اليوم اشعر بالضعف أكثر من أي وقت مضى، اشعر بالغضب والحزن في لحظة تحولت إلى غول سيبتلع ما تبقى لي من أيام، وما يحزنني ويغضبني أن حملة الحقيقية تحولوا إلى مجموعة من المطبلين والمزمرين الفاقدين لرجولتهم، يخشون أن يقولوا كلمة الحق في وجه الزمن الأرعن الذي امتلك قلوبنا وعقولنا لنصبح عبيد المرحلة العاجزين عن الفعل ولو بأضعف الإيمان.
اكتب ولا زال المشهد يقول لي اقرع جدران الخزان أيها الغبي، ما بالك اليوم خانعاً صابراً كما الحمار تلتزم الصمت تجاه من كانوا رفاق، فأنت تنتمي لسلالة في طريقها إلى الانقراض، ما بالك تحمل عارك على كتفيك الهزيلتين وتحاول إقناع الذات بالعادية رغم العهر الفكري والممارسة الوسخة وعبيد يضاجعون المرحلة بكل قرفها.
لست بحاجة لتملك الحقيقة، فالحقيقة دائما مخرزا في عيون الضعفاء قبل الأقوياء ومن يعتقدوا أنهم أقوياء، والحقيقة تعري من يتاجرون بالتاريخ الذي هو دم وشهداء وعذابات ولجوء، وبالتأكيد لست من يمتلك الحقيقة ولكنني امتلك وجهة نظر، ووجهة نظري لها جذور من لحم ودم وفكر ولجوء وبرد السنين ورفض الظلم والانبطاح والرويبضة "كم وفلسفة الحرباء التي تتلون بتلون الدعم والداعم وتعدد اللغات حسب الفاعل، والفاعل دولار ويورو وشيكل وكافة أشكال المقايضة بالدم والكرامة وبالتأكيد أنا المفعول بة.
اليوم اكتب للحكيم الذي لم اعرفه قط، للحكيم الذي هو واحد من القادة الأوائل الذي حملوا قهرنا وساروا بنا في وجهة العاصفة، ولا ادعي أنني من الذين لا زالوا قابضين على الجمر ولكنني ادعي أنني امسك ببعض الفكرة وهذا ليس بأضعف الإيمان في زمن يتحول من كان في أقصى اليسار إلى يمين اليمين يحلف أغلظ الإيمان أنة بريء من نفسه دون جدوى.
هو حزن من نوع أخر، حزن يحفر له مكانا في الوجوه الحائرة، ما العمل وأنت في نظرهم نبتة شيطانية عقدوا العزم على إنهاء ما تبقى فيك من حياة، أنت الذي لك عالمك الذي عشت؟؟؟ ما العمل وأنت ترى المخيم يهوي للقاع؟؟؟ المخيم يا هذا القي بحكيم على قارعة الطريق؟؟؟ والمخيم يا هذا ما عاد المخيم؟؟؟ وأنت لم تعد أنت؟؟؟ أنت مجرد عواء يتردد صوتك في صدى صحراء الانجزة والجندرة ومحبي الأيدي الناعمة؟؟؟ لا تتذكر أم سعد فهي بريئة من زمنك.
هو حزن من نوع أخر، رسم ملامحه على وجو البعض الذي تواجدوا في ساحة النصب التذكاري للشهيد في مخيم الدهيشة، تجمعنا لرد بعض الجميل لاصدقاءنا الذين ذبحوا على يد التكفيريين الذي اجتاحوا عالمنا ليتحول فحيحهم إلى سموم تشوه صورتنا، أنهم قتلة المتضامن الايطالي اريغوني الذي جاءنا من بعد ليعلن أنة معنا، فما كان منا إلا أن أعلنا وبالصوت العالي أننا ضد القتلة وفكر القتلة ومجونهم.
في النصب ساحة النصب التذكاري للشهيد تشرفنا بهم وباللوحة التي حملت أسمائهم التي لو استطعنا لحفرتاها بحروف من ذهب، راقبت المشهد وتمعنت جيداً في حجر الرخام الذي حمل أسماء أربعة من شهداء الفكر الاممي الذي حملوا كلمات جيفارا الذي قال أينما وجد الظلم كان موطني.
خلال مراسيم التكريم تجولت في ساحة النصب التذكري الذي نحب لأنة يخلد من نحب، فهنا تجتاحك مشاعر خاصة وتنهال عليك الذكريات، وتلتهم عيناك المكان بحثا عن بعض ما فقدت من أصدقاء وفتيان امنوا بحقهم وحريتهم وخيروا بين الحرية فاختاروا الحرية فسكنوا في قلوب محبيهم.
للحظة نظرت إلى الشارع الرئيس المحاذي للنصب التذكاري للشهيد، لاري حجراً مغبراً في وسط الشارع سموه نصباً تذكرياً للحكيم، عادت بي الذاكرة سنوات عندما تجمع البعض الذي اعتقد أنة يكرم الحكيم وما هو كذلك فوضع الحجر الذي بحمل صورة الحكيم في مكان اقل ما يمكن أن أصفة بالمكرهة ، وقتها صفقوا وخطبوا وابتسموا وعادوا إلى بيوتهم منتشين،
لا اعرف لماذا ولمن اكتب؟؟؟ لكنني بحاجة إلى الكتابة؟؟؟ وبحاجة إلى رفع ما تبقى لنا من صوت في وجهة الحالة المضحكة المبكية التي تثبت كل يوم أننا نسير إلى الهاوية؟؟؟ واعرف تماما أن الكتابة عن الحكيم لا تستهوي التكفيريين باختلاف أيدلوجياتهم وخاصة التكفيريين الجدد الذي تبرئوا من الحكيم ولكنهم يجوبون العالم يهللوا ويكبروا باسمة للوصول إلى جيوب اليساريين في العالم؟
لا اكتب للتكفيريين الذي قتلوا اريغوني؟؟؟ ولا اهتم لهم؟؟؟ لأنهم يكفروننا جميعاً ويريدون أن يدخلوا من خلالنا الجنة، واذكر عندما تمنى لي احدهم والدكتور صلاح عودة أن نحشر مع الحكيم في جهنم لأننا وقفنا في وجهه عندما وصف الحكيم بالصليبي مما يوضح خطورة هؤلاء الذين يطلون برؤوسهم بين الحين والأخر لممارسة القتل باسم الدين.
لا اكتب لأحد، وهي عبارة عن كلمات طائشة في زمن الانجزة والشذوذ الأيدلوجي الذي لا يحترم قادته، فقبل أيام جاءت ذكرى أبو جهاد أول الرصاص وأول الحجارة ومرت كأنها لم تكن سوى بعض الكلمات لبعض الكتاب، ومن قبلة كانت ذكرى كنفاني الذي بات غريباً علينا، لهذا نحن عارك يا جورج حبش وعار على كل الذين ضحوا من اجل قضيتنا والقينا بهم على قارعة الطريق حجرا مغبراً منسياً نشيح النظر عنة توجساً وريبة نمارس نفاقنا على طريقة الطفوليه اليسارية.
أيام قليلة وتحل علينا الذكرى الثالثة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني، وهناك من يطلب منا أن نشارك في وثيقة المليون توقيع التي تؤكد على حق عودتنا إلى أراضينا التي هجرنا منها، والسؤال الموجهة للجهات التي خرجت علينا بهذه الوثيقة، لماذا نوقع وحقنا لا يسقط بالتقادم؟ وهل حقنا الثابت تاريخياً بغض النظر عن مرض المرحلة يحتاج إلى وثيقة من مليون أو اثنين مليون توقيع؟؟؟ هي سلسلة من الإسقاطات التي تهدف تفريغنا من حلمنا باستهداف حقوقنا وقياداتنا التاريخية الملهمة، أليس من العار الصمت على قتلة ياسر عرفات، يبدو أننا أمام توجه ممنهج يصب في بوتقة النسيان والتفريط، إلا أن الضوء لا زال يلمع في النفق وهناك من ينادي بالناس قائلاً..... لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق