أسقطوه في الإنتخابات إن كنتم صادقين/ نافزعلوان


لقد قمتم بإنتخابه المرة تلو المرة وقبض معظمكم - أن لم يكن جميعكم - الألف جنيه التي كان يدفعها الحزب الوطني لكل مصري يدلي بصوته لمبارك، أنتم شركاء في الجريمة ولا حق لكم في أي مطالبة بالعدل، بل حرام أن يتم تطبيق أي عدالة عليكم. لقد خضتم يا شعب مصر مع هذا الرئيس عملية إنتخابه المرة تلو المرة ونعلم أنكم ستقولون أنه زور في النتائج وسنرد عليكم بأنة لم يزور تلك النتائج بل دفع قيمتها وقبضتم جميعاً ثمن إنتخابه أفلا تخجلون?

لا يجروأن أي من الثمانين مليون مصري أن لا يعترف أنه خرج وهتف ونافق مبارك في كل مناسبة وطأطأ الرأس وسمح لنظام مبارك أن يدوس علي هذه الراس بدل المرة الواحدة مرات عديدة، ثم ماذا كانت النتيجة? إصطففتم مرة أخري أمام مقر الحزب الوطني وأمام صناديق الإقتراع وقبضتم الألف جنيه وأعدتم إنتخابه، لا حق لكم في حق أنتم من كان وراء بيعه وضياعه ولا يجوز أن يصدق العالم أنكم كنتم مستضعفين في الأرض وأن عزيز مصر كان من قهره لكم تقومون بإعادة إنتخابه، ومن يري أفعالكم اليوم يعرف أنكم يامن تخربون وتحرقون اليوم في مصر أنكم لستم أبناء شعب مصر بل أنتم من قام أعداء مصر بتجنيدكم طوال السنين ولما بلغتم العدد المناسب وأمركم الشيطان المحرك لكم بالخروج، خرجتم كالثيران الهائجة للسلب والنهب لا للإعتصام والتظاهر الشريف الذي لا يقبل أن تحرق له دار ولا أن تحطم له ولا حتي نافذة واحدة.

أسقطوه في الإنتخابات إن كنتم صادقين، وهاهي الإنتخابات قادمة عليكم وهذا زمانكم وهذه هي فرصتكم، أطيحوا به ( إن إستطعتم ) وكنتم غالبية حقيقية ترفظ مبارك ونظام مبارك، ونقول لكم إن اللوم لا يقع علي سيد العبيد قدر ما يقع علي من سمح له بأن يستعبدهم، رضيتم بموقع العبد ورضي هو بموقع السيد، وهاكم اليوم كما كنتم عبيد الأمس بذات الارجل وذات الحناجر هتفتم له كما تسبونه اليوم ودعوتم الله أن يطيل عمره كما تتمنون له الموت الساعة ولو كنتم فعلتم هذا قبل أن ترتدوا طوق العبيد لما تمكن من أن يسوقكم كالغنم لثلاثين سنة خلت عليكم وأنتم بعبوديتكم التي تدعون قانعين ولها خانعين.

لقد حركتم قوي الشر التي قررت أن تحرق الشرق الأوسط بأكمله، الشرق الأوسط الذي أنتج بن لادن وسمم طعم الحياة للغرب وغير الغرب وهاهو بن لادن ينعم بالأمان في جبال اليمن عاجزة عنه أعتي القوي في العالم لتتساقطوا أنتم ضحايا لقرار الإنتقام الذي صدر بحق كل العرب علي ما فعله بن لادن وينزل بنا الموت والخراب عقاباً لنا وليس عقاباً لبن لادن.

لا يحسبن العرب ولا المصريون أن ما هم فيه هو بسبب حكامهم وجلاديهم، إن السبب في ما هم فيه العرب اليوم هو تقاعسهم وتخاذلهم وإهمالهم عن واجب المطالبة بحقوقهم والدفاع عن كرامتهم عندما تهان من أي كائن من كان سواء كان هذا عدو أو كان رئيس لهم، أليوم لا تجوز لكم الثورة لأن ثورتكم عاهرة باعت ذاتها بثمن رخيص وبعد أن سمحت للعدو وللرئيس أن يبتذلها فلا يجوز اليوم أن ترفع شعار القدسية والشرف، وإن كان الموت طيب لكم اليوم فداء لأوطانكم ولحرياتكم فلقد كان ذات الموت الذي خفتموه منذ عشرات السنين مكانه ولم تتغير زبانيته إلا أنكم لستم من يموت إنما من يموت نيابة عنكم هم من قمتم بغسيل أدمغتهم عن مستقبل وردي لا تملك هذه الشعوب التي تدفعها اليوم شياطين الغرب والمخربين منهم، لا تملك هذه الشعوب أبسط مقومات العيش بديموقراطية لا يطبقها الأفراد علي أنفسهم لا في البيت الواحد ولا في الشارع ولا في العمل ولا في الإعلام، وتطالبون هكذا وفجأة بديموقراطية تخلق عدلاً فورياً نطبقه ونقبله علي أنفسنا، إننا حقاً أمم لا تحسن إلا أن تحلم.

 - لوس أنجليس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق