نعم لقد تمكن الجيش المصري وبكافة كوادره من القوات المسلحة من توفير الحماية للثورة الشبابية و تطوير الإعداد لإنجاحها وفق أفضل المعايير، وحققت القوات المسلحة إنجازات عظيمة أسهمت في إعداد البيئة المناسبة لمستقبل الديمقراطية والإصلاح السياسي ، ودعم الثورة بتوفير كل ما هو متاح من إمكانات الحماية واحترام قيم الإنسان، وأوقف عنف و تطرف البلطجة ، نعم اثبت الجيش المصري بأنه سياج الوطن وحامي مسيرته وأمنه ، وجسد ديمقراطيته .
وبلا أدنى شك شباب مصر حققوا نصرا وانجازا عظيما لمصر والأمة العربية والإسلامية، وادخلوا الرعب والخوف بقلوب الأنظمة المستبدة من خلال الإطاحة بكبيرهم وقائدهم بالظلم والاستبداد ، سيظل هذا ماثلاً في ذاكرة الأنظمة المستبدة والحاشية من حولهم .
يحيي شباب مصر اليوم مشاعر وأحاسيس الوفاء والبيعة للوطن وسيادة الوطن واستقلاله، نعم انه الوفاء الحقيقي لان مصر ألان أصبحت مستقلة وحرة مستقلة من الظلم والاستبداد والخيانة .
وأننا على يقين بان أبناء الثورة يريدون تحقيق البيعة والعهد للوطن بالتطهير من النظام القديم ، وان لا يعود الظلم والاستبداد لها من بعد رحيل النظام المستبد ، نعم يريدون عهد جديد ، عهد خالي من رموز الفساد ، عهد يحاكم به رأس الهرم الذي كان حاكم ، عهد البناء والبحث عن قيادة وطنية حكيمة ، ولتكون بداية مسيرة حافلة بالإنجازات ، نعم إننا ندرك وبلا أدنى شك بان مصر بشبابها وكافة شعبها الوفي، رغم نظامها المستبد عاشوا وهم يعملون من أجل الوطن وإعلاء شأنه ، ومن أجل الأمة العربية والإسلامية، والدفاع عن حقوق الأمة الثابتة وقضاياها العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
وهنا أريد أن اذكر واذكر بأننا نقف أمام موقف مغاير ، موقف نجد من خلاله تفاوت بالسرعات مابين ما يطمح به أبناء الثورة وما يريد أن يطبقه المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، فلهذا إنني أدعو ومن خلال مقالي هذا للتوافق ما بين أبناء الثورة وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة كي نحمي مصر شعبا ووطن وقوات مسلحة ، وان تحافظ مصر وشبابها على الانجازات كي لا يحصل انهيار وعدم استقرار ينتظره فلول النظام السابق و المتآمرين والحاقدين وأعداء الأمة على مصر وجيشيها.
يا شباب وأبناء الثورة ما تزال في ذاكرة مصر وشبابها ، وشعوب الأمة العربية كلمات القائد العربي قائد الأمة جمال عبد الناصر، راسخة بالعقول ويتوارثها كل عربي غيور على الأمة وقضاياها ، نعم الجميع يدرك بأنه ومنذ أن اعتلى النظام الراحل المستبد ، وهو يتطلع إلى خدمة نفسه وأسرته وحاشيته وأفراد عصابته على حساب الشعب المصري ، ورفع مكانة أعداء الأمة على حساب قضايا الأمة العربية والإسلامية ، حتى جاءت الانطلاقة الشبابية المصرية ، التي أثبتت ومن خلال تحركها السلمي مقدرتها على التعامل مع كل الأحداث المحيطة، على الصعيدين ((المصري - العربي )) والعالمي، وفي ظل ظروف كانت بدايتها بالغة التعقيد ، لان الجميع يدرك حينها وزن النظام الذي كان بظلمه واستبداده وتدخلاته الخارجية وتحالفاته القوية، إلا أن شجاعة مصر بشبابها وكافة أبنائها الشجعان وقواتها المسلحة ، بانتهاجهم التحرك السلمي بحكمة واتزان وجيشها الذي أعلن دعم وحماية الثوار ، عملت على درء المخاطر الخارجية والداخلية عن مصر وشعبها ، لهذا حافظوا عليها .
نعم إنكم يا شباب مصر اليوم تسيرون نحو المستقبل ، بخطى راسخة وثابتة ، وفقا لمنهجية حكيمة مبنية على التوازن والجدية التي تتصف بالمصداقية من اجل اتخاذ القرار بما يخدم مصر وطن وشعب .
وتمكنت ثورتكم الشبابية من وضع بداية لتحرير المؤسسات المصرية ، وتطهيرها وبنائها على التطور المحسوس والتحديث لما هو أفضل للوطن والمواطن ، نعم أنها ثورة اقتلعت نظام مستبد متحكم ، تجاهل أحوال الناس وغض النظر عن احتياجاتهم ، والحق بهم الأذى ، وثورتكم غيرت الواقع على طريق بناء حكومة تهدف لحماية و لتنفيذ المشروعات التنموية وتوزيع مكتسباتها على أبناء الوطن بعدالة ، حافظوا على هذا الانجاز.
واليوم انتم على عتبة الانتخابات من اجل اختيار رئيس جديد للجمهورية ، وهذه مرحلة خطيرة ، أقولها خطيرة لأنني بصراحة لم اسمع من خلال التعديلات بالدستور بأنه تم تحديد صلاحية الرئيس ، وهذا بحد ذاته سوف يأخذنا الى ما قبل الثورة ، يعني مكانك راوح ، نعم سوف يعيدنا لتنصيب دكتاتور جديد ، يكون أكثر خطرا لأنه وللأسف مجيئه سوف يكون من خلال الانتخاب وما بعد الثورة ، وكذلك تخوفي من ظهور بعض المرشحين مثل عمر موسى ، لأنه من نفس جسم النظام السابق وأمين جامعة الاستبداد .
لهذا يجب على شباب مصر ترجمة انجازات وواقع الثورة بكل حذر ، بالعمل على التحليل والتفكير بكيفية الإعداد لمواجهة التحديات ومنع عودة رموز النظام المنحل للحكم ، صدقوني لن ولن يتوان فلول الحزب الذي كان حاكم عن تقديم الدعم والمساندة لشخص ما ، ليكون رئيسا للجمهورية وعلى رأس هؤلاء عمر موسى ، وقبيل هذه الانتخابات كونوا حريصين وحذرين من نصوص دستور الحكم ومواده ، من اجل الحفاظ على انجازات الثورة ، ومصلحتكم كشعب وأبناء للوطن ومصلحة الوطن وسيادته ، وان تكون لمصر حكومة تعمل على ترسيخ القانون والعدل والعدالة والإنصاف ،والمحافظة على أمن الوطن أمام التحديات وإدارة شؤونه بحسن الأداء والاتصاف بالنزاهة والعدالة ، وان لا يكون خيانة وعمالة بأجندتها من خلال مواكبة التحديات الخارجية التي تفرض على الأمة العربية ،وعليكم مساعدة مصر لتعزيز مكانتها بين الدول العربية والإسلامية قبل دول العالم لأنها هي الأمة بحد ذاتها،
وفي نهاية مقالي أتمنى على شباب مصر صنع المناخ الديمقراطي ، من خلال إجراء أي انتخابات بان تكون مبنية على أسس واضحة من النزاهة و الشفافية وبعيدة كل البعد عن الفتنة، والانخراط يجب أن يكون في الأحزاب التي تتصف بالمصداقية والحضور الشعبي عبر إقناع المواطنين بجدوى أطروحاتها وقدرتها على الإسهام بتحقيق أهداف الثورة بمحاربة كل أشكال الفساد، وتوسيع حجم المشاركة الشبابية وصناع الثورة في عملية صنع القرار، ليكونوا ثروة الوطن وصناع مستقبله ، من خلال إقرار القوانين والتشريعات الكفيلة بتحقيق هدف الثورة المشرف.
نعم سوف تعود مصر لعهد القائد العربي جمال عبد الناصر ، لتكون حاضنة للأمة العربية من جديد ، ستعود مصر الداعية إلى توحيد الصف العربي ونبذ الفرقة والخلاف بين الأشقاء، صانعة للقرارات والمواقف والقدرات العربية الموحدة المشرفة للتصدي للتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية ، وسوف يكون لها الدور بدعم شعب فلسطين بنيل حقوقهم الوطنية المشروعة ، وبإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس .
كاتب فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق