في زحمة الأحداث وتسارع المتغيرات وفي خضم التداعيات ومرور العقود والسنوات وربيع الثورات والتظاهرات في عموم الأماكن والساحات وكثرة والأطروحات والتحليلات ومذْ كنتُ إنا ..عربيٌ وما زلتْ أتمنى أن انزعَ جلدي واتعرٌى واهرب خجلاً من جسدِ امةٍ خاويةٍ على عروشها منذُ استباحها هولاكو وجندهُ وعبثوا في البلاد واحرقوا العلم والمعرفة والعباد ..وفي خضمِ ذلكَ تساورني الشكوك ان كل ما قرتهُ في كتب التربيه الوطنيه والقوميه من ان لنا مشتركات في العروبة .دمٌ ولغةٌ وتاْريخ ومصير مشترك لم تكن الا كذبة صدقتهٌا ببرائتي وحبي لانتمائي العربي ومنذُ مراهقتي الفكريه والعاطفيه كان لي حلمٌ ان نهزمَ هذهِ الدويله ونلقها في البحر كما وعدنا من قادتنا وساداتنا دولة زرعها بلفور في جسد امتي وجمعَ شعبها من شوراع الدعارةِ ودهليز الرذيله وطرقات الجريمة المنظمه في غياب راعٍ لنا او زعيم او خليفة من الزمن الردئ وتهزمُ امةٍ هي كانت خير امة اخرجت للناس وتحتلُ ارضها وتستبيح نسائها وتشردُ اهلها ..ومنذُ زمنٍ ونحنُ ننتشي ونخدر عنوةٌ من قبلِ جيش من الطبالين والموسيقين والشعراء والمداحين اللذين يسبحون بحمدِ الامراء ويحولون الهزائم ببراعة الى نصرٍ .نسرحُ في عالمِ الانتشاء والزهوعندما تنشد الحناجر العربيه المغلوبه على امرها ( وطني حبيبي الوطن الاكبر) تدغدغُ وطنيتي وقوميتي فاسرحُ مرفوع الهام لعنتريات فارغه لم اكن اعيها وابحثُ في مفكرتي عن ام كلثوم وهي تنٌشد ( اصبح الان عندي بندقيه الى فلسطين خذوني معكم ) واتباكى لصوتِ فيروز الصادح وهي تقول ( ياقدسُ يامدينة السلام .عيوننا اليكِ ترحلُ كل يوم ) واُحاكي النفس واقول لماذا لا ترحلُ جيوشنا وطائرتنا ودباباتنا التي استنزفت المال العربي الى القدس بدلاً من عيوننا ..ادركتُ وتمحصتُ فوجدتُ ان قادتنا ليسٌوا كالقاده مدى الحياة ومن المهدِ الى اللحد قائد همام وقائد فاتح وقائد الضروره يتسابقون في برنامجٍ عربي هزلي بتمويلٍ دولي ( من سيقتل المليون ) لمنافسةِ جورج قرداحي صاحب البرنامج الناجح ( من يربح المليون) شعوب تصدح وباعلى حناجرها تصرخ ( الشعب يريد اسقاط النظام ) ولا احد يسمع وكاْني اسمعُ احدهم يقول:-
لقد اصبحتُ سلطاناً عليكم
كسروا اصنامكم بعدَ ضلال واعبدوني
اني لا اتجلى دوماً اليكم
فاجلسوا على رصيف الفقر والصبر حتى تبصروني
واتركوا اطفالكم من غير خبزٍ
واتركونا نعبثُ في مصائركم وامصاركم
ايقنتُ من كلِ ذلك ان امتي لم تخرج من رحم الانسانية والتوحٌد والمشتركات التي قرئت بل خرجت من رحم الالام والهزائم والانكسارات والنكبات والنكسات والخذلان امة كسيحه عوراء عرجاء متسٌولة للامجاد والرفعةِ والسمو تستجدي العٌزوالتاريخ والمجد من اممٍ لا عزَ لها ولا مجدَ ولا تاريخ تبيٌن لي من ذلك زيف الوعي العربي التاريخي الذي كنتُ اْعيه صراعات وفتن وحروب داخليه ومؤامرات خارجيه ونكبات وكبوات هكذا تاْملتُ في جسدي العربي امة تتشظى وتتجزئ وشعوب تساق الى الموت كما تساق الاباعر الى مرعاها .امة لها خيول لا تصهل الا على ذوي القربى ..
ودمتم في رعاية الله وحفظه
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق