مصر فوق الجميع/ رأفت محمد السيد

ما يحدث فى مصر الأن من وقفات إحتجاجيه واعتصامات ومظاهرات وإضرابات عن العمل وأعمال بلطجه وسرقة ونهب بات أمرا غير مقبولا، لاسيما وأن مصر فى هذا الوقت تحتاج إلى تضافر كل الجهود المخلصه التى تعيد إليها إستقرارها وأمنها أولا، إن شعور المواطن بالأمان على نفسه وماله وعرضه هو الهدف والغايه المنشوده فى هذه المرحلة ، ولن تعود مصر إلى سابق عهدها بلد الأمن والامان إلا بعودة الإنتماء الحقيقى المعروف لدى المصريين ، الإنتماء الذى يجعلهم يبكون عندما يستمعون إلى أغنيه تصف مصر وتتحدث عن نيلها العظيم ، ولكن ثقتى فى كل مصرى ليس لها حدود فى تجاوز هذه المحنة الصعبة ، فكم مرت بمصر أزمات ولكنها بفضل الله ومشيئته ثم بفضل تكاتف ابنائها إستطاعت مصر أن تعبر كل نفق مظلم بشجاعة وإقدام يتحدث عنه التاريخ بل ويشهد بعظمة مصر وروعة شعبها ، (ولكن) وحديثى هنا موجه إلى كل المصريين واخص المسلمين والأقباط وأدعوهم إلى الإنتباه جيدا إلى هذه الكلمات بل إلى التفكير فيها بعقل واع وروية قبل فوات الأوان ، إن الذى يقصم ظهر مصر هو التطرف الدينى الذى قد يصل إلى حد الفتنه الطائفية بين قطبى الأمه وهو الوسيلة الجديدة والاداة القوية التى إليها فلول النظام الفاسد حاليا(وقد بداوا بالفعل تحركهم )لإفشال الثورة البيضاء التى راح ضحيتها أبناءنا من شباب مصر مسلمين ومسيحيين ، وأذكربأن طلقات الرصاص التى خرجت من بنادق ومسدسات رجا ل الشرطه منذ أن بدأت الثورة فى 25 ينايرلم تفرق بين مسلم ومسيحى ، فقد إختلطت دمائهم معا فى ميدان الشرف من اجل تحقيق هدف نبيل هو تطهير مصر من هذا النظام الفاسد الذى افسد كل شئ فى حياتنا ، بل بث الكراهية والحقد بيننا ظنا منه أن الفرقه ستحقق له السياده الدائمة مطبقا مبدأ ( فرق تُسد ) وسأبدأ خطابى هنا عن الخطه المحكمه التى لولم نتنبه إليها فسوف تكون هى المعول القوى فى إفساد الثورة ، وقبل الخوض فى الحديث عن هذه الخطه سارجع بكم إلى الوراء لأيام معدودات وتحديدا يوم 19 من الشهر الجارى وهو يوم التصويت على التعديلات الدستورية ، فرغم سعادتنا كمصريين بخروج أعداد كبيره لأول مره لتدلى برأيها الحر فى هذه التعديلات الدستورية إلا أن الدعوة للتصويت نفسها بنعم أو لا لم تكن ناتجه عن رأى حر يمثل إرادة ملايين المصريين وسامحونى على صراحتى فى التعبير عن هذه القضيه بمنتهى الحيادية والشفافية المطلقة ، وأقول إن فلول النظام الفاسد بدأت تتسلل إلى المصريين ( مع عظيم تقديرى لهم ) مستغلين النسبة الكبيره من الاميين والتى هى نتاج العهد البائد ايضا ومن تأليفه وإخراجه وإيهامهم بأمور ألهبت نفوسهم من الداخل وهى الدين ، فقد توجهوا إلى الاخوة المسيحيين وصوروا لهم أن (لا) هى الخلاص لهم فهى التى ستحقق أمالهم فى تغييركل بنود الدستور تغييرا شاملا بما فى ذلك وأهمها
( المادة الثانية من الدستور ) هذه الماده التى جعلوا منها نقطة الإنطلاق لتحقيق أهدافهم القذره فى الوقيعه بين قطبى الامه ، هذه المادة التى تنص على أن (الإسلام هو دين الدولة ، واللغة العربية هى لغتها الرسمية ،ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ) وعلى الجانب الأخر تمكنوا من إقناع نسبة كبيرة من المسلمين بأن المسيحيين جميعهم سيصوتون بلا بهدف إلغاء المادة الثانية من الدستوروالخاص بالشريعة الإسلامية ، الأمر الذى أثار حفيظة المسلمين حتى الذين كانوا يجدون ان تحقيق المصلحة العامه للبلاد هى فى التصويت بلا ، توجهوا إلى صناديق الإقتراع وقالوا نعم ، ولولا أن هناك من الحب مايجمع بين قطبى الامة لكانت هناك كارثة يمكن ان تحدث من الشحن الزائد من الجانبين الكنسى والإخوان ، والسؤال الذى اطرحه هو بمثابة جرس إنذار للجانبين ، وأبدأ بالأخوة المسيحيين فى أن كثرة الحديث عن المادة الثانية لاسيما فى هذه الفترة الحرجه سيكون له اثار سلبيه حقيقية فى إحداث شرخ فى العلاقة الحميمية بين المسلمين والمسيحيين وهو مالانتمناه فدائما مانقول
( الدين لله والوطن للجميع ) وبمنتهى العقلانيه والمنطقية فإن إلغاء هذه المادة أو القبول بتعديلها بأى حال من الاحوال أمر مستحيل ، فهى بالنسبة للمسلمين خط احمرأو منطقة محذورة لاسيما وأنها تمثل الاغلبيه للشعب المصري ولا يجوز قمع حريه الاغلبيه لصالح حرية الاقليه وخاصه ان الاسلام هو دين الاغلبيه وايضا الماده التانيه هى ماده فى كامنها تدعو للعداله والمساواه والاخاء والديمقراطيه المشروعه فى ظل سماحه وعداله المبادى الاسلاميه فالمجال هنا مفتوح لتفعيلها وليس تعديلها أو إلغائها ) لابد أن يعى الجميع أن مجرد الحديث فى تعديل أو إلغاء للمادة الثانية ماهو إلا مخطط لإحداث أزمة بين قطبى الأمة وبدلا من الدخول فى مهاترات وأمور قد تنال من إستقرار الأمة ليكن الحديث عن إضافة مادة جديدة تضمن للمسيحيين كافة حقوق المواطنة وتحقق لهم عيشا كريما بقوة الدستور وإن كنت أرى أن قوة العلاقات الإنسانية التى نعرفها على مر العصور بين المسلم والمسيحى هى أقوى من كلمات تكتب على الأوراق ، فالأوراق ليست لها قلب ولا عواطف ولاتعرف معنى المودة التى تحدث عنها القران الكريم فى قوله تعالى وهو يوصى المسلم على المسيحى بالنص القرأنى الصريح فى سورة المائدة بسم الله الرحمن الرحيم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) إنتبهوا أيها السادة مسلمين ومسيحيين ، استحلفكم بالله جميعا مسلم ومسيحى ألا يغرربكم ، استحلفكم بالله أن تجلسوا وتفكروا فى العواقب الوخيمة التى يمكن أن تنتج من دعاة الفتنه مستغلين بعض المتطرفين من هنا وهناك – لابد وأن نحكم العقل فالمسلمون لن يقبلوا باى حال من الاحوال أن تتحول مصر الإسلامية التي افتتحها عمرو بن العاص والزبير بن العوام وعبادة بن الصامت وكل هؤلاء الأخيار عن دينها الرسمى دين الأغلبية ولن يسمحوا بإلغاء المادة الثانية او تعديلها ولو كان كلفهم ذلك حياتهم – لذلك فلينتبه الأخوة المسيحيين إلى إن هناك من يدفعونهم من فلول النظام الفاسد بشعارات بالية بأن مصر قبطية وستعود إلى الأقباط ويكون ذلك من خلال الحديث عن امر يخص المسلمون وحدهم وهو المادة الثانية من الدستور ومحاولة إلغائها أو تعديلها ، ولكن مطالبة الأخوة الأقباط بحقوقهم المشروعة فى الحياة الكريمة وحق المواطنه هو أمر لابد وان يكفله الدستور لتحقيق العدالة الإجتماعية ولكن بعيدا عن أى أمر يتعلق بشئون المسلمين لأن من هنا تأتى الفتنه أرجوكم جميعا مسلمين واقباط إنتبهوا وأخمدوا الفتنة فى مهدها فما يهمنا هو أن نعيش جميعا يجمعنا وطن واحد كما نحن ونترفع عن كل مايعكر صفو العلاقة بيننا لأننافى النهاية كلنا مصريون مسلم او مسيحى وليكن شعارنا أن مصر هى الاهم فمصر فوق الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق