الاعتصام.. عندما يكون ضروريا/ محمد محمد على جنيدي


كنت قد كتبت من قبل لأرفض أي اعتصام غير مبرر لضمان عدم تعطيل عجلة الإنتاج ولاسيما في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ بلادنا وكذلك حفاظاً على الحد الأدنى للناتج القومي الذي يسمح بسد احتياجاتنا الضرورية، ولكن!..

إذا ما تعلق الأمر بمستقبل ثورتنا الخالدة في يناير.. فهنا أمرٌ مختلف.. بل لعلي أرى اعتصام نخبة من المصريين ليلة جمعة ( الثورة أولا ) هو الأرجح والأرحب توفيقاً شريطة الحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته وعدم المساس بأمنه وأبنائه وبضمان عدم تعطيل عجلة الإنتاج..

إن الأخطار التي تحيط بثورتنا أكثر من أن تحصى.. ولا شك في أن المتربصين بها قد اتفقوا على أمرٍ واحد هو وئد حلم الحرية وإصابتها في مقتل والعودة بنا بين فكي رحى النظام البائد، أو هكذا يحلمون، ولكن خابت أحلامهم.

لقد عرف المصريون الطريق، وبذلوا في سبيل الوصول إليه الغالي والنفيس، ولهذا ليس من الحكمة أن نقابل تدابير الخائنين باسترخاء وتوحدهم باختلاف آرائنا لينالوا من وحدتنا، فيسرقون ثورتنا كما سرقوا أعمارنا وحريتنا ومقدراتنا من قبل.

لهذا كله أرى أن عين مصر تبدو يقظة ساهرة إذا ما كان اعتصام أبنائها سيمضي بها نحو الأفضل وسيضيف لها لا ينقص من مكتسباتها شيئا، والله خير الحافظين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق