يطلق القادة الايرانيون بشکل عام، و خامنئي بشکل خاص، تصريحات نارية واستثنائية بخصوص ضرورة إجراء وحدوث تغييرات سياسية وفکرية في دول العربية بصورة خاصة والعالم کله بصورة عامة، خامنئي، وخلال جل خطبه الاخيرة، يريد ان يوحي للعالم أجمع ولشعوب المنطقة خصوصا، بأنه يساند ويدعم التغيير في مختلف ارجاء العالم وانه يدعو کل الشعوب للنهوض من أجل بناء مستقبلها. خامنئي، الذي يصدر التصريحات والفتاوي تلو الاخرى ويظهر نفسه بمظهر المناصر والمؤيد والداعم لموقف الشعوب الرافضة لحکامها بصورة تجعله يبدو وكأنه الملهم والموجه لهکذا تيار، لکن، وعند التمعن والنظر بدقة الى المشهد الايراني والاوضاع المزرية التي يمر بها شخصيا مع نظامه قبالة المطالب الجماهيرية العادلة للشعب الإيراني وابسطها رفض نظام ولاية الفقيه، نستطيع أن ندرك وبکل وضوح ان تصريحات وفتاوي"التغيير"و"الثورة" التي يصدرها من طهران ليس يصدرها إلا من أجل معالجة الاوضاع الداخلية الايرانية التي تکاد أن تشبه قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة، خامنئي يريد ومن خلال إتباع سياسة توجيه الانظار صوب الخارج وإصطناع او إفتعال المشاکل والازمات او التدخل في امور اخرى من أجل أهداف خاصة، السيطرة من جديد على زمام الامور الداخلية التي باتت رويدا رويدا تفلت من بين يديه وهو کما يبدو مع جميع ارکان نظامه يعاني الامرين من اجل إرجاع الاوضاع الى سابق عهدها، لکن وکما هو مؤکد فإن هذه المهمة صارت في حکم المستحيل وان اوساطا من النظام الايراني قد باتت تنظر بتشاؤم الى المستقبل ومن المرجح انها قد بدأت في الاعداد والتخطيط للمستقبل المجهول.
ان خامنئي الذي يرفع عقيرته مناديا الشعوب کي تهب للثورة وتقوم بتغيير الاوضاع في بلدانها نحو الافضل، ينسى القاعدة القرآنية المعروفة:( الاقربون اولى بالمعروف)، إذ ان شعب إيران أولى من کل شعوب العالم بندائاته"الحميمة"و"المخلصة" وهي"الاحوج"لفتاويه التي بات يقدمها لکل الشعوب من دون إستثناء، نعم أن شعب إيران الذي يعيش حالة من الغليان الثوري و يطمح ويعمل بکل جهوده من أجل احداث التغيير بما يخدم آماله وتطلعاته، يبدو أن عيني الولي الفقيه ليس بإمکانها أن تبصره وان آذانه کما يبدو أيضا عاجزة عن سماع أصوات الاحتجاج والرفض المتصاعدة من طهران وزنجان وأصفهان وتبريز وسنندج وغيرها من المدن الايرانية، لکن آذانه وفي نفس الوقت بإمکانها أن تلتقط أصوات الرفض والاحتجاج في قارتي افريقيا وآسيا وکافة أرجاء العالم، فهل أن خامنئي ولي أمر جميع شعوب العالم ومن حقه التدخل في شؤونها کيفما يحلو له إلا أنه وعندما يتعلق الامر بشعبه وما يشعر به من ظلم وجور وإظطهاد وفساد وتزوير لإرادتهم وسرقة لثرواتهم، فإن الأمر يصير بصورة مغايرة تماما، فإيران بالنسبة للخامنئي مثل النسبة الثابتة 22/7، لاتغيير فيها أبدا فيما يعتبر العالم کله ساحة مفتوحة للتغيير ومن حقه"تصدير"فتاويه بالمفرد والجملة لها.
اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، في الوقت الذي نستهجن ونرفض بشدة هکذا اسلوب يعتمد اساسا على مبدأ"الکيل بمکيالين"، فإننا لانستغرب أبدا من إلتزام خامنئي لهذا الاسلوب والطريقة غير الاسلامية، ذلك أن نظام ولاية الفقيه قد عاش ويعيش على مبدأ الکيل بمکيالين في تعامله مع العالم من جهة، وإيران من جهة اخرى، وان هذا الاسلوب ومع مرور الايام قد أثبت عقمه وفشله الذريع في تسيير وتجيير الامور بما يحلو للنظام ويخدم أهدافه، واننا نقول أن تلك الفتاوي التي يصدرها خامنئي ويوجهها الى خارج إيران فعليه أن يدرك جيدا من أنه ليست هنالك من آذان مستعدة للإصغاء الى کلام رجل يتجاهل معاناة وحرمان شعبه ويتظاهر بالاهتمام بمعاناة وهموم شعوب اخرى هي اساسا في غنى عن فتاويه وتوجيهاته وإرشاداته وان الشعب الايراني الابي قد عرف طريقه وهو يعمل بکل جهده من أجل بلوغ أهدافه وغاياته السامية في حياة حرة کريمة والتي لن تکون متيسرة أبدا مع بقاء هذا النظام، واخيرا، فإننا نقول؛ أن خامنئي وکما يصدر فتاوى إنهاء وتغيير النظم، فإن عليه أن يعلم جيدا بأن الشعب الايراني قد أصدر قراره الوطني الحر الشجاع بتغيير نظامه و بناء نظام وطني ديمقراطي قائم على حكم الشعب بيد وإرادة الشعب يخدم آمال وتطلعات إيران وشعبها وعموم شعوب المنطقة و العالم.
*المرجع الإسلامي للشيعة العرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق