة " لوعة البنفسج (ص 65) لكنها هنا تتماهى في زهرة البنفسج وتصبح معادلة موضوعية للذات " الشاعر / البنفسجة "،  كما نجد في قصيدة " سفن البنفسج " و" أساور البنفسج " معادلا موضوعيا للجمال المخيف...!!؟
من علماء الجمال عمانوئيل كانط صنف طبقات الجمال ومراحله جانحاً بالنفسي مجنح الرياضي " الحلو،  الحسن،  الجميل،  الجليل " الأول يلذ والثاني يبهج والثالث يسر والأخير مخيف... 
كيف يصبح الجميل مخيفاً ؟ 
يقول جوته : " ربما إستطعنا أن نتحمل الجمال الذي يرعبنا بسموه وأبعاده.." 
عندما نتأمل الجميل نفرح له ونتمنى إمتلاكه لكنه عندما يكون كثيفا متعددا متنوعا فإنه يشعرنا بالفوات والعجز عن اللحاق به فنأسى لأن الزمن الذي هو عنوان الفناء سيمحو الفرصة التي نعاود بها الجمال الجليل ونشعر أن بيننا وبينه هوّة الموت فنرتعد فرقاً...
التعويض تفرضه دائماً العادات والتقاليد والبيئة والثقافة والظروف المحيطة عموماً بلا استثناء، ولذلك فإن هذا الشذوذ هو بمعنى الاختلاف والخروج عن القاعدة المتمثلة في العشيرة أو القبيلة أو المجتمع وكذلك في الفكر والفن،  ولكن ما حيلة الشاعرة والأديبة في المجتمعات الذكورية ؟؟!! 
إن التعويض هو تميز عن الآخرين والتعويض هنا قد يكون في سياق العلاقات الاجتماعية، مثال ذلك الشنفرى وهو الشاعر الصعلوك صاحب لامية العرب والذي استعاض بحياة البراري والصحراء والعيش مع الحيوانات التي وجد الأمن وأحس بالأُنس معها ففضلها على قومهِ وعشيرتهِ لقاء ظلمهم وساديتهم، وشأنه في ذلك شأن بقية الشعراء الصعاليك الذين كان يتزعمهم عروة بن الورد، يقول الشنفرى :
" ولي دونكم أهلون سيدٌ عملّسٌ / وأرقط زهلولٌ وعرفاء جيألُ
هم الأهل لا مستودع السر ذائعٌ لديهم / ولا الجاني بما جرّ يُخذلُ )
• وهاهو أيضاً يضرب لنا أروع وأنبل المشاعر الإنسانية وهو يوصي أم عامر أنثى الضبع حين قال :
" لا تقبروني إن قبري مُحرمٌ عليكم / ولكن أبشري أم عامرِ
إذا أحتملوا رأسي وفي الرأس أكثري / وغودر عند الملتقى أم سائري "
ومن النماذج أيضاً الأحمر السعدي أو الأحيمر السعدي أحد قُطّاع الطُرق في العصر الأموي وكان لصاً فاتكاً، يقول :
" عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى / وصوّت إنسانٌ فكدتُ أطيرُ"
- نجد أيضا وفي مواضع أخرى في ديوان " أساور البنفسج " بعث الروح في البنفسج وتذكيره وإحلاله محل الحبيب كبديل أيضا يفرضه الحصار في المجتمع الذكوري والمعنى يتضح من خلال السياق وأيضاً تبعاً لمقتضى الحال فها هو المتنبي يؤنث القوة ويعوض بها عن المرأة، ومثله ابن الرومي الذي يؤنث الطبيعة، والنواسي الذي يؤنث الخمرة، وجبران خليل جبران الذي يستعيض بالعوالم الافتراضية والشخصيات الأنثوية مثل سلمى وغيرها،  مما نجده في ثنايا مؤلفاته، كانت كلها تعويضية افتراضية لا وجود لها إلا في عالمه المثالي والافتراضي الذي صنعهُ بمخيلتهِ وثقافتهِ وإنسانيته الراقية، وتعبيراً عن حزنهِ وغربتهِ النفسية والمكانية أو"المكانفسية " التي كانت ترافقهُ أينما ذهب، كذلك قد يكون هذا التعويض تعبيراً عن أعمق مطلب وحاجة لدى الإنسان " إثبات الذات وتحقيق الوجود " والتي تعتبر الشجرة التي تتفرع منها كل الأسباب الأخرى لكنها في الأخير تنتمي إليها.
- كذلك نجد في بنفسج سميرة عبيد هذا التعويض تجسيداً لبحث مفقود عن غايات سامية في عالمٍ أهم سماته " النقص " والاحيائيين في الرومانتيكية يعبرون بوضوح شديد عن هذا..
 كذلك نجده في مواضع أخرى يشبه عقدة  "بجماليون " وهو النحات الذي صنع تمثالاً ثم عشقهُ،  فهي لاتستطيع التوبة عن البنفسج في سياقات حياتها العامة والخاصة والأدبية أيضا،  ونجده أيضا هروباً من سادية الآخرين وظلمهم..
إننا نجد في ثنايا ديوان " أساور البنفسج "  تعويض راقٍ صنعته سميرة بخيالهِا الطفل،  وسمو طموحاتهِا ورقي مشاعرهِا ورهافة أحاسيسهِا وتعاظم هم الإنسان بداخلهِا، هذا جميعه بالإضافة إلى المكونات الثقافية والظروف المحيطة والتراكمات المعرفية التي ترسبت في وعيها، ذلك الماضي البعيد الممتد فيها وهذا الحاضر الذي تسرب إليها وأيضاً المستقبل الذي يتراءى لها،  كل ذلك يجعلها تتعارض بالطبيعة مع ضيق العالم السفلي،  المادي،  عالم الضلال،  ما سوغ لها التعبير بكافة وسائل الإبداع والفن عن أشياء وتجارب يستحيل أن تكون عاشتها حقيقةً، شأنها شأن أهل الفن والإبداع الذين هم بدون هذه العوالم التعويضية الافتراضية والحقيقية لايساوون في ميزان الفن شيء له ذكر..
ثيمة الغربة في أساور البنفسج 
وتأتي الثيمة الثانية في ديوان أساور البنفسج يمكن ملاحظتها وفي حالة ترابط مع الثيمة الأولى وبالحديث عنها يمكن ذكر قول الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي في كتابهِ أمة من المهاجرين عن الغربة وأسبابها أن للهجرة أنماط، فتكون لأسباب اقتصادية وتكون هروباً من اضطهاد ديني، وتكون لجوءًا من استبداد سياسي.
 وفي كل تلك الأنماط تسمى الهجرة غربة، ولهذه الأخيرة سيكولوجيتها وطبيعتها الخاصة، فهناك الغربة المكانية وتعني الانتقال والعيش في وطن آخر، وأسبابها قد ذكرت في الأنماط التي عددها كنيدي في كتابهِ والمذكورة آنفاً. 
في ديوان أساور البنفسج للشاعرة سميرة عبيد نجد أن هاجس الغربة يسكن الشاعرة ولكن أشكال الشوق والحنين في القصائد تختلف من موضع إلى موضع فحيناً تعبر الشاعرة عن غربتها بالحنين والشوق إلى الأم،  تقول في قصيدة " أماه " : 
((  أُمّاه.. 
يا نبعا تكومت عليه / كل الطيور، / يا رائحة ياسمينة / استحمت منها بناتك الحيارى، / نثرت بين الروح والجسد / ترنيمة عشق صابرة / ما زالت تؤرخني كل يوم / على خارطة الغربة، / وطن منفي أنا / أعانق ذل الفراق / كي أصبح بوهج لقياك  )) أساور البنفسج / ص 11
ونلاحظ أن الغربة المكانية والنفسية تسيطر على روح الشاعرة وتتحكم في سياق المقاطع السابقة.. ونلاحظ أن الأم ليست تلك العلاقة المادية التي تربط بين الشاعرة وبين والدتها ولكنه رمز يتسع ليصبح دلالة الشوق إلى أمها الكبرى " الأرض ".. ويعبر الفيلسوف اليوناني جالينوس عن ذلك بقوله : " يتروح العليل بنسيم وطنهِ، كما تتروح الأرض الجدبة بعليل المطر "، وهاهو برومثيوس يضرب أروع الأمثلة عن ذلك حين كان يتلقى الضربات في سماء الأولب فيهبط إلى أرض وطنه يتزود منها نسيماً وماءً وشعاعاً، ثم يعود ليتغلب على خصومهِ الآلهة المناوئين.. ويذهب الجاحظ إلى أبعد من هذا حول فكرة النسيمية الوطنية فيقول : " كان النفر في زمن البرامكة إذا سافر أحدهم احتفن معه حفنةً من تراب وطنهِ يضعها في جرابٍ لهُ ليتداوى بها..!!" 
رغم ذلك فالغربة المكانية هي غربة اختيارية، في الأغلب، إلا إن تجاوزت حدود الضغوط الاقتصادية من أنماط الهجرة.. وقد عبرت الشاعرة عن ذلك بقولها في القصيدة السابقة : " وطن منفي أنا / أعانق ذل الفراق ".
في موضع آخر من الديوان تفرد الشاعرة قصيدة تعبر فيها عن وحشة الغربة وماتخلفه في الذات عنونتها بـ " أنفاس الغربة "،  تقول : 
(( يرقص قلبي على ألحانه / يتمدد كسحابة بيضاء في كون الاشتياق / يتبرعم كزهرة تتفتح فتنشر رحيقها هوى / أترنح كأرجوحة / ما بين فكي الطفولة والغربة
هنا مطر يروي أنفاس الغربة /  وهناك كف ظامئ لمواعيد الصحو المؤجلة / هنا سماء تتنفس بأشرعة مثقوبة / وهناك من يعزف على الكمان بأعجوبة / من أجل ذاك الشوق / ذاك اللحن / ذاك الشجن / ذاك الوطن / سأبقى، ،،،،،،، )) أساور البنفسج 126- 127. 
ثمة نمط آخر من الغربة يسمى الغربة النفسية، وهي غربة صعبة إذ يشعر صاحبها وهو بين قومهِ وأهلهِ بغربتهِ عنهم، فتبدو عليه أعراض الاكتئاب، ويدخل في سياق هذه الغربة ما يسمى في النفسانيات بالتعويض compensation   أي مثلما نقول بالبدائل تستمر الحياة،  ومن الأمثلة على ذلك الشاعر الشنفرى قديماً والذي يقول معبراً عن هذا : 
"ولي دونكم أهلون سيدٌ عملسٌ / وأرقط زهلولٌ وعرفاء جيألُ "
 فاستعاض بالحيوانات عن قومهِ وأهلهِ الذين شعر بغربتهِ النفسية بينهم، ومثله الأحمر السعدي، أحد قطاع الطرق في العصر الأموي وكان لصاً فاتكاً، يقول معبراً عن غربتهِ تلك :
" عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى / وصوّت إنسانٌ فكدتُ أطيرُ " والنماذج في التاريخ على هذه الغربة كثيرة خصوصاً من شريحة الأدباء والشعراء والفنانين ولكن لا يتسع المقام لذكرها، لكن هذه الغربة ليست اختيارية ولكنها جبرية، تفرضها وتجبر عليها ضغوط كثيرة كعادات وتقاليد وتباينات ثقافية وشعورية لا يدركها كثير من الناس..
ونجد هذا التعويض ذاته في التفاصيل التي تقولها الشاعرة في قصيدة أنفاس الغربة ولكن بما يناسب ثقافتها وبما يناسب الأشكال الثقافية التي تحيط بها وتفقهها فتقول : " وهناك من يعزف على الكمان بأعجوبة / من أجل ذاك الشوق / ذاك اللحن / ذاك الشجن / ذاك الوطن / سأبقى " 

أما وعن النمط الثالث من أنماط الغربة وأكثرها مدعاةً للأسى فهي الغربة التي تتكون من النمطين السابقين النفسية والمكانية " المكانفسية "، وهي ما بين الجبرية من الناحية النفسية والاختيارية من الناحية المكانية، ومن أمثلتها ومن شعراء المهجر نذكر جبران خليل جبران، الذي اضطرته هجرته وغربته المكانفسية إلى صنع عوالم خيالية ليس لها وجود إلا في ذهنهِ والتي نسج عنها أجمل الكلام والقصص والحكايا التي صارت إرثاً فكرياً حضارياً تتناقله الأجيال.. 
تقول سميرة عبيد في قصيدتها "أنفاس الغربة"  :
" يرقص قلبي على ألحانه / يتمدد كسحابة بيضاء في كون الاشتياق / يتبرعم كزهرة تتفتح فتنشر رحيقها هوى / أترنح كأرجوحة / ما بين فكي الطفولة والغربة" 
هنا نجد الوهم الذي يختاره الشاعر ويعايشه ويستعيض به ليأتنس ويكافح وحشة الغربة، وما تلك الألحان التي يرقص على أنغامها قلب الشاعرة إلا كما " سلمى " في أدبيات جبران خليل جبران التي ليس لها حقيقة إلا في أحلامه ومؤلفاته..  
يقول بوذا " نحن مانفكر فيه،  وكل مافينا ينبع من أفكارنا،  وبأفكارنا نصنع عالمنا " ويقول أيضاً : " أن الإنسان لايصل إلى الحقيقة الخالصة إلا عندما يدرك أن كل ما في الحياة هو مجرد وهم.." والشاعرة تعرف ذلك بوعي أو بدون وعي لافرق فهذا الوهم ذاته هو مايجعلها تستعيض بالموسيقى والشخصيات الإفتراضية لتكافح وتجاهد غربتها حيناً وتستحثها على الكتابة والتعبير شعراً ونثراً حيناً آخر. 
كل تلك أنماط الغربة تأتي في سياق موضوعي، بيد أن هناك علاقة سيكولوجية بين الموضوعية والذاتية تبعاً لما تحتمه الظروف الثقافية والحضارية والإنسانية، لكن يبقى سؤال هام عالق ترتسم حوله هالة استفهامات كثيرة وهو سؤال الهوية والذي له علاقة وطيدة بالغربة، وهو سؤال من أكثر ما يدور على الألسن ومتداول،  فهل حقاً للغربة دور في محو الهوية واستئصالها من أعماق الفرد، أم أن الغربة تعيد صياغة عوالم المرء النفسية لتصنع منه إنساناً جديداً له علاقة بالعالم الذي يعيش فيه، لكنه لا يقبل التنازل عن هويته الأصلية والتي بدونها – على الأقل في نظرهِ وهو الأهم لا يساوي شيئاً،  والشاعرة سميرة عبيد في أساور البنفسج تخالف تلك الأنماط التي مسخت هويتها الغربة بما احتواه الديوان من تفاصيل الأشواق وحكاية الحنين في ذات الشاعرة الذي ليس له قرار.. 

ثيمة التطهر في أساور البنفسج 
وبالإنتقال إلى الثيمة الثالثة في ديوان أساور البنفسج نجد أن إتفاقنا على أن الحياة المادية والتكنولوجيا الحديثة قد طمست على معالم الجمال في النفس البشرية ودأبت على تشويه القيم الجميلة في قلوب الناس وحثتهم على ترك الإنتباه إلى ماخلق الله من جمال في هذه الدنيا وسلبت المرء دهشته بعوالم الطبيعة وسحرها، فإن المادية والتكنولوجيا هي مرض العصر بامتياز،  ولاسبيل إلى التطهر من كل ذلك القبح والتشوه إلا بتذكر كل إنسان لميلاد مرضه المادي الأول عن طريق جولة سريعة بين الورود ومفاتن الطبيعة وهذا مايبدو جلياً لنا من أول وهلة تقع أعيننا فيها على ديوان " أساور البنفسج " للشاعرة سميرة عبيد وتشعر بذلك بمجرد أن تفتح المجموعة التي سطرت بالإهداء الذي يقول :
((إهداء..
لوجه أبي الذي لون أحلامي بالبنفسج...
ذان...  لعطر وضوئه ساعة
لميسلون التي شربت ضحكته...
لخبز أمي الذي لايشبه أحد...
لرائحة الياسمين في حدائقها)) 
.  
التطهرCatharsis: 
يرى أفلاطون كونه أول من استخدم هذا المصطلح أن المأساة تطهر المتفرجين من عواطفهم وانفعالاتهم المكبوتة عن طريق استثارتها في نفوسهم. وحين تناوله أرسطو قال أن المأساة تطهر المتفرجين من "الانفعالات والعواطف المتطرفة".
وفي القرن الماضي دخل مصطلح "التطهر" أو "التطهير" في علم النفس التحليلي من مجالين المجال الثاني وهو ما يعنينا،  في العلاج النفسي عند المدرسة التحليلية منذ ابتكر عالم النفس "جوزيف بروير" أسلوباً للعلاج أطلق عليه اسم "الأسلوب التطهيري" حيث يطلب من المريض النفسي أن يحاول أن يتذكر أول مرة لاحظ فيها أعراض المرض فإذا تذكرها شفي المريض كما زعم "بروير" وفي قصيدة (يوم ميلادي ص 124) تتعافى الشاعرة ويتعافي اللاوعي الجمعي بقولها : 
أيها النور لا تنطفئ فخلفك سيول من الآوجاع تحتضر
وشجرة أمي المزروعة بالياسمين صدق أبي حين قال
إنها لا تنكسر..... لا تنقصر.... لا تندثر
لو مر عليها الخريف ستعود من جديد يا بنفسج ))
.
واقتبس فرويد هذا الأسلوب في بداية تكوين نظريته المتكاملة في التكوين النفسي للإنسان وفي علاج مرضاه وكـان لا يزال يؤمن بأن الحالات العصابية (أو الأمراض العصبية) ترجع إلى أحداث بعينها في حياة المرضى ولكنه عاد فعدل من فكرته وأرجع كثيراً من حالات "العصاب" إلى ما وصفه بأنه "صراع" بين الدوافع الغريزية والقيم التي رسختها الثقافة أو المجتمع. وعمل "فرويد" بعد ذلك على تطوير أسلوب "التداعي الحر" حيث كان أسلوب التطهير أحد جوانبه فحسب.

إن النظر العميق يهدي إلى أن مسألة التطهر تقتضي وجود مأساة أولاً وشيء يخافه الإنسان ويخشاه، ولعلنا نفطن جيداً أن المادة هي قبح الحياة بما تفعله في قلوب البشر من بغضاء وكذلك ما تولده من كراهية بينهم ولأجل ذلك أصبحت المادية الحديثة تشكل مأساة بل هي المأساة الحقيقية للإنسان في العصر الحديث خصوصاً بعد أن تخلى الإنسان عن قيمه النبيلة وقتل كل ما يمت إلى الجمال بداخله فأصبح في أمس الحاجة إلى من يوقظ بداخله ميلاد افتتانه بالجمال وكذلك ميلاد مرضه بالمادة كما زعم "بروير" . 
وكما أفترض مصطلح التطهر أو التطهير لدى أرسطو ومن قبله أفلاطون وجود مأساة فإن مجموعة " أساور البنفسج " التي سعت الشاعرة من خلال ما جاء فيه من نصوص عن الورود والجمال تقوم بفعل التطهير للإنسان من مأساة المادية والبغضاء لأن الشعر يقوم بفعل التداعي الحر لدى المتلقي وهو ذاته ما انتهجه فرويد في علاجه لمرضاه.
وكما رأى "كارل يونج"  أن الفنان لا يعدو كونه أداة يستخدمها اللاوعي الجمعي، الذي يتحكم في مختلف سلوكيات الإنسان وممارساته، ومن ضمنها الممارسة الفنية. 
والامتياز الوحيد الذي يتفاضل به الفنان عن غيره من آحاد الناس هو قدرته على الإنصات لهذا اللاشعور والتعبير عنه، تقول سميرة في قصيدة (صهيل الريح – ص 118) :
لك هذا الجبل / ولي بنفسجياتي، / لك هذا المطر/ ولي أمنياتي،/ إما أن نبتل معا فننتشي / وإما أن نختفي من هذا الوجود / بين أفنان ليلة ماطرة،))
. وبذلك يصبح الفنان والشاعر لسان حال مجتمعه وعصره الذي يصغي فتبوح له الأرض بأنين روحها،  وذلك اللاوعي الجمعي هو الذي يتحدث في ديوان " أساور البنفسج " فيكون بذلك المجتمع في أمس الحاجة إلى تذكر ماقتلته المادة في نفوس الناس من جمال وافتتان ودهشة بالطبيعة.
ذلك القبح للمادة في النفس البشرية ينطبق عليه قول الشاعر :
" هو هذه الكف التي تغتالنا / ونقبل الكف التي تغتالُ "  
إنها المازوشية التي تجعل الإنسان يتلذذ بتعذيبه لذاته، فهو يشاهد الخوف ويستلذ بمشاهدته ولاسبيل إلى تطهيره من كل ذلك القبح سوى بإعادته إلى مواسم البراءة والجمال في الحياة كما يتحدث اللاوعي الجمعي في ديوان "أساور البنفسج " على لسان الشاعرة وفي (قصيدة : الشارقةُ زهرةُ الدنيا- ص 24) تقول الشاعرة : 
ياشارقة الحلم البنفسجي / يامن ترجين في القلب مراكب الحب المسافرة
منذ خلق عطر بنفسجي ب حي "ميسلون ")). 
وتماماً مثلما تحن الشاعرة في أساور البنفسج إلى ميلاد العطر الأول والوردة الأولى في حياتها يحن المجتمع الذي مازالت بكارة الحياة تحرضه على المادية والتكنولوجيا إلى التطهر بالورد والشعر والغناء من درن المأساة. 
نجد كذلك من الأمثلة والشواهد أكثر من اربع قصائد للورود والبنفسج ك" أساور البنفسج " و" لوعة البنفسج " و " سحر البنفسج " وغيرها.
ثلاثة نماذج 
وكنماذج يمكن أن نأخذها من ديوان أساور البنفسج للشاعرة سميرة عبيد نختار ثلاثة نصوص أولها نص قصيدة " ضياء العتمة ": 
بالبديهة سيكون العنوان هو العتبة الأولى للولوج إلى النص، وعنوان قصيدة " ضياء العتمة " من الديوان الأول " أساور البنفسج " للشاعرة سميرة عبيد يرد في تقنيته ضمن أنماط العناوين التي ميزها ريفاتير من أنماط الاشتقاق المزدوج  وتقنيتها في كتاب " قراءة في قصيدة النثر "لسوزان برناد ونلاحظ التنافر الدلالي في العنوان الذي يشبه نص " سطوع القمر " لكلوديل والذي عالج موضوعاً هو القمر مع أخبار خاصة بالشمس مثلما يعالج عنوان الشاعرة سميرة موضوعا هو العتمة مع أخبار خاصة بالضوء وهنا نجد اشتقاقين متنافران دلالياً..
- في مطلع القصيدة تعدد الشاعرة سبعة فضائل ورذائل ونلاحظ هيمنة الرقم سبعة واستخدام الشاعرة له كأحد الأرقام المنطوية على أسرار محمودة خصوصا في الثقافة العربية والتراث العربي،  تقول : السعادة / الفراق! / اليأس ! / الهجر ! / الآمل ! /  الصدق! / النفاق! / 
كل مفاهيمك / يا بردى / امتزجت بألوان مستعارة / نقول ما لا نفعل! / ونفعل ما لا نقول ! / هل الخطأ مكمن القصيدة! ؟ ) (أساور البنفسج ص ).
إن نقطة القوة في هذا المقطع من القصيدة تكمن في قول الشاعرة " يا بردى " وهي تتعمد النداء للمواساة ولعل الجدير بنا أن نقف قليلا على كلمة بردى.
لقد ارتبط اسم نهر بردى بمدينة دمشق، وكان للنهر كبير الاثر في حضارة المدينة عبر العصور وتغنى به العديد من الشعراء قديما وذكر في الكثير من المراجع التاريخية لأهميته ويقول المؤرخ (ابن عساكر) ان نهر بردى كان يعرف قديما باسم نهر باراديوس اي بمعنى نهر الفردوس، واطلق عليه الاغريق اسم نهر الذهب وقد ذكر نهر بردى في الكتاب المقدس (التوراة) وفي مراجع تاريخية كثيرة ويوجد لوحات فسيفساء تاريخية تبين نهر بردى مارا بين منازل دمشق للنهر اهمية تاريخية كبيرة وقامت على ضفافه أحداث هامه منذ فجر التاريخ. 
إنها إشارة لتاريخية هذا النهر وما حصل عنده عبر التاريخ من قصص محبين وحالمين وأشقياء وسعداء وقلما نسي شاعر في العصر الحديث أن يكتب عن هذا النهر كان أشهرها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي الراثية لحال دمشق أثناء استعمار القوات الفرنسية لها.
وكذلك نجد إشارة أخرى وتناص مع قوله تعالى عن الشعراء :" وأنهم يقولون ما لا يفعلون " وتعود الشاعرة في نهاية المقطع لتسأل بردى عن مكمن الخطأ ليظل سؤالاً مفتوحاً وحمال أوجه.
أما في المقطع الثاني من القصيدة فتتحدث الشاعرة عن الماضي الذي يعلق عليه كثيرٌ من الناس أسباب ما يحدث لهم في الحياة وما يقترفونه من أخطاء وتقول : ( نعلق أخطاءنا/ على شماعة/ وقت يمضي/ يصبح أمسا / و سراب أحجيات/ شيء من ماض / هلامي / مقياس لعثراتنا) (أساور البنفسج ص )
وفي المقطع الثالث نجد إشارة إلى مالك ذلك الطائر الحزين في حكايات كليلة ودمنة لابن المقفع وإلى تجمله بالأمل رغم الحزن الذي يلازمه ويحيق به وهو ما يجعل منه جميلا وهنا ايضا ارتباط وثيق بين دلالة الضياء في عنوان القصيدة دلالة وبين الأمل وبين دلالة العتمة والطائر الحزين ليتضح المعنى كاملاً،  تقول الشاعرة : ( الآمل أجمل العناوين / في حضن طائر حزين / وأقوى البراويز / فما الذي تجده / بيارق في حياتك؟ ) (أساور البنفسج – ضياء العتمة ). 
- كثيراً ما يكون السؤال أو الدعوة إليه بغرض الطلب وليس البحث عن إجابة وهنا تطلب الشاعرة تلوين الحياة بتلك الألوان التي تظهر ساعة الغروب وتطلب أيضاً البحث عن أسرارها والألوان أسرار ومعانٍ وروابط وكلما اتسعت ثقافة الإنسان عنها كلما سهل تأثيرها واتسع عليه في نفسه وفي واقعه..
نعم لتلك الألوان التي تظهر ساعة الغروب أسرار كثيرة لايعرفها كثير من الناس وللعارفين فهي كفيلة بتلوين الحياة الداكنة حين نفقهها وهنا أجد شيئا من التصوف لدى الشاعرة.. 
وليتكشف المعنى أكثر تقول طائفة من الصوفية تدعى " النقشبندية " أن للإنسان عدة أنفس ولكل نفس هالة أو ضوء خاص بها فترى أن اللون الأخضر لون النفس الراضية واللون الأسود لون النفس المرضية (أرضاها الله) واللون الأحمر لون النفس الملهمة واللون الأبيض لون النفس المطمئنة واللون الأصفر لون النفس اللوامة واللون الأزرق لون النفس الأمارة بالسوء..
وبخصوص الحياة الداكنة التي تشير إليها الشاعرة سميرة عبيد في القصيدة تتداعى شبيهات كثيرة وهامة فالأشياء بالأشياء تذكر،  فجسر " بلاك فرايار " في لندن الشهير بجسر " الانتحار " كان لونه بني داكن وعندما أجريت عليه نظرية الألوان وتحديداً اللون الأخضر وتم طلاؤه به انخفضت حوادث الانتحار إلى الثلث..
إنها دعوة إلى الهروب من المنغصات المسودة لحياة الإنسان والمكدرات والروتينيات إلى عوالم الحب والسعادة والتي ترمز إليها الشاعرة بألوان الغروب..
تقول سميرة : ( ما تساءلت / كثيرا.. / ما سر / الآلوان التي تعكس / رحيل / الشمس / إلى مكان آخر؟ / أما تمنيت يوما / أن تكونها / لنمحو الصور الداكنة، ) (أساور البنفسج – ضياء العتمة ). 
في المقطع التالي في القصيدة تقول سميرة : 
( كي تعشقك نرجسة / وتعطيك ماء المرآة، / أترك الحروف الحزينة تتراقص/ على لهيب/ من نار الطهر،/ جميلة هذه الزهرة/ حين تعانق جسد ضمير/ ضمير يفكر/ ضمير يعطي/ دون مقابل!. / كان..... سيكون........... كن/ "كن جميلا
ترى الوجود جميلا" / قالها ومضى /..............). (أساور البنفسج – ضياء العتمة  ).
يقول الروائي العالمي باولو كويلهو في مقدمة روايته الشهيرة "الخيميائي " : (تناول الخيميائي بيده كتابًا، كان قد أحضره أحد أفراد القافلة، لم يكن للكتاب غلاف، ولكنه استطاع على الرغم من ذلك التعرف على اسم الكاتب " أوسكار وايلد " وهو يقلب صفحاته، وقع نظره على قصة كانت تتحدث عن " نرجس " … لاشك أن الخيميائي يعرف أسطورة " نرجس " هذا الشاب الوسيم الذي يذهب كل يوم ليتأمل بهاءه المتميز على صفحة ماء البحيرة.
كان متباهيًا للغاية بصورته، لدرجة أنه سقط ذات يوم في البحيرة، وغرق فيها، في المكان الذي سقط فيه، نبتت وردة سميت باسمه: "وردة النرجس".
لكن الكاتب " أوسكار " لم ينه روايته بهذا الشكل، بل قال أنه عند موت نرجس، جاءت الإريادات (آلهة الغابة) إلى ضفة البحيرة العذبة المياه، فوجدها قد تحولت إلى زير من الدموع المرة، فسألتها:
- لماذا تبكين؟
- أبكي نرجسًا. اجابت البحيرة.
فعلقت الإريادات قائلة:
- ليس في هذا ما يدهشنا، وعلى الرغم من أننا كنا دومًا في إثره في الغابة، فقد كنت الوحيدة التي تمكنت من تأمل حسنه عن كثب.
- كان نرجس جميًلا إذًا ؟
مكثت البحيرة صامتًة للحظات ثم قالت:
- أنا أبكي نرجسًا لكنني لم ألحظ من قط أنه كان جميًلا، إنما أبكيه لأنه في كل مرة انحنى فيها على ضفافي كنت أتمكن من أن أرى في عينيه انعكاسًا لحسني.
القصة جميلة جدًا. قال الخيميائي. ).
إنه العطاء مرض القلوب العظيمة من ترى الجمال أو من تخلع الجمال على كل شيء تراه ليصبح جميلاً على حد تعبير كانط أو كما يقول الفيلسوف العبد "إيبكتيتوس" :" ليست الأشياء في ذاتها خيراً أو شراً وإنما يخيف الإنسان منها هو تصوراته عنها ". 

- أما النموذج الثاني من ديوان أساور البنفسج الذي نتناوله بالقراءة والتحليل فهو نص قصيدة " سحر البنفسج " : 
يقول النص :  
(( ياآآآآ... بنفسج
خذيني لرحيقك
صوب ما يبهج،
دعيني في ضحكة روحك
أستطيب وأسرج،
يآآآآ... بنفسج
امنحيني لون قلبك
أزدهي بضيائه
يا بنفسج،
يا وجع الروح
سنيني وإن طالت حكاياتها
ومالت على درج الجروح
بك تشهد،
مدن ضلوعي بأمانيك
تتباهى شجنا وتسجد
أخبريني يا بنفسج
يا ملاك الفتنة الجذلى
أي سحر
في أعاليك ترتل !
أي نجم لاح
في مرأى روابيك
ضم جزر الكحل الحائر فيها وتمجد !
كم فجر سافر من غياهبه
وفي جفنيك توسد !
يطوف بنحرك نهار ظامئ لنورك
قوافلي شدت إليك رحالها
قبلت غرورك الأوحد،
تتمايل خطواتك كمعزوفة أندلسية
على دروب الشغف تتمرد
أنثى أنا
يحفها زهو الزمرد
والزبرجد،
أنت بحر هائج
يثور فيه حاضري
اا آي من الوعد المؤكد،
تصرخ في جنباتك
أوتار الآمل المقيد
تقول في صمت
ليتني
كنت
الأمان المؤبد
ياآآآآآآبنفسج، 
أناجيك
يهمس طيف قريب
قائلا : طيوف عطرك
تحملني حيث
زهو الدروب، 
تملؤني عناقيد
من الفرح الحبيب، 
وحدائق التوت التي نزل عليها
مطر حبك الأوحد
فكيف تسلقت باب قلبي
كيف أشعلت حنيني؟
كيف أسرجت
الحلم في مثوى جفوني؟
وأرحت الروح
من زيف الشجون؟
كيف جئت
رقصة في حرف دفاتري؟
وكتابي وطريقي
رسالات اشتياقي
كيف ظهرت في عتمة الروح
ومضة وله من بريقي؟
ها أنا ياآآآآ بنفسج
تذبحني الأسئلة
أقف على معبد الجرح
تهدهدني أسئلة الغياب
أرتلها بصمت موحش، 
يا ترى هل ستكون
ملكي أنا ؟
ملكي أنا
أخبريني
ياآآآبنفسج " انتهى.
إذا كان الشعر خاصة،  والفن عامة وسيلة للتعبير الموحي،  فمعنى هذا، أنه بذلك الإيحاء يعوض عن الواقع المفتقد،  لبعده،  أو لرفضه،  أو نقصانه،  فرسم عالماً آخر أفضل،  به ينتقل الإنسان الشاعر إلى وطن جديد يسكنه،  وقد صنعه بذاته. 
كانت القصيدة عند عرب الجاهلية تفتتح بذكر المرأة،  فالمكان المأنوس أو المهجور،  أصبح ذلك تقليدا جرى عليه شعراء العربية حتى العصر الحديث،  إلا من أخذ من المعاصرين والحداثيين بأسباب الحضارة الراهنة فمنهم من يبدأ بمناداة وردة ومناجاتها كما فعلت الشاعرة في قصيدتها. 

مناجاة البنفسجة شيء لم يدر في البال، أو يجر في الواقع أن أحداً يستغيث بوردة ولا يقدم على مخاطبة وردة إلا المجانين، وهل العبقرية إلا نوع من الجنون ولكنه إلهي كما يقول أفلاطون ؟ 
وجدت سميرة أن تمثيل اللاجدوى لا يتحقق إلا باللجوء إلى الكلام الذي هو صفة بشرية وعقل بشري، وإلى الطبيعة التي منها البنفسجة،  وكلاهما حصيلة واقع حسي ملموس،  أو مدرك،  لكنهما مجتمعان لا يمكن أن يحصلا إلا في الذهن أو الخيال. 

الفن غايته الجمال. الجمال غايته ذاته في دورانه حول نظامه، لكن له دورة نوعية في المطلق. والإنسان هو الذي يكتشفه،  وبما أن الجمال جمع،  وانسجام،  فبمقدار مايلمّ الشاعر،  ملاّح الوجود،  وجوّاب آفاقه،  مختلف العناصر،  والمتفارقات،  ليوحد بينها،  بمقدار ما يكون فناناً،  جمالياً،  وموحداً للكون. 

تنساق الشاعرة بعفوية في الظاهر مع بعض وجوه الطبيعة،  والهادف الداخلي كان رؤية في الوجود،  تضع بعض مقاييس التحول. حيث كل شيء يمكن أن يتحول إلى أي شيء. 
لعبت الشاعرة بأشياء كثيرة من هذا الوجود،  لا تربطها في الظواهر رابطة،  عبّرت بها عن الحالة،  منساقةً بدواعي من العقل الباطن. 

ثمة مرحلتان الأولى كانت سميرة فيها هادفة،  مهندسة رياضية في المرحلة الثانية غير بعيدة عن مثل ما فعله " مالارميه " ساعة استعان بالحروف والأرقام،  بأوضاعها،  بالتقديم والتأخير لدن تنظيمها في السطر،  حتى التنقيط،  فهو معبر لديه،  وشيء آخر لم يقله مالارميه ولا يقوله الشعراء النابهون،  لأنه للقارئ،  لخياله المستوحي،  والمبدع،  منتقلا من القيم الداخلية،  إلى القيم الموسيقية،  عائداً إلى القيم الداخلية،  ثم مستفيضاً بصوفية تغمر الأكوان. 

الإيقاع مضمخ بعطر الموسيقى،  الصور ترفع الحالة إلى درجة الوله،  الألفاظ مقصوبة من مقلع الشمس،  رخامي، ملون. الحبكة عليها أثر أنامل فنان أصيل،  متمرس بنسج الطيالسة. 

في القصيدة تخطٍ للحسيات إلى أفق الرؤيويات ومنها مخاطبة الأشياء بلغة القلب وكما تتصور في الذات، خلعت الشاعرة فيها ثوب ذاتها على الموجودات،  خالقة بنفسها عالماً آخر للبصيرة سوى عالم المشاهدة وهذا درب من دروب الرومنطيقية.

شاعر الرومنطيقية يلغي عينيه ليرى ببصر من داخل نفسه، فالمسافات التي تتحدث عنها الشاعرة بعيدة جدا رحبة المدى، لا تستلين لمدى البصر،  لكن الشاعرة لها عين أخرى داخلية،  هي عين المحب الوله وعين المشتاق التي تخضع لها مسافات ما بين الأماكن والكواكب والمغيبات.

لقد أرادت الشاعرة أن تمتدح البنفسج لكنها لم تقل ماجاء على لسان الرومانطيقيين ومن هم على شاكلتهم بل أخذت تفصل في الممدوح وتفصل في المشبه به برسم ظروفه المختلفة بطريقة تامة،  ثم يأتي المشبه ويفضله على المشبه به بطريقة مدهشة للغاية فالبنفسج مشبه ومشبه به مثلما هنا : " أخبريني يا بنفسج / يا ملاك الفتنة الجذلى / أي سحر / في أعاليك ترتل ! / أي نجم لاح / في مرأى روابيك / ضم جزر الكحل الحائر فيها وتمجد ! / كم فجر سافر من غياهبه / وفي جفنيك توسد ! ".

لقد اجتمعت في القصيدة أغراض شعرية متعددة منها المديح والغزل والفخر،  ولأن البنفسج كان رمزاً في القصيدة فكل تلك الأغراض قد تحرك المرمز له بالبنفسج، وقد قيل أن شعر المديح والهجاء لدى العرب كان محل التراجيديا والكوميديا في الشعر اليوناني،  ليس عن مقابلة،  بل عن ضرورة إزدواجية،  شبه حتمية تنبع عن مواقف ذلك الشعب الاجتماعية،  ونوازعه الأخلاقية.

والعربي مغالٍ في حبه للمديح،  يهتز للكلم الجميل ويروقه، والخاطرة المتوهجة،  والصورة الخضراء،  فلا بدع إذا أنفق ماله،  وضحى بوجوده، وأقام حرباً،  وأبرم سلماً،  في سبيل الاستجابة،  لقافية مداحة من شاعر،  أو لغزل شاعرة.

- والنموذج الثالث قصيدة " المرآة " : 
يقول النص : 
لا شارع يمضي بك
لا قوانين تسري عليك
تعبر إشارات الروح الحمراء
في مثل هذه الساعة
في مثل هذا الزمان
كل الآشياء
واقفة لا تتحرك
وحدها المرآة
توقظ أحلامي فتنتشي
وحدها تنتشلني
من وزر الخوف
ومن أديم الليل
تهمس في صمت
تنبت عشب الآمنيات
تتنفس على صفح ة الماء
ما بين اللحظة واللحظة
تتجلى عيون الشوق
إليها
كلما يممت
بركاني....
وما بين قطار راحل وقطار قادم
تنبأت الساعة بخمس دقائق
قبيل السفر
أيقظت فيها الفراشات النائمة
لمواعيد القهر القادمة
خمس دقائق !!!!
هل سأدون
فيها قصة حياتي !
آه من زمن
تمهقت فيه ساعة الندم
وألجمت حظي
حين تلاشى القلب
يبابا
على شهقة الوداع
حينها
أدركت أن المرآة
أضاعت صهيل اللقاء
وأن عقارب الساعة تلاشت
فصارت خرساء
خرساء
خرساء) إنتهى.
المرآة والساعة محوران رئيسيان في نص " المرآة " من ديوان "أساور البنفسج " للشاعرة سميرة عبيد،  وتدور في فلكهما القصيدة وتسخدمهما الشاعرة كمعادلان موضوعيان لما تود البوح به فالمرآة دلالة مفتوحة وحالة ينقسم فيها الوعي على ذاته إلى نصفين والمرآة كذلك هي أصدق تعبير عن موطن الثقة التي يمكن أن نرى فيه أنفسنا بشفافية الماء ودلالة المرآة تتسع كذلك لتشمل الأقرب فالأقرب والأصدق فالأصدق والأحب فالأحب،  وإذا كان الأشخاص ونحن نتغير مع تغيرات الزمن إلا المرآة لاتتغير والمرآة هي الشيء الوحيد الذي يسمح له كما تصف الشاعرة بالمرور عبر طرقات الروح التي تتقاطع فيها إشارات حمراء وخطرة وهذا تعبير جميل لوصف حالة من الصدق والحب في زمن صعب لايجيد سوى الكذب والكراهية..
إن المرآة تعبير جميل ودلالته واسعة ويمكن في تفسيرها في هذا النص بذكر مقطع من آخر قصيدة لمحمود درويش " لاعب النرد " حيث يقول : 
" أدرب قلبي على الحب  
ليتسع الورد والشوك
وأنا من أنا الآن إلا 
إذا ألتقت الاثنتان 
 أنا وأنا الأنثوية "... 
وهذا يشبه حالة الإنقسام الذي تذهب إليه الشاعرة في المرآة حيث يتجسد وصف النصف الآخر تماما مثلما ينقسم الوعي على ذاته إلى نصفين أمام المرآة، وهذا النصف المخول له بالعبور إنما هو نصف يسكننا.. ودرويش شأنه شأن الكثيرين في جميع الأنواع الأدبية والإبداعية، كشخصية فاطمة في رسومات ناجي العلي، والشخصيات الذكورية في روايات الكاتبات، وهم جميعا يؤكدون نظرية القطبية لعالم النفس كارل يونج " التعلل والانتقال" بمعنى أن الإنسان ثنائي الجنسية،  فداخل كل رجل يوجد حس أنثوي يسمى " الأنيموس" وداخل كل أنثى حس ذكوري يسمى " الأنيما" وهما ما يحقق التوازن لدى الإنسان باشباعهما، وهو أيضا الميل الغريزي للرجل تجاه المرأة، والميل الغريزي للمرأة نحو الرجل، لتحقيق هذا التوازن،  أي أن التعدد في الكيان البشري من خلال هذا يؤكد فكرة التعددية "الناموس الذي خلق على أساسه هذا الكون" أي أن الصراع بين الرجل والمرأة هو صراع عقيم لايولد إلا المزيد من الانقسامات والنكوص والتردي في المجتمعات.. 
وأما الساعة فدلالتها للزمن وتستخدمها الشاعرة لوصف حالة جدب الحياة وإنعدام الفرح والسعادة فيها وإذا كان المكان عجينة فإن العجينة هذه لاتكون إلا بيد أحد إلا الزمن وهذا الأخير مناخٌ يفنى فيه كل شيء ويولد فيه كل شيء..
حين يتوقف الزمن عن خلق السعادة فلا جدوى من البحث عنها سوى أن الإنسان يلجأ إلى كما تصف الشاعرة إلى نصف وعيه الآخر " المرآة" كمحاولة لإنجاب ما عجز الزمن عن إنجابه فتوقظ كل جميل وتبدد كل خوف وتمحو كل المكاره،  وحين تسعفنا الساعات / الزمن بخمس دقائق قبيل موعد الرحلة فماذا عسى أن نفعل فيها ولعلها ستكون أضعف وأقل من أن ندون كل هزائمنا،  إن الشاعرة تؤكد أننا أكثر إبداعاً من ذلك..
الزمن الذي تصفه الشاعرة لم يستيقظ فيه ولم يمنحنا سوى ذاكرة للألم كل ما فيها للندم فقط وفي اللحظة التي يمنحنا الزمن فرصة لمحاولة شيء وهي فرصة قليلة نجد أن المرآة قد خانت لحظة جميلة هي لحظة اللقاء لتبدو لحظة محالة كما أن الزمن صار أخرس ولا جدوى من إنتظاره.. 
وأخيرا يؤكد لنا النص معانٍ سامية وإنسانية وفكرة أن الرغبة الدائمة المُلحة على الإنسان هي رغبة الوجود،  وكل مغامرات الإنسان الطويلة ليست في أقصى غاياتها إلا طريقاً لتحقيق وجوده وإثبات ذاته ومن ثمَّ لإدراك معنى هذا الوجود وقد أخذت هذه المغامرات أشكالاً مختلفة فهي تتمثل مرّة في البحث عما نسميه الحقيقة وأُخرى في البحث عن الله وثالثة في محاولة تفهم ما النفس،  وإذا نحن ترجمنا هذه المحاولات في إطار أعم أمكننا أن نتمثلها في علاقة الإنسان بالكون،  وعلاقته بالله وعلاقته بالإنسان نفسه،  ويتفرع عن هذه العلاقات كل المواقف الثانوية من النظر في الحياة والموت،  في الحب والكره،  في الخلود والفناء،  في الشجاعة والخوف،  في الخصب واللامحال،  في النجاح والفشل،  في العدل والظلم،  في الفرح والحزن،  وكل هذه المعاني مستقرة في الضمير الإنساني وقد استقرت فيه منذ وقت مبكر،  منذ أن تبلورت التجربة الإنسانية في العقيدة الدينية،  لقد استقرت في ذاكرة الإنسان التي تكونت عبر العصور،  وانطبعت آثارها –من ثمَّ- في عاداته المجتمعية..

الأفكار الأخيرة 
في النهاية أي نص يتحدث من خلال قارئه وإمكانية النقاد في تفسير وتحليل النصوص هي بركة وعبء في نفس الوقت. إنها بركة لأنها تمنحنا السهولة لتكييف النصوص مع الظروف المتغيرة. وهي عبء لأنه يجب على قارئ النص أن يتحمل مسؤولية القيم المعيارية التي يأتي بها النص. كل النصوص تعطي احتمالات في المعاني، وليس محتويات. ويتم استخدام هذه الاحتمالات، وتطويرها، وفي النهاية تحديدها من قبل جهود القارئ، لفهم تعقيدات النص. وهكذا فإن معنى النص عادةً ما يكون أخلاقياً فقط كقارئه. فإذا كان القارئ متعصباً ومفعم بالكراهية أو حتى ظالماً فهكذا سيكون تفسير النص وبالمثل سيكون عكس هذا الكلام صحيحاً. 

رفيق البعيني يوجه كلمة من القلب لاهلنا في السويداء وجبل العرب

خطر كبير يداهمكم، 
يهدد الدولة 
والكيان 
والوجود.
مصيركم مصيرنا
يا أهلنا في السويداء وجبل العرب.
اتحدوا 
وتوحدوا 
موالين كُنتُم أم معارضين 
وانتهجوا الحكمة والسياسة التي تحميكم وتحفظ أرضكم وعرضكم 
لا تنقادوا لعواطفكم في التأييد أو المعارضة، 
أعلنوا حيادكم 
ووحدوا كلمتكم 
واستعدوا لصد كل اعتداء.
وتذكروا: 
عند تطاحن الدول احفظ رأسك
وتذكروا أيضا أننا ما انتصرنا في كل معاركنا 
التي فرضت علينا على مر التاريخ 
إلا لأننا لا نعتدي بل نصد الاعتداء 
حماكم الله وأعزكم 
رفيق البعيني - مزرعة الشوف

مجلس تشريعي ام ترويعي والى متى؟/ ماجد هديب

لا شك بأننا اذا اردنا أن نحكم على أي برلمان ما اذا كان يمثل بالفعل ارادة الشعب ,او يعمل دون وجه حق باسمه ,كأن يتم استخدامه كواجهة مزيفة تستخدمه السلطة الحاكمة أي كانت بمثابة الديكور, فانه لا بد من التطرق الى المعايير التي تمكننا الحكم على ذلك من بينها, بل وأهمها ان يكون البرلمان منتخبا,وانه الوحيد المخول في سن وتشريع القوانين ومراقبة تنفيذها وكذلك حق المسائلة ,على ان تحدد ايضا مدة العضوية في البرلمان من حيث ممارسة نيابته لإجراء انتخابات مجددة يتسنى للناخب خلالها الحكم على صلاحية النائب من عدم صلاحيته .

وبالنظر الى  احكام مشروع الدستور المؤقت ,والاطلاع ايضا على قانون الانتخابات العامة لسنة 2005 , فانه حدد  وبشكل اوضح مهام وصلاحيات وولاية المجلس طبقا لما نصت عليه قوانين المجتمعات الديمقراطية , ولكن هل ما نص  عليه الدستور الفلسطيني المؤقت نظريا  يتم الأخذ به تطبيقا ممن جاءوا افتراضا لحمايته؟.

ان المحاسبة وهي إحدى الوظائف الأساسية للسلطة التشريعية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بوظيفة الرقابة؛ فالسلطة التشريعية تمتلك الحق في استجواب أعضاء السلطة التنفيذية ومراجعتهم، وتمتلك الحق في رفع توصياتها بحجب الثقة سواء عن الحكومة ككل, أو عن بعض الأشخاص في الحكومة، وتمتلك ايضا حق الطلب من بعض الأشخاص في السلطة التنفيذية أن يقدموا استقالتهم إذا ثبت بحقهم أي مخالفات ,فهل امتلك أي من اعضاء المجلس التشريعي الجرأة في تحقيق ذلك ,او المطالبة في تطبيقه ,او ان انتمائه الحزبي قد ابعده عما اقسم عليه؟, واذا ما فشل عضو المجلس التشريعي القيام بواجباته فهل يمكن القبول بما يقدمه من تبريرات وهي شماعة الانقسام؟, ام ان الانقسام وحده سبب كاف وهام لتقديم استقالته لوضع الجميع امام مسئولياتهم من الرئاسة مرورا بالحكومة والتنظيمات في ظل مطالبة الجماهير بحقها الدستوري في فرض الانتخابات؟,او ان ما يتقاضاه النائب باسم الشعب, ومن ماله ,جعله يقاتل هذا الشعب ليتحول من مراقب لحماية مصالحه الى محارب له ومراقب ومشرف على عمليات قمعه وتكبيله لترويعه ومنعه من المطالبة بحقوقه بما نص له الدستور من حقوق؟.

صحيح ان ما يتقاضاه السيد النائب حق له وفقا لما اشارت اليه المادة الثالثة من قانون مكافآت ورواتب اعضاء المجلس التشريعي , حيث انه يتقاضى مكافأة شهرية وبدل مهمات عن جلسات المجلس ولجانه تم تحديدها بثلاثة الاف دولار ,مع إعفاء جمركي لسيارة له يتولى المجلس تأمينها وترخيصها وصيانتها طيلة مدة العضوية ,بالإضافة الى جواز سفر دبلوماسي دائم , ولكن هل يستحق النائب ذلك  في ظل تقاعسه عن أداء مهامه وعدم التزامه بيمن القسم والاخلاص ,حيث يبلغ مجموع ما تقاضاه النائب الواحد في المجلس التشريعي تحت بند المكافأة منذ 2006 وحتى منتصف عام 2015 (324 ألف دولار)او ما يزيد وفقا لعملية حسابية بسيطة, أي أن مكافآت السادة النواب مجتمعين خلال هذه الفترة تصل إلى اكثر من( 42 مليون و 768ألف دولار) وهي كرواتب لهم فقط ,ناهيك عما يتقاضاه النائب من اعمال اخرى رغم عدم مشروعية تلك الاعمال لتعارضها مع أحكام ا لقانون المنظم لواجبات وحقوق أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني رقم (10) لسنة (2004)، وتحديداً المادة (7) منه  التي تنص على :”لا يجوز للعضو تولّي أي أعمال وظيفية أو استشارية لدى أية جهة كانت مقابل أجر” وبإمكان المتتبع القاء نظرة استقرائية لقوائم مجلس امناء الجامعات او هيئتها التدريسية ليرى بوضوح ما يجري من انتهاك ليس بحق الدستور او النظام الاساسي للمجلس التشريعي فقط ,بل بحق الشعب المغلوب على امره ,فهل يستحق السيد النائب هذا المبلغ من قوت الشعب ودماء شهدائه وأنات جرحاه ؟,الا يخجل بعض اعضاء المجلس التشريعي من انفسهم  وخاصة هؤلاء الذين يعملون في وظائف اخرى اذا ما قارنوا دخلهم بالمواطن العادي من  وبما تتحصل عليه اسرة الشهيد ,او زوجة الأسير, او الجريح في وهم لا يمارسون دورهم في التشريع والرقابة ايضا؟.

مطلوب منهم أن يؤدوا عملاً مقابل الأموال الضخمة التي يأخذونها من قوت الشعب بمناضليه وفقرائه ,واما فما عليهم الا الاستقالة الجماعية, كما يجب إعادة النظر في هذه المخصصات التي يتلقونها وخاصة انهم يكرسون الانقسام ويعملون على ان يبقى الشعب في فرقة لمصلحة التنظيمات التي ينتمون اليها ويعملون على ترويع كل من يخالف مواقفهم السياسية .

على جميع  اعضاء المجلس التشريعي ,وهنا لا استثني احدا  الخجل من انفسهم ومغادرة  مواقعهم التي احتلوها عنوة لأكثر من اريع سنوات والا فهم يصرون على الابقاء على انفسهم وكأنهم في مجلس ترويعي مهمته ترويع الابرياء  وكبت حرياتهم مع المس ولكن عليهم ان يعلموا ان طال وجودهم بان الانفجار قادم حتما مهما طال الزمن.

ماجد هديب
كاتب فلسطيني

العرب.....وعقدة "الإرتعاش" السياسي/ راسم عبيدات

احياناً تتولد لدي قناعة بأن صفة الخنوع والإذلال و"الإرتعاش" السياسي واستدخال الهزائم صفة ملازمة لهذه الأمة،حتى ان البقع المضيئة،التي تحاول التمرد على هذا الواقع وإسترداد جزء من كرامة ومكانة العرب المسلوبة،تتعرض الى الهجوم والتحريض من العرب أنفسهم،وكأنهم يقولون لا نريد لأحد أن يكشف عوراتنا،رغم انها الان أضحت مكشوفة ولم تعد مستورة حتى بورقة التوت.

وعندما تقارن بين ما تختزنه الأمة من إمكانيات وقدرات وثروات وطاقات مع غيرها من الدول،تجد بأن هذه الأمة تفوق إمكانياتها وقدراتها مئات المرات إمكانيات وقدرات دول وشعوب اخرى صمدت على مواقفها ولم "ترتعش" سياسياً أو تخشى جبروت وقوة أمريكا،بل وقفت نداً لها تدافع عن حقوقها وكرامتها ومواقفها،رغم كل الحصار والعقوبات التي فرضتها أمريكا عليها،او التهديدات التي مارستها بحقها.

ولنا في هذا الشأن والسياق أمثلة كثيرة،فكوبا جزيرة صغيرة حاصرتها امريكا لمدة (58) عاماً ولم "ترتعش" قيادتها سياسياً ولم تجبن أو تقدم على تقديم تنازلات سياسية وغيرها لأمريكا،بل أمريكا اضطرت في ظل الصمود الكوبي الأسطوري الى رفع الحصار وتطبيع العلاقات معها،وكذلك هي فنزويلا،التي لم تترك أمريكا بالتحالف مع طغم الرأسمالية المحلية،أي وسيلة او طريقة للتخلص من نظامها الثوري،ولكن في النهاية لم تنجح في تزوير إرادة الشعب الفنزويلي،فنزويلا التي تحدى رئيسها الثوري الراحل الكبير "هوغو تشافيز" الحظر الجوي الذي فرضته امريكا والأطلسي على العراق قبل إحتلاله وقام بزيارة الرئيس الشهيد الراحل صدام حسين،وكذلك رئيسها الحالي ماردو قال للرئيس الأمريكي الحالي في قمة أمريكا اللاتينية،إنني احترمك ولكن لا أثق بك.

وعندما نعرج على ايران،نستغرب كيف لهذه الدولة التي خاضت حرباً لمدة ثماني سنوات متواصلة ومن ثم تعرضت لحصار وعقوبات أمريكية واطلسية ظالمة لمدة (37) عاماً،وبإمكانيات تقل كثيراً عن ما تمتلكه الأمة العربية الى دولة إقليمية مؤثرة وفاعلة في كل قضايا المنطقة من أفغانستان وحتى اليمن،وتضطر امريكا والعالم الى مفاوضتها وتقديم التنازلات لها في برنامجها النووي،وتفرض نفسها كقوة معترف لها بمصالحها ونفوذها.
وليس هذا فحسب فحتى "اسرائيل" المنتعش اقتصادها بالمساعدات الاقتصادية الأمريكية،والمحمية عسكرياً منها،في سبيل ما تعتبره تهديدا لوجودها وامنها القومي،وجدنا رئيس وزرائها الحالي نتنياهو،في إطار تحريضه على البرنامج النووي الإيراني،يذهب ليخاطب "الكونغرس" الأمريكي رغم إرادة رئيسه ويذله في عقر داره.

أما عند التطرق للحالة العربية،فنرى أن الأنظمة العربية قد رهنت نفسها وبلدانها ومقرراتها وإرادتها للأمريكان،فهناك من قال بأن (99) % من اوراق الحل بيد امريكا،وآخرين قدموا التسهيلات للأمريكان بإقامة قواعد عسكرية لهم على أراضيهم،وهناك من قالوا بثقافة الإستنعاج وإستدخال الهزائم،وعدم قدرتنا كعرب على مجابهة ومواجهة "اسرائيل" وتحقيق انتصار عليها،وفوق كل التسهيلات التي تقدم للأمريكان وحماية مصالحهم في المنطقة،نرى بأن العرب يقومون بالدفع لأمريكا،والتي أصبحت الوالية على النفس والمال في المنطقة العربية،وتحدياص في منطقة الخليح،وتعتبر بأن دفع العرب المال لها حق،ورغم الدفع نرى بان امريكا كدولة ومؤسسات تتعامل مع العرب بإحتقار وبدونية،ولا تأبه لا لمصالحهم ولا لوجهات نظرهم.
وعند السؤال لماذا يحصل ذلك مع العرب دون غيرهم؟؟؟الإجابة لها علاقة بالعرب أنفسهم،فانظمة الحكم العربية أغلبها قائم على الديكتاتورية والتوريث وتحويل بلدانهم الى مزارع واقطاعيات،حيث تغيب المشاركة في الحكم والسلطة والقرار والثروات،ويسود القمع ومصادرة الحريات وعدم تداول السلطة،وهذا يخلق حالة من عدم الإنتماء والولاء عند الجماهير للأنظمة الحاكمة،ولذلك ترى بأن الضعف الذي تعيشه هذه الأنظمة،يجب ان يجري تعويضه بالإستناد الى قوى خارجية كبرى توفر لها الحماية والبقاء في السلطة،وهذه القوى كامريكا لا تتورع عن تضخيم وتعظيم الأخطار المحدقة بهذه الأنظمة، والتي في الغالب لا تكون حقيقية ،بل هذه "الفزاعات" يتم خلقها وتصويرها،من اجل تبرير "حلب" هذه الأنظمة مادياً،وهذا النمط والنموذج معمول به من منذ عهد الرئيس الراحل عبد الناصر وحتى ايران الآن،حيث جرى ويجرى إستخدامهما ك"فزاعات" ضد انظمة الخليج لكي تدفع المال لواشنطن. 

مأساة العرب أنهم لم يتعلموا من التاريخ وحقائقه،وبالذات مشيخات النفط والكاز،حيث أن رئيس الوزراء البريطاني تشرشل منذ الحرب العالمية الثانية،قال بأن بريطانيا ليس لها صداقات واعداء دائمين،بل مصالح دائمة،وكل دول الغرب الإستعماري وفي مقدمتها امريكا صارت على نفس النهج والمنوال،ولعل بلدان ومشيخات النفط والكاز،بعد توصل أمريكا الى اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي،والقمة الأمريكية – الخليجية،باتت مقتنعة بأن امريكا همها الأول والأخير مصالحها،ومشيخات الخليج مهما كانت وجهة نظرها واعتراضاتها على الإتفاق الإيراني- الأمريكي،فهي لا تعني لأمريكا شيئاً،فالمهم المصالح الأمريكية اولاً،وليس هذا فحسب فمشيخات النفط والكاز العربية غير قادرة على التمرد او الخروج من عباءة "الجلباب" الأمريكي،فهي ترهن قرارها ومقدراتها وثرواتها وتسليح جيوشها للأمريكان،وأي خروج او بداية تمرد على امريكا أول ما يتطلب هو إقامة علاقات دولية متوازنة،تقدم المصالح القومية والوطنية العربية على المصالح الأمريكية وغيرها من مصالح الدول الأخرى،وكذلك لا بد من تصحيح العلاقات العربية – العربية،والتخلص من هاجس "الفزاعات" المضخمة المستهدفة نهب خيرات وثروات واموال العرب،وبالذات مشيخات النفط والكاز.
هذه عوامل مهمة جداً لتخليص العرب من عقدة "الإرتعاش" السياسي،على طريق إثبات أنفسهم كقوة عربية لها حضورها وتأثيرها،ولها مصالحها،وبما يجبر أمريكا على ان تدفع مقابل الحفاظ على مصالحها لا ان تاخذ وتنهب.

فحيح كراهية وسط صليل سيوف/ المهندس حميد عوّاد

تتواتر أصوات مشحونة بالكراهية والخبث والفظاظة والتحريض لا ضوابط لها تثير الإشمئزاز والسخط والإدانة لدى العقول الراجحة من سامعيها لكنّها تهيّج المسلسين "لإرشاداتها" وتدفعهم إلى التورّط في إرتكاب أعمال عنف وتخريب تطال مسالمين "ذنبهم" أحوالهم الشخصيّة والروحيّة والفكريّة إضافة إلى معتقداتهم اللاهفة للتواصل والنابذة للإضطهاد والتضليل. 

وبما أنّ أصحاب هذه الأصوات الناشزة يسبغون على أنفسهم وظائف "توجيهيّة موجبة" ولايتورّعون عن التحريض على قتل أنفس بريئة فالواجب الأخلاقي والإنساني والقانوني يفرض على كلّ من يملك سلطة تتفوّق على سلطانهم أن يبادروا إلى إزاحتهم وتقويم المفهوم والمنهج والخطاب لمن يحلّ في مواقعهم. 

كذلك يجب إمداد النفوس الأبيّة المستهدفة بهذه الحملات العدائيّة والإفتراءات الظالمة بكلّ وسائل الدعم والحماية كي تتغلّب إراداتهم الخيّرة على الشرور المشرئبّة عليهم وتعينهم على الثبات في مواطنهم لإضفاء الصفاء والوئام والودّ على علاقات الناس في مجتمعاتهم.  

إنّ خطوات التدخّل المبتورة في المنطقة والقاصرة عن التنبّوء والتنبّه لما ينتج عن الفراغات التي انتجتها نسفت الأهداف المرجوّة وجعلت الفئات المستنكفة عن خوض الصراعات ضحيّة للوحوش الكاسرة التي تهافتت لملء الفراغات وسفك الدماء وتدمير العمران. 

كما سمحت للقوى والدول المتربّصة بالإنقضاض "بأحصنتها" على فرص الفرز والضمّ تحت ذرائع حماية ونصرة "المستضعفين" من أبناء ملّتها وحلفائها فيما كانت تهيّئ بجلَد وتأنٍِّ لهذا "القطاف" في السرّ والعلن.

يتساءل المرء: كم تجربة مرّة غير محكمة الدراسة تحتاج الدول الفاعلة لتعتبر وتحسّن أداءها في مواجهة إرهاب التيّارات المتطرّفة والدول المارقة؟ 

طبعاً يحتاج هذا الأمر إلى خطط معقّدة لإعادة تكوين السلطات وبناء هيكليّة أمنيّة ومؤسّساتيّة وإداريّة صلبة تأخذ في الحسبان طبيعة المجتمعات التي تحاول استمالتها ومساعدتها وحسن انتقاء قيادة واعية وموثوقة توكل إليها مقاليد إدارة مرحلة إنتقاليّة لترميم المؤسّسات ونفض الأدران وتعقيم الفساد وتنشيط العمل السياسي وإنعاش المصادر الإنتاجيّة وتحفيز الحركة الإقتصادية وتشغيل المولّدات الثقافيّة.  

إنّ الأوضاع الميدانيّة في سوريا والعراق واليمن وليبيا توحي وكأنّها على حافّة الإنزلاق خارج حيّز السيطرة لكنّ المنخرطين في النزاعات يحتاجون إلى تدريب وإمدادات وتمويل وتسليح وذخائر. ومتى حجبت عنهم مصادر التمويل وأحجم رعاتهم عن دعمهم  تنشلّ قدراتهم القتاليّة ويهدأ وطيس المعارك وتفتح السبل أمام خلع الجزّارين وتسهيل الحلول السياسيّة. 

 الصعوبة الكأداء تكمن في التورّط الميداني المباشر تحت شعار توسيع ملك ونفوذ "إمبراطوريّة" مزعومة تستمدّ سلطانها من "قوى غيبيّة" ونهم في التسلّح وشبق للهيمنة ومن احتكار "كار" المقاومة والهداية الروحيّة والقتاليّة   والثوريّة واتّخاذ مواقف الغلوّ والإستفزاز التي يثابر ويتناوب عليها طاقم قيادتها. 

وهذا ما يدفع الدول الإقليميّة التي يطالها بشكل مباشر خطر التدخّل "الإمبراطوريّ" إلى اتّخاذ تدابير وقائيّة تلامس الصدام المباشر مع النزعة التوسّعية. 

بين هذين المدّ والجزر تتأرجح استحقاقات لبنان الدستوريّة كسفينة تائهة بلا قبطان ويدوخ اللبنانيّن في دوّار الترّهات السياسيّة والمعاناة المعيشيّة دون أن يلوح في الأفق برّ الأمان.  

أكاديمي مواظب على تحرّي الشؤون اللبنانيّة*
Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
 http://hamidaouad.blogspot.com/

أنا المجروح/ محمد محمد علي جنيدي


أنا المجروح وجرحي كبير
منيش قادر عليه يا ناس
وجرحي مش عشان دنيا
ولا بشكي خلو الكاس
أنا الجرح اللي في قلبي
شكيته لواهب الإحساس
بشوف الفرحة في صاحبي
ودم بريء عليه ينداس
وليه الظلم اللي بنشوفه
ميجرحشي قلوب الناس!
 – مصر

خلص الكلام.. إلى اللقاء/ فؤاد الحاج

أعزائي قراء وأصدقاء المحرر، متابعين ومساهمين، رفاق درب ومصير، عشاق الكلمة المعبرة والحرية في كل مكان.

لم يكن يخطر ببالي أنني سأعود مجدداً لأتخذ قراراً كنت قد هممت به مرات عديدة في السنوات العشر الأخيرة ونفذته ثم عدت عنه بسبب ضغوط الأصدقاء والمحبين المتابعين لخطوات انطلاقة المحرر منذ عام 1992، أما اليوم أعود لأتخذ هذا القرار مجدداً بإيقاف المحرر، الأسباب عديدة منها الوضع الصحي الذي لم يعد يساعدني على الإعداد والتحرير والتدقيق وإعادة صياغة جمل في أحيان كثيرة لكل مادة تنشر في المحرر إلا القليل جداً منها الذي لا يحتاج إلى كل ذلك.

أما الأكثر أهمية من ذلك برأيي هو أنه لم يعد هناك ما يمكن أن أقوله أو أكتبه، لأن ما أردت قوله وكتابته، قلته وكتبته خلال الأربع وعشرين سنة في المحرر، ولأن كل ما يكتب اليوم في كل وسائل الإعلام من تصورات لمجريات الأوضاع في البلدان العربية، لا يعدو سوى نقطة من بحر ما حذرت ونبهت منه منذ تسعينات القرن الماضي، ومن يعيد البحث في أرشيف المحرر يجد كل ما كتبته من توقعات وتحاليل سياسية لمجريات الأوضاع حول مخططات أعداء الإنسانية ضد البلدان العربية، التي أدت إلى ما وصلت إليه الأوضاع هناك، مما زاد من التأثير السلبي على وضعي الصحي.

وفي الوقت نفسه لا أقول أنها حالة قرف واشمئزاز فقط، بل أنها حالة يأس من أمة النكبات التي عادت إلى سابق عهدها مثلما كانت في الجاهلية، والمتأسلمين توقفت عقولهم في موقعتي الجمل وصفين، حيث بدأت الطائفية والمذهبية تغزو العقول، فافترقت الأمة، وابتدأت الفوضى تسري، ولازالت النار تأكل الأخضر واليابس، تحقيقاً لما يريده أعداء الإنسانية، في تنفيذ مخطط "الفوضى الخلاقة" أو "البناءة"، من أجل إعادة تفتيت المجزأ وتقسيم البلدان العربية ضمن "غيتوات" طائفية ومذهبية. وكما ذكرت سابقاً في مقالات سابقة أن ملالي قم وطهران استوعبوا اللعبة واستغلوها في إعادة فرض هيمنتهم الفارسية وإقامة إمبراطوريتهم المجوسية باسم الدين وهو منهم ومن سواهم من الدواعش والحوالش المساهمين في تفتيت الأمة براء. ومن يعيد قراءة مجريات ما حدث ويحدث في فلسطين والعراق ولبنان واليمن والسودان وليبيا وتونس وسوريا، وغداً في الجزائر، وتالياً في باقي أرجاء البلدان العربية سيجد أن ذلك يأتي ضمن مخطط "الفوضى الخلاقة" أو "البناءة" كما ذكرت مراراً وتكراراً منذ غزو العراق واحتلاله في نيسان/أبريل ومن ثم تسليمه لقمة على طبق من ذهب لملالي قم وطهران الصفويين.

ورغم ذلك أقول أنني لن أتوقف عن الكتابة نهائياً، بل سأنشر بين حين وآخر في بعض المواقع الصديقة تحاليل ومقالات إذا ارتأيت أن ذلك ضرورياً، كما أنني قررت العودة إلى الكتابات الأدبية والثقافية والشعر مثلما بدأت منذ أكثر من أربعين عاماً وذلك تنفيذاً لنصيحة المرحوم الدكتور إلياس فرح الذي طلب مني في عام ألفين أن أبتعد عن السياسة وأن أعود إلى الشعر والأدب، وكنت قد وعدته بتحقيق ذلك دون أن أحدد الزمان، وأعتقد أنه آن الأوان كي أبدأ بتنفيذ نصيحته، لأنه عانى ما عاناه من الساسة والسياسيين، ومات غريباً حيث لم يهتم به أحد من رفاق دربه مع الأسف الشديد، وكانت ابنته فقط تصرف على علاجه، ثم أخذه ابنه ليعالجه في الإمارات حيث مات هناك.

وكي لا أطيل عليكم أعزائي القراء، أقول أنه بعد أن ضاع أبناء الأمة على أرصفة الاغتراب، حيث يموتون غرباء في ديار غريبة بعيداً عن أرض الوطن، ومع ازدياد أعداد المهاجرين والمهجرين يومياً الذين أصبحوا مشردين ولاجئين، وبعضهم يموتون غرقاً في البحار هرباً من جحيم البلدان العربية التي تتحكم فيها أنظمة الذل والهوان، بينما لا نسمع صوتاً للأحزاب التي كانت تحمل شعارات وطنية وقومية وأممية سوى من خلال بيانات لا تسمن ولا تغني عن جوع. والحديث ذو شجون، والمأساة أكبر من أن تصاغ بكلمات قليلة.

لذلك قررت أن أغلق موقع المحرر وأعود إلى الأدب والثقافة والشعر، شاكراً الأخ العزيز ورفيق الدرب والكلمة المعبرة إبراهيم عبيد، وكل الأعزاء الذين ساهموا في إبقاء المحرر مستمرة حتى اليوم.

وأخيراً أقول أن موقع المحرر لن يغلق نهائياً، بل سنبقيه هذا العام لعل القراء يستفيدون من الأرشيف بمادة ما. ولن أقول وداعاً بل أقول إلى اللقاء، لأنني أكيد بأننا سنلتقي في يوم ما، بمكان ما، وموقف ما، ورأي ما.

أبو تريكة.. ومحاولة أسلمة الكرة المصرية/ مجدى نجيب وهبة

لم يكن بالشىء الغريب ان يكتشف الشعب ان الكابتن أبو تريكة أحد العناصر الفعالة لجماعة الاخوان ألمسلمين  وليس كما يدعى عدم انتمائة لهذة الجماعات التكفيرية . بل اؤكد ان الدولة كلها شاركت ابو تريكة وشجعتة فى اظهار ميولة وانتمائة للاخوان الأرهابين ودائما عندما اتحدث فأنى اقدم بعض الوقائع الدالة على صحة كل كلمة نسطرها فى مقالنا بتاريخ 21 نوفمبر 2009 بعنوان "لآ لأسلمة الكرة المصرية" حذرت فية من تفاقم ظاهرة السجود فى الملاعب والتى ابتدعها اللأعب "محمد ابو تريكة " والوافد الجديد من نادى الترسانة
** دعونا نقرأ هذا المقال سويا .لنكتشف أن خيوطا أخرى فى الدولة شاركت اللاعب وكل اللأعبين فى تنمية ظاهرة أسلمة الكورة المصرية  ..". بتاريخ 21 نوفمبر 2009 "
**ا أجد أي تعليق أقدمه للشعب المصري الذي يتغير ويتلون كل على حسب رؤيته، فقد سبق أن اعترضت في مقال سابق "فضائيات حرق الوطن والدستور المصري" على ما يثيره البعض من مظاهر السجود حتى أن وزير الأوقاف السابق قال كنا نتمنى أن نفوز على أمريكا في مونديال كأس العالم للشباب فهو أشبه بإنتصار الإسلام على العالم الغربي. وقد سبقت ونوهت أن اللاعب أبو تريكة قال أن فوزنا على كوت ديفوار أشبه بغزوة بدر، ثم عادت نغمة أسلمة الكرة المصرية وظهرت بعض المانشيتات بالصحف عقب فوز الفريق المصري على الجزائر باستاد القاهرة بأن أطلق البعض فريق الساجدين وظهرت بعض المانشيتات بالصحف القومية لتمدح فريق الساجدين، وتناسى الجميع أن إسمه المتداول إعلاميًا وعالميًا الفريق القومي لكرة القدم المصرية، بل وقد لاحظنا أن هناك بعض رؤساء تحرير بعض الصحف يمررون هذه العناوين لجعلها أمر واقع يرتبط بالفريق المصري.
يبدو أن البعض لم يتنبه إلى خطورة تلك المسميات، كما تلاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك تترات للفريق مع بعض الأغاني الوطنية وهم يسجدون ويوجهون الشكر لله، ولسنا نعترض على السجود أو الشكر لله ولكننا نعترض على فكرة بعض المتطرفين والمتربصين بالوطن محاولة أسلمة الكرة المصرية، فماذا ننتظر؟ أن يكون هناك إعلام كروي مسلم وتأتي الأيام التي نطالب فيها بإعلام كروي مسيحي؟ فهل الدولة تنجرف إلى تيار التطرف أم تدرك الدولة أن اسم جمهوريتنا هو جمهورية مصر العربية وليس جمهورية مصر الإسلامية؟
إن ما يحدث على الساحة من ما يسمى فريق الساجدين هو بداية لإعلان الخلافة والحكم الوهابي، ثم غدًا سنجد أن هناك الفن الإسلامي والمسرح الإسلامي والتليفزيون الإسلامي والسينما الإسلامية، والذي بدأ يظهر بصورة بعض الزيجات التي يُقال عنها أنها أفراح إسلامية والتي تكون طقوسها داخل الجوامع دون أي أفراح، وهذه الطقوس ليس لنا ولا لغيرنا الاعتراض عليها فكل إنسان حر في تفكيره، ولكنه هو مجرد فكرة تبدأ بمسمى الحرية ثم تعمم، وقد لاحظنا أنه في رمضان السابق تم القبض على بعض المفطرين بإحدى محافظات الصعيد وقد كان من قبل الشرطة، وهذه دعوة أخرى لترهيب المجتمع حتى يكون حبس البعض هو عبرة لمن تسول له نفسه المجاهرة أو الجلوس في مقهى أثناء صيام رمضان.
فيقوا قبل أن يبتلعنا تيار التطرف في كل مجالات حياتنا، نرجو أن نعلم أن كرة القدم هي معشوقة لجماهير العالم ولم نسمع حتى في أعتى البلاد تطرفًا مثل إيران وبعض الدول الإسلامية عن فريق الكرة الإسلامي، فماذا تنتظرون يا مشعلي الحرائق لتدمير هذا الوطن؟ نرجو الانتباه فإن البعض والإعلاميين وبعض القنوات الفضائية يجرون الوطن إلى ما هو أسوأ من إهانة المصريين على أيدى الجزائريين.
أفيقوا قبل أن تبتلعنا تطرف حضارات التخلف، فمصر ستظل عامرة بأبنائها رغم أنف هؤلاء الحاقدين والمتخلفين والفوضويين. دعونا حينما نتحدث عن فريق الكرة نقول الفريق القومي للكرة المصرية، أما مسألة السجود والشكر لله فليس لأحد الإعتراض عليها ولكن لا تقولوا بمسميات أخرى تساعد على مزيد من التطرف الذي أصبح يغزو محبوبة الجماهير.
نعم لقد حذرنا من غول التطرف وبداية محاولة اسلمة الدولة المصرية وليست الكورة فحسب ..فنظام الءيس الأسبق محمد حسنى مبارك يتحمل كل ظواهر التطرف والأرهاب التى أجتاحت كل الملاعب والأنشطة دون أى ردع أو مسائلة ..فشكرا لثورة 30 يونيو 2013 التى اطاحت بالفساد وحلم الأخوان وتأمر أمريكا ..يحيا الرئيس "عبد الفتاح السيسى" قاهر الأخوان وعاش الشعب المصرى النقى الطاهر وعاش جيشة العظيم وتحيا وزارة الداخلية وشرطتها الشرفاء ..ويسقط الخون والعملاء وابو تريكة

أطياف النوم واليقظة.. قراءة في قصة "الحلم" للأديبة ميمي قدري/ بهيجة البقالي القاسمي

 اقتفيت أثره... التفتَ إلى الخلف
ارتسمت الابتسامة على ثغره
اقترب ...اقترب
تنهدتُ فرحة ....تحسست وجهه
بكيتُ.... استيقظت....!!

أطياف النوم و اليقظة 
الحلم لقطة في مشهد الحقيقة. مثلما الحقيقة لباس لتجليات الحلم.
و رمزية الحلم في الإبداع تقتضي قلماً يجمع بين التعبير الحالم و قوة الفكرة في الحلم.
ميمي قدري قدمت لنا نموذجاً لهذا التجانس المبدع ، من خلال قصتها : " الحلم " . إنها تقترب من الواقع لتعانق الحلم. فتظل في عتبة الأول لأن باب الثاني موارب : لا هو مفتوح تلجه لتمسك بأطياف الذات ، و لا هو مغلق تغادره لتظل بقرب الآخر.
تكتب ميمي قدري نصها السردي بضمير المتكلم ، لتزيل كل مسافة محتملة بين قصتها و المتلقي, ثم من أجل تكريس الذات الكاتبة باعتبارها ذاتاً للبوح و الحكي .
الحلم هنا تعبير عن أشواق دفينة، يقظة و ليست نائمة على وسادة الرؤيا. توظيف صورة الآخر ( بوصف تقاسيمه و حركاته و انفعالاته ) في توق الذات إليه ( بوصفها موضوعاً داخل النص /خارج النص ) ، منح ل " الحلم " ثراءً يلمسه القارئ و يحسه و يتفاعل معه في آن معاً.
المبدعة ميمي قدري تقتفي آثار واقعها في حلم الحكي. و حين لا تجده بين هذا و ذاك ، تستيقظ من تداعيات الشوق ..و تصبح الدموع علامة على حلم ينام ، أو حقيقة تحلم .
بإيقاع سردي سريع ..و تعبير لغوي لاهث متدفق ..تمكّنت هذه المبدعة المتألقة من رسم شخوص نصها ببراعة و حنكة ، تحوَّل عبرها القارئ كاتباً ، و الكاتبة قارئة .
و تلك ميزة لا تتوفر لأي نص.
 ميمي قدري تكتب من منطلق الإحاطة بموضوعها ، و استلهام كل ظلاله و خوافيه .