سقطت مصر .. ولا عزاء للمصريين/ مجدى نجيب وهبة


** نعم سقطت مصر .. حينما هددت جماعة الإخوان المسلمين المجلس العسكرى إذا تبنى وضع الدستور أولا قبل الإنتخابات ، أو قام بتغيير فى خريطة الطريق التى حددها الإعلان الدستورى ، وهددوا بأنهم سيكونوا أول من يقف ضدهم ، وهو يعتبر بمثابة تهديد واضح وصريح ومعلن من جماعة الإخوان المسلمين .. تصريح "لعصام العريان" فى المصرى اليوم 28 نوفمبر 2011 .
** نعم سقطت مصر .. منذ 28 يناير 2011 ، بعد الأحداث الإجرامية وإنطلاق الفوضى الخلاقة وتعرض المنشأت للسلب والنهب وإطلاق سراح المساجين وإقتحام الأقسام والسجون وهجوم عناصر من حماس وحزب الله والإخوان وإطلاق سراح المعتقلين سياسيا ، وقتل ضباط الشرطة داخل الأقسام والإنفلات الأمنى الذى أصاب الشارع المصرى وسقوط ضحايا العنف والإرهاب الدموى .. ورغم بشاعة الأحداث إلا أننا نتساءل بعد نشر معظم الصحف هذه الوثائق .. لماذا لم يحال إتهام واحد لسيادة النائب العام لمعرفة أسباب ما حدث ، ومن هم المسلحين الذين إقتحموا السجون المصرية .. هناك غلق متعمد لهذا الملف .
** نعم سقطت مصر .. منذ إقتحام مبانى أمن الدولة من قبل الإرهابين وجماعة الإخوان وحرق هذه الملفات بالكامل لإخفاء جرائمهم ومسح هذه السجلات من الوجود ، والمصيبة أن تنطلق الإشاعات أن الشباب الذى خطط وإقتحم مبانى أمن الدولة لم يكونوا سوى بعض المواطنين الشرفاء الذين إقتحموا مبانى أمن الدولة قبل محاولة ضباط أمن الدولة حرقها ؟!! .. والمطلوب أن نصدق هذه الخرافات ونتعامل معها بمنطق الوقائع الصحيحة بل ولا ننسى دور الإعلان المنبطح الذى روج لهذه الأكاذيب وللأسف لم تصدر فى مصر جريدة واحدة أو قلم واحد يدافع عن مصر ويكشف أكاذيب الإخوان والمخربين والإرهابين ..
** نعم سقطت مصر .. حينما تجرأت بعض البرامج التليفزيونية لنشر وقائع المؤامرة التى دبرتها أمريكا لتركيع مصر ودور أوباما المحرض فى تحريك المظاهرات ثم إستضافة بعض البرامج فتيات وشباب ليشرحوا دورهم المخطط له من خلال برنامج يتم تنفيذه على أرض مصر .. كانت الإتهامات الموجهة للإعلامى أوالإعلامية أنهم ضد الثورة ، حتى عندما نقلت بعض الإستغاثات من منطقة المعادى والمهندسين وشارع جامعة الدول العربية أصحابها يستغيثون من البلطجية وضرب النار .. ولم يكن أمام مقدم البرنامج إلا توصيل هذه البلاغات للشرطة العسكرية حيث إنتهى دور الشرطة تماما ورغم بشاعة الأحداث إنطلقت بعض الأقلام وأبواق القنوات التليفزيونية لتكذيب هذه الأحداث وإعتبروا أنها دعاية ضد الثورة بل وتم إستبعاد بعض المعدمين لهذه البرامج حيث وصف دورهم بالتخريبى ضد الثورة ..
** نعم سقطت مصر .. حينما قفز جماعة الإخوان المسلمين على الثورة وإستولوا على ميدان التحرير بالكامل يقودهم د. البلتاجى ود. عصام العريان ود. سعد الكتاتنى ويقوموا بعمل منصة إخوانية تقود المظاهرات والإعتصامات وتصدر الفتاوى والإتهامات لكل من ينقدهم ويتوجه بالإتهامات إليهم ، وعلى الجانب الأخر إستجاب المجلس العسكرى لكل طلباتهم هتف الإخوان "الشعب يريد إسقاط النظام" .. "الشعب يريد محاكمة النظام" .. "الشعب يريد رحيل الرئيس" .. "الشعب يريد محاكمة الرئيس" .. "الشعب يريد تطهير البلاد" .. كل هذه الشعارات قادها الإخوان ، وتحولت بيانات المجلس العسكرى إلى الوقوف مع الشرعية ومطالب الثوار حتى عندما إنطلقت بعض الأصوات لتطالب بالإستقرار وتسليم السلطة بشكل سلس وأمن تم الهجوم عليها وإقصائها فورا وإعتبارهم عناصر تخريبية .. ولم تجد هذه الأصوات أى منبر إعلامى أو صحيفة تنقل رؤيتهم أو أفكارهم بل تم إقصاؤهم بصورة بشعة وللأسف لم يكن الإخوان وحدهم فى ميدان التحرير بل إنضم إليهم بعض البلهاء من الأقباط وهو ما رحبوا بهم الإخوان بإعتبار أن التحرير يضم جميع الأطياف وعناصر الأمة كلها .. تمثيلية أجادها جماعة الإخوان المحترفين فى الكذب والخديعة وصدقهم بعض البلهاء من أقباط مصر الذين لا دور لهم فهم مهمشين أمام أنفسهم .. وجدوها فرصة لتقمص دور الزعامة والبطولة فذهبوا للتحرير للإعلان عن ذاتهم والبحث عن الشو الإعلامى خصوصا بعد أن زادت الحملات الإعلامية والشو الإعلامى على ميدان التحرير واللقاءات التليفزيونية ومطالب الثوار ... لم يزعجنى موقف الإخوان وتمثيليتهم المفضوحة والمكشوفة وصراخهم المدوى كالذئاب أو شعاراتهم المزيفة أو وجههم الأصفر ولكن ما أزعجنى إصرار بعض الأقباط حتى الأن على إعتبار أن التحرير هو الملاذ الأمن لطلباتهم المشروعة حتى بعد أن إكتشفوا خديعة الإخوان إلا أنهم بمنتهى الحقارة والعند يستمرون فى دورهم الوهمى ..
** نعم سقطت مصر بالثلاثة .. عندما إنطلقت أحداث قرية صول بمركز أطفيح على إثر علاقة أو شائعة بوجود علاقة بين فتاة مسلمة وشاب مسيحى أدت إلى شجار بين عم الفتاة ووالدها فالعم يطالب والد الفتاة بقتلها لغسل العار والوالد يدافع عن إبنته وأدى الشجار إلى قتل كل منهم للأخر ، وبعد مراسم الدفن خرج الغوغاء من أهل القرية لسرقة وتحطيم بيوت الأقباط والفتك بكل ما تطوله أيديهم ، ثم إنطلق جميع من بالقرية للإنتقام من الكنيسة فقاموا بهدمها وسط التكبير "الله وأكبر" بل وفرضوا كردونا أمنيا حول القرية لمنع تدخل أحد ولأن الشرطة غير متواجدة ، والجيش يقف على الحياد فلم يكن أمام الحكومة الإنتقالية إلا اللجوء إلى مشايخ السلفيين لتهدئة الثوار بالقرية ، وكان الإختيار وقع على الشيخ محمد حسان ليقوم بدوره بديلا عن القانون !!! .. أما الأقباط فلأنهم لا حول لهم ولا قوة فوقفت الكنيسة فى دور المراقب والمنتظر للأحداث وخرج الأقباط للتظاهر والذى بدأ بوقفة إحتجاجية أمام ماسبيرو دعى إليها المستشار نجيب جبرائيل ، وكان عدد المحتجين لا يتعدى المائة فرد ، ثم زادت الوقفة الإحتجاجية مع مشاركة الأباء الكهنة وبدأت تنضم للحشود أفراد ومجموعات من شباب الكنيسة الذين أصروا على عمل إعتصام مفتوح حتى بناء الكنيسة وتقديم الجناة إلى المحاكمة ، ولكن يبدو أن الحل الأول هو الحل الأمثل وبعد أن إشتعلت الأزمة وصارت حديث العديد من الشعوب ، وعد المجلس العسكرى بإعادة بناء الكنيسة وتقديم الجناة إلى المحاكمة ، ولكنه أوفى الوعد الأول ولم يحقق فى الثانى ... وهكذا وصلت الرسالة وهى لا محاكمة لمسلم إغتصب أو قتل أو هدم مسكن مواطن مسيحى ..
** نعم سقطت مصر .. حينما عجزت حكومة شرف عن فرض هيبتها فى موقف درامى لم يحدث فى مصر منذ قيام ثورة 23 يوليو وحتى قبل ذلك فقد خرج أهالى قنا وقاموا بقطع خطوط السكك الحديدية وأوقفوا الطريق البرى والسبب هو قيام الوزارة بتعيين محافظ مسيحى وخرجت اللافتات بصورة طائفية تسب فى الأقباط وتعلن عن ولاية قنا الإسلامية .. وعجزت حكومة شرف المؤقتة وعجز المجلس العسكرى على فرض هيبة الدولة ونجح الإرهابيين فى فرض كلمتهم على جميع من هم فى محافظة قنا وهو ما يشجع الكل على الإنضمام لهذه المظاهرة التى لم تحدث وأكررها منذ ثورة 23 يوليو 1952 ولكنها حدثت بعد 25 يناير 2011 .
** نعم سقطت مصر .. حينما تسببت سيدة ساقطة فى سقوط 15 قتيلا وحرق 3 كنائس فى منطقة إمبابة والسبب هروب ساقطة من زوجها وتعرفها بشاب مسلم والطبيعى هى فى نظر القانون ساقطة ومنحرفة إلا أنها إستطاعت أن تجعل من نفسها سيدة مهمة قامت الحروب فى إمبابة على شرفها .. ولم تكن هذه الساقطة هى الوحيدة التى إستغلت لتهديد الكنائس والأقباط بل لقد سمعنا عن ساقطة أخرى إدعت أنها إختطفت وأجبرت على دق الصليب ثم حلق شعرها وزعمت أنها حجزت فى مكان به صور للسيدة العذراء وبعض القديسين والمطلوب تفتيش كل منزل تشاور عليه هذه المنحرفة وسرقة ونهب المنزل ثم حرقة ..
** نعم سقطت مصر .. حينما جعلنا من إنحراف بعض الفتيات وهروبهم من ذويهم ثم إقامة علاقات جنسية ملتهبة وبعد ذلك الإدعاء من قبل أهلهم أنهم تم إختطافهم وأسلمتهن بالقهر ، نعم هناك حالات تم الضحك عليهم وإجبارهم على إشهار إسلامهن كما أن هناك حالات خرجن للبحث عن الجنس والذى تتحمل أسرهم النصيب الأكبر من هذا الإنحراف .
** نعم سقطت مصر .. حينما يصر المجلس العسكرى للقوات المسلحة على إقامة الإنتخابات البرلمانية قبل التعديل الدستورى بإعتباره مطلب شعبى ، ورغم أن الجميع صرحوا بأنهم خدعوا فى الإستفتاء ورغم أن ورقة الإستفتاء قدمت بطريقة الخدعة والتضليل ورغم سقوط العديد من الأصوات الإنتخابية إلا أن المجلس العسكرى يرفض سماع أى فكر أخر ويصر على إجراء الإنتخابات البرلمانية فى موعدها .. هذا وقد أصدر المجلس العسكرى بيانا يؤكد فيه ذلك بعد تهديد الإخوان وتهديد العوا وتهديد جميع كوادرهم بالتحرير وهو ما يجعلنا نتساءل .. من يحكم مصر ؟ .. هل "الفيس بوك" أم التحرير .. وللأسف الشديد فإن مصر أكبر من الفيس بوك ومن هذا الميدان الذى شهد وجوه لا يمكن أن تعود للوطن إلا فى حالة فقدان هويته وتحوله إلى الحكومات الإسلامية .. إن ما صرح به جماعة الإخوان المسلمين والبيان الذى أصدره المجلس العسكرى هو يدعونا للتساؤل هى مصر فين .. ليتنا نحذف الأغانى الهابطة التى أجادهل ولحنها الإخوان وهى مقاطع الشعارات التى تقول "فلول النظام" .. "الثورة المضادة" .. "الربيع العربى" الذى أطلقته أمريكا لتخدير الشعب المصرى .
** نعم سقطت مصر .. بعد قرار المجلس العسكرى الذى يصر على أن الإستفتاء هو مطلب شعبى فى الوقت الذى يجب أن يعلم الجميع أن هناك محاولة لسرقة الوطن .. كتبنا كثيرا ولكن يبدو أن عقيدة المجلس العسكرى هى تسليم السلطة للإخوان وهى التوصيات التى تطلقها الإدارة الأمريكية وهو ما يهدد به الإخوان .. الأن الملعب أصبح مكشوف واللعب أصبح على المكشوف ، فهل ينهض 80 مليون مواطن مصرى شريف يخرجون على قلب رجل واحد وفكر واحد ليعلنوا نحن 80 مليون مصرى نرفض الإنتخابات البرلمانية قبل الدستور .. نرفض دولة الإخوان مهما تلونوا وغيروا من أسمائهم فماضيهم يفضح ممارساتهم وجرائمهم ودستورهم .. هل نلحق مصر قبل السقوط أم نقول .. سقطت مصر ولا عزاء للمصريين .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق